مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ساعد الرجال على التقدم روحيا
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • سَاعِدِ ٱلرِّجَالَ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا

      ‏«مِنَ ٱلْآنَ تَصْطَادُ ٱلنَّاسَ أَحْيَاءً».‏ —‏ لو ٥:‏١٠‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ ٱلرِّجَالِ حِيَالَ كِرَازَةِ يَسُوعَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      أَثْنَاءَ جَوْلَةٍ كِرَازِيَّةٍ فِي أَنْحَاءِ ٱلْجَلِيلِ،‏ صَعِدَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ عَلَى مَتْنِ مَرْكَبٍ قَاصِدِينَ مَكَانًا خَلَاءً.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْجُمُوعَ تَبِعَتْهُمْ سَيْرًا عَلَى ٱلْأَقْدَامِ.‏ وَقَدْ ضَمَّتْ فِي ذَاكَ ٱلْيَوْمِ «نَحْوَ خَمْسَةِ آلَافِ رَجُلٍ،‏ مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ».‏ (‏مت ١٤:‏٢١‏)‏ وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى،‏ ٱقْتَرَبَ إِلَيْهِ جَمْعٌ مِنَ ٱلنَّاسِ لِيَبْرَأُوا مِنْ أَسْقَامِهِمْ وَيَسْمَعُوا أَقْوَالَهُ.‏ وَكَانَ بَيْنَهُمْ «أَرْبَعَةُ آلَافِ رَجُلٍ،‏ مَا عَدَا ٱلنِّسَاءَ وَٱلْأَوْلَادَ ٱلصِّغَارَ».‏ (‏مت ١٥:‏٣٨‏)‏ فَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ أَتَى رِجَالٌ كَثِيرُونَ إِلَى يَسُوعَ وَأَبْدَوُا ٱهْتِمَامًا بِتَعْلِيمِهِ.‏ وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ،‏ تَوَقَّعَ يَسُوعُ تَجَاوُبَ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلنَّاسِ.‏ فَقَدْ قَالَ لِتِلْمِيذِهِ سِمْعَانَ بَعْدَمَا مَلَأَ عَجَائِبِيًّا ٱلشِّبَاكَ بِٱلسَّمَكِ:‏ «مِنَ ٱلْآنَ تَصْطَادُ ٱلنَّاسَ أَحْيَاءً».‏ (‏لو ٥:‏١٠‏)‏ فَتَلَامِيذُهُ كَانُوا سَيَطْرَحُونَ شِبَاكَهُمْ فِي بَحْرِ ٱلْبَشَرِيَّةِ وَ ‹يَصْطَادُونَ› شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلنَّاسِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ أَعْدَادٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ.‏

      ٢ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ ٱلْيَوْمَ،‏ يُظْهِرُ ٱلرِّجَالُ ٱهْتِمَامًا بِرِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي نَكْرِزُ بِهَا وَيَتَجَاوَبُونَ مَعَهَا.‏ (‏مت ٥:‏٣‏)‏ إِلَّا أَنَّ عَدِيدِينَ مِنْهُمْ لَا يَلْبَثُونَ أَنْ يَتَوَقَّفُوا عَنِ ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا.‏ فَكَيْفَ نَمُدُّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقُمْ بِخِدْمَةٍ خُصُوصِيَّةٍ بَحْثًا عَنِ ٱلرِّجَالِ،‏ لكِنَّهُ تَطَرَّقَ دُونَ شَكٍّ إِلَى مَوَاضِيعَ تَسْتَأْثِرُ بِٱهْتِمَامِهِمْ.‏ فَلْنَرَ كَيْفَ لَنَا مِنْ خِلَالِ مِثَالِهِ مُسَاعَدَةُ ٱلرِّجَالِ عَلَى تَخَطِّي ثَلَاثِ عَقَبَاتٍ شَائِعَةٍ فِي أَيَّامِنَا:‏ (‏١)‏ تَأْمِينِ لُقْمَةِ ٱلْعَيْشِ،‏ (‏٢)‏ خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ وَ (‏٣)‏ مَشَاعِرِ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ.‏

      تَأْمِينُ لُقْمَةِ ٱلْعَيْشِ

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ أَيُّ هَمٍّ يُقْلِقُ ٱلرِّجَالَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَضَعُ ٱلرِّجَالُ غَالِبًا تَأْمِينَ لُقْمَةِ ٱلْعَيْشِ قَبْلَ ٱلْمَسَاعِي ٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

      ٣ قَالَ أَحَدُ ٱلْكَتَبَةِ لِيَسُوعَ:‏ «يَا مُعَلِّمُ،‏ أَتْبَعُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ».‏ وَلكِنْ لَمَّا أَجَابَهُ يَسُوعُ أَنَّ «ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ .‏ .‏ .‏ لَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ»،‏ أَعَادَ ٱلنَّظَرَ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ.‏ فَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ لَمْ تَرُقْ لَهُ ٱلْفِكْرَةُ أَنَّ مُتَطَلَّبَاتِهِ ٱلْحَيَاتِيَّةَ قَدْ لَا تَكُونُ مَضْمُونَةً،‏ إِذْ قَلِقَ بِشَأْنِ أَيْنَ سَيَسْكُنُ وَكَيْفَ سَيُؤَمِّنُ طَعَامَهُ.‏ وَٱلدَّلِيلُ عَلَى ذلِكَ أَنْ مَا مِنْ إِشَارَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدُلُّ أَنَّهُ صَارَ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ.‏ —‏ مت ٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ٤ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَضَعُ ٱلرِّجَالُ ٱلْأَمْنَ ٱلْمَادِّيَّ قَبْلَ ٱلْمَسَاعِي ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ يُعْطُونَ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِتَحْصِيلِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي وَضَمَانِ وَظِيفَةٍ تَدُرُّ عَلَيْهِمْ مَالًا وَفِيرًا.‏ فَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ مَنَافِعَ جَنْيِ ٱلْمَالِ أَهَمُّ وَأَكْثَرُ إِفَادَةً مِنْ أَيَّةِ مَنَافِعَ قَدْ تَتَأَتَّى عَنْ دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَحِيَازَةِ عَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِٱللّٰهِ.‏ فَمَعَ أَنَّ تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ قَدْ تَنَالُ إِعْجَابَهُمْ،‏ تَخْنُقُ «هُمُومُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا وَقُوَّةُ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةُ» أَيَّ ٱهْتِمَامٍ لَدَيْهِمْ.‏ (‏مر ٤:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ لَاحِظْ كَيْفَ سَاعَدَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُعَدِّلُوا أَوْلَوِيَّاتِهِمْ.‏

      ٥،‏ ٦ مَاذَا سَاعَدَ أَنْدَرَاوُسَ وَبُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَنْ يُعْطُوا ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ لَا لِتَأْمِينِ لُقْمَةِ ٱلْعَيْشِ؟‏

      ٥ كَانَ أَنْدَرَاوُسُ وَأَخُوهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ شَرِيكَيْنِ فِي مِهْنَةِ صَيْدِ ٱلسَّمَكِ مَعَ يُوحَنَّا وَيَعْقُوبَ وَأَبِيهِمَا زَبَدِي.‏ وَكَانَ عَمَلُهُمْ مُزْدَهِرًا بِحَيْثُ تَطَلَّبَ ٱلِٱسْتِعَانَةَ بِأُجَرَاءَ.‏ (‏مر ١:‏١٦-‏٢٠‏)‏ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ سَمِعَ أَنْدَرَاوُسُ وَيُوحَنَّا عَنْ يَسُوعَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ مِنْ يُوحَنَّا ٱلْمُعَمِّدِ وَٱقْتَنَعَا أَنَّهُمَا وَجَدَا ٱلْمَسِيَّا.‏ فَنَقَلَ أَنْدَرَاوُسُ ٱلْخَبَرَ إِلَى أَخِيهِ سِمْعَانَ بُطْرُسَ.‏ وَلَعَلَّ يُوحَنَّا فَعَلَ ٱلْأَمْرَ عَيْنَهُ مَعَ أَخِيهِ يَعْقُوبَ.‏ (‏يو ١:‏٢٩،‏ ٣٥-‏٤١‏)‏ وَخِلَالَ ٱلْأَشْهُرِ ٱللَّاحِقَةِ،‏ أَمْضَى هؤُلَاءِ ٱلْأَرْبَعَةُ وَقْتًا مَعَ يَسُوعَ وَهُوَ يَكْرِزُ فِي ٱلْجَلِيلِ وَٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ.‏ ثُمَّ عَادُوا إِلَى مُزَاوَلَةِ صَيْدِ ٱلسَّمَكِ.‏ فَمَعَ أَنَّهُمُ ٱهْتَمُّوا بِٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ لَمْ تَكُنِ ٱلْخِدْمَةُ شَاغِلَهُمُ ٱلْأَوَّلَ.‏

      ٦ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ دَعَا يَسُوعُ بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ كَيْ يَذْهَبَا وَرَاءَهُ وَيُصْبِحَا «صَيَّادَيْ نَاسٍ».‏ فَمَاذَا فَعَلَا؟‏ «تَرَكَا شِبَاكَهُمَا حَالًا وَتَبِعَاهُ».‏ وَحَذَا حَذْوَهُمَا أَيْضًا يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ٱللَّذَانِ «تَرَكَا ٱلْمَرْكَبَ وَأَبَاهُمَا حَالًا وَتَبِعَاهُ».‏ (‏مت ٤:‏١٨-‏٢٢‏)‏ فَمَاذَا سَاعَدَ هؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ عَلَى ٱمْتِهَانِ ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟‏ هَلْ كَانَ قَرَارُهُمْ عَاطِفِيًّا وَوَلِيدَ سَاعَتِهِ؟‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ تَمَامًا!‏ فَطَوَالَ ٱلْأَشْهُرِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ أَصْغَوْا إِلَى يَسُوعَ،‏ رَأَوْهُ يَصْنَعُ ٱلْعَجَائِبَ،‏ لَاحَظُوا غَيْرَتَهُ لِلْبِرِّ،‏ وَشَهِدُوا بِأُمِّ عَيْنِهِمِ ٱلتَّجَاوُبَ ٱلْمُذْهِلَ مَعَ كِرَازَتِهِ.‏ وَهذَا مَا وَطَّدَ إِيمَانَهُمْ بِيَهْوَهَ وَٱتِّكَالَهُمْ عَلَيْهِ.‏

      ٧ كَيْفَ نُسَاعِدُ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى قُدْرَةِ يَهْوَهَ أَنْ يُعِيلَ شَعْبَهُ؟‏

      ٧ فَكَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي مُسَاعَدَةِ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى يَهْوَهَ؟‏ (‏ام ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ إِنَّ أُسْلُوبَنَا فِي ٱلتَّعْلِيمِ لَهُ أَبْلَغُ ٱلْأَثَرِ فِي ذلِكَ.‏ فَخِلَالَ ٱلدَّرْسِ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُسَلِّطَ ٱلضَّوْءَ عَلَى وَعْدِ ٱللّٰهِ بِمُبَارَكَتِنَا بِسَخَاءٍ إِذَا وَضَعْنَا مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا.‏ ‏(‏اِقْرَأْ ملاخي ٣:‏١٠؛‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّنَا نَسْتَعْمِلُ آيَاتٍ مُخْتَلِفَةً تُؤَكِّدُ أَنَّ يَهْوَهَ يُعِيلُ شَعْبَهُ،‏ فَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا تَأْثِيرُ مِثَالِنَا نَحْنُ.‏ فَإِطْلَاعُ تَلَامِيذِنَا عَلَى ٱخْتِبَارَاتِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ لَهُ دَوْرُهُ ٱلْفَاعِلُ فِي مُسَاعَدَتِهِمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلِٱتِّكَالَ عَلَى يَهْوَهَ.‏ وَفِي وُسْعِنَا أَيْضًا أَنْ نَرْوِيَ لَهُمُ ٱخْتِبَارَاتٍ مُشَجِّعَةً قَرَأْنَاهَا فِي مَطْبُوعَاتِنَا.‏a

      ٨ (‏أ)‏ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ لِتِلْمِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ ‹يَذُوقَ وَيَنْظُرَ مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ›؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلتِّلْمِيذَ أَنْ يَلْمُسَ شَخْصِيًّا صَلَاحَ يَهْوَهَ؟‏

      ٨ وَلكِنْ كَيْ يُنَمِّيَ ٱلتِّلْمِيذُ إِيمَانًا رَاسِخًا،‏ لَا يَكْفِي أَنْ يَقْرَأَ وَيَسْمَعَ كَيْفَ حَظِيَ ٱلْآخَرُونَ بِبَرَكَةِ يَهْوَهَ.‏ بَلْ يَلْزَمُ أَنْ يَلْمُسَ شَخْصِيًّا صَلَاحَ إِلهِنَا ٱلْمُحِبِّ.‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ.‏ سَعِيدٌ هُوَ ٱلرَّجُلُ ٱلْمُحْتَمِي بِهِ».‏ (‏مز ٣٤:‏٨‏)‏ فَكَيْفَ نَجْعَلُ ٱلتِّلْمِيذَ يَرَى مَا أَطْيَبَ يَهْوَهَ؟‏ لِنَفْرِضْ أَنَّهُ يَمُرُّ بِظُرُوفٍ مَادِّيَّةٍ صَعْبَةٍ وَيُحَاوِلُ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ ٱلتَّغَلُّبَ عَلَى عَادَةٍ سَيِّئَةٍ،‏ مِثْلِ ٱلتَّدْخِينِ أَوِ ٱلْقِمَارِ أَوِ ٱلْإِسْرَافِ فِي ٱلشُّرْبِ.‏ (‏ام ٢٣:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ٢ كو ٧:‏١؛‏ ١ تي ٦:‏١٠‏)‏ أَفَلَسْنَا نُسَاعِدُهُ أَنْ يَلْمُسَ صَلَاحَ يَهْوَهَ إِذَا عَلَّمْنَاهُ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَيْهِ طَلَبًا لِلْعَوْنِ عَلَى ٱلتَّخَلُّصِ مِنْ عَادَتِهِ ٱلسَّيِّئَةِ؟‏ وَبَعْدَ ذلِكَ،‏ لِنُشَجِّعْهُ عَلَى وَضْعِ ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَوَّلًا بِتَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أُسْبُوعِيًّا وَبِٱلِٱسْتِعْدَادِ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَحُضُورِهَا.‏ فَفِيمَا يَرَى هُوَ بِنَفْسِهِ بَرَكَةَ يَهْوَهَ عَلَى جُهُودِهِ،‏ يَنْمُو إِيمَانُهُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ وَلَا يَعُودُ يَقْلَقُ بِإِفْرَاطٍ حِيَالَ ظُرُوفِهِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏

      خَوْفُ ٱلْإِنْسَانِ

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ لِمَ أَبْقَى نِيقُودِيمُوسُ وَيُوسُفُ ٱلَّذِي مِنَ ٱلرَّامَةِ ٱهْتِمَامَهُمَا بِيَسُوعَ أَمْرًا سِرِّيًّا؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَتَرَدَّدُ بَعْضُ ٱلرِّجَالِ ٱلْيَوْمَ فِي ٱتِّبَاعِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

      ٩ ضَغْطُ ٱلنُّظَرَاءِ هُوَ سَبَبٌ آخَرُ يَحْدُو بِبَعْضِ ٱلرِّجَالِ إِلَى ٱلتَّرَدُّدِ فِي ٱتِّبَاعِ ٱلْمَسِيحِ كَامِلًا.‏ فَنِيقُودِيمُوسُ وَيُوسُفُ ٱلَّذِي مِنَ ٱلرَّامَةِ أَبْقَيَا ٱهْتِمَامَهُمَا بِيَسُوعَ أَمْرًا سِرِّيًّا خَوْفًا مِمَّا قَدْ يَقُولُهُ أَوْ يَفْعَلُهُ ٱلْيَهُودُ ٱلْآخَرُونَ.‏ (‏يو ٣:‏١،‏ ٢؛‏ ١٩:‏٣٨‏)‏ وَهذَا ٱلْخَوْفُ لَمْ يَكُنْ دُونَ أَسَاسٍ.‏ فَبُغْضُ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ لِيَسُوعَ ٱشْتَدَّ كَثِيرًا فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ بِحَيْثُ إِنَّهُمْ طَرَدُوا مِنَ ٱلْمَجْمَعِ كُلَّ مَنِ ٱعْتَرَفَ بِهِ.‏ —‏ يو ٩:‏٢٢‏.‏

      ١٠ فِي بَعْضِ ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْيَوْمَ،‏ قَدْ يَتَعَرَّضُ ٱلرَّجُلُ لِمُضَايَقَاتٍ مِنْ رُفَقَائِهِ فِي ٱلْعَمَلِ أَوْ أَصْدِقَائِهِ أَوْ أَقَارِبِهِ إِذَا أَعْرَبَ عَنِ ٱهْتِمَامٍ كَبِيرٍ بِٱللّٰهِ أَوِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوِ ٱلدِّينِ.‏ أَمَّا فِي أَمَاكِنَ أُخْرَى فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَتَهَدَّدَهُ ٱلْخَطَرُ إِنْ تَحَدَّثَ عَنْ تَغْيِيرِ دِينِهِ.‏ وَضَغْطُ ٱلنُّظَرَاءِ صَعْبٌ خُصُوصًا عَلَى ٱلرَّجُلِ ٱلْمُنْخَرِطِ فِي ٱلْجَيْشِ أَوِ ٱلسِّيَاسَةِ،‏ أَوْ صَاحِبِ ٱلْمَكَانَةِ ٱلْمَرْمُوقَةِ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ ٱعْتَرَفَ رَجُلٌ فِي أَلْمَانْيَا:‏ «إِنَّ مَا تَكْرِزُونَ بِهِ أَنْتُمُ ٱلشُّهُودَ صَحِيحٌ.‏ وَلكِنْ إِذَا أَصْبَحْتُ شَاهِدًا ٱلْيَوْمَ،‏ فَسَيَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ بِٱلْأَمْرِ غَدًا.‏ فَمَاذَا سَيَقُولُونَ عَنِّي فِي ٱلْعَمَلِ،‏ ٱلشَّارِعِ،‏ وَٱلنَّادِي ٱلَّذِي نَنْتَمِي إِلَيْهِ أَنَا وَعَائِلَتِي؟‏ لَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَتَحَمَّلَ ذلِكَ».‏

      ١١ كَيْفَ أَعَانَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ كَيْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ؟‏

      ١١ صَحِيحٌ أَنَّ أَيًّا مِنْ رُسُلِ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ جَبَانًا،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ جَمِيعًا تَصَارَعُوا مَعَ خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ (‏مر ١٤:‏٥٠،‏ ٦٦-‏٧٢‏)‏ فَكَيْفَ أَعَانَهُمْ يَسُوعُ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رَغْمَ ضَغْطِ نُظَرَائِهِمِ ٱلشَّدِيدِ؟‏ اِتَّخَذَ يَسُوعُ خُطُوَاتٍ تَهْدِفُ إِلَى تَهْيِئَتِهِمْ لِلْمُقَاوَمَةِ ٱلْكَامِنَةِ أَمَامَهُمْ.‏ فَقَدْ قَالَ:‏ «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى أَبْغَضَكُمُ ٱلنَّاسُ،‏ وَمَتَى عَزَلُوكُمْ وَعَيَّرُوكُمْ وَنَبَذُوا ٱسْمَكُمْ كَشِرِّيرٍ مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ».‏ (‏لو ٦:‏٢٢‏)‏ فَهُوَ أَرَادَ أَنْ يَتَوَقَّعَ تَلَامِيذُهُ مُوَاجَهَةَ ٱلتَّعْيِيرِ.‏ لكِنَّ هذَا ٱلتَّعْيِيرَ كَانَ «مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ».‏ كَمَا أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيَكُونُ سَنَدًا لَهُمْ مَا دَامُوا يَلْتَفِتُونَ إِلَيْهِ طَلَبًا لِلدَّعْمِ وَٱلْقُوَّةِ.‏ (‏لو ١٢:‏٤-‏١٢‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ دَعَا يَسُوعُ ٱلْجُدُدَ أَنْ يُعَاشِرُوا تَلَامِيذَهُ وَيَبْنُوا صَدَاقَاتٍ مَعَهُمْ.‏ —‏ مر ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      ١٢ كَيْفَ نُعِينُ ٱلْجُدُدَ كَيْ يَنْتَصِرُوا عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ؟‏

      ١٢ نَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نُعِينَ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَيْ يَنْتَصِرُوا عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ وَفِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ تَسْهُلُ عَلَى ٱلْمَرْءِ مُوَاجَهَةُ ٱلتَّحَدِّي إِذَا وَضَعَهُ فِي ٱلْحُسْبَانِ.‏ (‏يو ١٥:‏١٩‏)‏ لِذَا مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلتِّلْمِيذِ عَلَى تَحْضِيرِ أَجْوِبَةٍ بَسِيطَةٍ وَمَنْطِقِيَّةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ وَٱلِٱعْتِرَاضَاتِ ٱلَّتِي قَدْ يَطْرَحُهَا زُمَلَاؤُهُ فِي ٱلْعَمَلِ وَغَيْرُهُمْ.‏ وَإِلَى جَانِبِ صَدَاقَتِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ مَعَهُ،‏ لِنُعَرِّفْهُ إِلَى آخَرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَلَا سِيَّمَا ٱلَّذِينَ تَجْمَعُهُمْ بِهِ قَوَاسِمُ مُشْتَرَكَةٌ.‏ وَٱلْأَهَمُّ أَنْ نُشَجِّعَهُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ بِٱنْتِظَامٍ وَمِنَ ٱلْقَلْبِ،‏ فَهذَا يُمَكِّنُهُ مِنَ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَهَ وَٱعْتِبَارِهِ مَلْجَأً وَصَخْرَةً لَهُ.‏ —‏ اِقْرَأْ مزمور ٩٤:‏٢١-‏٢٣؛‏ يعقوب ٤:‏٨‏.‏

      مَشَاعِرُ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ

      ١٣ كَيْفَ لِمَشَاعِرِ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ أَنْ تَمْنَعَ ٱلْبَعْضَ عَنِ ٱلسَّيْرِ فِي ٱلْحَقِّ؟‏

      ١٣ يُحْجِمُ عَدَدٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ عَنِ ٱلسَّيْرِ فِي ٱلْحَقِّ لِأَنَّهُمْ لَا يُجِيدُونَ ٱلْقِرَاءَةَ أَوْ يَعْجَزُونَ عَنِ ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ أَنْفُسِهِمْ بِطَلَاقَةٍ أَوْ لِمُجَرَّدِ ٱلْخَجَلِ.‏ وَلَعَلَّ آخَرِينَ لَا يُحِبُّونَ ٱلْمُجَاهَرَةَ بِمُعْتَقَدَاتِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ.‏ وَقَدْ يَبْدُو لَهُمُ ٱلدَّرْسُ وَٱلتَّعْلِيقُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَإِخْبَارُ ٱلْآخَرِينَ بِإِيمَانِهِمْ عِبْئًا ثَقِيلًا.‏ يَعْتَرِفُ أَخٌ مَسِيحِيٌّ:‏ «عِنْدَمَا كُنْتُ صَغِيرًا،‏ كُنْتُ أَصْعَدُ ٱلدَّرَجَ بِسُرْعَةٍ مُتَوَجِّهًا إِلَى ٱلْبَابِ،‏ أَتَظَاهَرُ بِأَنَّنِي أَقْرَعُ ٱلْجَرَسَ ثُمَّ أُغَادِرُ بِهُدُوءٍ،‏ رَاجِيًا أَلَّا يَسْمَعَنِي أَوْ يَرَانِي أَحَدٌ.‏ .‏ .‏ .‏ إِنَّ فِكْرَةَ ٱلذَّهَابِ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ تُمْرِضُنِي».‏

      ١٤ لِمَ فَشِلَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ فِي شِفَاءِ صَبِيٍّ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ؟‏

      ١٤ فَكِّرْ فِي مَشَاعِرِ قِلَّةِ ٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ ٱلَّتِي لَا بُدَّ أَنَّهَا سَاوَرَتْ تَلَامِيذَ يَسُوعَ حِينَ فَشِلُوا فِي شِفَاءِ صَبِيٍّ يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ.‏ فَقَدْ أَتَى وَالِدُ ٱلصَّبِيِّ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ:‏ «اِبْنِي .‏ .‏ .‏ مُصَابٌ بِٱلصَّرْعِ وَسَقِيمٌ،‏ فَكَثِيرًا مَا يَقَعُ فِي ٱلنَّارِ وَكَثِيرًا مَا يَقَعُ فِي ٱلْمَاءِ.‏ وَقَدْ أَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلَامِيذِكَ،‏ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَشْفُوهُ».‏ فَأَخْرَجَ يَسُوعُ ٱلشَّيْطَانَ مُبْرِئًا ٱلصَّبِيَّ مِنْ عِلَّتِهِ.‏ عِنْدَئِذٍ ٱقْتَرَبَ ٱلتَّلَامِيذُ مِنْ يَسُوعَ وَسَأَلُوهُ:‏ «لِمَاذَا لَمْ نَسْتَطِعْ نَحْنُ أَنْ نُخْرِجَهُ؟‏».‏ أَجَابَهُمْ:‏ «لِقِلَّةِ إِيمَانِكُمْ.‏ فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ قَدْرُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ،‏ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ:‏ ‹اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ›،‏ فَيَنْتَقِلُ،‏ وَلَا يَسْتَحِيلُ عَلَيْكُمْ شَيْءٌ».‏ (‏مت ١٧:‏١٤-‏٢٠‏)‏ إِذًا،‏ ٱلْإِيمَانُ بِيَهْوَهَ ضَرُورِيٌّ لِتَذْلِيلِ ٱلْعَقَبَاتِ ٱلشَّبِيهَةِ بِٱلْجِبَالِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا لَوْ غَابَتْ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ عَنْ بَالِ ٱلْمَرْءِ وَرَاحَ يُرَكِّزُ عَلَى مَقْدِرَاتِهِ ٱلْخَاصَّةِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ إِخْفَاقَهُ سَيُضْعِفُ ثِقَتَهُ بِنَفْسِهِ.‏

      ١٥،‏ ١٦ كَيْفَ نُسَاعِدُ تِلْمِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَقْهَرَ مَشَاعِرَ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ؟‏

      ١٥ وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلْفَعَّالَةِ لِمُسَاعَدَةِ تِلْمِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِي يُحَارِبُ مَشَاعِرَ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ هِيَ تَشْجِيعُهُ أَنْ يَعْتَمِدَ عَلَى يَهْوَهَ وَلَا يُرَكِّزَ عَلَى نَفْسِهِ.‏ كَتَبَ بُطْرُسُ:‏ «تَوَاضَعُوا .‏ .‏ .‏ تَحْتَ يَدِ ٱللّٰهِ ٱلْقَدِيرَةِ لِيَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ،‏ مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ».‏ (‏١ بط ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَهذَا يَتَطَلَّبُ مُسَاعَدَةَ تِلْمِيذِنَا عَلَى ٱلنُّمُوِّ رُوحِيًّا.‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلرُّوحِيُّ يُقَدِّرُ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ تَقْدِيرًا رَفِيعًا.‏ وَهُوَ يُحِبُّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ وَيُعْرِبُ عَنْ «ثَمَرِ ٱلرُّوحِ» فِي حَيَاتِهِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يُوَاظِبُ عَلَى ٱلصَّلَاةِ.‏ (‏في ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ أَضِفْ إِلَى ذلِكَ أَنَّهُ يَلْجَأُ إِلَى ٱللّٰهِ طَالِبًا ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلْقُوَّةَ لِمُوَاجَهَةِ أَيِّ ظَرْفٍ يَمُرُّ بِهِ وَإِتْمَامِ أَيِّ تَعْيِينٍ يُوكَلُ إِلَيْهِ.‏ —‏ اِقْرَأْ ٢ تيموثاوس ١:‏٧،‏ ٨‏.‏

      ١٦ وَلَرُبَّمَا يَحْتَاجُ بَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ أَيْضًا إِلَى مُسَاعَدَةٍ عَمَلِيَّةٍ لِتَحْسِينِ قِرَاءَتِهِمْ وَمَقْدِرَاتِهِمِ ٱلتَّحَدُّثِيَّةِ.‏ وَقَدْ يَشْعُرُ آخَرُونَ أَنَّهُمْ غَيْرُ جَدِيرِينَ بِخِدْمَةِ ٱللّٰهِ بِسَبَبِ ٱلْخَطَايَا ٱلَّتِي ٱقْتَرَفُوهَا قَبْلَ أَنْ يَعْرِفُوا يَهْوَهَ.‏ وَفِي كِلْتَا ٱلْحَالَتَيْنِ،‏ لَعَلَّ كُلَّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ هُوَ دَعْمُنَا بِمَحَبَّةٍ وَصَبْرٍ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «لَا يَحْتَاجُ ٱلْأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ،‏ بَلِ ٱلسُّقَمَاءُ».‏ —‏ مت ٩:‏١٢‏.‏

      ‏‹لِنَصْطَدِ› ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلرِّجَالِ

      ١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ نَسْعَى لِإِيجَادِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلرِّجَالِ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٧ نَحْنُ نَأْمُلُ أَنْ تَتَجَاوَبَ أَعْدَادٌ كَبِيرَةٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ مَعَ ٱلرِّسَالَةِ ٱلْمَانِحَةِ لِلسَّعَادَةِ وَٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلْمُسَطَّرَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ دُونَ سِوَاهُ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَكَيْفَ نَسْعَى لِإِيجَادِ ٱلْمَزِيدِ مِنْهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ بِتَخْصِيصِ فُسْحَةٍ أَكْبَرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِلشَّهَادَةِ فِي ٱلْأُمْسِيَاتِ،‏ بَعْدَ ٱلظُّهْرِ خِلَالَ نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ،‏ أَوْ أَثْنَاءَ ٱلْعُطَلِ حِينَ يَتَوَاجَدُونَ فِي ٱلْبَيْتِ.‏ وَفِي وُسْعِنَا أَنْ نَطْلُبَ ٱلتَّحَدُّثَ إِلَى رَبِّ ٱلْبَيْتِ إِنْ أَمْكَنَ.‏ وَبِٱسْتِطَاعَتِنَا أَيْضًا أَنْ نَشْهَدَ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ لِزُمَلَائِنَا ٱلذُّكُورِ فِي ٱلْعَمَلِ عِنْدَمَا يَكُونُ مُنَاسِبًا وَنَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِلتَّقَرُّبِ مِنْ أَزْوَاجِ ٱلْأَخَوَاتِ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

      ١٨ وَفِيمَا نَكْرِزُ لِكُلِّ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ،‏ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ ذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلْمُفْعَمَةِ بِٱلتَّقْدِيرِ سَيَقْبَلُونَ رِسَالَتَنَا.‏ فَلْنَدْعَمْ بِصَبْرٍ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يُعْرِبُونَ عَنِ ٱهْتِمَامٍ مُخْلِصٍ بِٱلْحَقِّ.‏ وَلكِنْ كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلذُّكُورَ ٱلْمُعْتَمِدِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ عَلَى ٱلِٱبْتِغَاءِ وَٱلتَّأَهُّلِ لِحَمْلِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي هَيْئَةِ ٱللّٰهِ؟‏ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هذَا ٱلسُّؤَالِ.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اُنْظُرْ اَلْكُتُبُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِشُهُودِ يَهْوَهَ وَكَذلِكَ قِصَصَ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّتِي تُنْشَرُ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ!‏.‏

  • ساعد الرجال على ابتغاء المسؤوليات
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١٥ تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏
    • سَاعِدِ ٱلرِّجَالَ عَلَى ٱبْتِغَاءِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ

      ‏«كُلُّ مَنْ يَتَلَقَّى تَعْلِيمًا كَامِلًا يَصِيرُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ».‏ —‏ لو ٦:‏٤٠‏.‏

      ١ كَيْفَ وَضَعَ يَسُوعُ ٱلْأَسَاسَ لِلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

      كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مُخْتَتِمًا إِنْجِيلَهُ:‏ «هُنَالِكَ أَيْضًا أَشْيَاءُ أُخْرَى كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ،‏ لَوْ أَنَّهَا تُكْتَبُ بِكَامِلِ تَفَاصِيلِهَا،‏ فَإِنِّي أَظُنُّ أَنَّ ٱلْعَالَمَ نَفْسَهُ لَا يَسَعُ ٱلْأَدْرَاجَ ٱلْمَكْتُوبَةَ».‏ (‏يو ٢١:‏٢٥‏)‏ وَأَحَدُ هذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي حَقَّقَهَا يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْقَصِيرَةِ إِنَّمَا ٱلزَّاخِرَةِ بِٱلْعَمَلِ هُوَ إِيجَادُ،‏ وَتَدْرِيبُ،‏ وَتَنْظِيمُ رِجَالٍ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بَعْدَ رَحِيلِهِ عَنِ ٱلْأَرْضِ.‏ فَحِينَ عَادَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ خَلَّفَ وَرَاءَهُ ٱلْأَسَاسَ لِجَمَاعَةٍ سُرْعَانَ مَا صَارَتْ تُعَدُّ بِٱلْآلَافِ.‏ —‏ اع ٢:‏٤١،‏ ٤٢؛‏ ٤:‏٤؛‏ ٦:‏٧‏.‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ لِمَ هُنَاكَ حَاجَةٌ مُلِحَّةٌ إِلَى ٱلِٱبْتِغَاءِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ٢ وَٱلْيَوْمَ،‏ بِوُجُودِ مَا يَزِيدُ عَنْ سَبْعَةِ مَلَايِينِ مُنَادٍ نَشِيطٍ بِٱلْمَلَكُوتِ فِي أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ جَمَاعَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ لَا تَزَالُ هُنَاكَ حَاجَةٌ إِلَى رِجَالٍ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ ثَمَّةَ حَاجَةٌ مَاسَّةٌ إِلَى شُيُوخٍ مَسِيحِيِّينَ.‏ وَكُلُّ مَنْ يَبْتَغِي ٱمْتِيَازَ ٱلْخِدْمَةِ هذَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ لِأَنَّهُ «يَشْتَهِي عَمَلًا حَسَنًا».‏ —‏ ١ تي ٣:‏١‏.‏

      ٣ غَيْرَ أَنَّ ٱلتَّأَهُّلَ لِلِٱمْتِيَازَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لَا يَحْدُثُ تِلْقَائِيًّا.‏ فَلَا ٱلتَّعْلِيمُ ٱلدُّنْيَوِيُّ أَوِ ٱلْخِبْرَةُ ٱلطَّوِيلَةُ فِي ٱلْحَيَاةِ أَوِ ٱلْمَقْدِرَاتُ ٱلشَّخْصِيَّةُ أَوِ ٱلْإِنْجَازَاتُ تُهَيِّئُ ٱلرَّجُلَ لِهذِهِ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ،‏ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَتَأَهَّلَ رُوحِيًّا.‏ فَكَيْفَ يَبْلُغُ هذَا ٱلْهَدَفَ؟‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «كُلُّ مَنْ يَتَلَقَّى تَعْلِيمًا كَامِلًا يَصِيرُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ».‏ (‏لو ٦:‏٤٠‏)‏ وَفِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي طَرَائِقَ ٱسْتَخْدَمَهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلْبَارِعُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ كَيْ يُدَرِّبَ تَلَامِيذَهُ عَلَى ٱلتَّأَهُّلِ لِحَمْلِ مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةٍ.‏ وَسَنَرَى أَيَّةُ دُرُوسٍ نَسْتَخْلِصُهَا مِنْهُ.‏

      ‏«دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ»‏

      ٤ كَيْفَ بَيَّنَ يَسُوعُ أَنَّهُ صَدِيقٌ حَقِيقِيٌّ لِتَلَامِيذِهِ؟‏

      ٤ عَامَلَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ كَأَصْدِقَاءَ،‏ لَا كَأَشْخَاصٍ أَقَلَّ شَأْنًا.‏ فَقَدْ صَرَفَ وَقْتًا مَعَهُمْ،‏ وَٱئْتَمَنَهُمْ عَلَى شُؤُونِهِ ٱلْخَاصَّةِ،‏ وَ ‹عَرَّفَهُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعَهُ مِنْ أَبِيهِ›.‏ ‏(‏اِقْرَأْ يوحنا ١٥:‏١٥‏.‏‏)‏ تَخَيَّلْ كَمْ فَرِحُوا حِينَ أَجَابَهُمْ عَنْ سُؤَالِهِمْ:‏ «مَاذَا تَكُونُ عَلَامَةُ حُضُورِكَ وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ؟‏».‏ (‏مت ٢٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَهُوَ لَمْ يُخْفِ عَنْهُمْ أَفْكَارَهُ وَمَشَاعِرَهُ ٱلْعَمِيقَةَ.‏ فَفِي لَيْلَةِ تَسْلِيمِهِ،‏ أَخَذَ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا إِلَى بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي حَيْثُ صَلَّى بِحَرَارَةٍ مِنْ أَعْمَاقِ قَلْبِهِ ٱلْمُضْطَرِبِ.‏ وَمَعَ أَنَّ هؤُلَاءِ ٱلرُّسُلَ رُبَّمَا لَمْ يَسْمَعُوا مَا قَالَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّهُمْ أَحَسُّوا بِأَلَمِهِ وَمُعَانَاتِهِ.‏ (‏مر ١٤:‏٣٣-‏٣٨‏)‏ فَكِّرْ أَيْضًا فِي حَادِثَةِ ٱلتَّجَلِّي ٱلَّتِي لَا رَيْبَ أَنَّهَا أَحْدَثَتْ وَقْعًا كَبِيرًا فِيهِمْ.‏ (‏مر ٩:‏٢-‏٨؛‏ ٢ بط ١:‏١٦-‏١٨‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلصَّدَاقَةَ ٱللَّصِيقَةَ بَيْنَ يَسُوعَ وَتَلَامِيذِهِ كَانَتْ بِمَثَابَةِ دِعَامَةٍ قَوِيَّةٍ مَكَّنَتْهُمْ لَاحِقًا مِنَ ٱلنُّهُوضِ بِتَعْيِينَاتٍ بَالِغَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏

      ٥ بِأَيَّةِ طَرَائِقَ يُسَاعِدُ ٱلشُّيُوخُ رُفَقَاءَهُمُ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏

      ٥ وَعَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ يُصَادِقُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْيَوْمَ رُفَقَاءَهُمُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَيَمُدُّونَهُمْ بِٱلْعَوْنِ.‏ فَهُمْ يَبْنُونَ مَعَهُمْ صَدَاقَاتٍ وِدِّيَّةً وَحَمِيمَةً مُخَصِّصِينَ ٱلْوَقْتَ لِلِٱهْتِمَامِ بِهِمْ عَلَى صَعِيدٍ شَخْصِيٍّ.‏ وَفِي حِينِ يُدْرِكُ ٱلشُّيُوخُ أَهَمِّيَّةَ ٱلسِّرِّيَّةِ،‏ لَا يَتَكَتَّمُونَ بِلَا لُزُومٍ.‏ بَلْ يَثِقُونَ بِإِخْوَتِهِمْ وَيُطْلِعُونَهُمْ عَلَى حَقَائِقِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي تَعَلَّمُوهَا.‏ كَمَا أَنَّهُمْ لَا يَحُطُّونَ أَبَدًا مِنْ قَدْرِ خَادِمٍ مُسَاعِدٍ صَغِيرِ ٱلسِّنِّ نِسْبِيًّا.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ يَتَطَلَّعُونَ إِلَيْهِ كَشَخْصٍ رُوحِيٍّ يُؤَدِّي دَوْرًا فَاعِلًا فِي خِدْمَةِ ٱلْجَمَاعَةِ وَيَتَوَسَّمُونَ فِيهِ إِمْكَانَاتٍ كَبِيرَةً.‏

      ‏«وَضَعْتُ لَكُمْ نَمُوذَجًا»‏

      ٦،‏ ٧ صِفُوا ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ وَتَأْثِيرَهُ فِيهِمْ.‏

      ٦ صَحِيحٌ أَنَّ تَلَامِيذَ يَسُوعَ أَكَنُّوا ٱلتَّقْدِيرَ لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ إِلَّا أَنَّ تَفْكِيرَهُمْ لَمْ يَسْلَمْ أَحْيَانًا مِنْ تَأْثِيرِ خَلْفِيَّتِهِمْ وَثَقَافَتِهِمْ.‏ (‏مت ١٩:‏٩،‏ ١٠؛‏ لو ٩:‏٤٦-‏٤٨؛‏ يو ٤:‏٢٧‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ لَمْ يَنْتَقِدْهُمْ يَسُوعُ أَوْ يَحْنَقْ عَلَيْهِمْ.‏ وَلَا أَثْقَلَهُمْ بِطَلَبَاتٍ غَيْرِ مَعْقُولَةٍ أَوْ أَعْطَاهُمْ وَصَايَا ٱمْتَنَعَ هُوَ عَنْ تَطْبِيقِهَا.‏ بَلْ عَلَّمَهُمْ بِرَسْمِ ٱلْمِثَالِ.‏ —‏ اِقْرَأْ يوحنا ١٣:‏١٥‏.‏

      ٧ فَأَيُّ قُدْوَةٍ تَرَكَهَا لِتَلَامِيذِهِ؟‏ (‏١ بط ٢:‏٢١‏)‏ أَبْقَى يَسُوعُ حَيَاتَهُ بَسِيطَةً كَيْ يَتَفَرَّغَ لِخِدْمَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏لو ٩:‏٥٨‏)‏ وَٱتَّصَفَ بِٱلِٱحْتِشَامِ مُؤَسِّسًا تَعْلِيمَهُ دَوْمًا عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏يو ٥:‏١٩؛‏ ١٧:‏١٤،‏ ١٧‏)‏ كَمَا كَانَ شَخْصًا لَطِيفًا يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيْهِ.‏ وَكُلُّ مَا فَعَلَهُ كَانَ مَدْفُوعًا بِٱلْمَحَبَّةِ.‏ (‏مت ١٩:‏١٣-‏١٥؛‏ يو ١٥:‏١٢‏)‏ وَقَدْ تَرَكَ مِثَالُهُ أَثَرًا إِيجَابِيًّا فِي رُسُلِهِ.‏ فَيَعْقُوبُ مَثَلًا لَمْ يَرْتَعِدْ خَوْفًا فِي وَجْهِ ٱلْمَوْتِ بَلْ ظَلَّ وَلِيًّا لِلّٰهِ حَتَّى إِعْدَامِهِ.‏ (‏اع ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وَكَذلِكَ يُوحَنَّا سَارَ بِأَمَانَةٍ عَلَى خُطَى يَسُوعَ طَوَالَ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ سَنَةً.‏ —‏ رؤ ١:‏١،‏ ٢،‏ ٩‏.‏

      ٨ أَيُّ مِثَالٍ يَرْسُمُهُ ٱلشُّيُوخُ لِلذُّكُورِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا وَغَيْرِهِمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ٨ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَرْسُمُ ٱلشُّيُوخُ مِثَالًا رَائِعًا لِلذُّكُورِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا بِٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏ (‏١ بط ٥:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ هُمْ قُدْوَةٌ فِي ٱلْإِيمَانِ،‏ وَٱلتَّعْلِيمِ،‏ وَٱلْخِدْمَةِ،‏ وَٱلْعَيْشِ حَيَاةً مَسِيحِيَّةً يَشْعُرُونَ بِٱلِٱكْتِفَاءِ عِنْدَمَا يَرَوْنَ ٱلْآخَرِينَ يَقْتَدُونَ بِإِيمَانِهِمْ.‏ —‏ عب ١٣:‏٧‏.‏

      ‏‹أَوْصَاهُمْ وَأَرْسَلَهُمْ›‏

      ٩ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ دَرَّبَ تَلَامِيذَهُ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْتَّبْشِيرِ؟‏

      ٩ بَعْدَمَا خَدَمَ يَسُوعُ بِغَيْرَةٍ طَوَالَ سَنَتَيْنِ تَقْرِيبًا،‏ وَسَّعَ نَشَاطَهُ ٱلْكِرَازِيَّ بِإِرْسَالِ رُسُلِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ لِلْقِيَامِ بِهذَا ٱلْعَمَلِ.‏ لكِنَّهُ أَعْطَاهُمْ أَوَّلًا إِرْشَادَاتٍ مُسَاعِدَةً.‏ (‏مت ١٠:‏٥-‏١٤‏)‏ وَقَبْلَ أَنْ يُطْعِمَ عَجَائِبِيًّا جَمْعًا يُعَدُّ بِٱلْآلَافِ،‏ عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ كَيْفَ يُنَظِّمُونَهُمْ وَيُوَزِّعُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَيْهِمْ.‏ (‏لو ٩:‏١٢-‏١٧‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُ دَرَّبَهُمْ مُزَوِّدًا إِيَّاهُمْ تَوْجِيهَاتٍ وَاضِحَةً وَمُحَدَّدَةً.‏ وَهذَا ٱلنَّمَطُ فِي ٱلتَّدْرِيبِ إِلَى جَانِبِ مُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ ٱلْفَعَّالَةِ جَهَّزَا رُسُلَهُ لَاحِقًا لِتَنْظِيمِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْوَاسِعِ ٱلنِّطَاقِ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏

      ١٠،‏ ١١ كَيْفَ يُدَرَّبُ ٱلْجُدُدُ بِشَكْلٍ تَدْرِيجِيٍّ؟‏

      ١٠ فِي أَيَّامِنَا هذِهِ،‏ يَبْدَأُ ٱلرَّجُلُ بِتَلَقِّي ٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ عِنْدَمَا يَقْبَلُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَقَدْ يَحْتَاجُ إِلَى عَوْنِنَا فِي تَعَلُّمِ ٱلْقِرَاءَةِ جَيِّدًا.‏ وَتَسْتَمِرُّ مُسَاعَدَتُنَا لَهُ بِطَرَائِقَ أُخْرَى فِيمَا نَعْقِدُ مَعَهُ ٱلدَّرْسَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ.‏ وَحِينَ يَبْدَأُ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِٱنْتِظَامٍ،‏ يَنَالُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ ٱلرُّوحِيِّ إِذْ يَتَسَجَّلُ فِي مَدْرَسَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ،‏ يُصْبِحُ نَاشِرًا غَيْرَ مُعْتَمِدٍ،‏ وَهَلُمَّ جَرًّا.‏ وَبَعْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ،‏ يَنَالُ تَدْرِيبًا فِي مَجَالَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ مِثْلِ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي صِيَانَةِ قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ يُسَاعِدُهُ ٱلشُّيُوخُ عَلَى بُلُوغِ مُؤَهِّلَاتِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ.‏

      ١١ وَعِنْدَمَا يُعْهَدُ إِلَى ٱلْأَخِ ٱلْمُعْتَمِدِ بِتَعْيِينٍ مَا،‏ يُوضِحُ لَهُ ٱلشُّيُوخُ بِكُلِّ سُرُورٍ ٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةَ ذَاتَ ٱلْعَلَاقَةِ وَيَمْنَحُونَهُ ٱلْإِرْشَادَ ٱللَّازِمَ.‏ فَعَلَى هذَا ٱلْأَخِ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مَطْلُوبٌ مِنْهُ.‏ وَفِي حَالِ وَاجَهَ صُعُوبَةً فِي إِنْجَازِ تَعْيِينِهِ،‏ لَا يُسَارِعُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُحِبُّونَ إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّهُ لَيْسَ كُفُؤًا،‏ بَلْ يُخْبِرُونَهُ بِلُطْفٍ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَفْعَلَ وَيُرَاجِعُونَ مَعَهُ ٱلْأَهْدَافَ ٱلْمُرَادَ تَحْقِيقُهَا وَٱلْخُطُوَاتِ ٱلضَّرُورِيَّةَ لِفِعْلِ ذلِكَ.‏ وَبِٱلطَّبْعِ،‏ يَفْرَحُ ٱلشُّيُوخُ بِرُؤْيَةِ ٱلْأَخِ ٱلْمُعْتَمِدِ يَتَجَاوَبُ مَعَهُمْ وَيَلْمُسُ بِٱلتَّالِي ٱلسَّعَادَةَ ٱلنَّاجِمَةَ عَنْ خِدْمَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ —‏ اع ٢٠:‏٣٥‏.‏

      ‏«سَامِعُ ٱلْمَشُورَةِ .‏ .‏ .‏ حَكِيمٌ»‏

      ١٢ لِمَ كَانَتْ مَشُورَةُ يَسُوعَ فَعَّالَةً؟‏

      ١٢ دَرَّبَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ بِمَنْحِهِمْ نَصَائِحَ شَخْصِيَّةً تُلَائِمُ حَاجَاتِهِمْ تَمَامًا.‏ فَقَدِ ٱنْتَهَرَ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا لِأَنَّهُمَا أَرَادَا ٱسْتِنْزَالَ نَارٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ عَلَى عَدَدٍ مِنَ ٱلسَّامِرِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يَقْبَلُوهُ.‏ (‏لو ٩:‏٥٢-‏٥٥‏)‏ وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى،‏ ٱقْتَرَبَتْ أُمُّهُمَا مِنْ يَسُوعَ نِيَابَةً عَنْهُمَا لِتَسْأَلَهُ أَنْ يَمْنَحَهُمَا مَرْكَزَيْنِ رَفِيعَيْنِ فِي ٱلْمَلَكُوتِ،‏ فَوَجَّهَ جَوَابَهُ إِلَيْهِمَا قَائِلًا:‏ «اَلْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي .‏ .‏ .‏ لَيْسَ لِي أَنْ أُعْطِيَهُ،‏ إِنَّمَا هُوَ لِلَّذِينَ هُيِّئَ لَهُمْ مِنْ أَبِي».‏ (‏مت ٢٠:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ فَيَسُوعُ كَانَ يُسْدِي عَلَى ٱلدَّوَامِ مَشُورَةً وَاضِحَةً،‏ عَمَلِيَّةً،‏ وَمُؤَسَّسَةً بِشَكْلٍ رَاسِخٍ عَلَى ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلهِيَّةِ.‏ وَعَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُحَلِّلُوا هذِهِ ٱلْمَبَادِئَ.‏ (‏مت ١٧:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ كَمَا أَنَّهُ أَدْرَكَ حُدُودَهُمْ وَلَمْ يَتَوَقَّعْ مِنْهُمُ ٱلْكَمَالَ.‏ فَمَشُورَتُهُ كَانَتْ مَجْبُولَةً بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَصِيلَةِ.‏ —‏ يو ١٣:‏١‏.‏

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمَشُورَةِ؟‏ (‏ب)‏ أَعْطُوا أَمْثِلَةً عَنْ نَصَائِحَ يُمْكِنُ أَنْ يُسْدِيَهَا شَيْخٌ لِأَخٍ لَا يُحْرِزُ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا.‏

      ١٣ إِنَّ كُلَّ مَنْ يَبْتَغِي ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ يَحْتَاجُ بَيْنَ حِينٍ وَآخَرَ إِلَى مَشُورَةٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَٱلْأَمْثَالُ ١٢:‏١٥ تَقُولُ إِنَّ «سَامِعَ ٱلْمَشُورَةِ .‏ .‏ .‏ حَكِيمٌ».‏ يُعَبِّرُ أَخٌ شَابٌّ:‏ «أَكْبَرُ عَقَبَةٍ وَاجَهْتُهَا كَانَتْ نَظْرَتِي إِلَى نَقَائِصِي.‏ إِلَّا أَنَّ نَصِيحَةَ أَحَدِ ٱلشُّيُوخِ سَاعَدَتْنِي أَنْ أَتَطَلَّعَ إِلَيْهَا بِٱلْمِنْظَارِ ٱلصَّحِيحِ».‏

      ١٤ لِذلِكَ إِنْ لَاحَظَ ٱلشُّيُوخُ أَخًا يَتْبَعُ مَسْلَكًا غَيْرَ لَائِقٍ يُؤَخِّرُ تَقَدُّمَهُ ٱلرُّوحِيَّ،‏ يَأْخُذُونَ ٱلْمُبَادَرَةَ لِإِصْلَاحِهِ بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ.‏ (‏غل ٦:‏١‏)‏ وَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَحْتَاجُ أَخٌ إِلَى مَشُورَةٍ بِخُصُوصِ جَانِبٍ مِنْ شَخْصِيَّتِهِ.‏ فَإِذَا بَدَا مَثَلًا فَاتِرَ ٱلْهِمَّةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ فَقَدْ يُذَكِّرُهُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ مُنَادِيًا غَيُورًا بِٱلْمَلَكُوتِ وَهُوَ فَوَّضَ إِلَى أَتْبَاعِهِ تَلْمَذَةَ ٱلنَّاسِ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ لو ٨:‏١‏)‏ وَإِذَا بَدَا أَنَّهُ يُحِبُّ ٱلتَّفَوُّقَ عَلَى ٱلْغَيْرِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُوضِحَ لَهُ شَيْخٌ كَيْفَ سَاعَدَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ عَلَى رُؤْيَةِ مَخَاطِرِ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْبُرُوزِ.‏ (‏لو ٢٢:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ أَمَّا إِذَا كَانَ يَسْتَصْعِبُ مُسَامَحَةَ ٱلْآخَرِينَ،‏ فَسَيُفِيدُهُ كَثِيرًا ٱلْإِيضَاحُ عَنِ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي رَفَضَ أَنْ يُسَامِحَ رَفِيقَهُ بِدَيْنٍ صَغِيرٍ رَغْمَ إِعْفَائِهِ هُوَ مِنْ دَيْنٍ كَبِيرٍ.‏ (‏مت ١٨:‏٢١-‏٣٥‏)‏ وَمَتَى لَزِمَتِ ٱلْمَشُورَةُ،‏ يَحْسُنُ بِٱلشُّيُوخِ تَقْدِيمُهَا فِي أَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ.‏ —‏ اِقْرَأْ امثال ٢٧:‏٩‏.‏

      ‏«دَرِّبْ نَفْسَكَ»‏

      ١٥ كَيْفَ لِعَائِلَةِ ٱلْأَخِ أَنْ تُسَاعِدَهُ عَلَى خِدْمَةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

      ١٥ صَحِيحٌ أَنَّ لِلشُّيُوخِ ٱلدَّوْرَ ٱلْأَكْبَرَ فِي تَدْرِيبِ ٱلرِّجَالِ كَيْ يَبْتَغُوا ٱلِٱمْتِيَازَاتِ،‏ وَلكِنْ فِي وُسْعِ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا دَعْمُ جُهُودِهِمْ.‏ فَعَائِلَةُ ٱلْأَخِ بِإِمْكَانِهَا،‏ بَلْ عَلَيْهَا مُسَاعَدَتُهُ عَلَى ٱلِٱبْتِغَاءِ.‏ وَإِذَا كَانَ يَخْدُمُ كَشَيْخٍ،‏ يَسْتَفِيدُ مِنْ مُسَانَدَةِ زَوْجَةٍ مُحِبَّةٍ وَأَوْلَادٍ غَيْرِ أَنَانِيِّينَ.‏ فَإِدْرَاكُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِ تَخْصِيصَ جُزْءٍ مِنْ وَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ لِلْجَمَاعَةِ هُوَ عَامِلٌ ضَرُورِيٌّ لِنَجَاحِهِ فِي إِتْمَامِ مَسْؤُولِيَّاتِهِ.‏ وَبِإِعْرَابِهِمْ عَنْ رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ،‏ يَفْرَحُ قَلْبُهُ هُوَ وَيَحْظَوْنَ هُمْ بِتَقْدِيرِ ٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ —‏ ام ١٥:‏٢٠؛‏ ٣١:‏١٠،‏ ٢٣‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ عَلَى عَاتِقِ مَنْ تَقَعُ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مَسْؤُولِيَّةُ ٱلِٱبْتِغَاءِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ لِلْأَخِ أَنْ يَبْتَغِيَ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ١٦ وَلكِنْ رَغْمَ مُسَانَدَةِ وَدَعْمِ ٱلْآخَرِينَ،‏ تَقَعُ مَسْؤُولِيَّةُ ٱلِٱبْتِغَاءِ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى عَاتِقِ ٱلرَّجُلِ نَفْسِهِ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ غلاطية ٦:‏٥‏.‏‏)‏ طَبْعًا،‏ لَا دَاعِيَ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَخُ خَادِمًا مُسَاعِدًا أَوْ شَيْخًا حَتَّى يُسَاعِدَ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَيَشْتَرِكَ كَامِلًا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱبْتِغَاءَ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَتَطَلَّبُ بَذْلَ ٱلْجُهْدِ لِبُلُوغِ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ ٱلْمَرْسُومَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏١ تي ٣:‏١-‏١٣؛‏ تي ١:‏٥-‏٩؛‏ ١ بط ٥:‏١-‏٣‏)‏ لِذلِكَ إِنْ رَغِبَ أَخٌ أَنْ يُصْبِحَ خَادِمًا مُسَاعِدًا أَوْ شَيْخًا وَلَمْ يُعَيَّنْ بَعْدُ،‏ فَلْيُرَكِّزِ ٱنْتِبَاهَهُ عَلَى ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يُحْرِزَ فِيهَا تَقَدُّمًا رُوحِيًّا.‏ وَهذَا يَقْتَضِي قِرَاءَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ،‏ ٱلِٱجْتِهَادَ فِي ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ،‏ ٱلتَّأَمُّلَ بِعُمْقٍ،‏ ٱلصَّلَاةَ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ،‏ وَٱلِٱشْتِرَاكَ بِغَيْرَةٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَهكَذَا يُطَبِّقُ شَخْصِيًّا نَصِيحَةَ بُولُسَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ:‏ «دَرِّبْ نَفْسَكَ،‏ وَهَدَفُكَ ٱلتَّعَبُّدُ لِلّٰهِ».‏ —‏ ١ تي ٤:‏٧‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ مَاذَا فِي وُسْعِ ٱلْأَخِ ٱلْمُعْتَمِدِ أَنْ يَفْعَلَ إِذَا كَانَ لَا يَبْتَغِي بِسَبَبِ مَشَاعِرِ ٱلْقَلَقِ وَعَدَمِ ٱلْكَفَاءَةِ،‏ أَوِ ٱلِٱفْتِقَارِ إِلَى ٱلدَّافِعِ؟‏

      ١٧ وَلكِنْ مَاذَا لَوْ كَانَ ٱلْأَخُ لَا يَطْمَحُ إِلَى نَيْلِ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ بِسَبَبِ مَشَاعِرِ ٱلْقَلَقِ وَعَدَمِ ٱلْكَفَاءَةِ؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ حَرِيٌّ بِهِ أَنْ يَتَأَمَّلَ كَمْ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ ٱللّٰهُ وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ.‏ حَقًّا،‏ يَهْوَهُ «يَحْمِلُ أَثْقَالَنَا كُلَّ يَوْمٍ».‏ (‏مز ٦٨:‏١٩‏)‏ لِذَا فَإِنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ سَيَعْضُدُهُ دُونَ شَكٍّ كَيْ يَتَوَلَّى ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَيَحْسُنُ بِهذَا ٱلْأَخِ أَيْضًا أَنْ يَتَذَكَّرَ أَنَّ هُنَاكَ حَاجَةً مُلِحَّةً إِلَى رِجَالٍ نَاضِجِينَ يَقْبَلُونَ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ فِي هَيْئَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَٱلتَّمَعُّنُ فِي أَفْكَارٍ كَهذِهِ يُمْكِنُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى بَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ.‏ وَفِي وُسْعِهِ كَذلِكَ أَنْ يُصَلِّيَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ مُبْقِيًا فِي بَالِهِ أَنَّ ثَمَرَهُ يَشْمُلُ ٱلسَّلَامَ وَضَبْطَ ٱلنَّفْسِ،‏ صِفَتَيْنِ لَازِمَتَيْنِ لِلتَّخَلُّصِ مِنْ مَشَاعِرِ ٱلْقَلَقِ وَعَدَمِ ٱلْكَفَاءَةِ.‏ (‏لو ١١:‏١٣؛‏ غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَلْيَثِقْ كُلَّ ٱلثِّقَةِ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ بِدَوَافِعَ لَائِقَةٍ.‏

      ١٨ وَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَكُونَ ٱلِٱفْتِقَارُ إِلَى ٱلدَّافِعِ هُوَ وَرَاءَ ٱمْتِنَاعِ ٱلْأَخِ ٱلْمُعْتَمِدِ عَنِ ٱلِٱبْتِغَاءِ؟‏ مَا ٱلَّذِي يُسَاعِدُ مَنْ تُعْوِزُهُ ٱلرَّغْبَةُ فِي خِدْمَةِ ٱلْآخَرِينَ؟‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «اَللّٰهُ هُوَ ٱلْعَامِلُ فِيكُمْ،‏ مِنْ أَجْلِ مَسَرَّتِهِ،‏ لِكَيْ تُرِيدُوا وَتَعْمَلُوا عَلَى ٱلسَّوَاءِ».‏ (‏في ٢:‏١٣‏)‏ فَٱلرَّغْبَةُ فِي ٱلْخِدْمَةِ مَصْدَرُهَا ٱللّٰهُ،‏ وَرُوحُ يَهْوَهَ يَمُدُّ ٱلْمَرْءَ بِٱلْقُوَّةِ كَيْ يُقَدِّمَ لَهُ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً.‏ (‏في ٤:‏١٣‏)‏ وَبِإِمْكَانِهِ أَيْضًا أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى ٱللّٰهِ مُلْتَمِسًا عَوْنَهُ عَلَى فِعْلِ ٱلصَّوَابِ.‏ —‏ مز ٢٥:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ١٩ كَيْفَ يُطَمْئِنُنَا قِيَامُ «سَبْعَةِ رُعَاةٍ،‏ بَلْ ثَمَانِيَةِ زُعَمَاءَ»؟‏

      ١٩ يُبَارِكُ يَهْوَهُ جُهُودَ ٱلشُّيُوخِ لِتَدْرِيبِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَيُبَارِكُ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يَتَجَاوَبُونَ وَيَبْتَغُونَ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقِيمُ بَيْنَ شَعْبِهِ «سَبْعَةَ رُعَاةٍ،‏ بَلْ ثَمَانِيَةَ زُعَمَاءَ»،‏ أَيْ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمُقْتَدِرِينَ،‏ لِيَأْخُذُوا ٱلْقِيَادَةَ ضِمْنَ هَيْئَتِهِ.‏ (‏مي ٥:‏٥‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّهَا لَبَرَكَةٌ عَظِيمَةٌ أَنَّ أَعْدَادًا كَبِيرَةً مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَنَالُونَ ٱلتَّدْرِيبَ وَيَبْتَغُونَ بِتَوَاضُعٍ ٱمْتِيَازَاتِ ٱلْخِدْمَةِ تَسْبِيحًا لِيَهْوَهَ!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة