-
«عطايا في رجال» للاعتناء بخراف يهوهبرج المراقبة ١٩٩٩ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
«عطايا في رجال» للاعتناء بخراف يهوه
«لما صعد الى العلاء أسَر اسرى؛ اعطى عطايا في رجال». — افسس ٤:٨.
١ كيف عبَّرت أخت مسيحية عن تقديرها للشيوخ في جماعتها؟
«شكرا على عنايتكم الكبيرة بنا. فأنتم صادقون جدا في ابتساماتكم، دفئكم، واهتمامكم. وأنتم حاضرون دائما لمنح اذن صاغية وتقديم تعابير من الكتاب المقدس ترفع معنوياتنا. اصلي ان لا يقلّ تقديري لكم ابدا». هذا ما كتبته اخت مسيحية الى الشيوخ في جماعتها. فمن الواضح انّ المحبة التي يظهرها الرعاة المسيحيون المهتمون قد اثَّرت فيها كثيرا. — ١ بطرس ٥:٢، ٣.
٢، ٣ (أ) بحسب اشعياء ٣٢:١، ٢، كيف يعتني الشيوخ المتّصفون بالرأفة بخراف يهوه؟ (ب) متى يمكن اعتبار الشيخ عطية؟
٢ انّ الشيوخ تدبير من يهوه للاعتناء بخرافه. (لوقا ١٢:٣٢؛ يوحنا ١٠:١٦) فيهوه يُعزّ خرافه — وفي الواقع، يُعزهم كثيرا حتى انه اشتراهم بدم يسوع الثمين. فلا عجب، اذًا، ان يُسَرّ يهوه عندما يعامل الشيوخ رعيته برقة. (اعمال ٢٠:٢٨، ٢٩) لاحظوا الوصف النبوي لهؤلاء الشيوخ او ‹الرؤساء›: «يكون انسان كمخبإ من الريح وستارة من السيل كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في ارض معيية». (اشعياء ٣٢:١، ٢) نعم، عليهم حماية، إنعاش، وتعزية خراف يهوه. وبرعاية الرعية برأفة، يجتهد الشيوخ لبلوغ ما يتوقع اللّٰه منهم.
٣ يُشار في الكتاب المقدس الى هؤلاء الشيوخ بأنهم «عطايا في رجال». (افسس ٤:٨) عندما تفكرون في عطية ما، تفكرون في شيء يُمنح لسد حاجة عند المتسلم او لجلب السعادة له. ويمكن اعتبار الشيخ عطية عندما يستخدم قدراته لتزويد المساعدة اللازمة والمساهَمة في إسعاد الرعية. فكيف يمكن فعل ذلك؟ انّ الجواب الذي تعطيه كلمات بولس في افسس ٤:٧-١٦ يزيد من تقديرنا لاهتمام يهوه الحبي بخرافه.
«عطايا في رجال» — من اين يأتون؟
٤ اتماما للمزمور ٦٨:١٨، بأية طريقة ‹صعد يهوه الى العلاء›، ومن كان ‹العطايا بشكل رجال›؟
٤ عندما استخدم بولس عبارة «عطايا في رجال»، كان يقتبس كلمات الملك داود الذي قال عن يهوه: «صعدت الى العلاء؛ أسرتَ اسرى؛ اخذت عطايا بشكل رجال». (مزمور ٦٨:١٨، عج) فبعد ان قضى الاسرائيليون سنوات في ارض الموعد، «صعد» يهوه مجازيا جبل صهيون وجعل اورشليم عاصمة مملكة اسرائيل وداود ملكا عليها. ولكن مَن كان ‹العطايا بشكل رجال›؟ لقد كانوا رجالا أُسروا عند الاستيلاء على الارض. وبعض هؤلاء الاسرى جُعلوا لاحقا تحت تصرّف اللاويين ليساعدوهم في عمل المسكن. — عزرا ٨:٢٠.
٥ (أ) كيف يشير بولس الى انّ المزمور ٦٨:١٨ له اتمام في الجماعة المسيحية؟ (ب) بأية طريقة ‹صعد يسوع الى العلاء›؟
٥ وبولس، في رسالته الى اهل افسس، يشير الى انّ كلمات صاحب المزمور لها اتمام اعظم في الجماعة المسيحية. وإذ يعيد صياغة المزمور ٦٨:١٨، يكتب: «على انّ كل واحد منا أُعطيَ نعمة حسبما قاس له المسيح من هبة. لذلك يقول: ‹لما صعد الى العلاء أسر اسرى؛ اعطى عطايا في رجال›». (افسس ٤:٧، ٨) وهنا يطبِّق بولس هذا المزمور على يسوع بصفته ممثل اللّٰه. فيسوع ‹غلب العالم› بمسلكه الامين. (يوحنا ١٦:٣٣) وانتصر ايضا على الموت وعلى الشيطان إذ اقامه اللّٰه من الاموات. (اعمال ٢:٢٤؛ عبرانيين ٢:١٤) وفي سنة ٣٣ بم، صعد يسوع المُقام «اعلى جدا من جميع السموات» — اعلى من جميع المخلوقات السماوية الاخرى. (افسس ٤:٩، ١٠؛ فيلبي ٢:٩-١١) وكغالب، أسر يسوع «اسرى» من العدو. فكيف كان ذلك؟
٦ ابتداء من يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، كيف شرع يسوع الذي صعد الى السماء في نهب بيت الشيطان، وماذا فعل ‹بالاسرى›؟
٦ عندما كان يسوع على الارض، اظهر سلطته على الشيطان إذ اعتق الذين هم تحت عبودية الابالسة. فبدا الامر وكأن يسوع اقتحم بيت الشيطان، قيده، وأخذ امتعته عنوة. (متى ١٢:٢٢-٢٩) فكِّروا في الامر، عندما أُقيم يسوع من الموت وعُهد اليه ‹بكل سلطة في السماء وعلى الارض›، كم استطاع ان ينهب عند ذلك! (متى ٢٨:١٨) ابتداء من يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، بعد صعود يسوع الى السماء، شرع كممثل للّٰه في نهب بيت الشيطان ‹بأسره اسرى› — رجالا كانوا لوقت طويل مستعبدين للخطية والموت تحت سيطرة الشيطان. فأصبح هؤلاء ‹الاسرى› بملء ارادتهم «عبيد المسيح، فاعلين مشيئة اللّٰه من كل النفس». (افسس ٦:٦) في الواقع، لقد حررهم يسوع من سيطرة الشيطان، وبالنيابة عن يهوه وهبهم للجماعة ‹كعطايا في رجال›. تصوّروا غضب الشيطان العديم الجدوى عندما انتُزعوا من بين يديه!
٧ (أ) بأية قدرات يخدم من هم «عطايا في رجال» في الجماعة؟ (ب) اية فرصة منحها يهوه لكل مَن يخدم كشيخ؟
٧ هل نجد «عطايا في رجال» كهؤلاء في الجماعة اليوم؟ نعم، طبعا! نجدهم يخدمون كشيوخ، يعملون بكد ‹كمبشرين، رعاة، ومعلمين› في اكثر من ٠٠٠,٨٧ جماعة لشعب اللّٰه حول الارض. (افسس ٤:١١) وما من شيء يسِرّ الشيطان اكثر من ان يسيء الشيوخ معاملة الرعية. لكنّ يهوه، بواسطة يسوع، لم يهب هؤلاء الرجال للجماعة ليسيئوا معاملتها، بل زوّدهم لخير الجماعة، وهم مسؤولون قدامه عن الخراف الذين اؤتُمنوا عليهم. (عبرانيين ١٣:١٧) وإذا كنتم تخدمون كشيخ، فقد منحكم يهوه فرصة رائعة لتبرهنوا انكم عطية او بركة لإخوتكم. ويمكنكم فعل ذلك بإتمام اربع مسؤوليات مهمة.
عندما توجد حاجة الى «اصلاح»
٨ بأية طرائق نحتاج جميعا ان نُصلَح احيانا؟
٨ اولا، يجري تزويد ‹العطايا في رجال› «لأجل إصلاح القديسين»، كما يقول بولس. (افسس ٤:١٢) والاسم اليوناني المنقول الى «إصلاح» يشير الى وضع شيء ما «في الخط المستقيم». فنحن كبشر ناقصين نحتاج جميعا ان نُصلَح بين الحين والحين — ان يُدخَل تفكيرنا، مواقفنا، او سلوكنا ‹في خط مستقيم› ينسجم مع تفكير اللّٰه ومشيئته. وزوّد يهوه «عطايا في رجال» لمساعدتنا على القيام بالتعديلات اللازمة. فكيف يفعلون ذلك؟
٩ كيف يمكن ان يساعد الشيخ في اصلاح خروف اخطأ؟
٩ في بعض الاحيان يُطلب من شيخ مساعدة خروف اخطأ، ربما ‹انسبق وأُخِذ في زلّة ما›. فكيف يستطيع الشيخ ان يساعد؟ تقول غلاطية ٦:١: ‹حاولوا إصلاح مثل هذا بروح الوداعة›. لذلك، عندما يقدم الشيخ المشورة، لا يجب ان يوبِّخ الخاطئ مستعملا كلمات قاسية. فالمشورة يجب ان تشجع من يتلقاها لا ان ‹تهوِّل عليه›. (٢ كورنثوس ١٠:٩؛ قارنوا ايوب ٣٣:٧.) وربما يكون الشخص خجِلا، لذلك يتجنب الراعي المحب سحق روحه. عندما يكون واضحا انّ المحبة هي الدافع الى تقديم المشورة والتوبيخ بصرامة، وعندما تُقدَّم هذه المشورة بمحبة، لا بد ان تعمل على تعديل تفكير وسلوك الشخص الخاطئ، مما يؤدي الى ردّه. — ٢ تيموثاوس ٤:٢.
١٠ ماذا يشمل اصلاح الآخرين؟
١٠ وإذ زوّد يهوه «عطايا في رجال» لإصلاحنا، قصد ان يكون الشيوخ مصدر انعاش روحي وذوي مثال جدير بأن يقتدي به شعبه. (١ كورنثوس ١٦:١٧، ١٨؛ فيلبي ٣:١٧) ولا يشمل اصلاح الآخرين تقويم مَن يتّخذون مسلكا خاطئا فحسب، بل ايضا مساعدة الاشخاص الامناء على التمسك بالمسلك الصائب.a واليوم، مع وجود مشاكل كثيرة جدا تعمل على تثبيط الافراد، يحتاج كثيرون الى التشجيع ليصمدوا. وقد يحتاج البعض الى مساعدة رقيقة لإدخال تفكيرهم في خط ينسجم مع تفكير اللّٰه. على سبيل المثال، يجاهد بعض المسيحيين الامناء للتغلب على مشاعر عميقة بعدم الكفاءة او عدم القيمة. وقد تشعر هذه «النفوس المكتئبة» انّ يهوه لن يحبهم ابدا ولن يقبل حتى اقصى الجهود التي يبذلونها في خدمته. (١ تسالونيكي ٥:١٤) لكنّ طريقة التفكير هذه ليست في خط منسجم مع حقيقة شعور يهوه نحو عبَّاده.
١١ ماذا يمكن ان يفعل الشيوخ لمساعدة الذين يجاهدون للتغلب على مشاعر بعدم القيمة؟
١١ ايها الشيوخ، ماذا يمكنكم فعله لمساعدة مثل هؤلاء؟ قدموا لهم بلطف برهانا من الاسفار المقدسة على انّ يهوه يعتني بكل واحد من خدامه وأكِّدوا لهم انّ آيات الكتاب المقدس هذه تنطبق عليهم شخصيا. (لوقا ١٢:٦، ٧، ٢٤) ساعدوهم ان يروا انّ يهوه ‹اجتذبهم› لخدمته، ولذلك يقدّر قيمتهم بالتأكيد. (يوحنا ٦:٤٤) أكِّدوا لهم انهم ليسوا وحدهم هكذا، فكثيرون من خدام يهوه الامناء امتلكوا مشاعر مشابهة. فقد كان ايليا ذات مرة مكتئبا جدا حتى انه طلب الموت لنفسه. (١ ملوك ١٩:١-٤) وشعر بعض المسيحيين الممسوحين في القرن الاول انّ قلوبهم ‹تلومهم›. (١ يوحنا ٣:٢٠) ومعزية هي المعرفة انّ اشخاصا امناء في ازمنة الكتاب المقدس كانوا أُناسا «بمثل مشاعرنا». (يعقوب ٥:١٧) ويمكنكم ايضا ان تراجعوا مع مَن تثبطت عزائمهم مقالات مشجعة في برج المراقبة و استيقظ!. وجهودكم الحبية لرد ثقة اولئك الاشخاص لن تُبذل دون ان يلاحظها اللّٰه الذي وهبكم ‹كعطايا في رجال›. — عبرانيين ٦:١٠.
«بنيان» الرعية
١٢ إلامَ تشير عبارة «بنيان جسد المسيح»، وما هو مفتاح بنيان الرعية؟
١٢ ثانيا، توهب ‹العطايا في رجال› لأجل «بنيان جسد المسيح». (افسس ٤:١٢) يستعمل بولس هنا لغة مجازية. ‹فالبنيان› يذكِّرنا بعمل البناء، ويشير «جسد المسيح» الى اناس — اعضاء الجماعة المسيحية الممسوحة. (١ كورنثوس ١٢:٢٧؛ افسس ٥:٢٣، ٢٩، ٣٠) وعلى الشيوخ مساعدة اخوتهم على الصيرورة اقوياء روحيا. وهدفهم هو ‹بنيان لا هدم› الرعية. (٢ كورنثوس ١٠:٨) ومفتاح بنيان الرعية هو المحبة، لأن «المحبة تبني». — ١ كورنثوس ٨:١.
١٣ ماذا يعني التحلّي بالتقمص العاطفي، ولماذا من المهم ان يظهر الشيوخ التقمص العاطفي؟
١٣ انّ احد اوجه المحبة الذي يساعد الشيوخ على بنيان الرعية هو التقمص العاطفي. وأن نتقمص عاطفيا يعني ان نتعاطف مع الآخرين — نتفهم افكارهم ومشاعرهم، آخذين حدودهم في الاعتبار. (١ بطرس ٣:٨) ولماذا من المهم ان يتحلّى الشيوخ بالتقمص العاطفي؟ قبل كل شيء لأن يهوه، الذي يهب «عطايا في رجال»، اله يتّصف بالتقمص العاطفي ويتعاطف مع خدامه عندما يعانون عذابا او ألما. (خروج ٣:٧؛ اشعياء ٦٣:٩) ويأخذ حدودهم في الاعتبار. (مزمور ١٠٣:١٤) اذًا، كيف يمكن ان يُظهر الشيوخ التقمص العاطفي؟
١٤ بأية طرائق يمكن ان يظهر الشيوخ التقمص العاطفي نحو الآخرين؟
١٤ عندما يأتيهم شخص متثبِّط، يصغون اليه ويقرّون بحقيقة مشاعره. ويحاولون فهم خلفية اخوتهم، شخصيتهم، وظروفهم. وحين يمنح الشيوخ مساعدة بناءة مؤسسة على الاسفار المقدسة يسهل على الخراف قبولها لأنها تأتي من رعاة يفهمونهم ويهتمون بهم بإخلاص. (امثال ١٦:٢٣) ويدفع التقمص العاطفي ايضا الشيوخ ان يأخذوا في الاعتبار حدود الآخرين والمشاعر الناجمة عن ذلك. على سبيل المثال، قد يشعر بعض المسيحيين ذوي الضمير الحي بالذنب لأنهم لا يستطيعون القيام بالمزيد في خدمة اللّٰه، ربما بسبب الشيخوخة او الصحة الرديئة. وبالمقابل، قد يحتاج البعض الآخر الى التشجيع على تحسين خدمتهم. (عبرانيين ٥:١٢؛ ٦:١) وسيدفع التقمص العاطفي الشيوخ ان يجدوا «كلمات مُسرة» تبني الآخرين. (جامعة ١٢:١٠) وعندما يصبح خراف يهوه مبنيين ومندفعين، ستجعلهم محبتهم للّٰه يبذلون كل ما في وسعهم في خدمته!
رجال يعزِّزون الوحدة
١٥ علامَ تدل عبارة «الوحدانية في الايمان»؟
١٥ ثالثا، يجري تزويد ‹العطايا في رجال› كي «نبلغ جميعنا الى الوحدانية في الايمان وفي معرفة ابن اللّٰه الدقيقة». (افسس ٤:١٣) وتدلّ عبارة «الوحدانية في الايمان» على الوحدة، ليس فقط وحدة المعتقد بل ايضا وحدة المؤمنين. وهكذا، فإنّ تعزيز الوحدة بين شعب اللّٰه هو سبب آخر ليمنحنا «عطايا في رجال». فكيف يقومون بذلك؟
١٦ لماذا من المهم ان يحافظ الشيوخ على الوحدة في ما بينهم؟
١٦ في بادئ الامر، يجب ان يحافظوا على الوحدة في ما بينهم. وإذا انقسم الرعاة، فسيعاني الخراف من الاهمال. والوقت الثمين الذي يمكن ان يُصرف في رعاية الرعية قد يُبدَّد في اجتماعات طويلة ومماحكات حول قضايا ثانوية. (١ تيموثاوس ٢:٨) ولكن قد لا يوافق الشيوخ بشكل آلي على كل قضية يناقشونها، لأن شخصياتهم قد تختلف كثيرا. فالوحدة لا تَحول دون امتلاكهم آراء مختلفة او التعبير عنها بطريقة متزنة اثناء مناقشة موضوعية. ويحافظ الشيوخ على وحدتهم بالاستماع واحدهم الى الآخر باحترام دون اصدار احكام مسبقة. وما دامت مبادئ الكتاب المقدس لا تُنتهك، ينبغي ان يرغب كل منهم في الاذعان لقرار هيئة الشيوخ النهائي ودعمه. فالروح المذعنة تُظهر انّ ما يوجههم هو «الحكمة التي من فوق» التي هي ‹مسالمة ومتعقلة›. — يعقوب ٣:١٧، ١٨.
١٧ كيف يمكن ان يساعد الشيوخ على المحافظة على الوحدة في الجماعة؟
١٧ يتنبَّه الشيوخ ايضا لتعزيز الوحدة في الجماعة. فعندما تهدد سلامَ الجماعة تأثيرات مقسِّمة كالثرثرة المؤذية، الميل الى نسب دوافع خاطئة الى الآخرين، او الروح المخاصمة، يسارعون الى منح مشورة مساعِدة. (فيلبي ٢:٢، ٣) على سبيل المثال، قد يدرك الشيوخ انّ بعض الافراد في الجماعة هم انتقاديون بإفراط او ميّالون ان يصيروا ‹متدخِّلين› في امور الغير. (١ تيموثاوس ٥:١٣؛ ١ بطرس ٤:١٥) فيحاول الشيوخ مساعدة مثل هؤلاء على ادراك انّ هذا المسلك يخالف ما تعلمناه من اللّٰه وأنّ كل واحد يجب ان «يحمل حمله الخاص». (غلاطية ٦:٥، ٧؛ ١ تسالونيكي ٤:٩-١٢) ويوضحون من الاسفار المقدسة انّ يهوه يترك امورا كثيرة لضمير كل فرد منا، وأنه لا يجب ان نَدين الآخرين بأمور كهذه. (متى ٧:١، ٢؛ يعقوب ٤:١٠-١٢) فيجب ان يوجد في الجماعة جو من الثقة والاحترام لنخدم معا باتحاد. وإذ يمنح مَن هم «عطايا في رجال» مشورة مؤسسة على الاسفار المقدسة عند الحاجة يساعدوننا ان نحافظ على سلامنا ووحدتنا. — روما ١٤:١٩.
حماية الرعية
١٨، ١٩ (أ) ممن يحمينا ‹العطايا في رجال›؟ (ب) من اية مخاطر اخرى يحتاج الخراف الى الحماية، وكيف يعمل الشيوخ على حماية الخراف؟
١٨ رابعا، يزود يهوه «عطايا في رجال» لحمايتنا من التأثّر ‹بكل ريح تعليم بحيلة الناس، بالمكر في ابتداع الضلال›. (افسس ٤:١٤) انّ الكلمة الاصلية المنقولة الى «حيلة» يمكن ان تعني: «الغش في لعبة النَّرد» او «مهارة التلاعب بفَصَّي النرد». ألا يذكِّرنا هذا بمدى الذكاء الذي يعمل به المرتدون؟ فهم يتلاعبون بالاسفار المقدسة مستخدمين حججا ماكرة في محاولاتهم اقناع المسيحيين الحقيقيين بالابتعاد عن ايمانهم. ويجب على الشيوخ ان يحذروا هذه ‹الذئاب الجائرة›! — اعمال ٢٠:٢٩، ٣٠.
١٩ وتحتاج خراف يهوه الى الحماية من مخاطر اخرى ايضا. فقد حمى الراعي القديم داود غنم ابيه بشجاعة من الحيوانات المفترسة. (١ صموئيل ١٧:٣٤-٣٦) وكذلك اليوم، قد تنشأ حالات ينبغي ان يُظهِر فيها الرعاة المسيحيون المهتمون الشجاعة لحماية الرعية ممن قد يسيء معاملة خراف يهوه او يجور عليهم، ولا سيما الخراف الاكثر عرضة لذلك. وسيسرع الشيوخ في ان يعزلوا من الجماعة الخطاة عمدا الذين يستخدمون بشكل عمدي الحيلة، الخداع، والمكر لارتكاب الاعمال الشريرة.b — ١ كورنثوس ٥:٩-١٣؛ قارنوا مزمور ١٠١:٧.
٢٠ لماذا يمكننا الشعور بالامن عندما يعتني بنا من هم «عطايا في رجال»؟
٢٠ كم نحن شاكرون على ‹العطايا في رجال›! فبفضل عنايتهم الحبية يمكننا الشعور بالامن، لأنهم يصلحوننا برقة، يبنوننا بمحبة، يسارعون الى المحافظة على وحدتنا، ويحموننا بشجاعة. ولكن كيف ينبغي ان ينظر مَن هم «عطايا في رجال» الى دورهم في الجماعة؟ وكيف يمكننا اظهار تقديرنا لهم؟ سيُناقش هذان السؤالان في المقالة التالية.
-
-
تقدير ‹العطايا في رجال›برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
تقدير ‹العطايا في رجال›
«قدِّروا الذين يعملون بكدّ بينكم . . . واعتبروهم غاية الاعتبار في المحبة من اجل عملهم». — ١ تسالونيكي ٥:١٢، ١٣.
١ بحسب اعمال ٢٠:٣٥، اية قوة يملكها العطاء؟ اوضحوا.
«السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ». (اعمال ٢٠:٣٥) هل يمكنكم ان تذكروا آخر مرة اختبرتم فيها صحة كلمات يسوع هذه؟ ربما كانت عطية اهديتموها لشخص تحبونه كثيرا. لقد اخترتموها باعتناء اذ اردتم ان يعزّها محبوبكم. وكم اسعدتكم رؤية البهجة ظاهرة على وجه محبوبكم! فالعطاء هو تعبير عن المحبة عندما يكون دافعه لائقا، والتعبير عن المحبة يملك القوة لجلب السعادة.
٢، ٣ (أ) لماذا يمكن القول ان لا احد اكثر سعادة من يهوه، وكيف يمكن لتدبير ‹العطايا في رجال› ان يُفرح قلبه؟ (ب) ما الذي لا نريد فعله بعطية من اللّٰه؟
٢ اذًا، مَن يمكن ان يكون اكثر سعادة من يهوه، معطي «كل عطية صالحة»؟ (يعقوب ١:١٧؛ ١ تيموثاوس ١:١١) فكل عطية يمنحها يكون دافعها المحبة. (١ يوحنا ٤:٨) ويصح ذلك في العطية التي وهبها للجماعة بواسطة المسيح، ألا وهي ‹العطايا في رجال›. (افسس ٤:٨) فتزويد الشيوخ للاهتمام بالرعية هو تدبير يعبّر عن محبة اللّٰه العميقة نحو شعبه. لقد اختير هؤلاء الرجال باعتناء اذ يجب ان يبلغوا المؤهلات المذكورة في الاسفار المقدسة. (١ تيموثاوس ٣:١-٧؛ تيطس ١:٥-٩) وهم يدركون انّ عليهم ‹معاملة الرعية برقة›، لأنه عند ذلك سيشعر الخراف انهم شاكرون على وجود هؤلاء الرعاة المحبين. (اعمال ٢٠:٢٩؛ مزمور ١٠٠:٣) وعندما يرى يهوه انّ قلوب خرافه مفعمة بالشكر، سيفرح قلبه بالتأكيد! — امثال ٢٧:١١.
٣ لا نريد بالطبع ان ننقص قيمة عطية من اللّٰه؛ ولا نريد ان نكون عديمي التقدير لعطاياه. لذلك ينشأ سؤالان: كيف ينبغي ان ينظر الشيوخ الى دورهم في الجماعة؟ وكيف يمكن ان تُظهر باقي الرعية انها تقدِّر ‹العطايا في رجال›؟
‹نحن رفقاؤكم في العمل›
٤، ٥ (أ) بماذا يشبِّه بولس الجماعة، ولماذا يكون هذا الايضاح مناسبا؟ (ب) ماذا يُظهر ايضاح بولس في ما يتعلق بالطريقة التي بها ينبغي ان ينظر الى ويعامل واحدنا الآخر؟
٤ لقد عهد يهوه الى ‹العطايا في رجال› بمقدار من السلطة في الجماعة. وطبعا، لا يريد الشيوخ ان يسيئوا استعمال سلطتهم، لكنهم يدركون انّ ذلك سهل جدا لأنهم بشر ناقصون. اذًا، كيف ينبغي ان ينظروا الى انفسهم بالمقارنة مع باقي الرعية؟ تأملوا في الايضاح الذي استخدمه الرسول بولس. بعد ان ناقش لماذا يوهَب ‹العطايا في رجال›، كتب: «لننمُ بواسطة المحبة في كل شيء الى ذاك الذي هو الرأس، المسيح. منه كل الجسد، اذ هو مقترن معا بانسجام وفيه تعاون من خلال كل مفصل يؤدي ما يلزم، بحسب عمل كل عضو بعينه بالمقدار الملائم، يعمل على نمو الجسد لبنيان ذاته بالمحبة». (افسس ٤:١٥، ١٦) اذًا، يشبِّه بولس الجماعة، بمن فيها الشيوخ والاعضاء الآخرون، بالجسد البشري. فلماذا يكون هذا الايضاح مناسبا؟
٥ يتألف الجسد البشري من اعضاء مختلفة كثيرة، ولكن له رأس واحد فقط. وما من شيء غير نافع في الجسد — حتى ولا عضلة، عصب، او وريد. فكل عضو هو ذو قيمة ويساهم في صحة وجمال الجسد ككل. وبصورة مشابهة، تتألف الجماعة من اعضاء مختلفين كثيرين، ويمكن لكل عضو — سواء كان حدثا او شيخا، قويا او ضعيفا — ان يساهم في الصحة الروحية والجمال الروحي للجماعة بشكل عام. (١ كورنثوس ١٢:١٤-٢٦) ولا يجب ان يشعر احد بعدم الاهمية. وبالمقابل، لا يجب ان يشعر احد بالتفوق على الآخرين، لأننا جميعا، الرعاة والخراف على السواء، جزء من الجسد، وثمة رأس واحد فقط، المسيح. وهكذا ينقل بولس صورة تعبِّر عن المحبة، العناية، والاحترام التي ينبغي ان يمتلكها واحدنا نحو الآخر. وإدراك ذلك يساعد الشيوخ على امتلاك نظرة متزنة ومتواضعة الى دورهم في الجماعة.
٦ على الرغم من امتلاك بولس سلطة رسولية، كيف اعرب عن روح متواضعة؟
٦ لا يطلب هؤلاء ‹العطايا في رجال› السيطرة على حياة رفقائهم العبّاد او على ايمانهم. فعلى الرغم من امتلاك بولس سلطة رسولية، قال لأهل كورنثوس بتواضع: «ليس اننا نسود على ايمانكم، بل نحن رفقاء في العمل لفرحكم، فأنتم بإيمانكم ثابتون». (٢ كورنثوس ١:٢٤) لم يرغب بولس في السيطرة على ايمان اخوته وطريقة حياتهم. وفي الواقع، لم يجد حاجة الى ذلك اذ عبّر عن الثقة بكونهم رجالا ونساء امناء اصبحوا جزءا من هيئة يهوه لأنهم رغبوا في فعل الصواب. لذلك عندما كان بولس يتكلم عن نفسه ورفيقه في السفر تيموثاوس، كان في الواقع يقول: ‹مهمتنا هي ان نعمل معكم لخدمة اللّٰه بفرح›. (٢ كورنثوس ١:١) فيا لها من روح متواضعة!
٧ ماذا يدرك الشيوخ المتواضعون في ما يتعلق بدورهم في الجماعة، وأية ثقة لديهم برفقائهم في العمل؟
٧ و ‹العطايا في رجال› اليوم لديهم المهمة نفسها. فهم ‹رفقاء في العمل لفرحنا›. ويدرك الشيوخ المتواضعون انهم ليسوا مَن يقرر ما يستطيع الآخرون القيام به في خدمة اللّٰه. ورغم انهم يشجعون الآخرين على توسيع نطاق خدمتهم او تحسينها، يعلمون انّ خدمة اللّٰه ينبغي ان تصدر عن قلب راغب. (قارنوا ٢ كورنثوس ٩:٧.) وهم واثقون ان رفقاءهم في العمل سيفعلون كل ما في وسعهم اذا كانوا فرحين. ولذلك فرغبتهم القلبية هي مساعدة اخوتهم ان ‹يعبدوا الرب بفرح›. — مزمور ١٠٠:٢.
مساعدة الجميع ان يخدموا بفرح
٨ ما هي بعض الطرائق التي تمكِّن الشيوخ من مساعدة اخوتهم ان يخدموا يهوه بفرح؟
٨ كيف يمكنكم ايها الشيوخ مساعدة اخوتكم ان يخدموا بفرح؟ يمكنكم تشجيعهم بمثالكم. (١ بطرس ٥:٣) اجعلوا غيرتكم وفرحكم في الخدمة ظاهرين، فيتشجع الآخرون على التمثّل بكم. امدحوا الآخرين على جهودهم المبذولة من كل النفس. (افسس ٤:٢٩) فالمدح القلبي الصادق يساعد الآخرين على الشعور بأنهم نافعون وأن هنالك حاجة اليهم، ويشجِّع الخراف ان يرغبوا في بذل قصارى جهدهم في خدمة اللّٰه. تجنبوا المقارنات السلبية. (غلاطية ٦:٤) فمقارنات كهذه تعمل على تثبيط الآخرين عوض دفعهم الى التحسين. وبالاضافة الى ذلك، خراف يهوه افراد تختلف ظروفهم ومقدراتهم. وكبولس، عبِّروا عن الثقة بإخوتكم. فالمحبة «تصدق كل شيء»، ولذلك نفعل حسنا إن صدّقنا انّ اخوتنا يحبون اللّٰه ويرغبون في ارضائه. (١ كورنثوس ١٣:٧) وعندما ‹تظهرون الاكرام للآخرين›، تحصلون على افضل ما لديهم. (روما ١٢:١٠) وتأكدوا انه عندما ينال الخراف التشجيع والانتعاش، سيبذل معظمهم كل ما في وسعهم في خدمة اللّٰه ويفرحون بها. — متى ١١:٢٨-٣٠.
٩ اية نظرة الى الرفقاء الشيوخ ستساعد كل شيخ ان يخدم بفرح؟
٩ والنظر الى نفسك بتواضع ‹كرفيق في العمل› سيساعدك انت ان تخدم بفرح وأن تقدِّر العطايا الفريدة لدى رفقائك الشيوخ. فكل شيخ يملك مواهب ومقدرات خاصة به يمكنه استخدامها لفائدة الجماعة. (١ بطرس ٤:١٠) فقد يملك احد الشيوخ موهبة في التعليم، فيما يكون شيخ آخر ماهرا في التنظيم، وربما يسهل كثيرا الاقتراب الى آخر بسبب دفئه ورأفته. في الواقع، لا يملك ايّ شيخ كل العطايا بالدرجة نفسها. فعندما يملك احد الشيوخ عطية معيَّنة، كعطية التعليم مثلا، هل يجعله ذلك متفوقا على غيره؟ كلا على الاطلاق! (١ كورنثوس ٤:٧) وبالمقابل، ما من سبب يجعلك تحسد شيخا آخر على عطية يملكها، او تشعر بعدم الكفاءة عندما يملك مقدرة تجلب له المدح من الآخرين. تذكر انّ لديك انت ايضا عطايا يراها يهوه، وبإمكانه مساعدتك على تنميتها واستخدامها لفائدة اخوتك. — فيلبي ٤:١٣.
‹اطيعوا وكونوا مذعنين›
١٠ لماذا اظهار التقدير ‹للعطايا في رجال› هو اقل ما يليق فعله؟
١٠ عندما نتلقّى عطية يكون اظهار التقدير اقل ما يليق فعله. تقول كولوسي ٣:١٥: «اظهروا انكم شاكرون». فماذا عن ‹العطايا في رجال›، عطية يهوه الثمينة لنا؟ نحن طبعا شاكرون ليهوه بشكل رئيسي، فهو واهب العطايا الكريم. ولكن ماذا عن ‹العطايا في رجال› انفسهم؟ كيف يمكن ان نظهِر اننا نقدِّرهم؟
١١ (أ) كيف يمكن ان نظهر تقديرنا ‹للعطايا في رجال›؟ (ب) ما هو مغزى التعبيرين: «اطيعوا» و «كونوا مذعنين»؟
١١ يمكن ان نظهر تقديرنا ‹للعطايا في رجال› بأن نسارع الى الانتباه الى مشورتهم وقراراتهم المؤسسة على الكتاب المقدس. فهو ينصحنا: «اطيعوا الذين يتولَّون القيادة بينكم وكونوا مذعنين، لأنهم يبقون ساهرين على نفوسكم سهر من سيؤدّي حسابا؛ لكي يفعلوا ذلك بفرح لا بتنهد، لأن هذا مضرّ بكم». (عبرانيين ١٣:١٧) لاحظوا انه علينا ليس فقط ان ‹نطيع› بل ايضا ان ‹نكون مذعنين› للذين يتولَّون القيادة. والكلمة اليونانية المنقولة الى «كونوا مذعنين» تعني حرفيا «كونوا خاضعين لِـ ». يقول عالم الكتاب المقدس ر. سي. ه. لنْسكي معلقا على التعبيرين «اطيعوا» و «كونوا مذعنين»: «يطيع المرء عندما يوافق على فعل ما يُطلب منه ويقتنع بأن ذلك صائب ومفيد؛ ويخضع المرء . . . عندما يكون رأيه مخالفا». فعندما نفهم توجيه الذين يتولَّون القيادة ونوافق عليه، قد تسهل اطاعتهم. ولكن ماذا لو لم نفهم سبب اتخاذ قرار معيّن؟
١٢ لماذا ينبغي ان نكون مذعنين، او خاضعين، حتى عندما لا نفهم كاملا سبب اتخاذ قرار معيَّن؟
١٢ هذه هي الحالة التي نحتاج فيها ان نكون مذعنين او خاضعين. لماذا؟ احد الاسباب هو انه يلزمنا الوثوق بأن اولئك الرجال المؤهلين روحيا يهتمون بأفضل مصالحنا. وفضلا عن ذلك، يدركون جيدا انه يجب ان يؤدّوا حسابا ليهوه بشأن الخراف الذين اؤتمنوا عليهم. (يعقوب ٣:١) وبالاضافة الى ذلك، نفعل حسنا إن تذكّرنا اننا ربما لا نعرف كل الوقائع السرّية التي قادتهم الى اتخاذ قرار ما بعد دراسة كل جوانبه. — امثال ١٨:١٣.
١٣ ماذا يمكن ان يساعدنا لنكون مذعنين عندما يتعلق الامر بقرارات الشيوخ القضائية؟
١٣ ماذا عن الاذعان عندما يتعلق الامر بقرارات قضائية؟ من المسلم به انّ الامر قد لا يكون سهلا، وخصوصا اذا اتُّخذ قرار بفصل شخص نحبه — قريب او صديق حميم. وفي هذه الحالة ايضا من الافضل ان نخضع لحكم ‹العطايا في رجال›. فوضعهم يمكِّنهم ان يكونوا اكثر موضوعية منا، وربما اكثر اطلاعا على الوقائع. وغالبا ما تؤلم مثل هذه القرارات هؤلاء الاخوة؛ و ‹القضاء للرب› مسؤولية تستلزم الرزانة. (٢ أخبار الايام ١٩:٦) فهم يبذلون قصارى جهدهم ليكونوا رحماء اذ يعون انّ اللّٰه «غفور». (مزمور ٨٦:٥) ولكن عليهم ايضا المحافظة على نظافة الجماعة، فيفصلون الخطاة غير التائبين كما يأمر الكتاب المقدس. (١ كورنثوس ٥:١١-١٣) في حالات كثيرة يقبل الخاطئ نفسه القرار. وربما يكون التأديب كل ما يلزم ليعود الى رشده. فإذا كنا نحن الذين نحبه مذعنين للقرار المتخذ، يمكن ان نساعده على الاستفادة من التأديب. — عبرانيين ١٢:١١.
«اعتبروهم غاية الاعتبار»
١٤، ١٥ (أ) بحسب ١ تسالونيكي ٥:١٢، ١٣، لماذا يستحق الشيوخ اعتبارنا؟ (ب) لماذا يمكن القول انّ الشيوخ ‹يعملون بكدّ بيننا›؟
١٤ يمكن ايضا الاعراب عن تقديرنا ‹للعطايا في رجال› بإظهار الاعتبار لهم. فبولس، في رسالته الى الجماعة في تسالونيكي، نبَّه اعضاءها: «قدِّروا الذين يعملون بكدّ بينكم ويشرفون عليكم في الرب وينبهونكم؛ واعتبروهم غاية الاعتبار في المحبة من اجل عملهم». (١ تسالونيكي ٥:١٢، ١٣) «يعملون بكدّ» — ألا يصف ذلك الشيوخ المخلصين الذين يضحون لأجلنا بعدم انانية؟ تأملوا قليلا في الحِمل الثقيل الذي يحمله هؤلاء الاخوة الاعزاء.
١٥ انهم في معظم الحالات ارباب عائلات عليهم القيام بعمل دنيوي ليعولوا عائلاتهم. (١ تيموثاوس ٥:٨) وإذا كان للشيخ اولاد، فسيحتاج هؤلاء الصغار الى وقت ابيهم وانتباهه. فربما يلزم ان يساعدهم على انجاز فروضهم المدرسية، بالاضافة الى وضع برنامج ليتمكنوا من استخدام طاقتهم الحيوية في استجمام سليم. (جامعة ٣:١، ٤) والشيء الاهم هو انه يعتني بالحاجات الروحية لعائلته، فيدير بشكل قانوني درسا عائليا في الكتاب المقدس، يعمل معهم في خدمة الحقل، ويأخذهم الى الاجتماعات المسيحية. (تثنية ٦:٤-٧؛ افسس ٦:٤) وبالاضافة الى هذه المسؤوليات المألوفة لكثيرين منا، لا ننسَ انّ لدى الشيوخ واجبات اخرى: الاستعداد لأجزاء الاجتماعات، القيام بزيارات رعائية، الاهتمام بخير الجماعة الروحي، ومعالجة قضايا قضائية عندما يكون ذلك ضروريا. ويتحمل بعضهم مسؤولية اضافية ذات علاقة بالمحافل الدائرية، المحافل الكورية، بناء قاعات الملكوت، ولجان الاتصال بالمستشفيات. حقا، انّ هؤلاء الاخوة «يعملون بكدّ»!
١٦ صفوا طرائق يمكننا بها اظهار الاعتبار للشيوخ.
١٦ كيف يمكننا اظهار الاعتبار لهم؟ يقول احد امثال الكتاب المقدس: «الكلمة في وقتها ما احسنها». (امثال ١٥:٢٣؛ ٢٥:١١) وهكذا يمكن ان تُظهِر تعابير التقدير والتشجيع الصادقة اننا لا نستخف بالعمل الذي يقومون به بكد. وينبغي ايضا ان نكون متعقلين في ما نتوقع منهم. ومن ناحية اخرى، ينبغي ان نشعر بحرية الاقتراب منهم لنيل المساعدة. فقد نمرّ بظروف نشعر فيها انّ ‹قلبنا يمخض› ونحتاج الى تشجيع، إرشاد، او مشورة من الاسفار المقدسة يقدمها مَن هم ‹اهل لتعليم› كلمة اللّٰه. (مزمور ٥٥:٤؛ ١ تيموثاوس ٣:٢) وفي الوقت نفسه يلزم ان نتذكر انّ الشيخ يمكن ان يمنحنا وقتا محددا، لأنه لا يستطيع اهمال حاجات عائلته او الآخرين في الجماعة. وإذا كنا ‹نشاطر هؤلاء الاخوة العاملين بكدّ مشاعرهم›، فلن نطلب منهم امورا غير منطقية. (١ بطرس ٣:٨) وعوض ذلك لنظهر التقدير للوقت والانتباه اللذين يتمكنون من منحهما لنا بتعقل مهما كان مقدارهما. — فيلبي ٤:٥.
١٧، ١٨ اية تضحيات تبذلها زوجات شيوخ كثيرات، وكيف يمكن ان نظهِر التقدير لهؤلاء الاخوات الامينات؟
١٧ ماذا عن زوجات الشيوخ؟ ألا يستحققن اعتبارنا؟ في الواقع، انهن يشاركن الجماعة في ازواجهن. وغالبا ما يستلزم هذا منهن القيام بتضحيات. فأحيانا يكون على الشيوخ قضاء ساعات المساء في الاعتناء بقضايا الجماعة عوض صرف الوقت مع عائلاتهم. وفي جماعات كثيرة تبذل نساء مسيحيات امينات تضحيات كهذه بملء ارادتهن ليتمكن ازواجهن من الاعتناء بخراف يهوه. — قارنوا ٢ كورنثوس ١٢:١٥.
١٨ كيف يمكن ان نظهر التقدير لهؤلاء الاخوات الامينات؟ بالطبع عندما لا نكون متطلبين بشكل غير معقول من ازواجهن. وفضلا عن ذلك، لا ننسَ قوة كلمات التقدير البسيطة. تقول امثال ١٦:٢٤: «الكلام الحسن شهد عسل حلو للنفس وشفاء للعظام». تأملوا في هذا الاختبار: اقترب زوجان من احد الشيوخ بعد اجتماع مسيحي وطلبا التحدث اليه بخصوص ابنهما المراهق. وفيما كان الشيخ يتكلم مع الزوجين، كانت زوجته تنتظر بصبر. بعد ذلك، اقتربت الام من زوجة الشيخ وقالت: «اودّ ان اشكركِ على الوقت الذي قضاه زوجك في مساعدة عائلتي». لقد اثّرت حقا كلمات التقدير اللطيفة البسيطة هذه في زوجة الشيخ.
١٩ (أ) اية اهداف يحققها الشيوخ بأمانة كفريق؟ (ب) على ماذا يجب ان نصمم جميعا؟
١٩ انّ تدبير اعتناء الشيوخ بالخراف هو احدى ‹العطايا الصالحة› من يهوه. (يعقوب ١:١٧) وهؤلاء الرجال ليسوا كاملين، فهم يرتكبون الاخطاء مثلنا جميعا. (١ ملوك ٨:٤٦) ولكن كفريق، يحقق الشيوخ في الجماعات حول العالم بأمانة الاهداف التي قصدها يهوه لهم، ألا وهي اصلاح، بنيان، توحيد، وحماية الرعية. فليعزِم كل شيخ على الاستمرار في الاعتناء بخراف يهوه برقة، مبرهنا بذلك انه عطية او بركة لإخوته. ولنصمم جميعا على اظهار تقديرنا ‹للعطايا في رجال› بأن نكون طائعين ومذعنين لهم وأن نظهر لهم الاعتبار من اجل عملهم بكدّ. وكم يمكن ان نكون شاكرين لأن يهوه زوّد بشكل حبي رجالا يقولون حقا لخرافه: ‹مهمتنا هي مساعدتكم ان تخدموا اللّٰه بفرح›!
-