-
يمكنكم انقاذ زواجكم!استيقظ! ٢٠٠١ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
الخلاف — كم هو خطير؟
يبدو ان احد الاسباب الرئيسية لبرود الحب في الزواج هو عجز الزوج والزوجة عن معالجة الخلاف. كل الزيجات تتخللها الخلافات بين الحين والآخر اذ لا يوجد شخصان متشابهان تماما. لكنَّ رفيقي الزواج اللذين لا يتوقفان عن الشجار قد يبرد حبهما على مر السنين. وقد يصلان الى الاستنتاج: ‹لسنا منسجمَين. فنحن لا نكف عن الشجار!›.
رغم ذلك، لا ينبغي ان يكون الخلاف مقبرة الزواج. فالسؤال هو: كيف يعالَج الخلاف؟ في الزواج الناجح يتعلم الزوج والزوجة التحدث عن مشاكلهما دون ان يصبحا، كما يدعوهما احد الدكاترة، «عدوَّين حميمَين».
قوة اللسان
هل تعرفون كيف تتكلمون مع رفيق زواجكم عن مشاكلكما؟ ينبغي ان ترغبا كلاكما في التكلم عن مشاكلكما. وهذا الامر يتطلب مهارة — مهارة من الصعب جدا تعلمها. لماذا؟ اولا، كل واحد منا «يعثر في الكلام» احيانا، وذلك لأننا ناقصون. (يعقوب ٣:٢) بالاضافة الى ذلك، تربى البعض في عائلات يطلق الوالدون فيها العنان لغضبهم قانونيا. فمنذ نعومة اظفارهم تربوا، نوعا ما، على الاعتقاد ان انفجارات الغضب المزاجية والكلام البذيء هما امران طبيعيان. والولد الذي ينشأ في بيئة كهذه قد يصير عندما يكبر ‹رجلا غضوبا سخوطا›. (امثال ٢٩:٢٢) وبشكل مماثل، قد تصبح الفتاة التي تنشأ نشأة مماثلة «امرأة مخاصمة حردة». (امثال ٢١:١٩) وقد يكون من الصعب استئصال طرائق التفكير او ردات الفعل المتأصلة في الشخص.a
اذًا، تشمل معالجة الخلاف تعلم المرء طرائق جديدة للتعبير عن افكاره. وهذه ليست مسألة تافهة لأن ثمة مثلا في الكتاب المقدس يقول: «الموت والحياة في يد اللسان». (امثال ١٨:٢١) نعم، بكل بساطة، ان الطريقة التي تتحدثون بها الى رفيق زواجكم يمكن ان تدمر العلاقة او تحييها. يقول مثل آخر من امثال الكتاب المقدس: «يوجد مَن يهذر مثل طعن السيف. اما لسان الحكماء فشفاء». — امثال ١٢:١٨.
حتى لو بدا ان رفيق زواجكم هو المذنب الرئيسي في هذا المجال، فكروا في الامور التي تقولونها انتم اثناء الخلاف. هل تؤذي كلماتكم، او تشفي؟ هل تثير الغضب او تهدئه؟ يقول الكتاب المقدس: «الكلام الموجع يهيِّج السخط». في المقابل: «الجواب اللين يصرف الغضب». (امثال ١٥:١) والكلمات الموجعة — حتى عندما تقال بهدوء — تؤجج الخلاف.
طبعا، اذا ازعجكم امر ما، فلكم حق التعبير عما يجيش في صدركم. (تكوين ٢١:٩-١٢) لكن يمكن ان تفعلوا ذلك دون اللجوء الى السخرية، الاهانات، والعبارات المحقرة. ضعوا لنفسكم حدودا ثابتة — صمِّموا ألّا تقولوا عبارات معينة لرفيق زواجكم، مثل: «اكرهك» او «يا ليتنا لم نتزوج». ومن الحكمة تجنب الوقوع في شرك ما دعاه الرسول المسيحي بولس «المماحكات على كلمات» و «مجادلات عنيفة في تفاهات»، رغم انه لم يكن يناقش بشكل خصوصي مسألة الزواج.b (١ تيموثاوس ٦:٤، ٥) وإذا كان رفيق زواجكم يستعمل مثل هذه الطرائق، فلا يلزم ان تجيبوا بالطريقة نفسها. فعلى قدر ما يكون الامر بيدكم، اسعوا وراء السلام. — روما ١٢:١٧، ١٨؛ فيلبي ٢:١٤.
لا يمكن الانكار انه عندما تثور ثائرة المرء يصعب عليه ضبط الالفاظ التي تخرج من فمه. يقول يعقوب، احد كتبة الكتاب المقدس: «اللسان نار». ويضيف: «لا يستطيع أحد من الناس أن يروّضه. إنه أذى لا يُضبَط، مملو سما مميتا». (يعقوب ٣:٦، ٨) ماذا يمكنكم ان تفعلوا اذًا عندما يهيج الغضب؟ كيف يمكن ان تتكلموا مع رفيق زواجكم بطريقة تهدئ الخلاف عوض ان تلهبه؟
تهدئة الجدالات الحامية
وجد البعض انه من الاسهل تهدئة الغضب ومواجهة المسائل الاساسية بالتركيز على الاذى الذي شعروا به عوض التركيز على تصرفات رفيق زواجهم. مثلا، ان عبارة «اشعر بالالم بسبب ما قلتَ» فعالة اكثر بكثير من «لقد آذيتني» او «كيف تقول لي ذلك؟!». وطبعا عندما تعبِّرون عما تشعرون به، لا ينبغي ان تُظهِر نبرة صوتكم السخرية والاحتقار. فينبغي ان يكون هدفكم إلقاء الضوء على المشكلة عوض مهاجمة الشخص. — تكوين ٢٧:٤٦–٢٨:١.
بالاضافة الى ذلك، تذكروا دائما انه «للسكوت وقت وللتكلم وقت». (جامعة ٣:٧) فعندما يتكلم شخصان في الوقت نفسه، لا يصغي اي منهما، ولا يُنجَز اي شيء. لذلك عندما يحين دوركم لتصغوا، كونوا ‹سريعين في السماع، بطيئين في التكلم›. ويضاهي ذلك اهميةً ان تكونوا ‹بطيئين في السخط›. (يعقوب ١:١٩) لا تأخذوا حرفيا كل كلمة قاسية يتفوه بها رفيق زواجكم، ولا ‹تسرعوا بروحكم الى الغضب›. (جامعة ٧:٩) عوض ذلك، حاولوا ادراك المشاعر التي تخفيها كلمات رفيق زواجكم. يقول الكتاب المقدس: «تعقل الانسان يبطئ غضبه وفخره الصفح عن معصية». (امثال ١٩:١١) والتعقل يمكن ان يساعد الزوج او الزوجة على النظر الى اعماق الخلاف.
مثلا، قد تتشكى زوجة ان زوجها لا يقضي وقتا معها فيبدو الامر وكأنها تحاسبه على الساعات والدقائق. لكن واقع الامر هو انها تشعر بالاهمال وعدم التقدير من قبله. بشكل مماثل، اذا تشكى زوج ان زوجته سارعت الى شراء شيء ما، فالامر لا يتعلق على الارجح بمجرد كمية المال الذي انفقته. فلا بد انه يقصد انها لم تطلب رأيه حين قررت شراء ذلك الشيء. ان الزوج المتعقل او الزوجة المتعقلة يسبر غور القضية ويصل الى صلب المشكلة. — امثال ١٦:٢٣.
هل القول اسهل من الفعل؟ بكل تأكيد. فرغم الجهود الدؤوبة التي تبذلونها، قد تغضبون وتتفوهون احيانا بكلمات غير لطيفة. وعندما يحصل ذلك، ربما تحتاجون الى اتباع النصيحة في الامثال ١٧:١٤: «قبل ان تدفق المخاصمة اتركها». فما من خطإ في تأجيل المناقشة الى ان يهدأ الانفعال. وإذا كان من الصعب عليكم ان تسيطروا على الوضع وأنتم تتحدثون مع رفيق زواجكم، فمن الافضل ان يجلس صديق ناضج معكما ويساعدكما على تسوية اختلافاتكما.c
-
-
يمكنكم انقاذ زواجكم!استيقظ! ٢٠٠١ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
تهدئة الجدالات الحامية
وجد البعض انه من الاسهل تهدئة الغضب ومواجهة المسائل الاساسية بالتركيز على الاذى الذي شعروا به عوض التركيز على تصرفات رفيق زواجهم. مثلا، ان عبارة «اشعر بالالم بسبب ما قلتَ» فعالة اكثر بكثير من «لقد آذيتني» او «كيف تقول لي ذلك؟!». وطبعا عندما تعبِّرون عما تشعرون به، لا ينبغي ان تُظهِر نبرة صوتكم السخرية والاحتقار. فينبغي ان يكون هدفكم إلقاء الضوء على المشكلة عوض مهاجمة الشخص. — تكوين ٢٧:٤٦–٢٨:١.
بالاضافة الى ذلك، تذكروا دائما انه «للسكوت وقت وللتكلم وقت». (جامعة ٣:٧) فعندما يتكلم شخصان في الوقت نفسه، لا يصغي اي منهما، ولا يُنجَز اي شيء. لذلك عندما يحين دوركم لتصغوا، كونوا ‹سريعين في السماع، بطيئين في التكلم›. ويضاهي ذلك اهميةً ان تكونوا ‹بطيئين في السخط›. (يعقوب ١:١٩) لا تأخذوا حرفيا كل كلمة قاسية يتفوه بها رفيق زواجكم، ولا ‹تسرعوا بروحكم الى الغضب›. (جامعة ٧:٩) عوض ذلك، حاولوا ادراك المشاعر التي تخفيها كلمات رفيق زواجكم. يقول الكتاب المقدس: «تعقل الانسان يبطئ غضبه وفخره الصفح عن معصية». (امثال ١٩:١١) والتعقل يمكن ان يساعد الزوج او الزوجة على النظر الى اعماق الخلاف.
مثلا، قد تتشكى زوجة ان زوجها لا يقضي وقتا معها فيبدو الامر وكأنها تحاسبه على الساعات والدقائق. لكن واقع الامر هو انها تشعر بالاهمال وعدم التقدير من قبله. بشكل مماثل، اذا تشكى زوج ان زوجته سارعت الى شراء شيء ما، فالامر لا يتعلق على الارجح بمجرد كمية المال الذي انفقته. فلا بد انه يقصد انها لم تطلب رأيه حين قررت شراء ذلك الشيء. ان الزوج المتعقل او الزوجة المتعقلة يسبر غور القضية ويصل الى صلب المشكلة. — امثال ١٦:٢٣.
هل القول اسهل من الفعل؟ بكل تأكيد. فرغم الجهود الدؤوبة التي تبذلونها، قد تغضبون وتتفوهون احيانا بكلمات غير لطيفة. وعندما يحصل ذلك، ربما تحتاجون الى اتباع النصيحة في الامثال ١٧:١٤: «قبل ان تدفق المخاصمة اتركها». فما من خطإ في تأجيل المناقشة الى ان يهدأ الانفعال. وإذا كان من الصعب عليكم ان تسيطروا على الوضع وأنتم تتحدثون مع رفيق زواجكم، فمن الافضل ان يجلس صديق ناضج معكما ويساعدكما على تسوية اختلافاتكما.c
-