-
هل تقدِّر هبة الزواج المعطاة من اللّٰه؟برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
هَلْ تُقَدِّرُ هِبَةَ ٱلزَّوَاجِ ٱلْمُعْطَاةَ مِنَ ٱللّٰهِ؟
«لِيُنْعِمْ يَهْوَهُ عَلَيْكُمَا، وَلْتَجِدْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مَكَانَ رَاحَةٍ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا». — را ١:٩.
١ صِفُوا رَدَّ فِعْلِ آدَمَ حِينَ صَارَ لَهُ زَوْجَةٌ.
بَعْدَمَا أَغْرَقَ يَهْوَهُ آدَمَ فِي سُبَاتٍ عَمِيقٍ، أَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلُعِهِ وَخَلَقَ ٱمْرَأَةً جَمِيلَةً لِتَكُونَ زَوْجَةً لَهُ. فُسُرَّ بِهَا حَتَّى إِنَّهُ نَظَمَ لَهَا ٱلشِّعْرَ قَائِلًا: «هٰذِهِ أَخِيرًا عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هٰذِهِ تُدْعَى ٱمْرَأَةً، لِأَنَّهَا مِنِ ٱمْرِئٍ أُخِذَتْ». (تك ٢:٢٣) فَجَمَعَهُمَا ٱللّٰهُ بِرِبَاطِ ٱلزَّوَاجِ. وَكَانَا أَقْرَبَ زَوْجَيْنِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ لِأَنَّهَا مِنْ ضِلْعِهِ أُخِذَتْ. وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، دَعَا آدَمُ هذِهِ ٱلْمَرْأَةَ حَوَّاءَ.
٢ لِمَ يَنْجَذِبُ ٱلرَّجُلُ وَٱلْمَرْأَةُ وَاحِدُهُمَا إِلَى ٱلْآخَرِ؟
٢ اِسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ حِكْمَتَهُ ٱللَّامُتَنَاهِيَةَ كَيْ يَغْرِسَ فِي ٱلرَّجُلِ وَٱلْمَرْأَةِ مَشَاعِرَ ٱلْحُبِّ ٱلَّتِي تَجْعَلُهُمَا يَنْجَذِبَانِ وَاحِدُهُمَا إِلَى ٱلْآخَرِ. تَذْكُرُ دَائِرَةُ مَعَارِفِ ٱلْكِتَابِ ٱلْعَالَمِيِّ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ): «يَأْمُلُ ٱلرَّجُلُ وَٱلْمَرْأَةُ ٱللَّذَانِ يَتَزَوَّجَانِ أَنْ تَكُونَ عَلَاقَتُهُمَا ٱلْجِنْسِيَّةُ نَاجِحَةً وَأَنْ يَدُومَ ٱلِٱنْجِذَابُ بَيْنَهُمَا مَدَى ٱلْعُمْرِ». وَهذَا مَا يَحْصُلُ عُمُومًا بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ.
أَشْخَاصٌ قَدَّرُوا هِبَةَ ٱلزَّوَاجِ
٣ كَيْفَ حَظِيَ إِسْحَاقُ بِزَوْجَةٍ؟
٣ أَكَنَّ إِبْرَاهِيمُ ٱلْأَمِينُ ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا لِتَرْتِيبِ ٱلزَّوَاجِ. لِذلِكَ أَرْسَلَ خَادِمَهُ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا إِلَى بِلَادِ مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ لِيَأْتِيَ بِزَوْجَةٍ لِإِسْحَاقَ. وَقَدْ أَدَّتْ صَلَاةُ هذَا ٱلْخَادِمِ إِلَى نَتَائِجَ جَيِّدَةٍ. فَأَصْبَحَتْ رِفْقَةُ ٱلتَّقِيَّةُ زَوْجَةَ إِسْحَاقَ ٱلْمَحْبُوبَةَ، وَلَعِبَتْ دَوْرًا فِي إِتْمَامِ وَعْدِ يَهْوَهَ بِٱلْحِفَاظِ عَلَى ٱسْتِمْرَارِيَّةِ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى يَأْتِيَ ٱلنَّسْلُ ٱلْمَوْعُودُ بِهِ. (تك ٢٢:١٨؛ ٢٤:١٢-١٤، ٦٧) لكِنَّ هذِهِ ٱلْحَادِثَةَ لَا تُجِيزُ لَنَا أَنْ نَتَدَخَّلَ مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِنَا فِي حَيَاةِ ٱلْغَيْرِ بِهَدَفِ تَدْبِيرِ ٱلزِّيجَاتِ، حَتَّى لَوْ فَعَلْنَا ذلِكَ بِحُسْنِ نِيَّةٍ. فَفِي أَيَّامِنَا، كَثِيرُونَ يَخْتَارُونَ رَفِيقَ زَوَاجِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱللّٰهَ يُسَاعِدُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، فِي هذَا ٱلْمَجَالِ وَغَيْرِهِ، إِنْ هُمْ طَلَبُوا إِرْشَادَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ وَٱنْقَادُوا بِرُوحِهِ. لكِنَّهُ بِٱلطَّبْعِ لَنْ يَخْتَارَ لَهُمُ ٱلرَّفِيقَ ٱلَّذِي سَيَتَزَوَّجُونَهُ. — غل ٥:١٨، ٢٥.
٤، ٥ مَاذَا يَدُلُّ أَنَّ ٱلْحُبَّ جَمَعَ بَيْنَ ٱلشُّولَمِيَّةِ وَٱلرَّاعِي؟
٤ فِي إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا، لَمْ تُرِدِ ٱلْفَتَاةُ ٱلشُّولَمِيَّةُ أَنْ تَضْغَطَ عَلَيْهَا سَيِّدَاتُ ٱلْبَلَاطِ كَيْ تُصْبِحَ إِحْدَى زَوْجَاتِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ ٱلْكَثِيرَاتِ. فَقَالَتْ لَهُنَّ: «أَسْتَحْلِفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، أَلَّا تُوقِظْنَ ٱلْحُبَّ فِيَّ وَلَا تُنَبِّهْنَهُ حَتَّى يَشَاءَ». (نش ٨:٤) فَقَدْ كَانَتْ تُحِبُّ أَحَدَ ٱلرُّعَاةِ. وَذَكَرَتْ بِتَوَاضُعٍ: «مَا أَنَا إِلَّا زَهْرَةُ زَعْفَرَانٍ فِي ٱلسَّهْلِ، وَزَنْبَقَةٌ فِي مُنْخَفَضَاتِ ٱلْأَوْدِيَةِ». لكِنَّ ٱلرَّاعِيَ أَجَابَهَا: «زَنْبَقَةٌ بَيْنَ ٱلْأَشْوَاكِ هٰكَذَا رَفِيقَتِي بَيْنَ ٱلْبَنَاتِ». (نش ٢:١، ٢) نَعَمْ، كَانَ ٱلْحُبُّ ٱلْحَقِيقِيُّ يَجْمَعُهُمَا.
٥ وَلِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ ٱحْتَلَّتِ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي قَلْبِ ٱلشُّولَمِيَّةِ وَٱلرَّاعِي، كَانَا سَيَتَمَتَّعَانِ دُونَ شَكٍّ بِعَلَاقَةٍ زَوْجِيَّةٍ مَتِينَةٍ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ قَالَتِ ٱلشُّولَمِيَّةُ لِحَبِيبِهَا: «اِجْعَلْنِي كَخَتْمٍ عَلَى قَلْبِكَ، كَخَتْمٍ عَلَى ذِرَاعِكَ. لِأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ قَوِيَّةٌ كَٱلْمَوْتِ، وَٱلْغَيْرَةَ قَاسِيَةٌ مِثْلُ شِيُولَ. اِتِّقَادُهَا ٱتِّقَادُ نَارٍ، لَهَبُ يَاهَ. مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ ٱلْمَحَبَّةَ، وَلَا تَقْدِرُ ٱلْأَنْهَارُ أَنْ تَجْرُفَهَا. إِنْ أَعْطَى ٱلْإِنْسَانُ كُلَّ نَفَائِسِ بَيْتِهِ عِوَضَ ٱلْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ ٱحْتِقَارًا». (نش ٨:٦، ٧) وَمَاذَا عَنْ خَادِمِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي يُفَكِّرُ فِي ٱلزَّوَاجِ ٱلْيَوْمَ؟ أَوَلَيْسَ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ يَتَوَقَّعَ حِيَازَةَ عَلَاقَةٍ مُمَاثِلَةٍ بِشَرِيكِ حَيَاتِهِ؟
اِخْتِيَارُكَ مُهِمٌّ فِي نَظَرِ ٱللّٰهِ
٦، ٧ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱللّٰهَ يَهُمُّهُ ٱخْتِيَارُنَا لِرَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ؟
٦ إِنَّ ٱخْتِيَارَكَ لِشَرِيكِ حَيَاتِكَ يَهُمُّ يَهْوَهَ جِدًّا. فَقَدْ أَوْصَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِسُكَّانِ كَنْعَانَ: «لَا تُصَاهِرْهُمْ. اِبْنَتَكَ لَا تُعْطِ لِٱبْنِهِ، وَٱبْنَتَهُ لَا تَأْخُذْ لِٱبْنِكَ. لِأَنَّهُ يَرُدُّ ٱبْنَكَ عَنِ ٱتِّبَاعِي، فَيَخْدُمُونَ آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْتَدِمُ غَضَبُ يَهْوَهَ عَلَيْكُمْ، وَيُفْنِيكُمْ سَرِيعًا». (تث ٧:٣، ٤) وَبَعْدَ قُرُونٍ، ذَكَرَ عَزْرَا ٱلْكَاهِنُ: «إِنَّكُمْ قَدْ خُنْتُمْ بِمُسَاكَنَتِكُمْ زَوْجَاتٍ غَرِيبَاتٍ لِتَزِيدُوا عَلَى ذَنْبِ إِسْرَائِيلَ». (عز ١٠:١٠) كَمَا أَوْصَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «اَلزَّوْجَةُ مُقَيَّدَةٌ مَا دَامَ زَوْجُهَا حَيًّا. وَلٰكِنْ إِنْ رَقَدَ زَوْجُهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ أَنْ تَتَزَوَّجَ مَنْ تُرِيدُ، فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ». — ١ كو ٧:٣٩.
٧ لِذلِكَ، حِينَ يَتَزَوَّجُ خَادِمُ يَهْوَهَ ٱلْمُنْتَذِرُ بِشَخْصٍ غَيْرِ مُؤْمِنٍ، يَعْصِي ٱللّٰهَ عَمْدًا. فَفِي أَيَّامِ عَزْرَا، ٱعْتَبَرَ ٱللّٰهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ خَائِنِينَ ‹لِمُسَاكَنَتِهِمْ زَوْجَاتٍ غَرِيبَاتٍ›. وَبِمَا أَنَّ مُتَطَلَّبَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَاضِحَةٌ، لَا يَنْبَغِي ٱخْتِلَاقُ ٱلْأَعْذَارِ لِعَدَمِ ٱتِّبَاعِهَا. (عز ١٠:١٠؛ ٢ كو ٦:١٤، ١٥) وَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْمُعْتَمِدُ ٱلَّذِي يَقْتَرِنُ بِغَيْرِ مُؤْمِنٍ لَيْسَ شَخْصًا مِثَالِيًّا، وَهُوَ يَفْتَقِرُ إِلَى ٱلتَّقْدِيرِ لِهِبَةِ ٱلزَّوَاجِ ٱلَّتِي أَعْطَانَا إِيَّاهَا ٱللّٰهُ. وَقِيَامُهُ بِهذِهِ ٱلْخُطْوَةِ قَدْ يُكَلِّفُهُ خَسَارَةَ بَعْضِ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ. وَلَيْسَ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى ٱللّٰهِ: «يَا يَهْوَهُ، لَقَدْ عَصَيْتُكَ عَمْدًا. لكِنْ رَغْمَ ذلِكَ أَرْجُوكَ بَارِكْنِي!».
أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ هُوَ أَفْضَلُ مُرْشِدٍ لَنَا
٨ أَوْضِحُوا لِمَاذَا عَلَيْنَا ٱتِّبَاعُ إِرْشَادَاتِ ٱللّٰهِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلزَّوَاجِ.
٨ حِينَ يَخْتَرِعُ شَخْصٌ آلَةً مَا، يَعْرِفُ تَمَامًا كَيْفَ تَعْمَلُ وَيُمْكِنُهُ تَزْوِيدُنَا بِٱلتَّفَاصِيلِ ٱلضَّرُورِيَّةِ لِجَمْعِ قِطَعِهَا. لكِنْ مَاذَا يَحْدُثُ إِذَا تَغَاضَيْنَا عَنْ إِرْشَادَاتِهِ وَجَمَعْنَا ٱلْقِطَعَ عَلَى طَرِيقَتِنَا ٱلْخَاصَّةِ؟ سَنُمْنَى عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِفَشَلٍ ذَرِيعٍ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، كَيْ نُحَقِّقَ رَغْبَتَنَا فِي زَوَاجٍ سَعِيدٍ، عَلَيْنَا ٱلِٱلْتِصَاقُ بِإِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ، مُؤَسِّسِ ٱلزَّوَاجِ.
٩ لِمَ يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَهْوَهَ يَفْهَمُ مَشَاعِرَ ٱلْوَحْدَةِ وَكَذلِكَ ٱلسَّعَادَةَ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَمْنَحَهَا ٱلزَّوَاجُ؟
٩ فَيَهْوَهُ يَعْرِفُ كُلَّ مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلزَّوَاجِ، وَهُوَ مَنْ غَرَسَ فِي ٱلْبَشَرِ ٱلْحَاجَةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ كَيْ ‹يُثْمِرُوا وَيَكْثُرُوا›. (تك ١:٢٨) لِذلِكَ يَفْهَمُ مَشَاعِرَ ٱلْوَحْدَةِ ٱلَّتِي تُخَالِجُنَا. فَقَدْ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ ٱلْمَرْأَةَ ٱلْأُولَى: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَبْقَى ٱلْإِنْسَانُ وَحْدَهُ. سَأَصْنَعُ لَهُ مُعِينًا مُكَمِّلًا لَهُ». (تك ٢:١٨) كَمَا أَنَّهُ يُدْرِكُ تَمَامًا مَدَى ٱلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَمْنَحَهَا ٱلْعَلَاقَةُ ٱلزَّوْجِيَّةُ لِلْمُتَزَوِّجِينَ. — اِقْرَأْ امثال ٥:١٥-١٨.
١٠ مَاذَا يُمَيِّزُ ٱلْعَلَاقَةَ ٱلْحَمِيمَةَ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ؟
١٠ لكِنْ حِينَ أَخْطَأَ آدَمُ وَٱنْتَقَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ وَٱلنَّقْصُ إِلَى ٱلْبَشَرِ، لَمْ يَعُدْ هُنَالِكَ زَوَاجٌ مِثَالِيٌّ. رَغْمَ ذلِكَ، يُمْكِنُ أَنْ يَتَمَتَّعَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ بِٱلسَّعَادَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ إِنْ هُمُ ٱتَّبَعُوا ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلْمُسَطَّرَةَ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلْمَشُورَةِ ٱلْوَاضِحَةِ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا بُولُسُ عَنِ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْحَمِيمَةِ بَيْنَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ. (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٧:١-٥.) فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلْعَلَاقَةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ لَا تَهْدِفُ فَقَطْ إِلَى إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ، بَلْ أَيْضًا إِلَى إِشْبَاعِ حَاجَةِ ٱلشَّرِيكَيْنِ ٱلْعَاطِفِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ. غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَرْضَى طَبْعًا عَنِ ٱلْمُمَارَسَاتِ غَيْرِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ بَيْنَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ. لِذلِكَ عَلَى ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْمَسِيحِيَّيْنِ تَجَنُّبُ أَيَّةِ مُمَارَسَاتٍ مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُغِيظَهُ. فَيَجِبُ أَنْ يَسْعَيَا إِلَى إِظْهَارِ ٱلرِّقَّةِ وَٱلْحَنَانِ فِي عَلَاقَتِهِمَا ٱلْحَمِيمَةِ، مُعْرِبَيْنِ عَنِ ٱلْمَوَدَّةِ ٱلْأَصِيلَةِ وَاحِدُهُمَا لِلْآخَرِ.
١١ كَيْفَ تَبَارَكَتْ رَاعُوثُ حِينَ عَمِلَتْ بِحَسَبِ إِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ؟
١١ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ ٱلْحَيَاةُ ٱلزَّوْجِيَّةُ مَلِيئَةً بِٱلسَّعَادَةِ، لَا بِٱلتَّعَاسَةِ وَٱلشَّقَاءِ. وَٱلْبَيْتُ ٱلْمَسِيحِيُّ بِشَكْلٍ خَاصٍّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَلَاذًا لِلرَّاحَةِ وَٱلسَّلَامِ. تَأَمَّلْ فِي مَا حَدَثَ مُنْذُ نَحْوِ ٠٠٠,٣ عَامٍ. فَحِينَ كَانَتِ ٱلْأَرْمَلَةُ نُعْمِي مُتَوَجِّهَةً مِنْ مُوآبَ إِلَى يَهُوذَا بِرِفْقَةِ كَنَّتَيْهَا ٱلْأَرْمَلَتَيْنِ عُرْفَةَ ورَاعُوثَ، حَثَّتِ ٱلشَّابَّتَيْنِ أَنْ تَعُودَا إِلَى شَعْبِهِمَا. لكِنَّ رَاعُوثَ ٱلْمُوآبِيَّةَ لَازَمَتْهَا وَكَانَتْ أَمِينَةً لِلْإِلهِ ٱلْحَقِيقِيِّ، فَمُنِحَتْ ‹أَجْرًا كَامِلًا مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ، ٱلَّذِي جَاءَتْ لِتَحْتَمِيَ تَحْتَ جَنَاحَيْهِ›. (را ١:٩؛ ٢:١٢) فَإِعْرَابًا عَنْ تَقْدِيرِهَا ٱلْعَمِيقِ لِهِبَةِ ٱلزَّوَاجِ، تَزَوَّجَتْ بُوعَزَ ٱلْمُسِنَّ ٱلَّذِي كَانَ عَابِدًا حَقِيقِيًّا لِيَهْوَهَ. وَهكَذَا، صَارَتْ مِنْ أَسْلَافِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي سَتَفْرَحُ بِمَعْرِفَتِهِ حِينَ تَقُومُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ. (مت ١:١، ٥، ٦؛ لو ٣:٢٣، ٣٢) فَيَا لَلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي حَظِيَتْ بِهَا لِأَنَّهَا عَمِلَتْ بِحَسَبِ إِرْشَادَاتِ يَهْوَهَ!
مَشُورَةٌ سَدِيدَةٌ لِزَوَاجٍ نَاجِحٍ
١٢ أَيْنَ يَجِدُ ٱلْمَرْءُ مَشُورَةً سَدِيدَةً حَوْلَ ٱلزَّوَاجِ؟
١٢ إِنَّ مُؤَسِّسَ ٱلزَّوَاجِ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يُعْطِينَا مِفْتَاحَ ٱلنَّجَاحِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ. فَمَا مِنْ إِنْسَانٍ يَعْلَمُ قَدْرَ مَا يَعْلَمُهُ. لِذلِكَ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ يَرْغَبُ فِي إِعْطَاءِ ٱلنُّصْحِ ٱلسَّدِيدِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ عَلَيْهِ أَنْ يَتَقَيَّدَ بِٱلْمَقَايِيسِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي صَفَحَاتِ كَلِمَتِهِ ٱلَّتِي هِيَ دَائِمًا عَلَى صَوَابٍ. لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا كَتَبَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ بِٱلْوَحْيِ: «لِيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ زَوْجَتَهُ هٰكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا ٱلزَّوْجَةُ فَيَجِبُ أَنْ تَحْتَرِمَ زَوْجَهَا ٱحْتِرَامًا عَمِيقًا». (اف ٥:٣٣) وَكُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاضِجِينَ بِإِمْكَانِهِمْ فَهْمُ هذِهِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْوَاضِحَةِ. لكِنَّ ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُهِمَّ هُوَ: هَلْ يُطَبِّقُونَهَا؟ لَا شَكَّ أَنَّهُمْ سَيَفْعَلُونَ ذلِكَ إِذَا كَانُوا يُقَدِّرُونَ حَقًّا هِبَةَ ٱلزَّوَاجِ ٱلَّتِي مَنَحَهُمْ إِيَّاهَا يَهْوَهُ.a
١٣ مَاذَا يَتَأَتَّى عَنْ عَدَمِ ٱتِّبَاعِ ٱلْمَشُورَةِ فِي ١ بُطْرُس ٣:٧؟
١٣ عَلَى ٱلزَّوْجِ ٱلْمَسِيحِيِّ أَنْ يُعَامِلَ زَوْجَتَهُ بِمَحَبَّةٍ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «كَذٰلِكَ أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ، ٱبْقَوْا سَاكِنِينَ مَعَهُنَّ بِحَسَبِ ٱلْمَعْرِفَةِ، مُعْطِينَ ٱلنِّسَاءَ كَرَامَةً كَإِنَاءٍ أَضْعَفَ، لِأَنَّكُمْ وَارِثُونَ أَيْضًا مَعَهُنَّ نِعْمَةَ ٱلْحَيَاةِ، لِئَلَّا تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ». (١ بط ٣:٧) فَإِنْ لَمْ يُطَبِّقِ ٱلزَّوْجُ نُصْحَ يَهْوَهَ تُعَاقُ صَلَوَاتُهُ. فَتَتَعَرَّضُ رُوحِيَّاتُ ٱلزَّوْجَيْنِ كِلَيْهِمَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لِضَرَرٍ جَسِيمٍ، مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلتَّوَتُّرِ وَٱلْمُشَاجَرَاتِ وَٱلْمُعَامَلَةِ ٱلْقَاسِيَةِ.
١٤ أَيُّ تَأْثِيرٍ لِلزَّوْجَةِ ٱلْمُحِبَّةِ عَلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟
١٤ وَٱلزَّوْجَةُ ٱلَّتِي تُرْشِدُهَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ وَرُوحُهُ ٱلْقُدُسُ لَهَا دَوْرٌ كَبِيرٌ فِي جَعْلِ بَيْتِهَا مَلَاذًا لِلْهُدُوءِ وَٱلسَّعَادَةِ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلتَّقِيَّ يَنْبَغِي أَنْ يُحِبَّ زَوْجَتَهُ وَيَحْمِيَهَا جَسَدِيًّا وَرُوحِيًّا، غَيْرَ أَنَّ عَلَيْهَا ٱلتَّحَلِّيَ بِصِفَاتٍ تُكْسِبُهَا حُبَّهُ ٱلَّذِي تَتُوقُ إِلَيْهِ دُونَ شَكٍّ. تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١٤:١: «اَلْمَرْأَةُ ٱلْحَكِيمَةُ تَبْنِي بَيْتَهَا، وَٱلْحَمْقَاءُ تَهْدِمُهُ بِيَدَيْهَا». فَٱلْمَرْأَةُ ٱلْحَكِيمَةُ وَٱلْمُحِبَّةُ تُسَاهِمُ مُسَاهَمَةً فَعَّالَةً فِي إِنْجَاحِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ وَإِضْفَاءِ جَوٍّ مِنَ ٱلسَّعَادَةِ عَلَى بَيْتِهَا. كَمَا أَنَّهَا تُقَدِّرُ هِبَةَ ٱلزَّوَاجِ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ.
١٥ مَا هِيَ ٱلْمَشُورَةُ ٱلْمُعْطَاةُ فِي أَفَسُس ٥:٢٢-٢٥؟
١٥ يُظْهِرُ ٱلزَّوْجَانِ ٱلتَّقْدِيرَ لِهِبَةِ ٱلزَّوَاجِ مِنْ خِلَالِ ٱقْتِدَائِهِمَا بِٱلْمَسِيحِ فِي مُعَامَلَتِهِ لِلْجَمَاعَةِ. (اِقْرَأْ افسس ٥:٢٢-٢٥.) وَإِذْ يُعْرِبَانِ عَنِ ٱلْحُبِّ ٱلْحَقِيقِيِّ، لَا يَتَصَرَّفَانِ بِكِبْرِيَاءَ أَوْ يُقَاطِعَانِ وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ عِنْدَ نُشُوءِ ٱلْخِلَافَاتِ أَوْ يَلْجَآنِ إِلَى أَيِّ تَصَرُّفٍ غَيْرِ مَسِيحِيٍّ آخَرَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُفْسِدَ عَلَاقَتَهُمَا. وَيَا لَلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَحْصُدَانِهَا إِذَا بَذَلَا مَا فِي وِسْعِهِمَا لِإِنْجَاحِ زَوَاجِهِمَا!
لَا يُفَرِّقْهُمَا أَحَدٌ
١٦ لِمَاذَا يَبْقَى بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عُزَّابًا؟
١٦ يَرْغَبُ ٱلنَّاسُ عُمُومًا أَنْ يَتَزَوَّجُوا فِي مَرْحَلَةٍ مَا مِنْ حَيَاتِهِمْ. إِلَّا أَنَّ بَعْضَ خُدَّامِ يَهْوَهَ يُفَضِّلُونَ ٱلْبَقَاءَ عُزَّابًا عَلَى أَنْ يَتَزَوَّجُوا شَخْصًا غَيْرَ مُؤْمِنٍ أَوْ غَيْرَ مُنَاسِبٍ. أَمَّا آخَرُونَ فَلَدَيْهِمْ مَوْهِبَةُ ٱلْعُزُوبَةِ ٱلْمُعْطَاةُ مِنَ ٱللّٰهِ، مَا يَجْعَلُهُمْ يُكَرِّسُونَ أَنْفُسَهُمْ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ دُونَ تَلْهِيَاتِ ٱلزَّوَاجِ. وَلكِنْ مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي ٱلتَّمَتُّعُ بِٱلْعُزُوبَةِ ضِمْنَ ٱلْحُدُودِ ٱلَّتِي رَسَمَهَا يَهْوَهُ. — مت ١٩:١٠-١٢؛ ١ كو ٧:١، ٦، ٧، ١٧.
١٧ (أ) أَيَّةُ كَلِمَاتٍ تَفَوَّهَ بِهَا يَسُوعُ عَنِ ٱلزَّوَاجِ لَا يَجِبُ أَنْ تَغِيبَ عَنْ بَالِنَا؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ يُسَارِعَ ٱلْمَسِيحِيُّ إِلَى فِعْلِهِ إِذَا بَدَأَ يَشْتَهِي رَفِيقَ زَوَاجِ شَخْصٍ آخَرَ؟
١٧ سَوَاءٌ كُنَّا عُزَّابًا أَوْ مُتَزَوِّجِينَ، لَا تَغِبْ عَنْ بَالِنَا كَلِمَاتُ يَسُوعَ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ ٱلَّذِي خَلَقَهُمَا، مِنَ ٱلْبَدْءِ صَنَعَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى وَقَالَ: ‹مِنْ أَجْلِ هٰذَا يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ، وَيَكُونُ ٱلِٱثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا›؟ فَلَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ، بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَمَا جَمَعَهُ ٱللّٰهُ فِي نِيرٍ وَاحِدٍ فَلَا يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ». (مت ١٩:٤-٦) فَٱشْتِهَاءُ شَرِيكِ شَخْصٍ آخَرَ إِنَّمَا هُوَ خَطِيَّةٌ. (تث ٥:٢١) لِذلِكَ إِذَا بَدَأَ ٱلْمَسِيحِيُّ يَشْعُرُ بِٱلِٱنْجِذَابِ إِلَى رَفِيقِ زَوَاجِ شَخْصٍ آخَرَ، يَنْبَغِي أَنْ يُسَارِعَ إِلَى ٱسْتِئْصَالِ هذِهِ ٱلرَّغْبَةِ ٱلنَّجِسَةِ. وَيَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ حَتَّى لَوْ أَحَسَّ بِأَلَمٍ عَاطِفِيٍّ عَمِيقٍ نَتِيجَةَ سَمَاحِهِ بِنُمُوِّ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْأَنَانِيَّةِ. (مت ٥:٢٧-٣٠) فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ يُصَحِّحَ هذَا ٱلتَّفْكِيرَ وَيَقْمَعَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ ٱلَّتِي يَسْتَمِيتُ إِلَيْهَا ٱلْقَلْبُ ٱلْغَادِرُ. — ار ١٧:٩.
١٨ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَشْعُرَ بِشَأْنِ هِبَةِ ٱلزَّوَاجِ ٱلَّتِي مَنَحَنَا إِيَّاهَا ٱللّٰهُ؟
١٨ كَثِيرُونَ مِمَّنْ يَعْرِفُونَ ٱلْقَلِيلَ أَوْ لَا شَيْءَ عَنْ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَهِبَةِ ٱلزَّوَاجِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي مَنَحَنَا إِيَّاهَا يُظْهِرُونَ إِلَى حَدٍّ مَا ٱلتَّقْدِيرَ لِرِبَاطِ ٱلزَّوَاجِ. فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى نَحْنُ ٱلَّذِينَ نَذَرْنَا أَنْفُسَنَا ‹لِلْإِلهِ ٱلسَّعِيدِ›، يَهْوَهَ! أَفَلَا يَجِبُ أَنْ نَفْرَحَ بِكُلِّ ٱلتَّدَابِيرِ ٱلَّتِي وَفَّرَهَا لَنَا وَنُثْبِتَ أَنَّنَا نُقَدِّرُ حَقًّا هِبَةَ ٱلزَّوَاجِ هذِهِ؟! — ١ تي ١:١١.
[الحاشية]
a لِمُنَاقَشَةِ مَوْضُوعِ ٱلزَّوَاجِ بِشَكْلٍ مُفَصَّلٍ، ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَيْنِ ١٠ وَ ١١ مِنْ كِتَابِ «اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ».
-
-
هل زواجك حالة ميؤوس منها؟برج المراقبة ٢٠١٢ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
هَلْ زَوَاجُكَ حَالَةٌ مَيْؤُوسٌ مِنْهَا؟
‹أَمَّا ٱلْمُتَزَوِّجُونَ فَأُعْطِيهِمْ وَصِيَّةً، لَا أَنَا بَلِ ٱلرَّبُّ›. — ١ كو ٧:١٠.
١ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى ٱلزَّوَاجِ، وَلِمَاذَا؟
حِينَ يَتَزَوَّجُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ يَصْنَعُونَ نَذْرًا أَمَامَ ٱللّٰهِ، مَا يَضَعُ عَلَى عَاتِقِهِمْ مَسْؤُولِيَّةً لَا يَجِبُ ٱلِٱسْتِخْفَافُ بِهَا. (جا ٥:٤-٦) فَيَهْوَهُ، مُؤَسِّسُ ٱلزَّوَاجِ، يَجْمَعُ ٱلشَّرِيكَيْنِ «فِي نِيرٍ وَاحِدٍ». (مر ١٠:٩) وَهذَا ٱلرِّبَاطُ دَائِمٌ فِي نَظَرِهِ مَهْمَا كَانَتْ قَوَانِينُ ٱلزَّوَاجِ ٱلَّتِي تَسُنُّهَا ٱلْحُكُومَاتُ. لِذلِكَ يَنْبَغِي لِخُدَّامِ يَهْوَهَ أَنْ يَعْتَبِرُوا ٱلزَّوَاجَ تَرْتِيبًا لَا يُمْكِنُ إِبْطَالُهُ سَوَاءٌ كَانُوا مِنْ عُبَّادِهِ حِينَ تَزَوَّجُوا أَمْ لَا.
٢ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَتُنَاقَشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلزَّوَاجَ ٱلنَّاجِحَ يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّعَادَةِ. وَلكِنْ مَاذَا لَوْ سَادَ ٱلتَّوَتُّرُ ٱلْحَيَاةَ ٱلزَّوْجِيَّةَ؟ هَلْ يُمْكِنُ تَقْوِيَةُ ٱلرِّبَاطِ ٱلزَّوْجِيِّ؟ وَأَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ يَنَالُهَا ٱلزَّوْجَانِ فِي حَالِ تَعَكَّرَ صَفْوُ ٱلسَّلَامِ بَيْنَهُمَا؟
هَلْ يَكُونُ زَوَاجًا سَعِيدًا أَمْ تَعِيسًا؟
٣، ٤ مَاذَا قَدْ يَحْصُلُ إِذَا ٱتَّخَذَ ٱلْمَرْءُ قَرَارًا غَيْرَ حَكِيمٍ عِنْدَ ٱخْتِيَارِ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ؟
٣ يَجْلُبُ ٱلزَّوَاجُ ٱلنَّاجِحُ ٱلسَّعَادَةَ لِلزَّوْجَيْنِ وَٱلْإِكْرَامَ لِيَهْوَهَ ٱللّٰهِ. أَمَّا ٱلزَّوَاجُ ٱلْفَاشِلُ فَيَحْمِلُ مَعَهُ ٱلتَّعَاسَةَ وَٱلشَّقَاءَ. وَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يُفَكِّرُ فِي ٱلزَّوَاجِ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَبْدَأَ حَيَاتَهُ ٱلزَّوْجِيَّةَ بِسَعَادَةٍ إِذَا طَبَّقَ ٱلْإِرْشَادَ ٱلْمُعْطَى مِنَ ٱللّٰهِ. بِٱلْمُقَابِلِ، إِذَا ٱتَّخَذَ قَرَارًا غَيْرَ حَكِيمٍ عِنْدَ ٱخْتِيَارِ رَفِيقِهِ فَسَيَحْصُدُ ٱلْأَسَى وَعَدَمَ ٱلِٱكْتِفَاءِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ثَمَّةَ أَحْدَاثٌ يَبْدَأُونَ ٱلْمُوَاعَدَةَ وَهُمْ غَيْرُ مُسْتَعِدِّينَ بَعْدُ لِتَحَمُّلِ أَعْبَاءِ ٱلزَّوَاجِ. وَيُسَارِعُ ٱلْبَعْضُ إِلَى ٱلِٱقْتِرَانِ بِشَخْصٍ تَعَرَّفُوا بِهِ عَبْرَ ٱلْإِنْتِرْنِت، فَيَعِيشُونَ حَيَاتَهُمْ فِي غَمٍّ وَكَدَرٍ. وَأَحْيَانًا، يَقْتَرِفُ ٱلشَّخْصَانِ ٱللَّذَانِ يَتَوَاعَدَانِ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، فَيَدْخُلَانِ زَوَاجًا غَيْرَ مَبْنِيٍّ عَلَى ٱلِٱحْتِرَامِ.
٤ أَيْضًا، يُخَالِفُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ بِأَنْ يَتَزَوَّجُوا «فِي ٱلرَّبِّ فَقَطْ»، فَيُعَانُونَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ عَوَاقِبَ أَلِيمَةً بِسَبَبِ وُجُودِهِمْ فِي بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ دِينِيًّا. (١ كو ٧:٣٩) إِذَا كُنْتَ أَحَدَ هؤُلَاءِ، فَصَلِّ إِلَى ٱللّٰهِ مُلْتَمِسًا غُفْرَانَهُ وَمُسَاعَدَتَهُ. صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يُزِيلُ نَتَائِجَ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلْمَاضِيَةِ، إِلَّا أَنَّهُ يُعِينُ ٱلتَّائِبِينَ عَلَى مُوَاجَهَةِ ٱلْمِحَنِ. (مز ١٣٠:١-٤) فَٱسْعَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ إِلَى إِرْضَائِهِ ٱلْيَوْمَ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ، وَهكَذَا يَكُونُ ‹فَرَحُ يَهْوَهَ حِصْنَكَ›. — نح ٨:١٠.
حِينَ يَكُونُ ٱلزَّوَاجُ مُهَدَّدًا بِٱلْفَشَلِ
٥ أَيُّ تَفْكِيرٍ يَجِبُ تَجَنُّبُهُ إِذَا كَانَ ٱلزَّوَاجُ تَعِيسًا؟
٥ قَدْ يُفَكِّرُ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ زَوَاجًا تَعِيسًا: ‹هَلْ يَسْتَحِقُّ إِنْقَاذُ زَوَاجِي ٱلْعَنَاءَ؟ لَيْتَ ٱلزَّمَنَ يَعُودُ بِي إِلَى ٱلْوَرَاءِ لِأَبْدَأَ حَيَاتِي مِنْ جَدِيدٍ مَعَ شَخْصٍ آخَرَ!›. وَإِذْ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يَحُلُّوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ رِبَاطِ ٱلزَّوَاجِ، يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: ‹مَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْتَرِدَّ ٱلْمَرْءُ حُرِّيَّتَهُ! فَلِمَ لَا أُطَلِّقُ؟ حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُنْ طَلَاقِي مُؤَسَّسًا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، فَلِمَ لَا أَنْفَصِلُ عَنْ شَرِيكِي وَأَتَمَتَّعُ بِٱلْحَيَاةِ مُجَدَّدًا؟›. لكِنْ عِوَضَ أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ أَوْ يَغْرَقُوا فِي تَخَيُّلَاتِهِمْ، يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَبْذُلُوا قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِيَتَأَقْلَمُوا مَعَ وَضْعِهِمِ ٱلْحَالِيِّ مِنْ خِلَالِ ٱلِٱلْتِصَاقِ بِإِرْشَادَاتِ ٱللّٰهِ.
٦ أَوْضِحُوا مَا قَالَهُ يَسُوعُ فِي مَتَّى ١٩:٩.
٦ وَيَحْسُنُ بِٱلْمَسِيحِيِّ ٱلَّذِي يُفَكِّرُ فِي ٱلطَّلَاقِ ٱلتَّذَكُّرُ أَنَّهُ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ قَدْ لَا يَكُونُ حُرًّا لِلتَّزَوُّجِ ثَانِيَةً. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ، إِلَّا بِسَبَبِ ٱلْعَهَارَةِ، وَتَزَوَّجَ أُخْرَى يَزْنِي». (مت ١٩:٩) وَتَشْمُلُ «ٱلْعَهَارَةُ» ٱلزِّنَى وَغَيْرَهُ مِنَ ٱلْخَطَايَا ٱلْجِنْسِيَّةِ ٱلْخَطِيرَةِ. بِنَاءً عَلَيْهِ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْمَرْءُ مَلِيًّا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ قَبْلَ أَنْ يُقْدِمَ عَلَى ٱلطَّلَاقِ إِذَا لَمْ يَرْتَكِبْ هُوَ أَوْ رَفِيقُهُ ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ.
٧ مَاذَا قَدْ يُفَكِّرُ ٱلنَّاسُ إِذَا فَشِلَ ٱلزَّوَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّ؟
٧ إِذَا فَشِلَ ٱلزَّوَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّ، تُثَارُ ٱلشُّكُوكُ بِشَأْنِ وَضْعِ ٱلْمَرْءِ ٱلرُّوحِيِّ. فَقَدْ طَرَحَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هذَا ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُهِمَّ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يَعْرِفُ كَيْفَ يُشْرِفُ عَلَى بَيْتِهِ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِجَمَاعَةِ ٱللّٰهِ؟». (١ تي ٣:٥) وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّ فَشَلَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱللَّذَيْنِ يَدَّعِيَانِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى زَوَاجِهِمَا قَدْ يَدْفَعُ ٱلنَّاسَ إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ أَنَّهُمَا لَا يُطَبِّقَانِ حَقًّا مَا يَكْرِزَانِ بِهِ. — رو ٢:٢١-٢٤.
٨ أَيْنَ تَكْمُنُ ٱلْمُشْكِلَةُ حِينَ يُقَرِّرُ رَفِيقَا ٱلزَّوَاجِ ٱلِٱنْفِصَالَ؟
٨ حِينَ يَنْوِي ٱلزَّوْجَانِ ٱلْمُعْتَمِدَانِ ٱلِٱنْفِصَالَ أَوِ ٱلطَّلَاقَ لِأَسْبَابٍ غَيْرِ مُؤَسَّسَةٍ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، يَكُونُ هُنَالِكَ مُشْكِلَةٌ عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلرُّوحِيِّ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ وَاحِدًا مِنْهُمَا — أَوْ كِلَيْهِمَا — لَا يُطَبِّقُ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْمُدَوَّنَةَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَشَرِيكَا ٱلزَّوَاجِ ٱللَّذَانِ ‹يَتَّكِلَانِ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِهِمَا› يَتَمَكَّنَانِ مِنْ إِنْقَاذِ زَوَاجِهِمَا. — اِقْرَأْ امثال ٣:٥، ٦.
٩ كَيْفَ يُكَافَأُ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ حِينَ يَحْتَمِلُونَ ٱلْمَصَاعِبَ فِي زَوَاجِهِمْ؟
٩ ثَمَّةَ زِيجَاتٌ كَثِيرَةٌ بَدَا أَنَّ مَصِيرَهَا ٱلْفَشَلُ، لكِنَّهَا نَجَحَتْ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ. فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ لَا يَسْتَسْلِمُونَ بِسُرْعَةٍ فِي وَجْهِ ٱلصُّعُوبَاتِ يَنَالُونَ مُكَافَأَةً رَائِعَةً. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي مَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ فِي ٱلْبَيْتِ ٱلْمُنْقَسِمِ دِينِيًّا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «أَنْتُنَّ أَيَّتُهَا ٱلزَّوْجَاتُ، كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِأَزْوَاجِكُنَّ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْهُمْ مَنْ لَا يُطِيعُونَ ٱلْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِدُونِ كَلِمَةٍ، مِنْ سُلُوكِ زَوْجَاتِهِمْ، لِكَوْنِهِمْ شُهُودَ عِيَانٍ لِسُلُوكِكُنَّ ٱلْعَفِيفِ ٱلْمَقْرُونِ بِٱلِٱحْتِرَامِ ٱلْعَمِيقِ». (١ بط ٣:١، ٢) نَعَمْ، مِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَتَبَنَّى غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ ٱلْحَقَّ بِفَضْلِ مَسْلَكِ رَفِيقِ زَوَاجِهِ ٱلْحَسَنِ! وَهكَذَا، حِينَ يُنْقَذُ ٱلزَّوَاجُ يَجْلُبُ ذلِكَ ٱلتَّمْجِيدَ لِلّٰهِ وَيَكُونُ بَرَكَةً كَبِيرَةً لِلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ وَٱلْأَوْلَادِ.
١٠، ١١ أَيُّ مَشَاكِلَ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ قَدْ تَنْشَأُ فِي ٱلزَّوَاجِ، وَلكِنْ مِمَّ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيحِيُّ وَاثِقًا؟
١٠ إِذْ يَرْغَبُ مُعْظَمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ فِي إِرْضَاءِ يَهْوَهَ، يَخْتَارُونَ رَفِيقَ زَوَاجِهِمْ مِنْ إِخْوَتِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. وَلكِنْ حَتَّى فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، يُمْكِنُ أَنْ يَطْرَأَ عَلَيْهِمْ مَا لَمْ يَكُنْ فِي ٱلْحُسْبَانِ. فَفِي حَالَاتٍ نَادِرَةٍ مَثَلًا، قَدْ يُصَابُ رَفِيقُهُمْ بِمَرَضٍ نَفْسِيٍّ خَطِيرٍ. أَوْ رُبَّمَا يُصْبِحُ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنَ ٱلزَّوَاجِ خَامِلًا أَوْ مَفْصُولًا. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ مَا حَدَثَ مَعَ لِينْدَا،a أُخْتٍ غَيُورَةٍ وَأُمٍّ مُتَفَانِيَةٍ. فَقَدْ وَقَفَتْ عَاجِزَةً وَهِيَ تَرَى زَوْجَهَا يَنْهَمِكُ دُونَ تَوْبَةٍ فِي مَسْلَكٍ مُنَافٍ لِلْمَبَادِئِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَيُفْصَلُ عَنْ جِسْمِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْمَسِيحِيُّ إِذَا بَدَا أَنَّ زَوَاجَهُ يَنْهَارُ لِأَسْبَابٍ كَهذِهِ؟
١١ قَدْ تَسْأَلُ نَفْسَكَ: ‹هَلْ يَجِبُ أَنْ أَسْتَمِرَّ فِي مُحَاوَلَةِ إِنْقَاذِ زَوَاجِي مَهْمَا حَصَلَ؟›. لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُقَرِّرَ عَنْكَ لِأَنَّكَ أَنْتَ مَنْ سَيَتَحَمَّلُ مَسْؤُولِيَّةَ هذَا ٱلْقَرَارِ. وَلكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّ هُنَالِكَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً كَيْ لَا تَتَخَلَّى عَنْ زَوَاجٍ يَبْدُو أَنَّهُ يَنْهَارُ. وَٱلشَّخْصُ ٱلتَّقِيُّ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ ٱلْمَشَقَّاتِ فِي ٱلزَّوَاجِ مِنْ أَجْلِ ٱلضَّمِيرِ هُوَ عَزِيزٌ جِدًّا فِي عَيْنَيِ ٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ ١ بطرس ٢:١٩، ٢٠.) فَإِذَا بَذَلَ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهِ لِيُقَوِّيَ رِبَاطَ زَوَاجِهِ، يَدْعَمُهُ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ وَرُوحِهِ.
مُسْتَعِدُّونَ لِمُسَاعَدَتِكَ
١٢ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَيْنَا ٱلشُّيُوخُ إِذَا ٱلْتَمَسْنَا دَعْمَهُمْ؟
١٢ إِذَا كُنْتَ تُوَاجِهُ مَشَاكِلَ فِي زَوَاجِكَ، فَلَا تَتَرَدَّدْ فِي طَلَبِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ مِنْ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ. وَيُسَرُّ ٱلشُّيُوخُ، ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ رُعَاةً لِلرَّعِيَّةِ، أَنْ يَمْنَحُوكَ مَشُورَةً مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُوحَى بِهَا. (اع ٢٠:٢٨؛ يع ٥:١٤، ١٥) وَلَا تَظُنَّ أَنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَ ٱحْتِرَامَهُمْ لَكَ وَلِرَفِيقِ زَوَاجِكَ إِذَا ٱلْتَمَسْتُمَا مِنْهُمُ ٱلدَّعْمَ ٱلرُّوحِيَّ وَنَاقَشْتُمَا مَعَهُمُ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْخَطِيرَةَ ٱلَّتِي تُوَاجِهَانِهَا. بَلْ سَيَزْدَادُونَ ٱحْتِرَامًا وَمَحَبَّةً لَكُمَا فِيمَا يَرَوْنَ تَوْقَكُمَا إِلَى إِرْضَاءِ ٱللّٰهِ.
١٣ مَا هِيَ ٱلْمَشُورَةُ فِي ١ كُورِنْثُوس ٧:١٠-١٦؟
١٣ عِنْدَمَا يَطْلُبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعَائِشُونَ فِي بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ دِينِيَّا ٱلدَّعْمَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ، يُمْكِنُ أَنْ يُشِيرَ هؤُلَاءِ إِلَى مَشُورَةِ بُولُسَ: «أَمَّا ٱلْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوَصِّيهِمْ، لَا أَنَا بَلِ ٱلرَّبُّ، أَلَّا تُفَارِقَ ٱلزَّوْجَةُ زَوْجَهَا. وَلٰكِنْ إِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَبْقَ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ فَلْتَصْطَلِحْ مَعَ زَوْجِهَا. وَلَا يَتْرُكِ ٱلزَّوْجُ زَوْجَتَهُ. . . . فَكَيْفَ تَعْلَمِينَ، أَيَّتُهَا ٱلزَّوْجَةُ، أَنَّكِ لَا تُخَلِّصِينَ زَوْجَكِ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ، أَيُّهَا ٱلزَّوْجُ، أَنَّكَ لَا تُخَلِّصُ زَوْجَتَكَ؟». (١ كو ٧:١٠-١٦) فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ يَتَبَنَّى رَفِيقُ ٱلزَّوَاجِ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ!
١٤، ١٥ مَتَى قَدْ تُفَكِّرُ ٱلزَّوْجَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ فِي مُفَارَقَةِ زَوْجِهَا، وَلكِنْ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ بِصِدْقٍ وَبِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ؟
١٤ وَمَا هِيَ ٱلظُّرُوفُ ٱلَّتِي قَدْ تَدْفَعُ ٱلزَّوْجَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ إِلَى ‹مُفَارَقَةِ› زَوْجِهَا؟ قَدْ تَخْتَارُ ٱلْقِيَامَ بِهذِهِ ٱلْخُطْوَةِ بِسَبَبِ عَدَمِ ٱلْإِعَالَةِ ٱلْعَمْدِيِّ أَوِ ٱلْإِسَاءَةِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلْبَالِغَةِ أَوْ تَعْرِيضِ رُوحِيَّاتِهَا ٱلتَّامِّ لِلْخَطَرِ.
١٥ إِنَّ ٱلْبَقَاءَ مَعَ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ أَوْ مُفَارَقَتَهُ قَرَارٌ شَخْصِيٌّ. لكِنْ عَلَى ٱلرَّفِيقِ ٱلْمُعْتَمِدِ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ بِصِدْقٍ وَبِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ. مَثَلًا، هَلْ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ مَسْؤُولٌ كَامِلًا عَنْ تَعْرِيضِ رُوحِيَّاتِ رَفِيقِهِ لِلْخَطَرِ؟ أَمْ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱعْتَادَ إِهْمَالَ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَٱلْخِدْمَةِ؟
١٦ مَا ٱلَّذِي يَحُولُ دُونَ ٱتِّخَاذِ ٱلْمَسِيحِيِّ قَرَارَاتٍ مُتَسَرِّعَةً بِشَأْنِ ٱلطَّلَاقِ؟
١٦ يَجِبُ أَنْ تَحُولَ مَحَبَّتُنَا لِلّٰهِ وَتَقْدِيرُنَا لِهِبَةِ ٱلزَّوَاجِ دُونَ ٱتِّخَاذِنَا قَرَارَاتٍ مُتَسَرِّعَةً بِشَأْنِ ٱلطَّلَاقِ. فَكَخُدَّامٍ لِيَهْوَهَ يَهُمُّنَا أَلَّا نَجْلُبَ ٱلتَّعْيِيرَ عَلَى ٱسْمِهِ ٱلْقُدُّوسِ. وَهذَا مَا يَمْنَعُنَا مَنْعًا بَاتًّا مِنَ ٱلتَّخْطِيطِ لِتَرْكِ رَفِيقِ زَوَاجِنَا بِنِيَّةِ ٱلِٱقْتِرَانِ بِشَخْصٍ آخَرَ. — ار ١٧:٩؛ مل ٢:١٣-١٦.
١٧ مَتَى يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱللّٰهَ يَدْعُو ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُتَزَوِّجِينَ إِلَى ٱلسَّلَامِ؟
١٧ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلْمُتَزَوِّجَ مِنْ غَيْرِ مُؤْمِنٍ يَجِبُ أَنْ يَسْعَى جَاهِدًا لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى رِبَاطِ زَوَاجِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَشْعُرَ بِٱلذَّنْبِ إِذَا رَفَضَ رَفِيقُهُ ٱلْبَقَاءَ مَعَهُ رَغْمَ كُلِّ جُهُودِهِ. كَتَبَ بُولُسُ: «إِنْ فَارَقَ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ، فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ ٱلْأَخُ أَوِ ٱلْأُخْتُ مُسْتَعْبَدًا فِي مِثْلِ هٰذِهِ ٱلْأَحْوَالِ، لٰكِنَّ ٱللّٰهَ دَعَاكُمْ إِلَى ٱلسَّلَامِ». — ١ كو ٧:١٥.b
اُرْجُ يَهْوَهَ
١٨ حَتَّى لَوْ بَاءَتْ جُهُودُكُمْ لِإِنْقَاذِ ٱلزَّوَاجِ بِٱلْفَشَلِ، فَأَيَّةُ نَتَائِجَ حَسَنَةٍ قَدْ تَجْنُونَهَا؟
١٨ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمُشْكِلَةُ ٱلَّتِي تَعْتَرِضُكَ فِي ٱلزَّوَاجِ، فَٱسْتَمِدَّ ٱلتَّشْجِيعَ مِنْ يَهْوَهَ وَٱرْجُهُ دَائِمًا. (اِقْرَأْ مزمور ٢٧:١٤.) فَكِّرْ فِي لِينْدَا ٱلَّتِي ذُكِرَتْ آنِفًا. لَقَدِ ٱنْتَهَى زَوَاجُهَا بِٱلطَّلَاقِ رَغْمَ أَنَّهَا حَاوَلَتْ إِنْقَاذَهُ طَوَالَ سِنِينَ. فَمَا هُوَ شُعُورُهَا؟ هَلْ تَرَى أَنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلَتْهَا مَضْيَعَةٌ لِلْوَقْتِ؟ تَقُولُ: «كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَقَدْ أَعْطَتْ جُهُودِي شَهَادَةً حَسَنَةً لِلنَّاسِ. كَمَا أَنَّ ضَمِيرِي مُرْتَاحٌ. وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّ تِلْكَ ٱلسَّنَوَاتِ سَاعَدَتِ ٱبْنَتَنَا أَنْ تَتَمَسَّكَ بِٱلْحَقِّ. فَٱنْتَذَرَتْ وَأَصْبَحَتْ شَاهِدَةً غَيُورَةً لِيَهْوَهَ».
١٩ مَاذَا قَدْ يَحْدُثُ إِذَا بُذِلَتِ ٱلْجُهُودُ لِإِنْقَاذِ ٱلزَّوَاجِ؟
١٩ فَرِحَتْ شَاهِدَةٌ مَسِيحِيَّةٌ تُدْعَى مَارِلِين لِأَنَّهَا ٱتَّكَلَتْ عَلَى ٱللّٰهِ وَعَمِلَتْ كُلَّ مَا فِي وُسْعِهَا لِتُنْقِذَ زَوَاجَهَا. تَقُولُ: «أَرَدْتُ أَنْ أَتْرُكَ زَوْجِي لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعِيلُنِي مَادِّيًّا وَشَكَّلَ خَطَرًا عَلَى رُوحِيَّاتِي. كَانَ زَوْجِي يَخْدُمُ شَيْخًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. لكِنَّهُ ٱتَّخَذَ خُطْوَةً غَيْرَ حَكِيمَةٍ بِتَوَرُّطِهِ فِي أَحَدِ ٱلْمَشَارِيعِ ٱلتِّجَارِيَّةِ. فَبَدَأَ يُفَوِّتُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱنْقَطَعَ ٱلتَّوَاصُلُ بَيْنَنَا. وَذَاتَ يَوْمٍ، حَدَثَ هُجُومٌ إِرْهَابِيٌّ فِي مَدِينَتِنَا أَوْقَعَ ٱلْخَوْفَ فِي قَلْبِي وَجَعَلَنِي أَنْطَوِي عَلَى نَفْسِي. بَعْدَئِذٍ، أَدْرَكْتُ أَنَّنِي أَنَا أَيْضًا مَسْؤُولَةٌ عَمَّا يَحْصُلُ. فَعُدْنَا أَنَا وَزَوْجِي نَتَوَاصَلُ مَعًا، نَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كَعَائِلَةٍ، وَنَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ. وَقَدْ دَعَمَنَا ٱلشُّيُوخُ بِلُطْفٍ فِي مِحْنَتِنَا هذِهِ. فَطَوَيْنَا صَفْحَةَ ٱلْمَاضِي وَبَدَأْنَا مِنْ جَدِيدٍ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، مُنِحَ زَوْجِي ٱلِٱمْتِيَازَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. نَعَمْ، كَانَ ٱلدَّرْسُ قَاسِيًا، لكِنْ نَتِيجَتُهُ كَانَتْ سَعِيدَةً».
٢٠، ٢١ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ تَصْمِيمُنَا بِشَأْنِ ٱلزَّوَاجِ؟
٢٠ سَوَاءٌ كُنَّا عُزَّابًا أَوْ مُتَزَوِّجِينَ، فَلْنَسْلُكْ دَائِمًا بِشَجَاعَةٍ وَنَرْجُ يَهْوَهَ. وَإِذَا كُنَّا نُوَاجِهُ ٱلْمَشَاكِلَ فِي زَوَاجِنَا، فَعَلَيْنَا أَنْ نَسْعَى بِدَأَبٍ لِحَلِّهَا لِأَنَّ مَنْ يَجْمَعُهُمَا ٱلزَّوَاجُ «لَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ، بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ». (مت ١٩:٦) وَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّنَا إِذَا تَحَمَّلْنَا ٱلْمَشَقَّاتِ فِي بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ، فَقَدْ نَحْصُدُ فَرَحَ رُؤْيَةِ رَفِيقِ زَوَاجِنَا يَتَبَنَّى ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ.
٢١ وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ ظُرُوفِنَا، لِنَكُنْ مُصَمِّمِينَ أَنْ نَسْلُكَ بِحَذَرٍ كَيْ نَحْظَى بِشَهَادَةٍ حَسَنَةٍ مِنْ خَارِجِ ٱلْجَمَاعَةِ. وَإِذَا كَانَ زَوَاجُنَا مُهَدَّدًا بِٱلِٱنْهِيَارِ، فَلْنُصَلِّ بِحَرَارَةٍ، نَتَفَحَّصْ دَوَافِعَنَا بِصِدْقٍ، نَتَأَمَّلْ بِعِنَايَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَنَطْلُبِ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ. وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنْ نُصَمِّمَ عَلَى إِرْضَاءِ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَتَقْدِيرِ هِبَةِ ٱلزَّوَاجِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي مَنَحَنَا إِيَّاهَا.
[الحاشيتان]
a جَرَى تَغْيِيرُ ٱلِٱسْمَيْنِ.
b اُنْظُرْ كِتَابَ «اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ»، ٱلصَّفَحَاتِ ٢١٩-٢٢١. اُنْظُرْ أَيْضًا مَجَلَةَ بُرُجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٨٨، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٢٦-٢٧ وَعَدَدَ ١٥ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ١٩٧٥، ٱلصَّفْحَةَ ٥٧٥ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).
-