مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • من ترتيب الفصح الى الخلاص
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • من ترتيب الفصح الى الخلاص

      ‏«كأس الخلاص أتناول وباسم (‏يهوه)‏ أدعو.‏» —‏ مزمور ١١٦:‏١٣‏.‏

      ١ اية ترنيمة مفضَّلة في كل وقت يمكن ان تؤثِّر في مستقبلكم؟‏

      كيف تتمتَّعون بترنيمة تتعلَّق بحيازتكم مستقبلا سعيدا مديدا؟‏ فعلا،‏ ان ترنيمة كهذه مفضَّلة في كل وقت.‏ ولكنكم في وضع افضل من وضع معظم الناس لتفهموا هذه الترنيمة ذات المغزى وتتمتَّعوا بها.‏ اليهود يدعونها الـ‍ «هلِّل» (‏تسبيح)‏.‏ وإذ تتألَّف من المزامير ١١٣ الى ١١٨ تحثُّنا ان نرنِّم «هَلِّلويا» او «سبِّحوا ياه.‏»‏

      ٢ كيف تُستعمل هذه الترنيمة،‏ وكيف تكون لها علاقة بترتيب الفصح؟‏

      ٢ يرنِّم اليهود الـ‍ «هلِّل» في خدمة فصحهم،‏ التي من الواضح ان تاريخ ترنيمها يعود الى الوقت الذي فيه كان للّٰه هيكل حيث كانت الحيوانات تُقدَّم ذبائح.‏ واليوم تُرنَّم في بيوت اليهود خلال خدمة ووجبة الفصح المدعوَّة ترتيب الفصح.‏ ولكنّ قليلين من الذين يرنِّمونها في ترتيب فصحهم يفهمون المعنى الحقيقي للمزمور ١١٦:‏١٣‏:‏ «كأس الخلاص أتناول وباسم (‏يهوه)‏ أدعو.‏» ولكن،‏ لماذا تكون للخلاص صلة بالفصح،‏ وهل يمكن ان يكون خلاصكم ذا علاقة؟‏

      الفصح —‏ عيد الخلاص

      ٣ ما هي خلفية ترتيب الفصح؟‏

      ٣ تذكَّروا ان الاسرائيليين كانوا عبيدا في مصر تحت حكم فرعون ظالم.‏ وأخيرا،‏ اقام يهوه موسى ليقود شعبه الى الحرية.‏ وبعد ان جلب اللّٰه تسع ضربات على مصر اعلن موسى العاشرة.‏ فقد كان يهوه سيضرب البكر في كل بيت مصري.‏ (‏خروج ١١:‏١-‏١٠‏)‏ أمّا الاسرائيليون فكان يمكن استبقاؤهم.‏ كيف؟‏ كان عليهم ان يذبحوا خروفا،‏ يجعلوا دمه على القائمتين والعارضة،‏ ويبقوا في الداخل آكلين وجبةً من خروفٍ،‏ خبزٍ فطير،‏ وأعشاب مرّة.‏ وخلال ترتيب الفصح ذاك كان اللّٰه ‹سيعبر› دون ان يقتل ابكارهم.‏ —‏ خروج ١٢:‏١-‏١٣‏.‏

      ٤ و ٥ كيف ادّى الفصح الى خلاص كثيرين؟‏ (‏مزمور ١٠٦:‏٧-‏١٠‏)‏

      ٤ واستجابة للضربة العاشرة هذه قال فرعون لموسى:‏ «قوموا اخرجوا من بين شعبي انتما وبنو اسرائيل جميعا.‏ واذهبوا اعبدوا (‏يهوه)‏.‏» (‏خروج ١٢:‏٢٩-‏٣٢‏)‏ وبعد ان غادر العبرانيون و «لفيف كثير» من المتعاطفين غيَّر فرعون فكره وسعى وراءهم.‏ عندئذ ساعد اللّٰه شعبه بطريقة عجائبية لينجوا عبر البحر الاحمر،‏ حيث مات فرعون وجيشه المطارِد.‏ —‏ خروج ١٢:‏٣٨؛‏ ١٤:‏٥-‏٢٨؛‏ مزمور ٧٨:‏٥١-‏٥٣؛‏ ١٣٦:‏١٣-‏١٥‏.‏

      ٥ قال موسى لإسرائيل عند البحر الاحمر:‏ «لا تخافوا.‏ قفوا وانظروا خلاص (‏يهوه)‏ الذي يصنعه لكم اليوم.‏» وفي ما بعد رنَّموا:‏ «(‏ياه)‏ قوتي ونشيدي.‏ وقد صار خلاصي.‏ هذا إلهي فأمجِّده.‏» (‏خروج ١٤:‏١٣؛‏ ١٥:‏٢‏)‏ نعم،‏ ان انقاذ اسرائيل،‏ من الضربة العاشرة ومن البحر الاحمر على السواء،‏ كان خلاصا.‏ وحسنا استطاع صاحب المزمور ان يصف يهوه بأنه إله «فاعل الخلاص في وسط الارض.‏» —‏ مزمور ٦٨:‏٦،‏ ٢٠؛‏ ٧٤:‏١٢-‏١٤؛‏ ٧٨:‏١٢،‏ ١٣،‏ ٢٢‏.‏

      ٦ و ٧ لماذا أُسِّس الفصح،‏ ولكن لماذا يُحفظ الآن مع اختلافات عن الفصح الاول؟‏

      ٦ كان على العبرانيين ان يحفظوا الفصح تذكارا للخلاص.‏ قال اللّٰه:‏ «يكون لكم هذا اليوم تذكارا فتعيِّدونه عيدا (‏ليهوه)‏.‏ في اجيالكم تعيِّدونه.‏» (‏خروج ١٢:‏١٤‏)‏ وعند كل وجبة فصح،‏ او ترتيب فصح،‏ كان على الاب ان يذكِّر عائلته بهذا الخلاص.‏ اوصى يهوه:‏ «حين يقول لكم اولادكم ما هذه الخدمة لكم .‏ .‏ .‏ تقولون هي ذبيحة فصح (‏ليهوه)‏ الذي عبَر عن بيوت بني اسرائيل في مصر لَمّا ضرب المصريين وخلَّص بيوتنا.‏» —‏ خروج ١٢:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

      ٧ أمّا ان اليهود الى هذا اليوم يصنعون ترتيب الفصح فذلك يؤكِّد الصحة التاريخية لهذه الرواية.‏ إلاّ ان بعض ممارساتهم يختلف عمّا اوصى به اللّٰه.‏ يقول أُصول ترتيب الفصح:‏ «يتضمَّن الكتاب المقدس مناقشات واسعة حول الفصح وعيد الفطير؛‏ ولكنّ هذه الاوصاف لا تناظر شعائر العيد اللاحقة.‏ وعلى نحو خصوصي،‏ فإن طقس الكتاب المقدس يركِّز على ذبيحة الفصح،‏ التي في مطبوعات فترةِ ما بعد الكتاب المقدس لم تعد تشغل مركزا رئيسيا.‏» والسبب الرئيسي هو ان اليهود ينقصهم هيكل للذبائح الحيوانية.‏

      ٨ اي سبب خصوصي لدينا للتأمُّل في الفصح؟‏

      ٨ يمكن للمسيحيين على نحو مفيد ان يدرسوا كل الاعياد التي اعطاها اللّٰه لإسرائيل القديمة،‏a أمّا الآن فإن اوجها معيَّنة من الفصح تستحقّ انتباهنا الخصوصي.‏ فيسوع،‏ وهو يهودي،‏ حفظ الفصح.‏ وفي المناسبة الاخيرة التي فعل فيها ذلك دلّ على الاوجه الرئيسية للاحتفال الالهي الوحيد للمسيحيين —‏ عشاء الرب،‏ ذكرى موت يسوع.‏ وهكذا فإن لهذا الاحتفال المسيحي صلة بالفصح.‏

      اكثر من خروف فصح

      ٩ و ١٠ كيف كان خروف الفصح ذبيحة خصوصية،‏ او فريدة؟‏

      ٩ تخبرنا عبرانيين ١٠:‏١ ان ‹الناموس كان ظل الخيرات العتيدة.‏› وتقول دائرة معارف مطبوعات الكتاب المقدس اللاهوتية والكنسية،‏ لمكلنتوك وسترونڠ:‏ «ما من ظل آخر للخيرات العتيدة الموجودة في الناموس يمكن ان ينافس عيد الفصح.‏» وعلى نحو خصوصي كان لخروف الفصح معنى يمتدّ الى اكثر من المراسم التي تحيي ذكرى كيفية تخليص اللّٰه الابكار ومن ثم كل العبرانيين من مصر.‏

      ١٠ كان هذا الخروف فريدا من نواحٍ عديدة.‏ مثلا،‏ ان ذبائح حيوانية كثيرة للناموس الموسوي كان يقدِّمها فرد واحد في ما يتعلَّق بالخطايا الشخصية او الذنب الشخصي،‏ وكانت اجزاء من الحيوانات تحرَق على المذبح.‏ (‏لاويين ٤:‏٢٢-‏٣٥‏)‏ وبعض اللحم من ذبيحة السلامة كان يُعطى للكاهن الذي يقوم بتقديم الذبيحة او لكهنة آخرين.‏ (‏لاويين ٧:‏١١-‏٣٨‏)‏ أمّا الخروف الفصحي،‏ او خروف الفصح،‏ فلم يكن يُستعمل على المذبح،‏ وكان يقدِّمه فريق من الناس،‏ عادةً عائلة،‏ وهم الذين كانوا يأكلونه.‏ —‏ خروج ١٢:‏٤،‏ ٨-‏١١‏.‏

      ١١ ماذا كانت نظرة يهوه الى خروف الفصح،‏ وإلى ماذا اشار؟‏ (‏عدد ٩:‏١٣‏)‏

      ١١ قدَّر يهوه خروف الفصح تقديرا رفيعا جدا حتى انه دعاه «ذبيحتي.‏» (‏خروج ٢٣:‏١٨؛‏ ٣٤:‏٢٥‏)‏ وقال العلماء ان «الذبيحة الفصحية كانت ذبيحة يهوه على نحو فائق.‏»‏ وهذا الخروف بشكل لا يمكن انكاره اشار،‏ او رمز،‏ الى ذبيحة يسوع.‏ ونحن نعرف ذلك لأن الرسول بولس دعا يسوع «فصحنا .‏ .‏ .‏ [الذي] قد ذُبح لأجلنا.‏» (‏١ كورنثوس ٥:‏٧‏)‏ وقد حُدِّدت هوية يسوع بأنه «حمل اللّٰه» و «الخروف المذبوح.‏» —‏ يوحنا ١:‏٢٩؛‏ رؤيا ٥:‏١٢؛‏ اعمال ٨:‏٣٢‏.‏

      الدم المنقذ للحياة

      ١٢ اي دور قام به دم الخروف في الفصح الاول؟‏

      ١٢ قديما في مصر كان دم الخروف ذا اهمية حيوية للخلاص.‏ فعندما قتل يهوه الابكار عبَر عن البيوت حيث كان هنالك دم على القائمتين.‏ وفضلا عن ذلك،‏ لأن العبرانيين لم يكونوا ينوحون على موت ابكارهم،‏ كانوا في وضع يمكِّنهم من السير عبر البحر الاحمر الى الحرية.‏

      ١٣ و ١٤ كيف يكون دم يسوع منقذا للحياة وضروريا للخلاص؟‏ (‏افسس ١:‏١٣‏)‏

      ١٣ ان للدم ايضا علاقة بالخلاص اليوم —‏ دم يسوع المسفوك.‏ فلَمّا «كان الفصح عيد اليهود قريبا» في السنة ٣٢ ب‌م قال يسوع لجمهور كثير:‏ «مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وأنا اقيمه في اليوم الاخير.‏ لأن جسدي مأكلٌ حقٌّ ودمي مشربٌ حقٌّ.‏» (‏يوحنا ٦:‏٤،‏ ٥٤،‏ ٥٥‏)‏ وكل سامعيه اليهود كانوا سيفكِّرون في الفصح الوشيك وأن دم الخروف قد استُعمل في مصر.‏

      ١٤ لم يكن يسوع آنذاك يناقش الرمزين اللذين يُستعملان في عشاء الرب.‏ فهذا الاحتفال الجديد للمسيحيين لم يتأسَّس إلاّ بعد سنة،‏ وهكذا فحتى الرسل الذين استمعوا الى يسوع في السنة ٣٢ ب‌م ما كانوا يعرفون شيئا عنه.‏ ومع ذلك،‏ كان يسوع يُظهر ان دمه اساسي للخلاص الابدي.‏ شرح بولس:‏ «الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته.‏» (‏افسس ١:‏٧‏)‏ فبالغفران فقط على اساس دم يسوع يمكننا ان نحيا الى الابد.‏

      ايّ خلاص وأين؟‏

      ١٥ بالنسبة الى العبرانيين في مصر،‏ اي خلاص وامتيازات صارت ممكنة،‏ وماذا لم يصر كذلك؟‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١-‏٥‏)‏

      ١٥ شمل الامر مجرد خلاص محدود في مصر القديمة.‏ فما من احد ترك مصر توقَّع ان يُمنح حياة لا نهاية لها بعد الخروج.‏ صحيح ان اللّٰه عيَّن اللاويين ليكونوا كهنة للامة،‏ وصار البعض من سبط يهوذا ملوكا وقتيين،‏ ولكنّ كل هؤلاء كانوا سيموتون.‏ ‏(‏اعمال ٢:‏٢٩؛‏ عبرانيين ٧:‏١١،‏ ٢٣،‏ ٢٧‏)‏ وفي حين ان ‹اللفيف الكثير› الذين تركوا مصر ايضا لم تكن لديهم هذه الامتيازات فقد كان بإمكانهم،‏ مع العبرانيين،‏ ان يرجوا بلوغ ارض الموعد والتمتُّع بحياة طبيعية عابدين اللّٰه.‏ وأيضا،‏ كان لدى خدام يهوه لِما قبل المسيحية الاساس ليرجوا ان يتمكَّنوا،‏ في الوقت المحدَّد،‏ من التمتُّع بحياة لا نهاية لها على الارض،‏ حيث قصَد اللّٰه ان يحيا الجنس البشري.‏ وكان ذلك سيصير على انسجام مع وعد يسوع في يوحنا ٦:‏٥٤‏.‏

      ١٦ اي نوع من الخلاص كان يمكن لخدام اللّٰه ان يرجوه؟‏

      ١٦ استخدم اللّٰه بعض خدامه القدماء ليكتبوا كلمات تبعث الرجاء عن كون الارض قد خُلقت لتكون آهلة بالسكان وعن عيش المستقيمين الى الابد عليها.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٩-‏١١؛‏ امثال ٢:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ اشعياء ٤٥:‏١٨‏)‏ ولكن،‏ كيف كان يمكن للعبّاد الحقيقيين ان ينالوا خلاصا كهذا اذا ماتوا؟‏ بإعادة اللّٰه اياهم ثانية الى الحياة على الارض.‏ ايوب،‏ مثلا،‏ عبَّر عن الرجاء بأن يُذكر ويُدعى الى الحياة ثانية.‏ (‏ايوب ١٤:‏١٣-‏١٥؛‏ دانيال ١٢:‏١٣‏)‏ فمن الواضح ان احد اشكال الخلاص هو الى الحياة الابدية على الارض.‏ —‏ متى ١١:‏١١‏.‏

      ١٧ يظهر الكتاب المقدس ان آخرين يمكن ان ينالوا اي خلاص مختلف؟‏

      ١٧ يتكلَّم الكتاب المقدس ايضا عن خلاص الى الحياة في السماء،‏ حيث مضى يسوع المسيح بعد قيامته.‏ «الذي هو في يمين اللّٰه اذ قد مضى الى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له.‏» (‏١ بطرس ٣:‏١٨،‏ ٢٢؛‏ افسس ١:‏٢٠-‏٢٢؛‏ عبرانيين ٩:‏٢٤‏)‏ ولكنّ يسوع لن يكون الانسان الوحيد الذي يؤخذ الى السماء.‏ لقد صمَّم اللّٰه ان يأخذ ايضا من الارض عددا صغيرا نسبيا من آخرين.‏ قال يسوع للرسل:‏ «في بيت ابي منازل كثيرة.‏ .‏ .‏ .‏ انا امضي لأُعِدّ لكم مكانا.‏ وإنْ مضيت وأعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليَّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا.‏» —‏ يوحنا ١٤:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ١٨ لدينا الآن اي سبب لنركِّز على الخلاص الى الحياة السماوية؟‏

      ١٨ ان الخلاص الى الحياة السماوية في اتِّحاد بيسوع هو بالتأكيد اعظم بكثير من الخلاص المحدود المتعلِّق بالفصح الاول.‏ (‏٢ تيموثاوس ٢:‏١٠‏)‏ وكان في امسية ترتيب الفصح،‏ او وجبة الفصح،‏ الشرعي الاخير أنَّ يسوع أسَّس الاحتفال الجديد لأتباعه،‏ الذي ركَّز على الخلاص الى الحياة السماوية.‏ قال للرسل:‏ «اصنعوا هذا لذكري.‏» (‏لوقا ٢٢:‏١٩‏)‏ وقبل ان نتأمَّل كيف يجب على المسيحيين ان يحفظوا هذا الاحتفال،‏ دعونا نتأمَّل في قضية الوقت الذي فيه يجب ان نفعل ذلك.‏

      ‏‹وقت معيَّن›‏

      ١٩ لماذا من المنطقي ان نصل بين الفصح وعشاء الرب؟‏

      ١٩ قال يسوع:‏ «شهوة اشتهيت ان آكل هذا الفصح معكم قبل ان اتألَّم.‏» (‏لوقا ٢٢:‏١٥‏)‏ وبعد ذلك دلّ على الاوجه الرئيسية لعشاء الرب،‏ الذي كان على أتباعه ان يحفظوه تذكارا لموته.‏ (‏لوقا ٢٢:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ والفصح كان يُصنع مرة في السنة.‏ لذلك من المعقول ان يُحفظ عشاء الرب سنويا.‏ متى؟‏ منطقيا،‏ في الربيع وقت الفصح.‏ وهذا يعني عندما يقع ١٤ نيسان قمري (‏تقويم يهودي)‏،‏ عوضا عن التمسُّك دائما بيوم الجمعة لأن هذا كان يوم الاسبوع الذي مات فيه يسوع.‏

      ٢٠ لماذا يهتم شهود يهوه بـ‍ ١٤ نيسان قمري؟‏

      ٢٠ وهكذا فإن ١٤ نيسان قمري كان سيصير التاريخ الذي فكَّر فيه بولس عندما كتب:‏ «كلَّما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء.‏» (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٦‏)‏ وطوال القرنين التاليين تمسَّك مسيحيون كثيرون بـ‍ ١٤ نيسان قمري،‏ اذ كانوا معروفين بالرابع عشريين Quartodecimans،‏ من الكلمة اللاتينية التي تقابل «الـ‍ ١٤.‏» يخبر مكلنتوك وسترونڠ:‏ «كانت كنائس آسيا الصغرى تحتفل بموت الرب في اليوم الموافق للـ‍ ١٤ من شهر نيسان قمري،‏ اليوم الذي فيه،‏ بحسب رأي الكنيسة القديمة بكاملها،‏ حصل الصلب.‏» واليوم يحفظ شهود يهوه عشاء الرب سنويا في التاريخ الموافق لـ‍ ١٤ نيسان قمري.‏ ولكنّ البعض لاحظوا ان ذلك يمكن ان يختلف عن التاريخ الذي فيه يصنع اليهود فصحهم.‏ فلماذا؟‏

      ٢١ متى كان يجب ان يُذبح خروف الفصح،‏ ولكن ماذا يفعل اليهود اليوم؟‏

      ٢١ كان اليوم العبراني يمتدّ من غروب الشمس (‏نحو الساعة السادسة)‏ الى غروب الشمس التالي.‏ وأوصى اللّٰه ان يُذبح خروف الفصح في ١٤ نيسان قمري «بين العِشاءَين.‏» (‏خروج ١٢:‏٦‏،‏ ع‌ج)‏ ومتى يكون هذا؟‏ يلتصق اليهود العصريون بفكرة الرَّبَّانيين ان الخروف كان يجب ان يُذبح في وقت قريب من نهاية ١٤ نيسان قمري،‏ بين الوقت الذي فيه تبتدئ الشمس بالانحدار (‏نحو الساعة الثالثة)‏ وغروب الشمس الفعلي.‏ ونتيجة لذلك يصنعون ترتيب فصحهم بعد مغيب الشمس،‏ حين يكون ١٥ نيسان قمري قد ابتدأ.‏ —‏ مرقس ١:‏٣٢‏.‏

      ٢٢ ما هو السبب الذي لأجله يمكن ان يختلف تاريخ الذكرى عن التاريخ الذي فيه يصنع اليهود فصحهم؟‏ (‏مرقس ١٤:‏١٧؛‏ يوحنا ١٣:‏٣٠‏)‏

      ٢٢ ولكنْ لدينا سبب وجيه لنفهم العبارة على نحو مختلف.‏ تقول التثنية ١٦:‏٦ بوضوح للاسرائيليين ان ‹يذبحوا ذبيحة الفصح،‏ في المساء،‏ عند مغيب الشمس.‏› (‏ترجمة تاناخ اليهودية)‏ ويدلّ ذلك ان «بين العِشاءَين» اشارت الى فترة الشفق،‏ من غروب الشمس (‏الذي يُبدئ ١٤ نيسان قمري)‏ الى الظلام الفعلي.‏ واليهود القَرّاؤونb القدماء فهموها بهذه الطريقة،‏ كما يفهمها السامريونc الى اليوم.‏ فقبولنا ان خروف الفصح كان يُذبح ويؤكل «في وقته (‏المعيَّن)‏» في ١٤ نيسان قمري،‏ لا في ١٥ نيسان قمري،‏ هو احد الاسباب التي لأجلها يختلف تاريخنا للذكرى عن التاريخ اليهودي احيانا.‏ —‏ عدد ٩:‏٢-‏٥‏.‏

      ٢٣ لماذا تُضاف شهور الى التقويم العبراني،‏ وكيف يعالج اليهود العصريون ذلك؟‏

      ٢٣ والسبب الآخر الذي يمكن لأجله ان يختلف تاريخنا عن ذاك الذي لليهود هو انهم يستعملون تقويما مقرَّرا مسبقا لم يحدَّد نظامه حتى القرن الرابع ب‌م.‏ وباستعمال ذلك يمكنهم ان يعيِّنوا تواريخ لـ‍ ١ نيسان قمري او للاعياد قبل عقود او قرون.‏ وفضلا عن ذلك،‏ فإن التقويم القمري القديم لزم ان يُضاف اليه شهر ١٣ من حين الى آخر لكي يتزامن التقويم مع الفصول.‏ والتقويم اليهودي الجاري يضيف هذا الشهر في نقاط محدَّدة؛‏ ففي دورة من ١٩ سنة يُضاف الى السنوات ٣،‏ ٦،‏ ٨،‏ ١١،‏ ١٤،‏ ١٧،‏ و ١٩.‏

      ٢٤ و ٢٥ (‏أ)‏ في زمن يسوع،‏ كيف كانت الشهور تُحدَّد والحاجة الى شهور اضافية تُقرَّر؟‏ (‏ب)‏ كيف يؤسِّس شهود يهوه التاريخ لعشاء الرب؟‏

      ٢٤ ولكنّ اميل شورر يقول انه «في زمن يسوع لم يكن لدى [اليهود] بعدُ تقويم محدَّد،‏ ولكنْ على اساس الملاحظة التجريبية البحتة كانوا يبدأون كل شهر جديد بظهور الهلال،‏ وبطريقة مماثلة على اساس الملاحظة» كانوا يضيفون شهرا كما يلزم.‏ «اذا .‏ .‏ .‏ لوحظ قُبَيْل نهاية السنة ان الفصح سيقع قبل الاعتدال الربيعي [نحو ٢١ آذار] كان يصدر امر بإقحام شهر قبل شهر نيسان قمري.‏» (‏تاريخ الشعب اليهودي في عصر يسوع المسيح،‏ المجلد ١)‏ وهكذا يدخل الشهر الاضافي طبيعيا،‏ دون اضافته اعتباطيا.‏

      ٢٥ تؤسِّس الهيئة الحاكمة لشهود يهوه التاريخ لعشاء الرب انسجاما مع الطريقة القديمة.‏ ويقرَّر ١ نيسان قمري عندما يكون ممكنا على الارجح ملاحظة الهلال الاقرب الى الاعتدال الربيعي عند غروب الشمس في اورشليم.‏ وحساب ١٤ يوما من ذلك الوقت يجلب المرء الى ١٤ نيسان قمري،‏ الذي يوافق عادة يوم البدر.‏ (‏انظروا برج المراقبة عدد ١٥ حزيران ١٩٧٧،‏ الصفحتين ٣٨٣ و ٣٨٤،‏ بالانكليزية.‏)‏ وعلى اساس طريقة الكتاب المقدس هذه يجري إعلام شهود يهوه حول العالم بأن الاحتفال بالذكرى هذه السنة سيكون بعد غروب الشمس في ١٠ نيسان.‏

      ٢٦ اية اوجه اضافية لعشاء الرب تستحقّ انتباهنا؟‏

      ٢٦ يوافق هذا التاريخ ١٤ نيسان قمري،‏ الذي كان عندما صنع يسوع الفصح الشرعي الاخير.‏ ولكنّ الاحتفال بالذكرى يُبرز خلاصا يفوق ما يحيي ذكراه ترتيبُ الفصح اليهودي.‏ ويلزمنا جميعا ان نفهم ماذا يحدث خلال عشاء الرب،‏ ماذا يعني،‏ وكيف يكون خلاصنا ذا علاقة.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a انظروا برج المراقبة،‏ عدد ١ تشرين الثاني ١٩٨٠،‏ مقالات الدرس الرئيسية الثلاث.‏

      b مكلنتوك وسترونڠ يصفانهم بـ‍ «احدى الطوائف الاقدم والاجدر بالملاحظة للمجمع اليهودي،‏ التي معتقدها المميِّز هو الالتصاق التام بحرف الشريعة المكتوبة.‏»‏

      c ‏«انهم يذبحون الحيوان في المساء .‏ .‏ .‏ وفي منتصف الليل يأكل كل فريق عائلي اللحم .‏ .‏ .‏ وبعد ذلك يُحرِق بقايا اللحم والعظام قبل الصباح .‏ .‏ .‏ اقترح بعض العلماء ان الدين السامري يمكن ان يماثل بدقة دين الكتاب المقدس قبل ان تصوغه من جديد يهوديّة الرَّبَّانيين.‏» —‏ أُصول ترتيب الفصح.‏

  • ‏‹تمييز انفسنا› —‏ وقت الذكرى
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • ‏‹تمييز انفسنا› —‏ وقت الذكرى

      ‏«لو كنا (‏ميَّزنا)‏ انفسنا لَمَا حُكم علينا .‏ .‏ .‏ لكي لا نُدان.‏» —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏

      ١ المسيحيون الحقيقيون يريدون حتما ان يتجنبوا اي شيء،‏ ولماذا؟‏

      ان آخر ما يريده المسيحي هو ان يُحكَم عليه من يهوه على نحو مضادّ.‏ فعدم ارضاء «ديّان كل الارض» يمكن ان يؤدّي الى ان «نُدان مع العالم» ونفشل في نيل الخلاص.‏ والامر هو كذلك سواء كنا نرجو حياة في السماء مع يسوع او حياة لا نهاية لها في فردوس ارضي.‏ —‏ تكوين ١٨:‏٢٥؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣٢‏.‏

      ٢ و ٣ في اية قضية يمكن ان يُحكم علينا على نحو مضادّ،‏ وماذا قال بولس عن ذلك؟‏

      ٢ وفي ١ كورنثوس الاصحاح ١١ عالج الرسول بولس مجالا يمكن فيه ان نأتي الى الدينونة.‏ وعلى الرغم من انه وجَّه تعليقاته الى المسيحيين الممسوحين،‏ فان مشورته هي ذات اهمية للجميع،‏ وخصوصا في هذا الفصل.‏ وتمييز انفسنا يمكن ان يساعدنا لكي ننال رضى اللّٰه ولا يُحكم علينا.‏ وفي مناقشة الاحتفال السنوي بعشاء الرب قال بولس:‏

      ٣ «ان الرب يسوع في الليلة التي أُسْلِم فيها اخذ خبزا وشكر فكسَّر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم.‏ اصنعوا هذا لذكري.‏ كذلك الكأس ايضا بعد ما تعشَّوْا قائلا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي.‏ اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري.‏ فإنكم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء.‏» —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٢٣-‏٢٦‏.‏a

      ٤ ماذا سيجري في ١٠ نيسان ١٩٩٠ مساء؟‏

      ٤ بعد مغيب الشمس في ١٠ نيسان ١٩٩٠ سيحتفل شهود يهوه بذكرى موت المسيح.‏ وعادة،‏ يكون الفريق المجتمع جماعة واحدة؛‏ وهكذا يكون هنالك مكان للناس الذين ليسوا شهودا بعد.‏ فماذا سيكون عليه الاجتماع؟‏ سيكون هنالك خطاب مؤسَّس على الكتاب المقدس.‏ ومن ثم،‏ بعد الصلاة،‏ يمرَّر الرغيف.‏ وتفتتح صلاة اخرى تمرير الكأس.‏ وعوض ان يكون كل ذلك بحسب طقس رسمي او اجراء صارم،‏ فإن عدد الارغفة او الكؤوس وطريقة تمريرها يجري ترتيبهما وفق الحالة المحلية.‏ والامر الرئيسي هو ان تتوافر المواد لكل الحاضرين،‏ على الرغم من ان الاكثرية سيمرِّرونها وحسب دون ان يتناولوا.‏ ولكن،‏ اية اشياء يجري تمريرها،‏ وماذا تعني؟‏ وفضلا عن ذلك،‏ ماذا يجب ان نأخذه مسبقا بعين الاعتبار لكي نميِّز انفسنا؟‏

      ‏«هذا هو جسدي»‏

      ٥ و ٦ (‏أ)‏ ماذا فعل يسوع بالرغيف؟‏ (‏ب)‏ اي نوع من الخبز استعمل؟‏

      ٥ لقد قرأنا ما ‹تسلَّمه [بولس] من الرب› في ما يتعلَّق بالذكرى.‏ وهنالك ايضا روايات بواسطة ثلاثة كتبة للاناجيل،‏ احدهم كان حاضرا عندما أسَّس يسوع هذا الاحتفال.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٢٣؛‏ متى ٢٦:‏٢٦-‏٢٩؛‏ مرقس ١٤:‏٢٢-‏٢٥؛‏ لوقا ٢٢:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وتقول هذه الروايات ان يسوع اخذ اولا رغيفا،‏ صلّى،‏ وبعد ذلك كسَّره ووزَّعه.‏ فماذا كان هذا الرغيف؟‏ وعلى نحو مناظر،‏ ماذا يُستعمل اليوم؟‏ ماذا يعني او يمثِّل؟‏

      ٦ في متناول اليد كانت المواد من وجبة الفصح اليهودي،‏ وإحداها خبز فطير دعاه موسى «فطيرًا خبزَ المشقة.‏» (‏تثنية ١٦:‏٣؛‏ خروج ١٢:‏٨‏)‏ وكان هذا الخبز يُصنع من دقيق القمح دون استعمال خميرة او ملح او توابل.‏ ولأنه فطير (‏بالعبرانية،‏ مصّاه‏)‏ كان رقيقا وهشًّا؛‏ وكان يجب تكسيره الى حجم يؤكل.‏ —‏ مرقس ٦:‏٤١؛‏ ٨:‏٦؛‏ اعمال ٢٧:‏٣٥‏.‏

      ٧ ماذا يستعمل شهود يهوه للخبز خلال الذكرى؟‏

      ٧ استعمل يسوع خبزا فطيرا في عشاء الرب،‏ ولذلك فإن شهود يهوه اليوم يفعلون مثل ذلك.‏ والخبز الفطير اليهودي المألوف يفي بهذا الغرض إنْ لم يُصنع بمكوِّنات اضافية،‏ كالملت او البصل او البيض.‏ (‏الخبز الفطير الذي يحتوي على هذه المواد الاضافية لا يطابق الوصف «خبز المشقة.‏»)‏ او يمكن لشيوخ الجماعة ان يجعلوا احدا يصنع خبزا فطيرا من عجين دقيق القمح والماء.‏ وإنْ لم يتوافر دقيق القمح يمكن صنع الخبز الفطير بدقيق من الشعير او الأرُز او الذرة او الحبوب الاخرى.‏ فيرقَّق العجين ويُخبز على صفيحة للطبخ تدهَن قليلا بالزيت.‏

      ٨ لماذا الخبز الفطير رمْز ملائم،‏ وعلى ماذا يدلّ تناوله؟‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٥-‏٧؛‏ ١ بطرس ٤:‏١‏)‏

      ٨ ان خبزا كهذا ملائم لأنه لا يحتوي على الخميرة،‏ التي يستعملها الكتاب المقدس لتمثِّل الفساد او الخطية.‏ وقد اعطى بولس مشورة في ما يتعلَّق برجل فاسد ادبيا في احدى الجماعات:‏ ‹خميرة صغيرة تخمِّر العجين كله.‏ نقّوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا فطيرا.‏ ان فصحنا المسيح قد ذُبح لأجلنا.‏ فلنعيِّد ليس بخميرة الشر والخبث بل بفطير الاخلاص والحق.‏› (‏١ كورنثوس ٥:‏٦-‏٨‏؛‏ قارنوا متى ١٣:‏٣٣؛‏ ١٦:‏٦،‏ ١٢‏.‏)‏ والخبز الفطير رمْز مناسب الى جسد يسوع البشري،‏ لأنه كان ‹قدوسا بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة.‏› (‏عبرانيين ٧:‏٢٦‏)‏ ويسوع كان حاضرا هناك في جسده البشري الكامل عندما قال للرسل:‏ «خذوا كلوا [الخبز].‏ هذا هو جسدي.‏» (‏متى ٢٦:‏٢٦‏)‏ ويعني تناول الخبز ان الشخص يؤمن بفائدة ذبيحة يسوع لأجله ويقبلها.‏ ولكنّ المزيد ذو علاقة بالامر.‏

      خمر ذات معنى

      ٩ اي رمز آخر قال يسوع انه يجب ان يُستعمل؟‏

      ٩ استعمل يسوع رمزا آخر:‏ «اخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم.‏ لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا.‏» (‏متى ٢٦:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ فماذا كان في هذه الكأس المشترَكة التي مرَّرها،‏ وماذا يعني ذلك لنا اذ نجاهد لنميِّز انفسنا؟‏

      ١٠ كيف وجدت الخمر مكانا في الفصح اليهودي؟‏

      ١٠ عندما دلّ موسى اولا على الاوجه الرئيسية لوليمة الفصح لم يذكر ايّ مشروب.‏ ويعتقد علماء كثيرون ان الخمر أُدخلت الى الفصح بعد ذلك بكثير،‏ ربما في القرن الثاني ق‌م.‏b وعلى ايّ حال،‏ كان استعمال الخمر في هذه الوجبة شائعا في القرن الاول،‏ ويسوع لم يعترض على ذلك.‏ وقد استعمل خمر الفصح عند تأسيس الذكرى.‏

      ١١ خمر من اي نوع تكون ملائمة للاستعمال خلال عشاء الرب؟‏

      ١١ وبما ان الفصح اليهودي كان يحدث بعد وقت طويل من قطاف العنب فان يسوع كان يستعمل،‏ ليس عصيرا غير مختمر،‏ بل خمرا حمراء يمكن بسهولة ان تمثِّل دمه.‏ (‏قارنوا رؤيا ١٤:‏٢٠‏.‏)‏ ودم يسوع لم يكن بحاجة ان يُزاد عليه،‏ وهكذا تكون الخمر الصِّرْف ملائمة،‏ عوضا عن الخمور التي يقوِّيها البراندي (‏كالپورت،‏ الشري،‏ المسكات)‏ او التي تضاف اليها المطيِّبات او الاعشاب العطرية (‏كالڤيرموت،‏ الدوبونيه،‏ او المشروبات المشهِّية الكثيرة)‏.‏ ولكنْ لا يلزم ان نقلق بشأن كيفية صنع الخمر،‏ سواء أُضيف بعض السكر خلال التخمير لجعلها بمذاق او بمحتوى كحول معتدل او استُعمل القليل من الكبريت لمنع الفساد.‏c وتستعمل جماعات كثيرة خمرا حمراء تجارية (‏كالكييانتي،‏ البرغندية،‏ البوجولي،‏ او الكلاريت)‏ او مجرد خمر حمراء تُصنع محليا.‏ والخبز والخمر هما مجرد رمزين؛‏ ولذلك فإن ما لا يُستعمل يمكن اخذه الى البيت واستعماله لاحقا كأية مواد اخرى للاكل او الشرب.‏

      ١٢ اوضح يسوع ان للخمر اي معنى رمزي؟‏

      ١٢ وواقع ان يسوع تكلَّم عن دمه ليلة الفصح كان يمكن ان يذكِّر بدم الخروف قديما في مصر.‏ ولكنْ لاحظوا كيف ان يسوع اجرى فعلا مقارنة مختلفة،‏ قائلا:‏ «هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم.‏» (‏لوقا ٢٢:‏٢٠‏)‏ وكان اللّٰه في وقت ابكر قد صنع عهدا مع امة اسرائيل الجسدي،‏ وقد دُشِّن بدم الذبائح الحيوانية.‏ فكان هنالك تناظر بين دم تلك الذبائح ودم يسوع.‏ فلكليهما علاقة بتدشين اللّٰه عهدا مع امة شعبه.‏ (‏خروج ٢٤:‏٣-‏٨؛‏ عبرانيين ٩:‏١٧-‏٢٠‏)‏ وأحد الاوجه المميِّزة لعهد الناموس هو ان اسرائيل الجسدي كان له امل في تشكيل امة من ملوك كهنة.‏ (‏خروج ١٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ ولكنْ،‏ بعد ان فشل اسرائيل في حفظ عهد يهوه،‏ قال انه سيستبدل «العهد الاول» بـ‍ «عهد جديد.‏» (‏عبرانيين ٩:‏١،‏ ١٥؛‏ ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٤‏)‏ وكأس الخمر التي مرَّرها يسوع الآن بين الرسل الامناء مثَّلت العهد الجديد هذا.‏

      ١٣ و ١٤ (‏أ)‏ ان كون المرء في العهد الجديد يعني ماذا؟‏ (‏ب)‏ على ماذا يدلّ تناول الشخص للرمزين؟‏

      ١٣ ان المسيحيين الذين يُدخَلون في هذا العهد الجديد يشكِّلون امة روحية من ملوك كهنة.‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ كتب الرسول بطرس:‏ «انتم .‏ .‏ .‏ جنس مختار وكهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب.‏» (‏١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ فواضح هو ايّ خلاص ينالون —‏ الحياة في السماء كحكام معاونين مع يسوع.‏ ورؤيا ٢٠:‏٦ تؤكِّد ذلك:‏ «مبارك ومقدس مَن له نصيب في القيامة الاولى.‏ .‏ .‏ .‏ سيكونون كهنة للّٰه والمسيح وسيملكون معه ألف سنة.‏»‏

      ١٤ وفي الواقع،‏ بعد ان طلب يسوع من الرسل ان يتناولوا الخبز والخمر الرمزيين قال لهم انهم سوف ‹يأكلون ويشربون على مائدته في ملكوته ويجلسون على كراسيّ يدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.‏› (‏لوقا ٢٢:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ وبناء على ذلك،‏ يعني تناول رمزَي الذكرى اكثر من مجرد الايمان بذبيحة يسوع.‏ فكل مسيحي لا بدّ ان يقبل الفدية ويمارس الايمان اذا اراد ان ينال الحياة الابدية في ايّ مكان.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٦:‏٥١‏)‏ أمّا تناول الرمزين فيدلّ ان المرء هو في العهد الجديد،‏ مختار ليكون مع يسوع في ملكوته.‏

      الحاجة الى التمييز وقت الذكرى

      ١٥ كيف ادخل يسوع رجاء جديدا لخدام اللّٰه؟‏

      ١٥ كما اوضحت المقالة السابقة،‏ قبل زمن يسوع لم يكن لخدام اللّٰه الاولياء رجاء الذهاب الى السماء.‏ لقد كانوا يتطلَّعون بشوق الى نيل الحياة الابدية على الارض،‏ الموطن الاصلي للجنس البشري.‏ ويسوع المسيح كان اول شخص يقام روحا،‏ وصار اول شخص من الجنس البشري يؤخذ الى السماء.‏ (‏افسس ١:‏٢٠-‏٢٢؛‏ ١ بطرس ٣:‏١٨،‏ ٢٢‏)‏ وأكَّد بولس ذلك اذ كتب:‏ «لنا .‏ .‏ .‏ ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع طريقا كرَّسه لنا حديثا حيا.‏» (‏عبرانيين ١٠:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فمَن كانوا سيتبعون،‏ بعد ان فتح يسوع هذا الطريق؟‏

      ١٦ ماذا يخبِّئ المستقبل لأولئك الذين يتناولون الخبز والخمر؟‏

      ١٦ في الليلة التي أسَّس فيها يسوع عشاء الرب اخبر رسله الاولياء بأنه يُعِدّ لهم مكانا في السماء.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ ولكن اذكروا ان يسوع قال ايضا ان متناولي الرغيف والكأس سيكونون في ملكوته ويجلسون على عروش ليدينوا.‏ فهل يكون هؤلاء الرسلَ فقط؟‏ لا،‏ لأن الرسول يوحنا علِم لاحقا ان مسيحيين آخَرين ايضا سيغلبون و ‹يجلسون مع يسوع في عرشه،‏› ومعا يصيرون ‹ملوكا وكهنة يملكون على الارض.‏› (‏رؤيا ٣:‏٢١؛‏ ٥:‏١٠‏)‏ وعلِم يوحنا ايضا مجموع عدد المسيحيين الذين ‹يُشترون من الارض› —‏ ٠٠٠‏,١٤٤.‏ (‏رؤيا ١٤:‏١-‏٣‏)‏ ولأن هذا فريق صغير نسبيا،‏ ‹قطيع صغير› بالمقارنة مع كل الذين عبدوا اللّٰه طوال العصور،‏ يلزم تمييز خصوصي وقت الذكرى.‏ —‏ لوقا ١٢:‏٣٢‏.‏

      ١٧ و ١٨ (‏أ)‏ بعض المسيحيين في كورنثوس وقعوا في اية عادة؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان الافراط في الاكل والشرب خطيرا الى هذا الحدّ؟‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٨-‏٣١‏)‏

      ١٧ أثار بولس ذلك في رسالته الى الكورنثيين في وقت كان بعض الرسل فيه لا يزالون احياء وكان اللّٰه فيه يدعو المسيحيين ليكونوا «قديسين.‏» وقال بولس ان ممارسة رديئة تطوَّرت بين اولئك الذين كانوا هناك ملزمين ان يتناولوا الرمزين.‏ فكان البعض يتناولون مسبقا وجبات طعام فيها يأكلون ويشربون اكثر مما ينبغي،‏ مما يحملهم على النعاس،‏ فتور حواسهم.‏ ونتيجة لذلك لم يتمكَّنوا من ‹تمييز الجسد،‏› جسد يسوع الطبيعي الذي يمثِّله الخبز.‏ فهل كان ذلك خطيرا الى هذا الحدّ؟‏ نعم!‏ فبتناولهم بدون استحقاق صاروا ‹مجرمين في جسد الرب ودمه.‏› ولو كانوا متيقظين عقليا وروحيا ‹لتمكَّنوا من ان يميِّزوا انفسهم ولَمَا حُكم عليهم.‏› —‏ ١ كورنثوس ١:‏٢؛‏ ١١:‏٢٠-‏٢٢،‏ ٢٧-‏٣١‏.‏

      ١٨ فماذا لزم ان يميِّزه اولئك المسيحيون وكيف؟‏ بصورة رئيسية،‏ كان عليهم ان يقدِّروا في القلب والعقل دعوتهم ليكونوا بين وارثي الحياة السماوية الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤.‏ فكيف ميَّزوا ذلك،‏ وهل يجب ان يؤمن كثيرون اليوم انهم جزء من هذا الفريق الصغير الذي يختاره اللّٰه منذ ايام الرسل؟‏

      ١٩ اية حالة كاشفة سادت خلال ذكرى السنة ١٩٨٩؟‏

      ١٩ في الحقيقة،‏ ان مجرد اقلية صغيرة جدا من المسيحيين الحقيقيين اليوم يميِّزون ذلك بشأن انفسهم.‏ ففي الاحتفال بعشاء الرب في السنة ١٩٨٩ اجتمع اكثر من ٠٠٠‏,٤٧٩‏,٩ في جماعات شهود يهوه حول الارض.‏ وحوالي ٧٠٠‏,٨ اعترفوا بأن لهم رجاء ‹الخلاص للملكوت السماوي.‏› (‏٢ تيموثاوس ٤:‏١٨‏)‏ والاغلبية العظمى —‏ نعم،‏ ملايين المسيحيين الاولياء المبارَكين الآخَرين الذين اجتمعوا —‏ ميَّزوا ان رجاءهم الصحيح هو العيش الى الابد على الارض.‏

      ٢٠ كيف يعي اولئك الذين هم من الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ انهم مدعوون؟‏ (‏١ يوحنا ٢:‏٢٧‏)‏

      ٢٠ في يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م ابتدأ اللّٰه يختار الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ للحياة السماوية.‏ وإذ كان هذا الرجاء جديدا،‏ غير مدرَك من خدام اللّٰه قبل زمن يسوع،‏ كيف كان اولئك المختارون سيعرفون او يتيقَّنون هذا الرجاء؟‏ انهم يميِّزون ذلك بنيل شهادة له معطاة من روح اللّٰه القدوس.‏ ولا يعني ذلك أنهم فعلا يرون الروح (‏فهو ليس شخصا)‏ او ينالون رؤية ذهنية للروح وهو يتكلَّم معهم،‏ وهم لا يسمعون ايضا اصواتا من الحيز الروحي.‏ يوضح بولس:‏ «الروح نفسه ايضا يشهد لأرواحنا اننا اولاد اللّٰه .‏ .‏ .‏ اننا ورثة ايضا ورثة اللّٰه ووارثون مع المسيح.‏ إنْ كنا نتألم معه لكي نتمجد ايضا معه.‏» —‏ رومية ٨:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

      ٢١ (‏أ)‏ كيف يعرف الممسوحون ان لهم الرجاء السماوي؟‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٥-‏١٧‏)‏ (‏ب)‏ اي نوع من الافراد هم الممسوحون،‏ وكيف يشهدون باحتشام برجائهم؟‏

      ٢١ وهذه الشهادة،‏ او الادراك،‏ توجِّه تفكيرهم ورجاءهم من جديد.‏ انهم لا يزالون بشرا،‏ يتمتعون بخيرات خليقة يهوه الارضية،‏ ولكنّ التوجُّه الرئيسي لحياتهم واهتماماتهم هو في صيرورتهم وارثين مع المسيح.‏ وهم لا يتوصَّلون الى وجهة النظر هذه عن طريق العاطفة.‏ فهم افراد طبيعيون،‏ متزنون في آرائهم وسلوكهم.‏ ولكنْ،‏ اذ يقدِّسهم روح اللّٰه،‏ يقتنعون بدعوتهم دون ان تكون لديهم شكوك ملازمة في ذلك.‏ ويدركون ان خلاصهم سيكون الى السماء اذا برهنوا انهم امناء.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏١٣؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٠-‏١٢‏)‏ وإذ يفهمون ما تعنيه ذبيحة يسوع لهم،‏ ويميِّزون انهم مسيحيون ممسوحون بالروح،‏ يتناولون باحتشام رمزَي الذكرى.‏

      ٢٢ ماذا سيميِّزه معظم اولئك الذين سيحضرون عشاء الرب؟‏

      ٢٢ ان معظم اولئك الذين سيجتمعون بإذعان في ١٠ نيسان ليس لهم هذا الرجاء لأن اللّٰه لم يمسحهم بالروح،‏ داعيا اياهم الى الحياة السماوية.‏ وكما لاحظنا،‏ ابتدأ اللّٰه باختيار الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ قديما في ايام الرسل.‏ ولكن عند اكتمال هذه الدعوة يُتوقَّع ان يكون للآخرين الذين يأتون الى عبادته الرجاء الذي ادركه موسى،‏ داود،‏ يوحنا المعمدان،‏ وأمناء آخرون ماتوا قبل ان يفتح يسوع الطريق الى الحياة في السماء.‏ وهكذا فإن ملايين المسيحيين الاولياء والغيورين اليوم لا يتناولون رمزَي الذكرى.‏ فمسيحيون كهؤلاء يميِّزون انفسهم امام اللّٰه بمعنى انهم يَعونَ رجاءهم الصحيح.‏ وهم يستفيدون من دم يسوع وجسده بغفران خطاياهم ومن ثم نيل حياة لا نهاية لها على الارض.‏ —‏ ١ بطرس ١:‏١٩؛‏ ٢:‏٢٤؛‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٥‏.‏

      ٢٣ لماذا ستكون الذكرى احتفالا مفرحا؟‏ (‏قارنوا ٢ أخبار الايام ٣٠:‏٢١‏.‏)‏

      ٢٣ اذًا،‏ دعونا نتطلَّع بشوق الى الاحتفال السعيد في ١٠ نيسان.‏ وسيكون ذلك وقتا لاستعمال التمييز ولكنه سيكون ايضا وقتا للفرح.‏ الفرح للعدد الصغير ذي الرجاء السماوي الذي بحق وإذعان سيتناول الرغيف والكأس.‏ (‏رؤيا ١٩:‏٧‏)‏ والفرح ايضا لملايين المسيحيين السعداء الذين في تلك الامسية سيراقبون ويتعلَّمون والذين يرجون ان يتذكَّروا الى الابد على الارض هذا الاحتفال ذا المعنى.‏ —‏ يوحنا ٣:‏٢٩‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a ‏«في الليلة التي أُسْلِم فيها اخذ الرب يسوع خبزا؛‏ وإذ شكر كسَّره وقال:‏ ‹هذا هو جسدي الذي لأجلكم؛‏ اصنعوا هذا تذكارا لي.‏› وعلى نحو مماثل اخذ الكأس عندما انتهى العَشاء،‏ وقال:‏ ‹هذه الكأس هي العهد الجديد المختوم بدمي؛‏ كلما شربتموها افعلوا ذلك تذكارا لي.‏›» —‏ صياغة جديدة موسَّعة لرسائل بولس،‏ بواسطة ف.‏ ف.‏ بروس.‏

      b يقدِّم احد العلماء هذا الرأي في ما يتعلَّق بسبب اضافة الخمر:‏ «[ان الفصح] لم يكن ليصير في ما بعد تجمُّعا سنويا مهيبا للراشدين الذكور؛‏ فكان سيصير مناسبة للاحتفال العائلي،‏ حيث وَجد شربُ الخمر مكانا طبيعيا.‏» —‏ الفصح العبراني —‏ من الازمنة الابكر الى ٧٠ ب‌م،‏ بواسطة ج.‏ ب.‏ سيڠال.‏

      c من الازمنة القديمة استُخدم الملح،‏ زلال البيض،‏ ومواد اخرى لتصفية الخمر او اظهار لونها وطعمها،‏ حتى ان الرومان استعملوا الكبريت كمطهِّر في صنع الخمر.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة