مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عندما تصير الكلمات سلاحا
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • عندما تصير الكلمات سلاحا

      ‏«يوجد من يهذر مثل طعن السيف.‏»‏ —‏ امثال ١٢:‏١٨‏.‏

      ‏«بدأ ذلك بعد اسابيع قليلة من العرس،‏» تقول إيلَين.‏a «كان يوجِّه اليّ ملاحظات قاسية وتعليقات استخفافية،‏ وكان يحاول اذلالي.‏ ولم اكن قادرة على مجاراة زوجي.‏ فلأنه سريع الخاطر وحاضر الجواب،‏ كان يحرِّف ويشوِّه كل ما اقوله.‏»‏

      طوال فترة زواجها تعرضت إيلَين لنوع خبيث من الاساءات لا يترك ندوبا وقلَّما يثير التعاطف.‏ ومن المحزن ان وضعها لم يتحسن بمرور الوقت.‏ تقول:‏ «نحن متزوجان منذ اكثر من ١٢ سنة.‏ ولا يمر يوم دون ان ينتقدني ويسخر مني،‏ مستعملا كلمات قاسية ومبتذلة.‏»‏

      لا يبالغ الكتاب المقدس عندما يقول ان اللسان يمكن ان يكون ‹شرّا لا يُضبط مملوًّا سما مميتا.‏› (‏يعقوب ٣:‏٨‏؛‏ قارنوا مزمور ١٤٠:‏٣‏.‏)‏ ويصح ذلك خصوصا في الزواج.‏ تقول زوجة تدعى ليزا:‏ «يخطئ كثيرا مَن يقول ان الضرب هو ما يؤذي وليس الكلام القاسي.‏» —‏ امثال ١٥:‏٤‏.‏

      ويمكن ايضا ان يصير الازواج عرضة للاساءة الشفهية.‏ يسأل مايك الذي يكاد زواجه بترايسي منذ اربع سنوات ينتهي الى الطلاق:‏ «هل تعرف كيف هو العيش مع امرأة تدعوك دائما بالكاذب،‏ او الاحمق،‏ او حتى بما هو اسوأ من ذلك؟‏ لا يمكنني ان اكرر ما تقوله لي امام اشخاص محترمين.‏ لهذا لا استطيع ان اتكلم معها ولهذا ابقى في العمل حتى ساعة متأخرة جدا.‏ فذلك اسلم بكثير من العودة الى البيت.‏» —‏ امثال ٢٧:‏١٥‏.‏

      كان للرسول بولس سبب وجيه عندما ناشد المسيحيين قائلا:‏ «ليُرفع من بينكم كل .‏ .‏ .‏ صياح وتجديف [«شتيمة،‏» الترجمة اليسوعية الجديدة‏].‏» (‏افسس ٤:‏٣١‏)‏ ولكن ما هي ‹الشتيمة›؟‏ يميِّزها بولس من ‹الصياح› (‏باليونانية كراوْجِه‏)‏ الذي يدل على رفع الصوت.‏ أما ‹الشتيمة› (‏باليونانية بلاسفِميا‏)‏ فتشير اكثر الى فحوى الكلام.‏ فإذا كان الكلام قاسيا،‏ خبيثا،‏ محقِّرا،‏ او مهينا،‏ فهو شتيمة —‏ سواء صدر بصوت عالٍ او همسا.‏

      جروح الكلمات

      يمكن للكلام القاسي ان يضعف رباط الزواج،‏ كما تحتُّ امواج البحر الصخر الاصمّ.‏ يكتب الدكتور دانيال ڠولمَن:‏ «كلما زاد قساوة وطال،‏ صار الخطر اكبر.‏ .‏ .‏ .‏ فالانتقاد الذي يصير عادة،‏ مع الازدراء او الاشمئزاز،‏ هما إشارتا خطر لأنهما يدلان على ان احد الزوجين صار ينقم على رفيق زواجه في تفكيره.‏» وبانهيار المودة،‏ يصير الزوج والزوجة،‏ على حد تعبير احد الكتب،‏ «متزوجَين شرعيا ولكن ليس عاطفيا.‏» وأخيرا قد ينهيان زواجهما ايضا.‏

      لكنَّ الكلام الجارح لا يؤثر فقط في الزواج نفسه.‏ يقول مثل في الكتاب المقدس:‏ «بحزن القلب تنسحق الروح.‏» (‏امثال ١٥:‏١٣‏)‏ فالاجهاد الناجم عن الوابل المتواصل من الكلمات الجارحة يمكن ان يترك اثرا سلبيا جدا في صحة المرء.‏ مثلا،‏ كشفت دراسة اجرتها جامعة واشنطن (‏الولايات المتحدة الاميركية)‏ ان المرأة التي يوجَّه اليها كلام الشتم بشكل متواصل هي عرضة اكثر لنزلات البرد،‏ مشاكل في المثانة،‏ حالات من داء المبْيَضّات،‏ واضطرابات مَعِدية معوية.‏

      كثيرات من الزوجات اللواتي يعانين الاساءة الشفهية والجسدية يقلن ان الكلمات تجرح اكثر من اللكمات.‏ تقول بڤرلي:‏ «ان الكدمات الناتجة من لطماته تزول اخيرا وتختفي،‏ لكني لن انسى ابدا ابدا الامور المريعة التي كان يقولها عن مظهري،‏ طريقتي في الطبخ،‏ وطريقتي في الاعتناء بالاولاد.‏» وتشعر جوليا مثلها الى حد كبير.‏ فهي تقول:‏ «اعلم ان ما اقوله هو جنون،‏ ولكني افضِّل ان يضربني وينتهي الامر على معاناة العذاب الفكري طوال ساعات.‏»‏

      ولكن لماذا يعنف ويتهجم بعض الناس على مَن قالوا انهم يحبونهم؟‏ ستعالج المقالة التالية هذا السؤال.‏

  • كشف اسباب كلام الشتم
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • كشف اسباب كلام الشتم

      ‏«من فضلة القلب يتكلم الفم.‏» —‏ متى ١٢:‏٣٤‏.‏

      قبل الفَي سنة تقريبا ذكر يسوع المسيح الكلمات الواردة اعلاه.‏ نعم،‏ غالبا ما تعكس كلمات الشخص مشاعره ودوافعه الاعمق.‏ فهي قد تكون طيبة.‏ (‏امثال ١٦:‏٢٣‏)‏ وقد تكون غدّارة.‏ —‏ متى ١٥:‏١٩‏.‏

      قالت امرأة عن زوجها:‏ «انه يستشيط غضبا بشكل مفاجئ،‏ وغالبا ما يكون العيش معه كالسير في حقل ألغام —‏ لا تعرفون ابدا ماذا سيُحدث انفجارا.‏» ويصف ريتشارد حالة مماثلة مع زوجته.‏ يقول:‏ «ليديا مستعدة دائما للمشاجرة.‏ وهي لا تكتفي بالكلام،‏ بل تتهجم عليَّ باحتداد،‏ مشيرة اليَّ بإصبعها وكأنني ولد.‏»‏

      طبعا،‏ تنشأ الخلافات حتى في افضل الزيجات،‏ وجميع الازواج والزوجات يتفوَّهون بأمور يندمون عليها لاحقا.‏ (‏يعقوب ٣:‏٢‏)‏ لكنَّ كلام الشتم في الزواج هو اكثر من ذلك؛‏ انه يشمل الكلام المحقِّر والانتقادي بهدف التسلط على رفيق الزواج او التحكم فيه.‏ ويختبئ الكلام المؤذي احيانا وراء ستار الوداعة.‏ مثلا،‏ وصف المرنم الملهم داود رجلا معسول الكلام ولكنه يضمر الشر بالقول:‏ «انعم من الزبدة فمه وقلبه قِتال.‏ أليَن من الزيت كلماته وهي سيوف مسلولة.‏» (‏مزمور ٥٥:‏٢١؛‏ امثال ٢٦:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وسواء كان الكلام القاسي يعبِّر عن الحقد بشكل ظاهري او مموَّه،‏ فبإمكانه ان يحطم الزواج.‏

      كيف يبدأ

      ماذا يجعل الشخص يتفوَّه بالشتائم؟‏ عموما يمكن ان يكون مردّ التفوُّه بكلام كهذا الى ما يراه المرء ويسمعه.‏ ففي بلدان كثيرة تُعتبر السخرية والاهانات والتحقير امورا مقبولة بل مضحكة.‏a وقد يتأثر الازواج خصوصا بوسائل الاعلام التي كثيرا ما تصوِّر الرجل «الحقيقي» بأنه مستبد وعدائي.‏

      وبشكل مماثل،‏ تربى كثيرون ممن يتفوَّهون بكلام استخفافي في بيوت كان فيها احد الوالدين ينفث دائما كلمات الغضب والاستياء والازدراء.‏ وهكذا صاروا يفهمون من سن مبكرة ان هذا النوع من السلوك انما هو طبيعي.‏

      قد يتعلم الولد الذي تربى في بيئة كهذه اكثر من مجرد اسلوب التكلم؛‏ فقد تتكون لديه ايضا نظرة مشوَّهة الى نفسه والآخرين.‏ مثلا،‏ اذا كان الكلام القاسي يوجَّه الى ولد،‏ فقد يكبر وهو يشعر بأن لا قيمة له،‏ حتى انه قد يجعله غضوبا.‏ ولكن ماذا اذا كان الولد يسمع صدفة اباه يسيء الى امه شفهيا؟‏ حتى لو كان الولد صغيرا جدا،‏ يمكن ان يتشرب من ابيه الاحتقار للنساء.‏ فقد يتعلم الصبي من سلوك ابيه ان الرجل يجب ان يكون مسيطرا على النساء وأنه لكي يحقق ذلك يجب ان يخيفهن او يؤذيهن.‏

      اذا كان الوالد غضوبا،‏ فقد يشبُّ ولده غضوبا ايضا،‏ وهو بدوره قد يصير ‹سخوطا› يرتكب ‹معاصي كثيرة.‏› (‏امثال ٢٩:‏٢٢‏)‏ وهكذا ينتقل ميراث الكلام المؤذي من جيل الى آخر.‏ فلسبب وجيه نصح بولس الآباء:‏ «لا تغيظوا اولادكم.‏» (‏كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ ومن الملاحظ ان الكلمة اليونانية المترجمة «تغيظوا،‏» حسب المعجم اللاهوتي للعهد الجديد (‏بالانكليزية)‏،‏ يمكن ان تعني «التهيؤ للشجار وإثارته.‏»‏

      طبعا،‏ ان التأثير الابوي لا يبرِّر المرء اذا تهجم على الآخرين،‏ سواء أكان ذلك شفهيا ام بطريقة اخرى؛‏ ولكنه يساعدنا ان نفهم كيف يصير الميل الى توجيه كلمات قاسية راسخا جدا في الصميم.‏ فقد لا يسيء الشاب الى زوجته جسديا،‏ ولكن هل يسيء اليها بكلماته وتقلّب مزاجه؟‏ ان فحصا ذاتيا قد يكشف للمرء انه تشرَّب من ابيه الاحتقار للنساء.‏

      وهذه المبادئ المذكورة اعلاه تنطبق ايضا على النساء دون شك.‏ فإذا كانت الام تسيء شفهيا الى زوجها،‏ فقد تعامل الابنة زوجها بالطريقة نفسها عندما تتزوج.‏ يقول مثل في الكتاب المقدس:‏ «السكنى في ارض برية خير من امرأة مخاصمة حردة.‏» (‏امثال ٢١:‏١٩‏)‏ ولكن يلزم ان يكون الرجل بشكل خصوصي حذرا في هذه المسألة.‏ ولماذا؟‏

      قدرة الظالمين

      للزوج عادةً سلطة في الزواج تفوق سلطة الزوجة.‏ وهو الاقوى جسديا دائما تقريبا،‏ مما يجعل تهديداته بالاذى الجسدي مخيفة اكثر.‏b وبالاضافة الى ذلك،‏ غالبا ما تكون لديه مهارات افضل في العمل،‏ مهارات اكثر لكسب الرزق دون الاعتماد على الغير،‏ ويكون في وضع مالي افضل.‏ لذلك قد تشعر المرأة التي يساء اليها شفهيا بأنها في مأزق ووحيدة.‏ وقد توافق الملك الحكيم سليمان في القول:‏ «رأيت جميع المظالم التي تجري تحت الشمس.‏ فها هي دموع المظلومين ولا معزّي لهم،‏ وفي ايدي ظالميهم قدرة ولا مَن يعينهم.‏» —‏ جامعة ٤:‏١‏،‏ الترجمة العربية الجديدة.‏

      قد تحتار الزوجة اذا كان زوجها يتأرجح بين نقيضين —‏ تارة يكون لطيفا وتارة اخرى انتقاديا.‏ (‏قارنوا يعقوب ٣:‏١٠‏.‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ اذا كان الزوج يعيل زوجته ماديا دون تقصير،‏ فإن الزوجة التي تتعرض للكلام القاسي قد تستذنب نفسها لأنها تظن ان شيئا ما لا يجري على ما يرام في الزواج.‏ حتى انها قد تلوم نفسها على سلوك زوجها.‏ تعترف احدى النساء:‏ «كنت اعتقد دائما،‏ تماما كالمرأة التي تُضرب جسديا،‏ ان الذنب ذنبي.‏» وتقول زوجة اخرى:‏ «صرت اعتقد انني اذا بذلتُ جهدا اكبر لأفهمه و‹صبرت› عليه فسأجد السلام.‏» ومن المحزن ان المعاملة السيئة تستمر في اغلب الاحيان.‏

      انه لأمر مؤسف ان يسيء ازواج كثيرون استعمال سلطتهم ويسودوا على المرأة التي اقسموا ان يحبوها ويعزُّوها.‏ (‏تكوين ٣:‏١٦‏)‏ ولكن ماذا يمكن فعله حيال هذا الوضع؟‏ تقول احدى الزوجات:‏ «لا اريد ان ارحل.‏ كل ما اريده هو ان يكفَّ عن الاساءة اليَّ.‏» ويعترف زوج بعد تسع سنين من الزواج:‏ «ادرك انني اعيش في علاقة تحصل فيها اساءة شفهية،‏ والمسيء هو انا.‏ ارغب جدا ان اتغير،‏ لا ان ارحل.‏»‏

      ثمة ما يساعد الذين يزعزع الكلام الجارح زواجهم،‏ كما ستظهر المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a يبدو ان الامر نفسه كان يحدث في القرن الاول.‏ يذكر القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد (‏بالانكليزية)‏ ان «احد فنون الحياة عند اليونانيين كان قائما على تعلّم كيفية اهانة الآخرين او كيفية تحمُّل الاهانات منهم.‏»‏

      b يمكن ان يكون التهجم الشفهي مقدمة للعنف المنزلي.‏ (‏قارنوا خروج ٢١:‏١٨‏.‏)‏ تقول مرشدة للنساء اللواتي يُضربن:‏ «كل امرأة تأتي طالبةً امرا قضائيا للحماية من الضرب،‏ الطعن،‏ او الخنق الذي يعرض حياتها للخطر تكون قد عانت ايضا ماضيا طويلا ومؤلما من الاساءة غير الجسدية.‏»‏

  • من الكلام الجارح الى الكلام الشافي
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • من الكلام الجارح الى الكلام الشافي

      ‏«الموت والحياة في يد اللسان.‏» —‏ امثال ١٨:‏٢١‏.‏

      الشتم —‏ التفوُّه العمدي بكلام مهين —‏ يدينه الكتاب المقدس بشكل واضح.‏ ففي ظل الناموس الموسوي،‏ كان الشخص الذي يشتم والديه يعاقَب بالموت.‏ (‏خروج ٢١:‏١٧‏)‏ فلم يكن يهوه اللّٰه ينظر الى المسألة باستخفاف.‏ وكلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ لا تؤيد الفكرة القائلة ان كل ما يحدث ‹خلف الابواب المغلقة› لا اهمية له ما دام المرء يدَّعي انه يخدم اللّٰه.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «إن كان احد فيكم يظن انه دَيِّن وليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة.‏» (‏يعقوب ١:‏٢٦؛‏ مزمور ١٥:‏١،‏ ٣‏)‏ فإذا كان رجل يسيء شفهيا الى زوجته،‏ يمكن ان يجعل ذلك جميع اعماله المسيحية الاخرى باطلة في عيني اللّٰه.‏a —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏١-‏٣‏.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ اذا كان المسيحي شتاما،‏ فهو معرَّض للطرد من الجماعة.‏ حتى انه قد يخسر بركات ملكوت اللّٰه.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١١؛‏ ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فمن الواضح انه يجب على الشخص الذي ينطق بكلمات جارحة ان يقوم بتغيير جذري.‏ ولكن كيف يمكن انجاز ذلك؟‏

      كشف النقاب عن المشكلة

      لا شك ان المسيء لن يتغير ما لم يفهم انه يعاني مشكلة خطيرة.‏ وللاسف،‏ كما تذكر احدى المرشدات،‏ كثيرون من الرجال الذين يلجأون الى كلام الشتم «لا يعتبرون تصرفهم مسيئا على الاطلاق.‏ ففي نظر هؤلاء الرجال،‏ هذه التصرفات عادية جدا وهي الطريقة ‹الطبيعية› التي يتعامل بها الازواج والزوجات.‏» وهكذا لا يرى كثيرون داعيا الى التغير حتى يُلفت نظرهم بصراحة الى الوضع.‏

      غالبا ما تشعر الزوجة،‏ بعد تقييم حالتها بروح الصلاة،‏ بالاندفاع الى الافصاح عن مشاعرها —‏ لخيرها ولخير الاولاد وبدافع الاهتمام بموقف زوجها امام اللّٰه.‏ صحيح ان هنالك دائما الاحتمال ان يجعل الافصاح الامور اسوأ وأن تقابَل كلماتها بوابل من تعابير الانكار.‏ ولكن يمكن للزوجة ان تتفادى ذلك وتفكر جيدا كيف ستتطرق الى الموضوع قبل ان تفاتح زوجها فيه.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها.‏» (‏امثال ٢٥:‏١١‏)‏ فيمكنها ان تمسَّ قلبه اذا كان اقترابها لطيفا وصريحا وفي لحظة هادئة.‏ —‏ امثال ١٥:‏١‏.‏

      وبدلا من توجيه الاتهامات،‏ يجب ان تحاول الزوجة ان تعبِّر عن مشاعرها وتذكر كيف تؤثر الكلمات الجارحة فيها.‏ وكثيرا ما تنفع التعابير التي تُستعمل فيها صيغة المتكلم.‏ مثلا:‏ ‹احس ان مشاعري جُرحت لأن .‏ .‏ .‏› او ‹اتألم عندما تقول لي .‏ .‏ .‏› وهنالك احتمال كبير ان تمسَّ تعابير كهذه قلبه،‏ لأنها تهاجم المشكلة لا الشخص.‏ —‏ قارنوا تكوين ٢٧:‏٤٦–‏٢٨:‏١‏.‏

      ويمكن ان يكون لتدخل الزوجة الحازم واللبق نتائج جيدة.‏ (‏قارنوا مزمور ١٤١:‏٥‏.‏)‏ وقد وجد رجل سندعوه ستيڤن ان الامر صحيح.‏ يقول:‏ «ادركَت زوجتي ان لديّ ميلا الى الاساءة لم اكن الاحظه،‏ وكانت لها الشجاعة لتخبرني بالامر.‏»‏

      الحصول على المساعدة

      ولكن ماذا يمكن ان تفعل الزوجة اذا كان زوجها يرفض الاعتراف بوجود مشكلة؟‏ عندئذ تبحث بعض الزوجات عن مساعدة من الخارج.‏ وفي اوقات صعبة كهذه،‏ يمكن لشهود يهوه ان يقتربوا الى شيوخ جماعتهم.‏ ويحثّ الكتاب المقدس هؤلاء الرجال ان يكونوا محبين ولطفاء عندما يرعون رعية اللّٰه الروحية،‏ وفي الوقت نفسه ان ‹يوبِّخوا الذين يناقضون› التعليم الصحيح لكلمة اللّٰه.‏ (‏تيطس ١:‏٩؛‏ ١ بطرس ٥:‏١-‏٣‏)‏ ومع انه لا يحق لهم ان يتدخلوا في شؤون المتزوجين الشخصية،‏ فمن اللائق ان يهتموا عندما يتأذى احد رفقاء الزواج بالكلام القاسي الذي يوجِّهه اليه الرفيق الآخر.‏ (‏امثال ٢١:‏١٣‏)‏ وبالتصاقهم الوثيق بمقاييس الكتاب المقدس،‏ لا يبرِّرون كلام الشتم او يقلّلون من شأنه.‏b

      قد يتمكن الشيوخ من تسهيل الاتصال بين الزوج والزوجة.‏ مثلا،‏ اقتربت امرأة الى شيخ وأخبرته عن سنوات من الاساءة الشفهية التي تعانيها من زوجها،‏ وهو رفيق عابد.‏ فرتب الشيخ الامور لكي يجتمع بهما معا.‏ وطلب ان يصغي كل منهما دون مقاطعة عندما يتكلم الآخر.‏ وعندما حان دور الزوجة،‏ قالت انها لم تعد قادرة على تحمُّل غضب زوجها السريع.‏ وأوضحت انها كانت تخشى طوال سنوات حلول نهاية النهار،‏ لأنها لم تكن تعلم هل يكون مزاجه سيئا ام لا عندما يدخل من الباب.‏ وعندما ينفجر غضبا،‏ كان يقول اشياء محقِّرة عن عائلتها،‏ اصدقائها،‏ وعنها هي.‏

      ثم طلب الشيخ من الزوجة ان توضح كيف تجعلها كلمات زوجها تشعر؟‏ فأجابت:‏ «كنت اشعر بأني شخص بغيض لا احد يحبه.‏ وكنت اسأل امي احيانا:‏ ‹امي،‏ هل انا شخص يصعب العيش معه؟‏ هل انا شخص لا يُحَب؟‏›» وفيما كانت تصف كيف تجعلها كلماته تشعر،‏ اخذ زوجها يبكي.‏ فقد رأى لأول مرة كم كانت كلماته تجرح مشاعر زوجته.‏

      يمكنكم ان تتغيروا

      كان بعض المسيحيين في القرن الاول يعانون مشكلة كلام الشتم.‏ فناشدهم الرسول المسيحي بولس ان يلقوا عنهم ‹الغضب والسخط والخبث والشتيمة والكلام القبيح.‏› (‏كولوسي ٣:‏٨‏،‏ يج‏)‏ لكنَّ مشكلة الكلام القاسي ترتبط بالقلب اكثر منها باللسان.‏ (‏لوقا ٦:‏٤٥‏)‏ لهذا اضاف بولس:‏ «اخلعوا الشخصية العتيقة مع ممارساتها والبسوا الشخصية الجديدة.‏» (‏كولوسي ٣:‏٩،‏ ١٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ لذلك لا يكفي ان يتكلم المرء بطريقة مختلفة لكي يتغير،‏ بل يجب ان يشعر بطريقة مختلفة ايضا.‏

      ان الزوج الذي يلجأ الى الكلام المؤذي قد يحتاج الى المساعدة ليحدِّد الدافع الذي يجعله يتصرف هكذا.‏c وينبغي ان يكون له موقف صاحب المزمور الذي قال:‏ «اختبرني يا اللّٰه واعرف قلبي امتحنِّي واعرف افكاري.‏ وانظر إن كان فيَّ طريق باطل.‏» (‏مزمور ١٣٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ مثلا:‏ لماذا يشعر بأنه يجب ان يسود على رفيقة زواجه او يتحكم فيها؟‏ ما الذي يحفزه على التهجم شفهيا؟‏ هل تهجماته دليل على استياء اعمق في داخله؟‏ (‏امثال ١٥:‏١٨‏)‏ هل تنتابه مشاعر عدم القيمة،‏ ربما لأنه تربى في بيئة كان يكثر فيها الكلام الانتقادي؟‏ يمكن لأسئلة كهذه ان تساعد الرجل على كشف اسباب تصرُّفه.‏

      ولكن من الصعب ان يُستأصل كلام الشتم،‏ وخصوصا اذا غرسه في المرء والدان متهكِّمان او ثقافة تشجع على السلوك التسلطي.‏ ومع ذلك،‏ كل ما يجري تعلُّمه يمكن ان يُنسى —‏ بمرور الوقت وبذل الجهد.‏ والكتاب المقدس هو افضل معين في هذا الشأن.‏ فبإمكانه ان يساعد المرء ان يهدم حتى السلوك الحصين.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ١٠:‏٤،‏ ٥‏.‏)‏ كيف؟‏

      النظرة اللائقة الى الادوار المعيَّنة من اللّٰه

      غالبا ما يكون لدى الازواج الذين يلجأون الى الكلام المؤذي نظرة مشوَّهة الى الادوار التي عيَّنها اللّٰه للزوج والزوجة.‏ مثلا،‏ يذكر بولس احد كتبة الكتاب المقدس انه يجب على الزوجات ان ‹يخضعن لرجالهن› وأن «الرجل هو رأس المرأة.‏» (‏افسس ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ فقد يعتقد الزوج ان الرئاسة تمنحه سلطة مطلقة.‏ لكنَّ هذا غير صحيح.‏ فزوجته،‏ وإن كانت خاضعة،‏ ليست أمَة له.‏ فهي ‹معين نظيره.‏› (‏تكوين ٢:‏١٨‏)‏ لذلك يضيف بولس:‏ «يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كأجسادهم.‏ مَن يحب امرأته يحب نفسه.‏ فإنه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب ايضا للكنيسة.‏» —‏ افسس ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      كرأس للجماعة المسيحية،‏ لم يعنِّف يسوع تلاميذه قط بقسوة،‏ جاعلا اياهم يتساءلون بقلق متى سيعود وينفجر غضبا من جديد.‏ فقد كان رقيقا،‏ وهكذا صان كرامتهم.‏ ووعدهم قائلا:‏ «انا اريحكم .‏ .‏ .‏ لأني وديع ومتواضع القلب.‏» (‏متى ١١:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وهكذا فإن تأمُّل الزوج بروح الصلاة في طريقة ممارسة يسوع رئاسته يمكن ان يساعده لينظر الى رئاسته نظرة اكثر اتزانا.‏

      عندما ينشأ التوتر

      ليست معرفة مبادئ الكتاب المقدس امرا صعبا؛‏ انما الصعب هو تطبيقها تحت الضغط.‏ فعندما ينشأ التوتر،‏ كيف يمكن للزوج ان يتجنب العودة الى كلامه القاسي؟‏

      ان التهجم الكلامي من جهة الزوج عندما يكون مستاء ليس دليلا على الرجولة.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «البطيء الغضب خير من الجبار ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة.‏» (‏امثال ١٦:‏٣٢‏)‏ فالرجل الحقيقي هو الذي يملك روحه.‏ وهو يُظهر التقمص العاطفي عندما يسأل نفسه:‏ ‹كيف تؤثر كلماتي في زوجتي؟‏ كيف اشعر انا لو كنت مكانها؟‏› —‏ قارنوا متى ٧:‏١٢‏.‏

      لكنَّ الكتاب المقدس يعترف ان بعض الحالات يمكن ان تثير الغضب.‏ وعن هذه الظروف كتب صاحب المزمور:‏ «اسخطوا ولا تخطَأوا.‏ تكلموا في قلوبكم على مضاجعكم وكونوا ساكتين.‏» (‏مزمور ٤:‏٤‏،‏ الترجمة اليسوعية‏)‏ وقيل ايضا في هذا الشأن:‏ «ليس في الغضب ايّ خطإ،‏ ولكنَّ الخطأ هو التهجم الكلامي عن طريق الاستخفاف،‏ الاذلال او التحقير.‏»‏

      فإذا شعر الزوج بأنه بدأ يفقد السيطرة على كلامه،‏ يمكنه ان يتعلم الانسحاب لبعض الوقت.‏ فربما من الحكمة ان يغادر الغرفة،‏ يخرج ويتمشى،‏ او يختلي بنفسه حتى يهدأ.‏ تقول الامثال ١٧:‏١٤‏:‏ «قبل ان تدفُق المخاصمة اتركها.‏» ثم تابعوا المناقشة عندما تخف شدة الانفعالات.‏

      لا احد كامل طبعا.‏ فالزوج الذي يعاني مشكلة الكلام القاسي قد ينتكس.‏ وعندما يحدث ذلك،‏ عليه ان يعتذر.‏ فلبس «الشخصية الجديدة» عملية متواصلة،‏ ولكن تنتج من ذلك مكافآ‌ت جزيلة.‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏.‏

      الكلام الشافي

      نعم،‏ «الموت والحياة في يد اللسان.‏» (‏امثال ١٨:‏٢١‏)‏ فيجب ان يُستعاض عن الكلام الجارح بكلام يبني الزواج ويقوِّيه.‏ يقول احد الامثال في الكتاب المقدس:‏ «الكلام الحسن شهد عسل حلو للنفس وشفاء للعظام.‏» —‏ امثال ١٦:‏٢٤‏.‏

      قبل سنوات أُجريت دراسة لتحديد العوامل التي تجعل العائلات القوية ناجحة.‏ يخبر الاختصاصي في الزواج دايڤيد مَيس:‏ «وجدَت الدراسة ان اعضاء هذه العائلات يحبون بعضهم بعضا،‏ وهم يعبِّرون دائما عن محبتهم واحدهم للآخر.‏» ويضيف:‏ «كانوا راضين بعضهم على بعض،‏ وكان كل واحد منهم يجعل الآخر يشعر بقيمته الشخصية،‏ وهم ينتهزون كل فرصة ممكنة للتكلم والتصرف بطريقة ودية.‏ والنتيجة —‏ وهذا طبيعي جدا —‏ هي انهم يتمتعون بوجودهم معا ويدعمون واحدهم الآخر بطرائق تجعل علاقاتهم مسرّة جدا.‏»‏

      لا يمكن لأيّ زوج تقي ان يقول بحق انه يحب زوجته اذا كان يردد عمدا كلمات تجرح مشاعرها.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٩‏)‏ ويصح الامر نفسه طبعا في الزوجة التي تسيء الى زوجها شفهيا.‏ نعم،‏ يجب على رفيقي الزواج ان يتبعا نصيحة بولس للافسسيين:‏ «لا تخرج كلمة ردية من افواهكم بل كل ما كان صالحا للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين.‏» —‏ افسس ٤:‏٢٩‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a مع اننا نشير الى المسيء بصيغة المذكر،‏ فالمبادئ هنا تنطبق ايضا على النساء.‏

      b لكي يتأهل الرجل للخدمة كشيخ او لمواصلة الخدمة كشيخ،‏ يجب الّا يكون ضرابا.‏ فلا يمكنه ان يضرب الناس جسديا او يهددهم بملاحظاته الجارحة.‏ ويجب على الشيوخ والخدام المساعدين ان يدبِّروا بيوتهم حسنا.‏ ومهما كان سلوك الرجل جيدا خارج البيت،‏ فهو لا يتأهل اذا كان مستبدا في داخله.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏٢-‏٤،‏ ١٢‏.‏

      c اذا اراد المسيحي ان يتلقى علاجا فهذا قراره الشخصي.‏ ولكن يجب ان يتأكد ان ايّ علاج يناله لا يتعارض مع مبادئ الكتاب المقدس.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة