مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لمَ الاحتفال بعشاء الرب؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • لمَ الاحتفال بعشاء الرب؟‏

      ‏«تسلّمت من الرب ما سلمتكم ايضا».‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٢٣‏.‏

      ١،‏ ٢ ماذا فعل يسوع ليلة الفصح سنة ٣٣ ب‌م؟‏

      كان ابن يهوه الوحيد مجتمعا مع الرجال الـ‍ ١١ الذين ‹التصقوا به في محنه›.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٨‏)‏ وحسب تقويمنا الحالي،‏ كان ذلك مساء الخميس في ٣١ آذار (‏مارس)‏ سنة ٣٣ ب‌م،‏ ليلة زيَّن فيها على الارجح القمر البدر سماء اورشليم.‏ وكان يسوع المسيح قد انتهى لتوِّه من الاحتفال بالفصح مع رسله ومن صرْف يهوذا الاسخريوطي الخائن.‏ ولكن لم يكن الوقت قد حان بعد لينصرف الآخرون.‏ لماذا؟‏ لأن يسوع كان على وشك القيام بأمر بالغ الاهمية.‏ فما هو؟‏

      ٢ كان متى،‏ احد كتبة الاناجيل،‏ موجودا هناك.‏ لذلك لندعه يخبرنا ما حدث.‏ كتب قائلا:‏ «اخذ يسوع رغيفا،‏ وطلب بركة ثم كسره وأعطى التلاميذ،‏ وقال:‏ ‹خذوا كلوا.‏ هذا يمثّل جسدي›.‏ وأيضا،‏ أخذ كأسا وشكر ثم أعطاهم،‏ قائلا:‏ ‹اشربوا منها كلكم؛‏ فإن هذا يمثل «دمي الذي للعهد»،‏ الذي يسكب من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا›».‏ (‏متى ٢٦:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ فهل كان هذا الامر سيحدث مرة واحدة فقط؟‏ ما هو مغزاه؟‏ وهل له ايّ معنى لنا نحن اليوم؟‏

      ‏«داوموا على صنع هذا»‏

      ٣ لماذا كان ما فعله يسوع ليلة ١٤ نيسان القمري سنة ٣٣ ب‌م امرا مهمّا؟‏

      ٣ لم يكن ما فعله يسوع المسيح ليلة ١٤ نيسان القمري سنة ٣٣ ب‌م مجرد امر عابر في حياته.‏ فعندما كتب الرسول بولس الى المسيحيين الممسوحين في كورنثوس،‏ ناقش مسألة النموذج الذي تركه يسوع والذي كان لا يزال يُتَّبع هناك بعد اكثر من ٢٠ سنة.‏ ورغم ان بولس لم يكن مع يسوع والرسل الـ‍ ١١ سنة ٣٣ ب‌م،‏ لا شك ان بعض الرسل أخبروه بما حدث آنذاك.‏ وعلاوة على ذلك،‏ من الواضح ان بولس نال تأكيدا لما حدث بواسطة كشف موحى به.‏ فقد قال:‏ «تسلّمت من الرب ما سلّمتكم ايضا،‏ ان الرب يسوع،‏ في الليلة التي كان سيُسلَّم فيها،‏ اخذ رغيفا،‏ وشكر ثم كسره وقال:‏ ‹هذا يمثِّل جسدي الذي هو من اجلكم.‏ داوموا على صنع هذا لذكري›.‏ كذلك فعل بالكأس ايضا،‏ بعد ان تعشى،‏ قائلا:‏ ‹هذه الكأس تمثِّل العهد الجديد بدمي.‏ داوموا على صنع هذا،‏ في كل مرة تشربونها،‏ لذكري›».‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

      ٤ لماذا ينبغي ان يحتفل المسيحيون بعشاء الرب؟‏

      ٤ يؤكد لوقا،‏ احد كتبة الاناجيل،‏ ان يسوع اوصى:‏ «داوموا على صنع هذا لذكري».‏ (‏لوقا ٢٢:‏١٩‏)‏ وغالبا ما يُدعى هذا الاحتفال ذِكرى موت المسيح.‏ كما يدعوه بولس عشاء الرب.‏ وهذه تسمية ملائمة لأنه تأسس ليلا.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٠‏)‏ ويوصى المسيحيون بالاحتفال بعشاء الرب.‏ ولكن لماذا تأسس هذا الاحتفال؟‏

      لماذا تأسس

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ما هو احد اسباب تأسيس يسوع للذِّكرى؟‏ (‏ب)‏ ما هو السبب الآخر لتأسيس عشاء الرب؟‏

      ٥ ان احد اسباب تأسيس الذِّكرى له علاقة بقصد حققه موت يسوع.‏ فقد مات المسيح كمؤيد لسلطان ابيه السماوي.‏ وبذلك برهن كذب الشيطان ابليس،‏ الذي اتّهم البشر زورا بأنهم لا يخدمون اللّٰه إلا بدافع اناني.‏ (‏ايوب ٢:‏١-‏٥‏)‏ وموت يسوع بأمانة برهن ان هذا الادّعاء باطل وفرّح قلب يهوه.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

      ٦ والسبب الآخر لتأسيس عشاء الرب هو لتذكيرنا ان يسوع «بذل نفسه فدية عن كثيرين» عندما مات كإنسان كامل دون خطية.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ فعندما اخطأ الرجل الاول الى اللّٰه،‏ خسر الحياة البشرية الكاملة وكل ما يرافقها من بركات.‏ ولكن،‏ كما قال يسوع:‏ «اللّٰه احب العالم كثيرا حتى انه بذل الابن،‏ مولوده الوحيد،‏ لكي لا يهلك كل من يمارس الايمان به،‏ بل تكون له حياة ابدية».‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ نعم،‏ «ان اجرة الخطية هي موت،‏ وأما عطية اللّٰه فهي حياة ابدية بالمسيح يسوع ربنا».‏ (‏روما ٦:‏٢٣‏)‏ والاحتفال بعشاء الرب يذكِّرنا بمحبة يهوه وابنه الفائقة التي تجلّت في موت يسوع الفدائي.‏ فكم ينبغي ان يكون تقديرنا لهذه المحبة عميقا!‏

      متى يجب الاحتفال به؟‏

      ٧ بأيّ معنى يداوم المسيحيون الممسوحون على المناداة بموت الرب كل مرة تناولوا فيها من رمزَي الذِّكرى؟‏

      ٧ قال بولس عن عشاء الرب:‏ «كل مرة تأكلون فيها هذا الرغيف وتشربون هذه الكأس،‏ تداومون على المناداة بموت الرب،‏ الى ان يجيء».‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٦‏)‏ فكل عضو من المسيحيين الممسوحين يتناول من رمزَي الذِّكرى حتى موته.‏ وهكذا امام يهوه اللّٰه والعالم،‏ يعلن تكرارا ايمانه بتدبير ذبيحة يسوع الفدائية الذي هيأه اللّٰه.‏

      ٨ الى متى سيستمر صف الممسوحين في الاحتفال بعشاء الرب؟‏

      ٨ وإلى متى سيستمر صف المسيحيين الممسوحين في الاحتفال بذِكرى موت المسيح؟‏ قال بولس:‏ «الى ان يجيء».‏ وكما يتَّضح،‏ يعني ذلك ان الاحتفال بهذه الذِّكرى سيستمر حتى مجيء يسوع لأخذ أتباعه الممسوحين الى السماء بواسطة القيامة خلال ‹حضوره›.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏١٤-‏١٧‏)‏ وهذا منسجم مع كلمات يسوع الى الرسل الاولياء الـ‍ ١١:‏ «اذا ذهبتُ وهيأتُ لكم مكانا،‏ آتي ثانية وآخذكم اليّ،‏ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٣‏.‏

      ٩ ماذا تعني كلمات يسوع المسجلة في مرقس ١٤:‏٢٥‏؟‏

      ٩ عندما اسس يسوع الذِّكرى،‏ اشار الى كأس الخمر وقال لرسله الامناء:‏ «لا اشرب بعد من نتاج الكرمة حتى ذلك اليوم الذي فيه اشربه جديدا في ملكوت اللّٰه».‏ (‏مرقس ١٤:‏٢٥‏)‏ وبما ان يسوع لن يشرب خمرا حرفية في السماء،‏ فمن الواضح انه كان يفكّر في الفرح الذي كان يُرمَز اليه احيانا بالخمر.‏ (‏مزمور ١٠٤:‏١٥؛‏ جامعة ١٠:‏١٩‏)‏ فالكينونة في الملكوت هي امر مفرح يتوق اليه هو وأتباعه توقا شديدا.‏ —‏ روما ٨:‏٢٣؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏٢‏.‏

      ١٠ متى ينبغي الاحتفال بالذِّكرى؟‏

      ١٠ وهل يجب الاحتفال بذِكرى موت يسوع كل شهر،‏ كل اسبوع،‏ او حتى كل يوم؟‏ كلا.‏ فيسوع اسس عشاء الرب ومات في يوم الفصح،‏ الذي كان يُحتفَل به «تذكارا» لإنقاذ اسرائيل من العبودية المصرية سنة ١٥١٣ ق‌م.‏ (‏خروج ١٢:‏١٤‏)‏ وكان الاحتفال بالفصح يجري مرة في السنة،‏ في اليوم الـ‍ ١٤ من شهر نيسان اليهودي.‏ (‏خروج ١٢:‏١-‏٦؛‏ لاويين ٢٣:‏٥‏)‏ يدلّ ذلك ان موت يسوع،‏ تماما كعيد الفصح،‏ ينبغي ان يكون احتفالا سنويا —‏ وليس شهريا او اسبوعيا او يوميا.‏

      ١١،‏ ١٢ ماذا يكشف التاريخ عن الاحتفالات الاولى بالذِّكرى؟‏

      ١١ وهكذا،‏ من الملائم الاحتفال بالذِّكرى مرة في السنة في ١٤ نيسان القمري.‏ يقول احد المراجع:‏ «دُعي المسيحيون في آسيا الصغرى الكْوُرتودِسيمانس [الرابع عشريون] بناء على عادتهم ان يحتفلوا دائما بـ‍ الپاسكا [عشاء الرب] في ١٤ نيسان القمري .‏ .‏ .‏ وقد يقع هذا التاريخ يوم جمعة او ايّ يوم آخر من الاسبوع».‏ —‏ دائرة معارف شاف-‏هرتسوك الجديدة للمعرفة الدينية،‏ المجلد ٤،‏ الصفحة ٤٤،‏ (‏بالانكليزية)‏.‏

      ١٢ وفي التعليق على العادة الشائعة في القرن الثاني الميلادي،‏ يقول المؤرخ ج.‏ ل.‏ فون موشايم ان الكْوُرتودِسيمانس احتفلوا بالذِّكرى في ١٤ نيسان القمري لأنهم «اعتبروا اتِّباع مثال المسيح إلزاميا كقانون».‏ كما يذكر مؤرخ آخر:‏ «كانت كنائس الكْوُرتودِسيمانس في آسيا الصغرى تتّبع العادة نفسها المتّبعة في الكنيسة الاورشليمية.‏ وفي القرن الثاني،‏ احيت هذه الكنائس في الپاسكا الخاص بها في الـ‍ ١٤ من نيسان القمري ذِكرى الفداء الذي حققه موت المسيح».‏ —‏ ستوديا پاترِستِكا،‏ المجلد ٥،‏ ١٩٦٢،‏ الصفحة ٨،‏ (‏بالانكليزية)‏.‏

      مغزى الخبز

      ١٣ ايّ نوع من الخبز استعمله يسوع عند تأسيس عشاء الرب؟‏

      ١٣ عندما اسس يسوع الذِّكرى،‏ «اخذ رغيفا،‏ وطلب بركة،‏ وكسره وأعطى [الرسل]».‏ (‏مرقس ١٤:‏٢٢‏)‏ كان الخبز الموجود آنذاك من النوع نفسه الذي قد استعملوه في الفصح.‏ (‏خروج ١٣:‏٦-‏١٠‏)‏ وبما انه فطير دون خميرة،‏ فقد كان رقيقا وهشّا ويجب كسْره من اجل توزيعه.‏ وعندما صنع يسوع عجيبة لزيادة الخبز ليأكله الآلاف،‏ كان هذا الخبز ايضا شبيها بالبسكويت،‏ اذ كسَره لكي يكون بالامكان توزيعه.‏ (‏متى ١٤:‏١٩؛‏ ١٥:‏٣٦‏)‏ فمن الواضح اذًا ان كسْر خبز الذِّكرى ليس له مغزى روحي.‏

      ١٤ (‏أ)‏ لماذا من الملائم ان يكون خبز الذِّكرى بلا خميرة؟‏ (‏ب)‏ ايّ نوع من الخبز يمكن الحصول عليه او خبزه للاستعمال في عشاء الرب؟‏

      ١٤ قال يسوع عن الخبز الذي استعمله عند تأسيس الذِّكرى:‏ «هذا يمثِّل جسدي الذي هو من اجلكم».‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٤؛‏ مرقس ١٤:‏٢٢‏)‏ ومن الملائم ان يكون الخبز فطيرا دون خميرة.‏ ولماذا؟‏ لأن الخميرة ترمز الى السوء،‏ الشر،‏ او الخطية.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏٦-‏٨‏)‏ فالخبز يمثّل جسد يسوع البشري الكامل الذي بلا خطية والذي بُذل كذبيحة فدائية.‏ (‏عبرانيين ٧:‏٢٦؛‏ ١٠:‏٥-‏١٠‏)‏ وهذا ما يتذكره شهود يهوه وهم يتبعون المثال الذي رسمه يسوع باستخدام خبز فطير عند الاحتفال بالذِّكرى.‏ وفي بعض الحالات،‏ يستعملون الخبز الفطير اليهودي الخالي من التوابل والذي لا يحتوي على مكوّنات اضافية،‏ مثل البصل او البيض.‏ او يمكن صنع الخبز الفطير بمزج القليل من الماء بكمية صغيرة من الدقيق المصنوع من الحبوب الكاملة ‏(‏او من القمح حيث امكن)‏.‏ وينبغي ان يُرقَّق العجين ويمكن ان يُخبَز على صفيحة للطبخ تُدهَن قليلا بالزيت حتى ينشف الخبز ويصير هشّا.‏

      مغزى الخمر

      ١٥ ماذا كان في الكأس التي استعملها المسيح عند تأسيس ذِكرى موته؟‏

      ١٥ بعد تمرير الخبز الفطير،‏ اخذ يسوع كأسا،‏ و «شكر وأعطى [الرسل]،‏ فشربوا منها كلهم».‏ اوضح يسوع:‏ «هذا يمثّل ‹دمي الذي للعهد›،‏ الذي يُسكَب من اجل كثيرين».‏ (‏مرقس ١٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فماذا كان في الكأس؟‏ خمر،‏ وليس عصير عنب غير مختمر.‏ فعندما تتحدث الاسفار المقدسة عن الخمر،‏ لا تقصد بذلك عصير العنب غير المختمر.‏ مثلا،‏ قال يسوع ان الخمر،‏ وليس عصير العنب،‏ تشق ‹الزِّقاق العتيقة›.‏ كما ان اعداء المسيح اتّهموه بأنه «شريب خمر».‏ فلو كانوا يقصدون في كلامهم عصير العنب،‏ لكان اتِّهامهم بلا معنى.‏ (‏متى ٩:‏١٧؛‏ ١١:‏١٩‏)‏ فالخمر هي التي كانت تُشرَب عند الاحتفال بالفصح،‏ وهي التي استعملها المسيح عند تأسيس ذِكرى موته.‏

      ١٦،‏ ١٧ ايّ نوع من الخمر من الملائم استخدامه في الذِّكرى،‏ ولماذا؟‏

      ١٦ ان الخمر الحمراء التي احتوتها الكأس هي وحدها الرمز الملائم الى دم يسوع المسفوك.‏ فقد قال:‏ «هذا يمثّل ‹دمي الذي للعهد›،‏ الذي يُسكَب من اجل كثيرين».‏ وكتب الرسول بطرس ايضا:‏ «انتم [المسيحيون الممسوحون] تعرفون انكم لم تُنقَذوا بأشياء قابلة للفساد،‏ بفضة او ذهب،‏ من سيرتكم العديمة الثمر التي اخذتموها بالتقليد عن اجدادكم،‏ بل بدم كريم،‏ كما من حمل لا شائبة فيه ولا وصمة،‏ دم المسيح».‏ —‏ ١ بطرس ١:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      ١٧ لا شك ان الخمر الحمراء المصنوعة من العنب كانت هي النوع الذي استخدمه يسوع عند تأسيس الذِّكرى.‏ ولكنَّ بعض انواع الخمر الحمراء الموجودة اليوم غير مقبولة لأنها ممزوجة بالبراندي او مقوّاة بزيادة نسبة الكحول فيها او لأن الاعشاب والتوابل مضافة اليها.‏ فدم يسوع وحده كان كافيا للتكفير ولم تكن هنالك حاجة الى شيء اضافي.‏ لذلك فإن خمورا مثل الپورت،‏ الشري،‏ والڤيرموت ليست ملائمة.‏ فكأس الذِّكرى ينبغي ان تحتوي على خمر حمراء غير مقوّاة وغير محلّاة.‏ ويمكن استخدام الخمر الحمراء المصنوعة في البيت من العنب وكذلك الخمر البرغندية الحمراء والكلاريت.‏

      ١٨ لماذا لم يصنع يسوع عجيبة لتحويل الخبز والخمر في الذِّكرى؟‏

      ١٨ عند تأسيس هذا العشاء،‏ لم يصنع يسوع عجيبة ليحوِّل الرمزَين الى جسده ودمه الحرفيَّين.‏ فلو فعل ذلك لصار تلاميذه من آكلي لحوم البشر،‏ وهذا امر مخالف لشريعة اللّٰه.‏ (‏تكوين ٩:‏٣،‏ ٤؛‏ لاويين ١٧:‏١٠‏)‏ كما ان يسوع كان لا يزال في تلك الليلة يحتفظ بجسده البشري كله ودمه كله.‏ فقد قدّم جسده كذبيحة كاملة وسكب دمه بعد ظهر ذلك اليوم اليهودي نفسه،‏ في ١٤ نيسان القمري.‏ لذلك فإن الخبز والخمر في الذِّكرى هما رمزان يمثِّلان جسد ودم المسيح.‏a

      الذِّكرى —‏ وليمة شَرِكة

      ١٩ لماذا يمكن استعمال اكثر من صحن واحد وكأس واحدة في الاحتفال بعشاء الرب؟‏

      ١٩ عندما اسس يسوع الذِّكرى،‏ دعا رسله الامناء ان يشربوا من الكأس نفسها.‏ يقول انجيل متى:‏ «اخذ [يسوع] كأسا وشكر ثم اعطاهم،‏ قائلا:‏ ‹اشربوا منها كلكم›».‏ (‏متى ٢٦:‏٢٧‏)‏ لم يخلق استعمال «كأس» واحدة فقط اية مشكلة.‏ فلم يكن هنالك سوى ١١ شخصا جالسين كما يبدو الى طاولة واحدة وبإمكانهم ان يمرروا الكأس بسهولة واحدهم الى الآخر.‏ ولكن هذه السنة،‏ سيجتمع ملايين الاشخاص حول العالم للاحتفال بعشاء الرب في اكثر من ٠٠٠‏,٩٤ جماعة لشهود يهوه.‏ ونظرا الى هذا العدد الكبير المجتمع للاحتفال في الليلة نفسها،‏ لا يمكن استعمال كأس واحدة فقط.‏ لكنَّ الجماعات الكبيرة تتبع الاسلوب نفسه باستعمال عدة كؤوس بحيث يمكن تمريرها بين الحضور في وقت قليل.‏ وعلى نحو مماثل،‏ يُستعمَل اكثر من صحن واحد ليُوضع عليه الخبز.‏ ولا تذكر الاسفار المقدسة ان الكأس ينبغي ان يكون لها شكل معيّن.‏ إلا ان شكلها وشكل الصحن ينبغي ان يعكسا وقار هذه المناسبة.‏ ومن الحكمة ألا تُعبّأ الكأس كثيرا لئلا تقع الخمر عند تمريرها.‏

      ٢٠،‏ ٢١ لماذا يمكن القول ان الذِّكرى هي وليمة شَرِكة؟‏

      ٢٠ رغم انه يمكن استعمال اكثر من صحن خبز واحد وكأس خمر واحدة،‏ فإن الذِّكرى هي وليمة شَرِكة.‏ في اسرائيل القديمة،‏ كان بإمكان الشخص ان يزوِّد وليمة شَرِكة بجلب حيوان الى مقدس اللّٰه،‏ حيث كان يُذبح.‏ وكان قسم من الحيوان يُحرَق على المذبح،‏ قسم يأخذه الكاهن الذي يقوم بهذه المهمة،‏ وقسم يأخذه بنو هارون الكهنة.‏ وكان الشخص الذي جلب الحيوان يشارك هو وعائلته في هذه الوليمة.‏ (‏لاويين ٣:‏١-‏١٦؛‏ ٧:‏٢٨-‏٣٦‏)‏ والذِّكرى هي ايضا وليمة شَرِكة لأن عدة اشخاص يشتركون فيها.‏

      ٢١ فيهوه يشترك في وليمة الشركة هذه بصفته واضع هذا الترتيب.‏ ويسوع هو الذبيحة المقدَّمة.‏ والمسيحيون الممسوحون يشتركون ايضا عندما يتناولون من الرمزَين.‏ والاكل على مائدة يهوه يعني ان الذين يتناولون هم في سلام معه.‏ كتب بولس:‏ «كأس البركة التي نباركها،‏ أليست شَرِكة في دم المسيح؟‏ الرغيف الذي نكسره،‏ أليس شَرِكة في جسد المسيح؟‏ ولأنه رغيف واحد فإننا،‏ ونحن كثيرون،‏ جسد واحد،‏ لأننا جميعا نتناول من ذاك الرغيف الواحد».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ٢٢ اية اسئلة عن الذِّكرى يجب معالجتها؟‏

      ٢٢ ان عشاء الرب هو الاحتفال الديني السنوي الوحيد الذي يحتفل به شهود يهوه.‏ وهذا ملائم لأن يسوع اوصى أتباعه:‏ «داوموا على صنع هذا لذكري».‏ ففي الذِّكرى،‏ نحن نحتفل بذِكرى موت يسوع،‏ الذي مات كمؤيد لسلطان يهوه.‏ وكما رأينا،‏ في وليمة الشَّرِكة هذه،‏ يمثِّل الخبز جسد يسوع البشري المقدَّم ذبيحة وتمثِّل الخمر دمه المسفوك.‏ لكنَّ قليلين جدا يتناولون من هذين الرمزَين.‏ ولماذا؟‏ هل للذِّكرى معنى حقيقي للملايين الذين لا يتناولون؟‏ وماذا ينبغي ان يعني عشاء الرب لك شخصيا؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظر بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ٢،‏ الصفحة ٢٧١ (‏بالانكليزية)‏،‏ إصدار شهود يهوه.‏

  • ماذا يعني لك عشاء الرب؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • ماذا يعني لك عشاء الرب؟‏

      ‏«ايّ من يأكل الرغيف او يشرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مذنبا الى جسد الرب ودمه».‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٢٧‏.‏

      ١ ما هو اهم حدث لسنة ٢٠٠٣،‏ وكيف تأسس؟‏

      سيجري اهم حدث لسنة ٢٠٠٣ بعد غروب الشمس في ١٦ نيسان (‏ابريل)‏.‏ فشهود يهوه سيجتمعون في ذلك اليوم للاحتفال بذِكرى موت يسوع المسيح.‏ فكما اظهرت المقالة السابقة،‏ اسس يسوع هذا الاحتفال،‏ الذي يُدعى ايضا عشاء الرب،‏ بعدما احتفل هو ورسله بالفصح في ١٤ نيسان القمري سنة ٣٣ ب‌م.‏ ورمزَا الذِّكرى،‏ الخبز الفطير والخمر الحمراء،‏ يمثِّلان جسد المسيح الخالي من الخطية ودمه المسفوك —‏ الذبيحة الوحيدة التي يمكنها افتداء الجنس البشري من الخطية الموروثة والموت.‏ —‏ روما ٥:‏١٢؛‏ ٦:‏٢٣‏.‏

      ٢ ايّ تحذير مسجل في ١ كورنثوس ١١:‏٢٧‏؟‏

      ٢ ان تناول الشخص من رمزَي الذِّكرى ينبغي ان يكون عن استحقاق.‏ وهذا ما اوضحه الرسول بولس عندما كتب الى المسيحيين في كورنثوس القديمة،‏ حيث لم يُحتفَل بعشاء الرب بطريقة لائقة.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ كتب:‏ «ايّ من يأكل الرغيف او يشرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مذنبا الى جسد الرب ودمه».‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٧‏)‏ فما معنى هذه الكلمات؟‏

      البعض احتفلوا به بدون استحقاق

      ٣ كيف تصرف مسيحيون كورنثيون كثيرون عند الاحتفال بعشاء الرب؟‏

      ٣ تناول مسيحيون كورنثيون كثيرون من رمزَي الذِّكرى بدون استحقاق.‏ فقد وُجدت بينهم انقسامات.‏ ولفترة قصيرة على الاقل،‏ جلب البعض عشاءهم معهم وأكلوه قبل الاجتماع او خلاله.‏ وكثيرا ما كانوا يأكلون ويشربون بإفراط.‏ لذلك لم يكونوا متيقظين لا عقليا ولا روحيا.‏ وما فعلوه جعلهم ‹مذنبين الى جسد الرب ودمه› وجعل الجائعين الذين لم يتعشّوا يتلهّون.‏ نعم،‏ لم يمتلك كثيرون من المتناولين الاحترام ولم يدركوا كاملا جدية المناسبة.‏ فلا عجب انهم جلبوا دينونة على انفسهم!‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٢٧-‏٣٤‏.‏

      ٤،‏ ٥ لماذا من الضروري ان يقوم الذين يتناولون عادة من رمزَي الذِّكرى بفحص انفسهم؟‏

      ٤ مع اقتراب الذِّكرى كل سنة،‏ من الضروري ان يقوم الذين يتناولون عادة من الرمزَين بفحص انفسهم.‏ فللاشتراك في وليمة الشَّرِكة هذه،‏ يجب ان يكونوا اصحّاء روحيا.‏ فكل مَن يُظهِر قلة الاحترام،‏ او الازدراء،‏ لذبيحة يسوع يعرِّض نفسه ‹للقطْع من شعب اللّٰه›،‏ تماما كما كان يُقطَع الاسرائيلي الذي يتناول من وليمة الشَّرِكة وهو نجس.‏ —‏ لاويين ٧:‏٢٠؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٨-‏٣١‏.‏

      ٥ شبّه بولس الذِّكرى بوليمة شَرِكة في اسرائيل القديمة.‏ فبعدما تحدث عن المتناولين الذين يشتركون معا في جسد المسيح،‏ قال:‏ «لا تقدرون ان تشربوا كأس يهوه وكأس شياطين؛‏ لا تقدرون ان تتناولوا من ‹مائدة يهوه› ومائدة شياطين».‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٦-‏٢١‏)‏ وإذا ارتكب احد الذين يتناولون عادة من رمزَي الذِّكرى خطية خطيرة،‏ ينبغي ان يعترف بخطيته ليهوه وأن يطلب ايضا المساعدة الروحية من شيوخ الجماعة.‏ (‏امثال ٢٨:‏١٣؛‏ يعقوب ٥:‏١٣-‏١٦‏)‏ وإذا تاب حقا وأنتج ثمارا تليق بالتوبة،‏ فلن يكون تناوله بدون استحقاق.‏ —‏ لوقا ٣:‏٨‏.‏

      الحضور كمتفرجين يملكون الاحترام

      ٦ على مَن قصر اللّٰه امتياز التناول من رمزَي عشاء الرب؟‏

      ٦ هل ينبغي ان يتناول الذين يُحسِنون الى بقية إخوة المسيح الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ من رمزَي عشاء الرب؟‏ (‏متى ٢٥:‏٣١-‏٤٠؛‏ كشف ١٤:‏١‏)‏ كلا.‏ فقد قصر اللّٰه هذا الامتياز على الافراد الذين مسحهم بالروح القدس ليكونوا «شركاء المسيح في الميراث».‏ (‏روما ٨:‏١٤-‏١٨؛‏ ١ يوحنا ٢:‏٢٠‏)‏ اذًا،‏ ماذا يفعل الذين لديهم رجاء العيش الى الابد في فردوس عالمي تحت حكم الملكوت؟‏ (‏لوقا ٢٣:‏٤٣؛‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ بما انهم ليسوا شركاء يسوع في ميراث الرجاء السماوي،‏ فهم يحضرون الذِّكرى كمتفرجين يملكون الاحترام.‏ —‏ روما ٦:‏٣-‏٥‏.‏

      ٧ كيف عرف مسيحيو القرن الاول انه ينبغي ان يتناولوا من رمزَي الذِّكرى؟‏

      ٧ كان المسيحيون الحقيقيون في القرن الاول ممسوحين بالروح القدس.‏ وكثيرون منهم تمكنوا من استخدام احدى مواهب الروح العجائبية او اكثر،‏ مثل التكلم بألسنة.‏ لذلك لم يكن صعبا عليهم ان يعرفوا انهم ممسوحون بالروح وينبغي ان يتناولوا من رمزَي الذِّكرى.‏ ولكن في ايامنا،‏ لا يمكن معرفة ذلك إلا على اساس كلمات موحى بها كالتالية:‏ «جميع الذين يقودهم روح اللّٰه،‏ فأولئك هم ابناء اللّٰه.‏ إذ انكم لم تنالوا روح عبودية يسبب الخوف ثانية،‏ بل نلتم روح تبنٍّ،‏ به نصرخ:‏ ‏‹أبَّا،‏ أيها الآب!‏›».‏ —‏ روما ٨:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٨ مَن تمثِّلهم «الحنطة» و «الزوان» المذكورة في متى الاصحاح ١٣‏؟‏

      ٨ على مرّ القرون،‏ نمت «الحنطة»،‏ التي تمثِّل الممسوحين الحقيقيين،‏ في حقل من «الزوان»،‏ اي المسيحيين الزائفين.‏ (‏متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣‏)‏ ومنذ سبعينات القرن التاسع عشر،‏ تبرز «الحنطة» اكثر فأكثر.‏ فبعد عدة سنوات،‏ قيل للنظار المسيحيين الممسوحين:‏ «الشيوخ .‏ .‏ .‏ ينبغي ان يضعوا امام الذين يجتمعون لحضور [الذِّكرى] هذين الشرطين:‏ (‏١)‏ الايمان بدم [المسيح]،‏ و (‏٢)‏ تكريس حياتهم للرب وخدمته،‏ حتى الى الموت.‏ ثم ينبغي ان يدعوا كل الذين لديهم هذا الايمان والذين كرَّسوا حياتهم الى الاشتراك في الاحتفال بموت الرب».‏ —‏ دروس في الاسفار المقدسة،‏ السلسلة ٦،‏ الخليقة الجديدة،‏ الصفحة ٤٧٣ (‏بالانكليزية)‏.‏a

      البحث عن ‹الخراف الاخر›‏

      ٩ كيف أُوضحت هوية ‹الجمع الكثير› سنة ١٩٣٥،‏ وكيف اثّر ذلك في بعض الذين كانوا يتناولون من رمزَي الذِّكرى؟‏

      ٩ بمرور الوقت،‏ ابتدأت هيئة يهوه تركّز انتباهها على الاشخاص الذين ليسوا من أتباع المسيح الممسوحين.‏ وقد حدث تطور مهمّ في اواسط ثلاثينات القرن العشرين.‏ فقبل ذلك،‏ كان شعب اللّٰه يعتبر ‹الجمع الكثير› المذكور في الكشف ٧:‏٩ صفّا روحيا ثانويا سيقترن اعضاؤه بالممسوحين المقامين الى السماء الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ —‏ كصاحبات لعروس المسيح.‏ (‏مزمور ٤٥:‏١٤،‏ ١٥؛‏ كشف ٧:‏٤؛‏ ٢١:‏٢،‏ ٩‏)‏ ولكن في ٣١ ايار (‏مايو)‏ ١٩٣٥،‏ أُلقي خطاب في محفل لشهود يهوه في العاصمة الاميركية واشنطن.‏ وقد أُوضح في هذا الخطاب على اساس الاسفار المقدسة ان ‹الجمع الكثير› يشير الى ‹الخراف الاخر› الذين يعيشون في وقت النهاية.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وبعد المحفل،‏ توقف البعض عن التناول من رمزَي الذِّكرى لأنهم ادركوا ان رجاءهم ارضي،‏ وليس سماويا.‏

      ١٠ ايّ رجاء ومسؤولية لدى ‹الخراف الاخر› اليوم؟‏

      ١٠ ومنذ سنة ١٩٣٥ بشكل خاص،‏ يجري البحث عن اشخاص ليصيروا من ‹الخراف الاخر›،‏ اشخاص يؤمنون بالفدية وينتذرون للّٰه ويدعمون اعضاء «القطيع الصغير» الممسوحين بواسطة عمل الكرازة بالملكوت.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢‏)‏ ولدى هؤلاء الخراف الاخر رجاء العيش على الارض الى الابد.‏ ولكنهم،‏ في كل النواحي الاخرى،‏ مثل بقية ورثة الملكوت الموجودين اليوم.‏ فكما عبَد الغرباء في اسرائيل القديمة يهوه وطبَّقوا الشريعة،‏ يقبل الخراف الاخر اليوم المسؤوليات المسيحية،‏ كالكرازة بالبشارة مع اعضاء اسرائيل الروحي.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ ولكن كما ان ايّ شخص غريب لم يكن بإمكانه ان يصير ملكا او كاهنا في اسرائيل،‏ لا يمكن لأيٍّ من هؤلاء الخراف الاخر ان يحكم في الملكوت السماوي او ان يخدم ككاهن.‏ —‏ تثنية ١٧:‏١٥‏.‏

      ١١ لماذا يمكن ان يؤثر تاريخ معمودية الشخص في رجائه؟‏

      ١١ اذًا،‏ بحلول ثلاثينات القرن العشرين،‏ اتَّضح انه قد اختير بشكل عام الصف السماوي.‏ وطوال عقود مذّاك،‏ يجري البحث عن الخراف الاخر ذوي الرجاء الارضي.‏ ولكن اذا تبيّن ان احد الممسوحين صار غير امين،‏ يُدعى على الارجح شخص من الخراف الاخر خدم اللّٰه بأمانة فترة طويلة ليملأ المكان الشاغر بين الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤.‏

      لماذا الافتراضات الخاطئة

      ١٢ في اية ظروف ينبغي ان يتوقف الشخص عن تناول رمزَي الذِّكرى،‏ ولماذا؟‏

      ١٢ يكون المسيحيون الممسوحون واثقين تماما بأن لديهم الدعوة السماوية.‏ ولكن ماذا لو كان بعض الاشخاص الذين ليست لديهم هذه الدعوة يتناولون من رمزَي الذِّكرى؟‏ اذ يدركون انه ليس لديهم الرجاء السماوي،‏ سيدفعهم ضميرهم دون شك الى التوقف عن التناول.‏ فاللّٰه لن يرضى على ايّ شخص يزعم انه مدعوٌّ ليكون ملكا وكاهنا سماويا في حين انه يعرف انه لا يملك هذه الدعوة فعلا.‏ (‏روما ٩:‏١٦؛‏ كشف ٢٠:‏٦‏)‏ فقد اهلك يهوه قورح اللاوي لأنه طلب باجتراء الكهنوت الهاروني.‏ (‏خروج ٢٨:‏١؛‏ عدد ١٦:‏٤-‏١١،‏ ٣١-‏٣٥‏)‏ لذلك اذا عرف اي مسيحي انه يتناول عن جهل من رمزَي الذِّكرى،‏ يجب ان يتوقف عن التناول ويصلّي بتواضع من اجل غفران يهوه.‏ —‏ مزمور ١٩:‏١٣‏،‏ ع‌ج.‏

      ١٣،‏ ١٤ لماذا قد يفترض البعض خطأ ان لديهم الدعوة السماوية؟‏

      ١٣ ولماذا قد يفترض البعض خطأ ان لديهم الدعوة السماوية؟‏ قد يجعلهم موت رفيق الزواج او اية مأساة اخرى يفقدون اهتمامهم بالحياة على الارض.‏ او قد يرغبون في المصير نفسه لصديق حميم لهم يقول انه مسيحي ممسوح.‏ طبعا،‏ لم يفوِّض اللّٰه الى احد ان يشجِّع الآخرين على اخذ هذا الامتياز.‏ وهو لا يمسح ورثة الملكوت بجعلهم يسمعون اصواتا تؤكد لهم انهم ممسوحون.‏

      ١٤ كما ان العقيدة الباطلة ان جميع الصالحين يذهبون الى السماء قد تجعل البعض يعتقدون ان لديهم الدعوة السماوية.‏ لذلك يجب ان نحترس من التأثر بالمعتقدات الخاطئة التي كانت عندنا من قبل او بأية عوامل اخرى.‏ فيمكن ان يسأل البعض انفسهم:‏ ‹هل استعمل ادوية تؤثر في مشاعري؟‏ هل انا شخص عاطفي جدا،‏ مما يجعلني افترض خطأ انني من الممسوحين؟‏›.‏

      ١٥،‏ ١٦ لماذا قد يستنتج البعض خطأ انهم من الممسوحين؟‏

      ١٥ وقد يسأل البعض الآخر انفسهم:‏ ‹هل اريد ان اكون مشهورا؟‏ هل اطمح الى السلطة الآن او في المستقبل كأحد شركاء المسيح في الميراث؟‏›.‏ عندما دُعي وارثو الملكوت في القرن الاول،‏ لم تكن لديهم جميعا مراكز مسؤولية في الجماعة.‏ والذين لديهم الدعوة السماوية لا يطلبون الشهرة او يفتخرون بكونهم ممسوحين.‏ فهم يُظهِرون التواضع المتوقَّع من الذين لهم «فكر المسيح».‏ —‏ ١ كورنثوس ٢:‏١٦‏.‏

      ١٦ ولربما استنتج البعض ان لديهم الدعوة السماوية لأنهم يملكون معرفة واسعة من الكتاب المقدس.‏ لكنَّ المسْح بالروح لا ينتج فهما استثنائيا.‏ فقد اضطر بولس ان يرشد وينصح بعض الممسوحين.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏١-‏٣؛‏ عبرانيين ٥:‏١١-‏١٤‏)‏ واللّٰه لديه ترتيب لتزويد الطعام الروحي لكل شعبه.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ لذلك لا ينبغي ان يعتقد احد ان كونه من المسيحيين الممسوحين يمنحه حكمة اكثر من الذين لديهم رجاء ارضي.‏ فالمهارة في إعطاء اجوبة من الاسفار المقدسة،‏ في الشهادة،‏ او في إلقاء خطابات من الكتاب المقدس ليست دليلا على المسْح بالروح.‏ فبعض المسيحيين ذوي الرجاء الارضي هم بارعون ايضا في هذه المجالات.‏

      ١٧ على ماذا وعلى مَن يعتمد المسْح بالروح؟‏

      ١٧ اذا سأل احد الرفقاء المؤمنين عن الدعوة السماوية،‏ يمكن ان يناقش احد الشيوخ او احد المسيحيين الناضجين هذه المسألة معه.‏ ولكن لا احد يمكنه اتِّخاذ القرار عن شخص آخر.‏ والذي لديه حقا هذه الدعوة ليس بحاجة ان يسأل الآخرين اذا كان لديه هذا الرجاء.‏ فالممسوحون ‹وُلدوا ولادة جديدة،‏ لا من زرع قابل للفساد،‏ بل غير قابل للفساد،‏ بكلمة اللّٰه الحيّ الباقي›.‏ (‏١ بطرس ١:‏٢٣‏)‏ فاللّٰه،‏ بواسطة روحه وكلمته،‏ يزرع ‹الزرع› الذي يجعل الشخص «خليقة جديدة»،‏ برجاء سماوي.‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٧‏)‏ ويهوه هو الذي يختار.‏ فالمسْح «لا يعتمد .‏ .‏ .‏ على الذي يريد او الذي يسعى،‏ بل على اللّٰه».‏ (‏روما ٩:‏١٦‏)‏ فكيف يمكن للشخص ان يتأكد ان لديه الدعوة السماوية؟‏

      لماذا هم متأكدون

      ١٨ كيف يشهد روح اللّٰه مع روح الممسوحين؟‏

      ١٨ تُقنِع شهادة روح اللّٰه المسيحيين الممسوحين ان لديهم رجاء سماويا.‏ كتب بولس:‏ «نلتم روح تبنٍّ،‏ به نصرخ:‏ ‏‹أبَّا،‏ أيها الآب!‏›.‏ والروح نفسه يشهد مع روحنا بأننا أولاد اللّٰه.‏ فإنْ كنا اولادا،‏ فنحن ايضا ورثة:‏ ورثة اللّٰه،‏ بل شركاء المسيح في الميراث،‏ إنْ تألمنا معه لكي نُمجَّد ايضا معه».‏ (‏روما ٨:‏١٥-‏١٧‏)‏ فتحت تأثير الروح القدس،‏ يكون لدى الممسوحين روح،‏ او موقف سائد،‏ يدفعهم ان يطبقوا على انفسهم ما تقوله الاسفار المقدسة عن اولاد يهوه الروحيين.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏٢‏)‏ فروح اللّٰه يعطيهم شعورا بأنهم ابناؤه ويولِّد فيهم رجاء فريدا.‏ (‏غلاطية ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ ورغم ان الحياة الابدية على الارض كبشر كاملين محاطين بالعائلة والاصدقاء هي امر رائع،‏ فهذا ليس الرجاء الذي اعطاهم اياه اللّٰه.‏ فهو ينتج فيهم بواسطة روحه رجاء سماويا قويا بحيث يكونون على استعداد للتضحية بكل الروابط والآمال الارضية.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١-‏٥،‏ ٨؛‏ ٢ بطرس ١:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ١٩ ايّ دور يلعبه العهد الجديد في حياة المسيحي الممسوح؟‏

      ١٩ ان المسيحيين الممسوحين متأكدون من رجائهم السماوي،‏ من إدخالهم في العهد الجديد.‏ تحدث يسوع عن ذلك عندما اسس الذِّكرى،‏ قائلا:‏ «هذه الكأس تمثّل العهد الجديد بدمي الذي يُسكَب من اجلكم».‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٠‏)‏ وطرفا العهد الجديد هما اللّٰه والممسوحون.‏ (‏ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٤؛‏ عبرانيين ١٢:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ ويسوع هو الوسيط.‏ وإذ صار العهد الجديد ساري المفعول بواسطة دم المسيح المسفوك،‏ فإنه يأخذ اشخاصا من اليهود والامم ايضا ليصيروا شعبا على اسم يهوه ويجعلهم جزءا من «نسل» ابراهيم.‏ (‏غلاطية ٣:‏٢٦-‏٢٩؛‏ اعمال ١٥:‏١٤‏)‏ ويتيح هذا ‹العهد الابدي› إقامة كل الاسرائيليين الروحيين الى الحياة الخالدة في السماء.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏٢٠‏.‏

      ٢٠ ايّ عهد مع المسيح أُدخل فيه الممسوحون؟‏

      ٢٠ والممسوحون على يقين من رجائهم.‏ فقد أُدخلوا في عهد آخر،‏ عهد الملكوت.‏ قال يسوع المسيح عن اشتراكهم معه في العهد:‏ «انتم مَن التصق بي في محني؛‏ وأنا اصنع معكم عهدا،‏ كما صنع ابي معي عهدا،‏ لملكوت».‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ وهذا العهد بين المسيح ورفقائه الملوك يبقى ساري المفعول الى الابد.‏ —‏ كشف ٢٢:‏٥‏.‏

      موسم الذِّكرى —‏ وقت مفرح

      ٢١ كيف يمكن ان نستمد اعظم فائدة من موسم الذِّكرى؟‏

      ٢١ كثيرة هي بركات موسم الذِّكرى.‏ فيمكننا ان نستفيد من قراءة الكتاب المقدس المعيَّنة لهذه الفترة.‏ وهذا الوقت خصوصا ملائم ايضا للصلاة،‏ التأمل في حياة يسوع على الارض وموته،‏ والاشتراك في عمل الكرازة بالملكوت.‏ (‏مزمور ٧٧:‏١٢؛‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ والاحتفال نفسه يذكِّرنا بمحبة اللّٰه والمسيح التي تجلّت في ذبيحة يسوع الفدائية.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ فهذا التدبير يعطينا الرجاء والتعزية وينبغي ان يزيد تصميمنا على الاقتداء بالمسيح.‏ (‏خروج ٣٤:‏٦؛‏ عبرانيين ١٢:‏٣‏)‏ كما ان الذِّكرى ينبغي ان تقوّينا لنتمِّم انتذارنا كخدام للّٰه ولنكون أتباعا اولياء لابنه الحبيب.‏

      ٢٢ ما هي اعظم عطية منحها اللّٰه للبشر،‏ وما هي احدى الطرائق لإظهار التقدير لها؟‏

      ٢٢ فما اكثر العطايا الصالحة التي يمنحنا اياها يهوه!‏ (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ فلدينا إرشاد كلمته،‏ مساعدة روحه،‏ ورجاء الحياة الابدية.‏ وأعظم عطية منحها اللّٰه هي ذبيحة يسوع للتكفير عن خطايا الممسوحين وخطايا كل مَن يمارس الايمان.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ فإلى ايّ حدّ تقدِّر موت يسوع؟‏ هل ستكون بين الذين يُظهِرون التقدير له بالاجتماع بعد غروب الشمس في ١٦ نيسان (‏ابريل)‏ ٢٠٠٣ للاحتفال بعشاء الرب؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a إصدار شهود يهوه،‏ ولكنه لم يعُد يُطبَع الآن.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة