مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • خدام يهوه لديهم رجاء حقيقي
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • خدام يهوه لديهم رجاء حقيقي

      ‏«تكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب .‏ .‏ .‏ الذي لا ينتظر انسانا».‏ —‏ ميخا ٥:‏٧‏.‏

      ١ كيف يكون اسرائيل الروحي مصدر انتعاش؟‏

      يهوه هو الصانع العظيم للمطر والندى.‏ لذلك لا جدوى من انتظار البشر ليجلبوا الندى او المطر.‏ كتب النبي ميخا:‏ «تكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب كالوابل على العشب الذي لا ينتظر انسانا ولا يصبر لبني البشر».‏ (‏ميخا ٥:‏٧‏)‏ فمَن هم «بقية يعقوب» اليوم؟‏ انهم الاسرائيليون الروحيون،‏ بقية «اسرائيل اللّٰه».‏ (‏غلاطية ٦:‏١٦‏)‏ وبالنسبة الى «شعوب كثيرين» في الارض،‏ انهم ‹كالندى [المنعش] من عند الرب وكالوابل على العشب›.‏ نعم،‏ المسيحيون الممسوحون اليوم هم بركة يمنحها اللّٰه للناس.‏ وهو يستخدم هؤلاء المنادين بالملكوت لنقل رسالة الرجاء الحقيقي الى الناس.‏

      ٢ لماذا لدينا رجاء حقيقي رغم اننا نعيش في هذا العالم المضطرب؟‏

      ٢ لا عجب ان يفتقر هذا العالم الى الرجاء الحقيقي.‏ ففي هذا العالم الذي يسيطر عليه الشيطان ابليس،‏ نتوقع ان يتفشى عدم الاستقرار السياسي،‏ الانحطاط الادبي،‏ الجريمة،‏ الازمات الاقتصادية،‏ الارهاب،‏ والحروب.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ وكثيرون يخافون من المستقبل.‏ لكننا،‏ نحن عبَّاد يهوه،‏ لسنا خائفين لأن لدينا رجاء للمستقبل.‏ ورجاؤنا حقيقي لأنه مؤسَّس على كلمة اللّٰه.‏ ونحن نثق بيهوه وكلمته،‏ لأن ما يقوله يهوه يتحقق دائما.‏

      ٣ (‏أ)‏ لماذا كان يهوه سيتَّخذ اجراء ضدّ اسرائيل ويهوذا؟‏ (‏ب)‏ لماذا تنطبق كلمات ميخا على ايامنا؟‏

      ٣ ان نبوة ميخا الموحى بها من اللّٰه تقوّينا لنسلك باسم يهوه وتعطينا اساسا لرجاء حقيقي.‏ تنبأ ميخا في القرن الثامن قبل الميلاد.‏ وفي ذلك الوقت،‏ كان شعب عهد اللّٰه منقسما الى امتَين،‏ اسرائيل ويهوذا.‏ وكانتا كلتاهما تتجاهلان عهد اللّٰه.‏ فتفشى فيهما الانحطاط الادبي والارتداد الديني والانهماك الشديد في المساعي المادية.‏ لذلك حذَّر يهوه من الاجراء الذي سيتَّخذه ضدّهما.‏ صحيح ان تحذيرات اللّٰه كانت موجَّهة الى معاصري ميخا،‏ إلا ان كلماته تنطبق على ايامنا ايضا لأن الاوضاع في ايامنا مماثلة جدا للاوضاع في ايامه.‏ وهذا ما سيتَّضح فيما نتأمل في بعض النقاط البارزة من اصحاحات سفر ميخا السبعة.‏

      ما تكشفه النظرة الشاملة الى السفر

      ٤ اية معلومات تزوِّدها الاصحاحات الثلاثة الاولى من سفر ميخا‏؟‏

      ٤ لنُلقِ نظرة شاملة على محتويات سفر ميخا.‏ في الاصحاح الاول‏،‏ يشهِّر يهوه تمرد اسرائيل ويهوذا.‏ فنتيجة لتقصيرهما،‏ ستُدمَّر اسرائيل وسيصل عقاب يهوذا حتى الى ابواب اورشليم.‏ ويكشف الاصحاح الثاني ان الاغنياء وذوي النفوذ يظلمون الضعفاء والعاجزين عن حماية انفسهم.‏ لكنَّ اللّٰه يعِد بأن شعبه سيُجمَع معا.‏ كما ترِد في الاصحاح الثالث إعلانات يهوه ضدّ قادة الامة والانبياء الذين يقصِّرون في إتمام واجباتهم.‏ فالقادة يعوِّجون العدل،‏ والانبياء يتفوَّهون بالاكاذيب.‏ ورغم ذلك،‏ يمكِّن الروح القدس ميخا من إعلان دينونة يهوه القادمة.‏

      ٥ ما هو فحوى ٤ و ٥ من ميخا‏؟‏

      ٥ يُنبئ الاصحاح الرابع ان كل الامم ستأتي في آخر الايام الى جبل بيت الرب المرفَّع لتتعلّم من يهوه.‏ ولكن قبل ذلك،‏ ستُسبى يهوذا الى بابل وسينقذها يهوه.‏ ويكشف الاصحاح الخامس ان المسيَّا سيولد في بيت لحم في يهوذا،‏ وأنه سيرعى شعبه وينقذهم من الامم الظالمة.‏

      ٦،‏ ٧ اية نقاط ترِد في الاصحاحين ٦ و ٧ من نبوة ميخا؟‏

      ٦ وترِد في الاصحاح السادس من ميخا اتِّهامات يهوه لشعبه في شكل دعوى.‏ وهل فعل يهوه شيئا ليجعل شعبه يتمرد؟‏ كلا.‏ فالحقيقة هي ان مطالبه منطقية.‏ فهو يريد ان يمارس عبّاده العدل واللطف والاحتشام فيما يسلكون معه.‏ ولكنَّ سكان اسرائيل ويهوذا يتَّبعون مسلك التمرد وسيحصدون العواقب.‏

      ٧ اما في الاصحاح الاخير من نبوة ميخا‏،‏ فيشجب ميخا بشدة شرّ معاصريه.‏ ولكنه لا يتثبط،‏ لأنه مصمِّم ان ‹ينتظر› يهوه.‏ (‏ميخا ٧:‏٧‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ ويُختَتم السفر بتعبير عن الثقة بأن يهوه سيرحم شعبه.‏ ويشهد التاريخ ان هذا الرجاء تحقق.‏ ففي سنة ٥٣٧ ق‌م،‏ عندما انتهى يهوه من تأديب شعبه،‏ ردّ برحمة بقية الى ارضهم.‏

      ٨ كيف تلخِّصون محتويات سفر ميخا؟‏

      ٨ ما اروع هذه المعلومات التي يكشفها يهوه بواسطة ميخا!‏ فهذا السفر الموحى به يزوِّد امثلة تحذيرية تُظهِر كيف يتعامل اللّٰه مع الذين يدَّعون خدمته ولكنهم خائنون.‏ وينبئ بحوادث تحدث في ايامنا.‏ كما انه يعطي المشورة الالهية التي تُظهِر كيف ينبغي ان نتصرف خلال هذه الاوقات العصيبة لكي يكون رجاؤنا ثابتا.‏

      السيد الرب يهوه يتكلم

      ٩ ماذا كان يهوه سيفعل بحسب ميخا ١:‏٢‏؟‏

      ٩ لنفحص الآن سفر ميخا بتفصيل اكثر.‏ نقرأُ في ميخا ١:‏٢‏:‏ «اسمعوا ايها الشعوب جميعكم أصغي ايتها الارض وملؤها وليكُن السيد الرب شاهدا عليكم السيد من هيكل قدسه».‏ لو كنت عائشا في ايام ميخا،‏ لَاسترعت هذه الكلمات انتباهك دون شك.‏ وهي تسترعي انتباهك لأن يهوه يتكلم من هيكل قدسه وهو لا يخاطب اسرائيل ويهوذا فحسب،‏ بل ايضا الناس اينما كانوا.‏ في ايام ميخا،‏ تجاهل الناس السيد الرب يهوه لوقت طويل.‏ ولكن سرعان ما كان ذلك سيتغيّر.‏ فيهوه كان مصمِّما على اتِّخاذ إجراء حاسم.‏

      ١٠ لماذا تهمنا كلمات ميخا ١:‏٢‏؟‏

      ١٠ يصحّ الامر نفسه في ايامنا.‏ فالكشف ١٤:‏١٨-‏٢٠ تُظهِر ان يهوه يخاطب الناس مجدَّدا من هيكل قدسه.‏ وعمَّا قريب،‏ سيتَّخذ إجراء حاسما،‏ وستهز حوادث بالغة الاهمية الجنس البشري مرة اخرى.‏ ولكن هذه المرة،‏ ستُطرَح «كرمة الارض» الشريرة في معصرة خمر غضب يهوه العظيمة،‏ مما يؤدي الى الدمار التام لنظام اشياء الشيطان.‏

      ١١ ماذا تعني كلمات ميخا ١:‏٣،‏ ٤‏؟‏

      ١١ لنُصغِ الى ما سيفعله يهوه.‏ تقول ميخا ١:‏٣،‏ ٤‏:‏ «هوذا الرب يخرج من مكانه وينزل ويمشي على شوامخ الارض.‏ فتذوب الجبال تحته وتنشقّ الوديان كالشمع قدام النار.‏ كالماء المنصبّ في مُنحَدَر».‏ فهل سيترك يهوه مسكنه السماوي ويمشي حرفيا على جبال ارض الموعد وسهولها؟‏ كلا.‏ فهو ليس بحاجة الى ذلك.‏ فليس عليه سوى توجيه انتباهه الى الارض لكي تُنجَز مشيئته.‏ وعلاوة على ذلك،‏ فإن السكان،‏ وليس الارض الحرفية،‏ هم مَن ستحلّ بهم الامور المذكورة آنفا.‏ وعندما يتَّخذ يهوه الاجراء،‏ ستكون عاقبة الخائنين وخيمة —‏ كما لو ان الجبال تذوب كالشمع والسهول تنشقّ بفعل زلزال.‏

      ١٢،‏ ١٣ ماذا يجعل رجاءنا اكيدا بحسب ٢ بطرس ٣:‏١٠-‏١٢‏؟‏

      ١٢ قد تذكِّرك الكلمات النبوية في ميخا ١:‏٣،‏ ٤ بنبوة اخرى موحى بها تُخبِر عن كوارث ستحلّ بالارض.‏ كتب الرسول بطرس كما هو مسجَّل في ٢ بطرس ٣:‏١٠‏:‏ «يوم يهوه سيأتي كسارق،‏ وفيه تزول السموات بحفيف مدوٍّ،‏ أما العناصر فتنحلّ حامية،‏ والارض يُكشَف عنها وعمّا فيها من اعمال».‏ كنبوة ميخا،‏ لا تنطبق كلمات بطرس هذه على السموات والارض الحرفية.‏ بل تشير الى ضيق عظيم قادم على نظام الاشياء الفاجر هذا.‏

      ١٣ لكن رغم هذه الكارثة القادمة،‏ يمكن ان يثق المسيحيون بالمستقبل،‏ تماما كميخا.‏ كيف؟‏ باتِّباع المشورة الموجودة في الاعداد اللاحقة من رسالة بطرس:‏ «ايّ اناس يجب ان تكونوا في تصرفات مقدسة وأعمال تعبد للّٰه،‏ منتظرين ومُبقين حضور يوم يهوه قريبا في الذهن!‏».‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فرجاؤنا للمستقبل سيكون اكيدا اذا نمَّينا قلبا طائعا وحرصنا ان تكون تصرفاتنا مقدسة وملأنا حياتنا بأعمال التعبد للّٰه.‏ كما يجب ان نتذكر ايضا ان يوم يهوه سيأتي لا محالة.‏

      ١٤ لماذا كانت اسرائيل ويهوذا تستحقان العقاب؟‏

      ١٤ يوضح يهوه لماذا استحق شعبه في الماضي العقاب.‏ تقول ميخا ١:‏٥‏:‏ «كلّ هذا من اجل اثم يعقوب ومن اجل خطية بيت اسرائيل.‏ ما هو ذنب يعقوب.‏ أليس هو السامرة.‏ وما هي مرتفعات يهوذا.‏ أليست هي اورشليم».‏ تَدين أمّتَا اسرائيل ويهوذا بوجودهما ليهوه.‏ ورغم ذلك تتمردان عليه،‏ حتى ان تمرّدهما يصل الى عاصمتَيهما،‏ السامرة وأورشليم.‏

      تفشي الممارسات الشريرة

      ١٥،‏ ١٦ اية اعمال شريرة كان معاصرو ميخا مذنبين بها؟‏

      ١٥ تعطي ميخا ٢:‏١،‏ ٢ مثالا لشرّ معاصري ميخا وتصفه وصفا حيًّا قائلة:‏ «ويل للمفتكرين بالبُطل والصانعين الشرّ على مضاجعهم.‏ في نور الصباح يفعلونه لأنه في قدرة يدهم.‏ فإنهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها ويظلمون الرجل وبيته والانسان وميراثه».‏

      ١٦ فالاشخاص الجشعون يبقون مستيقظين في الليل يفكِّرون ويخطِّطون لاغتصاب حقول جيرانهم وبيوتهم.‏ وفي الصباح،‏ يُسرِعون الى تنفيذ مكايدهم.‏ ولكن لو تذكروا عهد يهوه لما ارتكبوا هذه الاعمال الشريرة.‏ فالشريعة الموسوية تحتوي على تدابير لحماية الفقراء.‏ ففي ظلّ هذه الشريعة،‏ لا ينبغي ان تخسر اية عائلة ميراثها بشكل دائم.‏ لكنَّ هؤلاء الاشخاص الجشعين لا يهمّهم ذلك.‏ فهم يتجاهلون كلمات اللاويين ١٩:‏١٨ التي تقول:‏ «تحبّ قريبك كنفسك».‏

      ١٧ ماذا يمكن ان يحدث عندما يضع الذين يدَّعون خدمة اللّٰه الامور المادية اولا في حياتهم؟‏

      ١٧ يُظهِر ذلك ما يمكن ان يحدث عندما تغيب الاهداف الروحية عن بال الذين يدَّعون عبادة اللّٰه ويطلبون الامور المادية اولا.‏ حذَّر بولس المسيحيين في ايامه:‏ «أما المصممون على ان يكونوا اغنياء فيسقطون في تجربة وشرك وشهوات كثيرة غبية ومؤذية،‏ تُغرق الناس في الهلاك والدمار».‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏٩‏)‏ فعندما يجعل الشخص ربح المال الهدف الرئيسي في حياته،‏ يكون في الواقع يعبد الها باطلا:‏ المال.‏ وهذا الاله الباطل لا يقدِّم ايّ رجاء اكيد للمستقبل.‏ —‏ متى ٦:‏٢٤‏.‏

      ١٨ ماذا كان سيحدث للذين كانوا يطلبون الامور المادية اولا في ايام ميخا؟‏

      ١٨ يتعلَّم كثيرون من معاصري ميخا من اختبارهم المرير ان الاتّكال على الامور المادية هو دون جدوى.‏ فبحسب ميخا ٢:‏٤ يقول يهوه:‏ «في ذلك اليوم يُنطق عليكم بهجو ويُرثى بمرثاة ويقال خربنا خرابا.‏ بدلَ نصيب شعبي.‏ كيف ينزعه عني.‏ يقسم للمرتد [«للخائن»،‏ ع‌ج‏] حقولنا».‏ نعم،‏ سيخسر سارقو البيوت والحقول ميراثهم العائلي.‏ وسيُبعَدون الى بلد اجنبي،‏ وستصير ممتلكاتهم غنيمة ‹للخائنين›،‏ اي لأناس من الامم.‏ فكلّ الآمال بمستقبل زاهر ستخيب.‏

      ١٩،‏ ٢٠ ماذا حدث لليهود الذين وثقوا بيهوه؟‏

      ١٩ لكنَّ آمال الذين يثقون بيهوه لن تخيب.‏ فيهوه امين لعهده مع ابراهيم وداود،‏ وسيرحم الذين مثل ميخا يحبونه ويحزنون على ابتعاد مواطنيهم عنه.‏ وفي وقته المعيَّن،‏ سيكون هنالك ردّ لهؤلاء المستقيمين.‏

      ٢٠ يحدث هذا الردّ سنة ٥٣٧ ق‌م،‏ عندما تسقط بابل وتعود بقية من اليهود الى موطنهم.‏ وهذا هو الاتمام الاولي لكلمات ميخا ٢:‏١٢ حيث يقول يهوه:‏ «اني اجمع جميعك يا يعقوب.‏ اضمّ بقية اسرائيل.‏ اضعهم معا كغنم الحظيرة كقطيع في وسط مرعاه يضجّ من الناس».‏ فيا لَيهوه من اله محب!‏ فبعد ان يؤدِّب شعبه،‏ يسمح لبقية بالعودة لخدمته في الارض التي اعطاها لآبائهم.‏

      تشابهات لافتة للنظر في ايامنا

      ٢١ كيف تتشابه الاوضاع في ايامنا والاوضاع في ايام ميخا؟‏

      ٢١ في مناقشتنا للاصحاحَين الاولَين من ميخا،‏ هل ادهشك مدى التشابه بين تلك الاوضاع والاوضاع في ايامنا؟‏ فكما في ايام ميخا،‏ يدَّعي كثيرون اليوم انهم يخدمون اللّٰه ولكنهم،‏ كيهوذا وإسرائيل،‏ مقسَّمون ويتحاربون في ما بينهم.‏ كما ان اغنياء كثيرين في العالم المسيحي يظلمون الفقراء.‏ ويتغاضى القادة الدينيون اكثر فأكثر عن ممارسات يدينها الكتاب المقدس بوضوح.‏ فلا عجب ان العالم المسيحي وباقي «بابل العظيمة»،‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل،‏ سيصلان الى نهايتهما عمّا قريب!‏ (‏كشف ١٨:‏١-‏٥‏)‏ ولكن سيبقى لدى يهوه خدام امناء على الارض،‏ تماما كما في ايام ميخا.‏

      ٢٢ ايّ فريقين يضعان رجاءهما في ملكوت اللّٰه؟‏

      ٢٢ ففي سنة ١٩١٩،‏ انفصل المسيحيون الممسوحون الامناء نهائيا عن العالم المسيحي وشرعوا يُعلِنون بشارة الملكوت لجميع الامم.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ في البداية،‏ بحثوا عن الباقين من اسرائيل الروحي.‏ ثم ابتدأ «خراف اخر» يتجمعون،‏ وصار الفريقان «رعية واحدة» بقيادة «راعٍ واحد».‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ ورغم انهم يخدمون اللّٰه الآن في ٢٣٤ بلدا،‏ فجميع عباد يهوه الامناء هؤلاء ‹يوضَعون معا› في وحدة.‏ وحظيرة الخراف الآن ‹تضجّ من الناس›،‏ الرجال والنساء والاولاد.‏ وهم لا يضعون رجاءهم في نظام الاشياء هذا،‏ بل في ملكوت اللّٰه الذي سيجلب عمّا قريب ارضا فردوسية.‏

      ٢٣ لماذا نحن مقتنعون بأن رجاءنا اكيد؟‏

      ٢٣ يقول العدد الاخير من ميخا الاصحاح ٢ عن عبّاد يهوه الامناء:‏ «يجتاز ملكهم امامهم والرب في رأسهم».‏ فهل نرى انفسنا في موكب النصرة هذا نتبع ملكنا يسوع المسيح ويهوه يتقدمنا كرأس؟‏ اذا صحَّ ذلك،‏ فبإمكاننا ان نثق بأن النصر سيتحقق لا محالة وأن رجاءنا اكيد.‏ وهذا ما سيتَّضح اكثر عندما نتأمل في المزيد من النقاط البارزة من نبوة ميخا.‏

  • سنسلك باسم يهوه الى الابد!‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • سنسلك باسم يهوه الى الابد!‏

      ‏«نحن نسلك باسم الرب الهنا الى الدهر والابد».‏ —‏ ميخا ٤:‏٥‏.‏

      ١ اية رسائل موجودة في الاصحاحات ٣ الى ٥ من ميخا‏؟‏

      لدى يهوه شيء ليقوله لشعبه،‏ ولهذا الغرض يستخدم ميخا نبيًّا له.‏ ان قصده هو اتِّخاذ إجراء ضدّ فاعلي السوء،‏ وذلك بمعاقبة اسرائيل على ارتدادها.‏ ولكن من المفرح ان يهوه سيبارك الذين يسلكون باسمه.‏ وهذه الرسائل تدوّي بوضوح في الاصحاحات ٣ الى ٥ من نبوة ميخا‏.‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ اية صفة يجب ان يُظهِرها قادة اسرائيل،‏ ولكن ماذا يفعلون في الواقع؟‏ (‏ب)‏ ما هو معنى الصوَر البيانية المستخدَمة في ميخا ٣:‏٢،‏ ٣‏؟‏

      ٢ يعلن نبيُّ اللّٰه:‏ «اسمعوا يا رؤساء يعقوب وقضاة بيت اسرائيل.‏ أليس لكم ان تعرفوا الحق [«العدل»،‏ ع‌ج‏]».‏ نعم،‏ هذا ما هو متوقَّع منهم.‏ ولكن ماذا يفعلون في الواقع؟‏ يقول ميخا:‏ «المبغضين الخير والمحبين الشرّ النازعين جلودهم عنهم ولحمهم عن عظامهم.‏ والذين يأكلون لحم شعبي ويكشطون جلدهم عنهم ويهشِّمون عظامهم ويشقِّقون كما في القدر وكاللحم في وسط المقلى».‏ —‏ ميخا ٣:‏١-‏٣‏.‏

      ٣ فالقادة يظلمون الفقراء والعاجزين عن الدفاع عن انفسهم.‏ ويستخدم ميخا هنا صوَرا بيانية سهلة الفهم على مستمعيه.‏ فعندما يُحضَّر الخروف المذبوح بالغلي،‏ يُسلَخ جلده ثم يقطَّع.‏ وتُكسَر العظام احيانا لإخراج النِّقْي منها.‏ ثم يُغلى اللحم والعظام في اناء كبير،‏ كذاك الذي يتحدث عنه ميخا.‏ (‏حزقيال ٢٤:‏٣-‏٥،‏ ١٠‏)‏ فيا له من ايضاح ملائم للمعاملة التعسفية التي يقاسيها الناس في ايام ميخا على ايدي قادتهم الاشرار!‏

      يهوه يتوقع منا ان نمارس العدل

      ٤ ايّ تباين هنالك بين يهوه وقادة اسرائيل؟‏

      ٤ هنالك تباين صارخ بين الراعي المحب يهوه وبين قادة اسرائيل.‏ فلأنهم لا يمارسون العدل لا يتمِّمون تفويضهم ان يحموا الرعية.‏ بدلا من ذلك،‏ يستغلّون الخراف المجازية استغلالا انانيا،‏ حارمينهم من العدل وسافكين ‹دماءهم›،‏ كما تشير ميخا ٣:‏١٠‏.‏ فماذا نتعلم من هذا الوضع؟‏

      ٥ ماذا يتوقع يهوه من الذين يتولَّون القيادة بين شعبه؟‏

      ٥ يتوقع اللّٰه من الذين يتولَّون القيادة بين شعبه ان يمارسوا العدل.‏ وهذا ما يصح في شعب يهوه اليوم.‏ وينسجم ذلك مع اشعياء ٣٢:‏١ التي تقول بحسب الترجمة التفسيرية:‏ «انظروا ها إن ملكا يملك بالبر،‏ ورؤساء يحكمون بالعدل».‏ ولكن ماذا نجد في ايام ميخا؟‏ نجد ان «المبغضين الخير والمحبين الشرّ» يستمرون في تعويج العدل.‏

      صلوات مَن تُستجاب؟‏

      ٦،‏ ٧ ايّ نقطة مهمة تبرزها ميخا ٣:‏٤‏؟‏

      ٦ وهل يمكن لمعاصري ميخا الاشرار ان يتوقعوا نيل رضى يهوه؟‏ طبعا لا.‏ تذكر ميخا ٣:‏٤‏:‏ «يصرخون الى الرب فلا يجيبهم بل يستر وجهه عنهم في ذلك الوقت كما اساءوا اعمالهم».‏ يُبرِز ذلك نقطة مهمة جدا.‏

      ٧ لن يستجيب يهوه صلواتنا اذا كنا نمارس الخطية.‏ ويصحّ ذلك بالتأكيد اذا كنا نعيش حياة مزدوجة،‏ مُخفين اخطاءنا فيما نتظاهر اننا نخدم اللّٰه بأمانة.‏ رنَّم داود في المزمور ٢٦:‏٤‏:‏ «لم اجلس مع اناس السوء.‏ ومع الماكرين [«المنافقين»،‏ تف‏] لا ادخل».‏ فإذا كان داود قد شعر بهذه الطريقة،‏ فكم بالاحرى يهوه!‏ فمن المؤكد انه لن يستجيب صلوات الذين يخالفون كلمته عمدا.‏

      متقوون بروح اللّٰه

      ٨ مِمَّ حُذِّر الانبياء الكذبة في ايام ميخا؟‏

      ٨ كم هي شائعة الممارسات المخزية بين القادة الروحيين في اسرائيل!‏ فالانبياء الكذبة يُضلّون شعب اللّٰه روحيا.‏ والقادة الجشعون ينادون:‏ «سلام»،‏ ولكنهم في الواقع يفتحون حربا على الذي لا يجعل في افواههم شيئا.‏ يقول لهم يهوه:‏ «لذلك تكون لكم ليلة بلا رؤيا.‏ ظلام لكم بدون عرافة.‏ وتغيب الشمس عن الانبياء ويُظلِم عليهم النهار.‏ فيَخزى الراؤون ويخجل العرافون ويغطون كلّهم شواربهم».‏ —‏ ميخا ٣:‏٥-‏٧أ‏.‏

      ٩،‏ ١٠ ماذا تعني ‹تغطية الشوارب›،‏ ولماذا ما من سبب لدى ميخا ليغطي شاربَيه؟‏

      ٩ ولماذا ‹سيغطّون شواربهم›؟‏ يقوم معاصرو ميخا الاشرار بذلك بسبب الخزي.‏ فيجب ان يخزى هؤلاء الرجال الاشرار لأنه «ليس جواب من اللّٰه» لهم.‏ (‏ميخا ٣:‏٧ب‏)‏ فيهوه لا يعير صلوات الاشرار المتغطرسين ايّ انتباه.‏

      ١٠ أما ميخا فما من سبب لديه ‹ليغطي شاربَيه›.‏ فهو لا يخزى لأن يهوه يستجيب صلواته.‏ لاحظوا ميخا ٣:‏٨‏،‏ حيث يقول النبي الامين:‏ «انا ملآنٌ قوة روح الرب وحقًّا [«وعدلا»،‏ ع‌ج‏] وبأسا».‏ فكم يشعر ميخا بالامتنان لأنه امتلأ من «قوة روح الرب» خلال خدمته الطويلة والامينة!‏ فهذا يمنحه القوة ‹ليُخبِر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته›.‏

      ١١ كيف يتقوى البشر لإعلان رسائل اللّٰه؟‏

      ١١ كان ميخا بحاجة الى اكثر من القوة البشرية لإعلان رسالة دينونة اللّٰه المضادة.‏ فقد كان بحاجة الى روح يهوه،‏ او قوته الفعالة.‏ وما القول فينا؟‏ لا يمكننا إتمام تفويضنا الكرازي إلا اذا قوّانا يهوه بواسطة روحه القدس.‏ فمحاولات الكرازة ستبوء بالفشل حتما اذا كنا نمارس الخطية عمدا.‏ ولن يستجيب اللّٰه صلواتنا من اجل القوة على إنجاز عمل الكرازة.‏ ولا يمكننا بالتأكيد إعلان رسائل دينونة ابينا السماوي إلا اذا نلنا ‹روح يهوه›.‏ فبواسطة الصلوات المُستجابة وبمساعدة الروح القدس،‏ نتمكن من التكلم بكلمة اللّٰه بجرأة كما فعل ميخا.‏

      ١٢ لماذا تمكن تلاميذ يسوع الاولون من ‹المواظبة على التكلم بكلمة اللّٰه بكل جرأة›؟‏

      ١٢ ربما تتذكر الرواية في الاعمال ٤:‏٢٣-‏٣١‏.‏ تخيّل انك احد تلاميذ يسوع في القرن الاول.‏ فالمضطهِدون المتعصبون يحاولون إسكات أتباع المسيح.‏ لكنَّ هؤلاء الاولياء يصلّون الى السيد الرب،‏ مقدِّمين هذا الالتماس:‏ «يا يهوه،‏ التفت الى تهديداتهم،‏ وأعطِ عبيدك ان يواظبوا على التكلم بكلمتك بكل جرأة».‏ وما هي النتيجة؟‏ عندما يتضرعون يتزعزع المكان الذي هم مجتمعون فيه،‏ ويمتلئون جميعهم من الروح القدس ويتكلمون بكلمة اللّٰه بجرأة.‏ فلنلتفتْ الى يهوه في الصلاة ونتكل على مساعدته بواسطة الروح القدس فيما نُنجز خدمتنا.‏

      ١٣ ماذا سيحدث لأورشليم والسامرة،‏ ولماذا؟‏

      ١٣ فكِّر الآن في ايام ميخا.‏ فبحسب ميخا ٣:‏٩-‏١٢‏،‏ يقضي الحكام المذنبون بسفك الدم بالرشوة،‏ يعلِّم الكهنة بالأجرة،‏ ويمارس الانبياء العرافة لقاء المال.‏ فلا عجب ان اللّٰه يقضي بأن تصير اورشليم عاصمة يهوذا «خِرَبا»!‏ وبما ان العبادة الباطلة والفساد الاخلاقي يتفشيان في اسرائيل،‏ يحذِّر ميخا بالوحي ان اللّٰه سيجعل السامرة «خَرِبة».‏ (‏ميخا ١:‏٦‏)‏ ويشهد النبي دمار السامرة المنبأ به على ايدي الجيوش الاشورية سنة ٧٤٠ ق‌م.‏ (‏٢ ملوك ١٧:‏٥،‏ ٦؛‏ ٢٥:‏١-‏٢١‏)‏ من الواضح انه لم يكن بالامكان إعلان هذه الرسائل القوية ضدّ اورشليم والسامرة إلا بقوة يهوه.‏

      ١٤ كيف تمت النبوة المسجَّلة في ميخا ٣:‏١٢‏،‏ وكيف ينبغي ان يؤثر ذلك فينا؟‏

      ١٤ لا يمكن ليهوذا بالتأكيد ان تُفلِت من دينونة يهوه المضادة.‏ فإتماما للنبوة المسجَّلة في ميخا ٣:‏١٢‏،‏ ‹ستُفلَح صهيون كحقل›.‏ ونحن،‏ العائشين في القرن الحادي والعشرين،‏ نعرف ان هذه الامور حدثت عندما دمَّر البابليون يهوذا وأورشليم سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ وذلك بعد سنوات من نبوة ميخا.‏ لكنَّ ميخا كان متأكدا انها ستحدث.‏ ونحن ينبغي ان نكون مثله ونثق بأن نظام الاشياء الشرير الحاضر سينتهي في «يوم يهوه» المنبإ به.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏

      يهوه يُنصِف

      ١٥ كيف تلخِّصون بكلماتكم الخاصة النبوة المسجَّلة في ميخا ٤:‏١-‏٤‏؟‏

      ١٥ اذ نرجع الى الماضي،‏ نرى ميخا ينقل بعد ذلك رسالة رجاء رائعة.‏ فكم نتشجع عندما نقرأ بعضا من كلماته في ميخا ٤:‏١-‏٤‏:‏ «يكون في آخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه شعوب.‏ .‏ .‏ .‏ فيقضي بين شعوب كثيرين يُنصِف لأمم قوية بعيدة فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل.‏ لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد.‏ بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يُرعِب لأن فم رب الجنود تكلم».‏

      ١٦،‏ ١٧ كيف تتم ميخا ٤:‏١-‏٤ اليوم؟‏

      ١٦ ومَن هم ‹الشعوب الكثيرون› و ‹الامم القوية› المذكورون هنا؟‏ انهم ليسوا امم وحكومات هذا العالم.‏ فالنبوة تنطبق على افراد من كل الامم هم متَّحدون في الخدمة المقدسة في جبل يهوه للعبادة الحقة.‏

      ١٧ انسجاما مع نبوة ميخا،‏ ستُمارَس عمّا قريب عبادة يهوه النقية على اكمل وجه في كل الارض.‏ واليوم،‏ يتعلّم ‹الميالون بالصواب الى الحياة الابدية› من طُرُق يهوه.‏ (‏اعمال ١٣:‏٤٨‏)‏ وهو يقضي ويُنصِف روحيا المؤمنين الذين يتَّخذون موقفهم الى جانب الملكوت.‏ فسينجون من «الضيق العظيم» كجزء من ‹الجمع الكثير›.‏ (‏كشف ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ وإذ يطبعون سيوفهم سككا،‏ يعيشون حتى في هذا الوقت بسلام مع شهود يهوه الرفقاء ومع الآخرين ايضا.‏ فكم هو امر مفرح ان نكون بينهم!‏

      مصمِّمون على السلوك باسم يهوه

      ١٨ إلامَ يرمز ‹جلوس المرء تحت كرمته وتحت تينته›؟‏

      ١٨ في حين ان الخوف في ايامنا يغطي الارض كسحابة سوداء،‏ يسرّنا ان يتعلم كثيرون من طُرُق يهوه.‏ ونحن نتوق الى الوقت الوشيك،‏ حينما لن يتعلم محبو اللّٰه الحرب وحينما يجلسون تحت كرمتهم وتحت تينتهم.‏ ان اشجار التين غالبا ما تُزرَع في الكروم.‏ (‏لوقا ١٣:‏٦‏)‏ وجلوس المرء تحت كرمته وتحت تينته يمثِّل السلام والازدهار والامن.‏ حتى في ايامنا هذه،‏ تمنحنا علاقتنا بيهوه سلام العقل والامن الروحي.‏ وعندما تسود هذه الاحوال في ظلّ حكم الملكوت،‏ سنعيش آمنين ولن نخاف.‏

      ١٩ ماذا يعني السلوك باسم يهوه؟‏

      ١٩ ولنيل رضى يهوه وبركته،‏ يجب ان نسلك باسمه.‏ وهذا ما يُشدَّد عليه في ميخا ٤:‏٥‏،‏ حيث يُعلن النبي:‏ «جميع الشعوب يسلكون كل واحد باسم الهه ونحن نسلك باسم الرب الهنا الى الدهر والابد».‏ والسلوك باسم يهوه لا يعني مجرد القول انه الهنا.‏ كما انه لا يعني مجرد الاشتراك في الاجتماعات المسيحية وعمل الكرازة بالملكوت،‏ رغم ان هذه النشاطات مهمة ايضا.‏ فإذا كنا نسلك باسم يهوه،‏ نكون منتذرين له ونسعى جاهدين لنخدمه بأمانة لأننا نحبه بكل النفس.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٧‏)‏ فكعبّاد ليهوه الهنا،‏ نحن بالتأكيد مصمِّمون على السلوك باسمه مدى الابدية.‏

      ٢٠ بماذا انبأت ميخا ٤:‏٦-‏١٣‏؟‏

      ٢٠ لنتأمل الآن في الكلمات النبوية في ميخا ٤:‏٦-‏١٣‏.‏ يجب ان تذهب «بنت صهيون» الى السبي في «بابل».‏ وهذا ما يحدث تماما لسكان اورشليم في القرن السابع قبل الميلاد.‏ إلا ان نبوة ميخا تشير الى ان بقية ستعود الى يهوذا،‏ وأن يهوه سيحرص عند ردّ صهيون ان يقضي على اعدائها.‏

      ٢١،‏ ٢٢ كيف تمت ميخا ٥:‏٢‏؟‏

      ٢١ يُنبئ ميخا الاصحاح ٥ بتطورات مثيرة اخرى.‏ لاحظوا مثلا ما تقوله ميخا ٥:‏٢-‏٤‏،‏ حيث يتنبأ ميخا ان المتسلِّط المعيَّن من اللّٰه —‏ الذي «مخارجه منذ القديم» —‏ سيخرج من بيت لحم ويحكم كراع «بقدرة الرب».‏ كما ان هذا المتسلِّط سيتعظَّم،‏ ليس في اسرائيل فقط،‏ بل «الى اقاصي الارض» ايضا.‏ ورغم ان هوية هذا المتسلِّط قد تحيِّر العالم عموما،‏ فهي ليست سرًّا بالنسبة الينا.‏

      ٢٢ فمَن كان اهمّ شخص وُلد في بيت لحم؟‏ ومَن ‹سيتعظَّم الى اقاصي الارض›؟‏ ما مِن احد سوى المسيَّا،‏ يسوع المسيح!‏ فعندما سأل هيرودس الكبير كبار الكهنة والكتبة اين سيولد المسيَّا،‏ أجابوه:‏ «في بيت لحم باليهودية».‏ حتى انهم اقتبسوا كلمات ميخا ٥:‏٢‏.‏ (‏متى ٢:‏٣-‏٦‏)‏ كما عرف البعض من عامة الشعب هذا الامر،‏ لأن يوحنا ٧:‏٤٢ تقتبس قولهم:‏ «ألمْ تقُلِ الأسفار المقدسة ان المسيح يأتي من نسل داود،‏ ومن بيت لحم القرية التي كان داود فيها؟‏».‏

      الانتعاش الحقيقي للناس

      ٢٣ ماذا يحدث الآن إتماما لميخا ٥:‏٧؟‏

      ٢٣ تشير ميخا ٥:‏٥-‏١٥ الى اجتياح اشوري لن يحظى إلا بنجاح قصير الامد وتقول ان اللّٰه سينتقم من الامم العاصية.‏ وتَعِد ميخا ٥:‏٧ بردّ بقية يهودية تائبة الى موطنهم.‏ لكنَّ هذه الكلمات تنطبق ايضا في ايامنا.‏ يعلن ميخا:‏ «تكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب كالوابل على العشب».‏ يُستخدَم هذا التشبيه الجميل للإنباء بأن بقية يعقوب،‏ او اسرائيل،‏ الروحي،‏ ستكون بركة يمنحها اللّٰه للناس.‏ ويسرّ ‹خراف يسوع الاخر›،‏ الذين لديهم رجاء ارضي،‏ ان يخدموا كتفا الى كتف مع بقية «اسرائيل اللّٰه» العصرية،‏ مساعدين على جلب الانتعاش الروحي للآخرين.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ غلاطية ٦:‏١٦؛‏ صفنيا ٣:‏٩‏)‏ وفي هذا الخصوص،‏ هنالك نقطة مهمة للتأمل فيها.‏ فكمنادين بالملكوت،‏ ينبغي ان نقدِّر جميعا امتيازنا ان نجلب الانتعاش الحقيقي للآخرين.‏

      ٢٤ اية نقاط في الاصحاحات ٣ الى ٥ من سفر ميخا اثَّرت فيكم؟‏

      ٢٤ ماذا تعلمت من الاصحاحات ٣ الى ٥ من نبوة ميخا‏؟‏ ربما نقاطا كالتالية:‏ ١-‏ يتوقع اللّٰه من الذين يتولَّون القيادة بين شعبه ان يمارسوا العدل.‏ ٢-‏ لا يستجيب يهوه صلواتنا اذا كنا نمارس الخطية عمدا.‏ ٣-‏ لا يمكن إتمام تفويضنا الكرازي إلا اذا قوّانا اللّٰه بواسطة روحه القدس.‏ ٤-‏ لنحظى بالرضى الالهي،‏ يجب ان نسلك باسم يهوه.‏ ٥-‏ كمنادين بالملكوت،‏ ينبغي ان نقدِّر امتيازنا ان نجلب الانتعاش الحقيقي للناس.‏ ربما اثَّرت فيك نقاط اخرى.‏ ولكن ماذا يمكن ان نتعلم بعد من هذا السفر النبوي في الكتاب المقدس؟‏ ستساعدنا المقالة التالية ان نتعلم دروسا عملية من الاصحاحين الاخيرَين من نبوة ميخا المقوية للايمان.‏

  • ماذا يتوقع يهوه منا؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ آب (‏اغسطس)‏
    • ماذا يتوقع يهوه منا؟‏

      ‏«ماذا يطلبه منك الرب إلا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك».‏ —‏ ميخا ٦:‏٨‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا قد يتثبط بعض خدام يهوه،‏ ولكن ماذا يساعدهم؟‏

      ڤيرا هي شاهدة امينة لها من العمر ٧٥ سنة تقريبا وتعاني من صحة رديئة.‏ تقول:‏ «احيانا،‏ انظر من الشباك وأرى إخوتي وأخواتي المسيحيين يكرزون من بيت الى بيت.‏ فتغرورق عيناي بالدموع لأنني اريد ان اكون معهم،‏ لكن المرض يحدّ من خدمتي ليهوه».‏

      ٢ هل انتابك مرة هذا الشعور؟‏ لا شك ان كل الذين يحبون يهوه يرغبون في السلوك باسمه وبلوغ مطالبه.‏ ولكن ماذا لو كانت صحتنا تتدهور،‏ او كنا نتقدم في العمر،‏ او كانت لدينا مسؤوليات عائلية؟‏ قد نتثبط نوعا ما لأن هذه الظروف قد تمنعنا من فعل كل ما نتوق الى فعله في خدمة اللّٰه.‏ اذا كانت هذه هي حالنا،‏ فسيكون التأمل في ميخا الاصحاحين ٦ و ٧ مشجِّعا جدا.‏ فهذان الاصحاحان يُظهِران ان مطالب يهوه معقولة ويمكن بلوغها.‏

      كيف عامل اللّٰه شعبه

      ٣ كيف عامل يهوه الاسرائيليين المتمردين؟‏

      ٣ لنُلقِ اولا نظرة على ميخا ٦:‏٣-‏٥ ونرَ كيف عامل يهوه شعبه.‏ ففي ايام ميخا كان الاسرائيليون متمردين.‏ ومع ذلك،‏ خاطبهم يهوه برأفة بهذه الكلمات:‏ «يا شعبي».‏ ورجاهم:‏ «يا شعبي اذكر».‏ وبدلا من اتِّهامهم بقساوة،‏ حاول بلوغ قلوبهم بطرح هذا السؤال:‏ «ماذا صنعتُ بك».‏ حتى انه شجَّعهم ان ‹يشهدوا عليه›.‏

      ٤ كيف ينبغي ان يؤثر فينا المثال الذي رسمه اللّٰه في مجال الرأفة؟‏

      ٤ ما اروع المثال الذي يرسمه اللّٰه لنا جميعا!‏ فقد دعا شعب اسرائيل ويهوذا المتمردين في ايام ميخا «شعبي» وخاطبهم راجيا اياهم.‏ فبالتأكيد اذًا،‏ ينبغي ان نظهر نحن الرأفة واللطف في تعاملاتنا مع افراد الجماعة.‏ صحيح انه قد يوجد اشخاص يصعب التعامل معهم او ضعفاء روحيا،‏ ولكن اذا كانوا يحبون يهوه،‏ يجب ان نساعدهم ونظهر لهم الرأفة.‏

      ٥ اية نقطة اساسية توضحها ميخا ٦:‏٦،‏ ٧‏؟‏

      ٥ لنفتح الآن الى ميخا ٦:‏٦،‏ ٧‏،‏ حيث يطرح ميخا سلسلة من الاسئلة،‏ قائلا:‏ «بمَ اتقدم الى الرب وأنحني للاله العلي.‏ هل اتقدم بمحرقات بعجول ابناء سنة.‏ هل يُسَرّ الرب بألوف الكباش بربوات انهار زيت هل اعطي بكري عن معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي».‏ كلا،‏ لا يمكن ان يُسَرّ يهوه «بألوف الكباش بربوات انهار زيت».‏ ولكن هنالك امر يُسَرّ به.‏ فما هو؟‏

      يجب ان نمارس العدل

      ٦ ما هي المطالب الالهية الثلاثة المذكورة في ميخا ٦:‏٨‏؟‏

      ٦ نتعلم من ميخا ٦:‏٨ ما يتوقعه يهوه منا.‏ فقد سأل ميخا بحسب ترجمة العالم الجديد:‏ «ماذا يطلب منك يهوه إلا ان تمارس العدل وتحب اللطف وتسلك محتشما مع الهك؟‏».‏ إن هذه المطالب الثلاثة تشمل مشاعرنا،‏ تفكيرنا،‏ وتصرفاتنا.‏ فيجب ان نشعر بأننا نحب إظهار هذه الصفات،‏ ان نفكر في طرائق للاعراب عنها،‏ وأن نجعلها ظاهرة في حياتنا.‏ فلنتأمل في هذه المطالب الثلاثة واحدا فواحدا.‏

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ماذا تعني ‹ممارسة العدل›؟‏ (‏ب)‏ اية مظالم كانت شائعة في ايام ميخا؟‏

      ٧ تعني ‹ممارسة العدل› فعل ما هو صائب.‏ وطريقة اللّٰه في فعل الامور هي مقياس العدل.‏ لكنَّ معاصري ميخا لم يمارسوا العدل،‏ بل الظلم.‏ بأية طرائق؟‏ لنتأمل في ميخا ٦:‏١٠‏.‏ فهذا العدد يصف في نهايته كيف استخدم التجار «ايفة ناقصة ملعونة»،‏ اي ايفة صغيرة جدا.‏ ويضيف العدد ١١ انهم استخدموا «كيس معايير الغش».‏ ويقول العدد ١٢ ان «لسانهم .‏ .‏ .‏ غاشّ».‏ فقد تفشى الغش في المعايير والاوزان والكلام في العالم التجاري في ايام ميخا.‏

      ٨ لم يكن الظلم مقصورا على الاسواق.‏ فقد كان شائعا ايضا في المحاكم.‏ فميخا ٧:‏٣‏،‏ حسب الترجمة التفسيرية،‏ تقول:‏ «يسعى الرئيس والقاضي وراء الرشوة».‏ فقد أُعطيت الرُّشى للقضاة لكي يفرضوا الاحكام الظالمة على الابرياء.‏ و «الكبير»،‏ او المواطن ذو النفوذ،‏ اشترك في هذه الجرائم.‏ ويقول ميخا ان الرئيس،‏ القاضي،‏ والكبير تآ‌مروا،‏ او نسَّقوا اعمالهم الشريرة معا.‏

      ٩ كيف اثَّرت المظالم التي ارتكبها الاشرار في يهوذا وأورشليم؟‏

      ٩ ارتكب القادة الاشرار مظالم اثَّرت في يهوذا وإسرائيل.‏ تذكر ميخا ٧:‏٥ ان قلة العدل ادَّت الى قلة الثقة بين الرفقاء،‏ الاصدقاء الاحمّاء،‏ حتى رفقاء الزواج.‏ ويقول العدد ٦ ان ذلك ادى الى حالة حيث احتقر اقرباء لصيقون،‏ كالابناء والآباء،‏ البنات والامهات،‏ واحدهم الآخر.‏

      ١٠ كيف يتصرف المسيحيون في ايامنا التي يتفشى فيها الظلم؟‏

      ١٠ وما القول في ايامنا؟‏ ألا نرى احوالا مماثلة؟‏ كميخا،‏ نحن محاطون بقلة العدل،‏ جوّ عدم الثقة،‏ وانهيار الحياة الاجتماعية والعائلية.‏ ولكن،‏ كخدام للّٰه في وسط هذا العالم الاثيم،‏ لا نسمح لروح التعاملات الظالمة في هذا العالم بأن تتسلل الى الجماعة المسيحية.‏ وبدلا من ذلك،‏ نسعى الى تأييد مبدإ الامانة والاستقامة،‏ معربين عنهما في حياتنا اليومية.‏ فنحن «نرغب أن نسلك حسنا في كل شيء».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٨‏)‏ أفَلا توافق انه بممارسة العدل نتمتع ببركات سخية ناتجة عن العيش ضمن معشر إخْوَة عالمي تسوده الثقة الحقيقية؟‏

      كيف يسمع الناس «صوت الرب»؟‏

      ١١ كيف تتم ميخا ٧:‏١٢‏؟‏

      ١١ ينبئ ميخا انه رغم المظالم السائدة،‏ سينال شتى الناس العدل.‏ فيقول النبي ان الناس سيُجمَعون «من البحر الى البحر.‏ ومن الجبل الى الجبل» ليصيروا عبّادا ليهوه.‏ (‏ميخا ٧:‏١٢‏)‏ واليوم،‏ في الاتمام الاخير لهذه النبوة،‏ تستفيد كل الامم،‏ وليس امة واحدة،‏ من عدل اللّٰه غير المتحيز.‏ (‏اشعياء ٤٢:‏١‏)‏ فكيف يتمّ ذلك؟‏

      ١٢ كيف يُسمَع «صوت الرب» اليوم؟‏

      ١٢ للحصول على الجواب،‏ لنتأمل في كلمات ميخا السابقة.‏ تقول ميخا ٦:‏٩‏،‏ حسب الترجمة التفسيرية:‏ «صوت الرب ينادي في ارجاء المدينة،‏ ومن الحكمة ان يُتَّقى اسمك».‏ فكيف يسمع الناس من كل الامم «صوت الرب» وما علاقة ذلك بممارستنا العدل؟‏ طبعا،‏ لا يسمع الناس اليوم صوت اللّٰه حرفيا.‏ ولكن من خلال عمل كرازتنا العالمي النطاق،‏ يسمع اشخاص من كل العروق والخلفيات صوت يهوه.‏ ونتيجة لذلك،‏ فإن الذين يُصغون ‹يتَّقون اسم اللّٰه›،‏ اذ يصير لديهم احترام توقيري له.‏ ونحن،‏ المنادين بالملكوت الغيورين،‏ نعرب بالتأكيد عن العدل والمحبة.‏ فنحن ‹نمارس العدل› عندما نعلن اسم اللّٰه للجميع دون تحيز.‏

      يجب ان نحب اللطف

      ١٣ ما هو الفرق بين اللطف الحبي والمحبة؟‏

      ١٣ لنناقش الآن المطلب الثاني المذكور في ميخا ٦:‏٨‏.‏ ان يهوه يتوقع منا ان ‹نحب اللطف›.‏ فالكلمة العبرانية المترجمة الى «لطف» تنقل ايضا الى «لطف حبي».‏ واللطف الحبي هو اخذ المبادرة في إظهار الاهتمام والرأفة للآخرين.‏ واللطف الحبي يختلف عن صفة المحبة.‏ وكيف ذلك؟‏ المحبة هي كلمة اكثر شمولية.‏ فيمكن إظهارها حتى للاشياء والافكار المجردة.‏ مثلا،‏ تتحدث الاسفار المقدسة عن الذين ‹يحبون الخمر والدهن› وأيضا عن الشخص الذي «يحب الحكمة».‏ (‏امثال ٢١:‏١٧؛‏ ٢٩:‏٣‏)‏ أما «اللطف الحبي» فيشمل دائما الاشخاص،‏ وخصوصا الذين يخدمون اللّٰه.‏ لذلك تتحدث ميخا ٧:‏٢٠ بحسب ترجمة العالم الجديد عن صنع «اللطف الحبي لإبراهيم» —‏ رجل كان يخدم يهوه اللّٰه.‏

      ١٤،‏ ١٥ كيف يَظهر اللطف الحبي،‏ وأي مثال مذكور هنا؟‏

      ١٤ وفي ميخا ٧:‏١٨ بحسب ترجمة العالم الجديد،‏ يقول النبي ان يهوه «يُسَرّ باللطف الحبي».‏ كما يُقال لنا في ميخا ٦:‏٨ الّا نُظهِر اللطف الحبي فحسب،‏ بل ان نحب هذه الصفة ايضا.‏ فماذا نتعلم من هذه الآيات؟‏ نتعلم اننا نُظهِر اللطف الحبي طوعا وبسخاء لأننا نريد ذلك.‏ فكيهوه،‏ نحن نُسَرّ،‏ او نفرح،‏ بإظهار اللطف الحبي للذين هم في حاجة.‏

      ١٥ واليوم،‏ يسِم اللطف الحبي هذا شعب اللّٰه.‏ على سبيل المثال:‏ في حزيران (‏يونيو)‏ ٢٠٠١،‏ احدثت عاصفة مدارية طوفانا كبيرا في تكساس،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ألحق الاضرار بآ‌لاف البيوت،‏ بما في ذلك مئات البيوت لأشخاص من شهود يهوه.‏ وقد بذل نحو ٠٠٠‏,١٠ شاهد وقتهم وطاقتهم طوعا وبسخاء بغية مساعدة إخوتهم المسيحيين الذين هم في حاجة.‏ وطوال اكثر من ستة اشهر،‏ عمل المتطوعون دون توقف ليلا ونهارا وفي نهايات الاسابيع لإعادة بناء ٨ قاعات ملكوت وأكثر من ٧٠٠ بيت لإخوتهم المسيحيين.‏ والذين لم يتمكنوا من المساهمة في هذا العمل،‏ تبرعوا بالطعام،‏ المؤن،‏ والمال.‏ فلماذا اتى آلاف الشهود هؤلاء لمساعدة إخوتهم؟‏ لأنهم ‹يحبون اللطف›.‏ فكم نتشجع عندما نعرف ان إخوتنا حول العالم يظهرون اعمال اللطف الحبي هذه!‏ نعم،‏ ان بلوغ المطلب ان ‹نحب اللطف› ليس عبئا،‏ بل يجلب الفرح!‏

      لنسلك باحتشام مع الهنا

      ١٦ ايّ ايضاح يشدِّد على الحاجة الى الاحتشام في السلوك مع اللّٰه؟‏

      ١٦ ان المطلب الثالث الموجود في ميخا ٦:‏٨ هو ‹السلوك باحتشام مع الهنا›.‏ وهذا يعني ادراك حدودنا والاعتماد على اللّٰه.‏ لإيضاح ذلك تخيلوا لحظة فتاة صغيرة متشبثة بإحكام بيد ابيها وهما يسيران في عاصفة.‏ فالفتاة تعرف جيدا ان قوتها محدودة،‏ ولكنها تثق بأبيها.‏ نحن ايضا،‏ يجب ان ندرك حدودنا ولكن يجب ان نثق بأبينا السماوي.‏ فكيف نحافظ على هذه الثقة؟‏ احدى الطرائق هي الإبقاء في ذهننا لماذا من الحكمة البقاء قريبين من يهوه.‏ ويذكِّرنا ميخا بثلاثة اسباب:‏ يهوه هو منقذنا،‏ قائدنا،‏ وحامينا.‏

      ١٧ كيف انقذ يهوه شعبه قديما وقادهم وحماهم؟‏

      ١٧ في ميخا ٦:‏٤،‏ ٥‏،‏ يقول اللّٰه:‏ «اصعدتكَ من ارض مصر».‏ نعم،‏ كان يهوه منقذ اسرائيل.‏ ويضيف يهوه قائلا:‏ «ارسلت امامك موسى وهارون ومريم».‏ فقد استخدم موسى وهارون لقيادة الامة،‏ وقادت مريم نساء اسرائيل في رقصة النصر.‏ (‏خروج ٧:‏١،‏ ٢؛‏ ١٥:‏١،‏ ١٩-‏٢١؛‏ تثنية ٣٤:‏١٠‏)‏ وهكذا،‏ قاد يهوه الامة بواسطة خدامه.‏ وفي العدد ٥ يذكِّر يهوه امة اسرائيل بأنه حماهم من بالاق وبلعام وأنه حماهم في الجزء الاخير من رحلتهم من شطيم في موآب الى الجلجال في ارض الموعد.‏

      ١٨ كيف ينقذنا اللّٰه،‏ يقودنا،‏ ويحمينا اليوم؟‏

      ١٨ اليوم ايضا،‏ اذ نسلك مع اللّٰه،‏ ينقذنا من عالم الشيطان،‏ يقودنا بواسطة كلمته وهيئته،‏ ويحمينا كمجموعة عندما يهاجمنا المقاومون.‏ لذلك لدينا سبب وجيه للتشبث بإحكام بيد ابينا السماوي فيما نسلك معه في الجزء الاخير العاصف من رحلتنا الى ارض اعظم بكثير من ارض الموعد القديمة —‏ عالم اللّٰه الجديد البار.‏

      ١٩ ماذا يشمل الاحتشام؟‏

      ١٩ ان السلوك باحتشام مع اللّٰه يساعدنا على امتلاك نظرة واقعية الى ظروفنا.‏ وذلك لأن اظهار الاحتشام يشمل ادراك حدودنا.‏ فالتقدم في السن والصحة الضعيفة قد يفرضان بعض القيود على ما يمكننا فعله في خدمة يهوه.‏ ولكن بدلا من ان نتثبط،‏ يحسن بنا ان نتذكر ان اللّٰه يقبل جهودنا وتضحياتنا ‹على حسب ما لنا،‏ لا على حسب ما ليس لنا›.‏ (‏٢ كورنثوس ٨:‏١٢‏)‏ فيهوه يتوقع منا ان نخدمه من كل النفس،‏ فاعلين ما تسمح به ظروفنا.‏ (‏كولوسي ٣:‏٢٣‏)‏ واللّٰه سيباركنا بسخاء اذا بذلنا بغيرة كل ما في وسعنا في خدمته.‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٢‏.‏

      الانتظار يجلب البركات

      ٢٠ ماذا ينبغي ان يساعدنا على انتظار يهوه مثل ميخا؟‏

      ٢٠ ان نيل بركة يهوه يدفعنا الى الاقتداء بموقف ميخا.‏ فقد قال:‏ «أصبر لإله خلاصي».‏ (‏ميخا ٧:‏٧‏)‏ فما علاقة هذه الكلمات بسلوكنا باحتشام مع اللّٰه؟‏ يساعدنا الصبر،‏ او الانتظار،‏ على تجنب خيبة الامل لأن يوم يهوه لم يأتِ بعد.‏ (‏امثال ١٣:‏١٢‏)‏ في الواقع،‏ جميعنا نتوق الى نهاية هذا العالم الشرير.‏ ولكن عندما نعرف ان آلاف الاشخاص كل اسبوع يبدأون بالسلوك مع اللّٰه،‏ يصير لدينا سبب وجيه لانتظار يهوه.‏ قال احد الشهود القدامى في هذا الخصوص:‏ «عندما اتذكر اكثر من ٥٥ سنة من العمل الكرازي،‏ اقتنع انني لم اخسر شيئا نتيجة انتظاري يهوه.‏ على العكس،‏ فقد تجنبت الكثير من الغم».‏ فهل هذا هو اقتناعك انت ايضا؟‏

      ٢١،‏ ٢٢ كيف تتم ميخا ٧:‏١٤ في ايامنا؟‏

      ٢١ لا شك ان السلوك مع يهوه يجلب لنا الفوائد.‏ ففي ميخا ٧:‏١٤‏،‏ شبَّه ميخا شعب اللّٰه بخراف ساكنة بأمان مع راعيها.‏ واليوم،‏ في الإتمام الاعظم لهذه النبوة،‏ تجد بقية اسرائيل الروحي وكذلك ‹الخراف الاخر› الامن مع راعيهم الذي يثقون به،‏ يهوه.‏ فهم يسكنون ‹وحدهم في وعر في وسط الكرمل [«الجنة»،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏]›،‏ منفصلين روحيا عن هذا العالم المضطرب والخطِر.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ تثنية ٣٣:‏٢٨؛‏ ارميا ٤٩:‏٣١؛‏ غلاطية ٦:‏١٦‏.‏

      ٢٢ وشعب يهوه يتمتع بالازدهار،‏ كما انبأت ايضا ميخا ٧:‏١٤‏.‏ قال ميخا عن خراف،‏ او شعب،‏ اللّٰه:‏ «لِترعَ في باشان وجلعاد».‏ فكما كانت الخراف في باشان وجلعاد ترعى في مراعٍ خصبة وتزدهر،‏ كذلك فإن شعب اللّٰه اليوم يتمتعون بالازدهار الروحي،‏ الذي هو بركة اخرى ينالها الذين يسلكون باحتشام مع اللّٰه.‏ —‏ عدد ٣٢:‏١؛‏ تثنية ٣٢:‏١٤‏.‏

      ٢٣ ايّ درس نتعلمه من التأمل في ميخا ٧:‏١٨،‏ ١٩‏؟‏

      ٢٣ في ميخا ٧:‏١٨،‏ ١٩‏،‏ يشدِّد النبي على رغبة يهوه في مسامحة الذين يتوبون.‏ فالعدد ١٨ يقول ان يهوه «غافر الاثم» و «صافح عن الذنب».‏ ويقول العدد ١٩ انه ‹يطرح في اعماق البحر جميع خطاياهم›.‏ فأي درس نتعلمه نحن من ذلك؟‏ يمكن ان نسأل انفسنا:‏ هل نقتدي بيهوه في هذا المجال.‏ هل نغفر الاخطاء التي يرتكبها الآخرون في حقنا؟‏ عندما يتوب هؤلاء ويكفِّرون عن ذنبهم،‏ لا شك اننا نرغب في الاقتداء باستعداد يهوه للغفران كاملا ودائما.‏

      ٢٤ كيف استفدتم من نبوة ميخا؟‏

      ٢٤ كيف استفدنا من هذا التأمل في نبوة ميخا؟‏ لقد ذكرتنا أن يهوه يزوِّد رجاء حقيقيا للذين ينجذبون اليه.‏ (‏ميخا ٢:‏١-‏١٣‏)‏ وقد تشجَّعنا على بذل كل ما في وسعنا لترويج العبادة الحقة بغية السلوك باسم اللّٰه الى الابد.‏ (‏ميخا ٤:‏١-‏٥‏)‏ كما أُكِّد لنا انه بإمكاننا بلوغ مطالب يهوه مهما كانت ظروفنا.‏ نعم،‏ تقوّينا نبوة ميخا حقًّا على السلوك باسم يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة