مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • فوائد ومخاطر —‏ المداواة الذاتية
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • فوائد ومخاطر —‏ المداواة الذاتية

      بواسطة مراسل استيقظ!‏ في البرازيل

      ‏«عالميا،‏ تزدهر سوق المداواة الذاتية»،‏ كما يدّعي رئيس شركة صيدلة كبيرة.‏ «فالناس يريدون ان يكونوا هم المسؤولين عن صحتهم».‏ ورغم ذلك،‏ هل هنالك اية مخاطر ينبغي ان تتنبّهوا لها؟‏

      طبعا،‏ اذا استُعملت الادوية بالطريقة الصائبة يمكن ان تجلب الراحة.‏ على سبيل المثال،‏ ان الإنسولين والمضادات الحيوية وحتى الوصفة البسيطة والرخيصة للمعالجة بالامهاء الفموي تخلّص حياة اعداد لا تُحصى.‏ لكنَّ تحدّي المداواة الذاتية يكمن في تحديد متى تفوق الفوائد المخاطر.‏

      من المعترف به انه في بعض البلدان قد تكون المساعدة الطبية إما بعيدة جدا او كثيرة الكلفة.‏ لذلك يعتمد كثيرون من الناس على آراء الاصدقاء والاقرباء او على كتب المساعدة الذاتية لاستقاء معلومات متعلقة بالمداواة.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ «تروِّج الحملات الاعلانية الفكرة انه بمجرد شراء كبسولة،‏ يمكن حيازة الصحة والعافية»،‏ كما يقول فرناندو لوفيڤر،‏ پروفسور في جامعة سان پاولو في البرازيل.‏a ونتيجة لذلك،‏ يلجأ كثيرون الى العقاقير للتغلب على تأثيرات العمل الشاق،‏ سوء التغذية،‏ وحتى المشاكل العاطفية الطفيفة.‏ ويضيف لوفيڤر:‏ «عوض ان يحسِّن الناس نوعية حياتهم،‏ يحاولون ان يحلّوا مشاكلهم بتناول الادوية المتوفرة».‏ ومَن يدري اذا كان تشخيص المرضى لحالتهم صحيحا او لا؟‏!‏

      بالاضافة الى استعمال الادوية لمعالجة امراض كالصداع،‏ فرط ضغط الدم،‏ وتلبُّك المعدة،‏ يلجأ كثيرون الى الادوية لمعالجة القلق،‏ الخوف،‏ والوحدة.‏ يقول الطبيب اندريه فاينڠولد:‏ «ينشد الناس مساعدة الطبيب لأنهم يظنون ان حبة الدواء ستحل المشكلة».‏ ويضيف:‏ «حتى الاختصاصيون في الصحة يصفون الادوية وينصحون بإجراء فحوص لا تُحصى.‏ ولا يُبذل جهد لمعرفة تاريخ المريض الذي يتَّبع في معظم الحالات نمط حياة عديم النظام،‏ مُجهِدا،‏ وغير صحي».‏ ويعترف روميلدو بْوينو،‏ من المجلس العالمي لمنع اساءة استعمال العقاقير المزاجية الاثر (‏العقاقير التي تحدث تغييرا في الادراك او التصرف)‏:‏ «ان وقت الطبيب لرؤية المرضى محدود،‏ فيصرف الشخصَ بسرعة معالجا الاعراض فقط».‏ واستعمال العقاقير «صار طريقة طبية لحلّ المشاكل الاجتماعية».‏ لكنَّ طبيبا آخر نبَّه الى ان كثيرين من المرضى يحتاجون الى العقاقير المزاجية الأثر شرط ان توصف بحذر.‏

      بعد مناقشة «موضة الپروزاك Prozac»،‏ تقول الصحيفة اليومية البرازيلية او إستادو دي سان پاولو (‏بالپرتغالية)‏:‏ «من المستغرب جدا ان يصير العلاج موضة،‏ تماما كتسريحة جديدة».‏ وتقتبس من الطبيب النفساني آرثر كوفمان:‏ «ان انعدام بُعد النظر والقصدِ في الحياة يخلق ظاهرة تجعل من العلاج الفعَّال خلاصا من كل الامراض».‏ ويضيف كوفمان:‏ «يصير الانسان مهتما اكثر فأكثر بالعلاجات الفورية،‏ ولأنه فقد الاهتمام بالعثور على اسباب مشاكله،‏ يفضل تناول حبة دواء لحلِّها».‏ ولكن هل المداواة الذاتية آمنة؟‏

      هل المداواة الذاتية مخاطرة؟‏

      تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان احدى الميزات المذهلة في الحقل الطبي في القرن الـ‍ ٢٠ هي تطوير عقاقير جديدة».‏ ولكنها تقول ايضا:‏ «ان المزيد من حالات التسمُّم مردّه على الارجح الى الاستعمال غير الصحيح للأدوية اكثر من ايّ شيء آخر».‏ وبالفعل،‏ كما يمكن للدواء ان يشفي يمكنه ايضا ان يؤذي.‏ فحبوب القَهَم للحمية «تؤثر في الجهاز العصبي ويمكن بالتالي ان تسبِّب ردود فعل عكسية كالأرق،‏ التغييرات في السلوك،‏ وحتى الهلوسات في بعض الحالات»،‏ كما توضح الكاتبة سيلن دي كاسترو.‏ وتضيف:‏ «لكنَّ الشخص الذي يعتقد ان حبوب القَهَم تعمل فقط كمثبِّط للشهية يخدع نفسه.‏ فكبسولة واحدة قد تكون بداية حلقة مفرغة من العلاجات يُبطل كلُّ واحد منها مفعول الآخر».‏

      ان الكثير من العقاقير الشائع استعمالها يمكن ان تسبِّب تهيُّج المعدة وحتى الغثيان،‏ التقيُّؤ،‏ والنزف.‏ ويمكن ان تسبِّب بعض العقاقير الادمان او الاذى للكليتَين والكبد.‏

      وربما يجب الحذر حتى من المنتجات الصحية الرائجة.‏ فالطبيب افراينڠ اولشيڤر،‏ رئيس جمعية طبية برازيلية،‏ يحذِّر قائلا:‏ «ان موضة تناول جرعات الڤيتامينات الداعمة تشكِّل خطرا كبيرا».‏ ويضيف:‏ «لقد تعدّى الامر قيام الناس بمداواة ذاتهم الى إعطاء الاطباء الذين تنقصهم المعلومات الوافية وصفات يُشك في نتيجتها،‏ متجاهلين الاخطار التي ترافقها».‏ لكنَّ طبيبا آخر يذكر ان جرعات الڤيتامينات الداعمة التي تُعطى بكميات ملائمة قد تكون لازمة او مفيدة لمعالجة بعض الامراض والنقص في النظام الغذائي.‏

      كيف نقوم بتشخيص ذاتي آمن؟‏

      بما اننا لا نستطيع ان نرى طبيبا كلما شعرنا بتوعُّك،‏ يمكن ان تكون الثقافة الصحية والمداواة الذاتية المنطقية مفيدتَين لعائلاتنا.‏ ولكن،‏ قبل تناول ايّ دواء،‏ من الضروري ان يكون التشخيص الذاتي صحيحا ودقيقا.‏ وإذا لم يكن هنالك طبيب في الجوار او لا تملكون المال الكافي لرؤية طبيب،‏ فاستشارة كتاب مرجعي طبي ملائم قد تساعدكم على تشخيص المرض تشخيصا صحيحا.‏ على سبيل المثال،‏ تصدر الجمعية الطبية الاميركية دليلا طبيا للعائلة يتضمَّن جزءا من ١٨٣ صفحة يحتوي على جداول اعراض.‏ وترشد هذه الصفحات المريض بواسطة مجموعة من الاسئلة يمكن الاجابة عنها بنعم او لا.‏ وباستبعاد الافتراضات غير المطابقة،‏ غالبا ما يمكن تحديد المشكلة.‏

      ولكن ماذا عن دور الاطباء؟‏ متى ينبغي ان ننشد مساعدتهم؟‏ وكيف نتجنب ان نكون قلقين بإفراط على صحتنا او مهملين؟‏ حقا،‏ في عالم ينتشر فيه المرض والداء النفسي الجسدي،‏ كيف يمكننا التمتع بمقدار من الصحة الجيدة؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a شهدت بلدان كثيرة مؤخرا ازديادا كبيرا في الاعلانات «الموجهة مباشرة الى المستهلك» عن العقاقير التي لا يمكن بيعها إلا بوصفة طبية،‏ رغم انتقاد كثيرين من الاطباء والهيئات الطبية.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٤]‏

      ‏«لا يُبذل جهد لمعرفة تاريخ المريض الذي يتَّبع في معظم الحالات نمط حياة عديم النظام،‏ مُجهِدا،‏ وغير صحي».‏ —‏ الطبيب اندريه فاينڠولد

      ‏[الاطار في الصفحة ٤]‏

      المعالجة المنزلية بالاعشاب

      طوال آلاف السنين،‏ عالج الناس في مجتمعات عديدة امراضهم بواسطة الاعشاب،‏ مستخدمين النباتات الموجودة في الحقول والغابات.‏ والكثير من العقاقير العصرية ايضا مصنوع من النباتات،‏ مثل القِمَعيَّة digitalis،‏ التي تستعمل لمعالجة امراض القلب.‏ لذلك فإن پينيلوپي اودي،‏ وهي عضو في المعهد الوطني لأطباء الاعشاب في المملكة المتحدة،‏ تذكر في كتابها ان «هنالك اكثر من ٢٥٠ علاجا آمنا للمساعدة على تخفيف الامراض الشائعة —‏ من السُّعال العادي،‏ الزكام،‏ والصداع الى العلاجات الخصوصية للامراض الجلدية،‏ مشاكل الهضم،‏ وأمراض الاولاد».‏

      تكتب:‏ «كان التداوي بالاعشاب يُعتبر دائما ‹طب عامة الشعب› —‏ علاجات بسيطة يمكن استعمالها في المنزل إما للامراض الخفيفة او لدعم علاجات فعالة اكثر يصفها الاطباء للامراض المزمنة او الحادة».‏ وتتابع:‏ «رغم ان معظم الاعشاب هي آمنة في حدّ ذاتها ينبغي استعمالها بانتباه.‏ فلا تتجاوزوا الجرعات المحدَّدة او تستمروا في استعمال العلاجات المنزلية اذا بقيت الامراض على حالها،‏ او ازدادت سوءا،‏ او اذا كان التشخيص مشكوكا فيه».‏ —‏ كتاب الاعشاب الطبي الكامل (‏بالانكليزية)‏.‏

  • كيف يمكنكم التمتُّع بصحة جيدة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٨ | تموز (‏يوليو)‏ ٨
    • كيف يمكنكم التمتُّع بصحة جيدة؟‏

      ان طرائق المعالجة موضوع يتداوله الناس.‏ ويبدو ان كل صديق او جار تقريبا يملك حلًّا مفضَّلا لكل حالة طبية.‏ ومن الطبيعي ان يرغب كثيرون في مداواة انفسهم.‏ ولكن،‏ كما تقول طبيبة برازيلية،‏ هنالك اشخاص «لا يلجأون الى الطبيب إلا حين تتأزم الحالة».‏ «فقد تظهر عندهم آفات جلدية لا تُشفى رغم اشهر من المداواة الذاتية.‏ وعندما يستشيرون اخيرا الطبيب يتبيَّن انهم مصابون بنوع من السرطان كان يجب معالجته في البداية».‏

      بما ان التشخيص المبكر غالبا ما ينقذ الحياة،‏ فالتأجيل قد يكلِّف غاليا.‏ يخبر جرَّاح:‏ «عانت امرأة في الثلاثين من العمر تأخيرا في الحيض وألما غير حادّ في اسفل البطن.‏ فداوت نفسها بتناول الكثير من المسكِّنات ومضادات الالتهاب،‏ فخفَّ الالم.‏ ولكن بعد ثلاثة ايام،‏ عانت صدمة من جراء نزيف ونُقلت سريعا الى المستشفى.‏ فأجريتُ لها على الفور عملية جراحية،‏ اذ شخَّصتُ لها حبلا في انبوب فالوپ.‏ وأُنقِذت قبل فوات الاوان!‏».‏

      وثمة شابة في سان پاولو ظنَّت انها مصابة بفقر الدم،‏ لكنَّ مرضها كان قصورا كُلْويا مزمنا.‏ ولأنها اجَّلت المعالجة،‏ صار الزرع الحل الوحيد الممكن.‏ واستنتجت طبيبتها قائلة:‏ «غالبا ما يتردد المريض في طلب المعالجة الطبية،‏ فيداوي نفسه او يبحث عن وسائل اخرى يشير اليها اشخاص غير اختصاصيين فينتهي به المطاف الى مشاكل صحية خطيرة».‏

      دون شك،‏ لا نريد ان نقلِّل من شأن الاشارات التي يعطيها جسمنا.‏ ولكن كيف يمكننا تجنب ان تستحوذ على تفكيرنا المعالجات او المداواة الذاتية؟‏ تُعرَّف الصحة بأنها «الكينونة سلماء الجسم،‏ العقل،‏ او الروح» او «الخلوّ من المرض او الالم الجسديين».‏ وما يثير الاهتمام هو الاعتراف انه،‏ الى حد ما،‏ يمكن اتّقاء معظم الامراض اليوم.‏ فوفقا للطبيب لويس توماس:‏ «لسنا اشخاصا صُنعوا بطريقة رديئة بل اشخاص اقوياء بطريقة مدهشة،‏ كائنات قادرة على التحمُّل،‏ مليئة بالصحة».‏ وهكذا عوض ان ‹نتوهم المرض،‏ ويعترينا الهم الى حد الاصابة فعليا به›،‏ يجب ان نتعاون مع الجسم وقدرته الرائعة على شفاء ذاته.‏ وقد يساعدنا على ذلك طبيب مقتدر او طبيب ممارس.‏

      متى ننشد المساعدة الطبية

      يقترح طبيب برازيلي ان ننشد مساعدة الاختصاصيين «اذا لم تخفّ بالأدوية العادية اعراض مثل الحمى،‏ الصداع،‏ التقيُّؤ،‏ او الالم في البطن،‏ الصدر،‏ او الحوض وتكرَّرت دون ايّ سبب ظاهر او اذا كان الالم حادا او شديدا».‏ وينصح طبيب آخر بطلب المساعدة الطبية كلما كنا غير متأكدين من كيفية معالجة اعراضنا او شعرنا بأن شيئا ما يختلف عن المرات السابقة.‏ ويضيف:‏ «عندما يمرض الولد،‏ يفضِّل الوالدون عموما ان ينشدوا مساعدة اختصاصيين عوض ان يُداووا هم بأنفسهم الولد».‏

      ولكن هل العقاقير ضرورية دائما؟‏ وهل يعطي استعمال العقاقير نتائج مضادة؟‏ هل هنالك اية تأثيرات جانبية كتهيُّج المعدة او ضرر بالكبد او الكليتَين؟‏ ماذا عن تفاعلها مع عقاقير اخرى؟‏ تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة (‏بالانكليزية)‏:‏ «قليلون هم المرضى الذين ينظرون الى مشاكلهم الخاصة بدون انفعال او حتى بتمييز».‏ ولكن يمكن ان يساعدنا طبيب حي الضمير ان ندرك ان كل العقاقير يمكن ان تسبِّب الاذى وأنه نادرا ما نجد عقاقير مستعملة اليوم ليست لها تأثيرات جانبية.‏ فاقرأوا التحذيرات عن التأثيرات الجانبية المحتملة على الورقة المرفقة بالعقَّار الموصوف لكم الذي ستبتاعونه!‏ وحتى الادوية التي تُباع شرعيا دون وصفة طبيب (‏OTC)‏ يمكن ان تسبِّب الاذى او الموت اذا استُعملت بطريقة خاطئة او بكثرة.‏

      والحاجة الى الحذر يشدد عليها تقرير ريتشارد أ.‏ نكص في ذا بوسطن ڠلوب (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الملايين الذين يعانون التهاب المفاصل ويتناولون المسكِّنات يوميا معرَّضون لخطر نزيف مفاجئ مع احتمال الموت،‏ كما يذكر تقرير الباحثين في جامعة ستانفورد».‏ ويضيف:‏ «وعلاوة على ذلك،‏ يحذِّر الباحثون ان تناول المسكِّنات مع الادوية المضادة للحموضة او الحبوب المانعة للحموضة الشائعة لا يحمي من المضاعفات الخطيرة في المعدة وقد يزيد ايضا الخطر».‏

      وماذا عن المداواة الذاتية الشائعة؟‏ يقول طبيب في ريبيرون پريتو في البرازيل:‏ «اظن انه من المفيد جدا اذا كان باستطاعة الجميع حيازة صيدلية صغيرة في البيت .‏ .‏ .‏ ولكن يجب استعمال هذه الادوية بتمييز ومنطق سليم».‏ (‏انظروا الإطار في الصفحة ٧.‏)‏ وتساهم الثقافة الصحية الاساسية ايضا في نوعية حياة افضل.‏ وبما ان الاوضاع تختلف باختلاف الاشخاص،‏ فلا تنصح استيقظ!‏ بأية عقاقير،‏ طرائق معالجة،‏ او علاجات طبيعية خصوصية.‏

      ماذا يمكن ان تعملوا انتم للتمتع بصحة جيدة؟‏

      كتب جوناثان سويفت كاتب من القرن الـ‍ ١٨:‏ «افضل الاطباء في العالم هم:‏ الطبيب حمية،‏ الطبيب هدوء،‏ والطبيب مرح».‏ وبالفعل،‏ ان الغذاء المتَّزن،‏ الراحة المناسبة،‏ والقناعة هي مقوِّمات مهمة للتمتع بصحة جيدة.‏ وبالتباين،‏ رغم ادِّعاءات الاعلانات البارعة،‏ لا يمكننا شراء الصحة الجيدة بمجرد تناول العقاقير.‏ «ان الاستعمال غير الضروري وحتى الخَطِر للمنتوجات الصيدلانية» يمكن ان يُضعِف جهاز المناعة.‏ —‏ ديسيوناريو تيراپيوتيكو ڠوانبارا (‏بالپرتغالية)‏.‏

      ولكن،‏ بتحملنا المسؤولية عن نمط حياتنا وتجنب اساءة استعمال المخدِّرات،‏ التدخين،‏ شرب الكحول المفرط،‏ والاجهاد الشديد،‏ نستطيع انجاز الكثير لتحسين صحتنا.‏ تقول ماريان البالغة من العمر ٦٠ سنة والتي خدمت كمُرسَلة لوقت طويل في البرازيل:‏ «تمتعت نسبيا بصحة جيدة باتِّباع نمط حياة معتدل وبأكل تنوع من الطعام الصحي».‏ وتوضح ايضا:‏ «احب عموما ان استيقظ باكرا،‏ لذلك فالخلود الى النوم باكرا هو ضروري».‏ ولا يجب التقليل من شأن التفكير المنطقي والعادات الجيدة ولا من اهمية الفحوص الطبية المنتظمة والاتصال الجيد بطبيب عائلة كفؤ.‏

      ورغم ان ماريان تريد ان تبقى بصحة جيدة،‏ لكنها تنتبه ألّا تقلق كثيرا بشأنها وألّا تهملها ايضا.‏ تقول:‏ «اصلِّي ايضا ان يرشدني يهوه في كل القرارات الصحية التي ينبغي ان اتخذها لكي استطيع ان اقوم بما هو افضل على المدى البعيد وألّا ابذِّر الوقت والمال في محاولات لتحسين صحتي».‏ وتضيف:‏ «بما ان البقاء نشيطة امر اساسي،‏ اصلِّي الى اللّٰه ان يساعدني على البقاء متعقلة في ما يتعلق بكيفية استعمال وقتي وقوَّتي،‏ بحيث لا اوفر طاقتي بلا لزوم وفي الوقت نفسه لا اتخطى حدود طاقتي».‏

      لبلوغ السعادة الحقيقية،‏ لا نستطيع ان نتجاهل المستقبل.‏ فحتى لو كنا نتمتع بصحة جيدة نسبيا الآن،‏ فسيبقى المرض،‏ الالم،‏ العذاب،‏ وفي النهاية الموت.‏ فهل هنالك ايّ رجاء بأننا سنتمتع بصحة كاملة يوما ما؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      فوائد العناية المتَّزنة بالذات

      تعتمد صحتكم الى حد بعيد على ما تأكلون وتشربون.‏ فإذا حاولتم قيادة سيارة فيها بنزين ممزوج بالماء او مُضاف اليه السكر،‏ فسرعان ما تخرِّبون المحرك.‏ وبشكل مماثل،‏ اذا حاولتم ان تحيوا معتمدين على طعام وشراب يفتقران الى الغذاء،‏ يكون الثمن في نهاية المطاف صحة ضعيفة.‏ وفي عالم الكمپيوتر،‏ يُدعى ذلك GIGO،‏ اي «اعطوا نفاية فتحصلوا على نفاية».‏

      توضح الطبيبة ميلاني مينتسر،‏ وهي پروفسورة في طب العائلة:‏ «هنالك ثلاثة انواع من المرضى:‏ الذين يستشيرون الاطباء في امور يستطيعون بسهولة معالجتها في المنزل،‏ والذين يستعملون نظام العناية الصحية بشكل ملائم،‏ والذين لا يستشيرون الاطباء حتى عند الضرورة.‏ فالذين ينتمون الى الفريق الاول غالبا ما يبدِّدون وقت الطبيب بالاضافة الى وقتهم ومالهم.‏ والذين في الفريق الثالث قد يخاطرون بحياتهم بتأجيل العناية الاختصاصية الملائمة.‏ ويتمنى الاطباء لو ينتمي المزيد من الناس الى الفريق الثاني».‏

      «ان العوامل السبعة للتمتع بصحة افضل هي:‏ كلوا واشربوا ما هو صحي،‏ قوموا بالتمارين قانونيا،‏ امتنعوا عن التدخين،‏ خذوا قسطا وافيا من الراحة،‏ تحكَّموا في الاجهاد،‏ حافظوا على روابط اجتماعية وثيقة،‏ واتخذوا تدابير وقائية لتخفيض خطر المرض والحوادث».‏ —‏ قبل ان تستدعوا الطبيب —‏ العناية الذاتية الفعّالة والآمنة لأكثر من ٣٠٠ مشكلة طبية (‏بالانكليزية)‏،‏ بقلم الطبيبة آن سايمونس،‏ بايبي هاسلبرينڠ،‏ ومايكل كاسلمان.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      صندوق الادوية المنزلي

      «جرى التقدير ان حوالي ٩٠ في المئة من الاعراض —‏ الاوجاع المتواصلة الخفيفة،‏ الكدمات،‏ وعلامات اخرى للانزعاج او المرض —‏ التي يشعر بها راشدون يتمتعون عموما بالصحة الجيدة يُستهان بها ولا يُطلَع عليها احد.‏ .‏ .‏ .‏ وغالبا ما يُستعمل علاج سريع،‏ كحبَّتين من الاسپيرين للصداع».‏

      «وما يجعل ذلك ممكنا في اغلب الاحيان هو صندوق الادوية المنزلي.‏ فهو يوفر الذهاب غير الضروري والمكلف الى الطبيب او العيادة».‏ —‏ الدليل الطبي المنزلي الكامل (‏بالانكليزية)‏،‏ كليَّة كولومبيا الجامعية للاطباء والجراحين.‏

      وينصح المرجع نفسه بحيازة صندوق ادوية منزلي يحتوي على لصوق للجروح الطفيفة (‏Band-Aids)‏،‏ شريط لاصق،‏ قطع شاش معقمة،‏ قطن،‏ ضمائد،‏ مراهم مختلفة،‏ كحول مطهِّر،‏ مِقَصّ،‏ ميزان حرارة فموي،‏ وأشياء عملية اخرى.‏

      وفي ما يتعلق بالادوية،‏ ينصح بحبوب تخفيض الحمى وتخفيف الالم،‏ مضادات الحموضة،‏ شراب للسُّعال،‏ مضاد الهِستامين/مزيل الاحتقان،‏ مليِّن خفيف،‏ ودواء ضد الاسهال.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٨]‏

      كلمة تحذير

      «رغم ان ادوية الـ‍ OTC لا تحتاج الى وصفة طبية لبيعها،‏ فهي عقاقير حقيقية.‏ ومثل العقاقير التي تُباع بوصفة طبية،‏ فإن البعض منها لا يجب تناوله مع عقاقير اخرى او مع بعض الأطعمة او الكحول.‏ وكالعقاقير الاخرى،‏ يمكن ان تخفي امراضا اخطر او تسبب الادمان.‏ وأحيانا لا ينبغي ان يكون عقَّار الـ‍ OTC البديل لزيارة الطبيب.‏

      «رغم ذلك،‏ معظمها آمن وفعال .‏ .‏ .‏ فهي تعطي النتيجة المطلوبة وتعطيها بطريقة جيدة».‏ —‏ استعمال الادوية بحكمة (‏بالانكليزية)‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة