-
مدن الملجإ — تدبير اللّٰه الرحيمبرج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
مدن الملجإ — تدبير اللّٰه الرحيم
«تكون هذه الست المدن للملجإ. لكي يهرب اليها كل مَن قتل نفسا سهوًا.» — عدد ٣٥:١٥.
١ ما هي نظرة اللّٰه الى الحياة وذنب سفك الدم؟
يعتبر يهوه اللّٰه الحياة البشرية مقدسة. والحياة هي في الدم. (لاويين ١٧:١١، ١٤) لذلك فإن قايين، الانسان الاول المولود على الارض، جلب على نفسه ذنب سفك الدم عندما قتل اخاه هابيل. ونتيجة لذلك قال اللّٰه لقايين: «صوت دم اخيك صارخ اليَّ من الارض.» فالدم الذي لطَّخ الارض عند مسرح الجريمة قدَّم شهادة صامتة، انما بليغة، للحياة التي قُصِّرت بوحشية. ودم هابيل صرخ الى اللّٰه من اجل الانتقام. — تكوين ٤:٤-١١.
٢ كيف شُدِّد على احترام يهوه للحياة بعد الطوفان؟
٢ شُدِّد على احترام اللّٰه للحياة البشرية بعد خروج نوح البار وعائلته من الفلك كناجين من الطوفان العالمي. في ذلك الوقت وسَّع يهوه النظام الغذائي للجنس البشري ليشمل لحم الحيوانات دون دمها. وقضى ايضا: «اطلب انا دمكم لأنفسكم فقط. من يد كل حيوان اطلبه. ومن يد الانسان اطلب نفس الانسان. من يد الانسان اخيه. سافك دم الانسان بالانسان يُسفَك دمه. لأن اللّٰه على صورته عمل الانسان.» (تكوين ٩:٥، ٦) وقد اعترف يهوه بحق نسيب الضحية الاقرب في ان يقتل القاتل عند مصادفته. — عدد ٣٥:١٩.
٣ ايّ تشديد وضعه الناموس الموسوي على قداسة الحياة؟
٣ شُدِّد على قداسة الحياة تكرارا في الناموس المُعطى لاسرائيل بواسطة النبي موسى. مثلا، امر اللّٰه: «لا تقتل.» (خروج ٢٠:١٣) والاحترام للحياة كان واضحا ايضا في ما قاله الناموس الموسوي عن الحادثة التي تؤدي الى الموت وتشمل امرأة حبلى. فقد حدَّد الناموس انه اذا تعرَّضت هي او طفلها غير المولود لحادث مميت نتيجة مخاصمة بين رجلَين، كان على القضاة ان يزِنوا ظروف ودرجة التعمُّد، ولكن كان يمكن ان تكون العقوبة «نفسا بنفس،» او حياة بحياة. (خروج ٢١:٢٢-٢٥) ولكن، هل كان يمكن ان ينجو قاتل اسرائيلي بطريقة ما من عواقب عمله العنيف؟
ملجأ للقاتلين؟
٤ خارج اسرائيل، اية اماكن ملجإ وُجدت في الماضي؟
٤ في الامم غير الاسرائيلية كان القاتلون والمجرمون الآخرون يُمنحون ملجأ. هذه كانت الحال في مواقع كهيكل الالاهة ارطاميس في افسس القديمة. ويُخبَر عن اماكن مماثلة: «كانت بعض المزارات اماكن تحتضن المجرمين؛ وكثيرا ما صار ضروريا تحديد عدد الملاجئ. ففي اثينا جرى الاعتراف شرعيا بملاجئ معيَّنة فقط (مثلا، هيكل ثيسييوس للعبيد)؛ وفي زمن طيباريوس صارت جماعات المجرمين في المزارات خطرة بحيث اقتصر الحق في الملجإ على مدن قليلة (في السنة ٢٢).» (دائرة المعارف اليهودية، ١٩٠٩، المجلد ٢، الصفحة ٢٥٦) ولاحقا صارت كنائس العالم المسيحي اماكن ملجإ، ولكنَّ ذلك خدم لتحويل السلطة من السلطات المدنية الى الكهنوت وعَمِل ضد إقامة العدل الملائم. وقد ادَّت اساءة استعمال الملاجئ الكنسية اخيرا الى ابطال هذا الترتيب.
٥ ايّ دليل هنالك على ان الناموس لم يسمح بالاهمال كعذر لطلب الرحمة عندما يُقتل شخص ما؟
٥ بين الاسرائيليين لم يكن القاتلون عمدا يُمنحون ملجأ. وحتى الكاهن اللاوي الذي يخدم عند مذبح اللّٰه كان يجب ان يُساق الى الاعدام لأنه قتل بغدر. (خروج ٢١:١٢-١٤) وفضلا عن ذلك، لم يسمح الناموس بالاهمال كعذر لطلب الرحمة عندما يُقتل شخص ما. مثلا، كان يجب ان يعمل الرجل حائطا للسطح المنبسط لبيته الجديد. وإلا فإنه يجلب على البيت دما اذا سقط شخص ما عن السطح ومات. (تثنية ٢٢:٨) وأيضا اذا حُذِّر صاحب ثور نطَّاح ولكنه لم يضبط الحيوان فقتل شخصا ما، كان صاحب الثور يُعتبر مذنبا بسفك الدم ويمكن ان يُقتل. (خروج ٢١:٢٨-٣٢) والدليل الاضافي على احترام اللّٰه الرفيع للحياة واضح في ان كل مَن يقتل سارقا يُعتبَر مذنبا بسفك الدم اذا حدث ذلك في النهار حين يمكن رؤية السارق وتحديد هويته. (خروج ٢٢:٢، ٣) فمن الواضح ان فرائض اللّٰه المتَّزنة كاملا لم تسمح للقاتلين عمدا بالنجاة من عقوبة الاعدام.
٦ كيف كانت شريعة ‹حياة بحياة› تُنفَّذ في اسرائيل القديمة؟
٦ اذا ارتُكبت جريمة قتل في اسرائيل القديمة، كان يجب الانتقام لدم الضحية. فشريعة ‹حياة بحياة› كانت تُنفَّذ عندما يقتل «وليّ الدم» القاتل. (عدد ٣٥:١٩) والوليّ كان النسيب الذكر الاقرب للقتيل. ولكن ماذا عن القاتلين سهوًا؟
تدبير يهوه الرحيم
٧ ايّ تدبير صنعه اللّٰه لاولئك الذين يقتلون شخصا ما سهوًا؟
٧ بالنسبة الى الذين قتلوا شخصا ما عرضا او سهوًا، زوَّد اللّٰه بشكل حبي مدن الملجإ. وفي ما يتعلق بهذه قال موسى: «كلِّم بني اسرائيل وقل لهم إنكم عابرون الاردن الى ارض كنعان. فتعيِّنون لأنفسكم مدنا تكون مدن ملجإ لكم ليهرب اليها القاتل الذي قتل نفسا سهوًا. فتكون لكم المدن ملجأً من الوليّ لِكَيْلا يموت القاتل حتى يقف امام الجماعة للقضاء. والمدن التي تعطون تكون ست مدن ملجإٍ لكم. ثلاثا من المدن تعطون في عبر الاردن وثلاثا من المدن تعطون في ارض كنعان. مدن ملجإٍ تكون . . . لكي يهرب اليها كل مَن قتل نفسا سهوًا.» — عدد ٣٥:٩-١٥.
٨ اين كانت تقع مدن الملجإ، وكيف كانت تجري مساعدة القاتلين سهوًا على الوصول اليها؟
٨ عندما دخل الاسرائيليون ارض الموعد، اقاموا بطاعة ست مدن ملجإ. ثلاث من هذه المدن — قادش، شكيم، وحبرون — كانت تقع غربي نهر الاردن. وشرقي الاردن كانت تقع مدن الملجإ جولان، راموت، وباصر. وكانت مدن الملجإ الست تقع بشكل ملائم على طرقات يجري ابقاؤها في حال جيدة. وفي اماكن مناسبة على طول هذه الطرقات، كانت هنالك لافتات تحمل الكلمة «ملجأ.» وهذه اللافتات كانت تشير الى اتجاه مدينة الملجإ، وكان القاتل سهوًا يهرب الى مدينة الملجإ الاقرب للنجاة بحياته. وهناك كان يمكن ان يجد الحماية من وليّ الدم. — يشوع ٢٠:٢-٩.
٩ لماذا زوَّد يهوه مدن الملجإ، ولفائدة مَن زُوِّدت؟
٩ لماذا زوَّد اللّٰه مدن الملجإ؟ لقد زُوِّدت لكي لا تتلوَّث الارض بالدم البريء ولكي لا يأتي ذنب سفك الدم على الناس. (تثنية ١٩:١٠) ولفائدة مَن زُوِّدت مدن الملجإ؟ ذكر الناموس: «لبني اسرائيل وللغريب وللمستوطن في وسطهم تكون هذه الست المدن للملجإ. لكي يهرب اليها كل مَن قتل نفسا سهوًا.» (عدد ٣٥:١٥) وهكذا، ليكون يهوه عادلا وليحقِّق القصد من العدل فيما يسمح بالرحمة، قال للاسرائيليين ان يخصِّصوا مدن الملجإ للقاتلين سهوًا الذين هم (١) اسرائيليون، (٢) مقيمون غرباء في اسرائيل، او (٣) مستوطنون من بلدان اخرى يسكنون في الارض.
١٠ لماذا يمكن ان يُقال ان مدن الملجإ كانت تدبيرا رحيما صنعه اللّٰه؟
١٠ والجدير بالملاحظة انه حتى اذا كان الفرد قاتلا سهوًا كان يجب ان يُقتل وفقا لحكم اللّٰه: «سافك دم الانسان بالانسان يُسفَك دمه.» لذلك لم يكن إلا بتدبير رحيم من يهوه اللّٰه ان يهرب القاتل سهوًا الى احدى مدن الملجإ. ويبدو ان الناس عموما تعاطفوا مع كل هارب من وليّ الدم، لأنهم جميعا كانوا يدركون انه يمكن ان يرتكبوا سهوًا جريمة مماثلة ويحتاجوا الى الملجإ والرحمة.
الهرب الى الملجإ
١١ في اسرائيل القديمة، ماذا كان بإمكان الرجل ان يفعل اذا قتل عرضا رفيقا عاملا معه؟
١١ هنالك ايضاح قد يزيد تقديركم لترتيب اللّٰه الرحيم للملجإ. تصوَّروا انكم رجل يحتطب في اسرائيل القديمة. وافترضوا ان رأس الفأس افلت فجأة من المقبض وقتل رفيقا عاملا معكم. فماذا تفعلون؟ اعدّ الناموس تدبيرا لهذه الحالة عينها. ولا شك انكم تستفيدون من هذا التدبير المعطى من اللّٰه: «هذا هو حكم القاتل الذي يهرب الى [احدى مدن الملجإ] فيحيا. مَن ضرب صاحبه بغير عِلْم وهو غير مبغض له منذ امس وما قبله. ومَن ذهب مع صاحبه في الوعر ليحتطب حطبا فاندفعت يده بالفأس ليقطع الحطب وأفلت الحديد من الخشب وأصاب صاحبه فمات فهو يهرب الى احدى تلك المدن فيحيا.» (تثنية ١٩:٤، ٥) ومع ذلك، حتى اذا وصلتم الى احدى مدن الملجإ، فلن تتحرَّروا من كل المسؤولية عما حدث.
١٢ ايّ اجراء يلي وصول القاتل سهوًا الى احدى مدن الملجإ؟
١٢ رغم انكم تُستقبَلون بالترحاب، يجب ان تعرضوا حالتكم للشيوخ عند مدخل مدينة الملجإ. وبعد دخول المدينة تُعادون لتُحَاكموا امام الشيوخ الذين يمثِّلون جماعة اسرائيل عند ابواب المدينة الذين لهم سلطة قضائية على المنطقة حيث حدثت جريمة القتل. وهناك تحصلون على فرصة إثبات براءتكم.
عند محاكمة القاتلين
١٣، ١٤ ما هي بعض الامور التي كان الشيوخ يريدون التحقق منها اثناء محاكمة القاتل؟
١٣ اثناء المحاكمة امام الشيوخ عند باب مدينة القضاء، تلاحظون دون شك انه يُشدَّد كثيرا على مسلككم السابق مما يدفعكم الى الشكر. ويزِن الشيوخ بعناية علاقتكم بالضحية. فهل ابغضتم الرجل، كمنتم له، وقتلتموه عمدا؟ اذا كان الامر كذلك، فسيضطر الشيوخ الى تسليمكم الى وليّ الدم، فتموتون. وهؤلاء الرجال المسؤولون يكونون مطَّلعين على مطلب الناموس ان ‹يُنزع دم البريّ من اسرائيل.› (تثنية ١٩:١١-١٣) وبشكل مماثل، في الاجراء القضائي اليوم يلزم الشيوخ المسيحيين ان يعرفوا الاسفار المقدسة جيدا، عاملين بانسجام معها فيما يأخذون بعين الاعتبار موقف وسلوك الخاطئ السابقَين.
١٤ وإذ يتحقَّق شيوخ المدينة من المسألة بشكل ملائم، يريدون ان يعرفوا ما اذا كنتم تطاردون الضحية. (خروج ٢١:١٢، ١٣) هل هاجمتموه في الخفاء؟ (تثنية ٢٧:٢٤) هل حمي غضبكم على الشخص بحيث لجأتم الى قتله بغدر؟ اذا كان الامر كذلك فأنتم تستحقون الموت. (خروج ٢١:١٤) يلزم الشيوخ ان يعرفوا خصوصا ما اذا كانت هنالك عداوة، او بغض، بينكم وبين الضحية. (تثنية ١٩:٤، ٦، ٧؛ يشوع ٢٠:٥) ولنقل ان الشيوخ وجدوا انكم ابرياء وأعادوكم الى مدينة الملجإ. كم تكونون شاكرين على اظهار الرحمة!
الحياة في مدينة الملجإ
١٥ اية مطالب فُرضت على القاتل سهوًا؟
١٥ كان على القاتل سهوًا ان يبقى في مدينة الملجإ او ضمن مسافة ٠٠٠,١ ذراع (نحو ٤٥٠,١ قدما) خارج اسوارها. (عدد ٣٥:٢-٤) وإذا تجاوز هذا الحد، كان يمكن ان يواجه وليّ الدم. وفي هذه الظروف، كان يمكن للوليّ ان يقتل القاتل ويفلت من العقاب. لكنَّ القاتل لم يكن يُكبَّل او يسجَن. وكمقيم في مدينة الملجإ، كان عليه ان يتعلَّم حرفة، ان يكون عاملا، وأن يخدم كعضو نافع في المجتمع.
١٦ (أ) لِكَم من الوقت كان على القاتل سهوًا ان يبقى في مدينة الملجإ؟ (ب) لماذا كان موت رئيس الكهنة يمكِّن القاتل من مغادرة مدينة الملجإ؟
١٦ ولِكَم من الوقت كان على القاتل سهوًا ان يبقى في مدينة الملجإ؟ ربما باقي حياته. على اية حال، ذكر الناموس: «في مدينة ملجئه يقيم الى موت (رئيس الكهنة). وأما بعد موت (رئيس الكهنة) فيرجع القاتل الى ارض ملكه.» (عدد ٣٥:٢٦-٢٨) ولماذا سمح موت رئيس الكهنة للقاتل سهوًا بأن يترك مدينة الملجإ؟ كان رئيس الكهنة احد ابرز الاشخاص في الامة. لذلك كان موته سيصير حدثا بارزا بحيث يصبح معروفا في كل اسباط اسرائيل. وعندئذ كان بإمكان جميع اللاجئين في مدن الملجإ ان يرجعوا الى بيوتهم احرارا من خطر الوقوع في ايدي اولياء الدم. ولماذا؟ لأن ناموس اللّٰه قضى بأن تنتهي فرصة الوليّ لقتل القاتل عند موت رئيس الكهنة، وكان الجميع يعرفون ذلك. وإذا كان النسيب الاقرب سينتقم بعد ذلك، يكون قاتلا وينال اخيرا جزاء جريمة القتل.
تأثيرات دائمة
١٧ ماذا كانت التأثيرات المحتمَلة للقيود الموضوعة على القاتل سهوًا؟
١٧ ماذا كانت التأثيرات المحتمَلة للقيود المفروضة على القاتل سهوًا؟ لقد كانت مذكِّرا بأنه تسبَّب بقتل شخص. ومن المرجح انه كان سيعتبر من ذلك الحين فصاعدا الحياة البشرية شيئا مقدسا. وفضلا عن ذلك، لن ينسى انه عومل برحمة. وإذ أُظهِرت له الرحمة، سيرغب بالتأكيد ان يكون رحيما نحو الآخرين. وترتيب مدن الملجإ بقيودها افاد ايضا الناس عموما. وكيف ذلك؟ لا شك انه طبع في اذهانهم انه ينبغي ألّا يكونوا مهملين او غير مبالين بشأن الحياة البشرية. وهذا ينبغي ان يذكِّر المسيحيين بالحاجة الى تجنُّب الاهمال الذي يمكن ان يؤدي الى موت عرضي. ثم ان ترتيب اللّٰه الرحيم لمدن الملجإ ينبغي ان يدفعنا ايضا الى اظهار الرحمة عندما يكون ذلك ملائما. — يعقوب ٢:١٣.
١٨ بأية طرائق كان ترتيب اللّٰه لمدن الملجإ مفيدا؟
١٨ كان تدبير يهوه اللّٰه لمدن الملجإ مفيدا ايضا بطرائق اخرى. فالناس لم يشكِّلوا مجموعات امن اهلية لملاحقة القاتل على فرض انه مذنب قبل المحاكمة. وبدلا من ذلك، اعتبروه بريئا من القتل عمدا، حتى انهم كانوا يساعدونه ليصل الى مكان الامان. وعلاوة على ذلك، كان تدبير مدن الملجإ النقيض تماما للترتيبات العصرية لوضع القاتلين في السجون والاصلاحيات حيث تدعمهم الامة ماليا وكثيرا ما يصيرون مجرمين اردأ بسبب معاشرتهم اللصيقة لمجرمين آخرين. وفي ترتيب مدينة الملجإ لم يكن ضروريا بناء، صيانة، وحراسة سجون غالية الثمن مسوَّرة مشبَّكة بالحديد يحاول السجناء الهرب منها في اغلب الاحيان. وفي الواقع، كان القاتل يبحث عن «السجن» ويبقى فيه خلال الوقت المحدَّد. وكان يجب ان يكون ايضا عاملا، فاعلا بالتالي امورا لفائدة الرفقاء البشر.
١٩ اية اسئلة تنشأ في ما يتعلق بمدن الملجإ؟
١٩ حقا، كان ترتيب يهوه لمدن الملجإ في اسرائيل لحماية القاتلين سهوًا شيئا رحيما. وهذا التدبير روَّج بالتأكيد الاحترام للحياة. ولكن هل لمدن الملجإ القديمة معنى للناس العائشين في القرن الـ ٢٠؟ هل يمكن ان نكون مذنبين بسفك الدم امام يهوه اللّٰه ولا ندرك اننا نحتاج الى رحمته؟ هل هنالك ايّ مغزى عصري لنا في مدن الملجإ في اسرائيل؟
-
-
ابقوا في ‹مدينة الملجإ› واحيوا!برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
ابقوا في ‹مدينة الملجإ› واحيوا!
«في مدينة ملجئه يقيم الى موت (رئيس الكهنة).» — عدد ٣٥:٢٨.
١ مَن هو وليّ الدم، وأيّ اجراء سيتَّخذه عما قريب؟
ان وليّ الدم المعيَّن من يهوه، يسوع المسيح، هو على وشك ان يضرب. ومع جيشه الملائكي سيتَّخذ هذا الوليّ عما قريب اجراء ضد جميع المذنبين بسفك الدم غير التائبين. نعم، سيعمل يسوع كمنفِّذ لاحكام اللّٰه خلال ‹الضيق العظيم› الذي يقترب بسرعة. (متى ٢٤:٢١، ٢٢؛ اشعياء ٢٦:٢١) وسيواجه البشر آنذاك ذنب سفكهم الدم.
٢ ما هو الملجأ الحقيقي الوحيد، وأية اسئلة تتطلب اجوبة؟
٢ والسبيل لوصول المرء الى مكان الامان هو التقدم في الطريق الى مدينة الملجإ المرموز اليها والنجاة بحياته! واذا سُمح للّاجئ بدخول المدينة، كان يجب ان يبقى هناك لأنها الملجأ الحقيقي الوحيد. ولكن قد تسألون، ‹بما ان معظمنا لم يقتل احدا قط، فهل نحن مذنبون حقا بسفك الدم؟ لماذا يسوع هو وليّ الدم؟ ما هي مدينة الملجإ العصرية؟ وهل يمكن لأحد ان يتركها يوما ما بأمان؟›
هل نحن مذنبون حقا بسفك الدم؟
٣ ايّ وجه من الناموس الموسوي سيساعدنا لنرى ان سكان الارض الذين يعدّون بالبلايين يشتركون في ذنب سفك الدم؟
٣ سيساعدنا احد اوجه الناموس الموسوي لنرى ان سكان الارض الذين يعدّون بالبلايين يشتركون في ذنب سفك الدم. لقد وضع اللّٰه على الاسرائيليين مسؤولية مشتركة عن سفك الدم. فإذا وُجد شخص ما مقتولا ولم يُعرَف قاتله، كان على القضاة ان يقيسوا المسافة الى المدن المجاورة لتحديد المدينة الاقرب. وللتبرُّؤ من الذنب كان على شيوخ تلك المدينة التي يظهر انها مذنبة بسفك الدم ان يكسروا عنق عِجلة من البقر لم يُحرَث عليها في وادٍ بور. وكان ذلك يجري امام الكهنة اللاويين ‹لأن يهوه اختارهم لتسوية الخلافات المتعلقة بأعمال العنف.› وكان شيوخ المدينة يغسلون ايديهم على العِجلة ويقولون: «ايدينا لم تسفك هذا الدم وأعيننا لم تبصر. اغفر لشعبك اسرائيل الذي فديت يا رب ولا تجعل دم بريّ في وسط شعبك اسرائيل.» (تثنية ٢١:١-٩) فيهوه اللّٰه لم يُرِد ان تتلوَّث ارض اسرائيل بالدم او ان يحمل شعبها ذنبا مشتركا بسفك الدم.
٤ ايّ سجل تملكه بابل العظيمة لذنب سفك الدم؟
٤ نعم، هنالك ما يُعرف بذنب سفك الدم المشترك او الجَماعي. تأملوا في ذنب سفك الدم الجسيم الذي يقع على بابل العظيمة، الامبراطورية العالمية للدين الباطل. انها سكرى من دم خدام يهوه! (رؤيا ١٧:٥، ٦؛ ١٨:٢٤) وتدَّعي اديان العالم المسيحي انها تتبع رئيس السلام، لكنَّ الحروب، محاكم التفتيش الدينية، والحروب الصليبية المهلكة جعلتها مذنبة بسفك الدم امام اللّٰه. (اشعياء ٩:٦؛ ارميا ٢:٣٤) وفي الواقع، يجب ان تحمل الذنب الاعظم لموت الملايين في الحربَين العالميتَين لهذا القرن. لذلك فإن أنصار الدين الباطل ومؤيدي الحروب البشرية والمشتركين فيها هم مذنبون بسفك الدم امام اللّٰه.
٥ كيف يشبه بعض الناس القاتل سهوًا في اسرائيل؟
٥ تسبَّب البعض بموت الناس بطريقة عمدية او بسبب الاهمال. واشترك آخرون في القتل الجَماعي، الامر الذي ربما اقنعهم القادة الدينيون بأنه مشيئة اللّٰه. واضطهد آخرون ايضا خدام اللّٰه وقتلوهم. ولكن، حتى لو لم نقم بأمور كهذه، نشترك في مسؤولية جَماعية عن خسارة الحياة البشرية لأننا لم نعرف شريعة اللّٰه ومشيئته. ونحن نشبه القاتل سهوًا ‹الذي قتل صاحبه بغير عِلْم وهو لم يبغضه منذ امس وما قبله.› (تثنية ١٩:٤) وأفراد كهؤلاء ينبغي ان يلتمسوا رحمة اللّٰه ويَصِلوا الى مدينة الملجإ المرموز اليها. وإلّا فسيواجهون وليّ الدم.
دورا يسوع الحيويان
٦ لماذا يمكن القول ان يسوع هو نسيب الجنس البشري الاقرب؟
٦ كان وليّ الدم في اسرائيل نسيب الضحية الاقرب. وللانتقام لجميع الذين قُتلوا في الارض وخصوصا خدام يهوه المقتولين، يجب ان يكون وليّ الدم العصري نسيبا لكل الجنس البشري. ويسوع المسيح تمَّم هذا الدور. فقد وُلد انسانا كاملا. وأسلم يسوع حياته الخالية من الخطية للموت كذبيحة فدائية، وبعد قيامته الى السماء قدَّم قيمتها للّٰه لمصلحة المتحدرين المائتين من آدم الخاطئ. وهكذا صار المسيح فادي الجنس البشري، نسيبنا الاقرب — وليّ الدم الشرعي. (رومية ٥:١٢؛ ٦:٢٣؛ عبرانيين ١٠:١٢) وتُحدَّد هوية يسوع بصفته اخا لأتباعه الممسوحين الذين يتبعون خطواته. (متى ٢٥:٤٠، ٤٥؛ عبرانيين ٢:١١-١٧) وبصفته ملكا سماويا يصير «ابا ابديا» للذين سيستفيدون من ذبيحته كرعايا ارضيين له. وهؤلاء سيحيون الى الابد. (اشعياء ٩:٦، ٧) لذلك عيَّن يهوه بشكل ملائم نسيب الجنس البشري هذا وليا للدم.
٧ بصفته رئيس الكهنة، ماذا يفعل يسوع للبشر؟
٧ ويسوع هو ايضا رئيس كهنة بلا خطية، مجرَّب، متعاطف. (عبرانيين ٤:١٥) وبهذه الصفة يطبِّق استحقاق ذبيحته الكفارية على الجنس البشري. ومدن الملجإ عُيِّنت «لبني اسرائيل وللغريب وللمستوطن في وسطهم.» (عدد ٣٥:١٥) لذلك طبَّق رئيس الكهنة العظيم استحقاق ذبيحته اولا على أتباعه الممسوحين، «بني اسرائيل.» ويطبِّقه الآن على ‹الغرباء› و‹المستوطنين› في مدينة الملجإ المرموز اليها. وهؤلاء ‹الخراف الاخر› للرب يسوع المسيح يرجون العيش الى الابد على الارض. — يوحنا ١٠:١٦؛ مزمور ٣٧:٢٩، ٣٤.
مدينة الملجإ اليوم
٨ ما هي مدينة الملجإ المرموز اليها؟
٨ وما هي مدينة الملجإ المرموز اليها؟ انها ليست موقعا جغرافيا مثل حبرون، احدى مدن الملجإ الست التي للاويين وموطن رئيس كهنة اسرائيل. فمدينة الملجإ اليوم هي تدبير اللّٰه لحمايتنا من الموت بسبب انتهاك وصيته بشأن قداسة الدم. (تكوين ٩:٦) وكل منتهك لهذه الوصية، سواء كان عمدا او سهوًا، يجب ان يطلب الغفران من اللّٰه وإبطال خطيته بالايمان بدم رئيس الكهنة، يسوع المسيح. والمسيحيون الممسوحون ذوو الرجاء السماوي و‹الجمع الكثير› ذوو الآمال الارضية يستفيدون من فوائد ذبيحة يسوع الكفارية، وهم في مدينة الملجإ المرموز اليها. — رؤيا ٧:٩، ١٤؛ ١ يوحنا ١:٧؛ ٢:١، ٢.
٩ كيف انتهك شاول الطرسوسي وصية اللّٰه بشأن الدم، ولكن كيف اعرب عن موقف متغيِّر؟
٩ قبل ان يصير الرسول بولس مسيحيا، انتهك الوصية بشأن الدم. وبصفته شاول الطرسوسي اضطهد أتباع يسوع، حتى انه وافق على قتلهم. قال بولس: «لكنني رُحمت لأني فعلت بجهل في عدم ايمان.» (١ تيموثاوس ١:١٣؛ اعمال ٩:١-١٩) لقد اعرب شاول عن موقف توبة برهنت عليه لاحقا اعمال ايمان كثيرة. لكنَّ المطلوب هو اكثر من الايمان بالفدية لدخول مدينة الملجإ المرموز اليها.
١٠ كيف يمكن حيازة ضمير صالح، وماذا يجب فعله للمحافظة عليه؟
١٠ لم يكن بإمكان القاتل سهوًا ان يبقى في احدى مدن الملجإ في اسرائيل إلّا اذا برهن ان له ضميرا صالحا امام اللّٰه في ما يتعلق بسفك الدم. ولحيازة ضمير صالح يجب ان نمارس الايمان بذبيحة يسوع، نتوب عن خطايانا، ونغيِّر مسلكنا. ويلزم ان نطلب ضميرا صالحا في الانتذار للّٰه بروح الصلاة بواسطة المسيح، رامزين الى ذلك بمعمودية الماء. (١ بطرس ٣:٢٠، ٢١) وهذا الضمير الصالح يسمح لنا بحيازة علاقة طاهرة بيهوه. والطريقة الوحيدة للمحافظة على ضمير صالح هي الاذعان لمطالب اللّٰه وانجاز العمل المعيَّن لنا في مدينة الملجإ المرموز اليها، تماما كما كان على اللاجئين في مدن الملجإ القديمة ان يطيعوا الناموس ويتمِّموا تعيينات عملهم. والعمل الرئيسي لشعب يهوه اليوم هو اعلان رسالة الملكوت. (متى ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) والقيام بهذا العمل سيساعدنا ان نكون مقيمين نافعين في مدينة الملجإ العصرية.
١١ ايّ امر يجب ان نتجنَّبه اذا اردنا ان نبقى بأمان ضمن مدينة الملجإ اليوم؟
١١ وترك مدينة الملجإ اليوم يعني تعريض انفسنا للهلاك، لأن وليّ الدم سيشرع قريبا في اهلاك كل المذنبين بسفك الدم. وهذا ليس الوقت لنُمسَك خارج هذه المدينة الواقية او في منطقة خطرة قرب حدود مراعيها. وسنصير خارج مدينة الملجإ المرموز اليها اذا خسرنا الايمان بذبيحة رئيس الكهنة الكفارية. (عبرانيين ٢:١؛ ٦:٤-٦) ولن نكون بأمان ايضا اذا تبنينا الطرائق العالمية، بقينا غير منهمكين كاملا في هيئة يهوه، او حدنا عن المقاييس البارة لأبينا السماوي. — ١ كورنثوس ٤:٤.
التحرر من مدينة الملجإ
١٢ لِكَم من الوقت يجب ان يبقى المذنبون سابقا بسفك الدم في مدينة الملجإ المرموز اليها؟
١٢ كان على القاتل سهوًا في اسرائيل ان يبقى في مدينة الملجإ «الى موت (رئيس الكهنة).» (عدد ٣٥:٢٨) فلِكَم من الوقت يجب ان يبقى المذنبون سابقا بسفك الدم في مدينة الملجإ المرموز اليها؟ الى الوقت الذي فيه لن يعودوا بحاجة الى خدمات رئيس الكهنة، يسوع المسيح. قال بولس: «يقدر ان يخلِّص ايضا الى التمام الذين يتقدَّمون به الى اللّٰه.» (عبرانيين ٧:٢٥) وما دام ايّ اثر للخطية وذنب سابق لسفك الدم مستمرا تلزم خدمات رئيس الكهنة لكي يتمكن البشر الناقصون من حيازة موقف صائب امام اللّٰه.
١٣ مَن هم ‹بنو اسرائيل› العصريون، ولِكَم من الوقت يجب ان يبقوا في ‹مدينة الملجإ›؟
١٣ تذكَّروا ان مدن الملجإ القديمة أُقيمت «لبني اسرائيل،» للغرباء، وللمستوطنين. و‹بنو اسرائيل› هم اسرائيليون روحيون. (غلاطية ٦:١٦) ويجب ان يبقوا في مدينة الملجإ المرموز اليها ما داموا عائشين على الارض. ولماذا؟ لأنهم لا يزالون في الجسد الناقص وبالتالي يحتاجون الى الاستحقاق الكفاري لرئيس كهنتهم السماوي. ولكن عندما يموت هؤلاء المسيحيون الممسوحون ويُقامون الى حياة روحانية في السماء، لن يحتاجوا بعد الى خدمات رئيس الكهنة الكفارية؛ فسيكونون قد تركوا الى الابد الجسد وذنب سفك الدم الملتصق به. وبالنسبة الى مثل هؤلاء الممسوحين المقامين سيكون رئيس الكهنة قد مات بصفته الكفارية الواقية.
١٤ ايّ شيء آخر يتطلَّب من ذوي الرجاء السماوي ان يبقوا في مدينة الملجإ اليوم؟
١٤ ان امتلاك الطبيعة البشرية بحد ذاته يتطلَّب من اولئك الذين سيكونون ‹وارثين سماويين مع المسيح› ان يبقوا في مدينة الملجإ المرموز اليها الى ان ينهوا بأمانة مسلكهم الارضي في الموت. وعندما يموتون، يضحّون بالطبيعة البشرية الى الابد. (رومية ٨:١٧؛ رؤيا ٢:١٠) وذبيحة يسوع تنطبق فقط على ذوي الطبيعة البشرية. وهكذا فإن رئيس الكهنة يموت بالنسبة الى الذين هم من اسرائيل الروحي عندما يُقامون كمخلوقات روحانية يسكنون الى الابد في السماء بصفتهم «شركاء الطبيعة الالهية.» — ٢ بطرس ١:٤.
١٥ مَن هم ‹الغرباء› و‹المستوطنون› العصريون، وماذا سيفعل من اجلهم رئيس الكهنة العظيم؟
١٥ ومتى ‹سيموت› رئيس الكهنة في ما يتعلق ‹بالغرباء› و‹المستوطنين› العصريين مما يسمح لهم بترك مدينة الملجإ المرموز اليها؟ ان اعضاء الجمع الكثير هؤلاء لا يمكنهم ان يخرجوا من مدينة الملجإ هذه بعد الضيق العظيم مباشرة. ولِمَ لا؟ لأنهم سيكونون بعدُ في جسدهم الخاطئ الناقص وسيحتاجون الى البقاء تحت حماية رئيس الكهنة. وبالاستفادة من خدماته الكفارية خلال ملكه وكهنوته الف سنة سيبلغون الكمال البشري. وعندئذ سيقدِّمهم يسوع الى اللّٰه من اجل امتحان استقامتهم الاخير والحاسم بشكل ابدي بحلّ الشيطان وأبالسته مدة قليلة. ولأنهم يجتازون هذا الامتحان حائزين الرضى الالهي يبرِّرهم يهوه. وهكذا يبلغون تمام الكمال البشري. — ١ كورنثوس ١٥:٢٨؛ رؤيا ٢٠:٧-١٠. انظروا برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول ١٩٩١، الصفحة ١٢، الفقرتين ١٥، ١٦.
١٦ متى لن تكون للناجين من الضيق العظيم حاجة بعدُ الى خدمات رئيس الكهنة الكفارية؟
١٦ وهكذا سيكون على الناجين من الضيق العظيم آنذاك ان يحافظوا على ضمير صالح بالبقاء في مدينة الملجإ المرموز اليها حتى نهاية حكم المسيح الف سنة. وكبشر بلغوا الكمال، لن يحتاجوا بعدُ الى خدمات رئيس الكهنة الكفارية وسيخرجون من تحت حمايته. وحينئذ سيموت يسوع بالنسبة اليهم كرئيس كهنة، لأنه لن يحتاج بعدُ الى العمل من اجلهم بالدم المطهِّر لذبيحته. وفي ذلك الوقت سيتركون مدينة الملجإ المرموز اليها.
١٧ لماذا لن يضطر اولئك المقامون خلال حكم المسيح الف سنة الى دخول مدينة الملجإ المرموز اليها والبقاء هناك؟
١٧ وهل يجب ان يدخل المقامون خلال حكم يسوع الف سنة مدينة الملجإ المرموز اليها ويبقوا هناك الى موت رئيس الكهنة؟ كلا، لأنهم بالموت دفعوا اجرة خطيتهم. (رومية ٦:٧؛ عبرانيين ٩:٢٧) إلا ان رئيس الكهنة سيساعدهم على بلوغ الكمال. وإذا اجتازوا الامتحان الاخير بنجاح بعد الحكم الالفي، فسيبرِّرهم اللّٰه ايضا بضمان الحياة الابدية على الارض. طبعا، ان الفشل في الاذعان لمطالب اللّٰه سيجلب دينونة مضادة وهلاكا على ايّ من البشر الذين لا يجتازون الامتحان الاخير كمحافظين على الاستقامة.
١٨ في ما يتعلق بمُلك يسوع وكهنوته، ماذا سيبقى مع الجنس البشري الى الابد؟
١٨ مات رؤساء الكهنة الاسرائيليون اخيرا. لكنَّ يسوع ‹صار على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة الى الابد.› (عبرانيين ٦:١٩، ٢٠؛ ٧:٣) وهكذا فإن توقف دور يسوع كرئيس كهنة وسيط بالنسبة الى الجنس البشري لا ينهي حياته. والتأثيرات الجيدة من اجل خدمته كملك ورئيس كهنة ستبقى مع الجنس البشري الى الابد، وسيكون البشر مدينين له الى الابد من اجل خدمته بهاتين الصفتين. وفضلا عن ذلك، سيأخذ يسوع طوال الابدية القيادة في عبادة يهوه النقية. — فيلبي ٢:٥-١١.
دروس قيِّمة لنا
١٩ ايّ درس يتعلق بالبغض والمحبة يمكن ان نتعلَّمه من تدبير مدن الملجإ؟
١٩ يمكن ان نتعلَّم دروسا متنوعة من تدبير مدن الملجإ. مثلا، لم يكن يُسمح لأيّ قاتل يكنّ بغضا قاتلا لضحيته بأن يقيم في مدينة الملجإ. (عدد ٣٥:٢٠، ٢١) فكيف يمكن لأيّ شخص في مدينة الملجإ المرموز اليها ان يسمح بأن ينمو في قلبه بغض لأخ؟ «كل مَن يبغض اخاه فهو قاتل نفس،» كتب الرسول يوحنا، «وأنتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة ابدية ثابتة فيه.» لذلك دعونا «نحبّ بعضنا بعضا لأن المحبة هي من اللّٰه.» — ١ يوحنا ٣:١٥؛ ٤:٧.
٢٠ من اجل الحماية من وليّ الدم، ماذا يجب ان يفعل اولئك الذين في مدينة الملجإ المرموز اليها؟
٢٠ من اجل الحماية من وليّ الدم، كان على القاتلين سهوًا ان يبقوا في مدينة الملجإ ولا يتيهوا خارج مراعيها. وماذا عن الذين في مدينة الملجإ المرموز اليها؟ ليكونوا بأمان من وليّ الدم العظيم، يجب ألّا يتركوا المدينة. حقا، يلزم ان يحترزوا من اغراءات الذهاب مجازيا الى حدود مراعيها. ويجب ان ينتبهوا لئلا يدعوا المحبة لعالم الشيطان تتطور في قلوبهم. ويتطلب ذلك الصلاة والجهد، لكنَّ حياتهم تتوقف عليهما. — ١ يوحنا ٢:١٥-١٧؛ ٥:١٩.
٢١ ايّ عمل مكافئ يقوم به الذين في مدينة الملجإ اليوم؟
٢١ كان على القاتلين سهوًا في مدن الملجإ القديمة ان يكونوا عاملين منتِجين. وبشكل مماثل، رسم ‹بنو اسرائيل› الممسوحون مثالا حسنا كعاملين في الحصاد ومنادين بالملكوت. (متى ٩:٣٧، ٣٨؛ مرقس ١٣:١٠) و‹كغرباء› و‹مستوطنين› في مدينة الملجإ اليوم، لدى المسيحيين ذوي الآمال الارضية امتياز القيام بهذا العمل المنقذ الحياة الى جانب الممسوحين الذين لا يزالون على الارض. ويا له من عمل مكافئ! وأولئك الذين يعملون بأمانة في مدينة الملجإ المرموز اليها سينجون من الموت الابدي على يدَي وليّ الدم. وبدلا من ذلك، سيستمدون الفوائد الابدية من خدمته كرئيس كهنة عظيم للّٰه. فهل تبقون في مدينة الملجإ وتحيون الى الابد؟
-