مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • انحلال آداب السلوك
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • انحلال آداب السلوك

      ملايين لا يزالون يمارسون آداب السلوك الجيدة.‏ وملايين آخرون يدوسونها تحت اقدامهم.‏

      في مستهل هذا القرن،‏ عرفت اللياقة بداية سيئة،‏ استنادا الى دائرة المعارف البريطانية الجديدة:‏ «في اواخر القرن الـ‍ ١٩ وأوائل القرن الـ‍ ٢٠،‏ كان الذين هم من الطبقة الأرقى في المجتمع يعتبرون مراعاة اتفه متطلبات اللياقة تسلية،‏ وفي الوقت نفسه كان ذلك بالنسبة الى النساء شغلا شاغلا.‏ وقد صيغ المزيد والمزيد من قواعد انماط الكلام والتصرف المعقَّدة لتوليد شعور عند الداخلين الجدد بأن ذلك يقتصر على النخبة ولإبقاء غير المستحقين،‏ الجاهلين لهذه القواعد،‏ بعيدين عن النخبة.‏»‏

      وشتَّان ما بين ذلك وما يجب ان تكون عليه آداب السلوك الجيدة.‏ تكتب آيمي ڤانْدرْبيلت،‏ وهي مرجع ثقة في ما يتعلق بموضوع آداب السلوك،‏ في كتاب آداب السلوك الوافي الجديد:‏ «ان ارفع القواعد للتصرف توجد في الاصحاح ١٣ من كورنثوس الاولى‏،‏ البحث الرائع في المحبة الإنسانية من قبل القديس بولس.‏ وهذه القواعد ليست لها اية علاقة بالتفاصيل الدقيقة للِّباس ولا بتلك التي للآداب السطحية.‏ إنَّ لها علاقة بالمشاعر والمواقف،‏ الرقة،‏ واعتبار الآخرين.‏»‏

      وما اشارت اليه آيمي ڤانْدرْبيلت هو مقطع من الكتاب المقدس في ١ كورنثوس ١٣:‏٤-‏٨ يقول:‏ «المحبة تتأنى وترفق.‏ المحبة لا تحسد.‏ المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبِّح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتدُّ ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وتصدِّق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.‏ المحبة لا تسقط ابدا.‏»‏

      وكم تندُر رؤية محبة كهذه تمارَس اليوم!‏ وإلا لَكانت كل آداب السلوك خالية من كل عيب اينما كان!‏ والبيت المسيحي هو نقطة البداية في تعليم وتعلُّم آداب سلوك كهذه.‏ فالعائلة هي كالآلة الدقيقة التي ترتبط اجزاؤها ارتباطا وثيقا واحدها بالآخر.‏ والتزييت الماهر وحده قادر على ابقائها تعمل بطريقة سلسة.‏ وأن يعرف المرء كيف يكون مساعِدا،‏ لبقا،‏ لطيفا،‏ مهذبا هو عامل مهم في جعل البيت سعيدا.‏ وتعلُّم التعبير عن كلمات اللباقة والاحترام اليومية المستحسنة —‏ مثل «شكرا،‏» «من فضلك،‏» «اعذرني،‏» «انا آسف» —‏ يساهم كثيرا في ازالة الخلاف المدمر في معاشراتنا.‏ انها كلمات صغيرة انما كبيرة في معانيها.‏ والجميع قادرون على قولها بلياقة.‏ وهي لا تكلِّف شيئا،‏ لكننا نكسب بها الاصدقاء.‏ وإذا مارسنا آداب السلوك الجيدة في بيوتنا،‏ فلن تنفصل عنا وتتركنا عندما نخرج من الدائرة العائلية ونختلط بالناس.‏

      تشمل آداب السلوك الجيدة اظهار الاعتبار لمشاعر الآخرين،‏ منحهم الاحترام،‏ معاملتهم كما نريد ان يعاملونا.‏ لكنَّ كثيرين لاحظوا ان آداب السلوك نفسها تدهورت.‏ قالت كاتبة:‏ «تعوزنا اللباقة لأن الغلبة صارت للفردية.‏» وكتب الفيلسوف آرثر شوپنْهاور:‏ «ان الأنانية لَأمر مريع حتى اننا اخترعنا التهذيب لنخفيها.‏» ويعتقد كثيرون اليوم ان الصفة «مهذب» تعني «ضعيف» وأن إعطاء الأولوية للآخرين هو جُبن.‏ أوَليست السبعينيات،‏ عقد الأنا،‏ هي التي قذفت بنا الى طريقة العيش الحاضرة القائمة على مبدإ انا اولا؟‏ قالت احدى صحف مدينة كبرى:‏ «لقد بلغت المشكلة حدا لم يعد عنده ممكنا وصف الآداب العامة بأنها عامة.‏»‏

      وتخبر دايلي مَيل اللندنية ان الاولاد الذين هم في الخامسة من عمرهم يظهرون بشكل متزايد روحا عدائية،‏ لا يحترمون ممتلكات الاولاد الآخرين،‏ ينقصهم الاحترام للراشدين،‏ ويتكلمون لغة بذيئة.‏ ومعظم المعلِّمين الذين استُطلعت آراؤهم يشعرون بأن الوالدين هم الذين يفسدون اولادهم وأن هذا هو السبب الرئيسي للزيادة في السلوك غير الاجتماعي.‏ ومن المعلِّمين الذين قوبلوا في احد الاستطلاعات،‏ يلقي ٨٦ في المئة اللوم على «الافتقار الى المقاييس والتطلُّعات المستقبلية الواضحة في البيت.‏» ويشير اثنان وثمانون في المئة بإصبع الاتهام الى غياب المثال الأبوي.‏ والبيوت المحطمة،‏ الطلاق،‏ العيش معا بدون زواج،‏ مشاهدة الكثير جدا من البرامج التلفزيونية،‏ عدم التأديب،‏ عدم وجود روادع —‏ كل هذه حصيلتها تفتيت العائلة.‏

      قالت مديرة احدى المدارس الابتدائية:‏ «انا قلقة لغياب الاحترام بين الاولاد اليوم.‏ فلا يبدو انهم يهتمون اذا اذلوا رفقاءهم او اساءوا الى الراشدين.‏ .‏ .‏ .‏ انهم يظهرون قلة الاحترام بطرائق كثيرة —‏ بإشارات نابية،‏ كلمات بذيئة،‏ رفض اطاعة الاوامر البسيطة .‏ .‏ .‏،‏ ابقاء الكرة معهم طوال الوقت في الرياضة .‏ .‏ .‏ [ومن ناحية اخرى،‏] يميل الاولاد من بعض البيوت الى احترام الآخرين.‏ انهم ليسوا بالضرورة التلاميذ المدللين لدى المعلِّمين .‏ .‏ .‏،‏ لكنهم يتصرفون باحترام نحو الآخرين.‏ وينتظرون دورهم فيما يتدافع الآخرون .‏ .‏ .‏ فإما يُغرس ذلك [في الاولاد] او لا.‏»‏

      ويضيف مدير مدرسة ابتدائية اخرى له خبرة سنوات طويلة:‏ «نحن نرى المزيد من التصرفات الدنيئة الصريحة.‏ ويبدو ان الاولاد في الملعب لم يعودوا يلعبون كما كانوا؛‏ انهم يجولون في عصابات.‏ وسرعان ما يميِّزون الضعفاء،‏ الاولاد المعتَبرين دخلاء،‏ الاولاد الذين لا يرتدون الاحذية الخفيفة او سراويل الجينز المفضلة لديهم.‏ فيجعلونهم هدفا لهم،‏ ويقولون لهم امورا مهينة؛‏ هنالك تأثير شرير لذلك.‏ وقد حاولنا ايقاف ذلك،‏ لكننا لم ننجح كثيرا.‏»‏

      ويقول الپروفسور جوناثان فريدْمان من جامعة كولومبيا ان «اناسا كثيرين يقودون سياراتهم بطريقة فظة غير معقولة.‏» ويضيف:‏ «انها ساحة نزال تقريبا على الطرقات الرئيسية.‏» وتتحدث الرسالة الشهرية لمصرف كندا الملكي عن «المجزرة الوحشية على الطرقات» وتستنتج ان «جوهر المشكلة هو السلوك غير المتحضِّر.‏ فاللباقة،‏ الاعتبار،‏ الرفق،‏ التسامح والاحترام لحقوق الانسان التي هي من عناصر التمدُّن يُفتقر اليها بشكل مخزٍ.‏»‏

      وتصوِّر ذا نيويورك تايمز شوارع مدينة نيويورك بهذه الطريقة:‏ «سائقو السيارات ضد سيارات الاسعاف.‏» فهنالك عدد متزايد من سائقي السيارات الذين يرفضون فسح المجال للمركبات المستخدَمة في الحالات الطارئة،‏ كسيارات الاسعاف وشاحنات الاطفاء —‏ مما يزيد احتمال موت الشخص المريض او المصاب على نحو خطير لأنه يتعذر الوصول اليه او نقله الى المستشفى بالسرعة الكافية.‏ وقد اخبرت ألِن شيبَلي،‏ مسؤولة في «الخدمات الطبية الطارئة،‏» عن رجل،‏ كان يقود سيارته في طريق پَلِم السياحي في برونكس،‏ رفض فتح الطريق امام سيارة اسعاف كانت قد تلقت اتصالا عن حالة توقُّف للقلب.‏ «حاول ان يظهر صلابته ولم يفسح المجال،‏ لكن عندما وصل الى بيته،‏ ادرك كم كان ذلك غباء منه.‏ فقد كانت امه مصابة بنوبة قلبية وكانت سيارة الاسعاف تحاول الوصول اليها.‏»‏

      وأخبرت ذا نيويورك تايمز انترناشونال عن منظمة انكليزية تدعى «جمعية التهذيب» تشكلت لأن «الناس صاروا فعلا افظاظا واحدهم نحو الآخر،‏ ويجب ان يُفعل شيء حيال ذلك.‏» وفي عمود في ذي ايڤننڠ ستاندرد،‏ اعرب صحافي اذاعي عن تذمره قائلا:‏ «ان دولة اشتهرت مرة بلباقتها تصير بلدا للأفظاظ.‏» وإحدى شركات التأمين الاسكتلندية «استنتجت ان ٤٧ في المئة من جميع حوادث السير يمكن نسبها الى تصرُّف فظ.‏»‏

      وقد ساهم التلفزيون كثيرا في تقويض آداب السلوك،‏ وخصوصا عند الاولاد والمراهقين.‏ فكيف يلبس الاشخاص،‏ يتكلمون،‏ يعالجون الامور المتعلقة بالعلاقات البشرية،‏ يحلُّون المشاكل تكرارا بطريقة عنيفة —‏ يعلِّمه التلفزيون.‏ وإذا اعتدنا نحن وأولادنا مشاهدة برامج خيالية وسطحية،‏ فستعكس في النهاية آداب سلوكنا المواقف الوقحة،‏ القليلة الاحترام،‏ والتهكمية التي تظهرها الشخصيات التي نشاهدها.‏ وغالبا ما يجري تصوير الوالدين سُذَّجا والاولاد اذكياء.‏

      يجد العالم متعة في التكلُّم بنبرة عالية وتسلُّطية —‏ اذ يقاطع الحديث،‏ يفتخر بكونه مستبدا،‏ صخّابا،‏ يدَّعي التفوُّق،‏ يهيِّج السخط،‏ يثير التحديات.‏ لقد كان المجتمع عموما يستنكر التصرُّف الفظ،‏ وكان مرتكبه يُنبذ.‏ أما في مجتمع اليوم،‏ فيمكن للمسيء ان يرتكب عملا فظا دون ان يلحقه عار.‏ وإذا اعترض شخص ما،‏ فقد يقع ضحية تهجُّم شفهي او جسدي!‏ وبعض الاحداث الذين يجولون في مجموعات ضجَّاجة يملأون محيطهم لغة بذيئة واشارات فاحشة،‏ مسيئين الى مراقبيهم بسلوكهم الخشن،‏ وكل ذلك مصمَّم عمدا ليجذبوا الانتباه الى تمرُّدهم الجريء وليصدموا الراشدين بإعرابهم الوقح عن الفظاظة.‏ ولكن،‏ كما قيل ذات مرة،‏ «الفظاظة هي تقليد الانسان الضعيف للقوة.‏»‏

      ان القوانين التي وضعها الناس لضبط سلوك البشر تملأ مكتبة،‏ ولكن لم ينتج منها الارشاد اللازم للبشر.‏ فهل يلزمنا بعد اكثر؟‏ او ربما اقل؟‏ لقد قيل انه كلما كان المجتمع افضل،‏ قلَّت القوانين اللازمة له.‏ وما رأيكم في قانون واحد فقط‍؟‏ هذا القانون مثلا:‏ «فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم.‏ لأن هذا هو الناموس والأنبياء.‏» —‏ متى ٧:‏١٢‏.‏

      ان اطاعة هذا القانون تزيل معظم المشاكل الحالية،‏ ولكن لسدِّ حاجات المجتمع يجب اضافة قانون اهم ايضا:‏ «تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك.‏» —‏ مرقس ١٢:‏٣٠‏.‏

      يرفض مجتمع اليوم هذين المطلبَين الموجودَين في الكتاب المقدس اذ يعتبرهما غير ضروريَّين،‏ هذا بالاضافة الى رفضه اية خطوط ارشادية اخرى يحتويها الكتاب المقدس.‏ ويتكلم الكتاب المقدس عن اشخاص كهؤلاء في ارميا ٨:‏٩‏:‏ «خزي الحكماء .‏ .‏ .‏ قد رفضوا كلمة الرب فأية حكمة لهم.‏» وهم لا يرون الحاجة ايضا الى موافقة اجماعية عامة على القيم الحقيقية التي كانت تُعتبر تقليديا ضرورية لإرشادنا.‏ وأخلاقيتهم الجديدة هي طريق واسع يفسح المجال لأية انماط حياة بديلة قد يختارها الافراد —‏ الطريق الواسع الذي عرَّفه يسوع بالطريق المؤدي الى الهلاك —‏ والذين يسلكونه كثيرون.‏ —‏ متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة.‏

      المثال الكامل

      يسوع المسيح،‏ الشخص «الذي هو في حضن الآب،‏» هو مثال بارز جدير بالتمثُّل.‏ (‏يوحنا ١:‏١٨‏)‏ ففي التعامل مع الناس كان حنونا وشفوقا من جهة،‏ وقويا وحازما من جهة اخرى؛‏ لكنه لم يكن قط فظّا او قاسيا مع احد.‏ وتعليقا على «موهبته الخارقة لكونه يرتاح لجميع انواع الاشخاص،‏» يقول كتاب الرجل الذي من الناصرة:‏ «في العلن كما في السر عاشر الرجال والنساء دون تحامل.‏ كان يرتاح للاولاد الصغار في براءتهم،‏ وعلى نحو يثير الاستغراب الى حد بعيد،‏ كان يرتاح ايضا لاصحاب الكسب غير المشروع المعذَّبي الضمير مثل زكَّا.‏ والنساء مدبِّرات البيوت المحترمات،‏ كمريم ومرثا،‏ كان بإمكانهنَّ التكلم معه بصراحة طبيعية،‏ ولكنَّ المومسات ايضا بحثن عنه واثقات بأنه سيفهمهنَّ ويساعدهنَّ .‏ .‏ .‏ فعدم مبالاته الفريد من نوعه بالحدود التي وضعت قيودا على الناس العاديين هو احدى الصفات الأكثر تمييزا له.‏»‏

      ويهوه اللّٰه يتصف دائما بالآداب الجيدة عند التعامل مع مَن هم ادنى منه،‏ اذ غالبا ما يضيف عبارة «من فضلك» الى طلباته.‏ فعند منح خليله ابرهيم بركة قال:‏ «ارفع عينيك (‏من فضلك)‏ وانظر من الموضع الذي انت فيه.‏» ومرة ثانية:‏ «انظر (‏من فضلك)‏ الى السماء وعُدَّ النجوم.‏» (‏تكوين ١٣:‏١٤؛‏ ١٥:‏٥‏)‏ وعند اعطاء موسى آية لقدرته قال اللّٰه:‏ «أَدخل يدك (‏من فضلك)‏ في عُبِّك.‏» (‏خروج ٤:‏٦‏)‏ وبعد سنين كثيرة قال يهوه،‏ بواسطة نبيّه ميخا،‏ حتى لشعبه العاصي:‏ «اسمعوا (‏من فضلكم)‏ يا رؤساء يعقوب وقضاة بيت اسرائيل.‏ .‏ .‏ .‏ اسمعوا (‏من فضلكم)‏ هذا يا رؤساء.‏» (‏ميخا ٣:‏١،‏ ٩‏)‏ وفي هذا المجال،‏ هل نصير «متمثِّلين باللّٰه» في القول من فضلكم عند التعامل مع الآخرين؟‏ —‏ افسس ٥:‏١‏.‏

      اذًا،‏ اية خطوط ارشادية ومبادئ سلوك ادبية يقدمها حكماء العالم كبدائل لتلك الموجودة في الكتاب المقدس التي يرفضونها باعتبارها غير مقبولة؟‏ ستعالج المقالة التالية ذلك.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٤]‏

      لم يعد ممكنا وصف الآداب العامة بأنها عامة

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      كانت سيارة الاسعاف تحاول الوصول الى امه

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏«الفظاظة هي تقليد الانسان الضعيف للقوة»‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

      Grandville :Right ‏;Life :Left

  • هل ترفض «الاخلاقية الجديدة» آداب السلوك؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤ | تموز (‏يوليو)‏ ٢٢
    • هل ترفض «الاخلاقية الجديدة» آداب السلوك؟‏

      ‏‹ويل للجاعلين الشر خيرا والظلام نورا والمرّ حلوا.‏› —‏ اشعياء ٥:‏٢٠‏.‏

      شهد القرن الـ‍ ٢٠ تغييرات شاملة في آداب السلوك والأخلاق.‏ ففي العقود التي تلت الحربين العالميتين،‏ صارت انظمة القيم القديمة تُعتبر تدريجيا قديمة الطراز.‏ والأحوال المتغيِّرة والنظريات الجديدة في حقلَي السلوك البشري والعلم اقنعت كثيرين بأن القيم القديمة لم تعد فعَّالة.‏ وآداب السلوك التي كان يُنظر اليها في ما مضى باعتبار رفيع استُغني عنها باعتبارها متاعا فائضا يعيق تقدُّم المرء.‏ والخطوط الارشادية في الكتاب المقدس التي كانت في ما مضى تُحترم،‏ رُفضت باعتبارها قديمة الطراز.‏ فقد كانت مقيِّدة كثيرا لمجتمع القرن الـ‍ ٢٠ المتحرر والمتساهل،‏ مجتمع الافراد العصريين جدا.‏

      والسنة التي شهدت نقطة التحول هذه في التاريخ البشري كانت السنة ١٩١٤.‏ فكتابات المؤرخين المتعلقة بتلك السنة وبالحرب العالمية الاولى تزخر بملاحظاتهم التي تؤكد ان السنة ١٩١٤ هي سنة تغيُّر خطير،‏ علامة حقيقية تفصل عصرين في التاريخ البشري.‏ وعلى الفور تلت «العشرينيات المزدهرة» الحربَ وحاول الناس التعويض عن اللهو الذي خسروه خلال سني الحرب تلك.‏ فجرى التخلص من القيم القديمة والقيود الادبية المزعجة،‏ وذلك لفسح المجال للانغماس في الملذات.‏ ووُضعت على نحو غير رسمي اخلاقية جديدة تطلق العنان للمساعي الجسدية —‏ اخلاقية «كل شيء مباح» من حيث الاساس.‏ والقاعدة الاخلاقية الجديدة حملت معها على نحو لا مفر منه تغييرا في آداب السلوك.‏

      يعلِّق المؤرخ فريدريك لويس آلِن على ذلك قائلا:‏ «ان النتيجة الاخرى للثورة كانت ان آداب السلوك لم تصر مجرد آداب مختلفة،‏ انما صارت —‏ ولسنوات قليلة —‏ فظة.‏ .‏ .‏ .‏ فخلال هذا العقد .‏ .‏ .‏ وجدت المضيفات ان ضيوفهن لا يكلِّفون انفسهم عناء التكلم اليهن عند وصولهم او رحيلهم؛‏ ان الذهاب الى الحفلات الراقصة من دون دعوة اصبح ممارسة مقبولة،‏ والناس ‹اعتادوا التأخر› عن مواعيد العشاء،‏ ويتركون السجائر مشتعلة بلا مبالاة،‏ وينثرون الرماد على السجاد دون ان يعتذروا.‏ لقد سقطت الحواجز القديمة ولم تُبنَ حواجز جديدة،‏ وفي غضون ذلك كان الناس القليلو التهذيب يسرحون ويمرحون.‏ وربما تُعرف يوما ما بشكل ملائم السنون العشر التي تلت الحرب بعقد ‹آداب السلوك الرديئة.‏› .‏ .‏ .‏ وإذا كانت آداب السلوك سيئة في ذلك العقد،‏ فقد كان تعيسا ايضا.‏ ومع زوال الترتيب القديم للامور زالت مجموعة من القيم التي اعطت الحياة غنى ومعنى،‏ ولم يجرِ ايجاد قيم بديلة بسهولة.‏»‏

      ان القيم البديلة التي اعادت للحياة غناها ومعناها لم توجد قط.‏ فلم يجرِ البحث عنها.‏ ونمط الحياة المثير في «العشرينيات المزدهرة» الذي يبيح كل شيء حرَّر الناس من القيود الادبية،‏ وهذا ما كانوا يبتغونه.‏ وهم لم ينبذوا الاخلاقية؛‏ كانوا يعدِّلونها فقط،‏ مرخين الزمام قليلا.‏ وعلى مر الوقت دعوها الاخلاقية الجديدة.‏ وفيها يعمل كل شخص ما يحسن في عينيه.‏ يهتم اولا بمصالحه الخاصة.‏ يفعل الامور التي ترضيه.‏ ويسير في طريق الاستقلال.‏

      او هذا ما يعتقده.‏ وفي الواقع،‏ قال الملك الحكيم سليمان منذ ثلاثة آلاف سنة:‏ «ليس تحت الشمس جديد.‏» (‏جامعة ١:‏٩‏)‏ وحتى في وقت ابكر،‏ خلال فترة القضاة،‏ تُركت للاسرائيليين حرية كبيرة في ما اذا كانوا سيطيعون ناموس اللّٰه ام لا:‏ «في تلك الايام لم يكن ملك في اسرائيل.‏ كل واحد عمل ما حسن في عينيه.‏» (‏قضاة ٢١:‏٢٥‏)‏ لكن تبيَّن ان الاكثرية لم تكن راغبة في الالتفات الى الناموس.‏ وبالزرع بهذه الطريقة،‏ حصد اسرائيل مئات السنين من الكوارث التي حلت بالامة.‏ وعلى نحو مشابه،‏ حصدت الامم اليوم قرونا من الوجع والالم —‏ والآتي اعظم ايضا.‏

      ثمة تعبير آخر يحدِّد الاخلاقية الجديدة بشكل ادق،‏ وهو «النسبية relativism.‏» ويعرِّفه قاموس وبستر الجامعي الجديد التاسع هكذا:‏ «النظرة القائلة ان الحقائق الاخلاقية تتوقف على الافراد والفرق الذين يعتنقونها.‏» وبكلمات قليلة،‏ يؤكد أتباع النسبية ان ما هو جيد لهم هو اخلاقي بالنسبة اليهم.‏ وقد توسَّع كاتب في موضوع النسبية عندما قال:‏ «ان النسبية،‏ التي ظلت زمانا طويلا متوارية عن الانظار،‏ برزت بصفتها الفلسفة الشائعة في ‹عقد الأنا،‏› عقد السبعينيات؛‏ ولا تزال سائدة في الثمانينيات في ظاهرة ‹اليوپيِّين،‏› شباب الطبقة المتوسطة الذين يكسبون مالا وفيرا وينفقونه على المقتنيات والنشاطات الغالية الثمن.‏ وربما لا نزال نؤيد شفهيا القيم التقليدية،‏ ولكن عمليا،‏ الامر الصائب هو كل ما ينفعني.‏»‏

      ويشمل ذلك آداب السلوك —‏ ‹اذا كان الامر يلائمني،‏ فسأقوم به؛‏ وإلّا فلن اقوم به.‏ لن يناسبني ذلك حتى لو كان فيه اظهار لمزيد من اللياقة تجاهك.‏ فسيقضي ذلك على فرديَّتي المستقلة السامية،‏ يجعلني ابدو ضعيفا،‏ ويحوِّلني الى جبان.‏› وكما يَظهر،‏ بالنسبة الى هؤلاء الاشخاص،‏ لا ينطبق ذلك فقط على التصرفات الفظة بل ايضا على التعابير اللطيفة السلسة المستخدمة كل يوم،‏ مثل ‹من فضلك،‏ انا آسف،‏ اعذرني،‏ شكرا لك،‏ دعني افتح لك الباب،‏ تفضل اجلس مكاني،‏ دعني احمل الرزمة عنك.‏› فهذه العبارات وغيرها ايضا هي كالزيوت الرقيقة التي تلطِّف علاقاتنا البشرية وتجعلها سارة.‏ وقد يعترض من ينادي بفكرة «انا اولا» قائلا:‏ ‹لكنَّ الاعراب عن آداب السلوك الجيدة نحو الآخرين يمكن ان يؤثر بشكل سلبي في عيشي وفقا لصورتي كشخص يهتم اولا بمصالحه الخاصة وفي عكسي لهذه الصورة.‏›‏

      ينسب عالِم الاجتماع جيمس ك.‏ ويلسون الاحتكاك والسلوك الاجرامي المتزايدين الى انهيار ما «يشار اليه [اليوم] بازدراء بـ‍ ‹قيم الطبقة المتوسطة،‏›» ويتابع التقرير:‏ «يبدو ان زوال هذه القيم —‏ والزيادة في النسبية الادبية —‏ له ارتباط بمعدل اعلى للجريمة.‏» وهو يرتبط طبعا بالنزعة العصرية الرافضة لأيّ كبت للتعبير عن النفس،‏ بصرف النظر عن مقدار الاساءة او الازعاج الذي يمكن ان يسبِّبه.‏ وينسجم ذلك مع ما قاله عالِم اجتماع آخر،‏ جارِد تايلور:‏ «لقد انتقل مجتمعنا باطراد من ضبط النفس الى التعبير عن النفس،‏ ويرفض اناس كثيرون القيم القديمة الطراز باعتبارها قمعية.‏»‏

      ان ممارسة النسبية تجعلكم انتم الحَكَم في قضايا سلوككم الشخصي،‏ متجاهلين حُكم الآخرين،‏ بما في ذلك حُكم اللّٰه.‏ فأنتم تقررون شخصيا ما هو صواب وما هو خطأ بالنسبة اليكم،‏ تماما كما فعل الزوجان البشريان الاولان في عدن عندما رفضا امر اللّٰه وقرَّرا شخصيا ما هو صواب وما هو خطأ.‏ فقد حملت الحية حواء على الاعتقاد انه اذا عصت اللّٰه وأكلت من الثمر المحرم،‏ فستصير كما قالت لها:‏ «تنفتح اعينكما وتكونان كاللّٰه عارفين الخير والشر.‏» فأخذت حواء من الثمر وأكلت ثم اعطت آدم فأكل.‏ (‏تكوين ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وقرار آدم وحواء ان يأكلا كان قرارا مأساويا بالنسبة اليهما وقرارا مفجعا بالنسبة الى ذريتهما.‏

      بعد خلاصة مطولة عن الفساد الموجود بين السياسيين،‏ رجال الاعمال،‏ الرياضيين،‏ العلماء،‏ احد الحائزين جائزة نوبل،‏ ورجل دين،‏ قال احد المراقبين في خطاب القاه امام كلية هارڤرد للاعمال:‏ «اعتقد اننا نختبر في بلدنا اليوم ما أُفضِّل تسميته ازمة خُلُق،‏ فقدان ما كان يُعتبر تقليديا في كل الحضارة الغربية الروادع الداخلية والفضائل الداخلية التي تمنعنا من اشباع غرائزنا الخاصة الاكثر ضِعة.‏» وتكلم عن «كلمات تبدو تقريبا غريبة عندما يُنطق بها في هذا المحيط،‏ كلمات مثل بسالة،‏ شرف،‏ واجب،‏ مسؤولية،‏ رأفة،‏ دماثة —‏ كلمات لم تعد تُستعمل تقريبا.‏»‏

      وفي حرم الجامعات في الستينيات،‏ أُثيرت بعض المواضيع.‏ فقد ادَّعى كثيرون انه ‹ليس هنالك اله،‏ اللّٰه ميت،‏ لا يوجد شيء،‏ لا توجد قيمة سامية،‏ لا معنى للحياة اطلاقا،‏ لا يمكنك التغلب على تفاهة الحياة الا بالفردية البطولية.‏› واعتبر الهپِّيّون ذلك اشارة الانطلاق وخاضوا غمار معركة التغلب على تفاهة الحياة بـ‍ ‹تنشق الكوكائين،‏ تدخين الماريجوانا،‏ ممارسة الحب،‏ والبحث عن سلام العقل.‏› سلام لم يجدوه قط.‏

      ثم هنالك حركات الاحتجاج في الستينيات.‏ لقد كانت اكثر من مجرد نزوات،‏ اذ ان التيار السائد في الحضارة الاميركية اعتنقها وأدَّت الى عصر الأنا في السبعينيات.‏ وهكذا دخلنا عقدا دعاه الناقد الاجتماعي توم وولف «عقد الأنا.‏» وتدرَّج ذلك الى الثمانينيات التي دعاها البعض بتهكُّم «العصر الذهبي للجشع.‏»‏

      وما علاقة كل ذلك بآ‌داب السلوك؟‏ ان الامر يتعلق بوضع نفسكم اولا،‏ وإذا وضعتم نفسكم اولا،‏ فلا يمكنكم ان تفسحوا المجال بسهولة للآخرين،‏ لا يمكنكم ان تضعوا الآخرين اولا،‏ لا يمكنكم ان تعربوا عن آداب السلوك الجيدة نحو الآخرين.‏ وبوضع نفسكم اولا،‏ ربما تنغمسون في الواقع في شكل من عبادة الذات،‏ عبادة الأنا.‏ وكيف يصف الكتاب المقدس من يفعل ذلك؟‏ بـ‍ «(‏جشِع)‏ الذي هو عابد للاوثان،‏» بمن يعرب عن «الطمع الذي هو عبادة الاوثان.‏» (‏افسس ٥:‏٥؛‏ كولوسي ٣:‏٥‏)‏ ومَن يخدم حقا اناس كهؤلاء؟‏ «الههم بطنهم.‏» (‏فيلبي ٣:‏١٩‏)‏ ان انماط الحياة البديلة المنحطة التي اختارها اناس كثيرون باعتبارها صائبة ادبيا بالنسبة اليهم،‏ والعواقب المفجعة والمميتة لأنماط الحياة هذه انما تبرهن صدق ارميا ١٠:‏٢٣‏:‏ «عرفت يا رب انه ليس للانسان طريقه.‏ ليس لإنسان يمشي ان يهدي خطواته.‏»‏

      لقد سبق ورأى الكتاب المقدس كل هذه الامور وتنبأ بها بصفتها وجها تحذيريا من اوجه «الايام الاخيرة،‏» كما هي مسجلة في ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏،‏ ترجمة تفسيرية:‏ «اعلم هذا الامر:‏ ان ازمنة صعبة ستعمُّ في الايام الاخيرة؛‏ اذ يكون الناس محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال،‏ متكبرين،‏ مباهين بأنفسهم،‏ شتامين،‏ غير مطيعين لوالديهم،‏ ناكرين للجميل،‏ دنسين،‏ متحجري العواطف،‏ غير صفوحين،‏ نمَّامين،‏ جامحي الاهواء،‏ شرسين غير محبين للصلاح،‏ خائنين،‏ وقحين،‏ مدَّعين،‏ محبين للَّذَّات اكثر من محبتهم للّٰه،‏ لهم من التقوى مظهرها ولكنهم لقوَّتها منكرون،‏ فعن هؤلاء الناس ابتعد!‏»‏

      لقد جُرفنا بعيدا عما خُلقنا لنكونه —‏ على صورة اللّٰه وشبهه.‏ فالمحبة،‏ الحكمة،‏ العدل،‏ والقدرة،‏ هذه الصفات الكامنة،‏ لا تزال موجودة فينا لكنها صارت غير متوازنة ومشوَّهة.‏ والخطوة الاولى في طريق العودة يُكشف عنها في الجملة الاخيرة من آيات الكتاب المقدس المقتبسة آنفا:‏ «فعن هؤلاء الناس ابتعد!‏» فابحثوا عن محيط جديد،‏ محيط يغيِّر حتى مشاعركم الداخلية.‏ ولتحقيق هذه الغاية،‏ نستفيد من الكلمات الحكيمة التي كتبتها منذ سنوات دوروثي طومسون في المجلة المنزلية للسيدات.‏ تفتتح كلماتها المقتبس منها بالتصريح انه للتغلب على جناح الاحداث،‏ من الضروري تثقيف عواطف الحدث لا فكره:‏

      ‏«ان تصرُّفاته ومواقفه وهو صغير تحدِّد بدرجة كبيرة تصرُّفاته ومواقفه كشخص راشد.‏ لكنَّ هذه لا يحثُّ عليها دماغه،‏ بل مشاعره.‏ فهو يصير ما يُشجَّع ويُدرَّب على محبته،‏ الاعجاب به،‏ عبادته،‏ اعزازه،‏ والتضحية من اجله.‏ .‏ .‏ .‏ وفي كل ذلك تلعب آداب السلوك دورا مهمّا،‏ لأن آداب السلوك الجيدة ليست اكثر ولا اقل من اظهار الاعتبار للآخرين.‏ .‏ .‏ .‏ ان المشاعر الداخلية تنعكس في السلوك الخارجي،‏ لكنَّ السلوك الخارجي يساهم ايضا في تنمية المشاعر الداخلية.‏ فمن الصعب ان يشعر المرء بالعداء وهو يتصرف بشكل ينمُّ عن مراعاة لمشاعر الآخرين.‏ وقد تكون آداب السلوك الجيدة سطحية فقط في البداية،‏ لكنها نادرا ما تبقى كذلك.‏»‏

      ولاحظت ايضا ان الصلاح والطلاح،‏ مع وجود استثناءات نادرة،‏ «لا يتحكم فيهما الدماغ بل العواطف» وأن الاشخاص «يصيرون مجرمين لا بسبب تصلُّب الشرايين بل بسبب تقسِّي القلب.‏» وشددت على انه في اغلب الاحيان تسيطر العاطفة على سلوكنا اكثر مما يفعل العقل،‏ وأن الطريقة التي نُدرَّب بها،‏ الطريقة التي نتصرَّف بها،‏ حتى لو أُجبرنا عليها في البداية،‏ تؤثر في المشاعر الداخلية وتغيِّر القلب.‏

      لكنَّ الكتاب المقدس هو الذي يتفوق في تزويد الصيغة الملهمة لتغيير انسان القلب الداخلي.‏

      اولا،‏ افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏:‏ «ان تخلعوا من جهة التصرف السابق الانسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور وتتجدَّدوا بروح ذهنكم وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب اللّٰه في البر وقداسة الحق.‏»‏

      ثانيا،‏ كولوسي ٣:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٢-‏١٤‏:‏ «خلعتم الانسان العتيق مع اعماله ولبستم الجديد الذي يتجدَّد للمعرفة حسب صورة خالقه.‏ فالبسوا كمختاري اللّٰه القديسين المحبوبين احشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول اناة محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إن كان لأحد على احد شكوى.‏ كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا.‏ وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال.‏»‏

      قال المؤرخ ول ديورانت:‏ «ان اعظم مسألة في زماننا ليست الشيوعية ضد الفردية،‏ ليست اوروپا ضد اميركا،‏ حتى انها ليست الشرق ضد الغرب؛‏ انما مسألة ما اذا كان باستطاعة البشر العيش من دون اللّٰه.‏»‏

      ولكي نحيا حياة ناجحة،‏ يجب ان نلتفت الى مشورته.‏ «يا ابني لا تنسَ شريعتي بل ليحفظ قلبك وصاياي.‏ فإنها تزيدك طول ايام وسني حياة وسلامة.‏ لا تدع الرحمة والحق يتركانك.‏ تقلَّدهما على عنقك.‏ اكتبهما على لوح قلبك فتجد نعمة وفطنة صالحة في اعين اللّٰه والناس.‏ توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد.‏ في كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سبلك.‏» —‏ امثال ٣:‏١-‏٦‏.‏

      ان آداب السلوك الجيدة اللطيفة والتي تراعي مشاعر الآخرين،‏ الآداب التي لقَّنتها قرون من الحياة،‏ ليست على اية حال متاعا فائضا يعيق تقدُّم المرء،‏ والخطوط الارشادية في الكتاب المقدس من اجل العيش ليست ابدا قديمة الطراز بل سيتبيَّن انها لخلاص الجنس البشري الابدي.‏ فمن دون يهوه،‏ لا يمكنه ان يبقى حيا،‏ لأن ‹عند يهوه ينبوع الحياة.‏› —‏ مزمور ٣٦:‏٩‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ١١]‏

      الطريقة التي نتصرَّف بها،‏ حتى لو أُجبرنا عليها في البداية،‏ تؤثر في المشاعر الداخلية وتغيِّر القلب

      ‏[الاطار في الصفحة ١٠]‏

      آداب مائدة متقنة قد يرغب الناس في تقليدها

      طيور الصخَّاد الأرْزي الجميلة،‏ الحسنة السلوك،‏ الاجتماعية جدا،‏ تأكل معا في جُنيبة كبيرة محمَّلة العنبيات الناضجة.‏ وإذ تصطف على طول غصن،‏ تقتات بالثمار،‏ انما ليس بشراهة على الاطلاق.‏ فمن منقار الى منقار،‏ تمرِّر عنبيةً جيئة وذهابا واحدها الى الآخر،‏ الى ان يأكلها اخيرا طائر بلطف.‏ وهي لا تنسى «اولادها» ابدا،‏ اذ تجلب لها الطعام دون ان تكلّ،‏ عنبية بعد اخرى،‏ الى ان تشبع كل هذه الافواه الفارغة.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      H.‎ Armstrong Roberts

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      يقول البعض:‏ ‹تخلَّص من الكتاب المقدس والقيم الادبية›‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      ‏«اللّٰه ميت.‏»‏

      ‏«الحياة لا معنى لها!‏»‏

      ‏«دخِّن الماريجوانا،‏ تنشَّق الكوكائين»‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٧]‏

      Grandville :Right ‏;Life :Left

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة