-
«ان اباكم رحيم»برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
«إِنَّ أَبَاكُمْ رَحِيمٌ»
«كُونُوا دَوْمًا رُحَمَاءَ، كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ رَحِيمٌ». — لوقا ٦:٣٦.
١، ٢ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا يَسُوعُ لِلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَلِأَتْبَاعِهِ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ صِفَةٌ يَنْبَغِي ٱلتَّحَلِّي بِهَا؟
تَضَمَّنَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُعْطَاةُ بِوَاسِطَةِ مُوسَى نَحْوَ ٦٠٠ فَرِيضَةٍ. وَفِي حِينِ أَنَّهُ لَزِمَ إِتْمَامُ مَطَالِبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، كَانَ إِظْهَارُ ٱلرَّحْمَةِ أَمْرًا بَالِغَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ أَيْضًا. لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَسُوعُ لِلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُعْرِبُوا عَنِ ٱلرَّحْمَةِ لِلْآخَرِينَ. فَقَدْ وَبَّخَهُمْ فِي مُنَاسَبَتَيْنِ، قَائِلًا لَهُمْ إِنَّ ٱللّٰهَ أَوْصَى: «أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً». (متى ٩:١٠-١٣؛ ١٢:١-٧؛ هوشع ٦:٦) وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا فِي أَوَاخِرِ خِدْمَتِهِ: «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ، لِأَنَّكُمْ تُقَدِّمُونَ عُشْرَ ٱلنَّعْنَعِ وَٱلشِّبِثِّ وَٱلْكَمُّونِ، وَتَجَاهَلْتُمْ أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ، أَيِ ٱلْعَدْلَ وَٱلرَّحْمَةَ وَٱلْأَمَانَةَ!». — متى ٢٣:٢٣.
٢ لَا شَكَّ أَنَّ يَسُوعَ شَدَّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلرَّحْمَةِ. فَقَدْ قَالَ لِأَتْبَاعِهِ: «كُونُوا دَوْمًا رُحَمَاءَ، كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ رَحِيمٌ». (لوقا ٦:٣٦) وَلكِنْ لِكَيْ ‹نَكُونَ مُقْتَدِينَ بِٱللّٰهِ› فِي هذَا ٱلْمَجَالِ، يَلْزَمُ أَنْ نَعْرِفَ مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ. (افسس ٥:١) كَمَا أَنَّنَا سَنَنْدَفِعُ إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ بِشَكْلٍ أَكْمَلَ فِي حَيَاتِنَا إِذَا أَدْرَكْنَا مَا هِيَ فَوَائِدُ هذِهِ ٱلصِّفَةِ.
اَلرَّحْمَةُ لِلْمُتَضَايِقِينَ
٣ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَلْتَفِتَ إِلَى يَهْوَه لِنَتَعَلَّمَ مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ؟
٣ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «يَهْوَهُ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ. يَهْوَهُ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ». (مزمور ١٤٥:٨، ٩) وَقَالَ بُولُسُ إِنَّ يَهْوَه هُوَ «أَبُو ٱلْمَرَاحِمِ ٱلرَّقِيقَةِ وَإِلٰهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ». (٢ كورنثوس ١:٣) عُمُومًا، يَجْرِي إِظْهَارُ ٱلرَّحْمَةِ مِنْ خِلَالِ مُعَامَلَةِ ٱلْآخَرِينَ بِرَأْفَةٍ. وَهذَا وَجْهٌ بَارِزٌ مِنْ شَخْصِيَّةِ ٱللّٰهِ. لِذلِكَ فَإِنَّ مِثَالَهُ وَإِرْشَادَاتِهِ تُعَلِّمُنَا مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ.
٤ مَاذَا تُعَلِّمُنَا إِشَعْيَا ٤٩:١٥ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ؟
٤ يَقُولُ يَهْوَه حَسْبَمَا يَرِدُ فِي إِشَعْيَا ٤٩:١٥: «هَلْ تَنْسَى ٱلْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلَا تُشْفِقَ عَلَى ٱبْنِ بَطْنِهَا؟». إِنَّ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ ٱلْمُرْتَبِطَةَ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلْكَلِمَةِ ٱلْمُتَرْجَمَةِ هُنَا إِلَى «تُشْفِقُ» تُسْتَخْدَمُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ١٤٥:٨، ٩ ٱلْمُقْتَبَسَةِ آنِفًا لِلْإِشَارَةِ إِلَى ٱلرَّحْمَةِ. فَٱلْمَشَاعِرُ ٱلَّتِي تَدْفَعُ يَهْوَه أَنْ يَكُونَ رَحِيمًا هِيَ أَشْبَهُ بِٱلْمَشَاعِرِ ٱلرَّقِيقَةِ ٱلَّتِي تُكِنُّهَا ٱلْمُرْضِعَةُ عَادَةً لِطِفْلِهَا. فَعِنْدَمَا يَكُونُ ٱلرَّضِيعُ جَائِعًا أَوْ لَدَيْهِ حَاجَةٌ أُخْرَى، تَتَوَلَّدُ لَدَى ٱلْأُمِّ مَشَاعِرُ ٱلرَّأْفَةِ أَوِ ٱلْعَطْفِ، مِمَّا يَدْفَعُهَا إِلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِحَاجَتِهِ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يُكِنُّ يَهْوَه ٱلْمَشَاعِرَ ٱلرَّقِيقَةَ نَفْسَهَا لِلَّذِينَ يُظْهِرُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَةَ.
٥ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَه أَنَّهُ «غَنِيٌّ بِٱلرَّحْمَةِ» فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟
٥ لكِنَّ ٱلشُّعُورَ بِٱلرَّأْفَةِ وَحْدَهُ لَا يَكْفِي، بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَدْفَعَ هذَا ٱلشُّعُورُ ٱلْمَرْءَ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُتَضَايِقِينَ. لَاحِظْ كَيْفَ تَجَاوَبَ يَهْوَه عِنْدَمَا ٱسْتُعْبِدَ عُبَّادُهُ فِي مِصْرَ مُنْذُ نَحْوِ ٥٠٠,٣ سَنَةٍ. فَقَدْ قَالَ لِمُوسَى: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي ٱلَّذِينَ فِي مِصْرَ، وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ بِسَبَبِ مُسَخِّرِيهِمْ، لِأَنِّي عَالِمٌ بِأَوْجَاعِهِمْ. فَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي ٱلْمِصْرِيِّينَ وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ ٱلْأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَرَحْبَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ حَلِيبًا وَعَسَلًا». (خروج ٣:٧، ٨) وَبَعْدَ خُرُوجِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ بِنَحْوِ ٥٠٠ سَنَةٍ، ذَكَّرَهُمْ يَهْوَه: «أَنَا ٱلَّذِي أَصْعَدَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ وَأَنْقَذَكُمْ مِنْ يَدِ مِصْرَ وَمِنْ يَدِ كُلِّ ٱلْمَمَالِكِ ٱلَّتِي ضَايَقَتْكُمْ». (١ صموئيل ١٠:١٨) وَلكِنْ بِسَبَبِ ٱنْحِرَافِهِمْ عَنْ مَقَايِيسِ ٱللّٰهِ ٱلْبَارَّةِ، كَثِيرًا مَا «ضَاقَ بِهِمِ ٱلْأَمْرُ جِدًّا». غَيْرَ أَنَّ يَهْوَه تَرَأَّفَ عَلَيْهِمْ وَأَنْقَذَهُمْ تَكْرَارًا. (قضاة ٢:١١-١٦؛ ٢ اخبار الايام ٣٦:١٥) يُظْهِرُ مَا تَقَدَّمَ كَيْفَ يَتَجَاوَبُ ٱلْإِلهُ ٱلْمُحِبُّ مَعَ ٱلْمُحْتَاجِينَ، ٱلْمُعَرَّضِينَ لِلْخَطَرِ، أَوِ ٱلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِضِيقَاتٍ. حَقًّا، إِنَّ يَهْوَه «غَنِيٌّ بِٱلرَّحْمَةِ». — افسس ٢:٤.
٦ كَيْفَ ٱقْتَدَى يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِأَبِيهِ فِي إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ؟
٦ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، ٱقْتَدَى بِأَبِيهِ كَامِلًا فِي إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ. مَثَلًا، لَاحِظْ كَيْفَ تَجَاوَبَ يَسُوعُ عِنْدَمَا تَوَسَّلَ إِلَيْهِ أَعْمَيَانِ أَنْ يُعِيدَ إِلَيْهِمَا بَصَرَهُمَا عَجَائِبِيًّا قَائِلَيْنِ: «اِرْحَمْنَا يَا رَبُّ، يَا ٱبْنَ دَاوُدَ». فَقَدْ لَبَّى طَلَبَهُمَا، لكِنَّهُ لَمْ يَصْنَعِ ٱلْعَجِيبَةَ بِطَرِيقَةٍ آلِيَّةٍ خَالِيَةٍ مِنَ ٱلْمَشَاعِرِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّهُ «أَشْفَقَ . . . عَلَيْهِمَا وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا، فَأَبْصَرَا فِي ٱلْحَالِ». (متى ٢٠:٣٠-٣٤) وَمَشَاعِرُ ٱلشَّفَقَةِ هذِهِ دَفَعَتْ يَسُوعَ إِلَى ٱجْتِرَاحِ عَجَائِبَ كَثِيرَةٍ جَلَبَتِ ٱلرَّاحَةَ لِلْعُمْيِ، ٱلَّذِينَ تُسَيْطِرُ عَلَيْهِمِ ٱلشَّيَاطِينُ، ٱلْبُرْصِ، وَٱلْوَالِدِينَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ أَوْلَادٌ يُقَاسُونَ ٱلْآلَامَ. — متى ٩:٢٧؛ ١٥:٢٢؛ ١٧:١٥؛ مرقس ٥:١٨، ١٩؛ لوقا ١٧:١٢، ١٣.
٧ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ يَهْوَه ٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ؟
٧ يُظْهِرُ مِثَالُ يَهْوَه ٱللّٰهِ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ لَهَا وَجْهَانِ: أَوَّلًا، ٱمْتِلَاكُ مَشَاعِرِ ٱلرَّأْفَةِ، ٱلتَّعَاطُفِ، أَوِ ٱلشَّفَقَةِ تِجَاهَ ٱلْمُتَضَايِقِينَ؛ وَثَانِيًا، ٱتِّخَاذُ ٱلْإِجْرَاءِ لِإِرَاحَتِهِمْ. فَلِكَيْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ رَحِيمًا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَوْفِيَ ٱلشَّرْطَيْنِ كِلَيْهِمَا. وَفِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، غَالِبًا مَا تُشِيرُ ٱلرَّحْمَةُ إِلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ لُطْفٍ نَحْوَ ٱلْمُحْتَاجِينَ. وَلكِنْ كَيْفَ يَجْرِي ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ عِنْدَ ٱلْحُكْمِ عَلَى شَخْصٍ خَاطِئٍ؟ وَهَلْ تَشْمُلُ ٱلرَّحْمَةُ أَيْضًا ٱلِٱمْتِنَاعَ عَنْ إِنْزَالِ ٱلْعِقَابِ؟
اَلرَّحْمَةُ لِلْخُطَاةِ
٨، ٩ مَاذَا شَمَلَتِ ٱلرَّحْمَةُ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا يَهْوَه لِدَاوُدَ بَعْدَ خَطِيَّتِهِ مَعَ بَثْشَبَعَ؟
٨ لِنَتَأَمَّلْ فِي مَا حَصَلَ بَعْدَمَا وَاجَهَ ٱلنَّبِيُّ نَاثَانُ دَاوُدَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ بِشَأْنِ زِنَاهُ مَعَ بَثْشَبَعَ. فَقَدْ صَلَّى دَاوُدُ ٱلتَّائِبُ: «تَحَنَّنْ عَلَيَّ يَا اَللّٰهُ حَسَبَ لُطْفِكَ ٱلْحُبِّيِّ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَحْمَتِكَ ٱمْحُ مَعَاصِيَّ. اِغْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ ذَنْبِي، وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. لِأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا. إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ، وَٱلشَّرَّ أَمَامَ عَيْنَيْكَ فَعَلْتُ». — مزمور ٥١:١-٤.
٩ لَقَدْ كَانَ دَاوُدُ نَادِمًا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. لِذلِكَ غَفَرَ لَهُ يَهْوَه خَطِيَّتَهُ وَمَارَسَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ عِنْدَ إِنْزَالِ ٱلْعِقَابِ بِهِ وَبِبَثْشَبَعَ. فَبِحَسَبِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، كَانَ يَجِبُ قَتْلُ دَاوُدَ وَبَثْشَبَعَ كِلَيْهِمَا. (تثنية ٢٢:٢٢) وَفِي حِينِ أَنَّهُمَا لَمْ يُفْلِتَا مِنْ كُلِّ عَوَاقِبِ خَطِيَّتِهِمَا، فَقَدْ أَبْقَاهُمَا يَهْوَه عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ. (٢ صموئيل ١٢:١٣) فَرَغْمَ أَنَّ رَحْمَةَ ٱللّٰهِ تَشْمُلُ غُفْرَانَ ٱلْخَطَإِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ عَنْ إِنْزَالِ ٱلْعِقَابِ ٱلْمُنَاسِبِ.
١٠ رَغْمَ أَنَّ يَهْوَه رَحِيمٌ عِنْدَ ٱلْحُكْمِ عَلَيْنَا، لِمَاذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَعْتَبِرَ رَحْمَتَهُ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ؟
١٠ بِمَا أَنَّهُ «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ [آدَمَ] دَخَلَتِ ٱلْخَطِيَّةُ إِلَى ٱلْعَالَمِ» وَبِمَا أَنَّ «أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ»، فَإِنَّ كُلَّ ٱلْبَشَرِ يَسْتَحِقُّونَ ٱلْمَوْتَ. (روما ٥:١٢؛ ٦:٢٣) فَكَمْ يَنْبَغِي أَنْ نُقَدِّرَ يَهْوَه لِأَنَّهُ يُظْهِرُ ٱلرَّحْمَةَ عِنْدَ ٱلْحُكْمِ عَلَيْنَا! وَلكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَحْرِصَ لِئَلَّا نَعْتَبِرَ رَحْمَةَ ٱللّٰهِ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ. فَٱلتَّثْنِيَةُ ٣٢:٤ تَقُولُ إِنَّ «جَمِيعَ طُرُقِ [يَهْوَه] عَدْلٌ». فَٱللّٰهُ لَا يَتَجَاهَلُ مَقَايِيسَهُ ٱلْكَامِلَةَ لِلْعَدْلِ عِنْدَ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ.
١١ كَيْفَ أَخَذَ يَهْوَه ٱلْعَدْلَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ عِنْدَمَا عَالَجَ قَضِيَّةَ خَطِيَّةِ دَاوُدَ مَعَ بَثْشَبَعَ؟
١١ قَبْلَ تَخْفِيفِ حُكْمِ ٱلْإِعْدَامِ فِي حَالَةِ دَاوُدَ وَبَثْشَبَعَ، كَانَ يَجِبُ أَنْ يَغْفِرَ يَهْوَه لَهُمَا خَطِيَّتَهُمَا. وَهُوَ لَمْ يُفَوِّضْ إِلَى ٱلْقُضَاةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِعْلَ ذلِكَ. فَلَوْ سَمَحَ لَهُمْ بِٱلْحُكْمِ فِي هذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ، لَمَا كَانَ لَدَيْهِمْ أَيُّ خِيَارٍ سِوَى إِصْدَارِ حُكْمِ ٱلْإِعْدَامِ، إِذْ إِنَّ هذَا مَا نَصَّتْ عَلَيْهِ ٱلشَّرِيعَةُ. لكِنَّ يَهْوَه بِسَبَبِ عَهْدِهِ مَعَ دَاوُدَ، أَرَادَ أَنْ يُحَدِّدَ هَلْ هُنَالِكَ أَسَاسٌ لِيَغْفِرَ لَهُ خَطِيَّتَهُ. (٢ صموئيل ٧:١٢-١٦) لِذلِكَ ٱخْتَارَ يَهْوَه ٱللّٰهُ، «دَيَّانُ كُلِّ ٱلْأَرْضِ» وَ «فَاحِصُ ٱلْقَلْبِ»، أَنْ يُعَالِجَ هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ شَخْصِيًّا. (تكوين ١٨:٢٥؛ ١ اخبار الايام ٢٩:١٧) وَقَدْ تَمَكَّنَ مِنْ مَعْرِفَةِ مَا فِي قَلْبِ دَاوُدَ، تَقْيِيمِ أَصَالَةِ تَوْبَتِهِ، وَمَنْحِهِ ٱلْغُفْرَانَ.
١٢ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْبَشَرُ ٱلْخُطَاةُ لِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ رَحْمَةِ ٱللّٰهِ؟
١٢ إِنَّ ٱلرَّحْمَةَ ٱلَّتِي يُظْهِرُهَا يَهْوَه لَنَا بِإِتَاحَتِهِ ٱلْفُرْصَةَ لِنُعْفَى مِنْ عُقُوبَةِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ هِيَ مُنْسَجِمَةٌ مَعَ عَدْلِهِ. فَلِكَيْ يُتِيحَ غُفْرَانَ ٱلْخَطِيَّةِ دُونَ ٱنْتِهَاكِ ٱلْعَدْلِ، زَوَّدَ ذَبِيحَةَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِٱفْتِدَائِنَا. وَكَانَ هذَا أَعْظَمَ إِعْرَابٍ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. (متى ٢٠:٢٨؛ روما ٦:٢٢، ٢٣) وَلِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ رَحْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي تُنْقِذُنَا مِنْ عِقَابِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ، يَجِبُ أَنْ ‹نُمَارِسَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلِٱبْنِ›. — يوحنا ٣:١٦، ٣٦.
إِلهُ رَحْمَةٍ وَعَدْلٍ
١٣، ١٤ هَلْ تُلَطِّفُ رَحْمَةُ ٱللّٰهِ عَدْلَهُ؟ أَوْضِحُوا.
١٣ كَمَا رَأَيْنَا إِذًا، لَا تَنْتَهِكُ رَحْمَةُ يَهْوَه مِقْيَاسَهُ لِلْعَدْلِ. وَلكِنْ هَلْ تُبَدِّلُ ٱلرَّحْمَةُ شَيْئًا فِي عَدْلِ يَهْوَه كَمَا لَوْ أَنَّ فِيهِ خَطَأً بِحَاجَةٍ إِلَى تَعْدِيلٍ؟ وَهَلْ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلرَّحْمَةَ تُلَطِّفُ عَدْلَهُ؟ كَلَّا.
١٤ قَالَ يَهْوَه لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِفَمِ ٱلنَّبِيِّ هُوشَعَ: «أَخْطُبُكِ لِي إِلَى ٱلدَّهْرِ، وَأَخْطُبُكِ لِي بِٱلْبِرِّ وَٱلْعَدْلِ وَٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ وَٱلْمَرَاحِمِ». (هوشع ٢:١٩) تُظْهِرُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ أَنَّ يَهْوَه يُمَارِسُ دَائِمًا ٱلرَّحْمَةَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صِفَاتِهِ ٱلْأُخْرَى، بِمَا فِيهَا ٱلْعَدْلُ. فَهُوَ «إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَحَنَّانٌ، . . . يَعْفُو عَنِ ٱلذَّنْبِ وَٱلتَّعَدِّي وَٱلْخَطِيَّةِ، لٰكِنَّهُ لَا يُعْفِي مِنَ ٱلْعِقَابِ». (خروج ٣٤:٦، ٧) إِنَّهُ إِلهُ رَحْمَةٍ وَعَدْلٍ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْهُ: «هُوَ ٱلصَّخْرُ، وَكَامِلٌ صَنِيعُهُ، لِأَنَّ جَمِيعَ طُرُقِهِ عَدْلٌ». (تثنية ٣٢:٤) فَعَدْلُ ٱللّٰهِ كَامِلٌ، تَمَامًا كَرَحْمَتِهِ. وَمَا مِنْ صِفَةٍ مِنْ هَاتَيْنِ هِيَ أَسْمَى مِنَ ٱلْأُخْرَى أَوْ بِحَاجَةٍ أَنْ تُلَطِّفَهَا ٱلْأُخْرَى. فَٱلصِّفَتَانِ كِلْتَاهُمَا تَعْمَلَانِ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ تَامٍّ.
١٥، ١٦ (أ) مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْعَدْلَ ٱلْإِلهِيَّ لَيْسَ قَاسِيًا؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ يُمْكِنُ لِعُبَّادِ يَهْوَه أَنْ يَثِقُوا بِهِ عِنْدَمَا يُنَفِّذُ دَيْنُونَتَهُ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ هذَا؟
١٥ إِنَّ عَدْلَ يَهْوَه لَيْسَ قَاسِيًا. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَدْلَ يَنْطَوِي إِجْمَالًا عَلَى مَضَامِينَ قَانُونِيَّةٍ وَيَسْتَدْعِي عَادَةً إِنْزَالَ ٱلْعِقَابِ ٱلْمُسْتَحَقِّ بِٱلْخُطَاةِ، لكِنَّ ٱلْعَدْلَ ٱلْإِلهِيَّ يَشْمُلُ أَيْضًا تَزْوِيدَ ٱلْخَلَاصِ لِلْمُسْتَحِقِّينَ. مَثَلًا، عِنْدَمَا أُهْلِكَ ٱلْأَشْرَارُ فِي مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، أُنْقِذَ ٱلْأَبُ ٱلْجَلِيلُ لُوطٌ وَٱبْنَتَاهُ. — تكوين ١٩:١٢-٢٦.
١٦ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُمْكِنُنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّهُ عِنْدَمَا يُنَفِّذُ يَهْوَه ٱلدَّيْنُونَةَ فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ ٱلْحَاضِرِ، سَيُنْقِذُ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› مِنْ عُبَّادِهِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلَّذِينَ «غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وَبَيَّضُوهَا بِدَمِ ٱلْحَمَلِ». وَهكَذَا، سَيَنْجُونَ «مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ». — رؤيا ٧:٩-١٤.
لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ رُحَمَاءَ؟
١٧ أَيُّ سَبَبٍ جَوْهَرِيٍّ لَدَيْنَا لِنَكُونَ رُحَمَاءَ؟
١٧ يُعَلِّمُنَا مِثَالُ يَهْوَه وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ. وَٱلْأَمْثَالُ ١٩:١٧ تُعْطِينَا سَبَبًا جَوْهَرِيًّا لِنَكُونَ رُحَمَاءَ حِينَ تَقُولُ: «مَنْ يَتَحَنَّنُ عَلَى ٱلْمِسْكِينِ يُقْرِضُ يَهْوَهَ، وَعَنْ صَنِيعِهِ يُجَازِيهِ». فَيَهْوَه يُسَرُّ عِنْدَمَا نَقْتَدِي بِهِ وَبِٱبْنِهِ بِكَوْنِنَا رُحَمَاءَ فِي تَعَامُلَاتِنَا وَاحِدِنَا مَعَ ٱلْآخَرِ. (١ كورنثوس ١١:١) كَمَا أَنَّ مِثَالَنَا يُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَكُونُوا رُحَمَاءَ، لِأَنَّ ٱلرَّحْمَةَ صِفَةٌ مُعْدِيَةٌ. — لوقا ٦:٣٨.
١٨ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى لِنَكُونَ رُحَمَاءَ؟
١٨ إِنَّ ٱلرَّحْمَةَ هِيَ مَزِيجٌ مِنْ صِفَاتٍ جَيِّدَةٍ عَدِيدَةٍ. فَهِيَ تَشْمُلُ ٱلْحَنَانَ، ٱلْمَحَبَّةَ، ٱللُّطْفَ، وَٱلصَّلَاحَ. وَمَشَاعِرُ ٱلرَّأْفَةِ ٱلرَّقِيقَةِ أَوِ ٱلتَّعَاطُفِ هِيَ مَا يَدْفَعُ إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ. وَفِي حِينِ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ ٱلْإِلهِيَّةَ لَا تُضْعِفُ ٱلْعَدْلَ، فَإِنَّ يَهْوَه بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَيَمْنَحُ ٱلْخُطَاةَ بِصَبْرٍ وَقْتًا كَافِيًا لِيَتُوبُوا. (٢ بطرس ٣:٩، ١٠) وَهكَذَا نَرَى أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ تَرْتَبِطُ أَيْضًا بِٱلصَّبْرِ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ. لِذلِكَ بِمَا أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ هِيَ مَزِيجٌ مِنْ صِفَاتٍ رَائِعَةٍ — بِمَا فِيهَا تِلْكَ ٱلَّتِي تُؤَلِّفُ ثَمَرَ رُوحِ ٱللّٰهِ — فَٱلْإِعْرَابُ عَنْهَا يُتِيحُ لَنَا فُرْصَةً لِتَنْمِيَةِ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نَسْعَى لِنَكُونَ رُحَمَاءَ!
«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ»
١٩، ٢٠ بِأَيِّ مَعْنًى تَنْتَصِرُ ٱلرَّحْمَةُ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ؟
١٩ يُخْبِرُنَا ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ ٱلرَّحْمَةُ صِفَةً بَارِزَةً فِي حَيَاتِنَا. فَقَدْ كَتَبَ: «اَلرَّحْمَةُ تَنْتَصِرُ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ». (يعقوب ٢:١٣ب) كَانَ يَعْقُوبُ يَتَكَلَّمُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي يُظْهِرُهَا عَابِدُ يَهْوَه لِلْآخَرِينَ. وَٱلرَّحْمَةُ تَنْتَصِرُ عَلَى ٱلدَّيْنُونَةِ بِمَعْنَى أَنَّهُ عِنْدَمَا يَحِينُ ٱلْوَقْتُ كَيْ «يُؤَدِّيَ [ٱلْمَرْءُ] حِسَابًا عَنْ نَفْسِهِ للّٰهِ»، يَأْخُذُ يَهْوَه فِي ٱلِٱعْتِبَارِ تَعَامُلَاتِهِ ٱلرَّحِيمَةَ وَيَغْفِرُ لَهُ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ ٱبْنِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ. (روما ١٤:١٢) فَلَا شَكَّ أَنَّ أَحَدَ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي دَفَعَتْ يَهْوَه إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا أَخْطَأَ مَعَ بَثْشَبَعَ هُوَ أَنَّ دَاوُدَ نَفْسَهُ كَانَ شَخْصًا رَحِيمًا. (١ صموئيل ٢٤:٤-٧) بِٱلْمُقَابِلِ، فَإِنَّ «ٱلدَّيْنُونَةَ تَكُونُ بِلَا رَحْمَةٍ عَلَى مَنْ لَا يُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ». (يعقوب ٢:١٣أ) فَٱلَّذِينَ هُمْ «بِلَا رَحْمَةٍ» يُصَنَّفُونَ بَيْنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَعْتَبِرُهُمُ ٱللّٰهُ أَنَّهُمْ «يَسْتَحِقُّونَ ٱلْمَوْتَ». — روما ١:٣١، ٣٢.
٢٠ قَالَ يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ: «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ، فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ». (متى ٥:٧) وَهذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تُظْهِرُ بِوُضُوحٍ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِيَنَالُوا رَحْمَةَ ٱللّٰهِ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ رُحَمَاءَ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ نُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ.
-
-
كيف نمارس الرحمة؟برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١٥ ايلول (سبتمبر)
-
-
كَيْفَ نُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ؟
«لِنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». — غلاطية ٦:١٠.
١، ٢ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ؟
فِيمَا كَانَ رَجُلٌ مُتَضَلِّعٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ يَتَحَدَّثُ مَعَ يَسُوعَ، طَرَحَ عَلَيْهِ ٱلسُّؤَالَ: «مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟». وَفِي ٱلْإِجَابَةِ، أَعْطَى يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ ٱلتَّالِيَ: «كَانَ إِنْسَانٌ نَازِلًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَٱنْهَالُوا عَلَيْهِ ضَرْبًا، ثُمَّ مَضَوْا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيِّتٍ. وَٱتَّفَقَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلًا فِي تِلْكَ ٱلطَّرِيقِ، وَلٰكِنَّهُ حِينَ رَآهُ، ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ. وَكَذٰلِكَ لَاوِيٌّ أَيْضًا، حِينَ وَصَلَ إِلَى ٱلْمَكَانِ وَرَآهُ، ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ. إِلَّا أَنَّ سَامِرِيًّا مَارًّا فِي ٱلطَّرِيقِ أَتَى إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ، أَشْفَقَ عَلَيْهِ. فَٱقْتَرَبَ مِنْهُ وَضَمَدَ جُرُوحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ أَرْكَبَهُ عَلَى بَهِيمَتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَٱعْتَنَى بِهِ. وَفِي ٱلْغَدِ، أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ ٱلْفُنْدُقِ وَقَالَ: ‹اِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا تُنْفِقْ فَوْقَ هٰذَا، فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ رُجُوعِي›». بَعْدَ ذلِكَ، سَأَلَ يَسُوعُ ٱلرَّجُلَ: «أَيُّ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةِ يَبْدُو لَكَ أَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ ٱللُّصُوصِ؟». فَأَجَابَ ٱلرَّجُلُ: «اَلَّذِي عَامَلَهُ بِرَحْمَةٍ». — لوقا ١٠:٢٥، ٢٩-٣٧أ.
٢ إِنَّ ٱهْتِمَامَ ٱلسَّامِرِيِّ بِٱلرَّجُلِ ٱلْجَرِيحِ يُوضِحُ مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ. فَٱلسَّامِرِيُّ شَعَرَ بِٱلشَّفَقَةِ، أَوِ ٱلتَّعَاطُفِ، مِمَّا دَفَعَهُ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ لِإِرَاحَةِ ٱلضَّحِيَّةِ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، لَمْ يَكُنِ ٱلسَّامِرِيُّ يَعْرِفُ ٱلرَّجُلَ. وَهذَا مَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ لَا تُعِيقُهَا ٱلْحَوَاجِزُ ٱلْقَوْمِيَّةُ أَوِ ٱلدِّينِيَّةُ أَوِ ٱلْحَضَارِيَّةُ. وَبَعْدَمَا ٱنْتَهَى يَسُوعُ مِنْ مَثَلِ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ، نَصَحَ مُسْتَمِعَهُ: «اِذْهَبْ وَٱفْعَلْ أَنْتَ هٰكَذَا». (لوقا ١٠:٣٧ب) نَحْنُ أَيْضًا، يُمْكِنُنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى هذَا ٱلْحَضِّ وَنَسْعَى لِنَكُونَ رُحَمَاءَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ. كَيْفَ ذلِكَ؟ وَبِأَيَّةِ طِرَائِقَ يُمْكِنُنَا مُمَارَسَةُ ٱلرَّحْمَةِ فِي حَيَاتِنَا ٱليَوْمِيَّةِ؟
‹إِنْ كَانَ أَخٌ عُرْيَانًا›
٣، ٤ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ خُصُوصًا أَنْ نُمَارِسَ ٱلرَّحْمَةَ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
٣ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «مَا دَامَتْ لَنَا ٱلْفُرْصَةُ، فَلْنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». (غلاطية ٦:١٠) فَلْنُنَاقِشْ أَوَّلًا كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَسْخِيَاءَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ لِأَهْلِ ٱلْإِيمَانِ.
٤ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ، مُشَجِّعًا ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يَكُونُوا رُحَمَاءَ وَاحِدُهُمْ مَعَ ٱلْآخَرِ: «اَلدَّيْنُونَةُ تَكُونُ بِلَا رَحْمَةٍ عَلَى مَنْ لَا يُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ». (يعقوب ٢:١٣) وَقَرِينَةُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُوحَى بِهَا تَكْشِفُ لَنَا بَعْضَ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُمْكِنُنَا بِوَاسِطَتِهَا أَنْ نُمَارِسَ ٱلرَّحْمَةَ. مَثَلًا، نَقْرَأُ فِي يَعْقُوبَ ١:٢٧: «اَلدِّيَانَةُ ٱلطَّاهِرَةُ غَيْرُ ٱلْمُدَنَّسَةِ فِي نَظَرِ إِلٰهِنَا وَأَبِينَا هِيَ هٰذِهِ: اَلِٱعْتِنَاءُ بِٱلْيَتَامَى وَٱلْأَرَامِلِ فِي ضِيقِهِمْ، وَحِفْظُ ٱلنَّفْسِ بِلَا لَطْخَةٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ». وَتَقُولُ يَعْقُوبُ ٢:١٥، ١٦: «إِنْ كَانَ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَيُعْوِزُهُمَا قُوتُ يَوْمِهِمَا، وَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمْ: ‹اِذْهَبَا بِسَلَامٍ، ٱسْتَدْفِئَا وَٱشْبَعَا›، وَلَمْ تُعْطُوهُمَا ضَرُورَاتِ ٱلْجَسَدِ، فَمَا ٱلْمَنْفَعَةُ؟».
٥، ٦ كَيْفَ نَكُونُ أَسْخِيَاءَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ لِأَفْرَادِ جَمَاعَتِنَا ٱلْمَحَلِّيَّةِ؟
٥ إِنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ بِٱلْآخَرِينَ وَمُسَاعَدَةَ ٱلْمُحْتَاجِينَ هُوَ إِحْدَى مُمَيِّزَاتِ ٱلدِّينِ ٱلْحَقِيقِيِّ. فَٱلدِّينُ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يَسْمَحُ لَنَا أَنْ نَقْصِرَ ٱهْتِمَامَنَا بِٱلْآخَرِينَ عَلَى تَمَنِّي ٱلْخَيْرِ لَهُمْ بِٱلْكَلَامِ. بَلْ يَنْبَغِي أَنْ تَدْفَعَنَا مَشَاعِرُ ٱلْحَنَانِ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُحْتَاجِينَ. (١ يوحنا ٣:١٧، ١٨) وَتَشْمُلُ أَعْمَالُ ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ أَسْخِيَاءَ فِيهَا: إِعْدَادَ ٱلطَّعَامِ لِشَخْصٍ مَرِيضٍ، مُسَاعَدَةَ شَخْصٍ مُسِنٍّ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ، تَأْمِينَ ٱلْمُوَاصَلَاتِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ، وَعَدَمَ ‹قَبْضِ ٱلْيَدِ› عَنِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ. — تثنية ١٥:٧-١٠.
٦ لكِنَّ ٱلْأَهَمَّ مِنَ ٱلْعَطَاءِ ٱلْمَادِّيِّ هُوَ ٱلْعَطَاءُ ٱلرُّوحِيُّ بُغْيَةَ مُسَاعَدَةِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُتَّسِعَةِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُثُّنَا: «عَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ، ٱدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ». (١ تسالونيكي ٥:١٤) وَيُشَجِّعُ أَيْضًا «ٱلْمُسِنَّاتِ» أَنْ يَكُنَّ «مُعَلِّمَاتٍ لِمَا هُوَ صَالِحٌ». (تيطس ٢:٣) كَمَا أَنَّهُ يَقُولُ عَنِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «يَكُونُ كُلٌّ مِنْهُمْ كَمَخْبَإٍ مِنَ ٱلرِّيحِ وَسِتْرٍ مِنَ ٱلْعَاصِفَةِ». — اشعيا ٣٢:٢.
٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ؟
٧ إِضَافَةً إِلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْأَرَامِلِ وَٱلْيَتَامَى وَٱلَّذِينَ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ وَٱلتَّشْجِيعِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ، نَظَّمَتْ جَمَاعَاتُ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تَرْتِيبَاتٍ لِإِرْسَالِ مُؤَنِ إِغَاثَةٍ إِلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي أَمَاكِنَ أُخْرَى. مَثَلًا، عِنْدَمَا أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ أَغَابُوسُ «أَنَّ مَجَاعَةً عَظِيمَةً تُوشِكُ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى ٱلْمَسْكُونَةِ كُلِّهَا»، صَمَّمَ ٱلتَّلَامِيذُ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ، «كُلٌّ بِحَسَبِ طَاقَتِهِ، أَنْ يُؤَدُّوا خِدْمَةً بِإِرْسَالِ إِعَانَةٍ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ». وَقَدْ أُرْسِلَتْ مُؤَنُ ٱلْإِغَاثَةِ إِلَى ٱلشُّيُوخِ هُنَاكَ «بِيَدِ بَرْنَابَا وَشَاوُلَ». (اعمال ١١:٢٨-٣٠) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُنَظِّمُ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» لِجَانَ إِغَاثَةٍ لِلِٱعْتِنَاءِ بِإِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ تَحِلُّ بِهِمْ كَوَارِثُ طَبِيعِيَّةٌ مِثْلُ ٱلْأَعَاصِيرِ، ٱلزَّلَازِلِ، أَوِ ٱلتّسُونَامِي. (متى ٢٤:٤٥) وَٱلتَّضْحِيَةُ بِوَقْتِنَا وَطَاقَاتِنَا وَمَوَارِدِنَا لِدَعْمِ هذَا ٱلتَّرْتِيبِ هِيَ طَرِيقَةٌ جَيِّدَةٌ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ.
«إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ»
٨ كَيْفَ تَتَنَافَى ٱلْمُحَابَاةُ مَعَ ٱلرَّحْمَةِ؟
٨ حَذَّرَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ مِنْ صِفَةٍ تَتَنَافَى مَعَ ٱلرَّحْمَةِ وَ «ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ»، شَرِيعَةِ ٱلْمَحَبَّةِ، حِينَ كَتَبَ: «إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ فَإِنَّكُمْ تَعْمَلُونَ خَطِيَّةً، وَٱلشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُمْ كَمُتَعَدِّينَ». (يعقوب ٢:٨، ٩) فَمُحَابَاةُ ٱلْأَغْنِيَاءِ أَوِ ٱلْبَارِزِينَ يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَنَا نَتَصَامَمُ عَنْ «صُرَاخِ تَشَكِّي ٱلْمِسْكِين». (امثال ٢١:١٣) لِذلِكَ فَهِيَ تُعِيقُنَا عَنْ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ. بِٱلْمُقَابِلِ، نَحْنُ نُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ عِنْدَمَا نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ دُونَ تَحَيُّزٍ.
٩ لِمَاذَا لَيْسَ مِنَ ٱلْخَطَإِ إِظْهَارُ ٱعْتِبَارٍ خُصُوصِيٍّ لِمَنْ يَسْتَحِقُّونَهُ؟
٩ وَهَلْ كَوْنُنَا غَيْرَ مُتَحَيِّزِينَ يَعْنِي عَدَمَ إِظْهَارِ ٱعْتِبَارٍ خُصُوصِيٍّ لِشَخْصٍ مَا؟ كَلَّا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي فِيلِبِّي فِي مَا يَخُصُّ رَفِيقَهُ ٱلْعَامِلَ مَعَهُ أَبَفْرُودِتُسَ: «قَدِّرُوا أَمْثَالَهُ». وَلِمَاذَا؟ «لِأَنَّهُ قَارَبَ ٱلْمَوْتَ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ ٱلرَّبِّ، مُخَاطِرًا بِنَفْسِهِ، لِكَيْ يُعَوِّضَ كَامِلًا عَنْ عَدَمِ وُجُودِكُمْ هُنَا لِتَخْدِمُونِي». (فيلبي ٢:٢٥، ٢٩، ٣٠) فَقَدِ ٱسْتَحَقَّ أَبَفْرُودِتُسُ نَيْلَ ٱعْتِبَارٍ خُصُوصِيٍّ بِسَبَبِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْأَمِينَةِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا. كَمَا نَقْرَأُ فِي ١ تِيمُوثَاوُسَ ٥:١٧: «لِيُحْسَبِ ٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ يُشْرِفُونَ حَسَنًا مُسْتَحِقِّينَ كَرَامَةً مُضَاعَفَةً، وَخُصُوصًا ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ فِي ٱلْكَلِمَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ». فَٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِصِفَاتٍ رُوحِيَّةٍ جَيِّدَةٍ هُمْ أَيْضًا يَسْتَحِقُّونَ ٱعْتِبَارًا خُصُوصِيًّا. وَإِظْهَارُ هذَا ٱلِٱعْتِبَارِ لَيْسَ مُحَابَاةً عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.
«اَلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ . . . مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً»
١٠ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَضْبُطَ لِسَانَنَا؟
١٠ كَتَبَ يَعْقُوبُ عَنِ ٱللِّسَانِ: «إِنَّهُ أَذًى لَا يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ يَهْوَهَ، ٱلْآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ وُجِدُوا ‹عَلَى شَبَهِ ٱللّٰهِ›. مِنَ ٱلْفَمِ ٱلْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ». وَأَضَافَ قَائِلًا: «إِذَا كَانَ فِي قُلُوبِكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَنَزْعَةٌ إِلَى ٱلْخِصَامِ، فَلَا تَتَبَجَّحُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى ٱلْحَقِّ. لَيْسَتْ هٰذِهِ ٱلْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ حَيَوَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. فَحَيْثُ تَكُونُ ٱلْغَيْرَةُ وَٱلنَّزْعَةُ إِلَى ٱلْخِصَامِ، هُنَاكَ ٱلتَّشْوِيشُ وَكُلُّ رَذِيلَةٍ. أَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَعَقِّلَةٌ، مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَثِمَارًا صَالِحَةً، لَا تُمَيِّزُ بِمُحَابَاةٍ وَلَا تُرَائِي». — يعقوب ٣:٨-١٠أ، ١٤-١٧.
١١ كَيْفَ نَكُونُ رُحَمَاءَ فِي ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا؟
١١ وَهكَذَا نَرَى أَنَّ طَرِيقَةَ ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا تَدُلُّ هَلْ لَدَيْنَا ٱلْحِكْمَةُ ‹ٱلْمَمْلُوَّةُ رَحْمَةً› أَمْ لَا. فَمَاذَا نَكْشِفُ عَنْ أَنْفُسِنَا إِذَا كُنَّا بِسَبَبِ ٱلْغَيْرَةِ أَوِ ٱلنَّزْعَةِ إِلَى ٱلْخِصَامِ نَسْتَخْدِمُ لِسَانَنَا لِلِٱفْتِخَارِ، ٱلْكَذِبِ، أَوِ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ؟ يَذْكُرُ ٱلْمَزْمُورُ ٩٤:٤: «يَتَبَجَّحُ جَمِيعُ مُمَارِسِي ٱلْأَذِيَّةِ». فَمَا أَسْرَعَ ٱلْكَلَامَ ٱلْمُؤْذِيَ فِي تَشْوِيهِ سُمْعَةِ ٱلشَّخْصِ ٱلْحَسَنَةِ! (مزمور ٦٤:٢-٤) فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ «شَاهِدُ ٱلزُّورِ [ٱلَّذِي] لَا يَبُثُّ إِلَّا ٱلْأَكَاذِيبَ». (امثال ١٤:٥؛ ١ ملوك ٢١:٧-١٣) بَعْدَ ٱلْحَدِيثِ عَنْ إِسَاءَةِ ٱسْتِخْدَامِ ٱللِّسَانِ، يَقُولُ يَعْقُوبُ: «لَا يَلِيقُ، يَا إِخْوَتِي، أَنْ تَسْتَمِرَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ هٰكَذَا». (يعقوب ٣:١٠ب) فَٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ تَتَطَلَّبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ لِسَانَنَا بِطَرِيقَةٍ عَفِيفَةٍ، مُسَالِمَةٍ، وَمُتَعَقِّلَةٍ. وَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَاطِلَةٍ يَقُولُهَا ٱلنَّاسُ، سَوْفَ يُؤَدُّونَ عَنْهَا حِسَابًا فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ». (متى ١٢:٣٦) فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ رُحَمَاءَ فِي ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا!
«إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ»
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ مِنْ مَثَلِ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي يَدِينُ لِسَيِّدِهِ بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمَالِ؟ (ب) مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَغْفِرَ لِأَخِينَا «إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً»؟
١٢ يُظْهِرُ لَنَا مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي يَدِينُ لِسَيِّدِهِ بِـ ٠٠٠,٠٠٠,٦٠ دِينَارٍ طَرِيقَةً أُخْرَى لِنَكُونَ رُحَمَاءَ. فَقَدِ ٱلْتَمَسَ هذَا ٱلْعَبْدُ ٱلرَّحْمَةَ إِذْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَوْرِدٌ لِيُوفِيَ دَيْنَهُ. «فَأَشْفَقَ» سَيِّدُهُ عَلَيْهِ وَسَامَحَهُ بِٱلدَّيْنِ. لكِنَّ ٱلْعَبْدَ خَرَجَ وَوَجَدَ وَاحِدًا مِنَ ٱلْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ لَهُ عَلَيْهِ مِئَةُ دِينَارٍ، فَأَلْقَاهُ فِي ٱلسِّجْنِ دُونَ رَحْمَةٍ. وَعِنْدَمَا عَلِمَ ٱلسَّيِّدُ بِمَا حَصَلَ، ٱسْتَدْعَى ٱلْعَبْدَ ٱلَّذِي سَامَحَهُ بِٱلدَّيْنِ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ، كُلُّ ذٰلِكَ ٱلدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ، حِينَ تَوَسَّلْتَ إِلَيَّ. أَفَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ ٱلْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟». عِنْدَئِذٍ، سَلَّمَهُ ٱلسَّيِّدُ إِلَى ٱلسَّجَّانِينَ. ثُمَّ ٱخْتَتَمَ يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ بِٱلْقَوْلِ: «هٰكَذَا يُعَامِلُكُمْ أَيْضًا أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لِأَخِيهِ». — متى ١٨:٢٣-٣٥.
١٣ يُظْهِرُ هذَا ٱلْمَثَلُ بِشَكْلٍ قَاطِعٍ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ تَشْمُلُ ٱلْغُفْرَانَ. فَبِمَا أَنَّ يَهْوَه سَامَحَنَا بِدَيْنِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْهَائِلِ، أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ ‹نَغْفِرَ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ›؟! (متى ٦:١٤، ١٥) وَقَبْلَ أَنْ يُعْطِيَ يَسُوعَ مَثَلَ ٱلْعَبْدِ غَيْرِ ٱلرَّحِيمِ، سَأَلَهُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟». فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «لَا أَقُولُ لَكَ: إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ: إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً». (متى ١٨:٢١، ٢٢) نَعَمْ، إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلرَّحِيمَ يَكُونُ مُسْتَعِدًّا لِيَغْفِرَ «إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً»، أَيْ دُونَ حُدُودٍ.
١٤ اِسْتِنَادًا إِلَى مَتَّى ٧:١-٤، كَيْفَ يُمْكِنُنَا مُمَارَسَةُ ٱلرَّحْمَةِ يَوْمِيًّا؟
١٤ أَظْهَرَ يَسُوعُ طَرِيقَةً أُخْرَى أَيْضًا لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ حِينَ قَالَ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ: «لَا تَدِينُوا لِكَيْلَا تُدَانُوا. فَإِنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ . . . فَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ فَلَا تَأْبَهُ لَهَا؟ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لِأَخِيكَ: ‹دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ›، وَهَا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ؟». (متى ٧:١-٤) فَيُمْكِنُنَا مُمَارَسَةُ ٱلرَّحْمَةِ يَوْمِيًّا بِٱحْتِمَالِ ضَعَفَاتِ ٱلْآخَرِينَ دُونَ إِدَانَتِهِمْ أَوِ ٱنْتِقَادِهِمْ.
«لِنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ»
١٥ لِمَاذَا أَعْمَالُ ٱلرَّحْمَةِ لَيْسَتْ مَقْصُورَةً فَقَطْ عَلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟
١٥ فِي حِينِ أَنَّ سِفْرَ يَعْقُوبَ يُشَدِّدُ عَلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ، فَهذَا لَا يَعْنِي أَنَّ أَعْمَالَ ٱلرَّحْمَةِ مَقْصُورَةٌ فَقَطْ عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَكَمَا يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ١٤٥:٩، «يَهْوَهُ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ». وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُضُّنَا أَنْ ‹نَكُونَ مُقْتَدِينَ بِٱللّٰهِ› وَأَنْ «نَصْنَعَ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ». (افسس ٥:١؛ غلاطية ٦:١٠) لِذلِكَ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نُحِبُّ «ٱلْعَالَمَ وَلَا مَا فِي ٱلْعَالَمِ»، إِلَّا أَنَّنَا لَسْنَا غَيْرَ مُبَالِينَ بِحَاجَاتِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ. — ١ يوحنا ٢:١٥.
١٦ أَيُّ عَامِلَيْنِ يُؤَثِّرَانِ فِي إِظْهَارِنَا ٱلرَّحْمَةَ لِلْآخَرِينَ؟
١٦ فَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُسْتَعِدُّونَ دَائِمًا لِنُقَدِّمَ أَيَّةَ مُسَاعَدَةٍ مُمْكِنَةٍ لِضَحَايَا «ٱلْحَوَادِثِ غَيْرِ ٱلْمُتَوَقَّعَةِ» أَوْ لِلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِظُرُوفٍ عَصِيبَةٍ. (جامعة ٩:١١) وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نُسَاعِدُهُمْ قَدْرَ مَا تَسْمَحُ لَنَا ظُرُوفُنَا. (امثال ٣:٢٧) كَمَا أَنَّ عَلَيْنَا ٱلْحِرْصَ عِنْدَ تَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ لِئَلَّا يَكُونَ مَا نَظُنُّ أَنَّهُ عَمَلٌ خَيِّرٌ تَشْجِيعًا عَلَى ٱلْكَسَلِ. (امثال ٢٠:١، ٤؛ ٢ تسالونيكي ٣:١٠-١٢) إِذًا، ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ هِيَ رَدُّ فِعْلٍ يَجْمَعُ بَيْنَ مَشَاعِرِ ٱلْحَنَانِ أَوِ ٱلتَّعَاطُفِ وَبَيْنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلسَّلِيمِ.
١٧ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
١٧ إِنَّ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ هِيَ إِخْبَارُهُمْ بِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ يَتَلَمَّسُونَ طَرِيقَهُمْ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَهُمْ ‹مُنْزَعِجُونَ وَمُنْطَرِحُونَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا› لِأَنَّهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُهُمْ وَلَا أَمَلَ لَدَيْهِمْ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ. (متى ٩:٣٦) وَرِسَالَةُ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ‹سِرَاجًا لِرِجْلِهِمْ›، إِذْ تُسَاعِدُهُمْ عَلَى حَلِّ مَشَاكِلِ ٱلْحَيَاةِ. كَمَا أَنَّهَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ‹نُورًا لِسَبِيلِهِمْ›، إِذْ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُخْبِرُ بِقَصْدِ ٱللّٰهِ لِلْمُسْتَقْبَلِ، مِمَّا يَمْنَحُهُمْ رَجَاءً سَاطِعًا. (مزمور ١١٩:١٠٥) فَمَا أَعْظَمَ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نَنْقُلَ رِسَالَةَ ٱلْحَقِّ ٱلرَّائِعَةَ إِلَى ٱلَّذِينَ هُمْ فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهَا! وَنَظَرًا إِلَى دُنُوِّ مَجِيءِ ‹ٱلضِّيقِ ٱلعَظِيمِ›، ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِلِٱشْتِرَاكِ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. (متى ٢٤:٣-٨، ٢١، ٢٢، ٣٦-٤١؛ ٢٨:١٩، ٢٠) فَمَا مِنْ عَمَلِ رَحْمَةٍ يُضَاهِي هذَا ٱلْعَمَلَ فِي ٱلْأَهَمِّيَّةِ.
«أَعْطُوا مَا فِي ٱلدَّاخِلِ»
١٨، ١٩ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى إِلَى ٱلتَّحَلِّي أَكْثَرَ بِٱلرَّحْمَةِ فِي حَيَاتِنَا؟
١٨ قَالَ يَسُوعُ: «أَعْطُوا مَا فِي ٱلدَّاخِلِ صَدَقَةً». (لوقا ١١:٤١) فَلِكَيْ تَكُونَ ٱلْأَعْمَالُ ٱلصَّالِحَةُ وَٱلصَّدَقَاتُ إِعْرَابًا عَنِ ٱلرَّحْمَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ، يَجِبُ أَنْ تَنْبُعَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، أَيْ مِنْ قَلْبٍ مُحِبٍّ وَسَمُوحٍ. (٢ كورنثوس ٩:٧) وَكَمْ تَكُونُ هذِهِ ٱلرَّحْمَةُ مُنْعِشَةً فِي عَالَمٍ تَسُودُهُ ٱلْقَسْوَةُ، ٱلْأَنَانِيَّةُ، وَقِلَّةُ ٱلِٱهْتِمَامِ بِمُعَانَاةِ ٱلْآخَرِينَ وَمَشَاكِلِهِمْ!
١٩ لِذلِكَ لِنَسْعَ إِلَى ٱلتَّحَلِّي أَكْثَرَ بِٱلرَّحْمَةِ فِي حَيَاتِنَا. فَكُلَّمَا كُنَّا رُحَمَاءَ، تَشَبَّهْنَا بِٱللّٰهِ أَكْثَرَ. وَهذَا مَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْعَيْشِ حَيَاةً ذَاتَ مَعْنًى تَجْلُبُ لَنَا ٱكْتِفَاءً حَقِيقِيًّا. — متى ٥:٧.
-