-
هل يمكنكم ان تغلبوا السرطان؟استيقظ! ١٩٨٧ | تموز (يوليو) ٨
-
-
هل يمكن غلب سرطان الثدي؟
لعل احد السرطانات الاكثر اخافة للنساء، وحتى لبعض الرجال، هو سرطان الثدي — ليس فقط بسبب معدل وفياته بل ايضا بسبب تأثيراته الجمالية والنفسانية. فماذا يمكنكم فعله لتجنب استئصال الثدي؟ ان التشخيص المبكر عامل جوهري.
رغم نصح النساء بالقيام بفحص ذاتي للثدي في ما يتعلق بظهور ايّ تكتّل، يُقترح على النساء ذوات الثدي الاكبر حجما اجراء رسم شعاعي او فحص بالاشعة السينية للثدي سنويا. ولماذا ذلك؟ لانه تصعب ملاحظة تكتّل في اعماق النسيج بمجرد الجسّ البسيط. وكما نصح الدكتور كوري سرفاس: «ان احتمالات احتسابكن بين المحظوظات تكون افضل بكثير اذا ذهبتنّ لاجراء اول رسم شعاعي للثدي عند بلوغ الـ ٣٥ او الـ ٤٠ من العمر.» ولماذا الحال هي كذلك؟ «في ما يتعلق بأغلب انواع سرطان الثدي فان نسبة النجاة للخمس السنوات هي اكثر من ٨٥ في المئة للسرطانات المكتشفة في مرحلتها الاولى.»
وفي الوقت الحاضر هنالك آلات للاشعة السينية تستطيع القيام برسم شعاعي للثدي بمستوى منخفض جدا من الاشعاع. وهذا يقلل جدا من احتمال اثارة سرطان بالاشعاع الزائد.
والمساعد الآخر على التشخيص المبكر جدا هو مخطط الحرارة، الذي يمسح درجة حرارة الثدي. «تُطوِّر الاورام امداداتها الخاصة من الدم اذ تحتاج الى كميات ضخمة من طاقة اكسيجين الدم من اجل نموها. . . . [وهي] تكوِّن بُقَعا حارة تقذف الطاقة بكميات اكثر بكثير من الخلايا العادية.» («الهدف: السرطان») ويسمح ذلك بالاكتشاف المبكر «للبقعة الحارة» بواسطة مخطط الحرارة.
في الماضي غالبا ما تضمنت العمليات الجراحية لسرطان الثدي استئصالا جذريا — ازالة تشويهية للثدي ونسيج العضلات المحيطة والعُقد اللِّمفية. فهل يُعتبر ذلك بعدُ جوهريا؟ وصل الدكتور برنارد فيشر، خبير في حقل سرطان الثدي، الى الاستنتاج ان الاستئصال الجذري للثدي لم يكن فقط بلا مبرر عادة بل ان «الاستئصال البسيط، ازالة كل نسيج الثدي، لم يَظهر انه يُحسِّن النجاة اكثر من مجرد استئصال التكتّل [ازالة التكتّل فقط] بالمعالجة الاشعاعية او بدونها.»
هل هنالك اختيار آخر للمعالجة؟
حتى الآن تأملنا فقط في الاقترابات الطبية المألوفة لمعالجة السرطان. ويحسن بنا ان نذكر ان بعض المرضى لجأوا الى وسائل اخرى بدرجات مختلفة من النجاح والفشل. وأمثلة ذلك هي المعالجة باللاتريل (فيتامين ب ١٧)، معالجة هوكسي باستعمال الاعشاب وبعض الكيميائيات، ووسيلة اخرى انشأها الدكتور وليم د. كيلي، طبيب اسنان، مؤسسة على الاعتقاد ان السرطان «يدل على نقص فعلي في الانزيمات البنكرياسية.» — «رد واحد على السرطان.»
وبالاضافة الى ذلك، كما هو مذكور في «الهدف: السرطان»: «هنالك عدد كبير من الناس، وبينهم بعض الاطباء، يؤيدون فكرة ‹الكمالية› للسبب والعلاج والوقاية من السرطان وغيره من الامراض: فالسرطان مرض ‹يسببه› كامل الجسد العامل بطريقة غير صحيحة، ويستطيع الجهد الواعي من جهة الانسان استعادة الصحة. كثيرون من الناس المشهورين يؤمنون بذلك، وكثيرون من ضحايا السرطان السابقين يؤكدون انهم قد شُفوا باتّباعهم وصفات مؤسسة على النظرة الكمالية بدلا من النظرة الاختزالية الى الصحة.»
-
-
«السرطان — انني اغلبه»استيقظ! ١٩٨٧ | تموز (يوليو) ٨
-
-
«السرطان — انني اغلبه»
روز ماري امرأة ودّية وسعيدة جدا من تكساس في الستينات من عمرها. اكتشفت للمرة الاولى أنّ لديها ورما خبيثا في عام ١٩٦٤، في وقت سن اليأس تقريبا. وهي الآن تخبر قصتها المشجعة:
عندما لاحظتُ لاول مرة تكتّلا في ثديي قلقت مما عسى ان يكون. فأخذني زوجي الى المستشفى لاجراء فحص. ذاك كان الجزء المروِّع — الجلوس وانتظار الحكم. وعندما قيل لي اخيرا انه قد اكون مصابة بسرطان الثدي اتذكر انني شعرت وكأن شخصا رفسني في معدتي. ثم بدأت فترة تردد — ايّ مسلك يجب اتخاذه؟ كان بعض الاطباء يلحّون على عملية جراحية، وأوصى آخرون بمعالجة بديلة. فكيف قررنا؟
تحدث زوجي مع طبيب صديق قال انه فيما معظم الاورام في الثدي غير خبيثة هنالك احتمال ان يكون الورم خبيثا. ولذلك فان الاختيار كان، هل نجازف ونؤجل العملية الجراحية ام نطلب فورا ازالة التكتّل الكريه؟ قررنا معا ان اقبل العملية الجراحية. فأُزيل التكتّل وأُعلن انه غير خبيث. فتنهدت بارتياح.
وفي عام ١٩٦٥ اكتشفت تكتلا آخر في الثدي نفسه. كان ذلك نكسة ولكن ليس هزيمة. فأُجريت لي عملية جراحية مرة اخرى، وكان ذلك التكتّل غير خبيث ايضا. ومجازيا، حبست أنفاسي اذ سار كل شيء على ما يرام لمدة سنتين. ثم، في عام ١٩٦٧، ظهر تكتّل ثالث في الثدي نفسه. وأمر الاطباء بفحص خزعة بشكل دقيق فكانت النتيجة وجود ورم خبيث. وكان يلزم ازالة الثدي. وهكذا، بعد شهر، أُجريت لي عملية «بسيطة» لاستئصال الثدي.
مضت ثماني سنوات دون اية مشاكل اضافية. وبدأت اشعر بأنني قد غلبت السرطان. ولكنني في عام ١٩٧٥ وجدت تكتلا في ثديي الآخر. ونظرا الى تاريخي الماضي اختار الاطباء استئصال هذا الثدي. وللتيقن بأن السرطان لم ينتشر أمروا ايضا بسلسلة من المعالجات الاشعاعية. ولا بد ان اعترف بأن هذا الاجراء افزعني. ولماذا ذلك؟
كان يجب عليَّ كل مرة ان انتظر مع اناس آخرين يعالَجون هم ايضا بالاشعاع. فكانت وجوههم وأجسادهم معلَّمة بصبغة حمراء كأهداف للمسدس الاشعاعي. وكان ذلك منظرا يثير الاضطراب. ثم كان يجب عليَّ ان اذهب وحدي الى حجرة الاشعاع الخصوصية هذه. وبدا كل شيء مخيفا جدا لانني كنت اعلم بوجود تلك القوة الخفية التي تدمّر نسيجي، الخبيث والسليم في الوقت نفسه. وعلى كل حال حصلت على ٣٠ معالجة اشعاعية في خلال حوالى ١٥ اسبوعا. ومنذ ذلك الوقت احتجت فقط الى تدخل عمليتين جراحيتين صغيرتين لاورام غير خبيثة في ظهري ورأسي.
قوة للنجاة
انني شاكرة حقا اذ لا ازال على قيد الحياة بعد ٢٢ سنة من ظهور الورم لاول مرة. فماذا ساعدني على الاستمرار خلال تلك المحن؟ اولا، زوجي المؤيِّد. فقد صنع الترتيبات لمرافقتي الى المستشفى كل مرة، بما في ذلك جميع جلسات المعالجات الاشعاعية. وأشعر بأنكم تحتاجون بالتأكيد الى تأييد صديق او قريب حميم عندما تذهبون الى المستشفى. ولكن يلزم ان يكون شخصا قويا وايجابيا، لا عاطفيا. فأنا ابكي بسهولة ولست بحاجة الى شخص يشجعني في هذا الصدد.
وجدت ايضا ان اطبائي كانوا عونا عظيما. وكنا سعداء جدا بوجود الدكتور جيمس طومسون معنا، من افضل الجراحين آنذاك. فكان له اسلوب ودّي مع طريح الفراش وحتى هناك في حجرة العمليات. وكان صريحا ايضا بخصوص حالتي دون ان يكون قاسيا او فظا.
تعلَّمت ان لا اطيل التفكير في حالتي. وملأت دائما ذهني وحياتي بالاهتمامات والنشاطات. انني احب القراءة، ولكن يجب ان تكون للقصص محاور سعيدة. لا اريد التفكير في مواضيع تتعلق بالامراض. ولا استطيع احتمال قصص المستشفيات في التلفزيون!
وماذا ساعدني عندما كنت مريضة؟ من الاشياء التي قدَّرتها كل تلك البطائق والرسائل تمنِّيا للشفاء. وكان مشجِّعا جدا ان اعرف ان كثيرين كانوا يفكرون فيَّ. فعندما تكونون مرضى لا ترغبون دائما في استقبال الزوّار، ولكنّ بطائقهم مرحب بها جدا. وطبعا، عند مجيء الزوّار، كنت اقدّر اولئك الذين هم بنّاؤون وايجابيون في تعليقاتهم. ولا يريد احد ان يعرف عن قريب مات من السرطان منذ ثلاث سنوات! فالاحساس للمشاعر يُقدَّر عندما يأتي الزوّار لرؤية المريض.
-