مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يصمد الزواج في وجه العاصفة؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | تموز (‏يوليو)‏
    • هل يصمد الزواج في وجه العاصفة؟‏

      ‏«ما جمعه اللّٰه في نير واحد فلا يفرقه انسان».‏ —‏ متى ١٩:‏٦‏.‏

      في الآونة الاخيرة،‏ ضربت عواصف هوجاء مساحات كبيرة من العالم.‏ فاقتُلعت البيوت من اساساتها،‏ حتى تلك التي بدت متينة،‏ وتطايرت اجزاؤها.‏ وهكذا وُضعت متانة عدد لا يُحصى من الابنية على المحك.‏

      على صعيد آخر،‏ تهب عاصفة من نوع مختلف على ترتيب الزواج العريق في القدم وتزعزع بنيته وأُسسه.‏ تقول ستيفاني كونتز،‏ عالمة بتاريخ نظام الأُسرة:‏ «بصرف النظر عن النتائج،‏ أُزيح الزواج من مكانته المركزية في الحياة الشخصية والاجتماعية».‏

      فهل انت مدرك لتأثيرات هذه النظرة الى الزواج؟‏ هل تشعر ان الزواج يفقد مكانته المكرَّمة في المجتمع؟‏ لماذا يحدث هذا الامر يا تُرى؟‏ وأي امل هناك لكل مَن يودّ ان يضمن زواجا سعيدا ويحافظ عليه؟‏ لنتأمل اولا في العوامل التي تهدِّد الزواج بالخطر.‏

      الزواج يتعرض للهجوم

      ان الهجوم الذي يتعرض له الزواج ليس حديث العهد،‏ بل يرقى الى بداية تاريخ الجنس البشري.‏ فالمواقف والصفات التي اعرب عنها ابوانا البشريان الاولان ادّت الى الازمة الحادة التي يمر بها ترتيب الزواج اليوم.‏ فحين اخطأ آدم وحواء واستسلما لرغباتهما الانانية،‏ «دخلت الخطية الى العالم».‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ ويذكر سجل الكتاب المقدس التاريخي انه،‏ بُعيد حدوث الخطية،‏ صار ‹كل ميل افكار قلب الانسان شريرا كل يوم›.‏ —‏ تكوين ٦:‏٥‏.‏

      منذ ذلك الوقت،‏ بقي الوضع على حاله.‏ ومن بين الميول الهدامة التي تبتلي الزواج،‏ يبرز السعي غير المكبوح الى ارضاء الرغبات الانانية.‏ وقد يُعتبر الزواج بحد ذاته ترتيبا غير عملي اكل الدهر عليه وشرب في هذا العصر الحديث الذي تسوده اخلاقيات جديدة.‏ كما ان القوانين التي تنظم فسخ الزواج صارت اقل تشددا،‏ ما ادّى الى إزالة وصمة العار التي كانت في ما مضى مرتبطة بالطلاق.‏

      ان الاشخاص الذين يفتقرون الى الصبر ويسعون وراء النتائج السريعة والارضاء الفوري لرغباتهم قلما يكترثون بعواقب الطلاق.‏ وإذ هم يعللون النفس بوعود الحرية والاستقلالية،‏ يظنون ان الطلاق هو سبيلهم الى السعادة.‏

      من جهة اخرى،‏ يلجأ البعض الى الاختصاصيين ومشيري الزواج او الكتب التي وضعوها،‏ عندما يواجهون مشاكل شائكة في علاقتهم الزوجية.‏ ولكن من المؤسف ان بعض «خبراء» الزواج العصريين هم اخبر على ما يبدو بترويج الطلاق منهم بالدفاع عن الزواج.‏ يذكر كتاب الدفاع عن الزواج (‏بالانكليزية)‏:‏ «لعلها المرة الاولى في تاريخ البشر التي يتعرض فيها الزواج لهجوم متواصل يحقق نجاحا باهرا في زعزعة صورته المثالية.‏ ويكون الهجوم احيانا مباشرا ومبنيا على ايديولوجيات معينة،‏ ويشنّه ‹خبراء› يعتبرون نذر الوفاء والاخلاص مدى العمر جائرا او غير واقعي».‏

      المفاهيم تتغير

      من الملاحظ ايضا ان المفاهيم المرتبطة بماهية الزواج وأهدافه تتغير.‏ فأنت ترى على الارجح كيف يشدد كلٌّ من رفيقَي الزواج اليوم على تحقيق رغباته الخاصة،‏ وغالبا على حساب رفيقه،‏ عوض ان يشددا على الوفاء والدعم المتبادل بينهما.‏ وقد ظهرت هذه النظرة الانانية الى الزواج «في ستينات القرن العشرين وتعززت في سبعيناته»،‏ حسبما تذكر مجلة الزواج والعائلة (‏بالانكليزية)‏.‏ ولم تعد الاسباب التقليدية المعهودة،‏ كالتوق الى المحبة والرفقة الحميمة والوفاء وإنجاب الاولاد والتعاون على تحقيق الاهداف،‏ هي الدافع الرئيسي الى الزواج.‏

      وفي الآونة الاخيرة،‏ حصلت تطورات كثيرة سرّعت تبدل النظرة الى ترتيب الزواج في اقطار عديدة من العالم.‏ مثلا،‏ شهدت بلدان كثيرة تغيرا في الدور التقليدي لرفيقَي الزواج بعدما كان الزوج يتولى اعالة العائلة فيما تهتم الزوجة بالشؤون المنزلية.‏ فمع دخول المرأة معترك العمل،‏ ارتفع بشكل ملحوظ عدد الأُسر ذات الدخل المزدوج.‏ من جهة ثانية،‏ يلاقي الحمل خارج نطاق الزواج قبولا متزايدا،‏ ما يؤدي الى ازدياد العائلات ذات الوالد الواحد.‏ ويلاحَظ ايضا ان فكرة الاستعاضة عن الزواج بالمساكنة صارت شائعة.‏ (‏انظر الاطار «اقل استقرارا من علاقة الزواج».‏)‏ كما يحظى زواج مثليي الجنس وحركة تشريعه بالاستحسان على صعيد واسع.‏ فهل أثّرت هذه التوجهات العصرية في نظرتك الى الزواج؟‏

      ارتفاع نسب الطلاق

      يؤدّي القبول الواسع لفكرة الطلاق الى زعزعة أُسس الزواج في بلدان عديدة.‏ ففي الولايات المتحدة،‏ يذكر تقرير صدر حديثا ان «عدد المطلقين سنة ١٩٩٦ بلغ اربعة اضعاف ما كان عليه سنة ١٩٧٠».‏ فقد عصفت رياح الطلاق ودمَّرت نحو ٢٠ في المئة من زيجات الراشدين.‏ وأية زيجات هي الاكثر عرضة للفشل؟‏ تُظهر الاحصاءات ان حوالي ٦٠ في المئة من حالات الطلاق يحدث في غضون السنوات العشر الاولى.‏

      في بلدان اخرى ايضا،‏ ترتفع نسب الطلاق بشكل مذهل.‏ ففي عام ٢٠٠٤ بلغ مجموع حالات الطلاق في انكلترا وويلز ٤٩٠‏,١٥٣.‏ وفي اوستراليا يُتوقَّع ان ينتهي حوالي ٤٠ في المئة من الزيجات بالطلاق.‏ وخلال سنة واحدة فقط،‏ اي بين سنتَي ٢٠٠٢ و ٢٠٠٣،‏ شهدت جمهورية كوريا زيادة بلغت ٨٠٠‏,٢١ طلاق،‏ فوصل مجموع الزيجات التي انتهت بالطلاق الى ١٠٠‏,١٦٧.‏ اما في اليابان،‏ حيث ينتهي ربع الزيجات بالطلاق،‏ فتقارب اليوم نسبة الطلاق تلك الموجودة في اوروبا.‏ يذكر خبير بالدراسات العائلية في جامعة الصليب الاحمر الياباني:‏ «في ما مضى،‏ كانت الزيجات التعيسة جدا هي وحدها التي تنتهي بالطلاق.‏ اما اليوم فصارت المسألة مجرد خيار من خيارات الحياة».‏

      وفي بلدان عديدة،‏ كانت التقاليد الاجتماعية والمؤسسات الدينية الراسخة الجذور تساهم في الاستقرار العائلي.‏ غير انها لم تعد قادرة اليوم على صد موجة الطلاق الذي يلاقي قبولا متزايدا في المجتمع.‏ لنأخذ على سبيل المثال الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي تعتبر الزواج مقدسا.‏ ففي عام ١٩٨٣ تساهلت في قوانينها المتعلقة بالرباط الزوجي،‏ ما سهّل على الكاثوليكي انهاء زواجه.‏ فازداد عدد عقود الزواج المفسوخة.‏

      من الواضح اذًا ان العوامل التي كانت تدعم ترتيب الزواج تؤول الى الزوال.‏ ولكن ليست كل اسباب انهيار الزيجات ظاهرة للعيان.‏ فبالاضافة الى الانحطاط العام الذي يشهده المجتمع،‏ هنالك سبب رئيسي آخر مُخفى عن عيون معظم البشر يؤدي الى ازدياد الزيجات الفاشلة.‏

      السبب الخفي وراء العاصفة

      يخبرنا الكتاب المقدس ان الشيطان ابليس،‏ مجسم الانانية،‏ يمارس على العالم بشكل متزايد تأثيرا خفيا مؤذيا.‏ ولماذا يحدث ذلك؟‏ لأنه طُرد من السماء الى جوار الارض وبه غضب عظيم.‏ وهو مصمّم ان يسبّب ‹الويلات› قدرما يستطيع.‏ والترتيب الالهي للزواج ليس سوى احد الامور التي يستهدفها غضب الشيطان الخبيث.‏ —‏ رؤيا ١٢:‏٩،‏ ١٢‏.‏

      قال يسوع مشيرا الى الفترة التي كانت ستلي طرد الشيطان:‏ «بسبب ازدياد التعدي على الشريعة تبرد محبة الاكثرية».‏ (‏متى ٢٤:‏١٢‏)‏ وكذلك كتب الرسول بولس قائلا:‏ «الناس يكونون محبين لأنفسهم،‏ محبين للمال،‏ مغرورين،‏ متكبرين،‏ مجدفين،‏ غير طائعين لوالديهم،‏ غير شاكرين،‏ غير اولياء،‏ بلا حنو،‏ غير مستعدين لقبول اي اتفاق،‏ مفترين،‏ بلا ضبط نفس،‏ شرسين،‏ غير محبين للصلاح،‏ خائنين،‏ جامحين،‏ منتفخين بالكبرياء،‏ محبين للملذات دون محبة للّٰه».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٢-‏٤‏)‏ صحيح ان هذه الصفات البغيضة لطالما كانت موجودة الى حد ما،‏ لكنها صارت بارزة جدا في الفترة الاخيرة.‏ ومعظم الناس صاروا يعترفون بهذا الواقع دون اي تردد.‏

      فبالنظر الى العاصفة التي يتعرَّض لها ترتيب الزواج،‏ ماذا نستطيع ان نفعل لاتقائها وللتمتع بزواج دائم مفعم بالسعادة؟‏ ستناقش المقالة التالية هذا السؤال.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٥]‏

      ‏«في مجتمع اعتاد رمي السلع بعد استهلاكها،‏ من المرجح ان ينظر الناس بالمنظار نفسه الى العلاقات البشرية».‏ —‏ ساندرا دايڤس،‏ خبيرة في قانون الاحوال الشخصية

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٤]‏

      ‏«اقل استقرارا من علاقة الزواج»‏

      يعيش شبان عديدون مع رفيق من الجنس الآخر دون الالتزام بعهد زواج.‏ لكنّ هذه العلاقات «اقل استقرارا من علاقة الزواج»،‏ كما يقول تقرير صادر عن المراكز الاميركية لمكافحة الامراض والوقاية منها.‏ ويعيش البعض معا دون زواج لتقييم مدى الانسجام مع رفيقهم قبل الاقدام على الزواج.‏ فهل يضمن ذلك اختيار الرفيق المناسب ويحسّن نوعية الزواج لاحقا؟‏ تؤكد مجلة الزواج والعائلة ان الدلائل تشير الى العكس.‏ وتقول:‏ «يشعر الاشخاص المتزوجون الذين عاشوا معا قبل الزواج بمقدار اقل من الرضى،‏ .‏ .‏ .‏ يعانون عددا اكبر من المشاكل الزوجية،‏ .‏ .‏ .‏ [و] نسبة الطلاق بينهم هي اعلى».‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥]‏

      طول العمر وتأثيره في الزواج

      يعمّر الناس اليوم اكثر من السابق.‏ لكنّ هذا الامر،‏ رغم ايجابياته،‏ يعرّض الزواج للضغوط ايضا.‏ فاليوم،‏ ينهي الطلاق زيجات كثيرة كان الموت ينهيها في ما مضى.‏ وفي هذا الصدد،‏ تذكر صحيفة ذا واشنطن پوست (‏بالانكليزية)‏ ان ثمة ظاهرة غريبة يدعوها الخبراء «متلازمة الزوج المتقاعد» تعاني منها النساء اليابانيات اللواتي يدوم زواجهن طويلا.‏ تقول امرأة يابانية دام زواجها ٤٠ سنة متحدثة عن فترة تقاعد زوجها:‏ «كان يجب ان اطلقه.‏ فقد كانت خدمته وتلبية طلباته كلما اتى من عمله عبئا مزعجا بما فيه الكفاية.‏ فكم بالاحرى حين اصبح موجودا معي في المنزل بشكل دائم!‏».‏

  • أُسس الزواج السعيد
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | تموز (‏يوليو)‏
    • أُسس الزواج السعيد

      ‏«يلتصق [الرجل] بزوجته ويصيران جسدا واحدا».‏ —‏ تكوين ٢:‏٢٤‏.‏

      انشأ صانعنا يهوه اللّٰه ترتيب الزواج ليكون رباطا دائما بين الرجل والمرأة.‏ تقول تكوين ٢:‏١٨،‏ ٢٢-‏٢٤‏:‏ «قال يهوه اللّٰه:‏ ‹ليس جيدا ان يبقى الانسان وحده.‏ سأصنع له معينا مكملا له›.‏ وبنى يهوه اللّٰه الضلع التي أخذها من الانسان امرأة وأحضرها الى الانسان.‏ فقال الانسان:‏ ‹هذه اخيرا عظم من عظامي ولحم من لحمي.‏ هذه تُدعى امرأة،‏ لأنها من امرئ أُخذت›.‏ لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بزوجته ويصيران جسدا واحدا».‏

      صحيح ان بناء زواج سعيد ومتين ليس بالامر السهل،‏ لكنه ليس مستحيلا على الاطلاق.‏ فكثيرون من رفقاء الزواج ما زالوا يتمتعون بالسعادة رغم مرور اكثر من ٥٠ او ٦٠ سنة على زواجهم.‏ وكيف ينجحون في تحقيق ذلك؟‏ انهم يعملون باستمرار وبروح غير انانية على انجاح علاقتهم بغية ‹ارضاء› رفيق زواجهم.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٣،‏ ٣٤‏)‏ ويتطلب ذلك منهم جهدا كبيرا.‏ فإذا كنت مستعدا ان تصرف الوقت وتبذل الجهد لبناء زواج سعيد يدوم،‏ فستنجح انت ايضا في تحقيق هدفك.‏

      اتّبع الخريطة بدقة

      ان متعهِّد البناء الجدير بالثقة لا يباشر ابدا عمله دون ان يتفحص اولا خريطة البناء.‏ وبشكل مماثل،‏ لا يمكننا ان ننجح في بناء زواج سعيد دون ان نتفحص بدقة الخريطة الالهية لهذا المشروع،‏ وهذه الخريطة موجودة في كلمة اللّٰه.‏ كتب الرسول بولس:‏ ‹كل الاسفار المقدسة موحى بها من اللّٰه ونافعة للتقويم›.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

      يمكن ان يتعلم الازواج والزوجات الكثير عن الزواج بالتأمل في تعاملات يسوع مع تلاميذه.‏ ولمَ نقول ذلك؟‏ في الكتاب المقدس تُشبّه العلاقة بين يسوع والذين سيحكمون معه في السماء بالعلاقة التي تربط الرجل بزوجته.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٢‏)‏ فحتى في احلك الظروف،‏ بقي يسوع مخلصا لعشرائه و «بلغت محبته لهم الى المنتهى».‏ (‏يوحنا ١٣:‏١‏)‏ وكرأس متعاطف يتولى القيادة،‏ أخذ يسوع بعين الاعتبار حدود وضعفات اتباعه.‏ ولم يتطلب منهم قط اكثر مما يستطيعون ان يعطوا او يفعلوا.‏ —‏ يوحنا ١٦:‏١٢‏.‏

      لقد حافظ يسوع على لطفه حتى حين خيّب ظنه اقرب المقربين اليه.‏ فلم يوبخهم بل حاول ان يقوِّمهم بتواضع ولطف.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠؛‏ مرقس ١٤:‏٣٤-‏٣٨؛‏ يوحنا ١٣:‏٥-‏١٧‏)‏ وهكذا،‏ اذا تأملت بعمق في الاسلوب الرقيق الذي اتبعه يسوع في معاملة اتباعه وكيف اعربوا هم بدورهم عن محبتهم له،‏ فستتعلم دروسا عملية تساعدك على بناء زواج سعيد.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

      ابنِ على اساس متين

      لا شك ان المشاكل والامتحانات ستعصف بالاساسات التي تبني عليها زواجك،‏ واضعة متانة علاقتك برفيقك على المحك.‏ لكنّ امتن اساس يُبنى عليه الزواج السعيد هو الالتزامُ بعهد الزواج القائمُ على المحبة.‏ وقد ابرز يسوع اهمية الالتزام حين قال:‏ «ما جمعه اللّٰه في نير واحد فلا يفرقه انسان».‏ (‏متى ١٩:‏٦‏)‏ وكلمة «انسان» هنا تشمل الرجل وزوجته،‏ اللذين قطعا عهدا ان يبقيا مخلصين واحدهما للآخر مدى العمر.‏

      قد يرى البعض في الالتزام عبئا،‏ بسبب ما يرافقه من متطلبات وتضحيات جمة.‏ واليوم يفضل الناس عموما راحتهم الشخصية على التضحية التي يتطلبها الالتزام بعهد مع شخص ما.‏

      فماذا يمكن ان يقوِّي الالتزامَ بعهد الزواج؟‏ كتب الرسول بولس:‏ «يجب على الازواج ان يحبوا زوجاتهم كأجسادهم».‏ (‏افسس ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ فبما ان رفيقَي الزواج ‹جُمعا› معا،‏ فعلى كلٍّ منهما ان يهتم بخير رفيقه كما يهتم بخيره الشخصي.‏ لذلك على الزوجَين ان يغيِّرا طريقة تفكيرهما.‏ فبدل ان يفكر رفيق الزواج في المسائل من وجهة نظره الشخصية،‏ يجب ان يأخذ رأي رفيقه في الاعتبار.‏

      وعندما تنجح في الصمود في وجه المحن التي تعصف بزواجك،‏ ستكتسب الحكمة دون شك.‏ وهذه الحكمة ستؤدي بك الى السعادة.‏ تقول امثال ٣:‏١٣‏:‏ «سعيد هو الانسان الذي يجد الحكمة».‏

      استعمل مواد متينة

      لكي يصمد البيت ويكون آمنا،‏ ينبغي ان يُبنى على أُسس متينة.‏ لذلك اعمل على بناء زواجك بحيث يدوم.‏ استعمل مواد متينة تصمد في وجه المشاكل القاسية التي تمتحن اخلاصك.‏ قدّر الصفات الثمينة التي تضاهي الذهب قيمة،‏ مثل الحكمة الالهية،‏ الكرم،‏ التمييز،‏ التقوى،‏ الدفء،‏ التقدير والمحبة لشرائع اللّٰه،‏ والايمان الحقيقي.‏

      ان السعادة والاكتفاء في الزواج لا ينجمان عن حيازة الممتلكات المادية او ارتقاء السلم الاجتماعي،‏ بل ينبعان من القلب والعقل.‏ وهاتان الصفتان تعززهما الحقائق الموجودة في الكتاب المقدس.‏ والحض القائل:‏ «ليبقَ كل واحد منتبها كيف يبني» ينطبق ايضا على الزواج.‏ —‏ ١ كورنثوس ٣:‏١٠‏.‏

      حين تنشأ المشاكل

      لكي يصمد البناء امام عامل الزمن،‏ من الضروري اتباع برنامج منتظم لصيانته والحفاظ عليه.‏ وكذلك الامر في الزواج،‏ فحين يتعاون الزوج والزوجة معا بانتظام على تحقيق الاهداف ويتبادلان الاكرام والاحترام،‏ يبقى زواجهما راسخا.‏ وهكذا لا تتأصل الانانية،‏ وتبقى مشاعر الغضب مكبوحة.‏

      ان مشاعر الغضب والخيبة المتأصلين والمزمنين يمكن ان تقتل الحب والعاطفة في الزواج.‏ نصح الرسول بولس الرجال:‏ «ايها الازواج،‏ كونوا دائما محبين لزوجاتكم ولا تغضبوا عليهن غضبا مريرا».‏ (‏كولوسي ٣:‏١٩‏)‏ وينطبق المبدأ نفسه على الزوجات ايضا.‏ فحين تسعى الزوجة جاهدة لتظهر الاعتبار لزوجها وتفهمه وتكون لطيفة معه،‏ تساهم هي ايضا في خلق جو من السعادة والاكتفاء.‏ من جهة اخرى،‏ يحول تجنب روح المشاكسة والخصام دون اندلاع النزاعات عندما تنشأ المشاكل.‏ يحثنا بولس قائلا:‏ «كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض،‏ ذوي حنان،‏ مسامحين بعضكم بعضا».‏ —‏ افسس ٤:‏٣٢‏.‏

      وماذا لو شعرت بالعجز والسخط او بأنك لا تقدَّر حق قدرك،‏ وأدت بك هذه المشاعر الى الانزعاج؟‏ حافظ على هدوئك،‏ واذكر بوضوح سبب قلقك لرفيق زواجك.‏ اما الهفوات الثانوية فمن الافضل ان تتغاضى عنها وتدع المحبة تسترها.‏ —‏ ١ بطرس ٤:‏٨‏.‏

      يقول رجل متزوج منذ ٣٥ سنة واجه الكثير من المحن في زواجه انه مهما بلغ مقدار الغضب الذي يشعر به المرء تجاه رفيق زواجه،‏ لا يجب «ان يتوقف الحوار بينهما على الاطلاق».‏ وهو يقدِّم نصيحة حكيمة حين يقول:‏ «لا تتوقف ابدا عن اظهار المحبة».‏

      يمكنك ان تبني زواجا سعيدا

      صحيح ان بناء زواج سعيد ليس بالامر السهل،‏ ولكن حين يصمّم الزوجان ان يعملا جاهدين على الاعتماد على اللّٰه في اتحادهما،‏ سينتج عن ذلك السعادة والامن.‏ لذلك انتبه جيدا الى الجانب الروحي في حياتك العائلية.‏ ليكن لديك التزام راسخ بعهد الزواج.‏ وتذكر كلمات يسوع حين اشار الى ان الفضل في بناء زواج سعيد لا يعود الى الزوج او الزوجة فقط،‏ بل يعود بشكل رئيسي الى منشئ الزواج،‏ يهوه اللّٰه.‏ قال يسوع:‏ «ما جمعه اللّٰه في نير واحد فلا يفرقه انسان».‏ —‏ متى ١٩:‏٦‏.‏

      مرجع اضافي

      ان كتاب سرّ السعادة العائلية،‏ وهو من اصدار شهود يهوه،‏ يزوّد اقتراحات عملية لبناء زواج ناجح وسعيد.‏ ومئات آلاف المتزوجين حول العالم يجدون ان ارشاده العملي المؤسس على الكتاب المقدس يساعدهم على تحسين نوعية علاقتهم الزوجية.‏ —‏ انظر الصفحة ٣٢ من هذا العدد.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٩]‏

      كيف تبني زواجا سعيدا؟‏

      ◼ ادرس كلمة اللّٰه مع رفيق زواجك بانتظام،‏ وصلِّ الى اللّٰه طلبا للمساعدة والارشاد في حل المشاكل.‏ —‏ امثال ٣:‏٥،‏ ٦؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ◼ ليقتصر اهتمامك الجنسي على رفيق زواجك فقط.‏ —‏ امثال ٥:‏١٥-‏٢١؛‏ عبرانيين ١٣:‏٤‏.‏

      ◼ تحدث الى رفيق زواجك بصراحة وصدق ومحبة عن مشاكلكما واختلافاتكما.‏ —‏ امثال ١٥:‏٢٢؛‏ ٢٠:‏٥؛‏ ٢٥:‏١١‏.‏

      ◼ تكلم مع رفيق زواجك بلطف وأظهر له الاعتبار.‏ تجنب نوبات الغضب،‏ التشكي،‏ والملاحظات الانتقادية القاسية.‏ —‏ امثال ١٥:‏١؛‏ ٢٠:‏٣؛‏ ٢١:‏٩؛‏ ٣١:‏٢٦،‏ ٢٨؛‏ افسس ٤:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏

      ◼ طبِّق بتواضع ارشادات الكتاب المقدس حتى لو شعرت ان رفيق زواجك لا يؤدي دوره كما ينبغي.‏ —‏ روما ١٤:‏١٢؛‏ ١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

      ◼ اعمل جاهدا على تنمية الصفات الروحية المذكورة في الكتاب المقدس.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ كولوسي ٣:‏١٢-‏١٤؛‏ ١ بطرس ٣:‏٣-‏٦‏.‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٧]‏

      ابنِ زواجك باتّباع الخريطة الالهية الموجودة في الكتاب المقدس

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      لتكن المحبة غير الانانية والولاء الاساس المتين لزواجك

      ‏[الصور في الصفحة ٨]‏

      نمِّ الصفات الروحية القادرة ان تصمد في وجه الامتحانات القاسية

      ‏[الصورتان في الصفحة ٨]‏

      ينبغي العمل بجهد للحفاظ على زواج سعيد

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة