-
من ترتيب الفصح الى الخلاصبرج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
من ترتيب الفصح الى الخلاص
«كأس الخلاص أتناول وباسم (يهوه) أدعو.» — مزمور ١١٦:١٣.
١ اية ترنيمة مفضَّلة في كل وقت يمكن ان تؤثِّر في مستقبلكم؟
كيف تتمتَّعون بترنيمة تتعلَّق بحيازتكم مستقبلا سعيدا مديدا؟ فعلا، ان ترنيمة كهذه مفضَّلة في كل وقت. ولكنكم في وضع افضل من وضع معظم الناس لتفهموا هذه الترنيمة ذات المغزى وتتمتَّعوا بها. اليهود يدعونها الـ «هلِّل» (تسبيح). وإذ تتألَّف من المزامير ١١٣ الى ١١٨ تحثُّنا ان نرنِّم «هَلِّلويا» او «سبِّحوا ياه.»
٢ كيف تُستعمل هذه الترنيمة، وكيف تكون لها علاقة بترتيب الفصح؟
٢ يرنِّم اليهود الـ «هلِّل» في خدمة فصحهم، التي من الواضح ان تاريخ ترنيمها يعود الى الوقت الذي فيه كان للّٰه هيكل حيث كانت الحيوانات تُقدَّم ذبائح. واليوم تُرنَّم في بيوت اليهود خلال خدمة ووجبة الفصح المدعوَّة ترتيب الفصح. ولكنّ قليلين من الذين يرنِّمونها في ترتيب فصحهم يفهمون المعنى الحقيقي للمزمور ١١٦:١٣: «كأس الخلاص أتناول وباسم (يهوه) أدعو.» ولكن، لماذا تكون للخلاص صلة بالفصح، وهل يمكن ان يكون خلاصكم ذا علاقة؟
الفصح — عيد الخلاص
٣ ما هي خلفية ترتيب الفصح؟
٣ تذكَّروا ان الاسرائيليين كانوا عبيدا في مصر تحت حكم فرعون ظالم. وأخيرا، اقام يهوه موسى ليقود شعبه الى الحرية. وبعد ان جلب اللّٰه تسع ضربات على مصر اعلن موسى العاشرة. فقد كان يهوه سيضرب البكر في كل بيت مصري. (خروج ١١:١-١٠) أمّا الاسرائيليون فكان يمكن استبقاؤهم. كيف؟ كان عليهم ان يذبحوا خروفا، يجعلوا دمه على القائمتين والعارضة، ويبقوا في الداخل آكلين وجبةً من خروفٍ، خبزٍ فطير، وأعشاب مرّة. وخلال ترتيب الفصح ذاك كان اللّٰه ‹سيعبر› دون ان يقتل ابكارهم. — خروج ١٢:١-١٣.
٤ و ٥ كيف ادّى الفصح الى خلاص كثيرين؟ (مزمور ١٠٦:٧-١٠)
٤ واستجابة للضربة العاشرة هذه قال فرعون لموسى: «قوموا اخرجوا من بين شعبي انتما وبنو اسرائيل جميعا. واذهبوا اعبدوا (يهوه).» (خروج ١٢:٢٩-٣٢) وبعد ان غادر العبرانيون و «لفيف كثير» من المتعاطفين غيَّر فرعون فكره وسعى وراءهم. عندئذ ساعد اللّٰه شعبه بطريقة عجائبية لينجوا عبر البحر الاحمر، حيث مات فرعون وجيشه المطارِد. — خروج ١٢:٣٨؛ ١٤:٥-٢٨؛ مزمور ٧٨:٥١-٥٣؛ ١٣٦:١٣-١٥.
٥ قال موسى لإسرائيل عند البحر الاحمر: «لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص (يهوه) الذي يصنعه لكم اليوم.» وفي ما بعد رنَّموا: «(ياه) قوتي ونشيدي. وقد صار خلاصي. هذا إلهي فأمجِّده.» (خروج ١٤:١٣؛ ١٥:٢) نعم، ان انقاذ اسرائيل، من الضربة العاشرة ومن البحر الاحمر على السواء، كان خلاصا. وحسنا استطاع صاحب المزمور ان يصف يهوه بأنه إله «فاعل الخلاص في وسط الارض.» — مزمور ٦٨:٦، ٢٠؛ ٧٤:١٢-١٤؛ ٧٨:١٢، ١٣، ٢٢.
٦ و ٧ لماذا أُسِّس الفصح، ولكن لماذا يُحفظ الآن مع اختلافات عن الفصح الاول؟
٦ كان على العبرانيين ان يحفظوا الفصح تذكارا للخلاص. قال اللّٰه: «يكون لكم هذا اليوم تذكارا فتعيِّدونه عيدا (ليهوه). في اجيالكم تعيِّدونه.» (خروج ١٢:١٤) وعند كل وجبة فصح، او ترتيب فصح، كان على الاب ان يذكِّر عائلته بهذا الخلاص. اوصى يهوه: «حين يقول لكم اولادكم ما هذه الخدمة لكم . . . تقولون هي ذبيحة فصح (ليهوه) الذي عبَر عن بيوت بني اسرائيل في مصر لَمّا ضرب المصريين وخلَّص بيوتنا.» — خروج ١٢:٢٥-٢٧.
٧ أمّا ان اليهود الى هذا اليوم يصنعون ترتيب الفصح فذلك يؤكِّد الصحة التاريخية لهذه الرواية. إلاّ ان بعض ممارساتهم يختلف عمّا اوصى به اللّٰه. يقول أُصول ترتيب الفصح: «يتضمَّن الكتاب المقدس مناقشات واسعة حول الفصح وعيد الفطير؛ ولكنّ هذه الاوصاف لا تناظر شعائر العيد اللاحقة. وعلى نحو خصوصي، فإن طقس الكتاب المقدس يركِّز على ذبيحة الفصح، التي في مطبوعات فترةِ ما بعد الكتاب المقدس لم تعد تشغل مركزا رئيسيا.» والسبب الرئيسي هو ان اليهود ينقصهم هيكل للذبائح الحيوانية.
٨ اي سبب خصوصي لدينا للتأمُّل في الفصح؟
٨ يمكن للمسيحيين على نحو مفيد ان يدرسوا كل الاعياد التي اعطاها اللّٰه لإسرائيل القديمة،a أمّا الآن فإن اوجها معيَّنة من الفصح تستحقّ انتباهنا الخصوصي. فيسوع، وهو يهودي، حفظ الفصح. وفي المناسبة الاخيرة التي فعل فيها ذلك دلّ على الاوجه الرئيسية للاحتفال الالهي الوحيد للمسيحيين — عشاء الرب، ذكرى موت يسوع. وهكذا فإن لهذا الاحتفال المسيحي صلة بالفصح.
اكثر من خروف فصح
٩ و ١٠ كيف كان خروف الفصح ذبيحة خصوصية، او فريدة؟
٩ تخبرنا عبرانيين ١٠:١ ان ‹الناموس كان ظل الخيرات العتيدة.› وتقول دائرة معارف مطبوعات الكتاب المقدس اللاهوتية والكنسية، لمكلنتوك وسترونڠ: «ما من ظل آخر للخيرات العتيدة الموجودة في الناموس يمكن ان ينافس عيد الفصح.» وعلى نحو خصوصي كان لخروف الفصح معنى يمتدّ الى اكثر من المراسم التي تحيي ذكرى كيفية تخليص اللّٰه الابكار ومن ثم كل العبرانيين من مصر.
١٠ كان هذا الخروف فريدا من نواحٍ عديدة. مثلا، ان ذبائح حيوانية كثيرة للناموس الموسوي كان يقدِّمها فرد واحد في ما يتعلَّق بالخطايا الشخصية او الذنب الشخصي، وكانت اجزاء من الحيوانات تحرَق على المذبح. (لاويين ٤:٢٢-٣٥) وبعض اللحم من ذبيحة السلامة كان يُعطى للكاهن الذي يقوم بتقديم الذبيحة او لكهنة آخرين. (لاويين ٧:١١-٣٨) أمّا الخروف الفصحي، او خروف الفصح، فلم يكن يُستعمل على المذبح، وكان يقدِّمه فريق من الناس، عادةً عائلة، وهم الذين كانوا يأكلونه. — خروج ١٢:٤، ٨-١١.
١١ ماذا كانت نظرة يهوه الى خروف الفصح، وإلى ماذا اشار؟ (عدد ٩:١٣)
١١ قدَّر يهوه خروف الفصح تقديرا رفيعا جدا حتى انه دعاه «ذبيحتي.» (خروج ٢٣:١٨؛ ٣٤:٢٥) وقال العلماء ان «الذبيحة الفصحية كانت ذبيحة يهوه على نحو فائق.» وهذا الخروف بشكل لا يمكن انكاره اشار، او رمز، الى ذبيحة يسوع. ونحن نعرف ذلك لأن الرسول بولس دعا يسوع «فصحنا . . . [الذي] قد ذُبح لأجلنا.» (١ كورنثوس ٥:٧) وقد حُدِّدت هوية يسوع بأنه «حمل اللّٰه» و «الخروف المذبوح.» — يوحنا ١:٢٩؛ رؤيا ٥:١٢؛ اعمال ٨:٣٢.
الدم المنقذ للحياة
١٢ اي دور قام به دم الخروف في الفصح الاول؟
١٢ قديما في مصر كان دم الخروف ذا اهمية حيوية للخلاص. فعندما قتل يهوه الابكار عبَر عن البيوت حيث كان هنالك دم على القائمتين. وفضلا عن ذلك، لأن العبرانيين لم يكونوا ينوحون على موت ابكارهم، كانوا في وضع يمكِّنهم من السير عبر البحر الاحمر الى الحرية.
١٣ و ١٤ كيف يكون دم يسوع منقذا للحياة وضروريا للخلاص؟ (افسس ١:١٣)
١٣ ان للدم ايضا علاقة بالخلاص اليوم — دم يسوع المسفوك. فلَمّا «كان الفصح عيد اليهود قريبا» في السنة ٣٢ بم قال يسوع لجمهور كثير: «مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وأنا اقيمه في اليوم الاخير. لأن جسدي مأكلٌ حقٌّ ودمي مشربٌ حقٌّ.» (يوحنا ٦:٤، ٥٤، ٥٥) وكل سامعيه اليهود كانوا سيفكِّرون في الفصح الوشيك وأن دم الخروف قد استُعمل في مصر.
١٤ لم يكن يسوع آنذاك يناقش الرمزين اللذين يُستعملان في عشاء الرب. فهذا الاحتفال الجديد للمسيحيين لم يتأسَّس إلاّ بعد سنة، وهكذا فحتى الرسل الذين استمعوا الى يسوع في السنة ٣٢ بم ما كانوا يعرفون شيئا عنه. ومع ذلك، كان يسوع يُظهر ان دمه اساسي للخلاص الابدي. شرح بولس: «الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته.» (افسس ١:٧) فبالغفران فقط على اساس دم يسوع يمكننا ان نحيا الى الابد.
ايّ خلاص وأين؟
١٥ بالنسبة الى العبرانيين في مصر، اي خلاص وامتيازات صارت ممكنة، وماذا لم يصر كذلك؟ (١ كورنثوس ١٠:١-٥)
١٥ شمل الامر مجرد خلاص محدود في مصر القديمة. فما من احد ترك مصر توقَّع ان يُمنح حياة لا نهاية لها بعد الخروج. صحيح ان اللّٰه عيَّن اللاويين ليكونوا كهنة للامة، وصار البعض من سبط يهوذا ملوكا وقتيين، ولكنّ كل هؤلاء كانوا سيموتون. (اعمال ٢:٢٩؛ عبرانيين ٧:١١، ٢٣، ٢٧) وفي حين ان ‹اللفيف الكثير› الذين تركوا مصر ايضا لم تكن لديهم هذه الامتيازات فقد كان بإمكانهم، مع العبرانيين، ان يرجوا بلوغ ارض الموعد والتمتُّع بحياة طبيعية عابدين اللّٰه. وأيضا، كان لدى خدام يهوه لِما قبل المسيحية الاساس ليرجوا ان يتمكَّنوا، في الوقت المحدَّد، من التمتُّع بحياة لا نهاية لها على الارض، حيث قصَد اللّٰه ان يحيا الجنس البشري. وكان ذلك سيصير على انسجام مع وعد يسوع في يوحنا ٦:٥٤.
١٦ اي نوع من الخلاص كان يمكن لخدام اللّٰه ان يرجوه؟
١٦ استخدم اللّٰه بعض خدامه القدماء ليكتبوا كلمات تبعث الرجاء عن كون الارض قد خُلقت لتكون آهلة بالسكان وعن عيش المستقيمين الى الابد عليها. (مزمور ٣٧:٩-١١؛ امثال ٢:٢١، ٢٢؛ اشعياء ٤٥:١٨) ولكن، كيف كان يمكن للعبّاد الحقيقيين ان ينالوا خلاصا كهذا اذا ماتوا؟ بإعادة اللّٰه اياهم ثانية الى الحياة على الارض. ايوب، مثلا، عبَّر عن الرجاء بأن يُذكر ويُدعى الى الحياة ثانية. (ايوب ١٤:١٣-١٥؛ دانيال ١٢:١٣) فمن الواضح ان احد اشكال الخلاص هو الى الحياة الابدية على الارض. — متى ١١:١١.
١٧ يظهر الكتاب المقدس ان آخرين يمكن ان ينالوا اي خلاص مختلف؟
١٧ يتكلَّم الكتاب المقدس ايضا عن خلاص الى الحياة في السماء، حيث مضى يسوع المسيح بعد قيامته. «الذي هو في يمين اللّٰه اذ قد مضى الى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له.» (١ بطرس ٣:١٨، ٢٢؛ افسس ١:٢٠-٢٢؛ عبرانيين ٩:٢٤) ولكنّ يسوع لن يكون الانسان الوحيد الذي يؤخذ الى السماء. لقد صمَّم اللّٰه ان يأخذ ايضا من الارض عددا صغيرا نسبيا من آخرين. قال يسوع للرسل: «في بيت ابي منازل كثيرة. . . . انا امضي لأُعِدّ لكم مكانا. وإنْ مضيت وأعددت لكم مكانا آتي ايضا وآخذكم اليَّ حتى حيث اكون انا تكونون انتم ايضا.» — يوحنا ١٤:٢، ٣.
١٨ لدينا الآن اي سبب لنركِّز على الخلاص الى الحياة السماوية؟
١٨ ان الخلاص الى الحياة السماوية في اتِّحاد بيسوع هو بالتأكيد اعظم بكثير من الخلاص المحدود المتعلِّق بالفصح الاول. (٢ تيموثاوس ٢:١٠) وكان في امسية ترتيب الفصح، او وجبة الفصح، الشرعي الاخير أنَّ يسوع أسَّس الاحتفال الجديد لأتباعه، الذي ركَّز على الخلاص الى الحياة السماوية. قال للرسل: «اصنعوا هذا لذكري.» (لوقا ٢٢:١٩) وقبل ان نتأمَّل كيف يجب على المسيحيين ان يحفظوا هذا الاحتفال، دعونا نتأمَّل في قضية الوقت الذي فيه يجب ان نفعل ذلك.
‹وقت معيَّن›
١٩ لماذا من المنطقي ان نصل بين الفصح وعشاء الرب؟
١٩ قال يسوع: «شهوة اشتهيت ان آكل هذا الفصح معكم قبل ان اتألَّم.» (لوقا ٢٢:١٥) وبعد ذلك دلّ على الاوجه الرئيسية لعشاء الرب، الذي كان على أتباعه ان يحفظوه تذكارا لموته. (لوقا ٢٢:١٩، ٢٠) والفصح كان يُصنع مرة في السنة. لذلك من المعقول ان يُحفظ عشاء الرب سنويا. متى؟ منطقيا، في الربيع وقت الفصح. وهذا يعني عندما يقع ١٤ نيسان قمري (تقويم يهودي)، عوضا عن التمسُّك دائما بيوم الجمعة لأن هذا كان يوم الاسبوع الذي مات فيه يسوع.
٢٠ لماذا يهتم شهود يهوه بـ ١٤ نيسان قمري؟
٢٠ وهكذا فإن ١٤ نيسان قمري كان سيصير التاريخ الذي فكَّر فيه بولس عندما كتب: «كلَّما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء.» (١ كورنثوس ١١:٢٦) وطوال القرنين التاليين تمسَّك مسيحيون كثيرون بـ ١٤ نيسان قمري، اذ كانوا معروفين بالرابع عشريين Quartodecimans، من الكلمة اللاتينية التي تقابل «الـ ١٤.» يخبر مكلنتوك وسترونڠ: «كانت كنائس آسيا الصغرى تحتفل بموت الرب في اليوم الموافق للـ ١٤ من شهر نيسان قمري، اليوم الذي فيه، بحسب رأي الكنيسة القديمة بكاملها، حصل الصلب.» واليوم يحفظ شهود يهوه عشاء الرب سنويا في التاريخ الموافق لـ ١٤ نيسان قمري. ولكنّ البعض لاحظوا ان ذلك يمكن ان يختلف عن التاريخ الذي فيه يصنع اليهود فصحهم. فلماذا؟
٢١ متى كان يجب ان يُذبح خروف الفصح، ولكن ماذا يفعل اليهود اليوم؟
٢١ كان اليوم العبراني يمتدّ من غروب الشمس (نحو الساعة السادسة) الى غروب الشمس التالي. وأوصى اللّٰه ان يُذبح خروف الفصح في ١٤ نيسان قمري «بين العِشاءَين.» (خروج ١٢:٦، عج) ومتى يكون هذا؟ يلتصق اليهود العصريون بفكرة الرَّبَّانيين ان الخروف كان يجب ان يُذبح في وقت قريب من نهاية ١٤ نيسان قمري، بين الوقت الذي فيه تبتدئ الشمس بالانحدار (نحو الساعة الثالثة) وغروب الشمس الفعلي. ونتيجة لذلك يصنعون ترتيب فصحهم بعد مغيب الشمس، حين يكون ١٥ نيسان قمري قد ابتدأ. — مرقس ١:٣٢.
٢٢ ما هو السبب الذي لأجله يمكن ان يختلف تاريخ الذكرى عن التاريخ الذي فيه يصنع اليهود فصحهم؟ (مرقس ١٤:١٧؛ يوحنا ١٣:٣٠)
٢٢ ولكنْ لدينا سبب وجيه لنفهم العبارة على نحو مختلف. تقول التثنية ١٦:٦ بوضوح للاسرائيليين ان ‹يذبحوا ذبيحة الفصح، في المساء، عند مغيب الشمس.› (ترجمة تاناخ اليهودية) ويدلّ ذلك ان «بين العِشاءَين» اشارت الى فترة الشفق، من غروب الشمس (الذي يُبدئ ١٤ نيسان قمري) الى الظلام الفعلي. واليهود القَرّاؤونb القدماء فهموها بهذه الطريقة، كما يفهمها السامريونc الى اليوم. فقبولنا ان خروف الفصح كان يُذبح ويؤكل «في وقته (المعيَّن)» في ١٤ نيسان قمري، لا في ١٥ نيسان قمري، هو احد الاسباب التي لأجلها يختلف تاريخنا للذكرى عن التاريخ اليهودي احيانا. — عدد ٩:٢-٥.
٢٣ لماذا تُضاف شهور الى التقويم العبراني، وكيف يعالج اليهود العصريون ذلك؟
٢٣ والسبب الآخر الذي يمكن لأجله ان يختلف تاريخنا عن ذاك الذي لليهود هو انهم يستعملون تقويما مقرَّرا مسبقا لم يحدَّد نظامه حتى القرن الرابع بم. وباستعمال ذلك يمكنهم ان يعيِّنوا تواريخ لـ ١ نيسان قمري او للاعياد قبل عقود او قرون. وفضلا عن ذلك، فإن التقويم القمري القديم لزم ان يُضاف اليه شهر ١٣ من حين الى آخر لكي يتزامن التقويم مع الفصول. والتقويم اليهودي الجاري يضيف هذا الشهر في نقاط محدَّدة؛ ففي دورة من ١٩ سنة يُضاف الى السنوات ٣، ٦، ٨، ١١، ١٤، ١٧، و ١٩.
٢٤ و ٢٥ (أ) في زمن يسوع، كيف كانت الشهور تُحدَّد والحاجة الى شهور اضافية تُقرَّر؟ (ب) كيف يؤسِّس شهود يهوه التاريخ لعشاء الرب؟
٢٤ ولكنّ اميل شورر يقول انه «في زمن يسوع لم يكن لدى [اليهود] بعدُ تقويم محدَّد، ولكنْ على اساس الملاحظة التجريبية البحتة كانوا يبدأون كل شهر جديد بظهور الهلال، وبطريقة مماثلة على اساس الملاحظة» كانوا يضيفون شهرا كما يلزم. «اذا . . . لوحظ قُبَيْل نهاية السنة ان الفصح سيقع قبل الاعتدال الربيعي [نحو ٢١ آذار] كان يصدر امر بإقحام شهر قبل شهر نيسان قمري.» (تاريخ الشعب اليهودي في عصر يسوع المسيح، المجلد ١) وهكذا يدخل الشهر الاضافي طبيعيا، دون اضافته اعتباطيا.
٢٥ تؤسِّس الهيئة الحاكمة لشهود يهوه التاريخ لعشاء الرب انسجاما مع الطريقة القديمة. ويقرَّر ١ نيسان قمري عندما يكون ممكنا على الارجح ملاحظة الهلال الاقرب الى الاعتدال الربيعي عند غروب الشمس في اورشليم. وحساب ١٤ يوما من ذلك الوقت يجلب المرء الى ١٤ نيسان قمري، الذي يوافق عادة يوم البدر. (انظروا برج المراقبة عدد ١٥ حزيران ١٩٧٧، الصفحتين ٣٨٣ و ٣٨٤، بالانكليزية.) وعلى اساس طريقة الكتاب المقدس هذه يجري إعلام شهود يهوه حول العالم بأن الاحتفال بالذكرى هذه السنة سيكون بعد غروب الشمس في ١٠ نيسان.
٢٦ اية اوجه اضافية لعشاء الرب تستحقّ انتباهنا؟
٢٦ يوافق هذا التاريخ ١٤ نيسان قمري، الذي كان عندما صنع يسوع الفصح الشرعي الاخير. ولكنّ الاحتفال بالذكرى يُبرز خلاصا يفوق ما يحيي ذكراه ترتيبُ الفصح اليهودي. ويلزمنا جميعا ان نفهم ماذا يحدث خلال عشاء الرب، ماذا يعني، وكيف يكون خلاصنا ذا علاقة.
[الحواشي]
a انظروا برج المراقبة، عدد ١ تشرين الثاني ١٩٨٠، مقالات الدرس الرئيسية الثلاث.
b مكلنتوك وسترونڠ يصفانهم بـ «احدى الطوائف الاقدم والاجدر بالملاحظة للمجمع اليهودي، التي معتقدها المميِّز هو الالتصاق التام بحرف الشريعة المكتوبة.»
c «انهم يذبحون الحيوان في المساء . . . وفي منتصف الليل يأكل كل فريق عائلي اللحم . . . وبعد ذلك يُحرِق بقايا اللحم والعظام قبل الصباح . . . اقترح بعض العلماء ان الدين السامري يمكن ان يماثل بدقة دين الكتاب المقدس قبل ان تصوغه من جديد يهوديّة الرَّبَّانيين.» — أُصول ترتيب الفصح.
-
-
‹تمييز انفسنا› — وقت الذكرىبرج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ شباط (فبراير)
-
-
‹تمييز انفسنا› — وقت الذكرى
«لو كنا (ميَّزنا) انفسنا لَمَا حُكم علينا . . . لكي لا نُدان.» — ١ كورنثوس ١١:٣١، ٣٢.
١ المسيحيون الحقيقيون يريدون حتما ان يتجنبوا اي شيء، ولماذا؟
ان آخر ما يريده المسيحي هو ان يُحكَم عليه من يهوه على نحو مضادّ. فعدم ارضاء «ديّان كل الارض» يمكن ان يؤدّي الى ان «نُدان مع العالم» ونفشل في نيل الخلاص. والامر هو كذلك سواء كنا نرجو حياة في السماء مع يسوع او حياة لا نهاية لها في فردوس ارضي. — تكوين ١٨:٢٥؛ ١ كورنثوس ١١:٣٢.
٢ و ٣ في اية قضية يمكن ان يُحكم علينا على نحو مضادّ، وماذا قال بولس عن ذلك؟
٢ وفي ١ كورنثوس الاصحاح ١١ عالج الرسول بولس مجالا يمكن فيه ان نأتي الى الدينونة. وعلى الرغم من انه وجَّه تعليقاته الى المسيحيين الممسوحين، فان مشورته هي ذات اهمية للجميع، وخصوصا في هذا الفصل. وتمييز انفسنا يمكن ان يساعدنا لكي ننال رضى اللّٰه ولا يُحكم علينا. وفي مناقشة الاحتفال السنوي بعشاء الرب قال بولس:
٣ «ان الرب يسوع في الليلة التي أُسْلِم فيها اخذ خبزا وشكر فكسَّر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري. كذلك الكأس ايضا بعد ما تعشَّوْا قائلا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري. فإنكم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء.» — ١ كورنثوس ١١:٢٣-٢٦.a
٤ ماذا سيجري في ١٠ نيسان ١٩٩٠ مساء؟
٤ بعد مغيب الشمس في ١٠ نيسان ١٩٩٠ سيحتفل شهود يهوه بذكرى موت المسيح. وعادة، يكون الفريق المجتمع جماعة واحدة؛ وهكذا يكون هنالك مكان للناس الذين ليسوا شهودا بعد. فماذا سيكون عليه الاجتماع؟ سيكون هنالك خطاب مؤسَّس على الكتاب المقدس. ومن ثم، بعد الصلاة، يمرَّر الرغيف. وتفتتح صلاة اخرى تمرير الكأس. وعوض ان يكون كل ذلك بحسب طقس رسمي او اجراء صارم، فإن عدد الارغفة او الكؤوس وطريقة تمريرها يجري ترتيبهما وفق الحالة المحلية. والامر الرئيسي هو ان تتوافر المواد لكل الحاضرين، على الرغم من ان الاكثرية سيمرِّرونها وحسب دون ان يتناولوا. ولكن، اية اشياء يجري تمريرها، وماذا تعني؟ وفضلا عن ذلك، ماذا يجب ان نأخذه مسبقا بعين الاعتبار لكي نميِّز انفسنا؟
«هذا هو جسدي»
٥ و ٦ (أ) ماذا فعل يسوع بالرغيف؟ (ب) اي نوع من الخبز استعمل؟
٥ لقد قرأنا ما ‹تسلَّمه [بولس] من الرب› في ما يتعلَّق بالذكرى. وهنالك ايضا روايات بواسطة ثلاثة كتبة للاناجيل، احدهم كان حاضرا عندما أسَّس يسوع هذا الاحتفال. (١ كورنثوس ١١:٢٣؛ متى ٢٦:٢٦-٢٩؛ مرقس ١٤:٢٢-٢٥؛ لوقا ٢٢:١٩، ٢٠) وتقول هذه الروايات ان يسوع اخذ اولا رغيفا، صلّى، وبعد ذلك كسَّره ووزَّعه. فماذا كان هذا الرغيف؟ وعلى نحو مناظر، ماذا يُستعمل اليوم؟ ماذا يعني او يمثِّل؟
٦ في متناول اليد كانت المواد من وجبة الفصح اليهودي، وإحداها خبز فطير دعاه موسى «فطيرًا خبزَ المشقة.» (تثنية ١٦:٣؛ خروج ١٢:٨) وكان هذا الخبز يُصنع من دقيق القمح دون استعمال خميرة او ملح او توابل. ولأنه فطير (بالعبرانية، مصّاه) كان رقيقا وهشًّا؛ وكان يجب تكسيره الى حجم يؤكل. — مرقس ٦:٤١؛ ٨:٦؛ اعمال ٢٧:٣٥.
٧ ماذا يستعمل شهود يهوه للخبز خلال الذكرى؟
٧ استعمل يسوع خبزا فطيرا في عشاء الرب، ولذلك فإن شهود يهوه اليوم يفعلون مثل ذلك. والخبز الفطير اليهودي المألوف يفي بهذا الغرض إنْ لم يُصنع بمكوِّنات اضافية، كالملت او البصل او البيض. (الخبز الفطير الذي يحتوي على هذه المواد الاضافية لا يطابق الوصف «خبز المشقة.») او يمكن لشيوخ الجماعة ان يجعلوا احدا يصنع خبزا فطيرا من عجين دقيق القمح والماء. وإنْ لم يتوافر دقيق القمح يمكن صنع الخبز الفطير بدقيق من الشعير او الأرُز او الذرة او الحبوب الاخرى. فيرقَّق العجين ويُخبز على صفيحة للطبخ تدهَن قليلا بالزيت.
٨ لماذا الخبز الفطير رمْز ملائم، وعلى ماذا يدلّ تناوله؟ (عبرانيين ١٠:٥-٧؛ ١ بطرس ٤:١)
٨ ان خبزا كهذا ملائم لأنه لا يحتوي على الخميرة، التي يستعملها الكتاب المقدس لتمثِّل الفساد او الخطية. وقد اعطى بولس مشورة في ما يتعلَّق برجل فاسد ادبيا في احدى الجماعات: ‹خميرة صغيرة تخمِّر العجين كله. نقّوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا فطيرا. ان فصحنا المسيح قد ذُبح لأجلنا. فلنعيِّد ليس بخميرة الشر والخبث بل بفطير الاخلاص والحق.› (١ كورنثوس ٥:٦-٨؛ قارنوا متى ١٣:٣٣؛ ١٦:٦، ١٢.) والخبز الفطير رمْز مناسب الى جسد يسوع البشري، لأنه كان ‹قدوسا بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة.› (عبرانيين ٧:٢٦) ويسوع كان حاضرا هناك في جسده البشري الكامل عندما قال للرسل: «خذوا كلوا [الخبز]. هذا هو جسدي.» (متى ٢٦:٢٦) ويعني تناول الخبز ان الشخص يؤمن بفائدة ذبيحة يسوع لأجله ويقبلها. ولكنّ المزيد ذو علاقة بالامر.
خمر ذات معنى
٩ اي رمز آخر قال يسوع انه يجب ان يُستعمل؟
٩ استعمل يسوع رمزا آخر: «اخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا.» (متى ٢٦:٢٧، ٢٨) فماذا كان في هذه الكأس المشترَكة التي مرَّرها، وماذا يعني ذلك لنا اذ نجاهد لنميِّز انفسنا؟
١٠ كيف وجدت الخمر مكانا في الفصح اليهودي؟
١٠ عندما دلّ موسى اولا على الاوجه الرئيسية لوليمة الفصح لم يذكر ايّ مشروب. ويعتقد علماء كثيرون ان الخمر أُدخلت الى الفصح بعد ذلك بكثير، ربما في القرن الثاني قم.b وعلى ايّ حال، كان استعمال الخمر في هذه الوجبة شائعا في القرن الاول، ويسوع لم يعترض على ذلك. وقد استعمل خمر الفصح عند تأسيس الذكرى.
١١ خمر من اي نوع تكون ملائمة للاستعمال خلال عشاء الرب؟
١١ وبما ان الفصح اليهودي كان يحدث بعد وقت طويل من قطاف العنب فان يسوع كان يستعمل، ليس عصيرا غير مختمر، بل خمرا حمراء يمكن بسهولة ان تمثِّل دمه. (قارنوا رؤيا ١٤:٢٠.) ودم يسوع لم يكن بحاجة ان يُزاد عليه، وهكذا تكون الخمر الصِّرْف ملائمة، عوضا عن الخمور التي يقوِّيها البراندي (كالپورت، الشري، المسكات) او التي تضاف اليها المطيِّبات او الاعشاب العطرية (كالڤيرموت، الدوبونيه، او المشروبات المشهِّية الكثيرة). ولكنْ لا يلزم ان نقلق بشأن كيفية صنع الخمر، سواء أُضيف بعض السكر خلال التخمير لجعلها بمذاق او بمحتوى كحول معتدل او استُعمل القليل من الكبريت لمنع الفساد.c وتستعمل جماعات كثيرة خمرا حمراء تجارية (كالكييانتي، البرغندية، البوجولي، او الكلاريت) او مجرد خمر حمراء تُصنع محليا. والخبز والخمر هما مجرد رمزين؛ ولذلك فإن ما لا يُستعمل يمكن اخذه الى البيت واستعماله لاحقا كأية مواد اخرى للاكل او الشرب.
١٢ اوضح يسوع ان للخمر اي معنى رمزي؟
١٢ وواقع ان يسوع تكلَّم عن دمه ليلة الفصح كان يمكن ان يذكِّر بدم الخروف قديما في مصر. ولكنْ لاحظوا كيف ان يسوع اجرى فعلا مقارنة مختلفة، قائلا: «هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم.» (لوقا ٢٢:٢٠) وكان اللّٰه في وقت ابكر قد صنع عهدا مع امة اسرائيل الجسدي، وقد دُشِّن بدم الذبائح الحيوانية. فكان هنالك تناظر بين دم تلك الذبائح ودم يسوع. فلكليهما علاقة بتدشين اللّٰه عهدا مع امة شعبه. (خروج ٢٤:٣-٨؛ عبرانيين ٩:١٧-٢٠) وأحد الاوجه المميِّزة لعهد الناموس هو ان اسرائيل الجسدي كان له امل في تشكيل امة من ملوك كهنة. (خروج ١٩:٥، ٦) ولكنْ، بعد ان فشل اسرائيل في حفظ عهد يهوه، قال انه سيستبدل «العهد الاول» بـ «عهد جديد.» (عبرانيين ٩:١، ١٥؛ ارميا ٣١:٣١-٣٤) وكأس الخمر التي مرَّرها يسوع الآن بين الرسل الامناء مثَّلت العهد الجديد هذا.
١٣ و ١٤ (أ) ان كون المرء في العهد الجديد يعني ماذا؟ (ب) على ماذا يدلّ تناول الشخص للرمزين؟
١٣ ان المسيحيين الذين يُدخَلون في هذا العهد الجديد يشكِّلون امة روحية من ملوك كهنة. (غلاطية ٦:١٦) كتب الرسول بطرس: «انتم . . . جنس مختار وكهنوت ملوكي امة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب.» (١ بطرس ٢:٩) فواضح هو ايّ خلاص ينالون — الحياة في السماء كحكام معاونين مع يسوع. ورؤيا ٢٠:٦ تؤكِّد ذلك: «مبارك ومقدس مَن له نصيب في القيامة الاولى. . . . سيكونون كهنة للّٰه والمسيح وسيملكون معه ألف سنة.»
١٤ وفي الواقع، بعد ان طلب يسوع من الرسل ان يتناولوا الخبز والخمر الرمزيين قال لهم انهم سوف ‹يأكلون ويشربون على مائدته في ملكوته ويجلسون على كراسيّ يدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر.› (لوقا ٢٢:٢٨-٣٠) وبناء على ذلك، يعني تناول رمزَي الذكرى اكثر من مجرد الايمان بذبيحة يسوع. فكل مسيحي لا بدّ ان يقبل الفدية ويمارس الايمان اذا اراد ان ينال الحياة الابدية في ايّ مكان. (متى ٢٠:٢٨؛ يوحنا ٦:٥١) أمّا تناول الرمزين فيدلّ ان المرء هو في العهد الجديد، مختار ليكون مع يسوع في ملكوته.
الحاجة الى التمييز وقت الذكرى
١٥ كيف ادخل يسوع رجاء جديدا لخدام اللّٰه؟
١٥ كما اوضحت المقالة السابقة، قبل زمن يسوع لم يكن لخدام اللّٰه الاولياء رجاء الذهاب الى السماء. لقد كانوا يتطلَّعون بشوق الى نيل الحياة الابدية على الارض، الموطن الاصلي للجنس البشري. ويسوع المسيح كان اول شخص يقام روحا، وصار اول شخص من الجنس البشري يؤخذ الى السماء. (افسس ١:٢٠-٢٢؛ ١ بطرس ٣:١٨، ٢٢) وأكَّد بولس ذلك اذ كتب: «لنا . . . ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع طريقا كرَّسه لنا حديثا حيا.» (عبرانيين ١٠:١٩، ٢٠) فمَن كانوا سيتبعون، بعد ان فتح يسوع هذا الطريق؟
١٦ ماذا يخبِّئ المستقبل لأولئك الذين يتناولون الخبز والخمر؟
١٦ في الليلة التي أسَّس فيها يسوع عشاء الرب اخبر رسله الاولياء بأنه يُعِدّ لهم مكانا في السماء. (يوحنا ١٤:٢، ٣) ولكن اذكروا ان يسوع قال ايضا ان متناولي الرغيف والكأس سيكونون في ملكوته ويجلسون على عروش ليدينوا. فهل يكون هؤلاء الرسلَ فقط؟ لا، لأن الرسول يوحنا علِم لاحقا ان مسيحيين آخَرين ايضا سيغلبون و ‹يجلسون مع يسوع في عرشه،› ومعا يصيرون ‹ملوكا وكهنة يملكون على الارض.› (رؤيا ٣:٢١؛ ٥:١٠) وعلِم يوحنا ايضا مجموع عدد المسيحيين الذين ‹يُشترون من الارض› — ٠٠٠,١٤٤. (رؤيا ١٤:١-٣) ولأن هذا فريق صغير نسبيا، ‹قطيع صغير› بالمقارنة مع كل الذين عبدوا اللّٰه طوال العصور، يلزم تمييز خصوصي وقت الذكرى. — لوقا ١٢:٣٢.
١٧ و ١٨ (أ) بعض المسيحيين في كورنثوس وقعوا في اية عادة؟ (ب) لماذا كان الافراط في الاكل والشرب خطيرا الى هذا الحدّ؟ (عبرانيين ١٠:٢٨-٣١)
١٧ أثار بولس ذلك في رسالته الى الكورنثيين في وقت كان بعض الرسل فيه لا يزالون احياء وكان اللّٰه فيه يدعو المسيحيين ليكونوا «قديسين.» وقال بولس ان ممارسة رديئة تطوَّرت بين اولئك الذين كانوا هناك ملزمين ان يتناولوا الرمزين. فكان البعض يتناولون مسبقا وجبات طعام فيها يأكلون ويشربون اكثر مما ينبغي، مما يحملهم على النعاس، فتور حواسهم. ونتيجة لذلك لم يتمكَّنوا من ‹تمييز الجسد،› جسد يسوع الطبيعي الذي يمثِّله الخبز. فهل كان ذلك خطيرا الى هذا الحدّ؟ نعم! فبتناولهم بدون استحقاق صاروا ‹مجرمين في جسد الرب ودمه.› ولو كانوا متيقظين عقليا وروحيا ‹لتمكَّنوا من ان يميِّزوا انفسهم ولَمَا حُكم عليهم.› — ١ كورنثوس ١:٢؛ ١١:٢٠-٢٢، ٢٧-٣١.
١٨ فماذا لزم ان يميِّزه اولئك المسيحيون وكيف؟ بصورة رئيسية، كان عليهم ان يقدِّروا في القلب والعقل دعوتهم ليكونوا بين وارثي الحياة السماوية الـ ٠٠٠,١٤٤. فكيف ميَّزوا ذلك، وهل يجب ان يؤمن كثيرون اليوم انهم جزء من هذا الفريق الصغير الذي يختاره اللّٰه منذ ايام الرسل؟
١٩ اية حالة كاشفة سادت خلال ذكرى السنة ١٩٨٩؟
١٩ في الحقيقة، ان مجرد اقلية صغيرة جدا من المسيحيين الحقيقيين اليوم يميِّزون ذلك بشأن انفسهم. ففي الاحتفال بعشاء الرب في السنة ١٩٨٩ اجتمع اكثر من ٠٠٠,٤٧٩,٩ في جماعات شهود يهوه حول الارض. وحوالي ٧٠٠,٨ اعترفوا بأن لهم رجاء ‹الخلاص للملكوت السماوي.› (٢ تيموثاوس ٤:١٨) والاغلبية العظمى — نعم، ملايين المسيحيين الاولياء المبارَكين الآخَرين الذين اجتمعوا — ميَّزوا ان رجاءهم الصحيح هو العيش الى الابد على الارض.
٢٠ كيف يعي اولئك الذين هم من الـ ٠٠٠,١٤٤ انهم مدعوون؟ (١ يوحنا ٢:٢٧)
٢٠ في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم ابتدأ اللّٰه يختار الـ ٠٠٠,١٤٤ للحياة السماوية. وإذ كان هذا الرجاء جديدا، غير مدرَك من خدام اللّٰه قبل زمن يسوع، كيف كان اولئك المختارون سيعرفون او يتيقَّنون هذا الرجاء؟ انهم يميِّزون ذلك بنيل شهادة له معطاة من روح اللّٰه القدوس. ولا يعني ذلك أنهم فعلا يرون الروح (فهو ليس شخصا) او ينالون رؤية ذهنية للروح وهو يتكلَّم معهم، وهم لا يسمعون ايضا اصواتا من الحيز الروحي. يوضح بولس: «الروح نفسه ايضا يشهد لأرواحنا اننا اولاد اللّٰه . . . اننا ورثة ايضا ورثة اللّٰه ووارثون مع المسيح. إنْ كنا نتألم معه لكي نتمجد ايضا معه.» — رومية ٨:١٦، ١٧.
٢١ (أ) كيف يعرف الممسوحون ان لهم الرجاء السماوي؟ (١ كورنثوس ١٠:١٥-١٧) (ب) اي نوع من الافراد هم الممسوحون، وكيف يشهدون باحتشام برجائهم؟
٢١ وهذه الشهادة، او الادراك، توجِّه تفكيرهم ورجاءهم من جديد. انهم لا يزالون بشرا، يتمتعون بخيرات خليقة يهوه الارضية، ولكنّ التوجُّه الرئيسي لحياتهم واهتماماتهم هو في صيرورتهم وارثين مع المسيح. وهم لا يتوصَّلون الى وجهة النظر هذه عن طريق العاطفة. فهم افراد طبيعيون، متزنون في آرائهم وسلوكهم. ولكنْ، اذ يقدِّسهم روح اللّٰه، يقتنعون بدعوتهم دون ان تكون لديهم شكوك ملازمة في ذلك. ويدركون ان خلاصهم سيكون الى السماء اذا برهنوا انهم امناء. (٢ تسالونيكي ٢:١٣؛ ٢ تيموثاوس ٢:١٠-١٢) وإذ يفهمون ما تعنيه ذبيحة يسوع لهم، ويميِّزون انهم مسيحيون ممسوحون بالروح، يتناولون باحتشام رمزَي الذكرى.
٢٢ ماذا سيميِّزه معظم اولئك الذين سيحضرون عشاء الرب؟
٢٢ ان معظم اولئك الذين سيجتمعون بإذعان في ١٠ نيسان ليس لهم هذا الرجاء لأن اللّٰه لم يمسحهم بالروح، داعيا اياهم الى الحياة السماوية. وكما لاحظنا، ابتدأ اللّٰه باختيار الـ ٠٠٠,١٤٤ قديما في ايام الرسل. ولكن عند اكتمال هذه الدعوة يُتوقَّع ان يكون للآخرين الذين يأتون الى عبادته الرجاء الذي ادركه موسى، داود، يوحنا المعمدان، وأمناء آخرون ماتوا قبل ان يفتح يسوع الطريق الى الحياة في السماء. وهكذا فإن ملايين المسيحيين الاولياء والغيورين اليوم لا يتناولون رمزَي الذكرى. فمسيحيون كهؤلاء يميِّزون انفسهم امام اللّٰه بمعنى انهم يَعونَ رجاءهم الصحيح. وهم يستفيدون من دم يسوع وجسده بغفران خطاياهم ومن ثم نيل حياة لا نهاية لها على الارض. — ١ بطرس ١:١٩؛ ٢:٢٤؛ رؤيا ٧:٩، ١٥.
٢٣ لماذا ستكون الذكرى احتفالا مفرحا؟ (قارنوا ٢ أخبار الايام ٣٠:٢١.)
٢٣ اذًا، دعونا نتطلَّع بشوق الى الاحتفال السعيد في ١٠ نيسان. وسيكون ذلك وقتا لاستعمال التمييز ولكنه سيكون ايضا وقتا للفرح. الفرح للعدد الصغير ذي الرجاء السماوي الذي بحق وإذعان سيتناول الرغيف والكأس. (رؤيا ١٩:٧) والفرح ايضا لملايين المسيحيين السعداء الذين في تلك الامسية سيراقبون ويتعلَّمون والذين يرجون ان يتذكَّروا الى الابد على الارض هذا الاحتفال ذا المعنى. — يوحنا ٣:٢٩.
[الحواشي]
a «في الليلة التي أُسْلِم فيها اخذ الرب يسوع خبزا؛ وإذ شكر كسَّره وقال: ‹هذا هو جسدي الذي لأجلكم؛ اصنعوا هذا تذكارا لي.› وعلى نحو مماثل اخذ الكأس عندما انتهى العَشاء، وقال: ‹هذه الكأس هي العهد الجديد المختوم بدمي؛ كلما شربتموها افعلوا ذلك تذكارا لي.›» — صياغة جديدة موسَّعة لرسائل بولس، بواسطة ف. ف. بروس.
b يقدِّم احد العلماء هذا الرأي في ما يتعلَّق بسبب اضافة الخمر: «[ان الفصح] لم يكن ليصير في ما بعد تجمُّعا سنويا مهيبا للراشدين الذكور؛ فكان سيصير مناسبة للاحتفال العائلي، حيث وَجد شربُ الخمر مكانا طبيعيا.» — الفصح العبراني — من الازمنة الابكر الى ٧٠ بم، بواسطة ج. ب. سيڠال.
c من الازمنة القديمة استُخدم الملح، زلال البيض، ومواد اخرى لتصفية الخمر او اظهار لونها وطعمها، حتى ان الرومان استعملوا الكبريت كمطهِّر في صنع الخمر.
-