مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تذكُّر هيئة يهوه بولاء
    الامن العالمي تحت سلطة «رئيس السلام»‏
    • الفصل ١٧

      تذكُّر هيئة يهوه بولاء

      ١ يجب ان نفكِّر في الولاء لمَن،‏ وماذا قال الملك داود بهذا الخصوص؟‏

      يُقال الكثير اليوم عن ولاء المرء لبلده.‏ ولكن كم يقول حكام وأناس هذا العالم عن الولاء للّٰه،‏ الذي هو خالق قطعة الارض التي يحتلها بلد المرء؟‏ في الازمنة القديمة كان داود ملك اسرائيل عابدا ذا ولاء للخالق،‏ يهوه اللّٰه.‏ وإذ خاطب هذا الإلهَ ذا الولاء قال داود هذه الكلمات له:‏ «مع ذي الولاء تعمل بولاء.‏» (‏٢ صموئيل ٢٢:‏٢٦‏،‏ ع‌ج؛‏ مزمور ١٨:‏٢٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ فهل تعبِّر هذه الكلمات عن موقفكم من اللّٰه؟‏

      ٢ كيف نعرف ان يهوه بقي ذا ولاء للعائلة البشرية؟‏

      ٢ ان الموقف العام للجنس البشري اليوم ليس موقف اهتمام كبير بالولاء للّٰه.‏ ولكن بصرف النظر عن ذلك،‏ فإن يهوه ذو ولاء للعائلة البشرية.‏ وهو لم يهجرها.‏ وابنه ذو الولاء قال:‏ «هكذا احب اللّٰه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.‏» (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ فاللّٰه لم يترك عالم الجنس البشري لخصمه الاكبر،‏ الشيطان،‏ الذي اغرى ابوينا الاولين ان يصيرا عديمَي الولاء للّٰه.‏ وأظهر اللّٰه ايضا ولاءه للعائلة البشرية في ٢٣٧٠ ق‌م بحفظ نوح وعائلته عبر الطوفان العالمي الذي محا باقي الجنس البشري كله.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ وبهذه الطريقة اعطى الخالق بداية جديدة للعائلة البشرية.‏

      ٣ (‏أ)‏ ماذا يمكن القول عن العنف اليوم،‏ وماذا قصد اللّٰه ان يفعل بشأنه؟‏ (‏ب)‏ ما هي مكافأة الولاء ليهوه؟‏

      ٣ واليوم يفوق العنف حول الارض ذاك الذي لزمن نوح منذ اكثر من ٠٠٠‏,‏٤ سنة.‏ (‏تكوين ٦:‏١١‏)‏ لذلك هنالك تبرير لأن يمحو الإله نفسه من الوجود نظام الاشياء العالمي الحاضر.‏ وهذا قد قصد ان يفعله،‏ ولكن عندما يفعل ذلك لن يهلك اولياءه على الارض.‏ فهو حينئذ سيعمل وفقا لل‍مزمور ٣٧:‏٢٨‏:‏ «لأن الرب يحب الحق ولا يتخلّى عن (‏اوليائه)‏.‏» وكما في ايام نوح،‏ سيعطي مقدِّمة بارة لنظام الاشياء الجديد المؤلَّف من ‹سموات جديدة وأرض جديدة.‏› (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ ان مكافأة الولاء عظيمة.‏ فهي تمنح الحياة!‏

      ٤ كيف نعرف ان امة اسرائيل كانت هيئة يهوه المنظورة لذلك الوقت؟‏

      ٤ في اثناء حكم الملك داود برهنت امة اسرائيل انها ذات ولاء ليهوه.‏ وداود وضع النموذج لكامل الامة.‏ وتلك الامة كانت هيئة يهوه المنظورة.‏ فكانوا شعبا منظَّما وكانوا خاصَّته.‏ ولا شك ان ذلك ما عناه مذكِّر يهوه،‏ كما هو مبيَّن في عاموس ٣:‏​١،‏ ٢‏:‏ «اسمعوا هذا القول الذي تكلَّم به الرب عليكم يا بني اسرائيل على كل القبيلة التي اصعدتها من ارض مصر قائلا اياكم فقط عرفت من جميع قبائل الارض.‏» —‏ قارنوا ١ ملوك ٨:‏٤١-‏٤٣‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ في ايام رسل يسوع المسيح،‏ هل بُذلت الجهود لإدخال الاخطاء الى الجماعة المسيحية؟‏ (‏ب)‏ ماذا انبئ بأنه سيحدث بعد موت الرسل؟‏

      ٥ وتناظرا مع هذا الواقع لتاريخ الكتاب المقدس فإن لهذا الإله نفسه،‏ يهوه،‏ شعبا منظَّما،‏ هيئة منظورة،‏ على الارض اليوم.‏ فهي هيئة خاصَّة به.‏ ومع ذلك،‏ جرت محاولات لإدخال الاخطاء الى هيئة اللّٰه حتى عند بدايتها في ايام رسل يسوع المسيح،‏ الذين كانوا مدافعين بواسل عن استقامة الجماعة المسيحية.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏١٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٦-‏١٨‏)‏ وعقب موت الرسول يوحنا،‏ وعلى ما يتَّضح ليس بعد ٩٨ ب‌م بزمن طويل،‏ ابتدأ الارتداد المنبأ به.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٠؛‏ ٢ بطرس ٢:‏​١،‏ ٣؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ كم من الوقت ساد الارتداد،‏ وبأية نتيجة؟‏ (‏ب)‏ في اي اسر صارت هيئات العالم المسيحي الدينية،‏ وأي سؤالين ينشأان؟‏

      ٦ ساد هذا الارتداد أكثر من ١٧ قرنا،‏ الى النصف الاخير من القرن الـ‍ ١٩.‏ وبحلول ذلك الوقت كان العالم المسيحي قد صار مجزَّأً الى مئات الطوائف الدينية.‏ وإثبات هوية شعب اللّٰه الحقيقي كان غير واضح.‏ فالعالم المسيحي كان بلبلة من هيئات دينية،‏ كبيرة وصغيرة،‏ تتكلَّم مزيجا من اللغات الدينية غير المؤسَّسة بثبات على اللغة الدينية للاسفار المقدسة الموحى بها.‏ ومثل هذه الهيئات الدينية كانت حقا اسيرة امبراطورية اعظم بكثير من الامبراطورية البابلية التي دمَّرت اورشليم.‏ ولكن ماذا كانت عليه بابل القديمة،‏ وماذا كان دون شك موقف اليهود الامناء المحتجَزين اسرى؟‏

      الاسرى في بابل تذكَّروا صهيون بولاء

      ٧ (‏أ)‏ من الوجهة الدينية،‏ ماذا كانت عليه ارض بابل القديمة؟‏ (‏ب)‏ اي تأثير كان لذلك دون شك في الاسرى اليهود؟‏

      ٧ كانت بابل القديمة ارض الآلهة الباطلة،‏ التي تكاثرت اصنامها.‏ (‏دانيال ٥:‏٤‏)‏ ويمكننا ان نتخيَّل التأثير الذي كان لعبادة الآلهة الباطلة الكثيرة هذه في قلوب اليهود الامناء الذين عبدوا الإله الحقيقي الواحد فقط دون اي نوع من التماثيل.‏ وبدلا من مشاهدة هيكل يهوه بكل جماله في اورشليم،‏ كانوا يشاهدون هياكل تلك الآلهة الباطلة وأصنامها في كل انحاء ارض بابل.‏a فكم عانى دون شك عبّاد الإله الحقيقي الواحد والوحيد شعورا بالاشمئزاز من كل ذلك!‏

      ٨ (‏أ)‏ كم من الوقت كان على اليهود ان يحتملوا اسرهم،‏ وأي اشتياق يكون لليهود الاولياء؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف المزمور ١٣٧:‏١-‏٤ حالة القلب المنسحق للاسرى اليهود الاولياء؟‏

      ٨ بحسب نبوة ارميا،‏ كان عليهم ان يحتملوا ذلك ٧٠ سنة قبل ان يأتي الردّ.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٨-‏٢١؛‏ ارميا ٢٥:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ وحالة القلب المنسحق للاسرى اليهود الذين احبّوا يهوه ورغبوا ان يعبدوه في هيكل مخصَّص له في مدينته المختارة موصوفة لنا في المزمور ١٣٧:‏١-‏٤‏:‏ «على انهار بابل هناك جلسنا.‏ بكينا ايضا عندما تذكَّرنا صهيون.‏ على الصفصاف في وسطها علَّقنا اعوادنا.‏ لأنه هناك سألَنا الذين سبونا كلام ترنيمة ومعذِّبونا سألونا فرحا قائلين رنِّموا لنا من ترنيمات صهيون.‏ كيف نرنِّم ترنيمة (‏يهوه)‏ في ارض غريبة.‏»‏

      ٩ كيف كان البابليون سينظرون الى ترنيم «ترنيمة (‏يهوه)‏،‏» ولكن ماذا كان منتظرا ان يحدث عند نهاية الـ‍ ٧٠ سنة؟‏

      ٩ ان «ترنيمة (‏يهوه)‏» يجب ان تكون ترنيمة شعب حرّ يعبده في هيكله المقدَّس.‏ وبالنسبة الى اولئك البابليين يكون ترنيم «ترنيمة (‏يهوه)‏» من قبل هؤلاء اليهود في ارض اسرهم مناسبة ليهزأ الآسرون باسم يهوه بوصفه اسم إله ادنى من آلهة بابل.‏ فاسمه القدوس سبق وأتى تحت تعيير كبير بجعله شعبه يؤخذون من موطنهم المعطى من اللّٰه ويسيَّرون بعيدا الى ارض متعدِّدة الآلهة.‏ لكنّ الوقت ليهزأ هؤلاء البابليون به ويحقِّروا شعب اسمه كان لمجرد فترةٍ محدودة —‏ ٧٠ سنة.‏ وبعدئذ فلتسقط آلهة بابل الباطلة وليعلُ الإله الحقيقي،‏ يهوه!‏

      تعلُّق قلبي بهيئة يهوه

      ١٠ اي سؤال ينشأ بخصوص شعب يهوه لهذا القرن الـ‍ ٢٠ الذين أُدخلوا في اسر بابل العظيمة؟‏

      ١٠ هنالك اليوم هيئة دينية تدعى بابل العظيمة لا تنحصر في ارض بابل الاصلية بل هي عالمية.‏ فهل يضع الموقف القلبي لليهود في بابل القديمة نموذجا صحيحا لشعب يهوه لهذا القرن الـ‍ ٢٠ الذين أُدخلوا بالقوة في أسر بابل العظيمة كتأديب من اله اسرائيل القديمة؟‏

      ١١ (‏أ)‏ هل ترك اليهود الاولياء موطنهم يتلاشى تدريجيا من ذاكرتهم؟‏ (‏ب)‏ كيف عبَّر المرنِّم الاسير عن مشاعر رفقائه الاسرى؟‏

      ١١ مع انه كان بإمكانهم ان يستقرّوا في بابل القديمة ويعتبروا انفسهم في بيتهم،‏ اذ ان السبي سيكون طوله جيلا تقريبا،‏ هل تركوا موطنهم يتلاشى تدريجيا من ذاكرتهم؟‏ ان المرنِّم الاسير يعبِّر عن ذلك بشكل جميل عندما يعرب عن مشاعر رفقائه الاسرى:‏ «ان نسيتك يا اورشليم تَنسى يميني —‏ ليلتصق لساني بحنكي ان لم اذكرك ان لم افضِّل اورشليم على اعظم فرحي.‏» —‏ مزمور ١٣٧:‏​٥،‏ ٦‏.‏

      ١٢ عن اي شيء عبَّر الموقف القلبي للمرنِّم الاسير؟‏

      ١٢ عن اي شيء عبَّر ذلك الموقف القلبي للاسير الاسرائيلي؟‏ هذا:‏ الولاء لهيئة يهوه المنظورة لذلك الوقت فيما رأى الارض التي اعطاها اللّٰه لشعبه المختار خربة ٧٠ سنة.‏ نعم،‏ ان هيئة يهوه المنظورة ظلَّت حيّة في قلوب اولئك الاسرائيليين.‏

      ١٣ كيف كوفئ الولاء لهيئة يهوه المنظورة؟‏

      ١٣ ان ولاء كهذا لهيئة اللّٰه المنظورة القديمة كوفئ في حينه.‏ وكان ذلك عندما قُلبت بابل،‏ الدولة العالمية الثالثة لتاريخ الكتاب المقدس،‏ ونفَّذت مادي-‏فارس،‏ الدولة العالمية الرابعة،‏ مشيئة إله اسرائيل.‏ كيف؟‏ بردّ اليهود الاسرى الى ارض هيئة يهوه المنظورة،‏ بإرشادات لإعادة بناء هيكل إلههم بصفته محور المدينة العاصمة،‏ اورشليم.‏ (‏٢ أخبار الايام ٣٦:‏​٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ولم تجرِ إعادة بناء هيكل العبادة الحقّة فقط بل ايضا اعادة بناء مدينة اورشليم المسوَّرة،‏ لتصير المدينة التي منها يحكم يهوه كملك على شعبه.‏

      ١٤ (‏أ)‏ بعد قرون،‏ ماذا قال المسيّا عن هيئة يهوه المنظورة؟‏ (‏ب)‏ بأي معنى حكم يهوه من اورشليم؟‏

      ١٤ بعد اكثر من ستة قرون من دمار اورشليم قال يسوع:‏ «لا تحلفوا البتة.‏ لا بالسماء لأنها كرسي اللّٰه.‏ ولا بالارض لأنها موطئ قدميه.‏ ولا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم.‏» (‏متى ٥:‏​٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وعندما كان المسيّا على الارض كان هيكل ليهوه مُعاد بناؤه قائما في اورشليم،‏ وبلغة مجازية،‏ حكم يهوه اللّٰه في قدس اقداس ذلك الهيكل.‏ وهكذا،‏ من اورشليم بصفتها المدينة العاصمة لشعبه،‏ حكم يهوه على هيئته المنظورة.‏

      يهوه يبقى ذا ولاء لهيئته

      ١٥ هل كان يسوع ينبذ الجزء المنظور من هيئة يهوه عندما شهَّر قادة اسرائيل الدينيين غير الامناء؟‏ اشرحوا.‏

      ١٥ والآن،‏ هل رذل يسوع هيئة اللّٰه المنظورة عندما شهَّر قادة اسرائيل الدينيين غير الامناء وندَّد بهم؟‏ نعم،‏ لأنه قال:‏ «يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها كم مرة اردت ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا.‏ هوذا بيتكم يُترك لكم خرابا.‏» (‏متى ٢٣:‏​٣٧،‏ ٣٨‏)‏ وعندما نبذ يسوع اورشليم و ‹اولادها،‏› هل كان بذلك يترك اباه السماوي دون هيئة ارضية؟‏ كلا!‏ لأن يسوع نفسه كان اساس الهيئة المنظورة الجديدة التي كان خالقُ الكون سينشئها.‏

      ١٦ وقت موت يسوع على خشبة الآلام،‏ كيف أُشير الى نبذ اسرائيل الطبيعي؟‏

      ١٦ ان نبذ اسرائيل الطبيعي جرت الاشارة اليه بالتأكيد عند موت يسوع على خشبة الآلام عندما انشقّ الحجاب السميك،‏ الذي كان يفصل قدس الاقداس عن القدس في هيكل اورشليم،‏ الى اثنين «من فوق الى اسفل.‏» وفي الوقت نفسه فإن «الارض تزلزلت والصخور تشقَّقت.‏» فكانت هذه اعمالا عجائبية من جهة الإله الذي كان يحكم هناك بطريقة رمزية،‏ مشيرة الى نبذه امة اسرائيل ودينها.‏ —‏ متى ٢٧:‏٥١‏.‏

      ١٧ كيف اظهر يسوع ويهوه الولاء للاعضاء المقبلين لهيئة اللّٰه المنظورة الجديدة؟‏

      ١٧ والاعضاء المقبلون للهيئة المنظورة الجديدة التي كان يهوه اللّٰه سينشئها عن قريب تُركوا هناك في منطقة اورشليم.‏ ويسوع استودعهم عناية اللّٰه،‏ الذي كان يهجر المدينة الارضية لمصلحة شيء اسمى.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٩-‏١٥‏)‏ وهكذا بقي يهوه ذا ولاء لهيئته،‏ مظهرا اعتبارا خصوصيا لأسلافهم الامناء،‏ ابرهيم وإسحق ويعقوب وأبناء يعقوب الـ‍ ١٢.‏ (‏دانيال ١٢:‏١‏)‏ والفصل التالي سيتابع ايضا مناقشتنا للولاء،‏ المؤسسة على المزمور ١٣٧‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يخبر نقش مسماري من بابل القديمة:‏ «جملةً يوجد في بابل ٥٣ هيكلا للآلهة الرئيسية،‏ ٥٥ معبدا لمردوخ،‏ ٣٠٠ معبد للمعبودات الارضية،‏ ٦٠٠ للمعبودات السماوية،‏ ١٨٠ مذبحا للإلاهة عشتار،‏ ١٨٠ للإلهين نرجال وأداد و ١٢ مذبحا آخر لآلهة مختلفة.‏»‏

  • الولاء لهيئة اللّٰه المنظورة اليوم
    الامن العالمي تحت سلطة «رئيس السلام»‏
    • الفصل ١٨

      الولاء لهيئة اللّٰه المنظورة اليوم

      ١ و ٢ كيف يجب ان تُفهم الآية في المزمور ٥٠:‏٥‏؟‏

      في المزمور ١٦:‏١٠ مكتوب:‏ «لن تترك نفسي في الهاوية.‏ لن تدع (‏وليَّك)‏ يرى فسادا.‏» وفي المزمور ٥٠:‏٥ مكتوب:‏ «اجمعوا اليّ (‏اوليائي)‏ القاطعين عهدي على ذبيحة.‏» فهل اولئك الذين يقطعون عهد يهوه هم الذين يزوِّدون ‹الذبيحة›؟‏ كلا،‏ فهؤلاء الاولياء لا يصنعون «ذبيحة» افرادية من انفسهم،‏ متخلّين عن اجسادهم اللحمية لكي يصنعوا ميثاقا مع اللّٰه.‏

      ٢ اذًا،‏ كيف يُقطع العهد؟‏ على «ذبيحة» ‹(‏الوليّ)‏› الذي لم تُترك نفسه في الهاوية بل أُقيم من الاموات.‏ والرسول بطرس طبَّق كلمات المزمور ١٦:‏١٠ على يسوع المسيح ومضى يقول:‏ «سبق [داود] فرأى وتكلَّم عن قيامة المسيح انه لم تُترك نفسه في الهاوية ولا رأى جسده فسادا.‏ فيسوع هذا اقامه اللّٰه.‏» —‏ اعمال ٢:‏​٢٥،‏ ٢٧،‏ ٣١،‏ ٣٢‏.‏

      ٣ مَن هم الذين يُجمَعون بحسب الامر في المزمور ٥٠:‏٥‏،‏ ولماذا يجب ان يندفعوا الى البرهان على الولاء للّٰه؟‏

      ٣ ان يسوع المقام هذا هو وسيط العهد الجديد،‏ وعلى اساس ذبيحته يكون العهد الجديد ساري المفعول.‏ (‏عبرانيين ٩:‏​١٥،‏ ١٧‏)‏ فمَن هم الذين يُجمَعون بحسب الامر في المزمور ٥٠:‏٥‏؟‏ انهم تلاميذ يسوع الذين هم في العهد الجديد بسبب ذبيحته.‏ وبدافع الشكر ليهوه على هذه الذبيحة المنقطعة النظير يجب ان يندفعوا الى البرهان على الولاء له.‏

      ٤ و ٥ (‏أ)‏ اي نجاح كان للشيطان ابليس في اثناء الحرب العالمية الاولى في جهوده ليهلك هيئة يهوه المنظورة؟‏ (‏ب)‏ الى اين نُقل مركز الجمعية الرئيسي،‏ ولماذا؟‏ (‏ج)‏ في تناظر عصري مع المزمور ١٣٧:‏١‏،‏ ماذا كانت الحالة،‏ او النزعة،‏ العاطفية للبقية ذوي الولاء عندما تأمَّلوا في حالة العجز لهيئة اللّٰه؟‏

      ٤ عندما تأسَّس ملكوت اللّٰه في السموات في ١٩١٤ اغتاظت الامم في مقاومة لذلك الملكوت بالانهماك في الحرب العالمية الاولى،‏ وقد سمح اللّٰه بذلك.‏ (‏مزمور ٢:‏​١،‏ ٢‏)‏ وحاول الشيطان ابليس ان يستعمل هذا النزاع العالمي ليهلك الجزء المنظور من هيئة يهوه.‏ فنجح في جعل رئيس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس يُسجن في الاصلاحية الفدرالية في اتلنتا،‏ جورجيا.‏ وسُجن معه سبعة ممثِّلين آخرين للجمعية.‏

      ٥ وبسبب الاضطهاد نُقل مركز الجمعية الرئيسي في بروكلين،‏ نيويورك،‏ الى بناء مستأجر في پتسبورڠ،‏ پنسلڤانيا.‏ وجرى القيام بذلك للاستمرار في نشر مجلة برج المراقبة.‏ والتمجيد السماوي للامناء جرى توقُّعه قريبا.‏ لكنّ افراد البقية كانوا ميَّالين الى البكاء اذ تأمَّلوا في حالة الظلم والعجز لهيئة يهوه.‏ —‏ مزمور ١٣٧:‏١‏.‏

      الولاء خلال فترة السَّجن

      ٦-‏٨ خلال سَجنه،‏ كيف اظهر رئيس جمعية برج المراقبة،‏ ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ الولاء لهيئة يهوه؟‏

      ٦ اذ اظهر الولاء لهيئة يهوه خلال فترة سَجنه كتب رئيس جمعية برج المراقبة ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ في ٢٥ كانون الاول ١٩١٨،‏ رسالة خصوصية الى ج.‏ ا.‏ بونِت،‏ خادم ليهوه رفيق موثوق به.‏ وقد وجِّهت اليه في مكتب الجمعية في پتسبورڠ.‏ كتب رذرفورد ما يلي:‏

      ٧ «لأنني رفضت مسايرة بابل،‏ لكنني حاولت بأمانة ان اخدم ربّي،‏ انا في السِّجن،‏ وأنا شاكر على ذلك.‏ .‏ .‏ .‏ انني افضِّل الى حد بعيد رضاه وبَسْمته وأن أكون في السِّجن على ان أساير او استسلم للوحش وأكون حرًّا وأنال استحسان العالم كله.‏ انه اختبار مبارك وحلو التألُّم من اجل الخدمة الامينة للرب.‏ وفي الملكوت سوف نقدِّر بَسْمة الآب فوق كل الاشياء.‏ وهذا يجب ان يكون في المقام الاول في ذهن كل ولد للّٰه.‏ فنحن نتوق الى الاتحاد الذي يجعلنا واحدا هناك.‏ انا سعيد،‏ إلاَّ انني مشتاق ان اراكم جميعا ثانية.‏ المحفل والاجتماع السنوي يقتربان.‏ فليملأ روح المسيح قلب كل حاضر .‏ .‏ .‏

      ٨ «لا يزال هنالك الكثير لفعله.‏ وستكون حظوة عظيمة المساهمة فيه.‏ وفقط اولئك الذين يحبّونه محبة قصوى هم الامناء وسيجري اكرامهم هكذا.‏ .‏ .‏ .‏ وقبل ذلك اليوم السارّ لا بدّ ان تُعطى شهادة نشيطة.‏ .‏ .‏ .‏ والاساليب والوسائل الماضية لن تفي بالمتطلّبات،‏ لكنّ الرب بطريقته الصالحة الخاصة سيزوِّد.‏ .‏ .‏ .‏ انا مسرور بأن اختبار السِّجن هذا حُفظ لنا لا للاخ رصل.‏ ولم يسبق قط ان كرهت الاثم وأحببت البر واشتقت الى مساعدة الآخرين كاملا الى هذا الحد.‏ .‏ .‏ .‏ ان انتصار صهيون قريب.‏»‏

      هيئة اللّٰه «اعظم فرح» لهم

      ٩ اي موقف لصاحب المزمور عكسه ممثِّلو الجمعية المسجونون؟‏

      ٩ مع ان خدام يهوه كانوا موسومين في العالم بصفتهم عديمي الولاء،‏ خائنين،‏ وغير وطنيين،‏ فانهم لم ينكروا هيئة يهوه.‏ لقد رفضوا ان يسايروا تحت ذلك الضغط.‏ وآثروا ان يخسروا استعمال يدهم اليمنى او يصيروا بكما على ان ينسوا هيئة اللّٰه ولا يجعلوها في ما بعد «اعظم فرح» لهم.‏ —‏ مزمور ١٣٧:‏​٥،‏ ٦‏.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ لأجل ماذا صلَّى البقية ذوو الولاء،‏ وأية كلمات لصاحب المزمور تبنَّوها بخصوص ادوم؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان اعداء هيئة يهوه المنظورة قادرين ان يفعلوا،‏ وماذا لم يتوقَّعه قط مثل هؤلاء الاعداء؟‏

      ١٠ ان اعداء يهوه فرحوا بخبث بالاجراء ضد ممثِّلي هيئته الكونية الارضيين.‏ لكنّ خدام يهوه صلَّوا ان يأتي يوم انتقامه بسبب كل هذا التعيير المكوَّم على هيئته.‏ وتبنَّوا الكلمات التي تكلَّم بها صاحب المزمور بالاشارة الى ادوم القديمة:‏ «اذكر يا رب لبني ادوم يوم اورشليم القائلين هُدُّوا هُدُّوا حتى الى اساسها.‏» (‏مزمور ١٣٧:‏٧؛‏ غلاطية ٤:‏٢٦‏)‏ لا،‏ ان يهوه يحبّ هيئته المشبَّهة بزوجة اكثر من ان ينسى ما يقوله ويفعله اولئك الذين هم جزء من هيئة ابليس ضد الاولياء من هيئته الارضية.‏

      ١١ وبحسب كل المظاهر الخارجية في ذلك الوقت،‏ فإن مثل هؤلاء المتعاطفين السياسيين مع بابل العظيمة هَدّوا هيئة يهوه المنظورة «حتى الى اساسها.‏» ولم يتوقَّعوا قط ان يروها تنهض من التراب الى الهيئة العالمية التي هي عليها اليوم.‏

      سعادة المنتقِم الذي له

      ١٢ (‏أ)‏ مَن تبرهن انه محرِّر شعب يهوه الاسرى في بابل القديمة،‏ وهل يشير المزمور ١٣٧:‏​٨،‏ ٩ اليه بالمعنى الاكمل؟‏ (‏ب)‏ بماذا انبأ هذان العددان عن المنتقم لهيئة اللّٰه الارضية؟‏

      ١٢ استخدم يهوه الحاكم الفارسي كورش ليحرِّر شعبه من الدولة العالمية القديمة بابل.‏ ولكن،‏ بالمعنى الاكمل،‏ لم يكن كورش الشخص المقصود في كلمات المزمور ١٣٧ الختامية التي تشير الى بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل:‏ «يا بنت بابل المُخْرَبة (‏سعيد هو)‏ مَن يجازيك جزاءَك الذي جازيتنا.‏ (‏سعيد هو)‏ مَن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة.‏» —‏ مزمور ١٣٧:‏​٨،‏ ٩‏.‏

      ١٣،‏ ١٤ لماذا لا يمكن ان يشير الشخص ‹السعيد› لل‍مزمور ١٣٧:‏​٨،‏ ٩ الى القوى السياسية التي تدمِّر بابل العظيمة؟‏

      ١٣ مَن هو ذلك الشخص ‹السعيد›؟‏ هل يمثِّل الشخص ‹السعيد› «العشرة القرون» المجازية التي على رأس «الوحش،‏» الذي يركب على ظهره نظامُ الزانية القديم للدين بمثل هذه الأُبَّهة كل هذه المدة الطويلة؟‏ كلا،‏ لأن المدمِّرين السياسيين للامبراطورية العالمية للدين الباطل لا يدمِّرونها ليفسحوا المجال للعبادة النقية للإله الحقيقي.‏ وهم لا يفعلون ذلك لمجد إله الكتاب المقدس.‏ فكيف،‏ اذًا،‏ يمكن ان يكون مثل هؤلاء الشخص ‹السعيد› الذي يشير اليه صاحب المزمور؟‏

      ١٤ ان القوى السياسية لهذا العالم لا تنجز هذا العمل المضادّ للدين بدافع المحبة لعبّاد يهوه.‏ ولِمَ لا؟‏ لأن شهود يهوه سيقفون في طريق إنتاجهم عالما ملحدا كليا.‏ وهكذا تكون القوى السياسية مجرد الادوات المستعملة من إله الشهود لإنجاز قصده.‏ —‏ رؤيا ١٧:‏١٧‏.‏

      ١٥ مَن حقا يحرِّك القوى السياسية،‏ وبواسطة مَن؟‏

      ١٥ وهكذا،‏ مع ان هذه القوى السياسية قد تُستخدم مباشرة في افناء الامبراطورية العالمية للدين الباطل،‏ فإن يهوه اللّٰه حقا هو الذي يحرِّكهم.‏ كيف؟‏ انه يستخدم ابنه الملكي المعطى السلطة،‏ كورش الاعظم،‏ يسوع المسيح.‏ وهكذا فإن يسوع المسيح في سلطة الملكوت هو الشخص ‹السعيد› الذي ينبئ به صاحب المزمور!‏

      ١٦ كيف يهلك يهوه «اطفال» بابل؟‏

      ١٦ وفي حين ان يهوه سيحمي اولياءه فإنه،‏ بمعنى مجازي،‏ سيمسك كل واحد من ‹الاطفال› الدينيين لنظام التعليم الباطل المشبَّه بزانية ويقطِّعهم إرْبًا ضاربا بهم ما يلوح مثل «صخرة» —‏ ملكوت يهوه اللّٰه الذي لا يلين بواسطة يسوع المسيح.‏

      ١٧ (‏أ)‏ بحسب اشعياء ٦١:‏​١،‏ ٢‏،‏ بماذا كان يسوع سينادي بعد مسحه بروح اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كيف تنجَز المناداة اليوم؟‏

      ١٧ عندما كان على الارض مُسح يسوع بروح داعمه الالهي ليس فقط ‹لينادي بسنة مقبولة للرب› بل ايضا لينادي «بيوم انتقام لإلهنا.‏» (‏اشعياء ٦١:‏​١،‏ ٢؛‏ لوقا ٤:‏١٦-‏٢١‏)‏ وفي وقتنا،‏ في اثناء «الايام الاخيرة» لنظام الاشياء هذا،‏ يجعل يهوه خدامه الامناء ينادون «بيوم انتقام لإلهنا» في كل المسكونة إنذارا لجميع الامم.‏ وفي هذه المناداة انضمّ الى البقية «جمع كثير» نامٍ من تلاميذ يسوع المسيح المشبَّهين بالخراف،‏ كما شوهِد مسبقا في الرؤيا ٧:‏٩-‏١٧‏.‏

      ١٨ في اية سعادة سيشترك اولياء اللّٰه؟‏

      ١٨ ان جميع هؤلاء،‏ البقية و ‹الجمع الكثير،‏› اطاعوا الامر الملائكي لل‍رؤيا ١٨:‏٤ ‏.‏ لقد خرجوا من بابل العظيمة.‏ ولماذا يكون عمل كهذا ملحًّا؟‏ لأنهم يجب ان يهربوا الى خارج بابل العظيمة قبل ان يقطَّع ‹اطفالها› الدينيون إرْبًا ويُخرَبوا بواسطة «الوحش» و «العشرة القرون» التي له قبل هرمجدون مباشرة.‏ وهؤلاء الاولياء سيشتركون في سعادة كورش الاعظم،‏ يسوع المسيح.‏ وسينضمّون الى السموات في القول:‏ «هلِّلويا.‏ الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب إلهنا لأن احكامه حق وعادلة اذ قد دان الزانية العظيمة التي افسدت الارض بزناها.‏» —‏ رؤيا ١٩:‏​١،‏ ٢‏؛‏ قارنوا ارميا ٥١:‏٨-‏١١‏.‏

      ١٩ اية سعادة يتمتَّع بها البقية ذوو الولاء الآن،‏ وأية سعادة عظمى تنتظرهم؟‏

      ١٩ منذ السنة ١٩١٩ يعمل يهوه «امرا عظيما» لشعبه.‏ (‏مزمور ١٢٦:‏١-‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وبهذا التعظيم لقوته في التحرير،‏ الذي يثبت انه «الإله الامين،‏‏» لا تزال البقية المحرَّرة فرحانة في القلب.‏ (‏تثنية ٧:‏٩‏)‏ فهم سعداء بعمق،‏ ولكن هنالك السعادة العظمى التي تنتظرهم.‏ وستكون هذه عندما يمكنهم الانضمام الى سعادة كورش الاعظم،‏ الملك الحاكم،‏ يسوع المسيح،‏ وقتما يقطِّع إرْبًا جميع «اطفال» تلك الهيئة الابليسية.‏

      ٢٠ مَن ايضا يشتركون في سعادة البقية الممسوحة،‏ ولماذا؟‏

      ٢٠ ان الملايين من «اسرى» بابل العظيمة السابقين جرت مساعدتهم حتى الآن ليهربوا من تلك الهيئة الدينية المحكوم عليها قبل دمارها العنيف.‏ وكانت النتيجة ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر.‏› وعددهم الآن حول الارض اكثر من ٠٠٠‏,‏٥٠٠‏,‏٣،‏ دون حدّ للعدد الذي سيخلص بعدُ من دمار الامبراطورية العالمية الانتشار للدين الباطل.‏ وبولاء لهيئة يهوه يشتركون في سعادة البقية بالانضمام اليهم في المناداة بيوم انتقام يهوه من بابل العظيمة الدينية.‏

      ٢١ ماذا يجب ان يكون موقفنا من بابل العظيمة وأسراها؟‏

      ٢١ فلا تكن هنالك مسايرة لتلك الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ ولا يكن هنالك رجوع اليها في ايام انحطاطها هذه.‏ ولنداوم على مساعدة اكبر عدد ممكن من اسرى بابل العظيمة على الخروج من ذلك النظام المحكوم عليه قبل ان يحرز كورش الاعظم غلبته الجالبة السعادة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة