-
ساعد الرجال على التقدم روحيابرج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
سَاعِدِ ٱلرِّجَالَ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا
«مِنَ ٱلْآنَ تَصْطَادُ ٱلنَّاسَ أَحْيَاءً». — لو ٥:١٠.
١، ٢ (أ) مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ ٱلرِّجَالِ حِيَالَ كِرَازَةِ يَسُوعَ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
أَثْنَاءَ جَوْلَةٍ كِرَازِيَّةٍ فِي أَنْحَاءِ ٱلْجَلِيلِ، صَعِدَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ عَلَى مَتْنِ مَرْكَبٍ قَاصِدِينَ مَكَانًا خَلَاءً. غَيْرَ أَنَّ ٱلْجُمُوعَ تَبِعَتْهُمْ سَيْرًا عَلَى ٱلْأَقْدَامِ. وَقَدْ ضَمَّتْ فِي ذَاكَ ٱلْيَوْمِ «نَحْوَ خَمْسَةِ آلَافِ رَجُلٍ، مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ». (مت ١٤:٢١) وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى، ٱقْتَرَبَ إِلَيْهِ جَمْعٌ مِنَ ٱلنَّاسِ لِيَبْرَأُوا مِنْ أَسْقَامِهِمْ وَيَسْمَعُوا أَقْوَالَهُ. وَكَانَ بَيْنَهُمْ «أَرْبَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ، مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ». (مت ١٥:٣٨) فَكَمَا يَتَّضِحُ، أَتَى رِجَالٌ كَثِيرُونَ إِلَى يَسُوعَ وَأَبْدَوُا ٱهْتِمَامًا بِتَعْلِيمِهِ. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، تَوَقَّعَ يَسُوعُ تَجَاوُبَ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلنَّاسِ. فَقَدْ قَالَ لِتِلْمِيذِهِ سِمْعَانَ بَعْدَمَا مَلَأَ عَجَائِبِيًّا ٱلشِّبَاكَ بِٱلسَّمَكِ: «مِنَ ٱلْآنَ تَصْطَادُ ٱلنَّاسَ أَحْيَاءً». (لو ٥:١٠) فَتَلَامِيذُهُ كَانُوا سَيَطْرَحُونَ شِبَاكَهُمْ فِي بَحْرِ ٱلْبَشَرِيَّةِ وَ ‹يَصْطَادُونَ› شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلنَّاسِ، بِمَنْ فِيهِمْ أَعْدَادٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ.
٢ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ، يُظْهِرُ ٱلرِّجَالُ ٱهْتِمَامًا بِرِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي نَكْرِزُ بِهَا وَيَتَجَاوَبُونَ مَعَهَا. (مت ٥:٣) إِلَّا أَنَّ عَدِيدِينَ مِنْهُمْ لَا يَلْبَثُونَ أَنْ يَتَوَقَّفُوا عَنِ ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا. فَكَيْفَ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ؟ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُمْ بِخِدْمَةٍ خُصُوصِيَّةٍ بَحْثًا عَنِ ٱلرِّجَالِ، لكِنَّهُ تَطَرَّقَ دُونَ شَكٍّ إِلَى مَوَاضِيعَ تَسْتَأْثِرُ بِٱهْتِمَامِهِمْ. فَلْنَرَ كَيْفَ لَنَا مِنْ خِلَالِ مِثَالِهِ مُسَاعَدَةُ ٱلرِّجَالِ عَلَى تَخَطِّي ثَلَاثِ عَقَبَاتٍ شَائِعَةٍ فِي أَيَّامِنَا: (١) تَأْمِينِ لُقْمَةِ ٱلْعَيْشِ، (٢) خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ وَ (٣) مَشَاعِرِ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ.
تَأْمِينُ لُقْمَةِ ٱلْعَيْشِ
٣، ٤ (أ) أَيُّ هَمٍّ يُقْلِقُ ٱلرِّجَالَ؟ (ب) لِمَ يَضَعُ ٱلرِّجَالُ غَالِبًا تَأْمِينَ لُقْمَةِ ٱلْعَيْشِ قَبْلَ ٱلْمَسَاعِي ٱلرُّوحِيَّةِ؟
٣ قَالَ أَحَدُ ٱلْكَتَبَةِ لِيَسُوعَ: «يَا مُعَلِّمُ، أَتْبَعُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ». وَلكِنْ لَمَّا أَجَابَهُ يَسُوعُ أَنَّ «ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ . . . لَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ»، أَعَادَ ٱلنَّظَرَ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ. فَعَلَى مَا يَبْدُو، لَمْ تَرُقْ لَهُ ٱلْفِكْرَةُ أَنَّ مُتَطَلَّبَاتِهِ ٱلْحَيَاتِيَّةَ قَدْ لَا تَكُونُ مَضْمُونَةً، إِذْ قَلِقَ بِشَأْنِ أَيْنَ سَيَسْكُنُ وَكَيْفَ سَيُؤَمِّنُ طَعَامَهُ. وَٱلدَّلِيلُ عَلَى ذلِكَ أَنْ مَا مِنْ إِشَارَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدُلُّ أَنَّهُ صَارَ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ. — مت ٨:١٩، ٢٠.
٤ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ، يَضَعُ ٱلرِّجَالُ ٱلْأَمْنَ ٱلْمَادِّيَّ قَبْلَ ٱلْمَسَاعِي ٱلرُّوحِيَّةِ. فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ يُعْطُونَ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِتَحْصِيلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي وَضَمَانِ وَظِيفَةٍ تَدُرُّ عَلَيْهِمْ مَالًا وَفِيرًا. فَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ مَنَافِعَ جَنْيِ ٱلْمَالِ أَهَمُّ وَأَكْثَرُ إِفَادَةً مِنْ أَيَّةِ مَنَافِعَ قَدْ تَتَأَتَّى عَنْ دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَحِيَازَةِ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِٱللّٰهِ. فَمَعَ أَنَّ تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ قَدْ تَنَالُ إِعْجَابَهُمْ، تَخْنُقُ «هُمُومُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا وَقُوَّةُ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةُ» أَيَّ ٱهْتِمَامٍ لَدَيْهِمْ. (مر ٤:١٨، ١٩) لَاحِظْ كَيْفَ سَاعَدَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُعَدِّلُوا أَوْلَوِيَّاتِهِمْ.
٥، ٦ مَاذَا سَاعَدَ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَنْ يُعْطُوا ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ لَا لِتَأْمِينِ لُقْمَةِ ٱلْعَيْشِ؟
٥ كَانَ أَنْدَرَاوُسُ وَأَخُوهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ شَرِيكَيْنِ فِي مِهْنَةِ صَيْدِ ٱلسَّمَكِ مَعَ يُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَأَبِيهِمَا زَبَدِي. وَكَانَ عَمَلُهُمْ مُزْدَهِرًا بِحَيْثُ تَطَلَّبَ ٱلِٱسْتِعَانَةَ بِأُجَرَاءَ. (مر ١:١٦-٢٠) فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ، سَمِعَ أَنْدَرَاوُسُ وَيُوحَنَّا عَنْ يَسُوعَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ مِنْ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدِ وَٱقْتَنَعَا أَنَّهُمَا وَجَدَا ٱلْمَسِيَّا. فَنَقَلَ أَنْدَرَاوُسُ ٱلْخَبَرَ إِلَى أَخِيهِ سِمْعَانَ بُطْرُسَ. وَلَعَلَّ يُوحَنَّا فَعَلَ ٱلْأَمْرَ عَيْنَهُ مَعَ أَخِيهِ يَعْقُوبَ. (يو ١:٢٩، ٣٥-٤١) وَخِلَالَ ٱلْأَشْهُرِ ٱللَّاحِقَةِ، أَمْضَى هؤُلَاءِ ٱلْأَرْبَعَةُ وَقْتًا مَعَ يَسُوعَ وَهُوَ يَكْرِزُ فِي ٱلْجَلِيلِ وَٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ. ثُمَّ عَادُوا إِلَى مُزَاوَلَةِ صَيْدِ ٱلسَّمَكِ. فَمَعَ أَنَّهُمُ ٱهْتَمُّوا بِٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ، لَمْ تَكُنِ ٱلْخِدْمَةُ شَاغِلَهُمُ ٱلْأَوَّلَ.
٦ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، دَعَا يَسُوعُ بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ كَيْ يَذْهَبَا وَرَاءَهُ وَيُصْبِحَا «صَيَّادَيْ نَاسٍ». فَمَاذَا فَعَلَا؟ «تَرَكَا شِبَاكَهُمَا حَالًا وَتَبِعَاهُ». وَحَذَا حَذْوَهُمَا أَيْضًا يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ٱللَّذَانِ «تَرَكَا ٱلْمَرْكَبَ وَأَبَاهُمَا حَالًا وَتَبِعَاهُ». (مت ٤:١٨-٢٢) فَمَاذَا سَاعَدَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ عَلَى ٱمْتِهَانِ ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟ هَلْ كَانَ قَرَارُهُمْ عَاطِفِيًّا وَوَلِيدَ سَاعَتِهِ؟ عَلَى ٱلْعَكْسِ تَمَامًا! فَطَوَالَ ٱلْأَشْهُرِ ٱلسَّابِقَةِ، أَصْغَوْا إِلَى يَسُوعَ، رَأَوْهُ يَصْنَعُ ٱلْعَجَائِبَ، لَاحَظُوا غَيْرَتَهُ لِلْبِرِّ، وَشَهِدُوا بِأُمِّ عَيْنِهِمِ ٱلتَّجَاوُبَ ٱلْمُذْهِلَ مَعَ كِرَازَتِهِ. وَهذَا مَا وَطَّدَ إِيمَانَهُمْ بِيَهْوَهَ وَٱتِّكَالَهُمْ عَلَيْهِ.
٧ كَيْفَ نُسَاعِدُ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى قُدْرَةِ يَهْوَهَ أَنْ يُعِيلَ شَعْبَهُ؟
٧ فَكَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي مُسَاعَدَةِ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى يَهْوَهَ؟ (ام ٣:٥، ٦) إِنَّ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلتَّعْلِيمِ لَهُ أَبْلَغُ ٱلْأَثَرِ فِي ذلِكَ. فَخِلَالَ ٱلدَّرْسِ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُسَلِّطَ ٱلضَّوْءَ عَلَى وَعْدِ ٱللّٰهِ بِمُبَارَكَتِنَا بِسَخَاءٍ إِذَا وَضَعْنَا مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا. (اِقْرَأْ ملاخي ٣:١٠؛ متى ٦:٣٣.) وَرَغْمَ أَنَّنَا نَسْتَعْمِلُ آيَاتٍ مُخْتَلِفَةً تُؤَكِّدُ أَنَّ يَهْوَهَ يُعِيلُ شَعْبَهُ، فَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا تَأْثِيرُ مِثَالِنَا نَحْنُ. فَإِطْلَاعُ تَلَامِيذِنَا عَلَى ٱخْتِبَارَاتِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ لَهُ دَوْرُهُ ٱلْفَاعِلُ فِي مُسَاعَدَتِهِمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى يَهْوَهَ. وَفِي وُسْعِنَا أَيْضًا أَنْ نَرْوِيَ لَهُمُ ٱخْتِبَارَاتٍ مُشَجِّعَةً قَرَأْنَاهَا فِي مَطْبُوعَاتِنَا.a
٨ (أ) لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ لِتِلْمِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ ‹يَذُوقَ وَيَنْظُرَ مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ›؟ (ب) كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلتِّلْمِيذَ أَنْ يَلْمُسَ شَخْصِيًّا صَلَاحَ يَهْوَهَ؟
٨ وَلكِنْ كَيْ يُنَمِّيَ ٱلتِّلْمِيذُ إِيمَانًا رَاسِخًا، لَا يَكْفِي أَنْ يَقْرَأَ وَيَسْمَعَ كَيْفَ حَظِيَ ٱلْآخَرُونَ بِبَرَكَةِ يَهْوَهَ. بَلْ يَلْزَمُ أَنْ يَلْمُسَ شَخْصِيًّا صَلَاحَ إِلهِنَا ٱلْمُحِبِّ. رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ. سَعِيدٌ هُوَ ٱلرَّجُلُ ٱلْمُحْتَمِي بِهِ». (مز ٣٤:٨) فَكَيْفَ نَجْعَلُ ٱلتِّلْمِيذَ يَرَى مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ؟ لِنَفْرِضْ أَنَّهُ يَمُرُّ بِظُرُوفٍ مَادِّيَّةٍ صَعْبَةٍ وَيُحَاوِلُ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ ٱلتَّغَلُّبَ عَلَى عَادَةٍ سَيِّئَةٍ، مِثْلِ ٱلتَّدْخِينِ أَوِ ٱلْقِمَارِ أَوِ ٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ. (ام ٢٣:٢٠، ٢١؛ ٢ كو ٧:١؛ ١ تي ٦:١٠) أَفَلَسْنَا نُسَاعِدُهُ أَنْ يَلْمُسَ صَلَاحَ يَهْوَهَ إِذَا عَلَّمْنَاهُ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَيْهِ طَلَبًا لِلْعَوْنِ عَلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنْ عَادَتِهِ ٱلسَّيِّئَةِ؟ وَبَعْدَ ذلِكَ، لِنُشَجِّعْهُ عَلَى وَضْعِ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَوَّلًا بِتَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أُسْبُوعِيًّا وَبِٱلِٱسْتِعْدَادِ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَحُضُورِهَا. فَفِيمَا يَرَى هُوَ بِنَفْسِهِ بَرَكَةَ يَهْوَهَ عَلَى جُهُودِهِ، يَنْمُو إِيمَانُهُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَلَا يَعُودُ يَقْلَقُ بِإِفْرَاطٍ حِيَالَ ظُرُوفِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ.
خَوْفُ ٱلْإِنْسَانِ
٩، ١٠ (أ) لِمَ أَبْقَى نِيقُودِيمُوسُ وَيُوسُفُ ٱلَّذِي مِنَ ٱلرَّامَةِ ٱهْتِمَامَهُمَا بِيَسُوعَ أَمْرًا سِرِّيًّا؟ (ب) لِمَ يَتَرَدَّدُ بَعْضُ ٱلرِّجَالِ ٱلْيَوْمَ فِي ٱتِّبَاعِ ٱلْمَسِيحِ؟
٩ ضَغْطُ ٱلنُّظَرَاءِ هُوَ سَبَبٌ آخَرُ يَحْدُو بِبَعْضِ ٱلرِّجَالِ إِلَى ٱلتَّرَدُّدِ فِي ٱتِّبَاعِ ٱلْمَسِيحِ كَامِلًا. فَنِيقُودِيمُوسُ وَيُوسُفُ ٱلَّذِي مِنَ ٱلرَّامَةِ أَبْقَيَا ٱهْتِمَامَهُمَا بِيَسُوعَ أَمْرًا سِرِّيًّا خَوْفًا مِمَّا قَدْ يَقُولُهُ أَوْ يَفْعَلُهُ ٱلْيَهُودُ ٱلْآخَرُونَ. (يو ٣:١، ٢؛ ١٩:٣٨) وَهذَا ٱلْخَوْفُ لَمْ يَكُنْ دُونَ أَسَاسٍ. فَبُغْضُ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ لِيَسُوعَ ٱشْتَدَّ كَثِيرًا فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ بِحَيْثُ إِنَّهُمْ طَرَدُوا مِنَ ٱلْمَجْمَعِ كُلَّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِهِ. — يو ٩:٢٢.
١٠ فِي بَعْضِ ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْيَوْمَ، قَدْ يَتَعَرَّضُ ٱلرَّجُلُ لِمُضَايَقَاتٍ مِنْ رُفَقَائِهِ فِي ٱلْعَمَلِ أَوْ أَصْدِقَائِهِ أَوْ أَقَارِبِهِ إِذَا أَعْرَبَ عَنِ ٱهْتِمَامٍ كَبِيرٍ بِٱللّٰهِ أَوِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوِ ٱلدِّينِ. أَمَّا فِي أَمَاكِنَ أُخْرَى فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَتَهَدَّدَهُ ٱلْخَطَرُ إِنْ تَحَدَّثَ عَنْ تَغْيِيرِ دِينِهِ. وَضَغْطُ ٱلنُّظَرَاءِ صَعْبٌ خُصُوصًا عَلَى ٱلرَّجُلِ ٱلْمُنْخَرِطِ فِي ٱلْجَيْشِ أَوِ ٱلسِّيَاسَةِ، أَوْ صَاحِبِ ٱلْمَكَانَةِ ٱلْمَرْمُوقَةِ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، ٱعْتَرَفَ رَجُلٌ فِي أَلْمَانْيَا: «إِنَّ مَا تَكْرِزُونَ بِهِ أَنْتُمُ ٱلشُّهُودَ صَحِيحٌ. وَلكِنْ إِذَا أَصْبَحْتُ شَاهِدًا ٱلْيَوْمَ، فَسَيَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ بِٱلْأَمْرِ غَدًا. فَمَاذَا سَيَقُولُونَ عَنِّي فِي ٱلْعَمَلِ، ٱلشَّارِعِ، وَٱلنَّادِي ٱلَّذِي نَنْتَمِي إِلَيْهِ أَنَا وَعَائِلَتِي؟ لَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَتَحَمَّلَ ذلِكَ».
١١ كَيْفَ أَعَانَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ كَيْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ؟
١١ صَحِيحٌ أَنَّ أَيًّا مِنْ رُسُلِ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ جَبَانًا، إِلَّا أَنَّهُمْ جَمِيعًا تَصَارَعُوا مَعَ خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ. (مر ١٤:٥٠، ٦٦-٧٢) فَكَيْفَ أَعَانَهُمْ يَسُوعُ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رَغْمَ ضَغْطِ نُظَرَائِهِمِ ٱلشَّدِيدِ؟ اِتَّخَذَ يَسُوعُ خُطُوَاتٍ تَهْدِفُ إِلَى تَهْيِئَتِهِمْ لِلْمُقَاوَمَةِ ٱلْكَامِنَةِ أَمَامَهُمْ. فَقَدْ قَالَ: «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى أَبْغَضَكُمُ ٱلنَّاسُ، وَمَتَى عَزَلُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ وَنَبَذُوا ٱسْمَكُمْ كَشِرِّيرٍ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ». (لو ٦:٢٢) فَهُوَ أَرَادَ أَنْ يَتَوَقَّعَ تَلَامِيذُهُ مُوَاجَهَةَ ٱلتَّعْيِيرِ. لكِنَّ هذَا ٱلتَّعْيِيرَ كَانَ «مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ». كَمَا أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَكُونُ سَنَدًا لَهُمْ مَا دَامُوا يَلْتَفِتُونَ إِلَيْهِ طَلَبًا لِلدَّعْمِ وَٱلْقُوَّةِ. (لو ١٢:٤-١٢) عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، دَعَا يَسُوعُ ٱلْجُدُدَ أَنْ يُعَاشِرُوا تَلَامِيذَهُ وَيَبْنُوا صَدَاقَاتٍ مَعَهُمْ. — مر ١٠:٢٩، ٣٠.
١٢ كَيْفَ نُعِينُ ٱلْجُدُدَ كَيْ يَنْتَصِرُوا عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ؟
١٢ نَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نُعِينَ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَيْ يَنْتَصِرُوا عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ. وَفِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ، تَسْهُلُ عَلَى ٱلْمَرْءِ مُوَاجَهَةُ ٱلتَّحَدِّي إِذَا وَضَعَهُ فِي ٱلْحُسْبَانِ. (يو ١٥:١٩) لِذَا مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلتِّلْمِيذِ عَلَى تَحْضِيرِ أَجْوِبَةٍ بَسِيطَةٍ وَمَنْطِقِيَّةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ وَٱلِٱعْتِرَاضَاتِ ٱلَّتِي قَدْ يَطْرَحُهَا زُمَلَاؤُهُ فِي ٱلْعَمَلِ وَغَيْرُهُمْ. وَإِلَى جَانِبِ صَدَاقَتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ مَعَهُ، لِنُعَرِّفْهُ إِلَى آخَرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، وَلَا سِيَّمَا ٱلَّذِينَ تَجْمَعُهُمْ بِهِ قَوَاسِمُ مُشْتَرَكَةٌ. وَٱلْأَهَمُّ أَنْ نُشَجِّعَهُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ بِٱنْتِظَامٍ وَمِنَ ٱلْقَلْبِ، فَهذَا يُمَكِّنُهُ مِنَ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَهَ وَٱعْتِبَارِهِ مَلْجَأً وَصَخْرَةً لَهُ. — اِقْرَأْ مزمور ٩٤:٢١-٢٣؛ يعقوب ٤:٨.
مَشَاعِرُ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ
١٣ كَيْفَ لِمَشَاعِرِ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ أَنْ تَمْنَعَ ٱلْبَعْضَ عَنِ ٱلسَّيْرِ فِي ٱلْحَقِّ؟
١٣ يُحْجِمُ عَدَدٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ عَنِ ٱلسَّيْرِ فِي ٱلْحَقِّ لِأَنَّهُمْ لَا يُجِيدُونَ ٱلْقِرَاءَةَ أَوْ يَعْجَزُونَ عَنِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِطَلَاقَةٍ أَوْ لِمُجَرَّدِ ٱلْخَجَلِ. وَلَعَلَّ آخَرِينَ لَا يُحِبُّونَ ٱلْمُجَاهَرَةَ بِمُعْتَقَدَاتِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ. وَقَدْ يَبْدُو لَهُمُ ٱلدَّرْسُ وَٱلتَّعْلِيقُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَإِخْبَارُ ٱلْآخَرِينَ بِإِيمَانِهِمْ عِبْئًا ثَقِيلًا. يَعْتَرِفُ أَخٌ مَسِيحِيٌّ: «عِنْدَمَا كُنْتُ صَغِيرًا، كُنْتُ أَصْعَدُ ٱلدَّرَجَ بِسُرْعَةٍ مُتَوَجِّهًا إِلَى ٱلْبَابِ، أَتَظَاهَرُ بِأَنَّنِي أَقْرَعُ ٱلْجَرَسَ ثُمَّ أُغَادِرُ بِهُدُوءٍ، رَاجِيًا أَلَّا يَسْمَعَنِي أَوْ يَرَانِي أَحَدٌ. . . . إِنَّ فِكْرَةَ ٱلذَّهَابِ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ تُمْرِضُنِي».
١٤ لِمَ فَشِلَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ فِي شِفَاءِ صَبِيٍّ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ؟
١٤ فَكِّرْ فِي مَشَاعِرِ قِلَّةِ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ ٱلَّتِي لَا بُدَّ أَنَّهَا سَاوَرَتْ تَلَامِيذَ يَسُوعَ حِينَ فَشِلُوا فِي شِفَاءِ صَبِيٍّ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ. فَقَدْ أَتَى وَالِدُ ٱلصَّبِيِّ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «اِبْنِي . . . مُصَابٌ بِٱلصَّرْعِ وَسَقِيمٌ، فَكَثِيرًا مَا يَقَعُ فِي ٱلنَّارِ وَكَثِيرًا مَا يَقَعُ فِي ٱلْمَاءِ. وَقَدْ أَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلَامِيذِكَ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَشْفُوهُ». فَأَخْرَجَ يَسُوعُ ٱلشَّيْطَانَ مُبْرِئًا ٱلصَّبِيَّ مِنْ عِلَّتِهِ. عِنْدَئِذٍ ٱقْتَرَبَ ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وَسَأَلُوهُ: «لِمَاذَا لَمْ نَسْتَطِعْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟». أَجَابَهُمْ: «لِقِلَّةِ إِيمَانِكُمْ. فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ قَدْرُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: ‹اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ›، فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ». (مت ١٧:١٤-٢٠) إِذًا، ٱلْإِيمَانُ بِيَهْوَهَ ضَرُورِيٌّ لِتَذْلِيلِ ٱلْعَقَبَاتِ ٱلشَّبِيهَةِ بِٱلْجِبَالِ. وَلكِنْ مَاذَا لَوْ غَابَتْ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ عَنْ بَالِ ٱلْمَرْءِ وَرَاحَ يُرَكِّزُ عَلَى مَقْدِرَاتِهِ ٱلْخَاصَّةِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ إِخْفَاقَهُ سَيُضْعِفُ ثِقَتَهُ بِنَفْسِهِ.
١٥، ١٦ كَيْفَ نُسَاعِدُ تِلْمِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَقْهَرَ مَشَاعِرَ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ؟
١٥ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْفَعَّالَةِ لِمُسَاعَدَةِ تِلْمِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِي يُحَارِبُ مَشَاعِرَ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ هِيَ تَشْجِيعُهُ أَنْ يَعْتَمِدَ عَلَى يَهْوَهَ وَلَا يُرَكِّزَ عَلَى نَفْسِهِ. كَتَبَ بُطْرُسُ: «تَوَاضَعُوا . . . تَحْتَ يَدِ ٱللّٰهِ ٱلْقَدِيرَةِ لِيَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ، مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ». (١ بط ٥:٦، ٧) وَهذَا يَتَطَلَّبُ مُسَاعَدَةَ تِلْمِيذِنَا عَلَى ٱلنُّمُوِّ رُوحِيًّا. فَٱلشَّخْصُ ٱلرُّوحِيُّ يُقَدِّرُ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ تَقْدِيرًا رَفِيعًا. وَهُوَ يُحِبُّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَيُعْرِبُ عَنْ «ثَمَرِ ٱلرُّوحِ» فِي حَيَاتِهِ. (غل ٥:٢٢، ٢٣) كَمَا أَنَّهُ يُوَاظِبُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ. (في ٤:٦، ٧) أَضِفْ إِلَى ذلِكَ أَنَّهُ يَلْجَأُ إِلَى ٱللّٰهِ طَالِبًا ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلْقُوَّةَ لِمُوَاجَهَةِ أَيِّ ظَرْفٍ يَمُرُّ بِهِ وَإِتْمَامِ أَيِّ تَعْيِينٍ يُوكَلُ إِلَيْهِ. — اِقْرَأْ ٢ تيموثاوس ١:٧، ٨.
١٦ وَلَرُبَّمَا يَحْتَاجُ بَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ أَيْضًا إِلَى مُسَاعَدَةٍ عَمَلِيَّةٍ لِتَحْسِينِ قِرَاءَتِهِمْ وَمَقْدِرَاتِهِمِ ٱلتَّحَدُّثِيَّةِ. وَقَدْ يَشْعُرُ آخَرُونَ أَنَّهُمْ غَيْرُ جَدِيرِينَ بِخِدْمَةِ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ ٱلْخَطَايَا ٱلَّتِي ٱقْتَرَفُوهَا قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا يَهْوَهَ. وَفِي كِلْتَا ٱلْحَالَتَيْنِ، لَعَلَّ كُلَّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ هُوَ دَعْمُنَا بِمَحَبَّةٍ وَصَبْرٍ. قَالَ يَسُوعُ: «لَا يَحْتَاجُ ٱلْأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ، بَلِ ٱلسُّقَمَاءُ». — مت ٩:١٢.
‹لِنَصْطَدِ› ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلرِّجَالِ
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ نَسْعَى لِإِيجَادِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلرِّجَالِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ نَحْنُ نَأْمُلُ أَنْ تَتَجَاوَبَ أَعْدَادٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ مَعَ ٱلرِّسَالَةِ ٱلْمَانِحَةِ لِلسَّعَادَةِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلْمُسَطَّرَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ دُونَ سِوَاهُ. (٢ تي ٣:١٦، ١٧) فَكَيْفَ نَسْعَى لِإِيجَادِ ٱلْمَزِيدِ مِنْهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ بِتَخْصِيصِ فُسْحَةٍ أَكْبَرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِلشَّهَادَةِ فِي ٱلْأُمْسِيَاتِ، بَعْدَ ٱلظُّهْرِ خِلَالَ نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ، أَوْ أَثْنَاءَ ٱلْعُطَلِ حِينَ يَتَوَاجَدُونَ فِي ٱلْبَيْتِ. وَفِي وُسْعِنَا أَنْ نَطْلُبَ ٱلتَّحَدُّثَ إِلَى رَبِّ ٱلْبَيْتِ إِنْ أَمْكَنَ. وَبِٱسْتِطَاعَتِنَا أَيْضًا أَنْ نَشْهَدَ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ لِزُمَلَائِنَا ٱلذُّكُورِ فِي ٱلْعَمَلِ عِنْدَمَا يَكُونُ مُنَاسِبًا وَنَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِلتَّقَرُّبِ مِنْ أَزْوَاجِ ٱلْأَخَوَاتِ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
١٨ وَفِيمَا نَكْرِزُ لِكُلِّ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ، نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ ذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُفْعَمَةِ بِٱلتَّقْدِيرِ سَيَقْبَلُونَ رِسَالَتَنَا. فَلْنَدْعَمْ بِصَبْرٍ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱهْتِمَامٍ مُخْلِصٍ بِٱلْحَقِّ. وَلكِنْ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلذُّكُورَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى ٱلِٱبْتِغَاءِ وَٱلتَّأَهُّلِ لِحَمْلِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي هَيْئَةِ ٱللّٰهِ؟ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ.
[الحاشية]
a اُنْظُرْ اَلْكُتُبُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِشُهُودِ يَهْوَهَ وَكَذلِكَ قِصَصَ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي تُنْشَرُ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ!.
-
-
ساعد الرجال على ابتغاء المسؤولياتبرج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
سَاعِدِ ٱلرِّجَالَ عَلَى ٱبْتِغَاءِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ
«كُلُّ مَنْ يَتَلَقَّى تَعْلِيمًا كَامِلًا يَصِيرُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ». — لو ٦:٤٠.
١ كَيْفَ وَضَعَ يَسُوعُ ٱلْأَسَاسَ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مُخْتَتِمًا إِنْجِيلَهُ: «هُنَالِكَ أَيْضًا أَشْيَاءُ أُخْرَى كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، لَوْ أَنَّهَا تُكْتَبُ بِكَامِلِ تَفَاصِيلِهَا، فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ ٱلْعَالَمَ نَفْسَهُ لَا يَسَعُ ٱلْأَدْرَاجَ ٱلْمَكْتُوبَةَ». (يو ٢١:٢٥) وَأَحَدُ هذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي حَقَّقَهَا يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْقَصِيرَةِ إِنَّمَا ٱلزَّاخِرَةِ بِٱلْعَمَلِ هُوَ إِيجَادُ، وَتَدْرِيبُ، وَتَنْظِيمُ رِجَالٍ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بَعْدَ رَحِيلِهِ عَنِ ٱلْأَرْضِ. فَحِينَ عَادَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ٣٣ بم، خَلَّفَ وَرَاءَهُ ٱلْأَسَاسَ لِجَمَاعَةٍ سُرْعَانَ مَا صَارَتْ تُعَدُّ بِٱلْآلَافِ. — اع ٢:٤١، ٤٢؛ ٤:٤؛ ٦:٧.
٢، ٣ (أ) لِمَ هُنَاكَ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ إِلَى ٱلِٱبْتِغَاءِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ وَٱلْيَوْمَ، بِوُجُودِ مَا يَزِيدُ عَنْ سَبْعَةِ مَلَايِينِ مُنَادٍ نَشِيطٍ بِٱلْمَلَكُوتِ فِي أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ جَمَاعَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، لَا تَزَالُ هُنَاكَ حَاجَةٌ إِلَى رِجَالٍ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ. مَثَلًا، ثَمَّةَ حَاجَةٌ مَاسَّةٌ إِلَى شُيُوخٍ مَسِيحِيِّينَ. وَكُلُّ مَنْ يَبْتَغِي ٱمْتِيَازَ ٱلْخِدْمَةِ هذَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ لِأَنَّهُ «يَشْتَهِي عَمَلًا حَسَنًا». — ١ تي ٣:١.
٣ غَيْرَ أَنَّ ٱلتَّأَهُّلَ لِلِٱمْتِيَازَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لَا يَحْدُثُ تِلْقَائِيًّا. فَلَا ٱلتَّعْلِيمُ ٱلدُّنْيَوِيُّ أَوِ ٱلْخِبْرَةُ ٱلطَّوِيلَةُ فِي ٱلْحَيَاةِ أَوِ ٱلْمَقْدِرَاتُ ٱلشَّخْصِيَّةُ أَوِ ٱلْإِنْجَازَاتُ تُهَيِّئُ ٱلرَّجُلَ لِهذِهِ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ، بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَتَأَهَّلَ رُوحِيًّا. فَكَيْفَ يَبْلُغُ هذَا ٱلْهَدَفَ؟ قَالَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يَتَلَقَّى تَعْلِيمًا كَامِلًا يَصِيرُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ». (لو ٦:٤٠) وَفِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَأَمَّلُ فِي طَرَائِقَ ٱسْتَخْدَمَهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلْبَارِعُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ كَيْ يُدَرِّبَ تَلَامِيذَهُ عَلَى ٱلتَّأَهُّلِ لِحَمْلِ مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةٍ. وَسَنَرَى أَيَّةُ دُرُوسٍ نَسْتَخْلِصُهَا مِنْهُ.
«دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ»
٤ كَيْفَ بَيَّنَ يَسُوعُ أَنَّهُ صَدِيقٌ حَقِيقِيٌّ لِتَلَامِيذِهِ؟
٤ عَامَلَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ كَأَصْدِقَاءَ، لَا كَأَشْخَاصٍ أَقَلَّ شَأْنًا. فَقَدْ صَرَفَ وَقْتًا مَعَهُمْ، وَٱئْتَمَنَهُمْ عَلَى شُؤُونِهِ ٱلْخَاصَّةِ، وَ ‹عَرَّفَهُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ›. (اِقْرَأْ يوحنا ١٥:١٥.) تَخَيَّلْ كَمْ فَرِحُوا حِينَ أَجَابَهُمْ عَنْ سُؤَالِهِمْ: «مَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟». (مت ٢٤:٣، ٤) وَهُوَ لَمْ يُخْفِ عَنْهُمْ أَفْكَارَهُ وَمَشَاعِرَهُ ٱلْعَمِيقَةَ. فَفِي لَيْلَةِ تَسْلِيمِهِ، أَخَذَ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا إِلَى بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي حَيْثُ صَلَّى بِحَرَارَةٍ مِنْ أَعْمَاقِ قَلْبِهِ ٱلْمُضْطَرِبِ. وَمَعَ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلرُّسُلَ رُبَّمَا لَمْ يَسْمَعُوا مَا قَالَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ، فَلَا بُدَّ أَنَّهُمْ أَحَسُّوا بِأَلَمِهِ وَمُعَانَاتِهِ. (مر ١٤:٣٣-٣٨) فَكِّرْ أَيْضًا فِي حَادِثَةِ ٱلتَّجَلِّي ٱلَّتِي لَا رَيْبَ أَنَّهَا أَحْدَثَتْ وَقْعًا كَبِيرًا فِيهِمْ. (مر ٩:٢-٨؛ ٢ بط ١:١٦-١٨) حَقًّا، إِنَّ ٱلصَّدَاقَةَ ٱللَّصِيقَةَ بَيْنَ يَسُوعَ وَتَلَامِيذِهِ كَانَتْ بِمَثَابَةِ دِعَامَةٍ قَوِيَّةٍ مَكَّنَتْهُمْ لَاحِقًا مِنَ ٱلنُّهُوضِ بِتَعْيِينَاتٍ بَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.
٥ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُسَاعِدُ ٱلشُّيُوخُ رُفَقَاءَهُمُ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟
٥ وَعَلَى غِرَارِ يَسُوعَ، يُصَادِقُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ رُفَقَاءَهُمُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَيَمُدُّونَهُمْ بِٱلْعَوْنِ. فَهُمْ يَبْنُونَ مَعَهُمْ صَدَاقَاتٍ وِدِّيَّةً وَحَمِيمَةً مُخَصِّصِينَ ٱلْوَقْتَ لِلِٱهْتِمَامِ بِهِمْ عَلَى صَعِيدٍ شَخْصِيٍّ. وَفِي حِينِ يُدْرِكُ ٱلشُّيُوخُ أَهَمِّيَّةَ ٱلسِّرِّيَّةِ، لَا يَتَكَتَّمُونَ بِلَا لُزُومٍ. بَلْ يَثِقُونَ بِإِخْوَتِهِمْ وَيُطْلِعُونَهُمْ عَلَى حَقَائِقِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي تَعَلَّمُوهَا. كَمَا أَنَّهُمْ لَا يَحُطُّونَ أَبَدًا مِنْ قَدْرِ خَادِمٍ مُسَاعِدٍ صَغِيرِ ٱلسِّنِّ نِسْبِيًّا. بِٱلْأَحْرَى، يَتَطَلَّعُونَ إِلَيْهِ كَشَخْصٍ رُوحِيٍّ يُؤَدِّي دَوْرًا فَاعِلًا فِي خِدْمَةِ ٱلْجَمَاعَةِ وَيَتَوَسَّمُونَ فِيهِ إِمْكَانَاتٍ كَبِيرَةً.
«وَضَعْتُ لَكُمْ نَمُوذَجًا»
٦، ٧ صِفُوا ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ وَتَأْثِيرَهُ فِيهِمْ.
٦ صَحِيحٌ أَنَّ تَلَامِيذَ يَسُوعَ أَكَنُّوا ٱلتَّقْدِيرَ لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ، إِلَّا أَنَّ تَفْكِيرَهُمْ لَمْ يَسْلَمْ أَحْيَانًا مِنْ تَأْثِيرِ خَلْفِيَّتِهِمْ وَثَقَافَتِهِمْ. (مت ١٩:٩، ١٠؛ لو ٩:٤٦-٤٨؛ يو ٤:٢٧) مَعَ ذلِكَ، لَمْ يَنْتَقِدْهُمْ يَسُوعُ أَوْ يَحْنَقْ عَلَيْهِمْ. وَلَا أَثْقَلَهُمْ بِطَلَبَاتٍ غَيْرِ مَعْقُولَةٍ أَوْ أَعْطَاهُمْ وَصَايَا ٱمْتَنَعَ هُوَ عَنْ تَطْبِيقِهَا. بَلْ عَلَّمَهُمْ بِرَسْمِ ٱلْمِثَالِ. — اِقْرَأْ يوحنا ١٣:١٥.
٧ فَأَيُّ قُدْوَةٍ تَرَكَهَا لِتَلَامِيذِهِ؟ (١ بط ٢:٢١) أَبْقَى يَسُوعُ حَيَاتَهُ بَسِيطَةً كَيْ يَتَفَرَّغَ لِخِدْمَةِ ٱلْآخَرِينَ. (لو ٩:٥٨) وَٱتَّصَفَ بِٱلِٱحْتِشَامِ مُؤَسِّسًا تَعْلِيمَهُ دَوْمًا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (يو ٥:١٩؛ ١٧:١٤، ١٧) كَمَا كَانَ شَخْصًا لَطِيفًا يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِ. وَكُلُّ مَا فَعَلَهُ كَانَ مَدْفُوعًا بِٱلْمَحَبَّةِ. (مت ١٩:١٣-١٥؛ يو ١٥:١٢) وَقَدْ تَرَكَ مِثَالُهُ أَثَرًا إِيجَابِيًّا فِي رُسُلِهِ. فَيَعْقُوبُ مَثَلًا لَمْ يَرْتَعِدْ خَوْفًا فِي وَجْهِ ٱلْمَوْتِ بَلْ ظَلَّ وَلِيًّا لِلّٰهِ حَتَّى إِعْدَامِهِ. (اع ١٢:١، ٢) وَكَذلِكَ يُوحَنَّا سَارَ بِأَمَانَةٍ عَلَى خُطَى يَسُوعَ طَوَالَ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ سَنَةً. — رؤ ١:١، ٢، ٩.
٨ أَيُّ مِثَالٍ يَرْسُمُهُ ٱلشُّيُوخُ لِلذُّكُورِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا وَغَيْرِهِمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٨ وَٱلْيَوْمَ، يَرْسُمُ ٱلشُّيُوخُ مِثَالًا رَائِعًا لِلذُّكُورِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا بِٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. (١ بط ٥:٢، ٣) وَٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ هُمْ قُدْوَةٌ فِي ٱلْإِيمَانِ، وَٱلتَّعْلِيمِ، وَٱلْخِدْمَةِ، وَٱلْعَيْشِ حَيَاةً مَسِيحِيَّةً يَشْعُرُونَ بِٱلِٱكْتِفَاءِ عِنْدَمَا يَرَوْنَ ٱلْآخَرِينَ يَقْتَدُونَ بِإِيمَانِهِمْ. — عب ١٣:٧.
‹أَوْصَاهُمْ وَأَرْسَلَهُمْ›
٩ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ دَرَّبَ تَلَامِيذَهُ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْتَّبْشِيرِ؟
٩ بَعْدَمَا خَدَمَ يَسُوعُ بِغَيْرَةٍ طَوَالَ سَنَتَيْنِ تَقْرِيبًا، وَسَّعَ نَشَاطَهُ ٱلْكِرَازِيَّ بِإِرْسَالِ رُسُلِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ لِلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْعَمَلِ. لكِنَّهُ أَعْطَاهُمْ أَوَّلًا إِرْشَادَاتٍ مُسَاعِدَةً. (مت ١٠:٥-١٤) وَقَبْلَ أَنْ يُطْعِمَ عَجَائِبِيًّا جَمْعًا يُعَدُّ بِٱلْآلَافِ، عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ كَيْفَ يُنَظِّمُونَهُمْ وَيُوَزِّعُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَيْهِمْ. (لو ٩:١٢-١٧) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ دَرَّبَهُمْ مُزَوِّدًا إِيَّاهُمْ تَوْجِيهَاتٍ وَاضِحَةً وَمُحَدَّدَةً. وَهذَا ٱلنَّمَطُ فِي ٱلتَّدْرِيبِ إِلَى جَانِبِ مُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْفَعَّالَةِ جَهَّزَا رُسُلَهُ لَاحِقًا لِتَنْظِيمِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْوَاسِعِ ٱلنِّطَاقِ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ سَنَةَ ٣٣ بم.
١٠، ١١ كَيْفَ يُدَرَّبُ ٱلْجُدُدُ بِشَكْلٍ تَدْرِيجِيٍّ؟
١٠ فِي أَيَّامِنَا هذِهِ، يَبْدَأُ ٱلرَّجُلُ بِتَلَقِّي ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ عِنْدَمَا يَقْبَلُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَقَدْ يَحْتَاجُ إِلَى عَوْنِنَا فِي تَعَلُّمِ ٱلْقِرَاءَةِ جَيِّدًا. وَتَسْتَمِرُّ مُسَاعَدَتُنَا لَهُ بِطَرَائِقَ أُخْرَى فِيمَا نَعْقِدُ مَعَهُ ٱلدَّرْسَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَحِينَ يَبْدَأُ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِٱنْتِظَامٍ، يَنَالُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلرُّوحِيِّ إِذْ يَتَسَجَّلُ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ، يُصْبِحُ نَاشِرًا غَيْرَ مُعْتَمِدٍ، وَهَلُمَّ جَرًّا. وَبَعْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، يَنَالُ تَدْرِيبًا فِي مَجَالَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ مِثْلِ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي صِيَانَةِ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، يُسَاعِدُهُ ٱلشُّيُوخُ عَلَى بُلُوغِ مُؤَهِّلَاتِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ.
١١ وَعِنْدَمَا يُعْهَدُ إِلَى ٱلْأَخِ ٱلْمُعْتَمِدِ بِتَعْيِينٍ مَا، يُوضِحُ لَهُ ٱلشُّيُوخُ بِكُلِّ سُرُورٍ ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةَ ذَاتَ ٱلْعَلَاقَةِ وَيَمْنَحُونَهُ ٱلْإِرْشَادَ ٱللَّازِمَ. فَعَلَى هذَا ٱلْأَخِ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مَطْلُوبٌ مِنْهُ. وَفِي حَالِ وَاجَهَ صُعُوبَةً فِي إِنْجَازِ تَعْيِينِهِ، لَا يُسَارِعُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُحِبُّونَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّهُ لَيْسَ كُفُؤًا، بَلْ يُخْبِرُونَهُ بِلُطْفٍ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَفْعَلَ وَيُرَاجِعُونَ مَعَهُ ٱلْأَهْدَافَ ٱلْمُرَادَ تَحْقِيقُهَا وَٱلْخُطُوَاتِ ٱلضَّرُورِيَّةَ لِفِعْلِ ذلِكَ. وَبِٱلطَّبْعِ، يَفْرَحُ ٱلشُّيُوخُ بِرُؤْيَةِ ٱلْأَخِ ٱلْمُعْتَمِدِ يَتَجَاوَبُ مَعَهُمْ وَيَلْمُسُ بِٱلتَّالِي ٱلسَّعَادَةَ ٱلنَّاجِمَةَ عَنْ خِدْمَةِ ٱلْآخَرِينَ. — اع ٢٠:٣٥.
«سَامِعُ ٱلْمَشُورَةِ . . . حَكِيمٌ»
١٢ لِمَ كَانَتْ مَشُورَةُ يَسُوعَ فَعَّالَةً؟
١٢ دَرَّبَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ بِمَنْحِهِمْ نَصَائِحَ شَخْصِيَّةً تُلَائِمُ حَاجَاتِهِمْ تَمَامًا. فَقَدِ ٱنْتَهَرَ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا لِأَنَّهُمَا أَرَادَا ٱسْتِنْزَالَ نَارٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى عَدَدٍ مِنَ ٱلسَّامِرِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يَقْبَلُوهُ. (لو ٩:٥٢-٥٥) وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى، ٱقْتَرَبَتْ أُمُّهُمَا مِنْ يَسُوعَ نِيَابَةً عَنْهُمَا لِتَسْأَلَهُ أَنْ يَمْنَحَهُمَا مَرْكَزَيْنِ رَفِيعَيْنِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ، فَوَجَّهَ جَوَابَهُ إِلَيْهِمَا قَائِلًا: «اَلْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي . . . لَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ، إِنَّمَا هُوَ لِلَّذِينَ هُيِّئَ لَهُمْ مِنْ أَبِي». (مت ٢٠:٢٠-٢٣) فَيَسُوعُ كَانَ يُسْدِي عَلَى ٱلدَّوَامِ مَشُورَةً وَاضِحَةً، عَمَلِيَّةً، وَمُؤَسَّسَةً بِشَكْلٍ رَاسِخٍ عَلَى ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ. وَعَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُحَلِّلُوا هذِهِ ٱلْمَبَادِئَ. (مت ١٧:٢٤-٢٧) كَمَا أَنَّهُ أَدْرَكَ حُدُودَهُمْ وَلَمْ يَتَوَقَّعْ مِنْهُمُ ٱلْكَمَالَ. فَمَشُورَتُهُ كَانَتْ مَجْبُولَةً بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَصِيلَةِ. — يو ١٣:١.
١٣، ١٤ (أ) مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمَشُورَةِ؟ (ب) أَعْطُوا أَمْثِلَةً عَنْ نَصَائِحَ يُمْكِنُ أَنْ يُسْدِيَهَا شَيْخٌ لِأَخٍ لَا يُحْرِزُ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا.
١٣ إِنَّ كُلَّ مَنْ يَبْتَغِي ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ يَحْتَاجُ بَيْنَ حِينٍ وَآخَرَ إِلَى مَشُورَةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَٱلْأَمْثَالُ ١٢:١٥ تَقُولُ إِنَّ «سَامِعَ ٱلْمَشُورَةِ . . . حَكِيمٌ». يُعَبِّرُ أَخٌ شَابٌّ: «أَكْبَرُ عَقَبَةٍ وَاجَهْتُهَا كَانَتْ نَظْرَتِي إِلَى نَقَائِصِي. إِلَّا أَنَّ نَصِيحَةَ أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ سَاعَدَتْنِي أَنْ أَتَطَلَّعَ إِلَيْهَا بِٱلْمِنْظَارِ ٱلصَّحِيحِ».
١٤ لِذلِكَ إِنْ لَاحَظَ ٱلشُّيُوخُ أَخًا يَتْبَعُ مَسْلَكًا غَيْرَ لَائِقٍ يُؤَخِّرُ تَقَدُّمَهُ ٱلرُّوحِيَّ، يَأْخُذُونَ ٱلْمُبَادَرَةَ لِإِصْلَاحِهِ بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ. (غل ٦:١) وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَحْتَاجُ أَخٌ إِلَى مَشُورَةٍ بِخُصُوصِ جَانِبٍ مِنْ شَخْصِيَّتِهِ. فَإِذَا بَدَا مَثَلًا فَاتِرَ ٱلْهِمَّةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ، فَقَدْ يُذَكِّرُهُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ مُنَادِيًا غَيُورًا بِٱلْمَلَكُوتِ وَهُوَ فَوَّضَ إِلَى أَتْبَاعِهِ تَلْمَذَةَ ٱلنَّاسِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ لو ٨:١) وَإِذَا بَدَا أَنَّهُ يُحِبُّ ٱلتَّفَوُّقَ عَلَى ٱلْغَيْرِ، يُمْكِنُ أَنْ يُوضِحَ لَهُ شَيْخٌ كَيْفَ سَاعَدَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ عَلَى رُؤْيَةِ مَخَاطِرِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْبُرُوزِ. (لو ٢٢:٢٤-٢٧) أَمَّا إِذَا كَانَ يَسْتَصْعِبُ مُسَامَحَةَ ٱلْآخَرِينَ، فَسَيُفِيدُهُ كَثِيرًا ٱلْإِيضَاحُ عَنِ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي رَفَضَ أَنْ يُسَامِحَ رَفِيقَهُ بِدَيْنٍ صَغِيرٍ رَغْمَ إِعْفَائِهِ هُوَ مِنْ دَيْنٍ كَبِيرٍ. (مت ١٨:٢١-٣٥) وَمَتَى لَزِمَتِ ٱلْمَشُورَةُ، يَحْسُنُ بِٱلشُّيُوخِ تَقْدِيمُهَا فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ. — اِقْرَأْ امثال ٢٧:٩.
«دَرِّبْ نَفْسَكَ»
١٥ كَيْفَ لِعَائِلَةِ ٱلْأَخِ أَنْ تُسَاعِدَهُ عَلَى خِدْمَةِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٥ صَحِيحٌ أَنَّ لِلشُّيُوخِ ٱلدَّوْرَ ٱلْأَكْبَرَ فِي تَدْرِيبِ ٱلرِّجَالِ كَيْ يَبْتَغُوا ٱلِٱمْتِيَازَاتِ، وَلكِنْ فِي وُسْعِ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا دَعْمُ جُهُودِهِمْ. فَعَائِلَةُ ٱلْأَخِ بِإِمْكَانِهَا، بَلْ عَلَيْهَا مُسَاعَدَتُهُ عَلَى ٱلِٱبْتِغَاءِ. وَإِذَا كَانَ يَخْدُمُ كَشَيْخٍ، يَسْتَفِيدُ مِنْ مُسَانَدَةِ زَوْجَةٍ مُحِبَّةٍ وَأَوْلَادٍ غَيْرِ أَنَانِيِّينَ. فَإِدْرَاكُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِ تَخْصِيصَ جُزْءٍ مِنْ وَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ لِلْجَمَاعَةِ هُوَ عَامِلٌ ضَرُورِيٌّ لِنَجَاحِهِ فِي إِتْمَامِ مَسْؤُولِيَّاتِهِ. وَبِإِعْرَابِهِمْ عَنْ رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ، يَفْرَحُ قَلْبُهُ هُوَ وَيَحْظَوْنَ هُمْ بِتَقْدِيرِ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. — ام ١٥:٢٠؛ ٣١:١٠، ٢٣.
١٦ (أ) عَلَى عَاتِقِ مَنْ تَقَعُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مَسْؤُولِيَّةُ ٱلِٱبْتِغَاءِ؟ (ب) كَيْفَ لِلْأَخِ أَنْ يَبْتَغِيَ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٦ وَلكِنْ رَغْمَ مُسَانَدَةِ وَدَعْمِ ٱلْآخَرِينَ، تَقَعُ مَسْؤُولِيَّةُ ٱلِٱبْتِغَاءِ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى عَاتِقِ ٱلرَّجُلِ نَفْسِهِ. (اِقْرَأْ غلاطية ٦:٥.) طَبْعًا، لَا دَاعِيَ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَخُ خَادِمًا مُسَاعِدًا أَوْ شَيْخًا حَتَّى يُسَاعِدَ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَيَشْتَرِكَ كَامِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ. غَيْرَ أَنَّ ٱبْتِغَاءَ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَتَطَلَّبُ بَذْلَ ٱلْجُهْدِ لِبُلُوغِ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلْمَرْسُومَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (١ تي ٣:١-١٣؛ تي ١:٥-٩؛ ١ بط ٥:١-٣) لِذلِكَ إِنْ رَغِبَ أَخٌ أَنْ يُصْبِحَ خَادِمًا مُسَاعِدًا أَوْ شَيْخًا وَلَمْ يُعَيَّنْ بَعْدُ، فَلْيُرَكِّزِ ٱنْتِبَاهَهُ عَلَى ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يُحْرِزَ فِيهَا تَقَدُّمًا رُوحِيًّا. وَهذَا يَقْتَضِي قِرَاءَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ، ٱلِٱجْتِهَادَ فِي ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ، ٱلتَّأَمُّلَ بِعُمْقٍ، ٱلصَّلَاةَ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ، وَٱلِٱشْتِرَاكَ بِغَيْرَةٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَهكَذَا يُطَبِّقُ شَخْصِيًّا نَصِيحَةَ بُولُسَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ: «دَرِّبْ نَفْسَكَ، وَهَدَفُكَ ٱلتَّعَبُّدُ لِلّٰهِ». — ١ تي ٤:٧.
١٧، ١٨ مَاذَا فِي وُسْعِ ٱلْأَخِ ٱلْمُعْتَمِدِ أَنْ يَفْعَلَ إِذَا كَانَ لَا يَبْتَغِي بِسَبَبِ مَشَاعِرِ ٱلْقَلَقِ وَعَدَمِ ٱلْكَفَاءَةِ، أَوِ ٱلِٱفْتِقَارِ إِلَى ٱلدَّافِعِ؟
١٧ وَلكِنْ مَاذَا لَوْ كَانَ ٱلْأَخُ لَا يَطْمَحُ إِلَى نَيْلِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ بِسَبَبِ مَشَاعِرِ ٱلْقَلَقِ وَعَدَمِ ٱلْكَفَاءَةِ؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، حَرِيٌّ بِهِ أَنْ يَتَأَمَّلَ كَمْ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ. حَقًّا، يَهْوَهُ «يَحْمِلُ أَثْقَالَنَا كُلَّ يَوْمٍ». (مز ٦٨:١٩) لِذَا فَإِنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ سَيَعْضُدُهُ دُونَ شَكٍّ كَيْ يَتَوَلَّى ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَيَحْسُنُ بِهذَا ٱلْأَخِ أَيْضًا أَنْ يَتَذَكَّرَ أَنَّ هُنَاكَ حَاجَةً مُلِحَّةً إِلَى رِجَالٍ نَاضِجِينَ يَقْبَلُونَ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ فِي هَيْئَةِ ٱللّٰهِ. وَٱلتَّمَعُّنُ فِي أَفْكَارٍ كَهذِهِ يُمْكِنُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى بَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ. وَفِي وُسْعِهِ كَذلِكَ أَنْ يُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ مُبْقِيًا فِي بَالِهِ أَنَّ ثَمَرَهُ يَشْمُلُ ٱلسَّلَامَ وَضَبْطَ ٱلنَّفْسِ، صِفَتَيْنِ لَازِمَتَيْنِ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ مَشَاعِرِ ٱلْقَلَقِ وَعَدَمِ ٱلْكَفَاءَةِ. (لو ١١:١٣؛ غل ٥:٢٢، ٢٣) وَلْيَثِقْ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ بِدَوَافِعَ لَائِقَةٍ.
١٨ وَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَكُونَ ٱلِٱفْتِقَارُ إِلَى ٱلدَّافِعِ هُوَ وَرَاءَ ٱمْتِنَاعِ ٱلْأَخِ ٱلْمُعْتَمِدِ عَنِ ٱلِٱبْتِغَاءِ؟ مَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُ مَنْ تُعْوِزُهُ ٱلرَّغْبَةُ فِي خِدْمَةِ ٱلْآخَرِينَ؟ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «اَللّٰهُ هُوَ ٱلْعَامِلُ فِيكُمْ، مِنْ أَجْلِ مَسَرَّتِهِ، لِكَيْ تُرِيدُوا وَتَعْمَلُوا عَلَى ٱلسَّوَاءِ». (في ٢:١٣) فَٱلرَّغْبَةُ فِي ٱلْخِدْمَةِ مَصْدَرُهَا ٱللّٰهُ، وَرُوحُ يَهْوَهَ يَمُدُّ ٱلْمَرْءَ بِٱلْقُوَّةِ كَيْ يُقَدِّمَ لَهُ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً. (في ٤:١٣) وَبِإِمْكَانِهِ أَيْضًا أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى ٱللّٰهِ مُلْتَمِسًا عَوْنَهُ عَلَى فِعْلِ ٱلصَّوَابِ. — مز ٢٥:٤، ٥.
١٩ كَيْفَ يُطَمْئِنُنَا قِيَامُ «سَبْعَةِ رُعَاةٍ، بَلْ ثَمَانِيَةِ زُعَمَاءَ»؟
١٩ يُبَارِكُ يَهْوَهُ جُهُودَ ٱلشُّيُوخِ لِتَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ. وَيُبَارِكُ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يَتَجَاوَبُونَ وَيَبْتَغُونَ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقِيمُ بَيْنَ شَعْبِهِ «سَبْعَةَ رُعَاةٍ، بَلْ ثَمَانِيَةَ زُعَمَاءَ»، أَيْ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُقْتَدِرِينَ، لِيَأْخُذُوا ٱلْقِيَادَةَ ضِمْنَ هَيْئَتِهِ. (مي ٥:٥) حَقًّا، إِنَّهَا لَبَرَكَةٌ عَظِيمَةٌ أَنَّ أَعْدَادًا كَبِيرَةً مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَنَالُونَ ٱلتَّدْرِيبَ وَيَبْتَغُونَ بِتَوَاضُعٍ ٱمْتِيَازَاتِ ٱلْخِدْمَةِ تَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ!
-