مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • دينونة اللّٰه على «انسان الخطية»‏
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • دينونة اللّٰه على «انسان الخطية»‏

      ‏«كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تُقطع وتُلقى في النار.‏» —‏ متى ٧:‏١٩‏.‏

      ١ و ٢ ما هو انسان الخطية،‏ وكيف تطوَّر؟‏

      عندما اوحى اللّٰه الى الرسول بولس ان ينبئ بمجيء «انسان الخطية» قال انه يبتدئ بالظهور حتى في ايامه.‏ وكما شرحت المقالة السابقة،‏ كان بولس يتحدث عن صف من الافراد سيأخذ القيادة في الارتداد عن المسيحية الحقيقية.‏ وهذا التحوُّل عن الحق ابتدأ في اواخر القرن الاول،‏ وخصوصا بعد موت آخر الرسل.‏ فأدخل الصف الأثيم عقائد وممارسات تتعارض مع كلمة اللّٰه.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏٣،‏ ٧؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ٢ وبمرور الوقت تطوَّر هذا الصف الأثيم ليصير رجال دين العالم المسيحي.‏ وأرسخ سلطته الامبراطور الروماني قسطنطين في القرن الرابع عندما اقترنت الكنائس المرتدّة بالدولة الوثنية.‏ وإذ استمر العالم المسيحي في التجزُّؤ الى عدد كبير من الطوائف استمر رجال الدين في ترفيع انفسهم على مَن هم دون الإِكليرُس وغالبا على الحكام الدنيويين ايضا.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏٤‏.‏

      ٣ ماذا سيكون مصير انسان الخطية؟‏

      ٣ وماذا يكون مصير انسان الخطية؟‏ أنبأ بولس:‏ «سيُستعلن الأثيم الذي الرب (‏يسوع)‏ يبيده .‏ .‏ .‏ ويبطله بظهور مجيئه.‏» (‏٢ تسالونيكي ٢:‏٨‏)‏ ويعني ذلك ان هلاك رجال الدين سيحصل عندما ينهي اللّٰه كامل نظام الشيطان.‏ ويستخدم اللّٰه ملكه السماوي،‏ المسيح يسوع،‏ ليقود قوى تنفيذ الحكم الملائكية.‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٩؛‏ رؤيا ١٩:‏١١-‏٢١‏)‏ وهذا المصير ينتظر رجال الدين لأنهم اهانوا اللّٰه والمسيح وقادوا ملايين الناس بعيدا عن العبادة الحقة.‏

      ٤ بأي مبدإ يُدان انسان الخطية؟‏

      ٤ اعطى يسوع المبدأ الذي به يُدان انسان الخطية،‏ قائلا:‏ «احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة.‏ من ثمارهم تعرفونهم.‏ هل يجتنون من الشوك عنبا او من الحسك تينا.‏ هكذا كل شجرة جيدة تصنع اثمارا جيدة.‏ وأمّا الشجرة الردية فتصنع اثمارا ردية.‏ لا تقدر شجرة جيدة ان تصنع اثمارا ردية ولا شجرة ردية ان تصنع اثمارا جيدة.‏ كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تُقطع وتُلقى في النار.‏ .‏ .‏ .‏ ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات.‏ بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السموات.‏» —‏ متى ٧:‏١٥-‏٢١‏؛‏ انظروا ايضا تيطس ١:‏١٦؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏.‏

      الثمار المسيحية الجيدة

      ٥ ما هو الاساس للثمار المسيحية الجيدة،‏ وما هي احدى الوصايا الاساسية؟‏

      ٥ ان الاساس للثمار المسيحية الجيدة مدوَّن في ١ يوحنا ٥:‏٣‏،‏ التي تذكر:‏ «هذه هي محبة اللّٰه ان نحفظ وصاياه.‏» وإحدى الوصايا الاساسية هي هذه:‏ «تحب قريبك كنفسك.‏» (‏متى ٢٢:‏٣٩‏)‏ وهكذا،‏ لا بدّ ان يملك خدام اللّٰه الحقيقيون المحبة لقريبهم بصرف النظر عن جنسهم او قوميتهم.‏ —‏ متى ٥:‏٤٣-‏٤٨؛‏ رومية ١٢:‏١٧-‏٢١‏.‏

      ٦ نحو مَن خصوصا لا بدّ من اظهار المحبة المسيحية؟‏

      ٦ وعلى نحو خصوصي لا بدّ ان يملك خدام اللّٰه المحبة لأولئك الذين هم اخوتهم الروحيون.‏ «إنْ قال احد اني احب اللّٰه وأبغض اخاه فهو كاذب.‏ لأن مَن لا يحب اخاه الذي ابصره كيف يقدر ان يحب اللّٰه الذي لم يبصره.‏ ولنا هذه الوصية منه ان من يحب اللّٰه يحب اخاه ايضا.‏» (‏١ يوحنا ٤:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وهذه المحبة،‏ قال يسوع،‏ تكون علامة تثبت هوية المسيحيين الحقيقيين:‏ «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي إنْ كان لكم حب بعضا لبعض.‏» —‏ يوحنا ١٣:‏٣٥‏؛‏ انظروا ايضا رومية ١٤:‏١٩؛‏ غلاطية ٦:‏١٠؛‏ ١ يوحنا ٣:‏١٠-‏١٢‏.‏

      ٧ كيف يجري ربط المسيحيين الحقيقيين معا في كل العالم؟‏

      ٧ ان المحبة الاخوية هي «الغِراء» الذي يربط خدام اللّٰه في وحدة:‏ «البسوا المحبة التي هي رباط (‏كامل للاتِّحاد)‏.‏» (‏كولوسي ٣:‏١٤‏)‏ فالمسيحيون الحقيقيون لا بدّ ان يكونوا في وحدة مع اخوتهم في كل العالم،‏ لأن كلمة اللّٰه توصي:‏ «ان تقولوا جميعكم قولا واحدا .‏ .‏ .‏ لا يكون بينكم انشقاقات .‏ .‏ .‏ كونوا (‏متحدين بلياقة)‏ في فكر واحد ورأي واحد.‏» (‏١ كورنثوس ١:‏١٠‏)‏ وللمحافظة على هذه المحبة والوحدة على نطاق عالمي لا بدّ ان يكون خدام اللّٰه حياديين في شؤون هذا العالم السياسية.‏ قال يسوع:‏ «ليسوا (‏جزءا)‏ من العالم كما اني انا لست (‏جزءا)‏ من العالم.‏» —‏ يوحنا ١٧:‏١٦‏.‏

      ٨ كيف اظهر يسوع ما يجب ان يفعله المسيحيون؟‏

      ٨ اظهر يسوع مدى ما كان يفكِّر فيه عندما استعمل بطرس سيفا لقطع أذن احد الرجال الذين اتوا لإلقاء القبض على يسوع.‏ فهل شجَّع يسوع على مثل هذا الاستعمال للقوة حتى لحماية ابن اللّٰه من المقاومين؟‏ لا،‏ ولكنه قال لبطرس:‏ «ردَّ سيفك الى مكانه.‏» (‏متى ٢٦:‏٥٢‏)‏ وهكذا فإن المسيحيين الحقيقيين لا يتورَّطون في حروب الامم او في ايّ سفك آخر للدم البشري حتى ولو أدّى الرفض الى استشهادهم من اجل موقفهم الحيادي،‏ كما استُشهد كثيرون على مرّ القرون وحتى في وقتنا.‏ انهم يعرفون ان ملكوت اللّٰه فقط تحت حكم المسيح سيزيل الحرب وسفك الدم الى الابد.‏ —‏ مزمور ٤٦:‏٩؛‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠؛‏ ٢ بطرس ٣:‏١١-‏١٣‏.‏

      ٩ (‏أ)‏ ماذا يخبرنا التاريخ عن المسيحيين الاولين؟‏ (‏ب)‏ كيف يتباين ذلك مع اديان العالم المسيحي؟‏

      ٩ يؤكِّد التاريخ ان مسيحيي القرن الاول ما كانوا ليسفكوا الدم البشري.‏ وثمة پروفسور سابق في اللاهوت من انكلترا،‏ پيتر دي روزا،‏ يكتب:‏ «كان سفك الدم خطية فاحشة.‏ وذلك كان سبب مقاومة المسيحيين المصارعة حتى الموت.‏ .‏ .‏ .‏ وفيما كانت الحرب واستعمال القوة ضروريين لحفظ روما،‏ شعر المسيحيون انهم لا يقدرون ان يشتركوا.‏ .‏ .‏ .‏ واعتبر المسيحيون انفسهم،‏ كيسوع،‏ رسل سلام؛‏ ولا بأيّ حال امكنهم ان يكونوا وكلاء للموت.‏» ومن ناحية اخرى،‏ خالفت اديان العالم المسيحي المنقسمة وصية المحبة وسفكت مقدارا هائلا من الدم.‏ ولم يكونوا رسل سلام بل كانوا على نحو متكرِّر وكلاء للموت.‏

      بابل العظيمة المذنبة بسفك الدم

      ١٠ ما هي بابل العظيمة،‏ ولماذا تُدعى كذلك؟‏

      ١٠ ان الشيطان هو «رئيس هذا العالم،‏» «إله هذا الدهر.‏» (‏يوحنا ١٢:‏٣١؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ وجزء من عالم الشيطان هو نظام الدين الباطل الشاملُ الارض الذي انشأه لقرون،‏ بما فيه العالم المسيحي ورجال دينه.‏ ويدعو الكتاب المقدس هذا النظام العالمي للدين الباطل «بابل العظيمة ام الزواني [الروحيات] ورجاسات الارض.‏» (‏رؤيا ١٧:‏٥‏)‏ وجذور الاديان الباطلة اليوم ترجع الى مدينة بابل القديمة،‏ التي كانت منغمسة في الدين الباطل وفي عقائد وممارسات مهينة للّٰه.‏ من اجل ذلك تدعى نظيرة بابل القديمةِ بابل العظيمةَ،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏

      ١١ ماذا يقول الكتاب المقدس عن بابل العظيمة،‏ ولماذا؟‏

      ١١ وفي ما يتعلَّق ببابل الدينية تقول كلمة اللّٰه:‏ «فيها وُجد دم انبياء وقديسين وجميع مَن قُتل على الارض.‏» (‏رؤيا ١٨:‏٢٤‏)‏ وكيف تكون اديان هذا العالم مسؤولة عن دم جميع اولئك الذين قُتلوا؟‏ من حيث ان جميع هذه الاديان —‏ كنائس العالم المسيحي والاديان غير المسيحية على السواء —‏ أيَّدت،‏ تغاضت عن،‏ او حتى اخذت القيادة في حروب الامم؛‏ وقد اضطهدت ايضا وقتلت الاشخاص الخائفين اللّٰه الذين خالفوها.‏

      سجل مهين للّٰه

      ١٢ لماذا يستحقّ رجال دين العالم المسيحي اللوم اكثر من القادة الدينيين الآخرين؟‏

      ١٢ ان رجال دين العالم المسيحي يستحقّون اللوم على سفك الدم اكثر من القادة الدينيين الآخرين.‏ ولماذا؟‏ لأنهم،‏ فضلا عن اخذهم اسم اللّٰه على عاتقهم،‏ اخذوا اسم المسيح ايضا.‏ وبذلك ألزموا انفسهم ان يتَّبعوا تعاليم يسوع.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٠-‏١٤‏)‏ ولكنهم لم يتَّبعوا هذه التعاليم،‏ جالبين بالتالي تعييرا كبيرا على اللّٰه والمسيح كليهما.‏ ومسؤولية سفك الدم من قبل رجال الدين كانت مباشرة،‏ في الحملات الصليبية والحروب الدينية الاخرى ومحاكم التفتيش والاضطهادات،‏ وكذلك غير مباشرة،‏ في التغاضي عن الحروب التي فيها قتل اعضاء الكنائس رفقاءهم البشر في بلدان اخرى.‏

      ١٣ عن اي شيء كان رجال الدين مسؤولين من القرن الـ‍ ١١ الى الـ‍ ١٣؟‏

      ١٣ مثلا،‏ من القرن الـ‍ ١١ الى الـ‍ ١٣،‏ أدخل رجال دين العالم المسيحي للمرة الاولى الحملات الصليبية.‏ وقد أدَّت هذه الى سفك دم وسلب رهيبين باسم اللّٰه والمسيح.‏ فمئات الآلاف قُتلوا.‏ وشملت الحملات الصليبية الموت العديم الشعور لآلاف الاولاد الذين جرى حثّهم على الاشتراك في حملة الاولاد الصليبية للسنة ١٢١٢.‏

      ١٤ و ١٥ كيف يعلِّق مؤلف كاثوليكي على ما ادخلته الكنيسة الكاثوليكية للمرة الاولى في القرن الـ‍ ١٣؟‏

      ١٤ وفي القرن الـ‍ ١٣ أقرَّت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية رسميا هولا آخر مهينا للّٰه —‏ محكمة التفتيش.‏ وقد بدأت في اوروپا وانتشرت الى الاميركتين،‏ دائمة اكثر من ستَّة قرون.‏ وإذ انشأتها ودعمتها البابوية كانت محاولة فتّاكة لتعذيب وقمع كل الذين يخالفون الكنيسة.‏ وبينما كانت الكنيسة سابقا قد اضطهدت غير الكاثوليك كانت محكمة التفتيش اوسع مدى بكثير.‏

      ١٥ يقول پيتر دي روزا،‏ الذي يعلن انه «كاثوليكي وطني،‏» في كتابه الاخير نوّاب المسيح —‏ الجانب المظلم للبابوية:‏ «كانت الكنيسة مسؤولة عن اضطهاد اليهود،‏ عن محكمة التفتيش،‏ عن قتل الهرطوقيين بالآلاف،‏ عن ادخال التعذيب من جديد الى اوروپا كجزء من الدعوى القضائية.‏ .‏ .‏ .‏ كان البابوات يعيِّنون ويصرفون حتى الاباطرة،‏ يطالبون بأن يفرضوا المسيحية على رعاياهم تحت التهديد بالعذاب والموت.‏ .‏ .‏ .‏ والكلفة لرسالة الانجيل كانت رهيبة.‏» و «الجريمة» الوحيدة لبعض الذين قُتلوا كانت انهم يملكون كتابا مقدسا.‏

      ١٦ و ١٧ اية تعليقات تقدَّم عن محكمة التفتيش؟‏

      ١٦ وفي ما يتعلَّق بالبابا إينوسنت الثالث لأوائل القرن الـ‍ ١٣ يعلن دي روزا:‏ «جرى التقدير انه في الاضطهاد الاخير والاكثر وحشية تحت سلطة الامبراطور [الروماني] ديوقليتيانُس [القرن الثالث] مات حوالي ألفي مسيحي في كل العالم.‏ وفي الواقعة الشرسة الاولى في الحملة الصليبية للبابا إينوسنت [ضد «الهرطوقيين» في فرنسا] قُتل عشرة اضعاف هذا العدد من الاشخاص.‏ .‏ .‏ .‏ إنه يأتي كصدمة ان يكتشف المرء انه،‏ بضربة واحدة،‏ قتل احد البابوات مسيحيين اكثر بكثير من ديوقليتيانُس.‏ .‏ .‏ .‏ ولم يكن لدى [إينوسنت] ايّ وخز للضمير بشأن استعمال اسم المسيح لفعل كل ما رفضه المسيح.‏»‏

      ١٧ ويلاحظ دي روزا انه «باسم البابا،‏ كان [اعضاء محاكم التفتيش] مسؤولين عن الهجوم الاكثر وحشية ودواما على اللياقة البشرية في تاريخ الجنس البشري.‏» وعن العضو الدومينيكاني في محكمة التفتيش توركيمادا في اسپانيا يقول:‏ «اذ عُيِّن في سنة ١٤٨٣ حكم باستبداد خمس عشرة سنة.‏ وبلغ عدد ضحاياه اكثر من ٠٠٠‏,١١٤ حُرق منهم ٢٢٠‏,١٠.‏»‏

      ١٨ كيف يميِّز احد الكتبة محكمة التفتيش،‏ وأي سبب يعطيه لاستمرارها اكثر من ستة قرون؟‏

      ١٨ ويختتم هذا الكاتب:‏ «كان سجل محكمة التفتيش سيصير مربكا لأية هيئة؛‏ بالنسبة الى الكنيسة الكاثوليكية،‏ انه مخرِّب.‏ .‏ .‏ .‏ وما يُظهره التاريخ هو انه،‏ طوال اكثر من ستَّة قرون دون انقطاع،‏ كانت البابوية العدو اللدود للعدل البدائي.‏ ومن بين ثمانين بابا في سلسلة من القرن الثالث عشر فصاعدا لم يرفض ولا واحد منهم لاهوت ونظام محكمة التفتيش.‏ وعلى الضد من ذلك،‏ اضاف الواحد تلو الآخَر لمساته القاسية الى اعمال هذه الآلة المميتة.‏ والسر هو:‏ كيف امكن البابوات الاستمرار في هذه الهرطقة العملية جيلا بعد جيل؟‏ كيف امكنهم انكار انجيل يسوع كل الوقت؟‏» ويجيب:‏ «لقد فضَّل الأحبار العظام مناقضة الانجيل على مناقضة السلف ‹المعصوم،‏› لأن ذلك يُذِلّ البابوية نفسها.‏»‏

      ١٩ اي نشاط أثيم آخر تغاضى عنه معظم رجال الدين؟‏

      ١٩ وأثيم ايضا كان الدور الذي قام به رجال الدين في مؤسسة العبودية العنيفة.‏ فأمم العالم المسيحي خطفت آلافا كثيرة من الافريقيين،‏ ابعدتهم عن بلدانهم،‏ وطوال قرون عاملتهم بوحشية جسديا وفكريا كعبيد.‏ والقليل نسبيا من صف رجال الدين قاوموا ذلك فعليا.‏ حتى ان البعض منهم ادَّعوا انها مشيئة اللّٰه.‏ —‏ انظروا متى ٧:‏١٢‏.‏

      ذنب سفك الدم في القرن الـ‍ ٢٠

      ٢٠ كيف وصل ذنب سفك الدم لإنسان الخطية الى ذروة في هذا القرن؟‏

      ٢٠ وذنب سفك الدم لإنسان الخطية وصل الى الذروة في قرننا.‏ فرجال الدين دعموا الحروب التي أودت بحياة عشرات الملايين،‏ اسوأ الحروب في كل التاريخ.‏ وأيَّدوا كلا الجانبين في الحربين العالميتن اللتين فيهما قتل الناس من الدين نفسه،‏ «الاخوة،‏» بعضهم بعضا.‏ مثلا،‏ في الحرب العالمية الثانية،‏ قتل الكاثوليك الفرنسيون والاميركيون الكاثوليك الالمان والايطاليين؛‏ وقتل الپروتستانت البريطانيون والاميركيون الپروتستانت الالمان.‏ وأحيانا قتلوا آخرين ممّن كانوا ليس فقط من الدين نفسه بل ايضا من الخلفية القومية نفسها.‏ لقد اندلعت الحربان العالميتان في قلب العالم المسيحي ولم يكن حدوثهما ليصير ممكنا لو ان رجال الدين اطاعوا وصية المحبة،‏ وعلَّموا أتباعهم فعل الامر نفسه.‏

      ٢١ ماذا تقول المصادر الدنيوية عن تورُّط رجال الدين في الحرب؟‏

      ٢١ وأكَّدت ذا نيويورك تايمز:‏ «في الماضي كان الاساقفة الكاثوليك المحليون يؤيِّدون دائما تقريبا حروب اممهم،‏ مبارِكين الجنود ومقدِّمين الصلوات من اجل النصر،‏ فيما كان فريق آخر من الاساقفة في الجانب الآخر يصلّي علنًا من اجل النتيجة المضادة.‏ .‏ .‏ .‏ والتناقض بين الروح المسيحية وسلوك الحرب .‏ .‏ .‏ يبدو واضحا على نحو متزايد لكثيرين،‏ اذ تصير الاسلحة اكثر وحشية.‏» ولاحظت اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم:‏ «ان مكانة المسيحية في العالم اضعفها على نحو خطير التكرار الذي استعملت به الامم المدعوة مسيحية العنف.‏»‏

      ٢٢ عن اي شيء آخر رجال الدين مسؤولون في زمننا؟‏

      ٢٢ وأيضا،‏ فيما لا تكون هنالك محكمة تفتيش رسمية اليوم،‏ يستعمل رجال الدين سلطة الدولة ليضطهدوا ‹الانبياء› و «القديسين» الذين يختلفون عنهم.‏ وهم يضغطون على القادة السياسيين ‹ليدبِّروا الاذى تحت غطاء القانون.‏› وبهذه الطريقة يسبِّبون او يُسرّون بحظر وسجن وضرب وتعذيب وحتى بموت الاشخاص الخائفين اللّٰه في قرننا.‏ —‏ رؤيا ١٧:‏٦؛‏ مزمور ٩٤:‏٢٠‏،‏ الترجمة الانكليزية الجديدة.‏

      المعاقبة

      ٢٣ لماذا سيعاقب اللّٰه انسان الخطية؟‏

      ٢٣ حقا،‏ في الدين الباطل يوجد دم انبياء،‏ وقديسين،‏ وجميع مَن قُتل على الارض.‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢٤‏)‏ وبما ان اسوأ سفك للدم نشأ في العالم المسيحي فإن ذنب رجال الدين هو الاعظم.‏ فكم يصفهم الكتاب المقدس على نحو ملائم ‹بإنسان الخطية›!‏ ولكنّ كلمة اللّٰه تذكر ايضا:‏ «لا تضلوا.‏ اللّٰه لا يُشمخ عليه.‏ فإن الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا.‏» (‏غلاطية ٦:‏٧‏)‏ وهكذا فإن اللّٰه سيعاقب رجال الدين الأثماء.‏

      ٢٤ اية حوادث تهزّ العالم ستحصل قريبا؟‏

      ٢٤ قال يسوع:‏ «اذهبوا عني يا فاعلي الإثم.‏» (‏متى ٧:‏٢٣‏)‏ وأعلن:‏ «كل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تُقطع وتُلقى في النار.‏» (‏متى ٧:‏١٩‏)‏ وبسرعة يقترب الوقت للنهاية النارية لإنسان الخطية،‏ مع كل الدين الباطل،‏ حين تنقلب عليهم العناصر السياسية التي معها مثَّلوا دور الزانية:‏ «هؤلاء سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار.‏» (‏رؤيا ١٧:‏١٦‏)‏

  • تشهير «انسان الخطية»‏
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • ٣ اية حوادث ذات اهمية عالمية تقترب بسرعة؟‏

      ٣ ان الوقت لتنفيذ اللّٰه دينونته في انسان الخطية يقترب بسرعة.‏ وقريبا،‏ كما أنبأ يسوع،‏ «يكون .‏ .‏ .‏ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.‏» (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ ووقت الاضطراب هذا الذي لم يسبق له مثيل سيبتدئ عند تنفيذ الحكم في بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل،‏ التي تشمل اديان العالم المسيحي.‏ فالعناصر السياسية «سيجعلونها خربة وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار.‏» (‏رؤيا ١٧:‏١٦‏)‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة