مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل تتمثَّلون برحمة اللّٰه؟‏
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • هل تتمثَّلون برحمة اللّٰه؟‏

      ‏«كونوا متمثلين باللّٰه كأولاد احباء.‏» —‏ افسس ٥:‏١‏.‏

      ١ لماذا يجب ان يكون التمثل بالآخرين ذا اهمية لنا جميعا؟‏

      للخير او للشر،‏ يتمثل معظم الناس بالآخرين.‏ والاشخاص الذين نحيط بهم،‏ والذين قد نتمثل بهم،‏ يمكن ان يؤثروا فينا على نحو محدود.‏ والكاتب الملهم للامثال ١٣:‏٢٠ حذَّر:‏ «المساير الحكماء يصير حكيما ورفيق الجهال يُضَرّ.‏» فلسبب وجيه تقول كلمة اللّٰه:‏ «لا تتمثل بالشر بل بالخير لأن من يصنع الخير هو من اللّٰه.‏» —‏ ٣ يوحنا ١١‏.‏

      ٢ بمَن ينبغي ان نتمثل،‏ وبأية طرائق؟‏

      ٢ لدينا امثلة ممتازة في الكتاب المقدس لرجال ونساء يمكننا التمثل بهم.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏١٦؛‏ ١١:‏١؛‏ فيلبي ٣:‏١٧‏)‏ لكنّ الشخص الاول الذي يجب ان نتمثّل به هو اللّٰه.‏ ففي افسس ٤:‏٣١-‏٥:‏٢‏،‏ بعد الاشارة الى الصفات والممارسات التي يجب ان نتجنبها،‏ حثَّ الرسول بولس على ان نكون «شفوقين متسامحين.‏» وهذا يؤدي الى النصح الرئيسي:‏ «فكونوا متمثِّلين باللّٰه كأولاد احباء.‏ واسلكوا في المحبة.‏»‏

      ٣ و ٤ اي وصف لنفسه زوّده اللّٰه،‏ ولماذا يجب ان نمنح الاعتبار لكونه الها عادلا؟‏

      ٣ فما هي طرق اللّٰه وصفاته التي يجب ان نتمثل بها؟‏ هنالك اوجه عديدة لشخصيته وأعماله،‏ كما يمكن ان يُرى من الطريقة التي وصف بها نفسه لموسى:‏ «(‏يهوه)‏ اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء.‏ حافظ الاحسان الى ألوف.‏ غافر الاثم والمعصية والخطية.‏ ولكنه لن يبرئ إبراء.‏ مفتقد اثم الآباء في الابناء وفي ابناء الابناء.‏» —‏ خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ٤ بما ان يهوه «يحب البر والعدل،‏» يجب علينا حتما ان نعرف هذا الوجه من شخصيته ونتمثل به.‏ (‏مزمور ٣٣:‏٥؛‏ ٣٧:‏٢٨‏)‏ فهو الخالق،‏ فضلا عن انه القاضي والشارع الاسمى للجنس البشري،‏ ولذلك يعبّر عن العدل للجميع.‏ (‏اشعياء ٣٣:‏٢٢‏)‏ وما يدل على ذلك بوضوح هو الطريقة التي تطلّب بها العدل وأجراه بين شعبه اسرائيل ولاحقا ضمن الجماعة المسيحية.‏

      اجراء العدل الالهي

      ٥ و ٦ كيف أُظهر العدل في تعاملات اللّٰه مع اسرائيل؟‏

      ٥ عندما اختار اسرائيلَ شعبا له،‏ سأل اللّٰه عما اذا كانوا ‹سيسمعون لصوته ويحفظون عهده.‏› واذ اجتمعوا عند سفح جبل سيناء،‏ اجابوا:‏ «كل ما تكلم به الرب نفعل.‏» (‏خروج ١٩:‏٣-‏٨‏)‏ فيا له من التزام خطير!‏ وبواسطة الملائكة،‏ اعطى اللّٰه الاسرائيليين حوالي ٦٠٠ شريعة كانوا،‏ كشعب منتذر له،‏ مسؤولين عن حفظها.‏ وماذا اذا لم يفعل احد ذلك؟‏ اوضح اختصاصي في شريعة اللّٰه:‏ «الكلمة التي تكلم بها ملائكة قد صارت ثابتة وكل تعدٍّ ومعصية نال مجازاة (‏بحسب العدل)‏.‏» —‏ عبرانيين ٢:‏٢‏.‏

      ٦ نعم،‏ ان الاسرائيلي الذي لم يُطع واجه «مجازاة (‏بحسب العدل)‏،‏» ليس العدل البشري الناقص،‏ وانما العدل من خالقنا.‏ واللّٰه نصّ على عقوبات مختلفة على كسر الشريعة.‏ والعقوبة الاخطر كانت ‹القطع،‏› او القتل.‏ وانطبق ذلك على الانتهاكات الجسيمة،‏ مثل الصنمية،‏ الزنا،‏ سِفاح القربى،‏ البهيمية،‏ مضاجعة النظير،‏ تقديم الاولاد ذبيحة،‏ القتل،‏ واساءة استعمال الدم.‏ (‏لاويين ١٧:‏١٤؛‏ ١٨:‏٦-‏١٧،‏ ٢١-‏٢٩‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ اذا انتهك اي اسرائيلي عمدا ودون توبة اية شريعة الهية كان ‹يُقطع.‏› (‏عدد ٤:‏١٥،‏ ١٨؛‏ ١٥:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ وعندما كان يُجرَى هذا العدل الالهي،‏ كان يمكن ان تشعر ذرية فاعل الخطإ بالتأثيرات جيدا.‏

      ٧ ماذا كانت بعض نتائج تنفيذ العدل بين شعب اللّٰه القديم؟‏

      ٧ اكدت عقوبات كهذه جسامة كسر الشريعة الالهية.‏ مثلا،‏ اذا صار ابن سكّيرا ومسرفا،‏ كان يجب احضاره امام قضاة ناضجين.‏ واذا وجدوا انه فاعل خطإ عمدي وغير تائب،‏ كان على الوالدَين ان يشاركا في تنفيذ العدل.‏ (‏تثنية ٢١:‏١٨-‏٢١‏)‏ والذين هم والدون منا يمكنهم ان يتصوّروا انه لم يكن سهلا فعل ذلك.‏ لكنّ اللّٰه عرف ان ذلك كان ضروريا لكي لا ينتشر الشر بين العبّاد الحقيقيين.‏ (‏حزقيال ٣٣:‏١٧-‏١٩‏)‏ وقد جرى ترتيب ذلك من قِبل الشخص الذي يمكن القول عنه:‏ «جميع سبله عدل.‏ اله امانة لا جور فيه صدّيق وعادل هو.‏» —‏ تثنية ٣٢:‏٤‏.‏

      ٨ كيف وسم العدل تعاملات اللّٰه مع الجماعة المسيحية؟‏

      ٨ وبعد قرون عديدة رفض اللّٰه امة اسرائيل واختار الجماعة المسيحية.‏ لكنّ يهوه لم يتغير.‏ فكان لا يزال يلتزم العدل ويمكن وصفه بـ‍ «نار آكلة.‏» (‏عبرانيين ١٢:‏٢٩؛‏ لوقا ١٨:‏٧،‏ ٨‏)‏ لذلك استمر في اجراء تدبير لغرس الخوف التقوي في كامل الجماعة بطرد فاعلي الخطإ.‏ والمسيحيون المنتذرون الذين صاروا فاعلي خطإ غير تائبين وجب فصلهم.‏

      ٩ ما هو الفصل،‏ وماذا يُنجز؟‏

      ٩ وماذا يشمله الفصل؟‏ اننا نجد درسا عمليا في الطريقة التي عولجت بها مشكلة في القرن الاول.‏ فقد تورط مسيحي في كورنثوس في الفساد الادبي مع امرأة ابيه ولم يتب،‏ لذلك امر بولس بأن يُطرد من تلك الجماعة.‏ وكان يجب فعل ذلك لحماية نظافة شعب اللّٰه،‏ لأن «خميرة صغيرة تخمّر العجين كله.‏» وطرده كان سيمنع شرّه من تحقير اللّٰه وشعبه على السواء.‏ وتأديب الفصل القاسي يمكن ايضا ان يهزّ مشاعره ويغرس فيه وفي الجماعة خوف اللّٰه الواجب.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏١-‏١٣‏؛‏ قارنوا تثنية ١٧:‏٢،‏ ١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٠ كيف يجب ان يتجاوب خدام اللّٰه اذا فُصل احد؟‏

      ١٠ ان الوصية الالهية هي انه اذا طُرد شخص شرير،‏ فعلى المسيحيين ‹ان لا يخالطوا ولا يؤاكلوا مثل هذا.‏›‏a وهكذا يُقطع عن الرفقة،‏ بما فيها اقامة علاقات شخصية مع الاشخاص الاولياء الذين يحترمون شريعة اللّٰه ويريدون ان يسلكوا وفقا لها.‏ وربما يكون البعض منهم اقرباء خارج العائلة المباشرة،‏ وليسوا جزءا من البيت عينه.‏ وربما يكون صعبا على هؤلاء الاقرباء تطبيق هذا التوجيه الالهي،‏ كما انه لم يكن سهلا ايضا على الوالدين العبرانيين تحت الناموس الموسوي الاشتراك في تنفيذ الحكم في ابن شرير.‏ ولكنّ وصية اللّٰه واضحة،‏ وهكذا يمكننا ان نتأكد ان الفصل عادل.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏١،‏ ٦-‏٨،‏ ١١؛‏ تيطس ٣:‏١٠،‏ ١١؛‏ ٢ يوحنا ٩-‏١١‏؛‏ انظروا برج المراقبة،‏ ١٥ كانون الثاني ١٩٨٢،‏ «اذا كان القريب مفصولا .‏ .‏ .‏؛‏» ١٥ ايار ١٩٨٨،‏ الصفحات ٥-‏٨.‏

      ١١ كيف يمكن لاوجه مختلفة من شخصية اللّٰه ان تصير ظاهرة في ما يتعلق بالفصل؟‏

      ١١ ولكن تذكَّروا ان الهنا ليس عادلا فحسب؛‏ فهو ايضا «كثير الاحسان يغفر الذنب والسَّيئة.‏» (‏عدد ١٤:‏١٨‏)‏ وكلمته تجعله واضحا ان الشخص المفصول يمكن ان يتوب،‏ طالبا الغفران الالهي.‏ ثم ماذا؟‏ يمكن ان يجتمع به نظار ذوو خبرة ليقرروا بروح الصلاة وباعتناء ما اذا كان يعطي دليلا على كونه تائبا عن الخطإ الذي أدى الى فصله.‏ (‏قارنوا اعمال ٢٦:‏٢٠‏.‏)‏ واذا كان الامر كذلك،‏ يمكن ان يُعاد الى الجماعة،‏ كما تبيِّن ٢ كورنثوس ٢:‏٦-‏١١ انه حصل للرجل في كورنثوس.‏ ولكنّ بعض الاشخاص المطرودين هم بعيدون عن جماعة اللّٰه لسنوات،‏ ولذلك هل يمكن فعل اي شيء لمساعدتهم على العودة؟‏

      توازن العدل والرحمة

      ١٢ و ١٣ لماذا يجب ان يشمل تمثلنا باللّٰه اكثر من عكسنا لعدله؟‏

      ١٢ ان ما سبق عالج في الدرجة الاولى وجها واحدا من صفات اللّٰه،‏ كما هو مذكور في خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧‏.‏ لكنّ هذين العددين يبرزان ما هو اكثر بكثير من عدل اللّٰه،‏ واولئك الذين يريدون التمثل به لا يركّزون فقط على العدل المفروض بالقوة.‏ فاذا كنتم تصنعون نموذجا للهيكل الذي بناه سليمان،‏ فهل تدرسون عمودا واحدا فقط من اعمدته؟‏ (‏١ ملوك ٧:‏١٥-‏٢٢‏)‏ لا،‏ لأن ذلك لا يكاد يعطيكم صورة متوازنة لطبيعة الهيكل ودوره.‏ وعلى نحو مماثل،‏ اذا رغبنا في التمثل باللّٰه،‏ يلزمنا ان نقتدي ايضا بطرقه وصفاته الاخرى،‏ مثل كونه ‹رحيما ورؤوفا بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء.‏ حافظ الاحسان الى ألوف.‏ غافر الاثم.‏›‏

      ١٣ ان الرحمة والغفران صفتان رئيسيتان للّٰه،‏ كما نرى من الطريقة التي تعامل بها مع اسرائيل.‏ فإله العدل لم يعفهم من العقاب على الخطإ المتكرر،‏ لكنّه اعرب عن رحمة وغفران وافرين.‏ «عرَّف موسى طرقه وبني اسرائيل افعاله.‏ الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة.‏ لا يحاكم الى الابد ولا يحقد الى الدهر.‏» (‏مزمور ١٠٣:‏٧-‏٩؛‏ ١٠٦:‏٤٣-‏٤٦‏)‏ نعم،‏ ان نظرة استعراضية الى تعاملاته على مر مئات السنين تبرهن صحة هذه الكلمات.‏ —‏ مزمور ٨٦:‏١٥؛‏ ١٤٥:‏٨،‏ ٩؛‏ ميخا ٧:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      ١٤ كيف اظهر يسوع انه تمثَّل برحمة اللّٰه؟‏

      ١٤ بما ان يسوع المسيح «هو بهاء مجده [اللّٰه] ورسم جوهره،‏» يجب ان نتوقع منه ان يعرب عن رحمة ورغبة في الغفران مماثلتين.‏ (‏عبرانيين ١:‏٣‏)‏ وقد فعل ذلك،‏ كما تظهر اعماله تجاه الآخرين.‏ (‏متى ٢٠:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ وقد شدَّد على الرحمة ايضا بكلماته التي نقرأها في لوقا الاصحاح ١٥‏.‏ فالامثال الثلاثة هناك تبرهن ان يسوع تمثَّل بيهوه،‏ وهي تزوِّدنا بدروس حيوية.‏

      الاهتمام بما فُقد

      ١٥ و ١٦ ماذا حثَّ يسوع على اعطاء الامثال في لوقا ١٥‏؟‏

      ١٥ تشهد هذه الامثال على اهتمام اللّٰه الرحيم بالخطاة،‏ راسمة لنا صورة متناسقة للتمثل بها.‏ تأملوا في الظروف المحيطة بالامثال:‏ «وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه [يسوع] ليسمعوه.‏ فتذمر الفريسيون والكتبة قائلين هذا يقبل خطاة ويأكل معهم.‏» —‏ لوقا ١٥:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٦ ان كل الاشخاص ذوي العلاقة كانوا يهودا.‏ والفريسيون والكتبة كانوا يفتخرون بالتصاقهم الدقيق المزعوم بالناموس الموسوي،‏ نوع من البر المتقيِّد حرفيا بالقانون.‏ لكنّ اللّٰه لم يوافق على مثل هذا البر المعلن ذاتيا.‏ (‏لوقا ١٦:‏١٥‏)‏ ومن الواضح ان العشارين المذكورين كانوا يهودا يجمعون الضرائب لروما.‏ ولأن كثيرين ابتزّوا اموالا طائلة من الرفقاء اليهود،‏ كان العشارون فريقا محتقَرا.‏ (‏لوقا ١٩:‏٢،‏ ٨‏)‏ وكانوا مصنَّفين مع ‹الخطاة،‏› الذين يشملون الاشخاص الفاسدين ادبيا،‏ وحتى الزواني.‏ (‏لوقا ٥:‏٢٧-‏٣٢؛‏ متى ٢١:‏٣٢‏)‏ لكنّ يسوع سأل القادة الدينيين المتذمرين:‏

      ١٧ ماذا كان مثل يسوع الاول في لوقا ١٥‏؟‏

      ١٧ «اي انسان منكم له مئة خروف وأضاع واحدا منها ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده.‏ واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا.‏ ويأتي الى بيته ويدعو الاصدقاء والجيران قائلا لهم افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال.‏ اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة.‏» كان بامكان القادة الدينيين ان يفهموا الصورة،‏ لأن الخراف والرعاة كانوا مشهدا مألوفا.‏ وبدافع الاهتمام،‏ ترك الراعي ٩٩ خروفا يرعون في مرعى مألوف فيما ذهب ليبحث عن الشارد.‏ واذ استمر حتى وجده،‏ أعاد بحنان الخروف الخائف الى القطيع.‏ —‏ لوقا ١٥:‏٤-‏٧‏.‏

      ١٨ كما هو بارز في مثل يسوع الثاني في لوقا ١٥‏،‏ ماذا احدث فرحا؟‏

      ١٨ وأضاف يسوع مثلا ثانيا:‏ «او اية امرأة لها عشرة دراهم ان اضاعت درهما واحدا ألا توقد سراجا وتكنس البيت وتفتش باجتهاد حتى تجده.‏ واذا وجدته تدعو الصديقات والجارات قائلة افرحن معي لأني وجدت الدرهم الذي أضعته.‏ هكذا اقول لكم يكون فرح قدام ملائكة اللّٰه بخاطئ واحد يتوب.‏» (‏لوقا ١٥:‏٨-‏١٠‏)‏ كان الدرهم يساوي اجرة يوم تقريبا للعامل.‏ وربما كان درهم المرأة مالا موروثا،‏ او ربما كان جزءا من مجموعة قطع تزيينية.‏ فعندما ضاع،‏ فتَّشت باجتهاد لتجد الدرهم،‏ ثم فرحت هي وصديقاتها.‏ فماذا يخبرنا ذلك عن اللّٰه؟‏

      فرح سماوي —‏ بماذا؟‏

      ١٩ و ٢٠ عمن كان مثلا يسوع الاولان في لوقا ١٥ في الدرجة الاولى،‏ واية نقطة مركزية صنعاها؟‏

      ١٩ كان هذان المثلان ردّا على الانتقاد على يسوع،‏ الذي كان قد عيَّن هويته قبل بضعة اشهر بأنه «الراعي الصالح» الذي سيبذل نفسه عن خرافه.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١١-‏١٥‏)‏ ومع ذلك،‏ فان المثلين لم يكونا في الدرجة الاولى عن يسوع.‏ والدروس التي لزم الكتبة والفريسيين تعلّمها تركَّزت على موقف اللّٰه وطرقه.‏ وهكذا،‏ قال يسوع ان هنالك فرحا في السماء بخاطئ يتوب.‏ فقد ادعى اولئك المتديِّنون انهم يخدمون يهوه،‏ لكنهم لم يكونوا يتمثلون به.‏ ومن ناحية اخرى،‏ مثّلت طرائق يسوع الرحيمة مشيئة ابيه.‏ —‏ لوقا ١٨:‏١٠-‏١٤؛‏ يوحنا ٨:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١٢:‏٤٧-‏٥٠؛‏ ١٤:‏٧-‏١١‏.‏

      ٢٠ اذا كان واحد من مئة اساسا للفرح،‏ فإن درهما من عشرة هو اكثر ايضا.‏ وحتى اليوم،‏ يمكننا ان نشعر بانفعالات المرأة الفرحانة بايجاد الدرهم!‏ وهنا ايضا يركِّز الدرس على السماء،‏ اذ ان «ملائكة اللّٰه» يفرحون مع يهوه «بخاطئ واحد يتوب.‏» لاحظوا هذه الكلمة الاخيرة،‏ «يتوب.‏» لقد كان هذان المثلان حقا عن الخطاة الذين يتوبون.‏ ويمكنكم ان تروا ان كليهما شدَّدا على لياقة الفرح بتوبتهم.‏

      ٢١ اي درس يجب ان نتعلمه من مثلي يسوع في لوقا ١٥‏؟‏

      ٢١ ان اولئك القادة الدينيين المضلَّلين الذين شعروا باكتفاء ذاتي بالاذعان الظاهري للناموس تغاضوا عن كون اللّٰه ‹رحيما ورؤوفا .‏ .‏ .‏ غافر الاثم والمعصية والخطية.‏› (‏خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ فلو كانوا قد تمثّلوا بهذا الوجه من طرق اللّٰه وشخصيته،‏ لكانوا قدَّروا رحمة يسوع تجاه الخطاة الذين تابوا.‏ وماذا عنا؟‏ هل نفكِّر جديا في الدرس ونطبِّقه؟‏ حسنا،‏ لاحظوا مثل يسوع الثالث.‏

      التوبة والرحمة وهما تعملان

      ٢٢ باختصار،‏ ماذا اعطى يسوع كمثل ثالث في لوقا ١٥‏؟‏

      ٢٢ كثيرا ما يدعى هذا بمثل الابن الضال.‏ ولكن عند قراءته يمكن ان تروا لماذا يفكِّر فيه البعض كمثل عن محبة أب.‏ فهو يخبر عن الابن الاصغر في عائلة،‏ الذي يحصل على ميراثه من ابيه.‏ (‏قارنوا تثنية ٢١:‏١٧‏.‏)‏ فيرحل هذا الابن الى بلد بعيد،‏ حيث يبذِّر كل شيء بعيش مسرف،‏ ويضطر الى اتخاذ عمل رعاية الخنازير،‏ حتى ان الامر يؤدي به الى ان يشتهي طعام الخنازير.‏ وأخيرا يرجع الى نفسه ويقرر العودة الى البيت،‏ وإن كان سيعمل عند ابيه كعامل اجير فقط.‏ واذ يقترب من البيت،‏ يأخذ ابوه الخطوة الايجابية للترحيب به،‏ مقيما وليمة ايضا.‏ فيستاء الاخ الاكبر،‏ الذي كان قد بقي في البيت يعمل،‏ من الرحمة التي أُظهرت.‏ لكنّ الاب يقول انه يجب ان يفرحوا لأن الابن الذي كان ميتا عائش الآن.‏ —‏ لوقا ١٥:‏١١-‏٣٢‏.‏

      ٢٣ ماذا يجب ان نتعلم من مثل الابن الضال؟‏

      ٢٣ ربما شعر بعض الكتبة والفريسيين بأنه كانت تجري مقارنتهم بالابن الاكبر،‏ بالتباين مع الخطاة الذين كانوا مثل الابن الاصغر.‏ ولكن،‏ هل فهموا النقطة الرئيسية من المثل،‏ وهل نفهمها نحن؟‏ انه يبرز صفة رائعة لابينا السماوي الرحيم،‏ رغبته في الغفران على اساس توبة الخاطئ القلبية واهتدائه.‏ فكان يجب ان يدفع السامعين الى التجاوب بفرح عند افتداء الخطاة التائبين.‏ فهكذا ينظر اللّٰه الى الامور وهكذا يعمل،‏ والذين يتمثلون به يفعلون الامر عينه.‏ —‏ اشعياء ١:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٥٥:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ٢٤ و ٢٥ اية طرق للّٰه يجب ان نسعى الى التمثل بها؟‏

      ٢٤ من الواضح ان العدل يسم كل طرق اللّٰه،‏ ولذلك فإن اولئك الذين يريدون التمثل بيهوه يعزّون العدل ويتّبعونه.‏ ولكنّ الهنا لا يندفع بالعدل المجرد او الجامد فقط.‏ فرحمته ومحبته عظيمتان.‏ وهو يظهر ذلك بالرغبة في الغفران المؤسس على التوبة الاصيلة.‏ اذًا،‏ من الملائم ان يربط بولس كوننا مسامحين بتمثلنا باللّٰه:‏ «[كونوا] متسامحين كما سامحكم اللّٰه ايضا في المسيح.‏ فكونوا متمثلين باللّٰه كأولاد احباء.‏ واسلكوا في المحبة.‏» —‏ افسس ٤:‏٣٢-‏٥:‏٢‏.‏

      ٢٥ حاول المسيحيون الحقيقيون لوقت طويل الاقتداء بعدل يهوه بالاضافة الى رحمته ورغبته في الغفران.‏ وكلما تعرفنا به اكثر،‏ صار تمثلنا به في هذه المجالات اسهل.‏ ولكن،‏ كيف يمكن ان نطبِّق ذلك نحو شخص نال على نحو عادل تأديبا قاسيا لأنه اتبع مسلك خطية؟‏ دعونا نرى.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ‏«العزل في معناه الشائع اكثر هو العمل العمدي الذي بواسطته يحرم فريق اولئك الذين كانوا ذات مرة اعضاء بموقف جيد من امتيازات عضويته.‏ .‏ .‏ .‏ وصار العزل في العصر المسيحي يشير الى عمل الإبعاد الذي به يحرم مجتمع ديني المذنبين من الاسرار المقدسة،‏ العبادة الجماعية،‏ والاتصال الاجتماعي الممكن من اي نوع.‏» —‏ دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية.‏

  • تمثَّلوا برحمة اللّٰه اليوم
    برج المراقبة ١٩٩١ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • تمثَّلوا برحمة اللّٰه اليوم

      ‏«فلنسقط في يد الرب لأن مراحمه كثيرة.‏» —‏ ٢ صموئيل ٢٤:‏١٤‏.‏

      ١ كيف شعر داود بشأن رحمة اللّٰه،‏ ولماذا؟‏

      عرف الملك داود من الاختبار ان يهوه اكثر رحمة من البشر.‏ واذ كان واثقا بأن طرق او سبل اللّٰه هي الافضل،‏ رغب داود في تعلّم طرقه والسير في حقه.‏ (‏١ أخبار الايام ٢١:‏١٣؛‏ مزمور ٢٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ فهل تشعرون كما شعر داود؟‏

      ٢ اية نصيحة اعطاها يسوع في متى ١٨:‏١٥-‏١٧ بشأن معالجة خطية خطيرة؟‏

      ٢ يمنحنا الكتاب المقدس بصيرة في فكر اللّٰه،‏ حتى في مسائل مثل ماذا يجب ان نفعل اذا اخطأ احد الينا.‏ قال يسوع لرسله،‏ الذين كانوا سيصيرون لاحقا نظارا مسيحيين:‏ «ان اخطأ اليك اخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما.‏ ان سمع منك فقد ربحت اخاك.‏» ان الخطأ المشمول هنا لم يكن مجرد اهانة شخصية وانما خطية خطيرة،‏ كالخداع او الافتراء.‏ وقال يسوع انه اذا لم تحل هذه الخطوة المسألة واذا كان الشهود متوافرين،‏ يجب على الذي جرى الإخطاء اليه ان يأخذهم معه ليبرهن ان هنالك خطأ.‏ وهل هذه الخطوة هي المحاولة الاخيرة؟‏ لا.‏ «وإن لم يسمع [الخاطئ] منهم فقل للكنيسة.‏ وان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار.‏»‏ —‏ متى ١٨:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ٣ ماذا عنى يسوع بالقول ان فاعل الخطإ غير التائب كان سيصير «كالوثني والعشار»؟‏

      ٣ وكونهم يهودا،‏ كان الرسل سيفهمون ما تعنيه معاملة الخاطئ «كالوثني والعشار.‏» فقد كان اليهود يتجنبون معاشرة الناس من الامم،‏ وكانوا يحتقرون اليهود الذين عملوا عشارين عند الرومان.‏a (‏يوحنا ٤:‏٩؛‏ اعمال ١٠:‏٢٨‏)‏ لهذا السبب،‏ كان يسوع ينصح التلاميذ انه اذا رفضت الجماعة خاطئا،‏ كان عليهم التوقف عن معاشرته.‏ ولكن،‏ كيف ينسجم ذلك مع كون يسوع مع العشارين في بعض الاحيان؟‏

      ٤ نظرا الى كلماته في متى ١٨:‏١٧‏،‏ لماذا كان بامكان يسوع التعامل مع بعض العشارين والخطاة؟‏

      ٤ تقول لوقا ١٥:‏١‏:‏ «كان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه.‏»‏ ليس كل عشار او خاطئ كان هناك،‏ انما «جميع» بمعنى كثيرين.‏ (‏قارنوا لوقا ٤:‏٤٠‏.‏)‏ فأيهم؟‏ اولئك الذين كانوا مهتمين بأن تُغفر خطاياهم.‏ وبعض هؤلاء كانوا قد انجذبوا في وقت ابكر الى رسالة يوحنا المعمدان عن التوبة.‏ (‏لوقا ٣:‏١٢؛‏ ٧:‏٢٩‏)‏ لذلك عندما اتى آخرون الى يسوع لم تخالف مشورته في متى ١٨:‏١٧ كرازته لهم.‏ لاحظوا ان ‹كثيرين من العشارين والخطاة [سمعوا يسوع] .‏ .‏ .‏ وتبعوه.‏›‏ (‏مرقس ٢:‏١٥‏)‏ فهؤلاء لم يكونوا اشخاصا رغبوا في الاستمرار في طريقة حياة رديئة،‏ رافضين اية مساعدة.‏ وانما سمعوا رسالة يسوع وتأثرت قلوبهم.‏ وحتى ان كانوا لا يزالون يخطئون،‏ على الرغم من محاولتهم على الارجح ان يصنعوا تغييرات،‏ فان «الراعي الصالح» بكرازته لهم كان يتمثل بأبيه الرحيم.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٤‏.‏

      الغفران،‏ التزام مسيحي

      ٥ ما هو موقف اللّٰه الاساسي بالنسبة الى الغفران؟‏

      ٥ لدينا هذان التأكيدان المخلصان لرغبة ابينا في الغفران:‏ «إن اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهّرنا من كل اثم.‏» «اكتب اليكم هذا لكي لا تخطئوا.‏ وإن اخطأ احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار.‏» (‏١ يوحنا ١:‏٩؛‏ ٢:‏١‏)‏ فهل الغفران ممكن لشخص مفصول؟‏

      ٦ كيف يمكن ان يُغفر لشخص مفصول ويُعاد؟‏

      ٦ نعم.‏ عند فصل احد بسبب خطية لم يتب عنها يشرح له الشيوخ الذين يمثّلون الجماعة ان التوبة ونيل غفران اللّٰه ممكنان له.‏ فيمكن ان يحضر الاجتماعات في قاعة الملكوت،‏ حيث يمكنه ان يسمع ارشاد الكتاب المقدس الذي يمكن ان يساعده على التوبة.‏ (‏قارنوا ١ كورنثوس ١٤:‏٢٣-‏٢٥‏.‏)‏ وفي الوقت المناسب يمكن ان يطلب العودة الى الجماعة النظيفة.‏ وعندئذ،‏ عندما يجتمع به الشيوخ،‏ يحاولون تقرير ما اذا كان قد تاب وترك مسلكه الخاطئ.‏ (‏متى ١٨:‏١٨‏)‏ واذا كانت هذه هي الحالة،‏ يمكن ان يُعاد انسجاما مع النموذج في ٢ كورنثوس ٢:‏٥-‏٨‏.‏ وفي حال كان مفصولا لسنوات عديدة،‏ يحتاج الى صنع جهد موجَّه للنمو.‏ وقد يحتاج ايضا الى مساعدة كبيرة بعد ذلك ليعزِّز معرفته وتقديره للكتاب المقدس لكي يصير مسيحيا قويا روحيا.‏

      العودة الى يهوه

      ٧ و ٨ اي نموذج وضعه اللّٰه في ما يتعلق بشعبه المسبي؟‏

      ٧ ولكن هل يمكن للشيوخ انفسهم ان يتخذوا اية مبادرة في الاقتراب الى الشخص المفصول؟‏ نعم.‏ فالكتاب المقدس يظهر ان الرحمة يجري الاعراب عنها ليس بمجرد الامتناع السلبي عن العقاب ولكن غالبا بأعمال ايجابية.‏ ولدينا مثال يهوه.‏ فقبل ان ارسل شعبه غير الامين الى السبي،‏ قدَّم نبويا امكانية عودتهم:‏ «اذكر هذه يا يعقوب.‏ يا اسرائيل فإنك انت عبدي.‏ .‏ .‏ .‏ قد محوتُ كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك.‏ ارجع اليَّ لأني فديتك.‏» —‏ اشعياء ٤٤:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      ٨ ثم،‏ في اثناء السبي،‏ اتخذ يهوه خطوات اضافية،‏ عاملا بطريقة ايجابية.‏ فقد ارسل انبياء،‏ ممثليه،‏ ليدعو اسرائيل ان ‹يطلبوه فيجدوه.‏› (‏ارميا ٢٩:‏١،‏ ١٠-‏١٤‏)‏ وفي حزقيال ٣٤:‏١٦‏،‏ شبَّه نفسه براعٍ وشعب امة اسرائيل بخروف ضال:‏ «‏أطلب الضال واستردّ المطرود.‏» وفي ارميا ٣١:‏١٠‏،‏ استعمل يهوه ايضا اللغة المجازية لكونه راعيا للاسرائيليين.‏ لا،‏ لم يصف نفسه كراعٍ عند حظيرة الخراف ينتظر ان يعود الضال؛‏ وانما اظهر نفسه كراعٍ يبحث عن الخراف الضالة.‏ ولاحظوا انه حتى عندما كان الشعب عموما غير تائبين ومسبيين قام اللّٰه بجهود ليطلب عودتهم.‏ وانسجاما مع ملاخي ٣:‏٦‏،‏ لن يغيّر اللّٰه طريقة تعامله في الترتيب المسيحي.‏

      ٩ كيف جرى اتباع مثال اللّٰه في الجماعة المسيحية؟‏

      ٩ أفلا يقترح ذلك انه يمكن ان يكون هنالك سبب من اجل خطوات مبادرة تجاه بعض المفصولين الذين ربما هم الآن تائبون؟‏ تذكّروا ان الرسول بولس اعطى توجيها بعزل الشرير من جماعة كورنثوس.‏ وفي ما بعد حض الجماعة ان يمكِّنوا للرجل المحبة بسبب توبته،‏ مما ادى الى اعادته اللاحقة الى الجماعة.‏ —‏ ١ كورنثوس ٥:‏٩-‏١٣؛‏ ٢ كورنثوس ٢:‏٥-‏١١‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ اي دافع يجب ان يحث على اية جهود للاتصال ببعض الاشخاص المفصولين؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا يجب ان يكون الاقرباء المسيحيون الاشخاص الذين يقومون بمبادرة الاتصال؟‏

      ١٠ قالت دائرة المعارف المقتبس منها آنفا:‏ ‹ان الاساس المنطقي الرئيسي للعزل كان حماية مقاييس الفريق:‏ «خميرة صغيرة تخمّر العجين كله» (‏١ كورنثوس ٥:‏٦‏)‏.‏ ان هذا الدافع واضح في معظم نصوص الكتاب المقدس والنصوص غير القانونية،‏ لكنّ الاهتمام بالفرد،‏ حتى بعد الطرد،‏ كان الاساس لالتماس بولس في ٢ كورنثوس ٢:‏٧-‏١٠‏.‏›‏ (‏الحروف المائلة لنا.‏)‏ لذلك،‏ فإن اهتماما من هذا النوع يجب ان يظهره منطقيا اليوم رعاة الرعية.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٢٨؛‏ ١ بطرس ٥:‏٢‏)‏ وقد يأمل الاصدقاء السابقون والاقرباء ان يعود الشخص المفصول؛‏ ولكن بدافع الاحترام للوصية في ١ كورنثوس ٥:‏١١‏،‏ لا يعاشرون شخصا مطرودا.‏b ويتركون الامر للرعاة المعيَّنين ان يأخذوا المبادرة ليروا ما اذا كان مثل هذا الشخص مهتما بالعودة.‏

      ١١ و ١٢ اي نوع من الافراد المطرودين لا يريد حتى الشيوخ الاتصال بهم،‏ ولكن اي نوع يمكنهم ان يزوروا؟‏

      ١١ لن يكون مناسبا حتى للشيوخ ان يأخذوا المبادرة تجاه بعض الافراد المطرودين،‏ كالمرتدين الذين «يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم.‏» هؤلاء هم ‹المعلمون الكذبة الذين يدسّون بدع هلاك ويتّجرون بالجماعة بأقوال مصنَّعة.‏› (‏اعمال ٢٠:‏٣٠؛‏ ٢ بطرس ٢:‏١،‏ ٣‏)‏ والكتاب المقدس ايضا لا يزوِّد اي اساس للبحث عن المفصولين الذين هم مقاومون او الذين يشجعون عمليا على فعل الخطإ.‏ —‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏٣؛‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١؛‏ ٢ يوحنا ٩-‏١١؛‏ يهوذا ٤،‏ ١١‏.‏

      ١٢ ولكنّ افرادا مطرودين كثيرين ليسوا كذلك.‏ فربما توقف المرء عن فعل الخطإ الخطير الذي فُصل لاجله.‏ وربما كان آخر يستعمل التبغ،‏ او ربما كان في الماضي مفرطا في الشرب،‏ لكنه لا يحاول الآن ان يقود الآخرين الى فعل الخطإ.‏ وتذكّروا انه حتى قبل عودة اسرائيل المسبي الى اللّٰه،‏ ارسل ممثلين يحثّونهم على الرجوع.‏ ولا يقول الكتاب المقدس ما اذا كان بولس او الشيوخ في جماعة كورنثوس قد اخذوا مبادرة ما للتحقق من مصداقية المفصول.‏ فعندما تاب ذلك الرجل وأنهى فساده الادبي،‏ أمر بولس الجماعة بأن تعيده.‏

      ١٣ و ١٤ (‏أ)‏ ماذا يُظهر ان بعض الافراد المطرودين يمكن ان يتجاوبوا مع المبادرات الرحيمة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن لهيئة الشيوخ ان ترتب من اجل صنع اتصال؟‏

      ١٣ في الازمنة الحديثة وُجدت حالات حيث قابل شيخ شخصا مفصولا.‏c وحيث كان ملائما،‏ ابرز الراعي باختصار الخطوات الواجب اتخاذها من اجل العودة.‏ وبعض هؤلاء الاشخاص تابوا وأُعيدوا.‏ وتظهر مثل هذه النتائج المفرحة انه يمكن ان يكون هنالك مفصولون او تاركون للمعاشرة يتجاوبون مع الاقتراب الرحيم الذي يقوم به الرعاة.‏ ولكن كيف يمكن للشيوخ ان يعالجوا هذه المسألة؟‏ يجب على هيئة الشيوخ،‏ مرة في السنة على الاكثر،‏ ان ترى ما اذا كان هنالك اشخاص كهؤلاء يعيشون في مقاطعتها.‏d ويركّز الشيوخ على اولئك الذين هم مطرودون لاكثر من سنة.‏ ووفقا للظروف،‏ اذا كان ملائما،‏ يعيِّنون شيخين (‏يؤمَل ان يكونا حسنَي الاطلاع على الحالة)‏ ليزورا فردا كهذا.‏ ولن يجري القيام بزيارة لأي شخص يظهر موقفا خطيرا وانتقاديا او للذين جعلوه معروفا انهم لا يريدون اية مساعدة.‏ —‏ رومية ١٦:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ١ تيموثاوس ١:‏٢٠؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٦-‏١٨‏.‏

      ١٤ ويمكن للراعيين ان يتصلا هاتفيا ليطلبا القيام بزيارة مختصرة،‏ او يمكنهما ان يقوما بزيارة قصيرة في وقت مناسب.‏ وفي اثناء الزيارة،‏ لا يلزم ان يكونا قاسيين او حتى فاترين بل يجب ان يعكسا بحرارة اهتمامهما الرحيم.‏ وبدلا من مراجعة القضية الماضية،‏ يمكنهما مناقشة آيات من الكتاب المقدس مثل اشعياء ١:‏١٨ و ٥٥:‏٦،‏ ٧ ويعقوب ٥:‏٢٠‏.‏ واذا كان الشخص مهتما بالعودة الى رعية اللّٰه،‏ يمكنهما ان يشرحا بلطف اية خطوات يجب عليه اتخاذها،‏ مثل قراءة الكتاب المقدس ومطبوعات جمعية برج المراقبة وحضور الاجتماعات في قاعة الملكوت.‏

      ١٥ ماذا يجب ان يتذكره الشيخان اللذان يقومان بالاتصال بشخص مفصول؟‏

      ١٥ وسيلزم هذين الشيخين الحكمة والتمييز للتقرير ما اذا كانت هنالك دلالة على التوبة وما اذا كانت زيارة اخرى مستحسنة.‏ وطبعا،‏ يجب ان يتذكرا ان بعض الاشخاص المفصولين لن ‹يجدَّدوا للتوبة.‏› (‏عبرانيين ٦:‏٤-‏٦؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ وبعد الزيارة،‏ يقدم الاثنان تقريرا شفهيا مختصرا للجنة خدمة الجماعة.‏ وهم،‏ بدورهم،‏ سيُعلِمون هيئة الشيوخ في اجتماعهم التالي.‏ وستعكس مبادرة الشيوخ الرحيمة نظرة اللّٰه:‏ «ارجعوا اليَّ ارجع اليكم قال (‏يهوه)‏ الجنود.‏» —‏ ملاخي ٣:‏٧‏.‏

      مساعدة رحيمة اخرى

      ١٦ و ١٧ كيف يجب ان ننظر الى الاقرباء المسيحيين لشخص مفصول؟‏

      ١٦ وماذا عن اولئك الذين منا وليسوا نظارا ولن يأخذوا مبادرات كهذه تجاه الاشخاص المفصولين؟‏ ماذا يمكننا فعله انسجاما مع هذا الترتيب وتمثّلا بيهوه؟‏

      ١٧ ما دام الشخص مفصولا او تاركا للمعاشرة،‏ يلزمنا اتباع الارشاد:‏ «ان كان احد مدعو اخا زانيا او طماعا او عابد وثن او شتاما او سكيرا او خاطفا ان لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا.‏» (‏١ كورنثوس ٥:‏١١‏)‏ لكنّ هذه التعليمات من الكتاب المقدس لا يجب ان تؤثر في نظرتنا الى اعضاء العائلة المسيحيين الذين يعيشون مع الشخص المفصول.‏ فاليهود القدامى تجاوبوا بقساوة بالغة مع العشارين بحيث امتد بغضهم حتى الى عائلة العشار.‏ ولم يؤيِّد يسوع ذلك.‏ فقد قال ان الخاطئ الذي كان يرفض المساعدة يجب ان يُعامل «كالوثني والعشار»؛‏ ولم يقل انه يجب معاملة اعضاء العائلة المسيحيين هكذا.‏ —‏ متى ١٨:‏١٧‏.‏

      ١٨ و ١٩ ما هي بعض الطرائق التي بها يمكننا ان نعرب عن مسيحيتنا تجاه الاقرباء الامناء لشخص مطرود؟‏

      ١٨ ينبغي ان نكون داعمين على نحو خصوصي لاعضاء العائلة الذين هم مسيحيون امناء.‏ فربما يواجهون الألم والعقبات بسبب العيش في بيت مع شخص مطرود ربما يقاوم في الواقع مساعيهم الروحية.‏ وهو قد يفضِّل ان لا يأتي المسيحيون الى البيت؛‏ او اذا اتوا ليروا اعضاء العائلة الاولياء،‏ فربما لا تكون لديه اللياقة للبقاء بعيدا عن الزائرين.‏ وربما يعيق ايضا جهود العائلة في الذهاب الى كل الاجتماعات والمحافل المسيحية.‏ (‏قارنوا متى ٢٣:‏١٣‏.‏)‏ فالمسيحيون المتضررون بهذه الطريقة يستحقون حقا رحمتنا.‏ —‏ ٢ كورنثوس ١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      ١٩ واحدى الطرائق التي يمكننا بها اظهار الرحمة الرقيقة هي بـ‍ ‹التكلم بمؤاساة› وحيازة محادثات مشجِّعة مع افراد امناء كهؤلاء في البيت.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهنالك ايضا فرص جيدة لمنح الدعم قبل وبعد الاجتماعات،‏ عندما نكون في خدمة الحقل،‏ او عندما نكون معا في اوقات اخرى.‏ ولا يجب ان نذكر الفصل بل يمكننا ان نناقش امورا كثيرة بناءة.‏ (‏امثال ٢٥:‏١١؛‏ كولوسي ١:‏٢-‏٤‏)‏ وبينما يستمر الشيوخ في رعاية المسيحيين في العائلة،‏ يمكن ان نجد اننا نحن ايضا يمكننا ان نزور دون حيازة تعاملات مع الشخص المطرود.‏ واذا حدث ان الفرد المفصول اجاب عندما نقوم بالزيارة او نتصل هاتفيا،‏ يمكننا ببساطة ان نسأل عن القريب المسيحي الذي نطلبه.‏ وأحيانا قد يكون اعضاء العائلة المسيحيون قادرين على قبول دعوة الى بيتنا من اجل المعاشرة.‏ فالنقطة هي:‏ انهم —‏ صغارا وكبارا —‏ رفقاؤنا الخدام،‏ اعضاء احباء في هيئة اللّٰه،‏ ولا يجب عزلهم.‏ —‏ مزمور ١٠:‏١٤‏.‏

      ٢٠ و ٢١ كيف يجب ان نشعر ونتصرف اذا أُعيد شخص؟‏

      ٢٠ ويُفسح مجال آخر لاظهار الرحمة عندما يُعاد الشخص المطرود.‏ فأمثال يسوع تبرز الفرح في السماء عندما ‹يتوب خاطئ واحد.‏› (‏لوقا ١٥:‏٧،‏ ١٠‏)‏ وكتب بولس الى الكورنثيين في ما يتعلق بالرجل الذي كان قد فُصل:‏ «تسامحونه بالحري وتعزّونه لئلا يُبتلع مثل هذا من الحزن المفرط.‏ لذلك اطلب ان تمكِّنوا له المحبة.‏» (‏٢ كورنثوس ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فلنطبق هذه النصيحة باتزان ومحبة في الايام والاسابيع التي تلي اعادة الشخص.‏

      ٢١ ان مثل يسوع عن الابن الضال يعرض خطرا يلزمنا تجنبه.‏ فالأخ الاكبر لم يفرح بعودة الضال بل كان مستاء.‏ فلا نكن نحن هكذا،‏ مضمرين حقدا بسبب خطإ سابق او مظهرين الاستياء من اعادة الشخص.‏ وبالاحرى،‏ فان هدفنا هو ان نكون كالاب،‏ الذي مثَّل تجاوب يهوه.‏ فالاب كان سعيدا بأن ابنه،‏ الذي كان ضالا وبدا في حكم الميت،‏ قد وُجد،‏ او عاد الى الحياة.‏ (‏لوقا ١٥:‏٢٥-‏٣٢‏)‏ ووفقا لذلك،‏ سنتكلم بحرية مع الاخ المعاد ومن نواح اخرى نشجعه.‏ نعم،‏ يجب ان نجعله واضحا اننا نظهر الرحمة،‏ كما يفعل ابونا السماوي الغفور والرحيم.‏ —‏ متى ٥:‏٧‏.‏

      ٢٢ ماذا يشمله تمثلنا بيهوه اللّٰه؟‏

      ٢٢ ليس هنالك اي شك في انه اذا اردنا التمثل بالهنا،‏ يجب ان نظهر الرحمة انسجاما مع وصاياه وعدله.‏ وصاحب المزمور يصفه بهذه الطريقة:‏ «الرب حنّان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة.‏ الرب صالح للكل ومراحمه على كل اعماله.‏» (‏مزمور ١٤٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ فيا للنموذج الحبي ليقتدي به المسيحيون!‏

      ‏[الحواشي]‏

      a ‏«كان العشارون محتقَرين على نحو خصوصي من قبل السكان اليهود في فلسطين لعدة اسباب:‏ (‏١)‏ كانوا يجمعون المال للدولة الاجنبية التي احتلت ارض اسرائيل،‏ وهكذا يمنحون الدعم بطريقة غير مباشرة لهذا الاعتداء؛‏ (‏٢)‏ كانوا عديمي الضمير على نحو رديء السمعة،‏ اذ كانوا يزدادون ثراء على حساب غيرهم من شعبهم الخاص؛‏ و (‏٣)‏ عملهم ورَّطهم في اتصال قانوني بالامم،‏ جاعلا اياهم نجسين طقسيا.‏ والازدراء بالعشارين موجود في العهد الجديد وأدب الربابنة على حد سواء .‏ .‏ .‏ وبحسب هذا الاخير،‏ كان البغض يمتد حتى الى عائلة العشار.‏» —‏ دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية.‏

      b اذا كان هنالك في البيت المسيحي قريب مفصول،‏ فان هذا الشخص لا يزال جزءا من التعاملات والنشاطات البيتية اليومية والطبيعية.‏ ويمكن ان يشمل ذلك الكينونة حاضرا عندما يجري درس المواد الروحية كعائلة.‏ —‏ انظروا برج المراقبة عدد ١٥ تشرين الثاني ١٩٨٨،‏ الصفحتان ١٩-‏٢٠‏.‏

      c انظروا الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩١،‏ الصفحتين ٥٣،‏ ٥٤.‏

      d اذا علم اي شاهد،‏ بالكرازة من بيت الى بيت او بطريقة اخرى،‏ ان شخصا مفصولا يعيش في المقاطعة،‏ يجب ان يُعلِم الشيوخ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة