مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • وصول الكتاب المقدس الى الجزيرة الحمراء الكبيرة
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • وصول الكتاب المقدس الى الجزيرة الحمراء الكبيرة

      مدغشقر هي رابع اكبر جزيرة في العالم،‏ وتقع على بعد نحو ٤٠٠ كيلومتر جنوب شرقي الساحل الافريقي.‏ وسكان تلك الجزيرة يعرفون الاسم يهوه لأنه يرد في الكتاب المقدس المالاغاسي الذي صدر منذ اكثر من ١٧٠ سنة.‏ وإليك في ما يلي قصةَ مثابرة وتفانٍ،‏ قصة الكتاب المقدس المالاغاسي.‏

      بدأت الرواية في جزيرة موريشيوس المجاورة حيث بُذلت اولى الجهود لترجمة الكتاب المقدس بالمالاغاسية.‏ ففي عام ١٨١٣،‏ دعا حاكم موريشيوس البريطاني،‏ السير روبرت فارْكوَرْ،‏ الى ترجمة الاناجيل بالمالاغاسية.‏ وبعد ذلك شجَّع ملكَ مدغشقر،‏ راداما الاول،‏ ان يدعو معلِّمين من الجمعية الارسالية اللندنية الى الجزيرة الحمراء الكبيرة،‏ حسبما تدعى مدغشقر في كثير من الاحيان.‏

      وفي ١٨ آب (‏اغسطس)‏ ١٨١٨،‏ اتى المرسلان الويلزيان دايڤيد جونز وتوماس بيڤان من موريشيوس الى مدينة تواماسينا.‏ فوجدا هناك شعبا متدينا يعبد الاسلاف ويتمسك بالتقاليد الشفهية.‏ وفي تلك الحقبة،‏ كان سكان مدغشقر يتكلمون لغة غنية بالتعابير تعود جذورها بشكل رئيسي الى اللغة الملايوية-‏البولينيزية.‏

      وبعيد افتتاح مدرسة صغيرة،‏ اتى جونز وبيڤان بزوجتَيهما وأولادهما من موريشيوس الى تواماسينا.‏ لكن المحزن ان كل افراد هاتين العائلتين أصيبوا بالملاريا،‏ ما اودى بحياة زوجة جونز وابنته في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٨١٨.‏ وبعد شهرين،‏ قضى هذا المرض على عائلة بيڤان عن بكرتها.‏ وكان دايڤيد جونز الوحيد الذي بقي على قيد الحياة.‏

      إلا ان هذه المأساة لم تثنِ جونز عن عزمه.‏ فقد كان مصمما على جعل كلمة اللّٰه في متناول المدغشقريين.‏ لذلك رجع الى موريشيوس ليستعيد عافيته،‏ وهناك طفق يتعلم اللغة المالاغاسية بالرغم من صعوبة الامر.‏ وبعد مضي وقت قصير،‏ بدأ بالترجمة الاولية لإنجيل يوحنا.‏

      وفي تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٨٢٠،‏ عاد جونز الى مدغشقر واستقر في العاصمة أنتاناناريفو.‏ وسرعان ما انشأ مدرسة ارسالية جديدة.‏ وقد كانت هذه المدرسة بدائية اذ لم يتوفر فيها اي لوح او كتب او مقاعد.‏ غير ان منهاج الدراسة كان ممتازا والاولاد متعطشين للتعلم.‏

      وبعدما عمل جونز وحده طوال سبعة اشهر تقريبا،‏ انضم اليه زميل جديد مكان بيڤان،‏ وهو المرسل دايڤيد ڠريفيثس.‏ فوقف هذان نفسهما على ترجمة الكتاب المقدس بالمالاغاسية.‏

      الشروع في عمل الترجمة

      في اوائل عشرينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ كانت طريقة الكتابة الوحيدة للمالاغاسية تدعى سورابي —‏ وهي كلمات مالاغاسية مكتوبة بأحرف عربية.‏ ولم يكن باستطاعة احد ان يقرأها سوى قلة من الناس.‏ لذلك بعدما استشار المرسلان الملك راداما الاول،‏ أذِن لهما بتبني الابجدية الرومانية واستخدامها عوض الـ‍ سورابي.‏

      وهكذا،‏ بدأت الترجمة في ١٠ ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٨٢٣.‏ فترجم جونز التكوين ومتى،‏ اما ڠريفيثس فترجم الخروج ولوقا.‏ وقد تمتع هذان الرجلان كلاهما بإرادة عازمة.‏ فإضافة الى قيامهما بمعظم عمل الترجمة،‏ واصلا التعليم في المدرسة قبل الظهر وبعده.‏ كما انهما كانا يعدّان الخدمات الدينية ويؤدِّيانها بثلاث لغات.‏ الا ان عمل الترجمة كان له الاولوية.‏

      وقد تمكن هذان المرسلان،‏ بمساعدة ١٢ تلميذا،‏ من ترجمة كامل الاسفار اليونانية والعديد من الاسفار العبرانية في مجرد ١٨ شهرا.‏ وفي السنة التالية،‏ أُكملت الترجمة الاولية لكل الكتاب المقدس.‏ وبما انه لزم اجراء بعض التصحيحات والتنقيحات،‏ أُرسل لغويان انكليزيان لتقديم المساعدة هما جوزيف فريمان ودايڤيد جونز (‏غير المرسل دايڤيد جونز الآنف الذكر)‏.‏

      المضي قُدُما رغم العراقيل

      حين أُكملت الترجمة المالاغاسية،‏ ارسلت الجمعية الارسالية اللندنية تشارلز هوڤندن لتركيب اول مطبعة في مدغشقر.‏ وصل هوڤندن في ٢١ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ١٨٢٦،‏ إلا انه أُصيب بالملاريا ومات في غضون شهر.‏ ولم يكن من احد غيره يعرف كيف يركِّب ويشغِّل المطبعة.‏ ولكن في السنة التالية نجح جيمس كاميرون،‏ حرفي ماهر من اسكتلندا،‏ في تركيب المطبعة مستعينا بكتيِّب وجده بين قطعها.‏ وبعد الكثير من الاخفاقات،‏ تمكن كاميرون من طبع مقطع من التكوين الاصحاح الاول في ٤ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٨٢٧.‏a

      ولكن في ٢٧ تموز (‏يوليو)‏ ١٨٢٨،‏ نشأت عقبة اخرى بموت الملك راداما الاول.‏ فقد كان هذا الملك يدعم مشروع الترجمة الى حد كبير.‏ قال عنه المرسل دايڤيد جونز:‏ «الملك راداما لطيف وليِّن الى اقصى الحدود.‏ انه من محبِّذي التعليم،‏ ويهمه تثقيف شعبه في الفنون اكثر مما يهمه الذهب والفضة».‏ ولكن بعد مماته،‏ تسلمت زوجته راناڤالونا الاولى مقاليد الحكم وسرعان ما اتضح انها لن تكون داعمة لعمل الترجمة كزوجها.‏

      فبعيد اعتلائها العرش،‏ طلب زائر من انكلترا ان يقابلها ليتحدث معها عن عمل الترجمة،‏ إلا انها رفضت مقابلته.‏ وفي مناسبة اخرى،‏ اخبرها المرسلون انه ما زال هنالك امور كثيرة ليعلِّموها للناس بما فيها اللغتان اليونانية والعبرانية،‏ فقالت لهم:‏ «وبمَ تفيد اليونانية والعبرانية؟‏!‏ أليس من الاجدى ان تعلِّموا شعبي شيئا اكثر نفعا كصنع الصابون؟‏ فهذا ما يهمني».‏ وإذ ادرك كاميرون انهم سيُجبَرون على المغادرة قبل اكمال الكتاب المقدس بالمالاغاسية،‏ طلب ان يُمنح اسبوعا ليفكِّر في قول الملكة.‏

      في الاسبوع التالي،‏ اعطى كاميرون لرسل الملكة لوحي صابون صغيرين مصنوعين من مواد محلية.‏ وهذه المبادرة،‏ فضلا عن صناعات مفيدة اخرى انتجها بعض المرسلين،‏ هدَّأت الملكة فترة كافية اتاحت انهاء طبع الكتاب المقدس بكامله ما عدا بضعة اسفار عبرانية.‏

      مفاجأة سارة تلتها خيبة امل

      صحيح ان الملكة صدَّت المرسلين في البداية،‏ الا انها اصدرت في ايار (‏مايو)‏ ١٨٣١ مرسوما غير متوقع سمحت فيه لرعاياها ان يعتمدوا كمسيحيين.‏ ولكن هذا القرار لم يدم طويلا.‏ يقول تاريخ مدغشقر (‏بالانكليزية)‏ ان «عدد المعتمدين اقلق المحافظين في البلاط الملكي،‏ فأقنعوا الملكة ان [الصيرورة مسيحيا هي] بمثابة قسم ولاء للبريطانيين».‏ نتيجة ذلك،‏ أُلغي المرسوم في اواخر ١٨٣١ بعد مجرد ستة اشهر من اصداره.‏

      ولكن بسبب تقلُّب الملكة وتعاظم تأثير المتشددين في الحكومة،‏ اندفع المرسلون الى انهاء طبع الكتاب المقدس.‏ فالاسفار اليونانية المسيحية كانت قد أُكملت وآلاف النسخ اصبحت بين ايدي الناس.‏ غير انه في ١ آذار (‏مارس)‏ ١٨٣٥،‏ واجه المرسلون عقبة اخرى حين حظرت الملكة راناڤالونا الاولى الدين المسيحي وأمرت بتسليم كل الكتب المسيحية الى السلطات.‏

      عنى قرار الملكة ايضا ان العاملين المدغشقريين في مشروع الطباعة لم يعد بإمكانهم مواصلة العمل.‏ لذلك لم يتبقَّ سوى حفنة من المرسلين لإنهاء الطبع.‏ فظل هؤلاء يعملون ليل نهار حتى اصدروا اخيرا الكتاب المقدس بكامله في حزيران (‏يونيو)‏ ١٨٣٥.‏ وهكذا،‏ بعد جهد جهيد،‏ ابصر الكتاب المقدس المالاغاسي النور!‏

      وفيما كان الحظر ساري المفعول،‏ وُزِّعت الكتب المقدسة بسرعة وطُمرت ٧٠ نسخة لئلا يجري اتلافها.‏ وقد تم ذلك في حينه لأن المرسلين كلهم،‏ ما عدا اثنين،‏ كانوا سيغادرون الجزيرة في السنة نفسها.‏ وهكذا،‏ انتشرت كلمة اللّٰه في الجزيرة الحمراء الكبيرة.‏

      حبُّ المدغشقريين للكتاب المقدس

      ما اشد الفرحة التي غمرت سكان مدغشقر حين صار بإمكانهم قراءة كلمة اللّٰه بلغتهم الام!‏ صحيح ان هذه الترجمة تتضمن الاغلاط ولغتها قديمة،‏ الا انه نادرا ما تجد بيتا لا كتاب مقدس فيه،‏ وكثيرون يقرأونه بانتظام.‏ واللافت في هذه الترجمة ورود اسم اللّٰه،‏ يهوه،‏ بشكل متكرر في الاسفار العبرانية.‏ كما ان الاسم الالهي موجود ايضا في النسخ الاصلية للاسفار اليونانية.‏ لذلك فإن معظم السكان يعرفون اسم اللّٰه.‏

      حين طُبعت اولى نسخ الاسفار اليونانية،‏ رأى مشغِّل المطبعة،‏ السيد بايكر،‏ امارات الفرح على وجوه المدغشقريين وقال:‏ «انا لست نبيا،‏ لكني متأكد ان كلمة اللّٰه لن تختفي من هذا البلد!‏».‏ وقد صحت كلماته هذه لأنه لا الملاريا ولا صعوبة اللغة ولا المراسيم الملكية تمكنت من الوقوف في وجه نشر كلمة اللّٰه في مدغشقر.‏

  • وصول الكتاب المقدس الى الجزيرة الحمراء الكبيرة
    برج المراقبة ٢٠٠٩ | ١٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • a كانت الوصايا العشر والصلاة الربانية اولى مقاطع الكتاب المقدس التي طُبعت بالمالاغاسية،‏ وذلك في موريشيوس نحو نيسان/‏ايار (‏ابريل/‏مايو)‏ ١٨٢٦.‏ إلا ان النسخ كلها أُعطيت لعائلة الملك راداما الاول وبعض الرسميين الحكوميين.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة