-
‹يهوه اله رحيم ورؤوف›برج المراقبة ١٩٩٨ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
‹يهوه اله رحيم ورؤوف›
«الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء». — خروج ٣٤:٦.
١ (أ) ايّ عزاء يزوِّده الكتاب المقدس للذين يرون شخصا يحبونه يشرد عن العبادة النقية؟ (ب) ما هي نظرة يهوه الى الذين زلّوا؟
«قالت لي ابنتي انها لم تعد تريد ان تكون جزءا من الجماعة المسيحية»، هذا ما قاله اب مسيحي. وتابع ايضا ليقول: «فشعرت طوال ايام، لا بل اسابيع، وحتى اشهر بألم مبرِّح في جسدي. وكان احساسي هذا اسوأ من الموت». من المحزن حقا ان نرى شخصا نحبه يشرد عن طريق العبادة النقية. فهل مررتم بهذا الوضع؟ في هذه الحال، ستجدون عزاء بأن تعرفوا ان يهوه يتعاطف معكم. (خروج ٣:٧؛ اشعياء ٦٣:٩) ولكن ما هي نظرته الى الذين زلّوا؟ يُظهِر الكتاب المقدس ان يهوه يدعوهم برحمة ان يستردوا رضاه. فقد ناشد اليهود المتمردين ايام ملاخي: «ارجعوا اليَّ أرجع اليكم». — ملاخي ٣:٧.
٢ كيف يُظهِر الكتاب المقدس ان الرحمة جزء لا يتجزأ من شخصية يهوه؟
٢ جرى إبراز رحمة اللّٰه لموسى على جبل سيناء. فهناك، كشف يهوه انه «اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء». (خروج ٣٤:٦) يشدِّد هذا الاعلان ان الرحمة هي جزء لا يتجزأ من شخصية يهوه. فهو، كما كتب الرسول المسيحي بطرس، يشاء «ان يُقبِل الجميع الى التوبة». (٢ بطرس ٣:٩) ولكن طبعا، ليست رحمة اللّٰه بلا حدود. قيل لموسى: ‹لا يعفي المذنب من العقاب›. (خروج ٣٤:٧، ترجمة تفسيرية؛ ٢ بطرس ٢:٩) ولكنَّ «اللّٰه محبة»، والرحمة هي وجه بارز لهذه الصفة. (١ يوحنا ٤:٨؛ يعقوب ٣:١٧) فيهوه «لا يحفظ الى الابد غضبه»، وهو «يُسَرّ بالرأفة». — ميخا ٧:١٨، ١٩.
٣ كيف تباينت نظرة يسوع الى الرحمة مع نظرة الكتبة والفريسيين؟
٣ كان يسوع انعكاسا تاما لشخصية ابيه السماوي. (يوحنا ٥:١٩) وتعامله الرحيم مع الاثمة لم يكن تغاضيا عن اخطائهم بل تعبيرا عن المشاعر الرقيقة نفسها التي اظهرها للمرضى جسديا. (قارنوا مرقس ١:٤٠، ٤١.) وقد صنَّف الرحمة مع «اثقل» ما في ناموس اللّٰه. (متى ٢٣:٢٣) وبالتباين، فكِّروا في الكتبة والفريسيين الذين غالبا ما كان مفهومهم المتمسك بالحرف للعدل لا يترك ايّ مجال للرحمة. فعندما رأوا يسوع يتعامل مع الخطاة، تذمروا قائلين: «هذا يقبَل خطاة ويأكل معهم». (لوقا ١٥:١، ٢) فأجاب يسوع متَّهميه بتقديم ثلاثة ايضاحات، يشدِّد كلٌّ منها على رحمة اللّٰه.
٤ ايّ ايضاحَين يرويهما يسوع، وماذا كان الهدف من كلٍّ منهما؟
٤ اولا، اخبر يسوع عن رجل ترك ٩٩ خروفا ليبحث عن واحد ضائع. وإلامَ كان يرمي؟ «يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة». ثم اخبر عن امرأة فتَّشت عن درهم ضائع وفرحت عندما وجدته. وماذا كان التطبيق؟ «يكون فرح قدام ملائكة اللّٰه بخاطئ واحد يتوب». وإيضاح يسوع الثالث كان على شكل مثل.a وقد اعتبره كثيرون اروع قصة قصيرة رُويت على الاطلاق. وسيساعدنا التأمل في هذا المثل على تقدير رحمة اللّٰه والاقتداء بها. — لوقا ١٥:٣-١٠.
ابن متمرد يترك البيت
٥، ٦ كيف اعرب الابن الاصغر في ايضاح يسوع الثالث عن قلة تقدير فادحة؟
٥ «انسان كان له ابنان. فقال اصغرهما لأبيه يا ابي أعطني القسم الذي يصيبني من المال. فقسم لهما معيشته. وبعد ايام ليست بكثيرة جمع الابن الاصغر كل شيء وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذَّر ماله بعيش مُسرِف». — لوقا ١٥:١١-١٣.b
٦ هنا اعرب الابن الاصغر عن قلة تقدير فادحة. اولا، طلب ميراثه، ثم بذَّره «بعيش مُسرِف». وتُترجم هذه العبارة عن كلمة يونانية تعني «عيشة خليعة». يقول احد العلماء ان الكلمة «تدل على اقصى درجات الانحلال الخلقي». فلا عجب ان يكون الشاب في مثل يسوع معروفا عامة بالابن الضال.
٧ مَن اليوم يشبهون الابن الضال، ولماذا يسعى كثيرون وراء الاستقلال في «كورة بعيدة»؟
٧ وهل هنالك اشخاص اليوم كالابن الضال؟ نعم. من المؤسف ان عددا قليلا نسبيا تركوا ‹البيت› الآمن الذي لأبينا السماوي يهوه. (١ تيموثاوس ٣:١٥) والبعض منهم يشعر بأن محيط بيت اللّٰه يقيِّد حريته، ان عين يهوه الساهرة هي عائق اكثر مما هي حماية. (قارنوا مزمور ٣٢:٨.) خذوا على سبيل المثال امرأة مسيحية تربت بحسب مبادئ الكتاب المقدس ولكنها انغمست لاحقا في اساءة استعمال الكحول والمخدِّرات. تقول وهي تسترجع ما حدث في تلك الفترة المظلمة من حياتها: «اردت ان اثبت انه بإمكاني ان اعيش حياة افضل. اردت ان افعل ما اشاء ولم ارد ان يقول لي احد خلاف ذلك». فسعت هذه الشابة كالابن الضال وراء الاستقلال. ومن المؤسف ان عاداتها غير المنسجمة مع الاسفار المقدسة تسببت بطردها من الجماعة المسيحية. — ١ كورنثوس ٥:١١-١٣.
٨ (أ) اية مساعدة يمكن تقديمها للذين يرغبون في العيش حياة تخالف مقاييس اللّٰه؟ (ب) لماذا ينبغي ان يفكر الشخص مليًّا في اختياره في مسألة العبادة؟
٨ انه لَيحزّ في القلب حقا ان يُظهِر احد الرفقاء المؤمنين رغبة في العيش حياة تخالف مقاييس اللّٰه. (فيلبي ٣:١٨) عندئذ، يجاهد الشيوخ وذوو المؤهلات الروحية الآخرون ليصلحوا الخاطئ. (غلاطية ٦:١، عج) ولكن لا يُجبَر احد على قبول النير الناتج عن كونه تلميذا مسيحيا. (متى ١١:٢٨-٣٠؛ ١٦:٢٤) وحتى الاحداث يجب ان يقوموا باختيار شخصي في مسألة العبادة عندما يصبحون راشدين. فنحن جميعا احرار ادبيا وسنعطي عن انفسنا حسابا للّٰه. (رومية ١٤:١٢) وطبعا، ‹سنحصد ما نزرعه›. وهذا هو الدرس الذي سرعان ما كان سيتعلمه الابن الضال في مثل يسوع. — غلاطية ٦:٧، ٨.
اليأس في كورة بعيدة
٩، ١٠ (أ) ايّ تغيير في الظروف مرَّ به الابن الضال، وماذا كان ردّ فعله؟ (ب) أوضحوا كيف يقع الذين يهجرون اليوم العبادة الحقة في مأزق مماثل لمأزق الابن الضال.
٩ «فلما انفق كل شيء حدث جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج. فمضى والتصق بواحد من اهل تلك الكورة فأرسله الى حقوله ليرعى خنازير. وكان يشتهي ان يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله. فلم يعطه احد». — لوقا ١٥:١٤-١٦ .
١٠ رغم ان الابن الضال كان معدِما، لم يفكر في العودة الى البيت. ولكنه التقى احد المواطنين الذي جعله يعمل راعيا للخنازير. وبما ان الناموس الموسوي ينص على ان الخنازير حيوانات نجسة، لم يكن اليهود على الارجح ليقبلوا هذا الاستخدام. (لاويين ١١:٧، ٨) ولكن اذا أحس الابن الضال بتأنيب الضمير، كان عليه ان يسكته. فلا يُعقل ان يتوقع من مستخدِمه، وهو مواطن محلي، ان يُعنى بمشاعر اجنبي بائس. ومأزق الابن الضال هو كمأزق كثيرين اليوم ممن يهجرون طريق العبادة النقية المستقيم. وغالبا ما يتورط امثال هؤلاء في نشاطات كانوا يعتبرونها سابقا مخزية. مثلا، هجر شاب، عندما كان عمره ١٧ سنة، المبادئ المسيحية التي تربى عليها. يعترف: «لقد محا الفساد الادبي واساءة استعمال المخدِّرات سنوات من تعاليم الكتاب المقدس». وسرعان ما زُجَّ به في السجن بتهمة السرقة المسلَّحة والقتل. ورغم انه لاحقا تعافى روحيا، كان الثمن الذي اضطر ان يدفعه لقاء «تمتع وقتي بالخطية» باهظا. — قارنوا عبرانيين ١١:٢٤-٢٦.
١١ ماذا زاد الطين بلّة في مأزق الابن الضال، وكيف وجد البعض اليوم ان اغراءات العالم هي ‹خداع باطل›؟
١١ وما زاد الطين بلّة في مأزق الابن الضال هو انه «لم يعطه احد» شيئا. فأين هم اصدقاؤه الجدد؟ الآن وقد اصبح بلا مال، كان كما لو انه ‹مُبغَض› منهم. (امثال ١٤:٢٠) وبشكل مماثل، يكتشف كثيرون اليوم ممَّن يشردون عن الايمان ان اغراءات وأفكار هذا العالم هي بمثابة ‹خداع باطل›. (كولوسي ٢:٨، الترجمة اليسوعية الجديدة) تقول شابة تركت هيئة اللّٰه فترة من الوقت: «عانيت الكثير من الالم والحزن دون ارشاد يهوه». وتابعت: «حاولت ان اتكيف مع العالم، ولكنهم رفضوني لأنني لم اكن حقا كالباقين. فشعرت وكأنني ولد تائه بحاجة الى اب يرشده. عندئذ ادركت انني بحاجة الى يهوه. ولم اعد اريد ان احيا باستقلال عنه». وهذا ايضا ما ادركه الابن الضال في ايضاح يسوع.
الابن الضال يرجع الى نفسه
١٢، ١٣ اية عوامل تساعد البعض اليوم على الرجوع الى نفسهم؟ (انظروا الاطار.)
١٢ «فرجع الى نفسه وقال كم من اجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا اهلك جوعا. اقوم وأذهب الى ابي وأقول له يا ابي اخطأت الى السماء وقدامك. ولست مستحقا بعد ان أُدعى لك ابنا. اجعلني كأحد أجراك. فقام وجاء الى ابيه». — لوقا ١٥:١٧-٢٠.
١٣ لقد «رجع» الابن الضال «الى نفسه». فقد كان لفترة من الوقت منغمسا في السعي وراء الملذات، كما لو انه في دنيا الاحلام. ولكنه صار الآن يدرك حالته الروحية الحقيقية. فرغم انه سقط، كان لا يزال هنالك امل له. فكان يمكن ان توجد فيه امور صالحة. (امثال ٢٤:١٦؛ قارنوا ٢ أخبار الايام ١٩:٢، ٣.) وماذا عن الذين يتركون رعية اللّٰه اليوم؟ أمن المنطقي الاستنتاج انهم كلهم بلا امل، وأن مسلك تمردهم يُظهِر في جميع الحالات انهم اخطأوا الى روح اللّٰه القدس؟ (متى ١٢:٣١، ٣٢) ليس بالضرورة. فبعضهم يتعذبون من جراء مسلك عصيانهم، وبعد فترة يرجع كثيرون منهم الى نفسهم. تقول اخت وهي تتذكر حين ابتعدت عن هيئة اللّٰه: «لم انسَ يهوه اطلاقا، حتى ولو ليوم واحد». وتتابع قائلة: «كنت اصلي دائما ان يقبل رجوعي الى الحق بطريقة ما ويوما ما». — مزمور ١١٩:١٧٦.
١٤ علامَ صمم الابن الضال، وكيف اظهر الاتضاع بذلك؟
١٤ ولكن ماذا يمكن ان يفعل الذين شردوا بشأن حالتهم؟ في مثل يسوع، قرر الابن الضال ان يعود الى البيت ويلتمس غفران ابيه. وصمم ان يقول: «اجعلني كأحد أجراك». كان الاجير عاملا يتقاضى اجره كل يوم بيومه. لذلك كان يمكن ان يُصرَف بناء على إشعار يُعطى له قبل يوم واحد. فكانت مكانته ادنى من مكانة العبد الذي كان نوعا ما كفرد من العائلة. لذلك لم يكن في نية الابن الضال ان يطلب اعادته الى مكانته السابقة كابن. وكان مستعدا لقبول ادنى مركز ليثبت ولاءه من جديد لأبيه يوما بعد يوم. ولكن كانت هنالك مفاجأة بانتظاره.
استقبال مؤثِّر
١٥-١٧ (أ) ماذا كان ردّ فعل الاب عندما رأى ابنه؟ (ب) ماذا تمثل الحُلة والخاتم والحذاء التي اعطاها الاب لابنه؟ (ج) ماذا يُظهِر إعداد الاب وليمة؟
١٥ «وإذ كان لم يزل بعيدا رآه ابوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبَّله. فقال له الابن يا ابي اخطأتُ الى السماء وقدامك ولست مستحقا بعد ان أُدعى لك ابنا. فقال الاب لعبيده أخرجوا الحُلة الاولى [«افخر حُلة»، يج] وألبسوه واجعلوا خاتما في يده وحذاء في رِجليه. وقدِّموا العجل المسمَّن واذبحوه فنأكل ونفرح. لأن ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوُجد. فابتدأوا يفرحون». — لوقا ١٥:٢٠-٢٤.
١٦ ان كلّ والد محبّ يتوق ان يتعافى ولده روحيا. لذلك يمكننا ان نتخيل ابا الابن الضال وهو يحدِّق الى طريق بيته، راجيا من كل قلبه عودة ابنه. وها هو الآن يرى ابنه قادما في الطريق! ورغم ان مظهر الشاب قد تغير دون شك، يعرفه الاب فيما «لم يزل بعيدا». فهو يرى ابعد من الثياب الرَّثة والروح المنسحقة؛ انه يرى ابنه، فيركض للقائه!
١٧ عندما وصل الاب الى ابنه، وقع على عنقه وقبَّله بحنان. ثم امر عبيده ان يعطوا ابنه حُلة وخاتما وحذاء. لم تكن هذه الحُلة مجرد قطعة ثياب عادية، بل كانت «افخر حُلة» — ربما رداء غنيا بالتطريز من النوع الذي يُقدَّم لتكريم الضيف. وبما ان العبيد لم يلبسوا عادة الخواتم والاحذية، كان الاب يُظهِر ان عودة ابنه كعضو فعلي في العائلة مرحَّب بها. وقد فعل اكثر من ذلك ايضا. فقد امر بإعداد وليمة للاحتفال بعودة ابنه. فمن الواضح ان هذا الرجل لم يغفر لابنه على مضض او لمجرد ان عودة ابنه ألزمته بذلك؛ فقد اراد ان يمنح الغفران لأنه فرح بذلك.
١٨، ١٩ (أ) ماذا يعلِّمكم مثل الابن الضال عن يهوه؟ (ب) كيف «ينتظر» يهوه عودة الخاطئ، كما تُظهِر تعاملاته مع يهوذا وأورشليم؟
١٨ ماذا تعلَّمنا حتى الآن من مثل الابن الضال عن اللّٰه الذي لنا امتياز عبادته؟ اولا، ان يهوه «رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء». (خروج ٣٤:٦) حقا، ان الرحمة صفة بارزة عند اللّٰه. انها ردّ فعله الطبيعي تجاه المحتاجين. ويعلِّمنا مثل يسوع ان يهوه «غفور». (مزمور ٨٦:٥) فهو متيقظ ليرى ايّ تغيير في القلب من جهة البشر الخطاة يمكن ان يزوِّده بأساس لإظهار الرحمة. — ٢ أخبار الايام ١٢:١٢؛ ١٦:٩.
١٩ خذوا على سبيل المثال تعاملات اللّٰه مع اسرائيل. اوحى يهوه الى النبي اشعياء بأن يصف يهوذا وأورشليم بأنهما ‹مريضتان من الرأس الى اسفل القدم›. ولكنه قال ايضا: «ينتظر الرب ليترأف عليكم ولذلك يقوم ليرحمكم». (اشعياء ١:٥، ٦؛ ٣٠:١٨؛ ٥٥:٧؛ حزقيال ٣٣:١١) فتماما كالاب في مثل يسوع، وكأن يهوه ‹يراقب الطريق›. فهو يتوق بشدة الى عودة كلّ مَن ترك بيته. أوليس هذا ما نتوقعه من اب محب؟ — مزمور ١٠٣:١٣.
٢٠، ٢١ (أ) كيف تجتذب رحمة اللّٰه كثيرين اليوم؟ (ب) ما هو موضوع المناقشة في المقالة التالية؟
٢٠ ان رحمة يهوه تجتذب سنويا كثيرين ليرجعوا الى نفسهم ويعودوا الى العبادة الحقة. وكم يجلب ذلك الفرح لأحبائهم! خذوا مثلا الاب المسيحي المذكور في المستهل. من المفرح ان ابنته تعافت روحيا وهي تخدم الآن كامل الوقت. يقول: «انا اسعد ما يمكن في نظام الاشياء القديم هذا». ويتابع: «لقد تحولت دموع الحزن الى دموع الفرح». ولا شك ان يهوه يفرح ايضا. — امثال ٢٧:١١.
٢١ ولكن هنالك المزيد حول مثل الابن الضال. لقد تابع يسوع قصته ليتمكن من مقارنة رحمة يهوه بالموقف الصارم والانتقادي الشائع بين الكتبة والفريسيين. فكيف صنع هذه المقارنة، وماذا يعنيه ذلك لنا، هما موضوع المناقشة في المقالة التالية.
-
-
تمثَّلوا برحمة يهوهبرج المراقبة ١٩٩٨ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
تمثَّلوا برحمة يهوه
«كونوا رحماء كما ان اباكم ايضا رحيم». — لوقا ٦:٣٦.
١ كيف اظهر الفريسيون انهم عديمو الرحمة؟
رغم ان البشر مخلوقون على صورة اللّٰه، غالبا ما يفشلون في التمثل برحمته. (تكوين ١:٢٧) خذوا على سبيل المثال الفريسيين. فقد رفضوا كفريق ان يفرحوا عندما شفى يسوع برحمة انسانا يده يابسة يوم السبت. وبدلا من ذلك، تشاوروا على يسوع «لكي يهلكوه». (متى ١٢:٩-١٤) ومرة اخرى، شفى يسوع انسانا اعمى من ولادته. وهذه المرة ايضا، لم يجد «قوم من الفريسيين» ايّ سبب ليفرحوا برأفة يسوع، بل تذمروا قائلين: «هذا الانسان ليس من اللّٰه لأنه لا يحفظ السبت». — يوحنا ٩:١-٧، ١٦.
٢، ٣ ماذا عنى يسوع بالعبارة: «تحرَّزوا من خمير الفريسيين»؟
٢ وكان موقف الفريسيين العديم الشفقة جريمة في حق البشرية وخطية الى اللّٰه. (يوحنا ٩:٣٩-٤١) فلسبب وجيه حذَّر يسوع تلاميذه: «تحرَّزوا من خمير» هذا الفريق الذي يعتبر انه نخبة المجتمع ومن خمير الدينيين الآخرين مثل الصدوقيين. (متى ١٦:٦) يُستخدم الخمير في الكتاب المقدس ليمثِّل الخطية او الفساد. لذلك كان يسوع يقول ان تعليم ‹الكتبة والفريسيين› يمكن ان يفسد العبادة النقية. وكيف ذلك؟ بجعل الناس ينظرون الى ناموس اللّٰه فقط من خلال قواعدهم وشعائرهم الاعتباطية، ويتجاهلون في الوقت نفسه «اثقل» الامور، بما في ذلك الرحمة. (متى ٢٣:٢٣) وهذا الدين الشعائري جعل عبادة اللّٰه عبئا يثقل الكاهل.
٣ في الجزء الثاني من مثل الابن الضال، شهَّر يسوع التفكير الفاسد للقادة الدينيين اليهود. ففي المثل، كان الاب، الذي يمثِّل يهوه، يتوق الى الغفران لابنه التائب. لكنَّ شعور الاخ الاكبر، الذي رمز الى ‹الفريسيين والكتبة›، كان مختلفا كليًّا. — لوقا ١٥:٢.
غضب الاخ
٤، ٥ بأيّ معنى كان اخو الابن الضال هو ايضا ‹ضالا›؟
٤ «كان ابنه الاكبر في الحقل. فلما جاء وقرُب من البيت سمع صوت آلات طرب ورقصا. فدعا واحدا من الغلمان وسأله ما عسى ان يكون هذا. فقال له. اخوك جاء فذبح ابوك العجل المسمَّن لأنه قبِله سالما. فغضب ولم يُرد ان يدخل». — لوقا ١٥:٢٥-٢٨.
٥ من الواضح ان الابن الضال لم يكن الوحيد في مثل يسوع الذي يعاني مشكلة. فكما يقول احد المراجع: «كان الابنان المذكوران هنا كلاهما ضالَّين، واحد بسبب الاثم الذي يذلّه، والآخر بسبب البر الذاتي الذي يعميه». لاحظوا ان اخا الابن الضال لم يرفض ان يفرح فحسب بل «غضب» ايضا. والجذر اليوناني لكلمة «غضب» لا ينقل معنى انفجار للغضب بقدر ما يعني حالة عقلية مستمرة. فكما يبدو، كان الاخ يضمر استياء متأصلا فيه، لذلك شعر بأنه من غير الملائم الاحتفال برجوع شخص ما كان ينبغي اساسا ان يترك البيت.
٦ مَن يمثِّل اخو الابن الضال، ولماذا؟
٦ ان اخا الابن الضال يمثِّل بالصواب الذين استاءوا من الرأفة والاهتمام اللذين منحهما يسوع للخطاة. فذوو البر الذاتي هؤلاء لم تؤثر فيهم رحمة يسوع؛ ولم يعكسوا ايضا الفرح في السماء الناتج عن الغفران لشخص خاطئ. وبدلا من ذلك، اثارت رحمة يسوع غضبهم، وابتدأوا ‹يفكرون بالشر› في قلوبهم. (متى ٩:٢-٤) وذات مرة، كان غضب بعض الفريسيين شديدا حتى انهم استدعوا رجلا شفاه يسوع و«طردوه» من المجمع — او فصلوه كما يبدو. (يوحنا ٩:٢٢، ٣٤، الترجمة اليسوعية الجديدة) وتماما كأخي الابن الضال، الذي «لم يُرد ان يدخل»، امتنع القادة الدينيون اليهود عن ‹الفرح مع الفرحين› عندما كانت الفرصة سانحة لهم. (رومية ١٢:١٥) وإذ تابع يسوع مثله شهَّر اكثر ايضا تفكيرهم الشرير.
تفكير خاطئ
٧، ٨ (أ) ماذا يُظهِر ان اخا الابن الضال لم يفهم معنى البنوّة؟ (ب) كيف كان الابن الاكبر مختلفا عن ابيه؟
٧ «فخرج ابوه يطلب اليه. فأجاب وقال لأبيه ها انا اخدمك سنين هذا عددها وقط لم اتجاوز وصيتك وجَدْيا لم تعطني قط لأفرح مع اصدقائي. ولكن لما جاء ابنك هذا الذي اكل معيشتك مع الزواني ذبحت له العجل المسمَّن». — لوقا ١٥:٢٨-٣٠.
٨ بهذه الكلمات، اظهر اخو الابن الضال انه لم يفهم المعنى الحقيقي للبنوّة. فقد كان يخدم اباه كما لو انه مُستخدَم عنده. قال له: «انا اخدمك». صحيح ان الابن الاكبر هذا لم يترك البيت او يتجاوز وصية ابيه، ولكن هل كانت المحبة هي ما دفعه الى طاعته؟ هل احسّ بفرح اصيل في خدمة ابيه، ام انه انجرف الى حالة من الرضا الذاتي، معتقدا انه ابن صالح لمجرد انه يقوم بواجباته «في الحقل»؟ ولو كان حقا ابنا مخلصا، فلماذا لم يعكس تفكيره تفكير ابيه؟ ولماذا لم يفسح المجال للرأفة في قلبه عندما سنحت له الفرصة ان يرحم اخاه؟ — قارنوا مزمور ٥٠:٢٠-٢٢.
٩ أوضحوا كيف كان القادة الدينيون اليهود كالابن الاكبر.
٩ كان القادة الدينيون اليهود كالابن الاكبر. فقد اعتقدوا انهم اولياء للّٰه لأنهم التصقوا بشدة بمجموعة شرائع. صحيح ان الطاعة مهمة. (١ صموئيل ١٥:٢٢) إلا ان تشديدهم اكثر من اللازم على الاعمال الصالحة جعل عبادة اللّٰه روتينا آليًّا، مجرد مظهر للتعبد دون اية قِيَم روحية فعلية. فكانت افكارهم تستحوذ عليها التقاليد، وقلوبهم خالية من المحبة. وكانوا يحتقرون عامة الشعب، حتى انهم كانوا يدعونهم بازدراء ‹شعبا ملعونا›. (يوحنا ٧:٤٩) فكيف كان يمكن ان يهتم اللّٰه بأعمال هؤلاء القادة في حين ان قلوبهم كانت مبتعدة عنه بعيدا؟ — متى ١٥:٧، ٨.
١٠ (أ) لماذا كانت الكلمات: «اريد رحمة لا ذبيحة» مشورة ملائمة؟ (ب) ما مدى خطورة عدم الرحمة؟
١٠ قال يسوع للفريسيين ان ‹يذهبوا ويتعلموا ما يعنيه انه يريد رحمة لا ذبيحة›. (متى ٩:١٣؛ هوشع ٦:٦) فهم لم يعرفوا اية امور لها الاولوية، لأن كل ذبائحهم كانت ستصير بلا جدوى دون الرحمة. وهذه فعلا مسألة خطيرة، لأن الكتاب المقدس يذكر ان مَن «لا رحمة» لديهم يكونون بين الذين يعتبر اللّٰه انهم «يستوجبون الموت». (رومية ١:٣١، ٣٢) فلا عجب ان يسوع قال ان القادة الدينيين كصف محكوم عليهم بالهلاك الابدي. ومن الواضح ان عدم رحمتهم ساهم كثيرا في استحقاقهم هذه الدينونة. (متى ٢٣:٣٣) ولكن قد تكون مساعدة افراد من هذا الصف ممكنة. لذلك حاول يسوع في ختام مثله ان يقوِّم تفكير يهود كهؤلاء من خلال كلمات الاب الى ابنه الاكبر. فلنرَ كيف كان ذلك.
رحمة الاب
١١، ١٢ كيف يحاول الاب في مثل يسوع ان يقنع ابنه الاكبر، وإلامَ قد يشير استعمال الاب كلمة «اخاك»؟
١١ «فقال له يا بنيَّ انت معي في كل حين وكل ما لي فهو لك. ولكن كان ينبغي ان نفرح ونُسَر لأن اخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوُجد». — لوقا ١٥:٣١، ٣٢.
١٢ لاحظوا ان الاب استعمل كلمة «اخاك». ولماذا؟ تذكروا ان الابن الاكبر دعا في مجرى حديثه قبلا الابن الضال «ابنك»، وليس «اخي». فلم يكن يعترف كما يبدو بالصلة العائلية بينه وبين شقيقه. لذلك فإن الاب الآن يقول لابنه الاكبر: ‹انه ليس ابني فقط. انه اخوك، اخوك من لحمك ودمك. فلديك سبب وجيه لتفرح برجوعه›. وكان ينبغي ان يكون قصد يسوع واضحا للقادة اليهود. فالخطاة الذين احتقروهم كانوا في الحقيقة ‹اخوتهم›. وفي الواقع، «لا انسان صدِّيق في الارض يعمل صلاحا ولا يخطئ». (جامعة ٧:٢٠) لذلك كان لدى اليهود البارزين سبب وجيه ليفرحوا عندما يتوب الخطاة.
١٣ ايّ سؤال مثير للتفكير ينشأ نتيجة الخاتمة المفاجئة في مثل يسوع؟
١٣ بعد جواب الاب، ينتهي المثل فجأة. فكما لو ان يسوع اراد ان يترك لسامعيه استنتاج الخاتمة. فمهما كان تجاوب الابن الاكبر، كان كلٌّ من سامعيه سيواجه هذا السؤال: ‹هل ستشارك في الفرح في السماء عندما يتوب شخص خاطئ؟›. والفرصة اليوم مفتوحة ايضا امام المسيحيين ليجيبوا عن هذا السؤال. وكيف ذلك؟
التمثل برحمة اللّٰه اليوم
١٤ (أ) كيف يمكن ان نطبِّق مشورة بولس الموجودة في افسس ٥:١ في ما يتعلق بالرحمة؟ (ب) اية اساءة فهم لرحمة اللّٰه يلزم ان نحترز منها؟
١٤ حضَّ بولس اهل افسس: «كونوا متمثلين باللّٰه كأولاد احباء». (افسس ٥:١) فينبغي ان نقدِّر نحن المسيحيين رحمة اللّٰه، نغرسها في قلوبنا، ثم نُظهِر هذه الصفة في تعاملاتنا مع الآخرين. ولكن من المناسب توخي الحذر. فلا ينبغي ان يُساء فهم رحمة اللّٰه على انها تقليل من اهمية الخطية. مثلا، قد يفكر البعض بلا مبالاة: ‹اذا ارتكبت خطية، يمكنني دائما ان اصلي الى اللّٰه من اجل الغفران فيرحمني›. ولكنَّ هذا الموقف هو بمثابة ما دعاه يهوذا، احد كتبة الكتاب المقدس، ‹تحويلا للطف الهنا غير المستحق الى عذر للانحلال الخلقي›. (يهوذا ٤، عج) ورغم ان يهوه رحيم، فهو ‹لا يعفي المذنب من العقاب› عندما يتعامل مع خطاة غير تائبين. — خروج ٣٤:٧، ترجمة تفسيرية؛ قارنوا يشوع ٢٤:١٩؛ ١ يوحنا ٥:١٦.
١٥ (أ) لماذا يلزم ان يحافظ الشيوخ خصوصا على نظرة متزنة الى الرحمة؟ (ب) في حين ان الشيوخ لا يتساهلون في حال الخطية العمدية، إلامَ ينبغي ان يسعوا، ولماذا؟
١٥ ومن ناحية اخرى، يلزم ان نحترز ايضا لئلا نأخذ الجانب المتطرف الآخر: الميل الى ان نكون صارمين وانتقاديين مع الذين يتوبون توبة اصيلة ويحزنون بحسب مشيئة اللّٰه على خطاياهم. (٢ كورنثوس ٧:١١) وبما انه أُوكل الى الشيوخ الاعتناء بخراف يهوه، فمن الضروري ان يحافظوا على نظرة متزنة في هذا المجال، وخصوصا عند معالجة المسائل القضائية. فالجماعة المسيحية يجب ان تبقى نظيفة، ومن الملائم بحسب الاسفار المقدسة ‹عزل الخبيث› بواسطة اجراء الفصل. (١ كورنثوس ٥:١١-١٣) وفي الوقت نفسه، من الجيد إظهار الرحمة عندما يكون هنالك اساس لذلك. ففي حين ان الشيوخ لا يتساهلون في حال الخطية العمدية، فهم يسعون الى اتِّخاذ مسلك رحيم، حسبما يسمح العدل بذلك. وهم يضعون نصب اعينهم مبدأ الكتاب المقدس: «الحكم هو بلا رحمة لمَن لم يعمل رحمة. والرحمة تفتخر على الحكم». — يعقوب ٢:١٣؛ امثال ١٩:١٧؛ متى ٥:٧.
١٦ (أ) أظهروا من الكتاب المقدس ان يهوه يشاء حقا ان يرجع اليه الخطاة. (ب) كيف يمكن ان نبرهن اننا نحن ايضا نرحب برجوع الخطاة التائبين؟
١٦ يوضح مثل الابن الضال ان يهوه يشاء ان يرجع اليه الخطاة. ويظل يوجِّه الدعوة اليهم حتى يُثبِتوا انهم لا يريدون التوبة اطلاقا. (حزقيال ٣٣:١١؛ ملاخي ٣:٧؛ رومية ٢:٤، ٥؛ ٢ بطرس ٣:٩) وتماما كأبي الابن الضال، يُكرِم يهوه الذين يرجعون، اذ يقبلهم كأعضاء فعليين في العائلة. فهل تتمثلون بيهوه في هذا المجال؟ كيف تتجاوبون عندما يُعاد الى الجماعة رفيق مؤمن كان قد فُصل لفترة من الوقت؟ نحن نعرف انه «يكون فرح في السماء». (لوقا ١٥:٧) ولكن هل يكون فرح على الارض، في جماعتكم، او حتى في قلبكم؟ أم انكم تستاؤون كالابن الاكبر في المثل، كما لو ان الشخص الذي ما كان ينبغي اساسا ان يترك رعية اللّٰه لا يستحق الترحيب به؟
١٧ (أ) اية حالة كانت موجودة في كورنثوس في القرن الاول، وأية نصيحة اعطاها بولس للذين في الجماعة حول معالجة المسألة؟ (ب) لماذا كان حض بولس عمليا، وكيف يمكن ان نطبِّقه اليوم؟ (انظروا ايضا الاطار في اليسار.)
١٧ لمساعدتنا على فحص انفسنا في هذا المجال، تأملوا في ما حدث نحو السنة ٥٥ بم في كورنثوس. فهناك، عاد شخص كان قد طُرد من الجماعة ليعيش حياة نظيفة ادبيا. فماذا كان الاخوة سيفعلون؟ هل كان ينبغي ان يشكّوا في توبته ويستمروا في اجتنابه؟ على العكس، حثّ بولس اهل كورنثوس: «حتى تكونوا . . . تسامحونه بالحري وتعزُّونه لئلا يُبتلع مثل هذا من الحزن المفرط. لذلك اطلب ان تمكّنوا له المحبة». (٢ كورنثوس ٢:٧، ٨) غالبا ما يكون الخطاة التائبون عرضة لمشاعر الخزي واليأس. لذلك يلزم طمأنة هؤلاء ان رفقاءهم المؤمنين ويهوه يحبونهم. (ارميا ٣١:٣؛ رومية ١:١٢) ولماذا هذا مهم؟
١٨، ١٩ (أ) كيف سبق ان اظهر الكورنثيون انهم متساهلون جدا؟ (ب) كيف يمكن للموقف العديم الرحمة ان يكون قد تسبب للكورنثيين بأن ‹يطمع فيهم الشيطان›؟
١٨ من جملة الاسباب التي ذكرها بولس في حضه الكورنثيين ان يغفروا كان «لئلا يطمع فينا الشيطان لأننا لا نجهل افكاره». (٢ كورنثوس ٢:١١) وماذا كان يعني؟ اضطر بولس سابقا ان يوبِّخ جماعة كورنثوس على تساهلها الشديد. فكانوا قد سمحوا لهذا الرجل بالاستمرار في خطيته دون عقاب. وبذلك كانت الجماعة، وخصوصا الشيوخ، تنفِّذ مشيئة الشيطان، الذي يودّ لو يسلب الجماعة صيتها الحسن. — ١ كورنثوس ٥:١-٥.
١٩ ولكنهم اذا اخذوا الآن الجانب المتطرف الآخر ورفضوا مسامحة التائب، يطمع فيهم الشيطان. وكيف ذلك؟ باستغلاله قساوتهم وعدم رحمتهم. فإذا ‹ابتُلع› الخاطئ التائب «من الحزن المفرط» — او كما تنقلها الترجمة الانكليزية الحديثة: «حزن كثيرا حتى استسلم كليًّا» — تكون مسؤولية الشيوخ عظيمة امام يهوه. (قارنوا حزقيال ٣٤:٦؛ يعقوب ٣:١) فلسبب وجيه قال يسوع بعد تحذير أتباعه من إعثار «احد هؤلاء الصغار»: «احترزوا لأنفسكم. وإن اخطأ اليك اخوك فوبِّخه. وإن تاب فاغفر له».a — لوقا ١٧:١-٤.
٢٠ كيف يكون هنالك فرح في السماء وعلى الارض عندما يتوب شخص خاطئ؟
٢٠ ان آلاف العائدين الى العبادة النقية كل سنة هم شاكرون على الرحمة التي اظهرها يهوه لهم. تقول اخت مسيحية عن إعادتها الى الجماعة: «لا اذكر مرة فرحت لأمر ما الى هذا الحد». وطبعا، انعكس فرحها هذا بين الملائكة. فلننضمَّ نحن ايضا الى ‹الفرح في السماء› عندما يتوب شخص خاطئ. (لوقا ١٥:٧) وبذلك نكون متمثلين برحمة يهوه.
-