مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • مدن الملجإ —‏ تدبير اللّٰه الرحيم
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • مدن الملجإ —‏ تدبير اللّٰه الرحيم

      ‏«تكون هذه الست المدن للملجإ.‏ لكي يهرب اليها كل مَن قتل نفسا سهوًا.‏» —‏ عدد ٣٥:‏١٥‏.‏

      ١ ما هي نظرة اللّٰه الى الحياة وذنب سفك الدم؟‏

      يعتبر يهوه اللّٰه الحياة البشرية مقدسة.‏ والحياة هي في الدم.‏ (‏لاويين ١٧:‏١١،‏ ١٤‏)‏ لذلك فإن قايين،‏ الانسان الاول المولود على الارض،‏ جلب على نفسه ذنب سفك الدم عندما قتل اخاه هابيل.‏ ونتيجة لذلك قال اللّٰه لقايين:‏ «صوت دم اخيك صارخ اليَّ من الارض.‏» فالدم الذي لطَّخ الارض عند مسرح الجريمة قدَّم شهادة صامتة،‏ انما بليغة،‏ للحياة التي قُصِّرت بوحشية.‏ ودم هابيل صرخ الى اللّٰه من اجل الانتقام.‏ —‏ تكوين ٤:‏٤-‏١١‏.‏

      ٢ كيف شُدِّد على احترام يهوه للحياة بعد الطوفان؟‏

      ٢ شُدِّد على احترام اللّٰه للحياة البشرية بعد خروج نوح البار وعائلته من الفلك كناجين من الطوفان العالمي.‏ في ذلك الوقت وسَّع يهوه النظام الغذائي للجنس البشري ليشمل لحم الحيوانات دون دمها.‏ وقضى ايضا:‏ «اطلب انا دمكم لأنفسكم فقط.‏ من يد كل حيوان اطلبه.‏ ومن يد الانسان اطلب نفس الانسان.‏ من يد الانسان اخيه.‏ سافك دم الانسان بالانسان يُسفَك دمه.‏ لأن اللّٰه على صورته عمل الانسان.‏» (‏تكوين ٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ وقد اعترف يهوه بحق نسيب الضحية الاقرب في ان يقتل القاتل عند مصادفته.‏ —‏ عدد ٣٥:‏١٩‏.‏

      ٣ ايّ تشديد وضعه الناموس الموسوي على قداسة الحياة؟‏

      ٣ شُدِّد على قداسة الحياة تكرارا في الناموس المُعطى لاسرائيل بواسطة النبي موسى.‏ مثلا،‏ امر اللّٰه:‏ «لا تقتل.‏» (‏خروج ٢٠:‏١٣‏)‏ والاحترام للحياة كان واضحا ايضا في ما قاله الناموس الموسوي عن الحادثة التي تؤدي الى الموت وتشمل امرأة حبلى.‏ فقد حدَّد الناموس انه اذا تعرَّضت هي او طفلها غير المولود لحادث مميت نتيجة مخاصمة بين رجلَين،‏ كان على القضاة ان يزِنوا ظروف ودرجة التعمُّد،‏ ولكن كان يمكن ان تكون العقوبة «نفسا بنفس،‏» او حياة بحياة.‏ (‏خروج ٢١:‏٢٢-‏٢٥‏)‏ ولكن،‏ هل كان يمكن ان ينجو قاتل اسرائيلي بطريقة ما من عواقب عمله العنيف؟‏

      ملجأ للقاتلين؟‏

      ٤ خارج اسرائيل،‏ اية اماكن ملجإ وُجدت في الماضي؟‏

      ٤ في الامم غير الاسرائيلية كان القاتلون والمجرمون الآخرون يُمنحون ملجأ.‏ هذه كانت الحال في مواقع كهيكل الالاهة ارطاميس في افسس القديمة.‏ ويُخبَر عن اماكن مماثلة:‏ «كانت بعض المزارات اماكن تحتضن المجرمين؛‏ وكثيرا ما صار ضروريا تحديد عدد الملاجئ.‏ ففي اثينا جرى الاعتراف شرعيا بملاجئ معيَّنة فقط (‏مثلا،‏ هيكل ثيسييوس للعبيد)‏؛‏ وفي زمن طيباريوس صارت جماعات المجرمين في المزارات خطرة بحيث اقتصر الحق في الملجإ على مدن قليلة (‏في السنة ٢٢)‏.‏» (‏دائرة المعارف اليهودية،‏ ١٩٠٩،‏ المجلد ٢،‏ الصفحة ٢٥٦)‏ ولاحقا صارت كنائس العالم المسيحي اماكن ملجإ،‏ ولكنَّ ذلك خدم لتحويل السلطة من السلطات المدنية الى الكهنوت وعَمِل ضد إقامة العدل الملائم.‏ وقد ادَّت اساءة استعمال الملاجئ الكنسية اخيرا الى ابطال هذا الترتيب.‏

      ٥ ايّ دليل هنالك على ان الناموس لم يسمح بالاهمال كعذر لطلب الرحمة عندما يُقتل شخص ما؟‏

      ٥ بين الاسرائيليين لم يكن القاتلون عمدا يُمنحون ملجأ.‏ وحتى الكاهن اللاوي الذي يخدم عند مذبح اللّٰه كان يجب ان يُساق الى الاعدام لأنه قتل بغدر.‏ (‏خروج ٢١:‏١٢-‏١٤‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ لم يسمح الناموس بالاهمال كعذر لطلب الرحمة عندما يُقتل شخص ما.‏ مثلا،‏ كان يجب ان يعمل الرجل حائطا للسطح المنبسط لبيته الجديد.‏ وإلا فإنه يجلب على البيت دما اذا سقط شخص ما عن السطح ومات.‏ (‏تثنية ٢٢:‏٨‏)‏ وأيضا اذا حُذِّر صاحب ثور نطَّاح ولكنه لم يضبط الحيوان فقتل شخصا ما،‏ كان صاحب الثور يُعتبر مذنبا بسفك الدم ويمكن ان يُقتل.‏ (‏خروج ٢١:‏٢٨-‏٣٢‏)‏ والدليل الاضافي على احترام اللّٰه الرفيع للحياة واضح في ان كل مَن يقتل سارقا يُعتبَر مذنبا بسفك الدم اذا حدث ذلك في النهار حين يمكن رؤية السارق وتحديد هويته.‏ (‏خروج ٢٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ فمن الواضح ان فرائض اللّٰه المتَّزنة كاملا لم تسمح للقاتلين عمدا بالنجاة من عقوبة الاعدام.‏

      ٦ كيف كانت شريعة ‹حياة بحياة› تُنفَّذ في اسرائيل القديمة؟‏

      ٦ اذا ارتُكبت جريمة قتل في اسرائيل القديمة،‏ كان يجب الانتقام لدم الضحية.‏ فشريعة ‹حياة بحياة› كانت تُنفَّذ عندما يقتل «وليّ الدم» القاتل.‏ (‏عدد ٣٥:‏١٩‏)‏ والوليّ كان النسيب الذكر الاقرب للقتيل.‏ ولكن ماذا عن القاتلين سهوًا؟‏

      تدبير يهوه الرحيم

      ٧ ايّ تدبير صنعه اللّٰه لاولئك الذين يقتلون شخصا ما سهوًا؟‏

      ٧ بالنسبة الى الذين قتلوا شخصا ما عرضا او سهوًا،‏ زوَّد اللّٰه بشكل حبي مدن الملجإ.‏ وفي ما يتعلق بهذه قال موسى:‏ «كلِّم بني اسرائيل وقل لهم إنكم عابرون الاردن الى ارض كنعان.‏ فتعيِّنون لأنفسكم مدنا تكون مدن ملجإ لكم ليهرب اليها القاتل الذي قتل نفسا سهوًا.‏ فتكون لكم المدن ملجأً من الوليّ لِكَيْلا يموت القاتل حتى يقف امام الجماعة للقضاء.‏ والمدن التي تعطون تكون ست مدن ملجإٍ لكم.‏ ثلاثا من المدن تعطون في عبر الاردن وثلاثا من المدن تعطون في ارض كنعان.‏ مدن ملجإٍ تكون .‏ .‏ .‏ لكي يهرب اليها كل مَن قتل نفسا سهوًا.‏» —‏ عدد ٣٥:‏٩-‏١٥‏.‏

      ٨ اين كانت تقع مدن الملجإ،‏ وكيف كانت تجري مساعدة القاتلين سهوًا على الوصول اليها؟‏

      ٨ عندما دخل الاسرائيليون ارض الموعد،‏ اقاموا بطاعة ست مدن ملجإ.‏ ثلاث من هذه المدن —‏ قادش،‏ شكيم،‏ وحبرون —‏ كانت تقع غربي نهر الاردن.‏ وشرقي الاردن كانت تقع مدن الملجإ جولان،‏ راموت،‏ وباصر.‏ وكانت مدن الملجإ الست تقع بشكل ملائم على طرقات يجري ابقاؤها في حال جيدة.‏ وفي اماكن مناسبة على طول هذه الطرقات،‏ كانت هنالك لافتات تحمل الكلمة «ملجأ.‏» وهذه اللافتات كانت تشير الى اتجاه مدينة الملجإ،‏ وكان القاتل سهوًا يهرب الى مدينة الملجإ الاقرب للنجاة بحياته.‏ وهناك كان يمكن ان يجد الحماية من وليّ الدم.‏ —‏ يشوع ٢٠:‏٢-‏٩‏.‏

      ٩ لماذا زوَّد يهوه مدن الملجإ،‏ ولفائدة مَن زُوِّدت؟‏

      ٩ لماذا زوَّد اللّٰه مدن الملجإ؟‏ لقد زُوِّدت لكي لا تتلوَّث الارض بالدم البريء ولكي لا يأتي ذنب سفك الدم على الناس.‏ (‏تثنية ١٩:‏١٠‏)‏ ولفائدة مَن زُوِّدت مدن الملجإ؟‏ ذكر الناموس:‏ «لبني اسرائيل وللغريب وللمستوطن في وسطهم تكون هذه الست المدن للملجإ.‏ لكي يهرب اليها كل مَن قتل نفسا سهوًا.‏» (‏عدد ٣٥:‏١٥‏)‏ وهكذا،‏ ليكون يهوه عادلا وليحقِّق القصد من العدل فيما يسمح بالرحمة،‏ قال للاسرائيليين ان يخصِّصوا مدن الملجإ للقاتلين سهوًا الذين هم (‏١)‏ اسرائيليون،‏ (‏٢)‏ مقيمون غرباء في اسرائيل،‏ او (‏٣)‏ مستوطنون من بلدان اخرى يسكنون في الارض.‏

      ١٠ لماذا يمكن ان يُقال ان مدن الملجإ كانت تدبيرا رحيما صنعه اللّٰه؟‏

      ١٠ والجدير بالملاحظة انه حتى اذا كان الفرد قاتلا سهوًا كان يجب ان يُقتل وفقا لحكم اللّٰه:‏ «سافك دم الانسان بالانسان يُسفَك دمه.‏» لذلك لم يكن إلا بتدبير رحيم من يهوه اللّٰه ان يهرب القاتل سهوًا الى احدى مدن الملجإ.‏ ويبدو ان الناس عموما تعاطفوا مع كل هارب من وليّ الدم،‏ لأنهم جميعا كانوا يدركون انه يمكن ان يرتكبوا سهوًا جريمة مماثلة ويحتاجوا الى الملجإ والرحمة.‏

      الهرب الى الملجإ

      ١١ في اسرائيل القديمة،‏ ماذا كان بإمكان الرجل ان يفعل اذا قتل عرضا رفيقا عاملا معه؟‏

      ١١ هنالك ايضاح قد يزيد تقديركم لترتيب اللّٰه الرحيم للملجإ.‏ تصوَّروا انكم رجل يحتطب في اسرائيل القديمة.‏ وافترضوا ان رأس الفأس افلت فجأة من المقبض وقتل رفيقا عاملا معكم.‏ فماذا تفعلون؟‏ اعدّ الناموس تدبيرا لهذه الحالة عينها.‏ ولا شك انكم تستفيدون من هذا التدبير المعطى من اللّٰه:‏ «هذا هو حكم القاتل الذي يهرب الى [احدى مدن الملجإ] فيحيا.‏ مَن ضرب صاحبه بغير عِلْم وهو غير مبغض له منذ امس وما قبله.‏ ومَن ذهب مع صاحبه في الوعر ليحتطب حطبا فاندفعت يده بالفأس ليقطع الحطب وأفلت الحديد من الخشب وأصاب صاحبه فمات فهو يهرب الى احدى تلك المدن فيحيا.‏» (‏تثنية ١٩:‏٤،‏ ٥‏)‏ ومع ذلك،‏ حتى اذا وصلتم الى احدى مدن الملجإ،‏ فلن تتحرَّروا من كل المسؤولية عما حدث.‏

      ١٢ ايّ اجراء يلي وصول القاتل سهوًا الى احدى مدن الملجإ؟‏

      ١٢ رغم انكم تُستقبَلون بالترحاب،‏ يجب ان تعرضوا حالتكم للشيوخ عند مدخل مدينة الملجإ.‏ وبعد دخول المدينة تُعادون لتُحَاكموا امام الشيوخ الذين يمثِّلون جماعة اسرائيل عند ابواب المدينة الذين لهم سلطة قضائية على المنطقة حيث حدثت جريمة القتل.‏ وهناك تحصلون على فرصة إثبات براءتكم.‏

      عند محاكمة القاتلين

      ١٣،‏ ١٤ ما هي بعض الامور التي كان الشيوخ يريدون التحقق منها اثناء محاكمة القاتل؟‏

      ١٣ اثناء المحاكمة امام الشيوخ عند باب مدينة القضاء،‏ تلاحظون دون شك انه يُشدَّد كثيرا على مسلككم السابق مما يدفعكم الى الشكر.‏ ويزِن الشيوخ بعناية علاقتكم بالضحية.‏ فهل ابغضتم الرجل،‏ كمنتم له،‏ وقتلتموه عمدا؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فسيضطر الشيوخ الى تسليمكم الى وليّ الدم،‏ فتموتون.‏ وهؤلاء الرجال المسؤولون يكونون مطَّلعين على مطلب الناموس ان ‹يُنزع دم البريّ من اسرائيل.‏› (‏تثنية ١٩:‏١١-‏١٣‏)‏ وبشكل مماثل،‏ في الاجراء القضائي اليوم يلزم الشيوخ المسيحيين ان يعرفوا الاسفار المقدسة جيدا،‏ عاملين بانسجام معها فيما يأخذون بعين الاعتبار موقف وسلوك الخاطئ السابقَين.‏

      ١٤ وإذ يتحقَّق شيوخ المدينة من المسألة بشكل ملائم،‏ يريدون ان يعرفوا ما اذا كنتم تطاردون الضحية.‏ (‏خروج ٢١:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ هل هاجمتموه في الخفاء؟‏ (‏تثنية ٢٧:‏٢٤‏)‏ هل حمي غضبكم على الشخص بحيث لجأتم الى قتله بغدر؟‏ اذا كان الامر كذلك فأنتم تستحقون الموت.‏ (‏خروج ٢١:‏١٤‏)‏ يلزم الشيوخ ان يعرفوا خصوصا ما اذا كانت هنالك عداوة،‏ او بغض،‏ بينكم وبين الضحية.‏ (‏تثنية ١٩:‏٤،‏ ٦،‏ ٧؛‏ يشوع ٢٠:‏٥‏)‏ ولنقل ان الشيوخ وجدوا انكم ابرياء وأعادوكم الى مدينة الملجإ.‏ كم تكونون شاكرين على اظهار الرحمة!‏

      الحياة في مدينة الملجإ

      ١٥ اية مطالب فُرضت على القاتل سهوًا؟‏

      ١٥ كان على القاتل سهوًا ان يبقى في مدينة الملجإ او ضمن مسافة ٠٠٠‏,١ ذراع (‏نحو ٤٥٠‏,١ قدما)‏ خارج اسوارها.‏ (‏عدد ٣٥:‏٢-‏٤‏)‏ وإذا تجاوز هذا الحد،‏ كان يمكن ان يواجه وليّ الدم.‏ وفي هذه الظروف،‏ كان يمكن للوليّ ان يقتل القاتل ويفلت من العقاب.‏ لكنَّ القاتل لم يكن يُكبَّل او يسجَن.‏ وكمقيم في مدينة الملجإ،‏ كان عليه ان يتعلَّم حرفة،‏ ان يكون عاملا،‏ وأن يخدم كعضو نافع في المجتمع.‏

      ١٦ (‏أ)‏ لِكَم من الوقت كان على القاتل سهوًا ان يبقى في مدينة الملجإ؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان موت رئيس الكهنة يمكِّن القاتل من مغادرة مدينة الملجإ؟‏

      ١٦ ولِكَم من الوقت كان على القاتل سهوًا ان يبقى في مدينة الملجإ؟‏ ربما باقي حياته.‏ على اية حال،‏ ذكر الناموس:‏ «في مدينة ملجئه يقيم الى موت (‏رئيس الكهنة)‏.‏ وأما بعد موت (‏رئيس الكهنة)‏ فيرجع القاتل الى ارض ملكه.‏» (‏عدد ٣٥:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ ولماذا سمح موت رئيس الكهنة للقاتل سهوًا بأن يترك مدينة الملجإ؟‏ كان رئيس الكهنة احد ابرز الاشخاص في الامة.‏ لذلك كان موته سيصير حدثا بارزا بحيث يصبح معروفا في كل اسباط اسرائيل.‏ وعندئذ كان بإمكان جميع اللاجئين في مدن الملجإ ان يرجعوا الى بيوتهم احرارا من خطر الوقوع في ايدي اولياء الدم.‏ ولماذا؟‏ لأن ناموس اللّٰه قضى بأن تنتهي فرصة الوليّ لقتل القاتل عند موت رئيس الكهنة،‏ وكان الجميع يعرفون ذلك.‏ وإذا كان النسيب الاقرب سينتقم بعد ذلك،‏ يكون قاتلا وينال اخيرا جزاء جريمة القتل.‏

      تأثيرات دائمة

      ١٧ ماذا كانت التأثيرات المحتمَلة للقيود الموضوعة على القاتل سهوًا؟‏

      ١٧ ماذا كانت التأثيرات المحتمَلة للقيود المفروضة على القاتل سهوًا؟‏ لقد كانت مذكِّرا بأنه تسبَّب بقتل شخص.‏ ومن المرجح انه كان سيعتبر من ذلك الحين فصاعدا الحياة البشرية شيئا مقدسا.‏ وفضلا عن ذلك،‏ لن ينسى انه عومل برحمة.‏ وإذ أُظهِرت له الرحمة،‏ سيرغب بالتأكيد ان يكون رحيما نحو الآخرين.‏ وترتيب مدن الملجإ بقيودها افاد ايضا الناس عموما.‏ وكيف ذلك؟‏ لا شك انه طبع في اذهانهم انه ينبغي ألّا يكونوا مهملين او غير مبالين بشأن الحياة البشرية.‏ وهذا ينبغي ان يذكِّر المسيحيين بالحاجة الى تجنُّب الاهمال الذي يمكن ان يؤدي الى موت عرضي.‏ ثم ان ترتيب اللّٰه الرحيم لمدن الملجإ ينبغي ان يدفعنا ايضا الى اظهار الرحمة عندما يكون ذلك ملائما.‏ —‏ يعقوب ٢:‏١٣‏.‏

      ١٨ بأية طرائق كان ترتيب اللّٰه لمدن الملجإ مفيدا؟‏

      ١٨ كان تدبير يهوه اللّٰه لمدن الملجإ مفيدا ايضا بطرائق اخرى.‏ فالناس لم يشكِّلوا مجموعات امن اهلية لملاحقة القاتل على فرض انه مذنب قبل المحاكمة.‏ وبدلا من ذلك،‏ اعتبروه بريئا من القتل عمدا،‏ حتى انهم كانوا يساعدونه ليصل الى مكان الامان.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كان تدبير مدن الملجإ النقيض تماما للترتيبات العصرية لوضع القاتلين في السجون والاصلاحيات حيث تدعمهم الامة ماليا وكثيرا ما يصيرون مجرمين اردأ بسبب معاشرتهم اللصيقة لمجرمين آخرين.‏ وفي ترتيب مدينة الملجإ لم يكن ضروريا بناء،‏ صيانة،‏ وحراسة سجون غالية الثمن مسوَّرة مشبَّكة بالحديد يحاول السجناء الهرب منها في اغلب الاحيان.‏ وفي الواقع،‏ كان القاتل يبحث عن «السجن» ويبقى فيه خلال الوقت المحدَّد.‏ وكان يجب ان يكون ايضا عاملا،‏ فاعلا بالتالي امورا لفائدة الرفقاء البشر.‏

      ١٩ اية اسئلة تنشأ في ما يتعلق بمدن الملجإ؟‏

      ١٩ حقا،‏ كان ترتيب يهوه لمدن الملجإ في اسرائيل لحماية القاتلين سهوًا شيئا رحيما.‏ وهذا التدبير روَّج بالتأكيد الاحترام للحياة.‏ ولكن هل لمدن الملجإ القديمة معنى للناس العائشين في القرن الـ‍ ٢٠؟‏ هل يمكن ان نكون مذنبين بسفك الدم امام يهوه اللّٰه ولا ندرك اننا نحتاج الى رحمته؟‏ هل هنالك ايّ مغزى عصري لنا في مدن الملجإ في اسرائيل؟‏

  • ابقوا في ‹مدينة الملجإ› واحيوا!‏
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • ابقوا في ‹مدينة الملجإ› واحيوا!‏

      ‏«في مدينة ملجئه يقيم الى موت (‏رئيس الكهنة)‏.‏» —‏ عدد ٣٥:‏٢٨‏.‏

      ١ مَن هو وليّ الدم،‏ وأيّ اجراء سيتَّخذه عما قريب؟‏

      ان وليّ الدم المعيَّن من يهوه،‏ يسوع المسيح،‏ هو على وشك ان يضرب.‏ ومع جيشه الملائكي سيتَّخذ هذا الوليّ عما قريب اجراء ضد جميع المذنبين بسفك الدم غير التائبين.‏ نعم،‏ سيعمل يسوع كمنفِّذ لاحكام اللّٰه خلال ‹الضيق العظيم› الذي يقترب بسرعة.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ اشعياء ٢٦:‏٢١‏)‏ وسيواجه البشر آنذاك ذنب سفكهم الدم.‏

      ٢ ما هو الملجأ الحقيقي الوحيد،‏ وأية اسئلة تتطلب اجوبة؟‏

      ٢ والسبيل لوصول المرء الى مكان الامان هو التقدم في الطريق الى مدينة الملجإ المرموز اليها والنجاة بحياته!‏ واذا سُمح للّاجئ بدخول المدينة،‏ كان يجب ان يبقى هناك لأنها الملجأ الحقيقي الوحيد.‏ ولكن قد تسألون،‏ ‹بما ان معظمنا لم يقتل احدا قط،‏ فهل نحن مذنبون حقا بسفك الدم؟‏ لماذا يسوع هو وليّ الدم؟‏ ما هي مدينة الملجإ العصرية؟‏ وهل يمكن لأحد ان يتركها يوما ما بأمان؟‏›‏

      هل نحن مذنبون حقا بسفك الدم؟‏

      ٣ ايّ وجه من الناموس الموسوي سيساعدنا لنرى ان سكان الارض الذين يعدّون بالبلايين يشتركون في ذنب سفك الدم؟‏

      ٣ سيساعدنا احد اوجه الناموس الموسوي لنرى ان سكان الارض الذين يعدّون بالبلايين يشتركون في ذنب سفك الدم.‏ لقد وضع اللّٰه على الاسرائيليين مسؤولية مشتركة عن سفك الدم.‏ فإذا وُجد شخص ما مقتولا ولم يُعرَف قاتله،‏ كان على القضاة ان يقيسوا المسافة الى المدن المجاورة لتحديد المدينة الاقرب.‏ وللتبرُّؤ من الذنب كان على شيوخ تلك المدينة التي يظهر انها مذنبة بسفك الدم ان يكسروا عنق عِجلة من البقر لم يُحرَث عليها في وادٍ بور.‏ وكان ذلك يجري امام الكهنة اللاويين ‹لأن يهوه اختارهم لتسوية الخلافات المتعلقة بأعمال العنف.‏› وكان شيوخ المدينة يغسلون ايديهم على العِجلة ويقولون:‏ «ايدينا لم تسفك هذا الدم وأعيننا لم تبصر.‏ اغفر لشعبك اسرائيل الذي فديت يا رب ولا تجعل دم بريّ في وسط شعبك اسرائيل.‏» (‏تثنية ٢١:‏١-‏٩‏)‏ فيهوه اللّٰه لم يُرِد ان تتلوَّث ارض اسرائيل بالدم او ان يحمل شعبها ذنبا مشتركا بسفك الدم.‏

      ٤ ايّ سجل تملكه بابل العظيمة لذنب سفك الدم؟‏

      ٤ نعم،‏ هنالك ما يُعرف بذنب سفك الدم المشترك او الجَماعي.‏ تأملوا في ذنب سفك الدم الجسيم الذي يقع على بابل العظيمة،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ انها سكرى من دم خدام يهوه!‏ (‏رؤيا ١٧:‏٥،‏ ٦؛‏ ١٨:‏٢٤‏)‏ وتدَّعي اديان العالم المسيحي انها تتبع رئيس السلام،‏ لكنَّ الحروب،‏ محاكم التفتيش الدينية،‏ والحروب الصليبية المهلكة جعلتها مذنبة بسفك الدم امام اللّٰه.‏ (‏اشعياء ٩:‏٦؛‏ ارميا ٢:‏٣٤‏)‏ وفي الواقع،‏ يجب ان تحمل الذنب الاعظم لموت الملايين في الحربَين العالميتَين لهذا القرن.‏ لذلك فإن أنصار الدين الباطل ومؤيدي الحروب البشرية والمشتركين فيها هم مذنبون بسفك الدم امام اللّٰه.‏

      ٥ كيف يشبه بعض الناس القاتل سهوًا في اسرائيل؟‏

      ٥ تسبَّب البعض بموت الناس بطريقة عمدية او بسبب الاهمال.‏ واشترك آخرون في القتل الجَماعي،‏ الامر الذي ربما اقنعهم القادة الدينيون بأنه مشيئة اللّٰه.‏ واضطهد آخرون ايضا خدام اللّٰه وقتلوهم.‏ ولكن،‏ حتى لو لم نقم بأمور كهذه،‏ نشترك في مسؤولية جَماعية عن خسارة الحياة البشرية لأننا لم نعرف شريعة اللّٰه ومشيئته.‏ ونحن نشبه القاتل سهوًا ‹الذي قتل صاحبه بغير عِلْم وهو لم يبغضه منذ امس وما قبله.‏› (‏تثنية ١٩:‏٤‏)‏ وأفراد كهؤلاء ينبغي ان يلتمسوا رحمة اللّٰه ويَصِلوا الى مدينة الملجإ المرموز اليها.‏ وإلّا فسيواجهون وليّ الدم.‏

      دورا يسوع الحيويان

      ٦ لماذا يمكن القول ان يسوع هو نسيب الجنس البشري الاقرب؟‏

      ٦ كان وليّ الدم في اسرائيل نسيب الضحية الاقرب.‏ وللانتقام لجميع الذين قُتلوا في الارض وخصوصا خدام يهوه المقتولين،‏ يجب ان يكون وليّ الدم العصري نسيبا لكل الجنس البشري.‏ ويسوع المسيح تمَّم هذا الدور.‏ فقد وُلد انسانا كاملا.‏ وأسلم يسوع حياته الخالية من الخطية للموت كذبيحة فدائية،‏ وبعد قيامته الى السماء قدَّم قيمتها للّٰه لمصلحة المتحدرين المائتين من آدم الخاطئ.‏ وهكذا صار المسيح فادي الجنس البشري،‏ نسيبنا الاقرب —‏ وليّ الدم الشرعي.‏ (‏رومية ٥:‏١٢؛‏ ٦:‏٢٣؛‏ عبرانيين ١٠:‏١٢‏)‏ وتُحدَّد هوية يسوع بصفته اخا لأتباعه الممسوحين الذين يتبعون خطواته.‏ (‏متى ٢٥:‏٤٠،‏ ٤٥؛‏ عبرانيين ٢:‏١١-‏١٧‏)‏ وبصفته ملكا سماويا يصير «ابا ابديا» للذين سيستفيدون من ذبيحته كرعايا ارضيين له.‏ وهؤلاء سيحيون الى الابد.‏ (‏اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ لذلك عيَّن يهوه بشكل ملائم نسيب الجنس البشري هذا وليا للدم.‏

      ٧ بصفته رئيس الكهنة،‏ ماذا يفعل يسوع للبشر؟‏

      ٧ ويسوع هو ايضا رئيس كهنة بلا خطية،‏ مجرَّب،‏ متعاطف.‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٥‏)‏ وبهذه الصفة يطبِّق استحقاق ذبيحته الكفارية على الجنس البشري.‏ ومدن الملجإ عُيِّنت «لبني اسرائيل وللغريب وللمستوطن في وسطهم.‏» (‏عدد ٣٥:‏١٥‏)‏ لذلك طبَّق رئيس الكهنة العظيم استحقاق ذبيحته اولا على أتباعه الممسوحين،‏ «بني اسرائيل.‏» ويطبِّقه الآن على ‹الغرباء› و‹المستوطنين› في مدينة الملجإ المرموز اليها.‏ وهؤلاء ‹الخراف الاخر› للرب يسوع المسيح يرجون العيش الى الابد على الارض.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ مزمور ٣٧:‏٢٩،‏ ٣٤‏.‏

      مدينة الملجإ اليوم

      ٨ ما هي مدينة الملجإ المرموز اليها؟‏

      ٨ وما هي مدينة الملجإ المرموز اليها؟‏ انها ليست موقعا جغرافيا مثل حبرون،‏ احدى مدن الملجإ الست التي للاويين وموطن رئيس كهنة اسرائيل.‏ فمدينة الملجإ اليوم هي تدبير اللّٰه لحمايتنا من الموت بسبب انتهاك وصيته بشأن قداسة الدم.‏ (‏تكوين ٩:‏٦‏)‏ وكل منتهك لهذه الوصية،‏ سواء كان عمدا او سهوًا،‏ يجب ان يطلب الغفران من اللّٰه وإبطال خطيته بالايمان بدم رئيس الكهنة،‏ يسوع المسيح.‏ والمسيحيون الممسوحون ذوو الرجاء السماوي و‹الجمع الكثير› ذوو الآمال الارضية يستفيدون من فوائد ذبيحة يسوع الكفارية،‏ وهم في مدينة الملجإ المرموز اليها.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٤؛‏ ١ يوحنا ١:‏٧؛‏ ٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٩ كيف انتهك شاول الطرسوسي وصية اللّٰه بشأن الدم،‏ ولكن كيف اعرب عن موقف متغيِّر؟‏

      ٩ قبل ان يصير الرسول بولس مسيحيا،‏ انتهك الوصية بشأن الدم.‏ وبصفته شاول الطرسوسي اضطهد أتباع يسوع،‏ حتى انه وافق على قتلهم.‏ قال بولس:‏ «لكنني رُحمت لأني فعلت بجهل في عدم ايمان.‏» (‏١ تيموثاوس ١:‏١٣؛‏ اعمال ٩:‏١-‏١٩‏)‏ لقد اعرب شاول عن موقف توبة برهنت عليه لاحقا اعمال ايمان كثيرة.‏ لكنَّ المطلوب هو اكثر من الايمان بالفدية لدخول مدينة الملجإ المرموز اليها.‏

      ١٠ كيف يمكن حيازة ضمير صالح،‏ وماذا يجب فعله للمحافظة عليه؟‏

      ١٠ لم يكن بإمكان القاتل سهوًا ان يبقى في احدى مدن الملجإ في اسرائيل إلّا اذا برهن ان له ضميرا صالحا امام اللّٰه في ما يتعلق بسفك الدم.‏ ولحيازة ضمير صالح يجب ان نمارس الايمان بذبيحة يسوع،‏ نتوب عن خطايانا،‏ ونغيِّر مسلكنا.‏ ويلزم ان نطلب ضميرا صالحا في الانتذار للّٰه بروح الصلاة بواسطة المسيح،‏ رامزين الى ذلك بمعمودية الماء.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وهذا الضمير الصالح يسمح لنا بحيازة علاقة طاهرة بيهوه.‏ والطريقة الوحيدة للمحافظة على ضمير صالح هي الاذعان لمطالب اللّٰه وانجاز العمل المعيَّن لنا في مدينة الملجإ المرموز اليها،‏ تماما كما كان على اللاجئين في مدن الملجإ القديمة ان يطيعوا الناموس ويتمِّموا تعيينات عملهم.‏ والعمل الرئيسي لشعب يهوه اليوم هو اعلان رسالة الملكوت.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ والقيام بهذا العمل سيساعدنا ان نكون مقيمين نافعين في مدينة الملجإ العصرية.‏

      ١١ ايّ امر يجب ان نتجنَّبه اذا اردنا ان نبقى بأمان ضمن مدينة الملجإ اليوم؟‏

      ١١ وترك مدينة الملجإ اليوم يعني تعريض انفسنا للهلاك،‏ لأن وليّ الدم سيشرع قريبا في اهلاك كل المذنبين بسفك الدم.‏ وهذا ليس الوقت لنُمسَك خارج هذه المدينة الواقية او في منطقة خطرة قرب حدود مراعيها.‏ وسنصير خارج مدينة الملجإ المرموز اليها اذا خسرنا الايمان بذبيحة رئيس الكهنة الكفارية.‏ (‏عبرانيين ٢:‏١؛‏ ٦:‏٤-‏٦‏)‏ ولن نكون بأمان ايضا اذا تبنينا الطرائق العالمية،‏ بقينا غير منهمكين كاملا في هيئة يهوه،‏ او حدنا عن المقاييس البارة لأبينا السماوي.‏ —‏ ١ كورنثوس ٤:‏٤‏.‏

      التحرر من مدينة الملجإ

      ١٢ لِكَم من الوقت يجب ان يبقى المذنبون سابقا بسفك الدم في مدينة الملجإ المرموز اليها؟‏

      ١٢ كان على القاتل سهوًا في اسرائيل ان يبقى في مدينة الملجإ «الى موت (‏رئيس الكهنة)‏.‏» (‏عدد ٣٥:‏٢٨‏)‏ فلِكَم من الوقت يجب ان يبقى المذنبون سابقا بسفك الدم في مدينة الملجإ المرموز اليها؟‏ الى الوقت الذي فيه لن يعودوا بحاجة الى خدمات رئيس الكهنة،‏ يسوع المسيح.‏ قال بولس:‏ «يقدر ان يخلِّص ايضا الى التمام الذين يتقدَّمون به الى اللّٰه.‏» (‏عبرانيين ٧:‏٢٥‏)‏ وما دام ايّ اثر للخطية وذنب سابق لسفك الدم مستمرا تلزم خدمات رئيس الكهنة لكي يتمكن البشر الناقصون من حيازة موقف صائب امام اللّٰه.‏

      ١٣ مَن هم ‹بنو اسرائيل› العصريون،‏ ولِكَم من الوقت يجب ان يبقوا في ‹مدينة الملجإ›؟‏

      ١٣ تذكَّروا ان مدن الملجإ القديمة أُقيمت «لبني اسرائيل،‏» للغرباء،‏ وللمستوطنين.‏ و‹بنو اسرائيل› هم اسرائيليون روحيون.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ ويجب ان يبقوا في مدينة الملجإ المرموز اليها ما داموا عائشين على الارض.‏ ولماذا؟‏ لأنهم لا يزالون في الجسد الناقص وبالتالي يحتاجون الى الاستحقاق الكفاري لرئيس كهنتهم السماوي.‏ ولكن عندما يموت هؤلاء المسيحيون الممسوحون ويُقامون الى حياة روحانية في السماء،‏ لن يحتاجوا بعد الى خدمات رئيس الكهنة الكفارية؛‏ فسيكونون قد تركوا الى الابد الجسد وذنب سفك الدم الملتصق به.‏ وبالنسبة الى مثل هؤلاء الممسوحين المقامين سيكون رئيس الكهنة قد مات بصفته الكفارية الواقية.‏

      ١٤ ايّ شيء آخر يتطلَّب من ذوي الرجاء السماوي ان يبقوا في مدينة الملجإ اليوم؟‏

      ١٤ ان امتلاك الطبيعة البشرية بحد ذاته يتطلَّب من اولئك الذين سيكونون ‹وارثين سماويين مع المسيح› ان يبقوا في مدينة الملجإ المرموز اليها الى ان ينهوا بأمانة مسلكهم الارضي في الموت.‏ وعندما يموتون،‏ يضحّون بالطبيعة البشرية الى الابد.‏ (‏رومية ٨:‏١٧؛‏ رؤيا ٢:‏١٠‏)‏ وذبيحة يسوع تنطبق فقط على ذوي الطبيعة البشرية.‏ وهكذا فإن رئيس الكهنة يموت بالنسبة الى الذين هم من اسرائيل الروحي عندما يُقامون كمخلوقات روحانية يسكنون الى الابد في السماء بصفتهم «شركاء الطبيعة الالهية.‏» —‏ ٢ بطرس ١:‏٤‏.‏

      ١٥ مَن هم ‹الغرباء› و‹المستوطنون› العصريون،‏ وماذا سيفعل من اجلهم رئيس الكهنة العظيم؟‏

      ١٥ ومتى ‹سيموت› رئيس الكهنة في ما يتعلق ‹بالغرباء› و‹المستوطنين› العصريين مما يسمح لهم بترك مدينة الملجإ المرموز اليها؟‏ ان اعضاء الجمع الكثير هؤلاء لا يمكنهم ان يخرجوا من مدينة الملجإ هذه بعد الضيق العظيم مباشرة.‏ ولِمَ لا؟‏ لأنهم سيكونون بعدُ في جسدهم الخاطئ الناقص وسيحتاجون الى البقاء تحت حماية رئيس الكهنة.‏ وبالاستفادة من خدماته الكفارية خلال ملكه وكهنوته الف سنة سيبلغون الكمال البشري.‏ وعندئذ سيقدِّمهم يسوع الى اللّٰه من اجل امتحان استقامتهم الاخير والحاسم بشكل ابدي بحلّ الشيطان وأبالسته مدة قليلة.‏ ولأنهم يجتازون هذا الامتحان حائزين الرضى الالهي يبرِّرهم يهوه.‏ وهكذا يبلغون تمام الكمال البشري.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٨؛‏ رؤيا ٢٠:‏٧-‏١٠‏.‏ انظروا برج المراقبة عدد ١٥ كانون الاول ١٩٩١،‏ الصفحة ١٢،‏ الفقرتين ١٥،‏ ١٦‏.‏

      ١٦ متى لن تكون للناجين من الضيق العظيم حاجة بعدُ الى خدمات رئيس الكهنة الكفارية؟‏

      ١٦ وهكذا سيكون على الناجين من الضيق العظيم آنذاك ان يحافظوا على ضمير صالح بالبقاء في مدينة الملجإ المرموز اليها حتى نهاية حكم المسيح الف سنة.‏ وكبشر بلغوا الكمال،‏ لن يحتاجوا بعدُ الى خدمات رئيس الكهنة الكفارية وسيخرجون من تحت حمايته.‏ وحينئذ سيموت يسوع بالنسبة اليهم كرئيس كهنة،‏ لأنه لن يحتاج بعدُ الى العمل من اجلهم بالدم المطهِّر لذبيحته.‏ وفي ذلك الوقت سيتركون مدينة الملجإ المرموز اليها.‏

      ١٧ لماذا لن يضطر اولئك المقامون خلال حكم المسيح الف سنة الى دخول مدينة الملجإ المرموز اليها والبقاء هناك؟‏

      ١٧ وهل يجب ان يدخل المقامون خلال حكم يسوع الف سنة مدينة الملجإ المرموز اليها ويبقوا هناك الى موت رئيس الكهنة؟‏ كلا،‏ لأنهم بالموت دفعوا اجرة خطيتهم.‏ (‏رومية ٦:‏٧؛‏ عبرانيين ٩:‏٢٧‏)‏ إلا ان رئيس الكهنة سيساعدهم على بلوغ الكمال.‏ وإذا اجتازوا الامتحان الاخير بنجاح بعد الحكم الالفي،‏ فسيبرِّرهم اللّٰه ايضا بضمان الحياة الابدية على الارض.‏ طبعا،‏ ان الفشل في الاذعان لمطالب اللّٰه سيجلب دينونة مضادة وهلاكا على ايّ من البشر الذين لا يجتازون الامتحان الاخير كمحافظين على الاستقامة.‏

      ١٨ في ما يتعلق بمُلك يسوع وكهنوته،‏ ماذا سيبقى مع الجنس البشري الى الابد؟‏

      ١٨ مات رؤساء الكهنة الاسرائيليون اخيرا.‏ لكنَّ يسوع ‹صار على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة الى الابد.‏›‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ٧:‏٣‏)‏ وهكذا فإن توقف دور يسوع كرئيس كهنة وسيط بالنسبة الى الجنس البشري لا ينهي حياته.‏ والتأثيرات الجيدة من اجل خدمته كملك ورئيس كهنة ستبقى مع الجنس البشري الى الابد،‏ وسيكون البشر مدينين له الى الابد من اجل خدمته بهاتين الصفتين.‏ وفضلا عن ذلك،‏ سيأخذ يسوع طوال الابدية القيادة في عبادة يهوه النقية.‏ —‏ فيلبي ٢:‏٥-‏١١‏.‏

      دروس قيِّمة لنا

      ١٩ ايّ درس يتعلق بالبغض والمحبة يمكن ان نتعلَّمه من تدبير مدن الملجإ؟‏

      ١٩ يمكن ان نتعلَّم دروسا متنوعة من تدبير مدن الملجإ.‏ مثلا،‏ لم يكن يُسمح لأيّ قاتل يكنّ بغضا قاتلا لضحيته بأن يقيم في مدينة الملجإ.‏ (‏عدد ٣٥:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ فكيف يمكن لأيّ شخص في مدينة الملجإ المرموز اليها ان يسمح بأن ينمو في قلبه بغض لأخ؟‏ «كل مَن يبغض اخاه فهو قاتل نفس،‏» كتب الرسول يوحنا،‏ «وأنتم تعلمون ان كل قاتل نفس ليس له حياة ابدية ثابتة فيه.‏» لذلك دعونا «نحبّ بعضنا بعضا لأن المحبة هي من اللّٰه.‏» —‏ ١ يوحنا ٣:‏١٥؛‏ ٤:‏٧‏.‏

      ٢٠ من اجل الحماية من وليّ الدم،‏ ماذا يجب ان يفعل اولئك الذين في مدينة الملجإ المرموز اليها؟‏

      ٢٠ من اجل الحماية من وليّ الدم،‏ كان على القاتلين سهوًا ان يبقوا في مدينة الملجإ ولا يتيهوا خارج مراعيها.‏ وماذا عن الذين في مدينة الملجإ المرموز اليها؟‏ ليكونوا بأمان من وليّ الدم العظيم،‏ يجب ألّا يتركوا المدينة.‏ حقا،‏ يلزم ان يحترزوا من اغراءات الذهاب مجازيا الى حدود مراعيها.‏ ويجب ان ينتبهوا لئلا يدعوا المحبة لعالم الشيطان تتطور في قلوبهم.‏ ويتطلب ذلك الصلاة والجهد،‏ لكنَّ حياتهم تتوقف عليهما.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ ٥:‏١٩‏.‏

      ٢١ ايّ عمل مكافئ يقوم به الذين في مدينة الملجإ اليوم؟‏

      ٢١ كان على القاتلين سهوًا في مدن الملجإ القديمة ان يكونوا عاملين منتِجين.‏ وبشكل مماثل،‏ رسم ‹بنو اسرائيل› الممسوحون مثالا حسنا كعاملين في الحصاد ومنادين بالملكوت.‏ (‏متى ٩:‏٣٧،‏ ٣٨؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ و‹كغرباء› و‹مستوطنين› في مدينة الملجإ اليوم،‏ لدى المسيحيين ذوي الآمال الارضية امتياز القيام بهذا العمل المنقذ الحياة الى جانب الممسوحين الذين لا يزالون على الارض.‏ ويا له من عمل مكافئ!‏ وأولئك الذين يعملون بأمانة في مدينة الملجإ المرموز اليها سينجون من الموت الابدي على يدَي وليّ الدم.‏ وبدلا من ذلك،‏ سيستمدون الفوائد الابدية من خدمته كرئيس كهنة عظيم للّٰه.‏ فهل تبقون في مدينة الملجإ وتحيون الى الابد؟‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة