مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ابقَ وليًّا ليهوه
    برج المراقبة (‏الطبعة الدراسية)‏ ٢٠١٦ | شباط (‏فبراير)‏
    • يوناثان يتحدث الی داود

      اِبْقَ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ

      ‏«لِيَكُنْ يَهْوَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِي وَنَسْلِكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ».‏ —‏ ١ صم ٢٠:‏٤٢‏.‏

      اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٢٥،‏ ٦٢

      مَا جَوَابُكَ؟‏

      • كَيْفَ أَعْرَبَ يُونَاثَانُ ٱبْنُ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ عَنْ وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ؟‏

      • كَيْفَ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ حِينَ نَشْعُرُ أَنَّ أَحَدَ ٱلْمَسْؤُولِينَ لَا يَسْتَحِقُّ ٱلِٱحْتِرَامَ؟‏

      • كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ حِينَ لَا نُعَامَلُ بِإِنْصَافٍ؟‏

      ١،‏ ٢ لِمَاذَا صَدَاقَةُ يُونَاثَانَ مَعَ دَاوُدَ هِيَ مِثَالٌ بَارِزٌ فِي ٱلْوَلَاءِ؟‏

      لَا شَكَّ أَنَّ يُونَاثَانَ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ أُعْجِبَ كَثِيرًا بِشَجَاعَةِ دَاوُدَ.‏ فَقَدْ قَتَلَ هٰذَا ٱلْفَتَى جُلْيَاتَ ٱلْعِمْلَاقَ وَأَحْضَرَ «رَأْسَ ٱلْفِلِسْطِيِّ بِيَدِهِ» إِلَى ٱلْمَلِكِ.‏ (‏١ صم ١٧:‏٥٧‏)‏ وَبَعْدَمَا أَيْقَنَ يُونَاثَانُ أَنَّ دَاوُدَ يَحْظَى بِدَعْمِ ٱللّٰهِ،‏ ‹تَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِنَفْسِ دَاوُدَ›.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ قَطَعَ مَعَهُ عَهْدًا «لِأَنَّهُ أَحَبَّهُ كَنَفْسِهِ».‏ (‏١ صم ١٨:‏١-‏٣‏)‏ وَبَقِيَ يُونَاثَانُ طَوَالَ حَيَاتِهِ وَلِيًّا لِدَاوُدَ.‏

      ٢ لَقَدْ صَمَدَتْ صَدَاقَةُ يُونَاثَانَ وَدَاوُدَ،‏ رَغْمَ أَنَّ ٱللّٰهَ كَانَ قَدِ ٱخْتَارَ دَاوُدَ لِيَكُونَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلتَّالِيَ.‏ وَعِنْدَمَا سَعَى شَاوُلُ لِقَتْلِ دَاوُدَ،‏ قَلِقَ يُونَاثَانُ عَلَى صَدِيقِهِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ ذَهَبَ إِلَى حُرْشَةَ فِي بَرِّيَّةِ يَهُوذَا لِكَيْ يُشَجِّعَهُ وَ «يُشَدِّدَ يَدَهُ بِٱللّٰهِ».‏ وَقَالَ لَهُ:‏ «لَا تَخَفْ،‏ .‏ .‏ .‏ أَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى إِسْرَائِيلَ،‏ وَأَنَا أَكُونُ لَكَ ثَانِيًا».‏ —‏ ١ صم ٢٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ٣ مَاذَا ٱحْتَلَّ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي قَلْبِ يُونَاثَانَ،‏ وَكَيْفَ نَعْرِفُ ذٰلِكَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      ٣ مَنْ مِنَّا لَا يُقَدِّرُ صِفَةَ ٱلْوَلَاءِ بَيْنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ؟‏!‏ وَلٰكِنْ إِذَا لَمْ يُثِرْ إِعْجَابَنَا إِلَّا وَلَاءُ يُونَاثَانَ لِدَاوُدَ،‏ فَسَيَفُوتُنَا دَرْسٌ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ فَٱلْوَلَاءُ لِلّٰهِ ٱحْتَلَّ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي قَلْبِ يُونَاثَانَ.‏ وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ كَانَ وَلِيًّا لِدَاوُدَ وَلَمْ يَغَرْ مِنْهُ وَيَعْتَبِرْهُ مُنَافِسًا لَهُ،‏ وَإِلَّا لَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ «لِيُشَدِّدَ يَدَهُ بِٱللّٰهِ».‏ وَقَدْ بَقِيَ يُونَاثَانُ وَدَاوُدُ كِلَاهُمَا وَلِيَّيْنِ لِيَهْوَهَ وَوَاحِدُهُمَا لِلْآخَرِ،‏ وَوَفَيَا بِٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَاهُ:‏ «لِيَكُنْ يَهْوَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ نَسْلِي وَنَسْلِكَ إِلَى ٱلدَّهْرِ».‏ —‏ ١ صم ٢٠:‏٤٢‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ كَيْفَ نَشْعُرُ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ؟‏ (‏ب)‏ فِيمَ سَنَتَأَمَّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ٤ نَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِعَائِلَتِنَا وَأَصْدِقَائِنَا وَرُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏١ تس ٢:‏١٠،‏ ١١‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْوَلَاءَ لِيَهْوَهَ يَجِبُ أَنْ يَحْتَلَّ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي قَلْبِنَا،‏ لِأَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي وَهَبَنَا نِعْمَةَ ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ وَعِنْدَئِذٍ فَقَطْ سَنَشْعُرُ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ.‏ لٰكِنَّ وَلَاءَنَا لِلّٰهِ يَجِبُ أَلَّا يَتَزَعْزَعَ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ.‏ لِذَا سَنَتَأَمَّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ فِي مِثَالِ يُونَاثَانَ وَنَرَى كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ فِي وَجْهِ أَرْبَعَةِ تَحَدِّيَاتٍ:‏ (‏١)‏ حِينَ نَشْعُرُ أَنَّ أَحَدَ ٱلْمَسْؤُولِينَ لَا يَسْتَحِقُّ ٱلِٱحْتِرَامَ،‏ (‏٢)‏ حِينَ يَتَجَاذَبُ طَرَفَانِ وَلَاءَنَا،‏ (‏٣)‏ حِينَ يُسِيءُ ٱلْآخَرُونَ فَهْمَنَا أَوِ ٱلظَّنَّ بِنَا،‏ وَ (‏٤)‏ حِينَ يَتَضَارَبُ ٱلْوَلَاءُ مَعَ ٱلْمَصْلَحَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏

      حِينَ نَشْعُرُ أَنَّ أَحَدَ ٱلْمَسْؤُولِينَ لَا يَسْتَحِقُّ ٱلِٱحْتِرَامَ

      ٥ لِمَ وُضِعَ وَلَاءُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ تَحْتَ حُكْمِ شَاوُلَ؟‏

      ٥ وَجَدَ يُونَاثَانُ وَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْفُسَهُمْ فِي مَأْزِقٍ حِينَ تَمَرَّدَ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ وَرَفَضَهُ يَهْوَهُ.‏ (‏١ صم ١٥:‏١٧-‏٢٣‏)‏ فَبِمَا أَنَّ ٱللّٰهَ لَمْ يَعْزِلْهُ عَنْ مَنْصِبِهِ فَوْرًا،‏ وُضِعَ وَلَاؤُهُمْ لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏ فَكَيْفَ يَكُونُونَ أَوْلِيَاءَ لِلّٰهِ،‏ وَٱلْمَلِكُ ٱلْجَالِسُ عَلَى «عَرْشِ يَهْوَهَ» فَاسِدٌ؟‏!‏ —‏ ١ اخ ٢٩:‏٢٣‏.‏

      ٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يُونَاثَانَ حَافَظَ عَلَى وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ؟‏

      ٦ حَافَظَ يُونَاثَانُ عَلَى وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ عِنْدَمَا بَدَأَ أَبُوهُ شَاوُلُ يَتَمَرَّدُ.‏ (‏١ صم ١٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَعِنْدَمَا هَدَّدَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ إِسْرَائِيلَ بِجَيْشٍ يَضُمُّ ٠٠٠‏,٣٠ مَرْكَبَةٍ،‏ كَانَ لَدَى شَاوُلَ ٦٠٠ جُنْدِيٍّ فَقَطْ،‏ وَلَمْ يُوجَدْ سِلَاحٌ إِلَّا فِي يَدِهِ هُوَ وَيُونَاثَانَ.‏ لٰكِنَّ يُونَاثَانَ لَمْ يَخَفْ،‏ بَلْ تَذَكَّرَ مَا قَالَهُ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ:‏ «يَهْوَهُ لَا يَتَخَلَّى عَنْ شَعْبِهِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ ٱلْعَظِيمِ».‏ (‏١ صم ١٢:‏٢٢‏)‏ فَهَاجَمَ مَرْكَزَ طَلِيعَةِ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ بِرِفْقَةِ حَامِلِ سِلَاحِهِ،‏ مُقْتَنِعًا أَنْ «لَا شَيْءَ يُعِيقُ يَهْوَهَ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِٱلْكَثِيرِ أَوْ بِٱلْقَلِيلِ».‏ فَضَرَبَا مِنَ ٱلْأَعْدَاءِ نَحْوَ ٢٠ رَجُلًا.‏ ثُمَّ «تَزَلْزَلَتِ ٱلْأَرْضُ،‏ وَكَانَتْ رِعْدَةٌ مِنَ ٱللّٰهِ».‏ فَدَبَّتِ ٱلْفَوْضَى بَيْنَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ وَقَامَ وَاحِدُهُمْ عَلَى ٱلْآخَرِ.‏ وَهٰكَذَا تَحَقَّقَ ٱلنَّصْرُ بِفَضْلِ إِيمَانِ يُونَاثَانَ بِيَهْوَهَ.‏ —‏ ١ صم ١٣:‏٥،‏ ١٥،‏ ٢٢؛‏ ١٤:‏١،‏ ٢،‏ ٦،‏ ١٤،‏ ١٥،‏ ٢٠‏.‏

      ٧ كَيْفَ عَامَلَ يُونَاثَانُ أَبَاهُ؟‏

      ٧ اِسْتَمَرَّ يُونَاثَانُ يَتَعَاوَنُ مَعَ أَبِيهِ شَاوُلَ كُلَّمَا أَمْكَنَ،‏ مَعَ أَنَّ ٱلْأَخِيرَ تَمَادَى فِي عِصْيَانِ يَهْوَهَ.‏ مَثَلًا،‏ حَارَبَ يُونَاثَانُ إِلَى جَانِبِ أَبِيهِ دِفَاعًا عَنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ —‏ ١ صم ٣١:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٨،‏ ٩ كَيْفَ يُظْهِرُ خُضُوعُنَا لِلسُّلْطَةِ أَنَّنَا أَوْلِيَاءُ لِلّٰهِ؟‏

      ٨ اِقْتِدَاءً بِيُونَاثَانَ،‏ نُظْهِرُ وَلَاءَنَا لِيَهْوَهَ بِخُضُوعِنَا ٱلنِّسْبِيِّ «لِلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةِ» كَمَا أَوْصَانَا،‏ وَلَوْ شَعَرْنَا أَنَّ بَعْضَهُمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ ٱلِٱحْتِرَامَ.‏ ‏(‏اقرأ روما ١٣:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ حَتَّى إِذَا كَانَ أَحَدُ ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلْحُكُومِيِّينَ فَاسِدًا،‏ فَنَحْنُ نَحْتَرِمُهُ بِسَبَبِ مَرْكَزِهِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يَدْفَعُنَا وَلَاؤُنَا لِيَهْوَهَ أَنْ نَحْتَرِمَ كُلَّ ٱلَّذِينَ فَوَّضَ إِلَيْهِمِ ٱلسُّلْطَةَ.‏ —‏ ١ كو ١١:‏٣؛‏ عب ١٣:‏١٧‏.‏

      اخت تودِّع زوجها الذاهب ليلعب الغولف،‏ قبل ان تخرج الی خدمة الحقل مع ابنيها

      يُعْرِبُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَنْ وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ بِٱحْتِرَامِ رَفِيقِ زَوَاجِهِ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩.‏)‏

      ٩ فِي أَمِيرْكَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ،‏ أَظْهَرَتْ أُولْغَا‏[١]‏ وَلَاءَهَا لِلّٰهِ بِٱحْتِرَامِ زَوْجِهَا،‏ رَغْمَ أَنَّهُ عَامَلَهَا مُعَامَلَةً سَيِّئَةً طَوَالَ سَنَوَاتٍ لِأَنَّهَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ فَكَانَ يَجْرَحُ مَشَاعِرَهَا وَيُهِينُهَا وَيَرْفُضُ ٱلتَّحَدُّثَ إِلَيْهَا.‏ كَمَا هَدَّدَهَا بِأَنْ يَتْرُكَهَا وَيَحْرِمَهَا مِنِ ٱبْنَيْهَا.‏ لٰكِنَّهَا لَمْ تُبَادِلْهُ سُوءًا بِسُوءٍ.‏ بَلْ بَذَلَتْ وِسْعَهَا لِتَكُونَ زَوْجَةً صَالِحَةً.‏ فَظَلَّتْ تُعِدُّ لَهُ ٱلطَّعَامَ وَتَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَتَعْتَنِي بِأَقْرِبَائِهِ.‏ (‏رو ١٢:‏١٧‏)‏ وَكُلَّمَا أَمْكَنَ،‏ كَانَتْ تُرَافِقُهُ لِزِيَارَةِ عَائِلَتِهِ أَوْ أَصْدِقَائِهِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ حِينَ كَانَ ذَاهِبًا إِلَى مَدِينَةٍ أُخْرَى لِحُضُورِ جَنَازَةِ أَبِيهِ،‏ جَهَّزَتِ ٱلْوَلَدَيْنِ وَأَعَدَّتْ مَا يَلْزَمُ لِلرِّحْلَةِ.‏ وَهُنَاكَ ٱنْتَظَرَتْهُ عِنْدَ بَابِ ٱلْكَنِيسَةِ حَتَّى ٱنْتَهَتْ مَرَاسِمُ ٱلدَّفْنِ.‏ وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ،‏ أَثْمَرَ صَبْرُهَا وَٱحْتِرَامُهَا لَهُ.‏ فَبَدَأَ مَوْقِفُهُ يَلِينُ،‏ وَهُوَ ٱلْآنَ يُشَجِّعُهَا عَلَى ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَيُوصِلُهَا إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ يَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِرِفْقَتِهَا مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ.‏ —‏ ١ بط ٣:‏١‏.‏

      حِينَ يَتَجَاذَبُ طَرَفَانِ وَلَاءَنَا

      ١٠ لِمَ ٱخْتَارَ يُونَاثَانُ أَنْ يَبْقَى وَلِيًّا لِدَاوُدَ؟‏

      ١٠ وَجَدَ يُونَاثَانُ نَفْسَهُ بَيْنَ نَارَيْنِ حِينَ صَمَّمَ شَاوُلُ عَلَى قَتْلِ دَاوُدَ.‏ فَكَيْفَ يُوَفِّقُ بَيْنَ عَهْدِهِ مَعَ صَدِيقِهِ وَخُضُوعِهِ لِأَبِيهِ؟‏!‏ لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّ دَاوُدَ هُوَ ٱلَّذِي يَحْظَى بِدَعْمِ ٱللّٰهِ.‏ لِذَا ٱخْتَارَ أَنْ يَبْقَى وَلِيًّا لَهُ.‏ فَحَذَّرَهُ كَيْ يَخْتَبِئَ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ حَسَنًا مَعَ شَاوُلَ.‏ —‏ اقرأ ١ صموئيل ١٩:‏١-‏٦‏.‏

      ١١،‏ ١٢ كَيْفَ تَدْفَعُنَا ٱلْمَحَبَّةُ لِلّٰهِ أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ لَهُ؟‏

      ١١ تَوَجَّبَ عَلَى أُخْتٍ أُوسْتْرَالِيَّةٍ ٱسْمُهَا أَلِيس أَنْ تُقَرِّرَ لِمَنْ تَدِينُ بِوَلَائِهَا.‏ فَعِنْدَمَا بَدَأَتْ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ أَخَذَتْ تُخْبِرُ عَائِلَتَهَا عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي تَتَعَلَّمُهَا.‏ ثُمَّ أَعْلَمَتْهُمْ أَنَّهَا لَنْ تُعَيِّدَ مَعَهُمْ عِيدَ ٱلْمِيلَادِ وَشَرَحَتْ لَهُمُ ٱلْأَسْبَابَ.‏ فَخَابَ ظَنُّهُمْ،‏ وَتَطَوَّرَتْ خَيْبَتُهُمْ تَدْرِيجِيًّا إِلَى غَضَبٍ شَدِيدٍ.‏ فَقَدْ شَعَرُوا أَنَّهَا تُدِيرُ ظَهْرَهَا لِلْعَائِلَةِ.‏ تَرْوِي أَلِيس:‏ «تَبَرَّأَتْ أُمِّي مِنِّي.‏ فَصُدِمْتُ وَجُرِحْتُ فِي ٱلصَّمِيمِ.‏ فَأَنَا أُحِبُّ عَائِلَتِي.‏ لٰكِنِّي صَمَّمْتُ أَنْ أَضَعَ وَلَائِي لِيَهْوَهَ وَٱبْنِهِ فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلْأُولَى،‏ وَٱعْتَمَدْتُ فِي ٱلْمَحْفِلِ ٱلتَّالِي».‏ —‏ مت ١٠:‏٣٧‏.‏

      ١٢ إِنَّ ٱلْوَلَاءَ لِبَلَدِنَا أَوْ مَدْرَسَتِنَا أَوِ ٱلتَّعَصُّبَ لِفَرِيقٍ رِيَاضِيٍّ يُمْكِنُ أَنْ يَطْغَى تَدْرِيجِيًّا عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ إِنْ لَمْ نَحْتَرِسْ.‏ مَثَلًا،‏ أَحَبَّ هَنْرِي ٱلشَّطْرَنْجَ.‏ وَٱعْتَادَتْ مَدْرَسَتُهُ أَنْ تَرْبَحَ ٱلْبُطُولَةَ.‏ فَكَانَ يَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِهِ لِلْفَوْزِ.‏ لٰكِنَّهُ يَعْتَرِفُ:‏ «طَغَى ٱلْوَلَاءُ لِلْمَدْرَسَةِ شَيْئًا فَشَيْئًا عَلَى وَلَائِي لِيَهْوَهَ.‏ فَمُبَارَيَاتُ ٱلشَّطْرَنْجِ فِي نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ حَلَّتْ مَحَلَّ خِدْمَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ لِذَا قَرَّرْتُ أَنْ أَتْرُكَ فَرِيقَ ٱلشَّطْرَنْجِ».‏ —‏ مت ٦:‏٣٣‏.‏

      ١٣ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْوَلَاءُ لِلّٰهِ عَلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟‏

      ١٣ أَحْيَانًا،‏ يُفْرَضُ عَلَى ٱلشَّخْصِ تَقْسِيمُ وَلَائِهِ بَيْنَ مُخْتَلِفِ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِ.‏ وَهٰذَا وَضْعٌ لَا يُحْسَدُ عَلَيْهِ.‏ يُخْبِرُ كِين:‏ «كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَزُورَ أُمِّي ٱلْمُسِنَّةَ بِٱنْتِظَامٍ وَأَدْعُوَهَا أَحْيَانًا إِلَى ٱلْمَبِيتِ عِنْدَنَا.‏ لٰكِنَّ أُمِّي وَزَوْجَتِي لَمْ تَكُونَا تَتَّفِقَانِ.‏ وَهٰذَا أَوْقَعَنِي فِي مُعْضِلَةٍ؛‏ فَوَيْلِي إِذَا أَرْضَيْتُ زَوْجَتِي،‏ وَوَيْلِي إِذَا أَرْضَيْتُ أُمِّي.‏ لٰكِنِّي أَدْرَكْتُ أَنَّ زَوْجَتِي أَحَقُّ بِوَلَائِي فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ.‏ فَتَوَصَّلْتُ إِلَى حَلٍّ يُرْضِيهَا».‏ ثُمَّ بِدَافِعِ ٱلْوَلَاءِ لِلّٰهِ وَٱلِٱحْتِرَامِ لِكَلِمَتِهِ،‏ تَشَجَّعَ كِين وَشَرَحَ لِزَوْجَتِهِ لِمَ يَجِبُ أَنْ تُعَامِلَ أُمَّهُ بِلُطْفٍ،‏ وَأَوْضَحَ لِأُمِّهِ لِمَ يَجِبُ أَنْ تَحْتَرِمَ زَوْجَتَهُ.‏ —‏ اقرإ التكوين ٢:‏٢٤؛‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٤،‏ ٥‏.‏

      حِينَ يُسِيءُ ٱلْآخَرُونَ فَهْمَنَا أَوِ ٱلظَّنَّ بِنَا

      ١٤ كَيْفَ عَامَلَ شَاوُلُ يُونَاثَانَ؟‏

      ١٤ قَدْ يُوضَعُ وَلَاؤُنَا لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ يُسِيءُ أَخٌ مَسْؤُولٌ ٱلظَّنَّ بِنَا.‏ وَهٰذَا مَا مَرَّ بِهِ يُونَاثَانُ.‏ فَٱلْمَلِكُ شَاوُلُ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ لَمْ يَفْهَمْ سَبَبَ مَحَبَّةِ ٱبْنِهِ لِدَاوُدَ.‏ فَأَهَانَ يُونَاثَانَ فِي فَوْرَةِ غَضَبٍ عَلَى مَرْأًى مِنْ كَثِيرِينَ.‏ لٰكِنَّ يُونَاثَانَ لَمْ يُبَادِلْهُ ٱلْإِهَانَةَ،‏ وَلَا تَخَلَّى عَنْ وَلَائِهِ لِلّٰهِ وَلِدَاوُدَ ٱلَّذِي كَانَ سَيُصْبِحُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ.‏ —‏ ١ صم ٢٠:‏٣٠-‏٤١‏.‏

      ١٥ مَاذَا نَفْعَلُ إِنْ لَمْ نُعَامَلْ بِإِنْصَافٍ؟‏

      ١٥ وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْيَوْمَ،‏ يَسْعَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا إِلَى مُعَامَلَةِ ٱلْجَمِيعِ بِإِنْصَافٍ.‏ لٰكِنَّهُمْ نَاقِصُونَ وَقَدْ يُسِيئُونَ أَحْيَانًا فَهْمَ تَصَرُّفَاتِنَا.‏ (‏١ صم ١:‏١٣-‏١٧‏)‏ وَلٰكِنْ حَتَّى لَوْ أَسَاءَ ٱلْآخَرُونَ فَهْمَنَا أَوِ ٱلظَّنَّ بِنَا،‏ فَلْنُصَمِّمْ عَلَى ٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ.‏

      حِينَ يَتَضَارَبُ ٱلْوَلَاءُ مَعَ ٱلْمَصْلَحَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ

      ١٦ تَحْتَ أَيَّةِ ظُرُوفٍ يَتَطَلَّبُ ٱلْوَلَاءُ لِلّٰهِ بَذْلَ ٱلتَّضْحِيَاتِ؟‏

      ١٦ حَثَّ شَاوُلُ يُونَاثَانَ أَنْ يَطْلُبَ مَصْلَحَتَهُ ٱلشَّخْصِيَّةَ.‏ (‏١ صم ٢٠:‏٣١‏)‏ لٰكِنَّ يُونَاثَانَ كَانَ وَلِيًّا لِلّٰهِ،‏ فَصَادَقَ دَاوُدَ بَدَلَ أَنْ يَسْعَى إِلَى ٱلْمُلْكِ بِأَنَانِيَّةٍ.‏ وَيَسْهُلُ عَلَيْنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِمِثَالِهِ حِينَ نُبْقِي فِي بَالِنَا أَنَّ ٱللّٰهَ يَرْضَى عَنِ ٱلَّذِي «يَحْلِفُ لِضَرَرِهِ وَلَا يُغَيِّرُ».‏ (‏مز ١٥:‏٤‏)‏ فَمِثْلَمَا ٱلْتَزَمَ يُونَاثَانُ بِعَهْدِهِ مَعَ دَاوُدَ،‏ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَلَّا نُخْلِفَ بِوُعُودِنَا.‏ مَثَلًا،‏ إِذَا عَقَدْنَا ٱتِّفَاقِيَّةَ عَمَلٍ،‏ يَدْفَعُنَا وَلَاؤُنَا لِلّٰهِ وَٱحْتِرَامُنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلِٱلْتِزَامِ بِشُرُوطِهَا،‏ حَتَّى لَوْ أَصْبَحَ ذٰلِكَ صَعْبًا.‏ وَمَا ٱلْقَوْلُ إِذَا لَمْ تَسِرِ ٱلْأُمُورُ عَلَى مَا يُرَامُ فِي زَوَاجِنَا؟‏ سَتَدْفَعُنَا مَحَبَّتُنَا لِلّٰهِ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِرَفِيقِ زَوَاجِنَا.‏ —‏ اقرأ ملاخي ٢:‏١٣-‏١٦‏.‏

      رجل يعقد اتفاقية عمل مع زوجين،‏ ثم يدرك لاحقا ان الالتزام بشروطها سيكون صعبا

      اَلِٱلْتِزَامُ بِٱتِّفَاقِيَّاتِ ٱلْعَمَلِ قَدْ يَضَعُ وَلَاءَنَا لِلّٰهِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.‏)‏

      ١٧ كَيْفَ ٱسْتَفَدْتَ مِنْ دَرْسِ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ١٧ أَلَا يَدْفَعُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِ يُونَاثَانَ إِلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِوَلَائِهِ لِلّٰهِ؟‏ فَلْنَبْقَ مِثْلَهُ أَوْلِيَاءَ لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا،‏ حَتَّى حِينَ يُخَيِّبُونَ أَمَلَنَا.‏ وَلَا نَسْعَ أَبَدًا وَرَاءَ مَصْلَحَتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ فَحِينَ نُحَافِظُ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ فِي وَجْهِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ،‏ نَشْعُرُ بِٱكْتِفَاءٍ عَظِيمٍ لِأَنَّنَا نُفَرِّحُ قَلْبَهُ.‏ (‏ام ٢٧:‏١١‏)‏ كَمَا أَنَّنَا نَرَى كَيْفَ يَعْمَلُ لِخَيْرِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَسْتَمِدُّ دُرُوسًا إِضَافِيَّةً فِي ٱلْوَلَاءِ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْإِيجَابِيَّةِ وَٱلسَّلْبِيَّةِ لِبَعْضِ مُعَاصِرِي دَاوُدَ.‏

  • تعلَّمْ من خدام يهوه الاولياء
    برج المراقبة (‏الطبعة الدراسية)‏ ٢٠١٦ | شباط (‏فبراير)‏
    • داود يمنع أبيشاي من قتل الملك شاول

      تَعَلَّمْ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءِ

      ‏«مَعَ ٱلْوَلِيِّ تَعْمَلُ بِوَلَاءٍ».‏ —‏ مز ١٨:‏٢٥‏.‏

      اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٣،‏ ٤٣

      مَا جَوَابُكَ؟‏

      • لِمَنْ نَدِينُ بِٱلْوَلَاءِ؟‏

      • لِمَ كَانَ مَوْقِفُ يُونَاثَانَ مِنْ دَاوُدَ مُخْتَلِفًا عَنْ مَوْقِفِ أَبْنِيرَ؟‏

      • أَيَّةُ صِفَاتٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ لِلّٰهِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١،‏ ٢ كَيْفَ أَعْرَبَ دَاوُدُ عَنْ وَلَائِهِ لِلّٰهِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      تَحْتَ سِتَارِ ٱلظَّلَامِ،‏ يَتَسَلَّلُ دَاوُدُ وَأَبِيشَايُ إِلَى قَلْبِ مُعَسْكَرِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ ٱلَّذِي أَتَى إِلَى بَرِّيَّةِ يَهُوذَا عَلَى رَأْسِ ٠٠٠‏,٣ جُنْدِيٍّ بَحْثًا عَنْ دَاوُدَ لِقَتْلِهِ.‏ فَيَجِدَانِهِ غَارِقًا فِي ٱلنَّوْمِ،‏ وَٱلْجُنُودُ مُضْطَجِعُونَ حَوْلَهُ.‏ فَيَهْمِسُ أَبِيشَايُ إِلَى دَاوُدَ:‏ «دَعْنِي أُسَمِّرُ [شَاوُلَ] إِلَى ٱلْأَرْضِ بِٱلرُّمْحِ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَا أُثَنِّي عَلَيْهِ».‏ لٰكِنَّ دَاوُدَ يُجِيبُهُ:‏ «لَا تُهْلِكْهُ،‏ فَمَنِ ٱلَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ وَيَبْقَى بَرِيئًا؟‏ .‏ .‏ .‏ حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ يَهْوَهَ أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ!‏».‏ —‏ ١ صم ٢٦:‏٨-‏١٢‏.‏

      ٢ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ وَلَاءَهُ لِلّٰهِ يَقْتَضِي أَنْ يَحْتَرِمَ ٱلْمَلِكَ ٱلَّذِي مَسَحَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ.‏ لِذَا لَمْ يَخْطُرْ بِبَالِهِ قَطُّ أَنْ يُؤْذِيَ شَاوُلَ.‏ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنْ جَمِيعِ خُدَّامِهِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱلْوَلَاءِ وَيَحْتَرِمُوا ٱلَّذِينَ يُعَيِّنُهُمْ فِي مَرَاكِزِ مَسْؤُولِيَّةٍ.‏ —‏ اقرإ المزمور ١٨:‏٢٥‏.‏

      ٣ كَيْفَ أَظْهَرَ أَبِيشَايُ ٱلْوَلَاءَ لِدَاوُدَ؟‏

      ٣ أَعْرَبَ أَبِيشَايُ أَيْضًا عَنِ ٱلْوَلَاءِ بِٱحْتِرَامِهِ دَاوُدَ بِصِفَتِهِ مَسِيحَ يَهْوَهَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ بَعْدَمَا زَنَى دَاوُدُ مَعَ بَثْشَبَعَ،‏ حَاوَلَ أَنْ يَتَسَتَّرَ عَلَى فِعْلَتِهِ.‏ فَأَمَرَ يُوآبَ،‏ أَخَا أَبِيشَايَ،‏ أَنْ يُدَبِّرَ مَقْتَلَ زَوْجِهَا أُورِيَّا فِي ٱلْمَعْرَكَةِ.‏ (‏٢ صم ١١:‏٢-‏٤،‏ ١٤،‏ ١٥؛‏ ١ اخ ٢:‏١٦‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ أَبِيشَايَ رُبَّمَا عَلِمَ بِذٰلِكَ،‏ ٱسْتَمَرَّ فِي ٱحْتِرَامِ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللّٰهُ.‏ كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَسْتَغِلَّ إِطْلَاقًا نُفُوذَهُ كَقَائِدٍ عَسْكَرِيٍّ لِيَسْتَوْلِيَ عَلَى عَرْشِ إِسْرَائِيلَ.‏ بَلْ دَافَعَ عَنْ دَاوُدَ فِي وَجْهِ ٱلْخَوَنَةِ وَٱلْأَعْدَاءِ.‏ —‏ ٢ صم ١٠:‏١٠؛‏ ٢٠:‏٦؛‏ ٢١:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ٤ (‏أ)‏ كَيْفَ رَسَمَ لَنَا دَاوُدُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلْوَلَاءِ لِلّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ أُخْرَى سَنَتَأَمَّلُ فِيهَا؟‏

      ٤ لَقَدْ ظَلَّ دَاوُدُ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏ فَفِي شَبَابِهِ،‏ وَاجَهَ ٱلْعِمْلَاقَ جُلْيَاتَ ٱلَّذِي تَجَرَّأَ أَنْ «يُعَيِّرَ صُفُوفَ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ».‏ (‏١ صم ١٧:‏٢٣،‏ ٢٦،‏ ٤٨-‏٥١‏)‏ وَبَعْدَمَا أَصْبَحَ مَلِكًا وَتَوَرَّطَ فِي خَطَايَا خَطِيرَةٍ كَٱلزِّنَى وَٱلْقَتْلِ،‏ قَبِلَ ٱلتَّوْبِيخَ مِنَ ٱلنَّبِيِّ نَاثَانَ وَتَابَ.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١-‏٥،‏ ١٣‏)‏ حتَّى بَعْدَ أَنْ شَاخَ،‏ أَعْرَبَ عَنْ وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ بِتَقْدِيمِ تَبَرُّعَاتٍ سَخِيَّةٍ لِلْمُسَاهَمَةِ فِي بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ (‏١ اخ ٢٩:‏١-‏٥‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ ظَلَّ وَلِيًّا لِلّٰهِ رَغْمَ أَنَّهُ ٱرْتَكَبَ أَخْطَاءً فَادِحَةً.‏ (‏مز ٥١:‏٤،‏ ١٠؛‏ ٨٦:‏٢‏)‏ وَسَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ رِوَايَاتٍ عَنْ دَاوُدَ وَبَعْضِ مُعَاصِرِيهِ تُظْهِرُ لَنَا لِمَنْ نَدِينُ بِٱلْوَلَاءِ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى،‏ وَأَيَّةُ صِفَاتٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ.‏

      لِمَنْ نَدِينُ بِٱلْوَلَاءِ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى؟‏

      ٥ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنَ ٱلْخَطَإِ ٱلَّذِي وَقَعَ فِيهِ أَبِيشَايُ؟‏

      ٥ حِينَ تَسَلَّلَ أَبِيشَايُ إِلَى مُعَسْكَرِ شَاوُلَ مُتَحَمِّسًا لِقَتْلِهِ،‏ طَغَى وَلَاؤُهُ لِدَاوُدَ عَلَى وَلَائِهِ لِيَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّ دَاوُدَ ٱنْتَهَرَهُ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ «إِلَى مَسِيحِ يَهْوَهَ».‏ (‏١ صم ٢٦:‏٨-‏١١‏)‏ وَنَحْنُ نَسْتَمِدُّ دَرْسًا مُهِمًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ.‏ فَعِنْدَمَا يَتَجَاذَبُ طَرَفَانِ وَلَاءَنَا،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَرْشِدَ بِمَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِنُحَدِّدَ مَنْ هُوَ ٱلْأَحَقُّ بِوَلَائِنَا.‏

      ٦ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ حِينَ يَرْتَكِبُ أَحَدُ أَحِبَّائِنَا خَطَأً خَطِيرًا أَوْ يَتْرُكُ ٱلْحَقَّ؟‏

      ٦ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ نُحِبُّهُمْ،‏ كَأَصْدِقَائِنَا وَأَفْرَادِ عَائِلَتِنَا.‏ لٰكِنَّ مَشَاعِرَنَا يُمْكِنُ أَنْ تُضَلِّلَنَا،‏ لِأَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ.‏ (‏ار ١٧:‏٩‏)‏ لِذَا حِينَ يَرْتَكِبُ أَحَدُ أَحِبَّائِنَا خَطَأً خَطِيرًا أَوْ يَتْرُكُ ٱلْحَقَّ،‏ يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّنَا نَدِينُ بِوَلَائِنَا لِيَهْوَهَ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى.‏ —‏ اقرأ متى ٢٢:‏٣٧‏.‏

      ٧ كَيْفَ بَقِيَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ وَلِيَّةً لِيَهْوَهَ حِينَ وَاجَهَتْ وَضْعًا حَرِجًا؟‏

      ٧ يُوضَعُ وَلَاؤُنَا لِيَهْوَهَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ يُفْصَلُ أَحَدُ أَقْرِبَائِنَا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ مَثَلًا،‏ ثَمَّةَ أُخْتٌ ٱسْمُهَا أَنِيتَا‏[١]‏ ٱتَّصَلَتْ بِهَا هَاتِفِيًّا أُمُّهَا ٱلْمَفْصُولَةُ وَٱلْتَمَسَتْ مِنْهَا أَنْ تَسْمَحَ لَهَا بِزِيَارَتِهَا،‏ لِأَنَّ عَزْلَهَا عَنِ ٱلْعَائِلَةِ آلَمَهَا كَثِيرًا.‏ فَحَزَّ ٱلْأَمْرُ فِي نَفْسِ أَنِيتَا وَوَعَدَتْهَا أَنْ تَرُدَّ عَلَيْهَا بِرِسَالَةٍ.‏ وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ تُبَاشِرَ كِتَابَتَهَا،‏ رَاجَعَتْ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏١ كو ٥:‏١١؛‏ ٢ يو ٩-‏١١‏)‏ ثُمَّ كَتَبَتْ إِلَيْهَا وَذَكَّرَتْهَا بِلُطْفٍ أَنَّهَا هِيَ ٱلَّتِي عَزَلَتْ نَفْسَهَا عَنِ ٱلْعَائِلَةِ بِخَطَئِهَا وَعَدَمِ تَوْبَتِهَا.‏ وَأَوْضَحَتْ لَهَا:‏ «إِنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْوَحِيدَةَ لِتَرْتَاحِي مِنْ أَلَمِكِ هِيَ ٱلرُّجُوعُ إِلَى يَهْوَهَ».‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

      ٨ أَيَّةُ صِفَاتٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِلّٰهِ؟‏

      ٨ ثَمَّةَ ثَلَاثُ صِفَاتٍ سَاعَدَتْ خُدَّامَ ٱللّٰهِ زَمَنَ دَاوُدَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى وَلَائِهِمْ،‏ وَهِيَ ٱلتَّوَاضُعُ وَٱللُّطْفُ وَٱلشَّجَاعَةُ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ وَاحِدَةً فَوَاحِدَةً وَنَرَ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِلّٰهِ.‏

      اَلْوَلَاءُ لِلّٰهِ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّوَاضُعَ

      ٩ لِمَ سَعَى أَبْنِيرُ إِلَى قَتْلِ دَاوُدَ؟‏

      ٩ كَانَ يُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ وَرَئِيسُ ٱلْجَيْشِ أَبْنِيرُ كِلَاهُمَا حَاضِرَيْنِ حِينَ أَتَى دَاوُدُ بِرَأْسِ جُلْيَاتَ إِلَى ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ.‏ فَصَادَقَ يُونَاثَانُ دَاوُدَ وَبَقِيَ وَلِيًّا لَهُ طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏ (‏١ صم ١٧:‏٥٧–‏١٨:‏٣‏)‏ أَمَّا أَبْنِيرُ فَكَانَ مَوْقِفُهُ مُخْتَلِفًا.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ عَرَفَ كَيُونَاثَانَ أَنَّ ٱللّٰهَ ٱخْتَارَ دَاوُدَ مَلِكًا،‏ سَانَدَ شَاوُلَ لَاحِقًا فِي مَسَاعِيهِ لِقَتْلِ دَاوُدَ.‏ (‏١ صم ٢٦:‏١-‏٥؛‏ مز ٥٤:‏٣‏)‏ وَبَعْدَ مَوْتِ شَاوُلَ،‏ لَمْ يُؤَيِّدْ دَاوُدَ،‏ بَلْ دَعَمَ إِيشْبُوشَثَ بْنَ شَاوُلَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ لَاحِقًا عَلَى سُرِّيَّةِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ،‏ رُبَّمَا لِأَنَّهُ كَانَ يَطْمَحُ إِلَى ٱلْعَرْشِ.‏ فَلِمَ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُهُ مِنْ دَاوُدَ عَنْ مَوْقِفِ يُونَاثَانَ؟‏ لِأَنَّهُ ٱفْتَقَرَ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَلَاءِ لِلّٰهِ.‏ —‏ ٢ صم ٢:‏٨-‏١٠؛‏ ٣:‏٦-‏١١‏.‏

      ١٠ لِمَ لَمْ يَكُنْ أَبْشَالُومُ وَلِيًّا لِلّٰهِ؟‏

      ١٠ كَانَ عَدَمُ ٱلتَّوَاضُعِ أَيْضًا وَرَاءَ فَشَلِ أَبْشَالُومَ ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِلّٰهِ.‏ فَقَدْ طَمَحَ إِلَى ٱلْمُلْكِ،‏ وَلِذَا «ٱتَّخَذَ لِنَفْسِهِ مَرْكَبَةً وَخَيْلًا وَخَمْسِينَ رَجُلًا يَرْكُضُونَ أَمَامَهُ».‏ (‏٢ صم ١٥:‏١‏)‏ كَمَا أَنَّهُ ٱسْتَرَقَ وَلَاءَ ٱلشَّعْبِ.‏ وَعَلَى غِرَارِ أَبْنِيرَ،‏ سَعَى إِلَى قَتْلِ دَاوُدَ،‏ رَغْمَ أَنَّهُ عَرَفَ يَقِينًا أَنَّ يَهْوَهَ عَيَّنَهُ مَلِكًا لِإِسْرَائِيلَ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏١٣،‏ ١٤؛‏ ١٧:‏١-‏٤‏.‏

      ١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ أَبْنِيرَ وَأَبْشَالُومَ وَبَارُوخَ؟‏

      ١١ يَتَّضِحُ مِنْ مِثَالَيْ أَبْنِيرَ وَأَبْشَالُومَ أَنَّ ٱلطُّمُوحَ ٱلْجَامِحَ يُمْكِنُ بِسُهُولَةٍ أَنْ يَكْسِرَ وَلَاءَنَا لِلّٰهِ.‏ طَبْعًا،‏ لَنْ يَتْبَعَ أَيٌّ مِنَّا ٱلْيَوْمَ مَسْلَكًا أَنَانِيًّا وَشِرِّيرًا مِثْلَهُمَا.‏ وَلٰكِنْ يُمْكِنُ أَيْضًا لِلطُّمُوحِ إِلَى ٱلْغِنَى أَوْ إِلَى وَظِيفَةٍ مَرْمُوقَةٍ أَنْ يَهْدِمَ رُوحِيَّاتِنَا.‏ تَذَكَّرْ بَارُوخَ،‏ كَاتِبَ إِرْمِيَا،‏ ٱلَّذِي كَانَتْ لَدَيْهِ مَطَامِحُ أَفْقَدَتْهُ تَرْكِيزَهُ لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ.‏ فَقَدْ قَالَ لَهُ يَهْوَهُ:‏ «هٰأَنَذَا أَهْدِمُ مَا بَنَيْتُ،‏ وَأَسْتَأْصِلُ مَا غَرَسْتُ،‏ حَتَّى هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ كُلَّهَا.‏ أَمَّا أَنْتَ فَلَا تَزَالُ تَطْلُبُ لَكَ عَظَائِمَ.‏ لَا تَطْلُبْ بَعْدُ».‏ (‏ار ٤٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَقَدْ قَبِلَ بَارُوخُ هٰذَا ٱلتَّقْوِيمَ وَعَمِلَ بِهِ.‏ وَحَرِيٌّ بِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُبْقِيَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي بَالِنَا فِيمَا يَدْنُو هٰذَا ٱلْعَالَمُ ٱلشِّرِّيرُ مِنْ نِهَايَتِهِ.‏

      ١٢ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ كَيْفَ تَتَعَارَضُ رَغَبَاتُنَا ٱلْأَنَانِيَّةُ مَعَ وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ.‏

      ١٢ تَوَجَّبَ عَلَى ذَانْيِيل،‏ أَخٍ مِنَ ٱلْمَكْسِيك،‏ أَنْ يَخْتَارَ بَيْنَ وَلَائِهِ لِلّٰهِ وَرَغْبَتِهِ ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ فَتَاةً لَا تَعْبُدُ يَهْوَهَ.‏ يَتَذَكَّرُ:‏ «لَمْ أَكُفَّ عَنْ مُرَاسَلَتِهَا حَتَّى بَعْدَ أَنْ صِرْتُ فَاتِحًا.‏ لٰكِنِّي تَوَاضَعْتُ فِي ٱلنِّهَايَةِ وَٱقْتَرَبْتُ إِلَى شَيْخٍ لَهُ خِبْرَةٌ وَصَارَحْتُهُ بِٱلصِّرَاعِ ٱلدَّاخِلِيِّ ٱلَّذِي أَمُرُّ بِهِ.‏ فَسَاعَدَنِي أَنْ أَرَى أَنَّ وَلَائِي لِلّٰهِ يُحَتِّمُ عَلَيَّ ٱلتَّوَقُّفَ عَنْ مُرَاسَلَتِهَا.‏ فَصَلَّيْتُ كَثِيرًا بِدُمُوعٍ،‏ وَنَجَحْتُ أَخِيرًا فِي قَطْعِ عَلَاقَتِي بِهَا.‏ وَسُرْعَانَ مَا زَادَ فَرَحِي فِي ٱلْخِدْمَةِ».‏ وَلَاحِقًا تَزَوَّجَ ذَانْيِيل أُخْتًا تُحِبُّ يَهْوَهَ،‏ وَهُوَ ٱلْآنَ نَاظِرُ دَائِرَةٍ.‏

      اَلْوَلَاءُ لِلّٰهِ يَجْعَلُنَا لُطَفَاءَ

      اخت تری علی موقع للتواصل الاجتماعي صورا غير لائقة لأخت اخری،‏ فتتخذ خطوات لمساعدتها

      إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ أَخًا أَوْ أُخْتًا قَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا،‏ فَهَلْ يَدْفَعُكَ وَلَاؤُكَ أَنْ تُسَاعِدَهُ عَلَى طَلَبِ ٱلْعَوْنِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.‏)‏

      ١٣ كَيْفَ بَقِيَ نَاثَانُ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ وَلِدَاوُدَ حِينَ ٱرْتَكَبَ ٱلْأَخِيرُ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟‏

      ١٣ يَدْفَعُنَا ٱلْوَلَاءُ لِيَهْوَهَ أَنْ نَكُونَ أَوْلِيَاءَ أَيْضًا لِلْآخَرِينَ وَنُسَاعِدَهُمْ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ.‏ لِنَأْخُذْ مِثَالَ ٱلنَّبِيِّ نَاثَانَ ٱلَّذِي بَقِيَ وَلِيًّا لِدَاوُدَ دُونَ أَنْ يَكْسِرَ وَلَاءَهُ لِلّٰهِ.‏ فَحِينَ أَرْسَلَهُ يَهْوَهُ لِيُوَبِّخَ دَاوُدَ بَعْدَمَا زَنَى مَعَ بَثْشَبَعَ وَدَبَّرَ مَقْتَلَ زَوْجِهَا فِي ٱلْمَعْرَكَةِ،‏ أَطَاعَ أَمْرَ يَهْوَهَ بِشَجَاعَةٍ.‏ لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ عَمِلَ بِحِكْمَةٍ وَتَكَلَّمَ مَعَ دَاوُدَ بِلُطْفٍ.‏ فَلِكَيْ يُسَاعِدَهُ أَنْ يَرَى فَدَاحَةَ خَطَئِهِ،‏ أَخْبَرَهُ قِصَّةً عَنْ رَجُلٍ غَنِيٍّ أَخَذَ نَعْجَةَ رَجُلٍ فَقِيرٍ.‏ وَعِنْدَمَا حَمِيَ غَضَبُ دَاوُدَ بِسَبَبِ مَا فَعَلَهُ ٱلرَّجُلُ ٱلْغَنِيُّ،‏ قَالَ لَهُ نَاثَانُ:‏ «أَنْتَ هُوَ ٱلرَّجُلُ!‏».‏ فَفَهِمَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلْمَثَلَ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ.‏ —‏ ٢ صم ١٢:‏١-‏٧،‏ ١٣‏.‏

      ١٤ كَيْفَ تُوَفِّقُ بَيْنَ وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ وَوَلَائِكَ لِلْآخَرِينَ؟‏

      ١٤ يُسَاعِدُكَ ٱللُّطْفُ أَنْ تُوَفِّقَ بَيْنَ وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ وَوَلَائِكَ لِلْآخَرِينَ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يَكُونُ لَدَيْكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ أَخًا أَوْ أُخْتًا قَدِ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا.‏ وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَبْقَى وَلِيًّا لَهُ،‏ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ صَدِيقًا حَمِيمًا أَوْ قَرِيبًا لَكَ.‏ لٰكِنَّ ٱلتَّسَتُّرَ عَلَى خَطَئِهِ يَتَعَارَضُ مَعَ وَلَائِكَ لِيَهْوَهَ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَأْتِيَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَعَلَيْكَ كَنَاثَانَ أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَ ٱللُّطْفِ وَٱلْحَزْمِ.‏ لِذَا شَجِّعْهُ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ.‏ وَإِذَا لَمْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ خِلَالَ مُهْلَةٍ مَعْقُولَةٍ،‏ يَجِبُ أَنْ تُعْلِمَهُمْ أَنْتَ بِٱلْمَسْأَلَةِ.‏ وَهٰكَذَا تَبْقَى وَلِيًّا لِيَهْوَهَ وَتَكُونُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ لَطِيفًا مَعَ صَدِيقِكَ أَوْ قَرِيبِكَ،‏ لِأَنَّ ٱلشُّيُوخَ سَيَسْعَوْنَ إِلَى إِصْلَاحِهِ بِوَدَاعَةٍ كَيْ يَسْتَعِيدَ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ.‏ —‏ اقرإ اللاويين ٥:‏١؛‏ غلاطية ٦:‏١‏.‏

      اَلْوَلَاءُ لِلّٰهِ يَتَطَلَّبُ ٱلشَّجَاعَةَ

      ١٥،‏ ١٦ لِمَ وَجَبَ عَلَى حُوشَايَ أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَبْقَى وَلِيًّا لِلّٰهِ؟‏

      ١٥ وَجَبَ عَلَى رَجُلٍ ٱسْمُهُ حُوشَايُ أَنْ يَتَحَلَّى بِٱلشَّجَاعَةِ لِيَبْقَى وَلِيًّا لِلّٰهِ.‏ فَقَدْ كَانَ صَدِيقًا وَفِيًّا لِلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ لٰكِنَّ وَلَاءَهُ وُضِعَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ ٱسْتَمَالَ أَبْشَالُومُ بْنُ دَاوُدَ قُلُوبَ كَثِيرِينَ وَسَعَى لِلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَمَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ.‏ (‏٢ صم ١٥:‏١٣؛‏ ١٦:‏١٥‏)‏ فَمَا كَانَ مِنْ دَاوُدَ إِلَّا أَنْ هَرَبَ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ فَمَاذَا يَفْعَلُ حُوشَايُ؟‏ هَلْ يَتَحَوَّلُ وَلَاؤُهُ إِلَى أَبْشَالُومَ،‏ أَمْ يَتْبَعُ ٱلْمَلِكَ ٱلْمُسِنَّ ٱلْهَارِبَ مِنْ وَجْهِ ٱلْمَوْتِ؟‏ لَقَدْ صَمَّمَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى وَلَائِهِ لِلْمَلِكِ ٱلَّذِي مَسَحَهُ ٱللّٰهُ.‏ فَذَهَبَ وَرَاءَ دَاوُدَ وَٱلْتَقَى بِهِ عِنْدَ جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏٣٠،‏ ٣٢‏.‏

      ١٦ طَلَبَ دَاوُدُ مِنْ حُوشَايَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَظَاهَرَ بِأَنَّهُ مُوَالٍ لِأَبْشَالُومَ،‏ لِيُحْبِطَ مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ.‏ فَخَاطَرَ حُوشَايُ بِحَيَاتِهِ وَنَفَّذَ مَا طَلَبَهُ مِنْهُ دَاوُدُ،‏ مُظْهِرًا وَلَاءَهُ لِيَهْوَهَ.‏ وَٱسْتِجَابَةً لِصَلَاةِ دَاوُدَ،‏ أَبْطَلَتْ مَشُورَةُ حُوشَايَ ٱلشُّجَاعِ مَشُورَةَ أَخِيتُوفَلَ ٱلْخَائِنِ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏٣١؛‏ ١٧:‏١٤‏.‏

      ١٧ لِمَ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ لِنَكُونَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ؟‏

      ١٧ نَحْنُ أَيْضًا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ لِنَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ وَنُطِيعَهُ فِي وَجْهِ ٱلْمُقَاوَمَةِ مِنْ أَعْضَاءِ ٱلْعَائِلَةِ أَوْ زُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْحُكُومَاتِ.‏ فِي ٱلْيَابَان مَثَلًا،‏ تَرَبَّى تَارُو مُنْذُ صِغَرِهِ عَلَى ٱلْوَلَاءِ وَٱلطَّاعَةِ لِوَالِدَيْهِ.‏ وَكَانَ يَبْذُلُ وِسْعَهُ لِإِسْعَادِهِمَا،‏ لَا بِحُكْمِ ٱلْوَاجِبِ،‏ بَلْ لِأَنَّهُ يُحِبُّهُمَا.‏ لِذٰلِكَ حَزِنَ كَثِيرًا حِينَ عَارَضَا دَرْسَهُ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ،‏ كَمَا صَعُبَ عَلَيْهِ أَنْ يُخْبِرَهُمَا أَنَّهُ قَرَّرَ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ يُخْبِرُ:‏ «غَضِبَا عَلَيَّ كَثِيرًا،‏ حَتَّى إِنَّهُمَا مَنَعَانِي مِنْ زِيَارَتِهِمَا فِي ٱلْبَيْتِ طِيلَةَ سَنَوَاتٍ.‏ فَصَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يَمْنَحَنِي ٱلشَّجَاعَةَ لِأَلْتَزِمَ بِقَرَارِي.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ لَانَ مَوْقِفُهُمَا،‏ وَأَنَا أَسْتَطِيعُ ٱلْآنَ أَنْ أَزُورَهُمَا بِٱنْتِظَامٍ».‏ —‏ اقرإ الامثال ٢٩:‏٢٥‏.‏

      ١٨ مَاذَا ٱسْتَفَدْتَ مِنْ دَرْسِ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ١٨ إِذًا،‏ لِنَقْتَدِ بِدَاوُدَ وَيُونَاثَانَ وَنَاثَانَ وَحُوشَايَ وَنَبْقَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ،‏ فَعِنْدَئِذٍ سَنَشْعُرُ بِأَعْظَمِ ٱكْتِفَاءٍ.‏ وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ لِنَتَّعِظْ بِمِثَالَيْ أَبْنِيرَ وَأَبْشَالُومَ ٱللَّذَيْنِ فَشِلَا فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَلَاءِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا مَفَرَّ مِنَ ٱلْوُقُوعِ فِي ٱلْأَخْطَاءِ لِأَنَّنَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ،‏ لِنُثْبِتْ كَدَاوُدَ أَنَّنَا دَائِمًا نَضَعُ وَلَاءَنَا لِيَهْوَهَ فَوْقَ كُلِّ ٱعْتِبَارٍ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة