مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«عطايا في رجال» للاعتناء بخراف يهوه
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • ‏«عطايا في رجال» للاعتناء بخراف يهوه

      ‏«لما صعد الى العلاء أسَر اسرى؛‏ اعطى عطايا في رجال».‏ —‏ افسس ٤:‏٨‏.‏

      ١ كيف عبَّرت أخت مسيحية عن تقديرها للشيوخ في جماعتها؟‏

      ‏«شكرا على عنايتكم الكبيرة بنا.‏ فأنتم صادقون جدا في ابتساماتكم،‏ دفئكم،‏ واهتمامكم.‏ وأنتم حاضرون دائما لمنح اذن صاغية وتقديم تعابير من الكتاب المقدس ترفع معنوياتنا.‏ اصلي ان لا يقلّ تقديري لكم ابدا».‏ هذا ما كتبته اخت مسيحية الى الشيوخ في جماعتها.‏ فمن الواضح انّ المحبة التي يظهرها الرعاة المسيحيون المهتمون قد اثَّرت فيها كثيرا.‏ —‏ ١ بطرس ٥:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ بحسب اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢‏،‏ كيف يعتني الشيوخ المتّصفون بالرأفة بخراف يهوه؟‏ (‏ب)‏ متى يمكن اعتبار الشيخ عطية؟‏

      ٢ انّ الشيوخ تدبير من يهوه للاعتناء بخرافه.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ فيهوه يُعزّ خرافه —‏ وفي الواقع،‏ يُعزهم كثيرا حتى انه اشتراهم بدم يسوع الثمين.‏ فلا عجب،‏ اذًا،‏ ان يُسَرّ يهوه عندما يعامل الشيوخ رعيته برقة.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ لاحظوا الوصف النبوي لهؤلاء الشيوخ او ‹الرؤساء›:‏ «يكون انسان كمخبإ من الريح وستارة من السيل كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في ارض معيية».‏ (‏اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢‏)‏ نعم،‏ عليهم حماية،‏ إنعاش،‏ وتعزية خراف يهوه.‏ وبرعاية الرعية برأفة،‏ يجتهد الشيوخ لبلوغ ما يتوقع اللّٰه منهم.‏

      ٣ يُشار في الكتاب المقدس الى هؤلاء الشيوخ بأنهم «عطايا في رجال».‏ (‏افسس ٤:‏٨‏)‏ عندما تفكرون في عطية ما،‏ تفكرون في شيء يُمنح لسد حاجة عند المتسلم او لجلب السعادة له.‏ ويمكن اعتبار الشيخ عطية عندما يستخدم قدراته لتزويد المساعدة اللازمة والمساهَمة في إسعاد الرعية.‏ فكيف يمكن فعل ذلك؟‏ انّ الجواب الذي تعطيه كلمات بولس في افسس ٤:‏٧-‏١٦ يزيد من تقديرنا لاهتمام يهوه الحبي بخرافه.‏

      ‏«عطايا في رجال» —‏ من اين يأتون؟‏

      ٤ اتماما للمزمور ٦٨:‏١٨‏،‏ بأية طريقة ‹صعد يهوه الى العلاء›،‏ ومن كان ‹العطايا بشكل رجال›؟‏

      ٤ عندما استخدم بولس عبارة «عطايا في رجال»،‏ كان يقتبس كلمات الملك داود الذي قال عن يهوه:‏ «صعدت الى العلاء؛‏ أسرتَ اسرى؛‏ اخذت عطايا بشكل رجال».‏ (‏مزمور ٦٨:‏١٨‏،‏ ع‌ج‏)‏ فبعد ان قضى الاسرائيليون سنوات في ارض الموعد،‏ «صعد» يهوه مجازيا جبل صهيون وجعل اورشليم عاصمة مملكة اسرائيل وداود ملكا عليها.‏ ولكن مَن كان ‹العطايا بشكل رجال›؟‏ لقد كانوا رجالا أُسروا عند الاستيلاء على الارض.‏ وبعض هؤلاء الاسرى جُعلوا لاحقا تحت تصرّف اللاويين ليساعدوهم في عمل المسكن.‏ —‏ عزرا ٨:‏٢٠‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف يشير بولس الى انّ المزمور ٦٨:‏١٨ له اتمام في الجماعة المسيحية؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة ‹صعد يسوع الى العلاء›؟‏

      ٥ وبولس،‏ في رسالته الى اهل افسس،‏ يشير الى انّ كلمات صاحب المزمور لها اتمام اعظم في الجماعة المسيحية.‏ وإذ يعيد صياغة المزمور ٦٨:‏١٨‏،‏ يكتب:‏ «على انّ كل واحد منا أُعطيَ نعمة حسبما قاس له المسيح من هبة.‏ لذلك يقول:‏ ‹لما صعد الى العلاء أسر اسرى؛‏ اعطى عطايا في رجال›».‏ (‏افسس ٤:‏٧،‏ ٨‏)‏ وهنا يطبِّق بولس هذا المزمور على يسوع بصفته ممثل اللّٰه.‏ فيسوع ‹غلب العالم› بمسلكه الامين.‏ (‏يوحنا ١٦:‏٣٣‏)‏ وانتصر ايضا على الموت وعلى الشيطان إذ اقامه اللّٰه من الاموات.‏ (‏اعمال ٢:‏٢٤؛‏ عبرانيين ٢:‏١٤‏)‏ وفي سنة ٣٣ ب‌م،‏ صعد يسوع المُقام «اعلى جدا من جميع السموات» —‏ اعلى من جميع المخلوقات السماوية الاخرى.‏ (‏افسس ٤:‏٩،‏ ١٠؛‏ فيلبي ٢:‏٩-‏١١‏)‏ وكغالب،‏ أسر يسوع «اسرى» من العدو.‏ فكيف كان ذلك؟‏

      ٦ ابتداء من يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ كيف شرع يسوع الذي صعد الى السماء في نهب بيت الشيطان،‏ وماذا فعل ‹بالاسرى›؟‏

      ٦ عندما كان يسوع على الارض،‏ اظهر سلطته على الشيطان إذ اعتق الذين هم تحت عبودية الابالسة.‏ فبدا الامر وكأن يسوع اقتحم بيت الشيطان،‏ قيده،‏ وأخذ امتعته عنوة.‏ (‏متى ١٢:‏٢٢-‏٢٩‏)‏ فكِّروا في الامر،‏ عندما أُقيم يسوع من الموت وعُهد اليه ‹بكل سلطة في السماء وعلى الارض›،‏ كم استطاع ان ينهب عند ذلك!‏ (‏متى ٢٨:‏١٨‏)‏ ابتداء من يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ بعد صعود يسوع الى السماء،‏ شرع كممثل للّٰه في نهب بيت الشيطان ‹بأسره اسرى› —‏ رجالا كانوا لوقت طويل مستعبدين للخطية والموت تحت سيطرة الشيطان.‏ فأصبح هؤلاء ‹الاسرى› بملء ارادتهم «عبيد المسيح،‏ فاعلين مشيئة اللّٰه من كل النفس».‏ (‏افسس ٦:‏٦‏)‏ في الواقع،‏ لقد حررهم يسوع من سيطرة الشيطان،‏ وبالنيابة عن يهوه وهبهم للجماعة ‹كعطايا في رجال›.‏ تصوّروا غضب الشيطان العديم الجدوى عندما انتُزعوا من بين يديه!‏

      ٧ (‏أ)‏ بأية قدرات يخدم من هم «عطايا في رجال» في الجماعة؟‏ (‏ب)‏ اية فرصة منحها يهوه لكل مَن يخدم كشيخ؟‏

      ٧ هل نجد «عطايا في رجال» كهؤلاء في الجماعة اليوم؟‏ نعم،‏ طبعا!‏ نجدهم يخدمون كشيوخ،‏ يعملون بكد ‹كمبشرين،‏ رعاة،‏ ومعلمين› في اكثر من ٠٠٠‏,٨٧ جماعة لشعب اللّٰه حول الارض.‏ (‏افسس ٤:‏١١‏)‏ وما من شيء يسِرّ الشيطان اكثر من ان يسيء الشيوخ معاملة الرعية.‏ لكنّ يهوه،‏ بواسطة يسوع،‏ لم يهب هؤلاء الرجال للجماعة ليسيئوا معاملتها،‏ بل زوّدهم لخير الجماعة،‏ وهم مسؤولون قدامه عن الخراف الذين اؤتُمنوا عليهم.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ وإذا كنتم تخدمون كشيخ،‏ فقد منحكم يهوه فرصة رائعة لتبرهنوا انكم عطية او بركة لإخوتكم.‏ ويمكنكم فعل ذلك بإتمام اربع مسؤوليات مهمة.‏

      عندما توجد حاجة الى «اصلاح»‏

      ٨ بأية طرائق نحتاج جميعا ان نُصلَح احيانا؟‏

      ٨ اولا،‏ يجري تزويد ‹العطايا في رجال› «لأجل إصلاح القديسين»،‏ كما يقول بولس.‏ (‏افسس ٤:‏١٢‏)‏ والاسم اليوناني المنقول الى «إصلاح» يشير الى وضع شيء ما «في الخط المستقيم».‏ فنحن كبشر ناقصين نحتاج جميعا ان نُصلَح بين الحين والحين —‏ ان يُدخَل تفكيرنا،‏ مواقفنا،‏ او سلوكنا ‹في خط مستقيم› ينسجم مع تفكير اللّٰه ومشيئته.‏ وزوّد يهوه «عطايا في رجال» لمساعدتنا على القيام بالتعديلات اللازمة.‏ فكيف يفعلون ذلك؟‏

      ٩ كيف يمكن ان يساعد الشيخ في اصلاح خروف اخطأ؟‏

      ٩ في بعض الاحيان يُطلب من شيخ مساعدة خروف اخطأ،‏ ربما ‹انسبق وأُخِذ في زلّة ما›.‏ فكيف يستطيع الشيخ ان يساعد؟‏ تقول غلاطية ٦:‏١‏:‏ ‹حاولوا إصلاح مثل هذا بروح الوداعة›.‏ لذلك،‏ عندما يقدم الشيخ المشورة،‏ لا يجب ان يوبِّخ الخاطئ مستعملا كلمات قاسية.‏ فالمشورة يجب ان تشجع من يتلقاها لا ان ‹تهوِّل عليه›.‏ (‏٢ كورنثوس ١٠:‏٩‏؛‏ قارنوا ايوب ٣٣:‏٧‏.‏)‏ وربما يكون الشخص خجِلا،‏ لذلك يتجنب الراعي المحب سحق روحه.‏ عندما يكون واضحا انّ المحبة هي الدافع الى تقديم المشورة والتوبيخ بصرامة،‏ وعندما تُقدَّم هذه المشورة بمحبة،‏ لا بد ان تعمل على تعديل تفكير وسلوك الشخص الخاطئ،‏ مما يؤدي الى ردّه.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏.‏

      ١٠ ماذا يشمل اصلاح الآخرين؟‏

      ١٠ وإذ زوّد يهوه «عطايا في رجال» لإصلاحنا،‏ قصد ان يكون الشيوخ مصدر انعاش روحي وذوي مثال جدير بأن يقتدي به شعبه.‏ (‏١ كورنثوس ١٦:‏١٧،‏ ١٨؛‏ فيلبي ٣:‏١٧‏)‏ ولا يشمل اصلاح الآخرين تقويم مَن يتّخذون مسلكا خاطئا فحسب،‏ بل ايضا مساعدة الاشخاص الامناء على التمسك بالمسلك الصائب.‏a واليوم،‏ مع وجود مشاكل كثيرة جدا تعمل على تثبيط الافراد،‏ يحتاج كثيرون الى التشجيع ليصمدوا.‏ وقد يحتاج البعض الى مساعدة رقيقة لإدخال تفكيرهم في خط ينسجم مع تفكير اللّٰه.‏ على سبيل المثال،‏ يجاهد بعض المسيحيين الامناء للتغلب على مشاعر عميقة بعدم الكفاءة او عدم القيمة.‏ وقد تشعر هذه «النفوس المكتئبة» انّ يهوه لن يحبهم ابدا ولن يقبل حتى اقصى الجهود التي يبذلونها في خدمته.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ لكنّ طريقة التفكير هذه ليست في خط منسجم مع حقيقة شعور يهوه نحو عبَّاده.‏

      ١١ ماذا يمكن ان يفعل الشيوخ لمساعدة الذين يجاهدون للتغلب على مشاعر بعدم القيمة؟‏

      ١١ ايها الشيوخ،‏ ماذا يمكنكم فعله لمساعدة مثل هؤلاء؟‏ قدموا لهم بلطف برهانا من الاسفار المقدسة على انّ يهوه يعتني بكل واحد من خدامه وأكِّدوا لهم انّ آيات الكتاب المقدس هذه تنطبق عليهم شخصيا.‏ (‏لوقا ١٢:‏٦،‏ ٧،‏ ٢٤‏)‏ ساعدوهم ان يروا انّ يهوه ‹اجتذبهم› لخدمته،‏ ولذلك يقدّر قيمتهم بالتأكيد.‏ (‏يوحنا ٦:‏٤٤‏)‏ أكِّدوا لهم انهم ليسوا وحدهم هكذا،‏ فكثيرون من خدام يهوه الامناء امتلكوا مشاعر مشابهة.‏ فقد كان ايليا ذات مرة مكتئبا جدا حتى انه طلب الموت لنفسه.‏ (‏١ ملوك ١٩:‏١-‏٤‏)‏ وشعر بعض المسيحيين الممسوحين في القرن الاول انّ قلوبهم ‹تلومهم›.‏ (‏١ يوحنا ٣:‏٢٠‏)‏ ومعزية هي المعرفة انّ اشخاصا امناء في ازمنة الكتاب المقدس كانوا أُناسا «بمثل مشاعرنا».‏ (‏يعقوب ٥:‏١٧‏)‏ ويمكنكم ايضا ان تراجعوا مع مَن تثبطت عزائمهم مقالات مشجعة في برج المراقبة و استيقظ!‏.‏ وجهودكم الحبية لرد ثقة اولئك الاشخاص لن تُبذل دون ان يلاحظها اللّٰه الذي وهبكم ‹كعطايا في رجال›.‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏.‏

      ‏«بنيان» الرعية

      ١٢ إلامَ تشير عبارة «بنيان جسد المسيح»،‏ وما هو مفتاح بنيان الرعية؟‏

      ١٢ ثانيا،‏ توهب ‹العطايا في رجال› لأجل «بنيان جسد المسيح».‏ (‏افسس ٤:‏١٢‏)‏ يستعمل بولس هنا لغة مجازية.‏ ‹فالبنيان› يذكِّرنا بعمل البناء،‏ ويشير «جسد المسيح» الى اناس —‏ اعضاء الجماعة المسيحية الممسوحة.‏ (‏١ كورنثوس ١٢:‏٢٧؛‏ افسس ٥:‏٢٣،‏ ٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وعلى الشيوخ مساعدة اخوتهم على الصيرورة اقوياء روحيا.‏ وهدفهم هو ‹بنيان لا هدم› الرعية.‏ (‏٢ كورنثوس ١٠:‏٨‏)‏ ومفتاح بنيان الرعية هو المحبة،‏ لأن «المحبة تبني».‏ —‏ ١ كورنثوس ٨:‏١‏.‏

      ١٣ ماذا يعني التحلّي بالتقمص العاطفي،‏ ولماذا من المهم ان يظهر الشيوخ التقمص العاطفي؟‏

      ١٣ انّ احد اوجه المحبة الذي يساعد الشيوخ على بنيان الرعية هو التقمص العاطفي.‏ وأن نتقمص عاطفيا يعني ان نتعاطف مع الآخرين —‏ نتفهم افكارهم ومشاعرهم،‏ آخذين حدودهم في الاعتبار.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٨‏)‏ ولماذا من المهم ان يتحلّى الشيوخ بالتقمص العاطفي؟‏ قبل كل شيء لأن يهوه،‏ الذي يهب «عطايا في رجال»،‏ اله يتّصف بالتقمص العاطفي ويتعاطف مع خدامه عندما يعانون عذابا او ألما.‏ (‏خروج ٣:‏٧؛‏ اشعياء ٦٣:‏٩‏)‏ ويأخذ حدودهم في الاعتبار.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٤‏)‏ اذًا،‏ كيف يمكن ان يُظهر الشيوخ التقمص العاطفي؟‏

      ١٤ بأية طرائق يمكن ان يظهر الشيوخ التقمص العاطفي نحو الآخرين؟‏

      ١٤ عندما يأتيهم شخص متثبِّط،‏ يصغون اليه ويقرّون بحقيقة مشاعره.‏ ويحاولون فهم خلفية اخوتهم،‏ شخصيتهم،‏ وظروفهم.‏ وحين يمنح الشيوخ مساعدة بناءة مؤسسة على الاسفار المقدسة يسهل على الخراف قبولها لأنها تأتي من رعاة يفهمونهم ويهتمون بهم بإخلاص.‏ (‏امثال ١٦:‏٢٣‏)‏ ويدفع التقمص العاطفي ايضا الشيوخ ان يأخذوا في الاعتبار حدود الآخرين والمشاعر الناجمة عن ذلك.‏ على سبيل المثال،‏ قد يشعر بعض المسيحيين ذوي الضمير الحي بالذنب لأنهم لا يستطيعون القيام بالمزيد في خدمة اللّٰه،‏ ربما بسبب الشيخوخة او الصحة الرديئة.‏ وبالمقابل،‏ قد يحتاج البعض الآخر الى التشجيع على تحسين خدمتهم.‏ (‏عبرانيين ٥:‏١٢؛‏ ٦:‏١‏)‏ وسيدفع التقمص العاطفي الشيوخ ان يجدوا «كلمات مُسرة» تبني الآخرين.‏ (‏جامعة ١٢:‏١٠‏)‏ وعندما يصبح خراف يهوه مبنيين ومندفعين،‏ ستجعلهم محبتهم للّٰه يبذلون كل ما في وسعهم في خدمته!‏

      رجال يعزِّزون الوحدة

      ١٥ علامَ تدل عبارة «الوحدانية في الايمان»؟‏

      ١٥ ثالثا،‏ يجري تزويد ‹العطايا في رجال› كي «نبلغ جميعنا الى الوحدانية في الايمان وفي معرفة ابن اللّٰه الدقيقة».‏ (‏افسس ٤:‏١٣‏)‏ وتدلّ عبارة «الوحدانية في الايمان» على الوحدة،‏ ليس فقط وحدة المعتقد بل ايضا وحدة المؤمنين.‏ وهكذا،‏ فإنّ تعزيز الوحدة بين شعب اللّٰه هو سبب آخر ليمنحنا «عطايا في رجال».‏ فكيف يقومون بذلك؟‏

      ١٦ لماذا من المهم ان يحافظ الشيوخ على الوحدة في ما بينهم؟‏

      ١٦ في بادئ الامر،‏ يجب ان يحافظوا على الوحدة في ما بينهم.‏ وإذا انقسم الرعاة،‏ فسيعاني الخراف من الاهمال.‏ والوقت الثمين الذي يمكن ان يُصرف في رعاية الرعية قد يُبدَّد في اجتماعات طويلة ومماحكات حول قضايا ثانوية.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٨‏)‏ ولكن قد لا يوافق الشيوخ بشكل آلي على كل قضية يناقشونها،‏ لأن شخصياتهم قد تختلف كثيرا.‏ فالوحدة لا تَحول دون امتلاكهم آراء مختلفة او التعبير عنها بطريقة متزنة اثناء مناقشة موضوعية.‏ ويحافظ الشيوخ على وحدتهم بالاستماع واحدهم الى الآخر باحترام دون اصدار احكام مسبقة.‏ وما دامت مبادئ الكتاب المقدس لا تُنتهك،‏ ينبغي ان يرغب كل منهم في الاذعان لقرار هيئة الشيوخ النهائي ودعمه.‏ فالروح المذعنة تُظهر انّ ما يوجههم هو «الحكمة التي من فوق» التي هي ‹مسالمة ومتعقلة›.‏ —‏ يعقوب ٣:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ١٧ كيف يمكن ان يساعد الشيوخ على المحافظة على الوحدة في الجماعة؟‏

      ١٧ يتنبَّه الشيوخ ايضا لتعزيز الوحدة في الجماعة.‏ فعندما تهدد سلامَ الجماعة تأثيرات مقسِّمة كالثرثرة المؤذية،‏ الميل الى نسب دوافع خاطئة الى الآخرين،‏ او الروح المخاصمة،‏ يسارعون الى منح مشورة مساعِدة.‏ (‏فيلبي ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ على سبيل المثال،‏ قد يدرك الشيوخ انّ بعض الافراد في الجماعة هم انتقاديون بإفراط او ميّالون ان يصيروا ‹متدخِّلين› في امور الغير.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏١٣؛‏ ١ بطرس ٤:‏١٥‏)‏ فيحاول الشيوخ مساعدة مثل هؤلاء على ادراك انّ هذا المسلك يخالف ما تعلمناه من اللّٰه وأنّ كل واحد يجب ان «يحمل حمله الخاص».‏ (‏غلاطية ٦:‏٥،‏ ٧؛‏ ١ تسالونيكي ٤:‏٩-‏١٢‏)‏ ويوضحون من الاسفار المقدسة انّ يهوه يترك امورا كثيرة لضمير كل فرد منا،‏ وأنه لا يجب ان نَدين الآخرين بأمور كهذه.‏ (‏متى ٧:‏١،‏ ٢؛‏ يعقوب ٤:‏١٠-‏١٢‏)‏ فيجب ان يوجد في الجماعة جو من الثقة والاحترام لنخدم معا باتحاد.‏ وإذ يمنح مَن هم «عطايا في رجال» مشورة مؤسسة على الاسفار المقدسة عند الحاجة يساعدوننا ان نحافظ على سلامنا ووحدتنا.‏ —‏ روما ١٤:‏١٩‏.‏

      حماية الرعية

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ ممن يحمينا ‹العطايا في رجال›؟‏ (‏ب)‏ من اية مخاطر اخرى يحتاج الخراف الى الحماية،‏ وكيف يعمل الشيوخ على حماية الخراف؟‏

      ١٨ رابعا،‏ يزود يهوه «عطايا في رجال» لحمايتنا من التأثّر ‹بكل ريح تعليم بحيلة الناس،‏ بالمكر في ابتداع الضلال›.‏ (‏افسس ٤:‏١٤‏)‏ انّ الكلمة الاصلية المنقولة الى «حيلة» يمكن ان تعني:‏ «الغش في لعبة النَّرد» او «مهارة التلاعب بفَصَّي النرد».‏ ألا يذكِّرنا هذا بمدى الذكاء الذي يعمل به المرتدون؟‏ فهم يتلاعبون بالاسفار المقدسة مستخدمين حججا ماكرة في محاولاتهم اقناع المسيحيين الحقيقيين بالابتعاد عن ايمانهم.‏ ويجب على الشيوخ ان يحذروا هذه ‹الذئاب الجائرة›!‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      ١٩ وتحتاج خراف يهوه الى الحماية من مخاطر اخرى ايضا.‏ فقد حمى الراعي القديم داود غنم ابيه بشجاعة من الحيوانات المفترسة.‏ (‏١ صموئيل ١٧:‏٣٤-‏٣٦‏)‏ وكذلك اليوم،‏ قد تنشأ حالات ينبغي ان يُظهِر فيها الرعاة المسيحيون المهتمون الشجاعة لحماية الرعية ممن قد يسيء معاملة خراف يهوه او يجور عليهم،‏ ولا سيما الخراف الاكثر عرضة لذلك.‏ وسيسرع الشيوخ في ان يعزلوا من الجماعة الخطاة عمدا الذين يستخدمون بشكل عمدي الحيلة،‏ الخداع،‏ والمكر لارتكاب الاعمال الشريرة.‏b —‏ ١ كورنثوس ٥:‏٩-‏١٣‏؛‏ قارنوا مزمور ١٠١:‏٧‏.‏

      ٢٠ لماذا يمكننا الشعور بالامن عندما يعتني بنا من هم «عطايا في رجال»؟‏

      ٢٠ كم نحن شاكرون على ‹العطايا في رجال›!‏ فبفضل عنايتهم الحبية يمكننا الشعور بالامن،‏ لأنهم يصلحوننا برقة،‏ يبنوننا بمحبة،‏ يسارعون الى المحافظة على وحدتنا،‏ ويحموننا بشجاعة.‏ ولكن كيف ينبغي ان ينظر مَن هم «عطايا في رجال» الى دورهم في الجماعة؟‏ وكيف يمكننا اظهار تقديرنا لهم؟‏ سيُناقش هذان السؤالان في المقالة التالية.‏

  • تقدير ‹العطايا في رجال›‏
    برج المراقبة ١٩٩٩ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • تقدير ‹العطايا في رجال›‏

      ‏«قدِّروا الذين يعملون بكدّ بينكم .‏ .‏ .‏ واعتبروهم غاية الاعتبار في المحبة من اجل عملهم».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١ بحسب اعمال ٢٠:‏٣٥‏،‏ اية قوة يملكها العطاء؟‏ اوضحوا.‏

      ‏«السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ هل يمكنكم ان تذكروا آخر مرة اختبرتم فيها صحة كلمات يسوع هذه؟‏ ربما كانت عطية اهديتموها لشخص تحبونه كثيرا.‏ لقد اخترتموها باعتناء اذ اردتم ان يعزّها محبوبكم.‏ وكم اسعدتكم رؤية البهجة ظاهرة على وجه محبوبكم!‏ فالعطاء هو تعبير عن المحبة عندما يكون دافعه لائقا،‏ والتعبير عن المحبة يملك القوة لجلب السعادة.‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ لماذا يمكن القول ان لا احد اكثر سعادة من يهوه،‏ وكيف يمكن لتدبير ‹العطايا في رجال› ان يُفرح قلبه؟‏ (‏ب)‏ ما الذي لا نريد فعله بعطية من اللّٰه؟‏

      ٢ اذًا،‏ مَن يمكن ان يكون اكثر سعادة من يهوه،‏ معطي «كل عطية صالحة»؟‏ (‏يعقوب ١:‏١٧؛‏ ١ تيموثاوس ١:‏١١‏)‏ فكل عطية يمنحها يكون دافعها المحبة.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨‏)‏ ويصح ذلك في العطية التي وهبها للجماعة بواسطة المسيح،‏ ألا وهي ‹العطايا في رجال›.‏ (‏افسس ٤:‏٨‏)‏ فتزويد الشيوخ للاهتمام بالرعية هو تدبير يعبّر عن محبة اللّٰه العميقة نحو شعبه.‏ لقد اختير هؤلاء الرجال باعتناء اذ يجب ان يبلغوا المؤهلات المذكورة في الاسفار المقدسة.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١-‏٧؛‏ تيطس ١:‏٥-‏٩‏)‏ وهم يدركون انّ عليهم ‹معاملة الرعية برقة›،‏ لأنه عند ذلك سيشعر الخراف انهم شاكرون على وجود هؤلاء الرعاة المحبين.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٩؛‏ مزمور ١٠٠:‏٣‏)‏ وعندما يرى يهوه انّ قلوب خرافه مفعمة بالشكر،‏ سيفرح قلبه بالتأكيد!‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

      ٣ لا نريد بالطبع ان ننقص قيمة عطية من اللّٰه؛‏ ولا نريد ان نكون عديمي التقدير لعطاياه.‏ لذلك ينشأ سؤالان:‏ كيف ينبغي ان ينظر الشيوخ الى دورهم في الجماعة؟‏ وكيف يمكن ان تُظهر باقي الرعية انها تقدِّر ‹العطايا في رجال›؟‏

      ‏‹نحن رفقاؤكم في العمل›‏

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ بماذا يشبِّه بولس الجماعة،‏ ولماذا يكون هذا الايضاح مناسبا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُظهر ايضاح بولس في ما يتعلق بالطريقة التي بها ينبغي ان ينظر الى ويعامل واحدنا الآخر؟‏

      ٤ لقد عهد يهوه الى ‹العطايا في رجال› بمقدار من السلطة في الجماعة.‏ وطبعا،‏ لا يريد الشيوخ ان يسيئوا استعمال سلطتهم،‏ لكنهم يدركون انّ ذلك سهل جدا لأنهم بشر ناقصون.‏ اذًا،‏ كيف ينبغي ان ينظروا الى انفسهم بالمقارنة مع باقي الرعية؟‏ تأملوا في الايضاح الذي استخدمه الرسول بولس.‏ بعد ان ناقش لماذا يوهَب ‹العطايا في رجال›،‏ كتب:‏ «لننمُ بواسطة المحبة في كل شيء الى ذاك الذي هو الرأس،‏ المسيح.‏ منه كل الجسد،‏ اذ هو مقترن معا بانسجام وفيه تعاون من خلال كل مفصل يؤدي ما يلزم،‏ بحسب عمل كل عضو بعينه بالمقدار الملائم،‏ يعمل على نمو الجسد لبنيان ذاته بالمحبة».‏ (‏افسس ٤:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ اذًا،‏ يشبِّه بولس الجماعة،‏ بمن فيها الشيوخ والاعضاء الآخرون،‏ بالجسد البشري.‏ فلماذا يكون هذا الايضاح مناسبا؟‏

      ٥ يتألف الجسد البشري من اعضاء مختلفة كثيرة،‏ ولكن له رأس واحد فقط.‏ وما من شيء غير نافع في الجسد —‏ حتى ولا عضلة،‏ عصب،‏ او وريد.‏ فكل عضو هو ذو قيمة ويساهم في صحة وجمال الجسد ككل.‏ وبصورة مشابهة،‏ تتألف الجماعة من اعضاء مختلفين كثيرين،‏ ويمكن لكل عضو —‏ سواء كان حدثا او شيخا،‏ قويا او ضعيفا —‏ ان يساهم في الصحة الروحية والجمال الروحي للجماعة بشكل عام.‏ (‏١ كورنثوس ١٢:‏١٤-‏٢٦‏)‏ ولا يجب ان يشعر احد بعدم الاهمية.‏ وبالمقابل،‏ لا يجب ان يشعر احد بالتفوق على الآخرين،‏ لأننا جميعا،‏ الرعاة والخراف على السواء،‏ جزء من الجسد‏،‏ وثمة رأس واحد فقط،‏ المسيح.‏ وهكذا ينقل بولس صورة تعبِّر عن المحبة،‏ العناية،‏ والاحترام التي ينبغي ان يمتلكها واحدنا نحو الآخر.‏ وإدراك ذلك يساعد الشيوخ على امتلاك نظرة متزنة ومتواضعة الى دورهم في الجماعة.‏

      ٦ على الرغم من امتلاك بولس سلطة رسولية،‏ كيف اعرب عن روح متواضعة؟‏

      ٦ لا يطلب هؤلاء ‹العطايا في رجال› السيطرة على حياة رفقائهم العبّاد او على ايمانهم.‏ فعلى الرغم من امتلاك بولس سلطة رسولية،‏ قال لأهل كورنثوس بتواضع:‏ «ليس اننا نسود على ايمانكم،‏ بل نحن رفقاء في العمل لفرحكم،‏ فأنتم بإيمانكم ثابتون».‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏٢٤‏)‏ لم يرغب بولس في السيطرة على ايمان اخوته وطريقة حياتهم.‏ وفي الواقع،‏ لم يجد حاجة الى ذلك اذ عبّر عن الثقة بكونهم رجالا ونساء امناء اصبحوا جزءا من هيئة يهوه لأنهم رغبوا في فعل الصواب.‏ لذلك عندما كان بولس يتكلم عن نفسه ورفيقه في السفر تيموثاوس،‏ كان في الواقع يقول:‏ ‹مهمتنا هي ان نعمل معكم لخدمة اللّٰه بفرح›.‏ (‏٢ كورنثوس ١:‏١‏)‏ فيا لها من روح متواضعة!‏

      ٧ ماذا يدرك الشيوخ المتواضعون في ما يتعلق بدورهم في الجماعة،‏ وأية ثقة لديهم برفقائهم في العمل؟‏

      ٧ و ‹العطايا في رجال› اليوم لديهم المهمة نفسها.‏ فهم ‹رفقاء في العمل لفرحنا›.‏ ويدرك الشيوخ المتواضعون انهم ليسوا مَن يقرر ما يستطيع الآخرون القيام به في خدمة اللّٰه.‏ ورغم انهم يشجعون الآخرين على توسيع نطاق خدمتهم او تحسينها،‏ يعلمون انّ خدمة اللّٰه ينبغي ان تصدر عن قلب راغب.‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ٩:‏٧‏.‏)‏ وهم واثقون ان رفقاءهم في العمل سيفعلون كل ما في وسعهم اذا كانوا فرحين.‏ ولذلك فرغبتهم القلبية هي مساعدة اخوتهم ان ‹يعبدوا الرب بفرح›.‏ —‏ مزمور ١٠٠:‏٢‏.‏

      مساعدة الجميع ان يخدموا بفرح

      ٨ ما هي بعض الطرائق التي تمكِّن الشيوخ من مساعدة اخوتهم ان يخدموا يهوه بفرح؟‏

      ٨ كيف يمكنكم ايها الشيوخ مساعدة اخوتكم ان يخدموا بفرح؟‏ يمكنكم تشجيعهم بمثالكم.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٣‏)‏ اجعلوا غيرتكم وفرحكم في الخدمة ظاهرين،‏ فيتشجع الآخرون على التمثّل بكم.‏ امدحوا الآخرين على جهودهم المبذولة من كل النفس.‏ (‏افسس ٤:‏٢٩‏)‏ فالمدح القلبي الصادق يساعد الآخرين على الشعور بأنهم نافعون وأن هنالك حاجة اليهم،‏ ويشجِّع الخراف ان يرغبوا في بذل قصارى جهدهم في خدمة اللّٰه.‏ تجنبوا المقارنات السلبية.‏ (‏غلاطية ٦:‏٤‏)‏ فمقارنات كهذه تعمل على تثبيط الآخرين عوض دفعهم الى التحسين.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ خراف يهوه افراد تختلف ظروفهم ومقدراتهم.‏ وكبولس،‏ عبِّروا عن الثقة بإخوتكم.‏ فالمحبة «تصدق كل شيء»،‏ ولذلك نفعل حسنا إن صدّقنا انّ اخوتنا يحبون اللّٰه ويرغبون في ارضائه.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٧‏)‏ وعندما ‹تظهرون الاكرام للآخرين›،‏ تحصلون على افضل ما لديهم.‏ (‏روما ١٢:‏١٠‏)‏ وتأكدوا انه عندما ينال الخراف التشجيع والانتعاش،‏ سيبذل معظمهم كل ما في وسعهم في خدمة اللّٰه ويفرحون بها.‏ —‏ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

      ٩ اية نظرة الى الرفقاء الشيوخ ستساعد كل شيخ ان يخدم بفرح؟‏

      ٩ والنظر الى نفسك بتواضع ‹كرفيق في العمل› سيساعدك انت ان تخدم بفرح وأن تقدِّر العطايا الفريدة لدى رفقائك الشيوخ.‏ فكل شيخ يملك مواهب ومقدرات خاصة به يمكنه استخدامها لفائدة الجماعة.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٠‏)‏ فقد يملك احد الشيوخ موهبة في التعليم،‏ فيما يكون شيخ آخر ماهرا في التنظيم،‏ وربما يسهل كثيرا الاقتراب الى آخر بسبب دفئه ورأفته.‏ في الواقع،‏ لا يملك ايّ شيخ كل العطايا بالدرجة نفسها.‏ فعندما يملك احد الشيوخ عطية معيَّنة،‏ كعطية التعليم مثلا،‏ هل يجعله ذلك متفوقا على غيره؟‏ كلا على الاطلاق!‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏ وبالمقابل،‏ ما من سبب يجعلك تحسد شيخا آخر على عطية يملكها،‏ او تشعر بعدم الكفاءة عندما يملك مقدرة تجلب له المدح من الآخرين.‏ تذكر انّ لديك انت ايضا عطايا يراها يهوه،‏ وبإمكانه مساعدتك على تنميتها واستخدامها لفائدة اخوتك.‏ —‏ فيلبي ٤:‏١٣‏.‏

      ‏‹اطيعوا وكونوا مذعنين›‏

      ١٠ لماذا اظهار التقدير ‹للعطايا في رجال› هو اقل ما يليق فعله؟‏

      ١٠ عندما نتلقّى عطية يكون اظهار التقدير اقل ما يليق فعله.‏ تقول كولوسي ٣:‏١٥‏:‏ «اظهروا انكم شاكرون».‏ فماذا عن ‹العطايا في رجال›،‏ عطية يهوه الثمينة لنا؟‏ نحن طبعا شاكرون ليهوه بشكل رئيسي،‏ فهو واهب العطايا الكريم.‏ ولكن ماذا عن ‹العطايا في رجال› انفسهم؟‏ كيف يمكن ان نظهِر اننا نقدِّرهم؟‏

      ١١ (‏أ)‏ كيف يمكن ان نظهر تقديرنا ‹للعطايا في رجال›؟‏ (‏ب)‏ ما هو مغزى التعبيرين:‏ «اطيعوا» و «كونوا مذعنين»؟‏

      ١١ يمكن ان نظهر تقديرنا ‹للعطايا في رجال› بأن نسارع الى الانتباه الى مشورتهم وقراراتهم المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ فهو ينصحنا:‏ «اطيعوا الذين يتولَّون القيادة بينكم وكونوا مذعنين،‏ لأنهم يبقون ساهرين على نفوسكم سهر من سيؤدّي حسابا؛‏ لكي يفعلوا ذلك بفرح لا بتنهد،‏ لأن هذا مضرّ بكم».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٧‏)‏ لاحظوا انه علينا ليس فقط ان ‹نطيع› بل ايضا ان ‹نكون مذعنين› للذين يتولَّون القيادة.‏ والكلمة اليونانية المنقولة الى «كونوا مذعنين» تعني حرفيا «كونوا خاضعين لِـ‍ ».‏ يقول عالم الكتاب المقدس ر.‏ سي.‏ ه‍.‏ لنْسكي معلقا على التعبيرين «اطيعوا» و «كونوا مذعنين»:‏ «يطيع المرء عندما يوافق على فعل ما يُطلب منه ويقتنع بأن ذلك صائب ومفيد؛‏ ويخضع المرء .‏ .‏ .‏ عندما يكون رأيه مخالفا».‏ فعندما نفهم توجيه الذين يتولَّون القيادة ونوافق عليه،‏ قد تسهل اطاعتهم.‏ ولكن ماذا لو لم نفهم سبب اتخاذ قرار معيّن؟‏

      ١٢ لماذا ينبغي ان نكون مذعنين،‏ او خاضعين،‏ حتى عندما لا نفهم كاملا سبب اتخاذ قرار معيَّن؟‏

      ١٢ هذه هي الحالة التي نحتاج فيها ان نكون مذعنين او خاضعين.‏ لماذا؟‏ احد الاسباب هو انه يلزمنا الوثوق بأن اولئك الرجال المؤهلين روحيا يهتمون بأفضل مصالحنا.‏ وفضلا عن ذلك،‏ يدركون جيدا انه يجب ان يؤدّوا حسابا ليهوه بشأن الخراف الذين اؤتمنوا عليهم.‏ (‏يعقوب ٣:‏١‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ نفعل حسنا إن تذكّرنا اننا ربما لا نعرف كل الوقائع السرّية التي قادتهم الى اتخاذ قرار ما بعد دراسة كل جوانبه.‏ —‏ امثال ١٨:‏١٣‏.‏

      ١٣ ماذا يمكن ان يساعدنا لنكون مذعنين عندما يتعلق الامر بقرارات الشيوخ القضائية؟‏

      ١٣ ماذا عن الاذعان عندما يتعلق الامر بقرارات قضائية؟‏ من المسلم به انّ الامر قد لا يكون سهلا،‏ وخصوصا اذا اتُّخذ قرار بفصل شخص نحبه —‏ قريب او صديق حميم.‏ وفي هذه الحالة ايضا من الافضل ان نخضع لحكم ‹العطايا في رجال›.‏ فوضعهم يمكِّنهم ان يكونوا اكثر موضوعية منا،‏ وربما اكثر اطلاعا على الوقائع.‏ وغالبا ما تؤلم مثل هذه القرارات هؤلاء الاخوة؛‏ و ‹القضاء للرب› مسؤولية تستلزم الرزانة.‏ (‏٢ أخبار الايام ١٩:‏٦‏)‏ فهم يبذلون قصارى جهدهم ليكونوا رحماء اذ يعون انّ اللّٰه «غفور».‏ (‏مزمور ٨٦:‏٥‏)‏ ولكن عليهم ايضا المحافظة على نظافة الجماعة،‏ فيفصلون الخطاة غير التائبين كما يأمر الكتاب المقدس.‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏١١-‏١٣‏)‏ في حالات كثيرة يقبل الخاطئ نفسه القرار.‏ وربما يكون التأديب كل ما يلزم ليعود الى رشده.‏ فإذا كنا نحن الذين نحبه مذعنين للقرار المتخذ،‏ يمكن ان نساعده على الاستفادة من التأديب.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏١١‏.‏

      ‏«اعتبروهم غاية الاعتبار»‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ بحسب ١ تسالونيكي ٥:‏١٢،‏ ١٣‏،‏ لماذا يستحق الشيوخ اعتبارنا؟‏ (‏ب)‏ لماذا يمكن القول انّ الشيوخ ‹يعملون بكدّ بيننا›؟‏

      ١٤ يمكن ايضا الاعراب عن تقديرنا ‹للعطايا في رجال› بإظهار الاعتبار لهم.‏ فبولس،‏ في رسالته الى الجماعة في تسالونيكي،‏ نبَّه اعضاءها:‏ «قدِّروا الذين يعملون بكدّ بينكم ويشرفون عليكم في الرب وينبهونكم؛‏ واعتبروهم غاية الاعتبار في المحبة من اجل عملهم».‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ «يعملون بكدّ» —‏ ألا يصف ذلك الشيوخ المخلصين الذين يضحون لأجلنا بعدم انانية؟‏ تأملوا قليلا في الحِمل الثقيل الذي يحمله هؤلاء الاخوة الاعزاء.‏

      ١٥ انهم في معظم الحالات ارباب عائلات عليهم القيام بعمل دنيوي ليعولوا عائلاتهم.‏ (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ وإذا كان للشيخ اولاد،‏ فسيحتاج هؤلاء الصغار الى وقت ابيهم وانتباهه.‏ فربما يلزم ان يساعدهم على انجاز فروضهم المدرسية،‏ بالاضافة الى وضع برنامج ليتمكنوا من استخدام طاقتهم الحيوية في استجمام سليم.‏ (‏جامعة ٣:‏١،‏ ٤‏)‏ والشيء الاهم هو انه يعتني بالحاجات الروحية لعائلته،‏ فيدير بشكل قانوني درسا عائليا في الكتاب المقدس،‏ يعمل معهم في خدمة الحقل،‏ ويأخذهم الى الاجتماعات المسيحية.‏ (‏تثنية ٦:‏٤-‏٧؛‏ افسس ٦:‏٤‏)‏ وبالاضافة الى هذه المسؤوليات المألوفة لكثيرين منا،‏ لا ننسَ انّ لدى الشيوخ واجبات اخرى:‏ الاستعداد لأجزاء الاجتماعات،‏ القيام بزيارات رعائية،‏ الاهتمام بخير الجماعة الروحي،‏ ومعالجة قضايا قضائية عندما يكون ذلك ضروريا.‏ ويتحمل بعضهم مسؤولية اضافية ذات علاقة بالمحافل الدائرية،‏ المحافل الكورية،‏ بناء قاعات الملكوت،‏ ولجان الاتصال بالمستشفيات.‏ حقا،‏ انّ هؤلاء الاخوة «يعملون بكدّ»!‏

      ١٦ صفوا طرائق يمكننا بها اظهار الاعتبار للشيوخ.‏

      ١٦ كيف يمكننا اظهار الاعتبار لهم؟‏ يقول احد امثال الكتاب المقدس:‏ «الكلمة في وقتها ما احسنها».‏ (‏امثال ١٥:‏٢٣؛‏ ٢٥:‏١١‏)‏ وهكذا يمكن ان تُظهِر تعابير التقدير والتشجيع الصادقة اننا لا نستخف بالعمل الذي يقومون به بكد.‏ وينبغي ايضا ان نكون متعقلين في ما نتوقع منهم.‏ ومن ناحية اخرى،‏ ينبغي ان نشعر بحرية الاقتراب منهم لنيل المساعدة.‏ فقد نمرّ بظروف نشعر فيها انّ ‹قلبنا يمخض› ونحتاج الى تشجيع،‏ إرشاد،‏ او مشورة من الاسفار المقدسة يقدمها مَن هم ‹اهل لتعليم› كلمة اللّٰه.‏ (‏مزمور ٥٥:‏٤؛‏ ١ تيموثاوس ٣:‏٢‏)‏ وفي الوقت نفسه يلزم ان نتذكر انّ الشيخ يمكن ان يمنحنا وقتا محددا،‏ لأنه لا يستطيع اهمال حاجات عائلته او الآخرين في الجماعة.‏ وإذا كنا ‹نشاطر هؤلاء الاخوة العاملين بكدّ مشاعرهم›،‏ فلن نطلب منهم امورا غير منطقية.‏ (‏١ بطرس ٣:‏٨‏)‏ وعوض ذلك لنظهر التقدير للوقت والانتباه اللذين يتمكنون من منحهما لنا بتعقل مهما كان مقدارهما.‏ —‏ فيلبي ٤:‏٥‏.‏

      ١٧،‏ ١٨ اية تضحيات تبذلها زوجات شيوخ كثيرات،‏ وكيف يمكن ان نظهِر التقدير لهؤلاء الاخوات الامينات؟‏

      ١٧ ماذا عن زوجات الشيوخ؟‏ ألا يستحققن اعتبارنا؟‏ في الواقع،‏ انهن يشاركن الجماعة في ازواجهن.‏ وغالبا ما يستلزم هذا منهن القيام بتضحيات.‏ فأحيانا يكون على الشيوخ قضاء ساعات المساء في الاعتناء بقضايا الجماعة عوض صرف الوقت مع عائلاتهم.‏ وفي جماعات كثيرة تبذل نساء مسيحيات امينات تضحيات كهذه بملء ارادتهن ليتمكن ازواجهن من الاعتناء بخراف يهوه.‏ —‏ قارنوا ٢ كورنثوس ١٢:‏١٥‏.‏

      ١٨ كيف يمكن ان نظهر التقدير لهؤلاء الاخوات الامينات؟‏ بالطبع عندما لا نكون متطلبين بشكل غير معقول من ازواجهن.‏ وفضلا عن ذلك،‏ لا ننسَ قوة كلمات التقدير البسيطة.‏ تقول امثال ١٦:‏٢٤‏:‏ «الكلام الحسن شهد عسل حلو للنفس وشفاء للعظام».‏ تأملوا في هذا الاختبار:‏ اقترب زوجان من احد الشيوخ بعد اجتماع مسيحي وطلبا التحدث اليه بخصوص ابنهما المراهق.‏ وفيما كان الشيخ يتكلم مع الزوجين،‏ كانت زوجته تنتظر بصبر.‏ بعد ذلك،‏ اقتربت الام من زوجة الشيخ وقالت:‏ «اودّ ان اشكركِ على الوقت الذي قضاه زوجك في مساعدة عائلتي».‏ لقد اثّرت حقا كلمات التقدير اللطيفة البسيطة هذه في زوجة الشيخ.‏

      ١٩ (‏أ)‏ اية اهداف يحققها الشيوخ بأمانة كفريق؟‏ (‏ب)‏ على ماذا يجب ان نصمم جميعا؟‏

      ١٩ انّ تدبير اعتناء الشيوخ بالخراف هو احدى ‹العطايا الصالحة› من يهوه.‏ (‏يعقوب ١:‏١٧‏)‏ وهؤلاء الرجال ليسوا كاملين،‏ فهم يرتكبون الاخطاء مثلنا جميعا.‏ (‏١ ملوك ٨:‏٤٦‏)‏ ولكن كفريق،‏ يحقق الشيوخ في الجماعات حول العالم بأمانة الاهداف التي قصدها يهوه لهم،‏ ألا وهي اصلاح،‏ بنيان،‏ توحيد،‏ وحماية الرعية.‏ فليعزِم كل شيخ على الاستمرار في الاعتناء بخراف يهوه برقة،‏ مبرهنا بذلك انه عطية او بركة لإخوته.‏ ولنصمم جميعا على اظهار تقديرنا ‹للعطايا في رجال› بأن نكون طائعين ومذعنين لهم وأن نظهر لهم الاعتبار من اجل عملهم بكدّ.‏ وكم يمكن ان نكون شاكرين لأن يهوه زوّد بشكل حبي رجالا يقولون حقا لخرافه:‏ ‹مهمتنا هي مساعدتكم ان تخدموا اللّٰه بفرح›!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة