-
خدام يهوه لديهم رجاء حقيقيبرج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ آب (اغسطس)
-
-
خدام يهوه لديهم رجاء حقيقي
«تكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب . . . الذي لا ينتظر انسانا». — ميخا ٥:٧.
١ كيف يكون اسرائيل الروحي مصدر انتعاش؟
يهوه هو الصانع العظيم للمطر والندى. لذلك لا جدوى من انتظار البشر ليجلبوا الندى او المطر. كتب النبي ميخا: «تكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب كالوابل على العشب الذي لا ينتظر انسانا ولا يصبر لبني البشر». (ميخا ٥:٧) فمَن هم «بقية يعقوب» اليوم؟ انهم الاسرائيليون الروحيون، بقية «اسرائيل اللّٰه». (غلاطية ٦:١٦) وبالنسبة الى «شعوب كثيرين» في الارض، انهم ‹كالندى [المنعش] من عند الرب وكالوابل على العشب›. نعم، المسيحيون الممسوحون اليوم هم بركة يمنحها اللّٰه للناس. وهو يستخدم هؤلاء المنادين بالملكوت لنقل رسالة الرجاء الحقيقي الى الناس.
٢ لماذا لدينا رجاء حقيقي رغم اننا نعيش في هذا العالم المضطرب؟
٢ لا عجب ان يفتقر هذا العالم الى الرجاء الحقيقي. ففي هذا العالم الذي يسيطر عليه الشيطان ابليس، نتوقع ان يتفشى عدم الاستقرار السياسي، الانحطاط الادبي، الجريمة، الازمات الاقتصادية، الارهاب، والحروب. (١ يوحنا ٥:١٩) وكثيرون يخافون من المستقبل. لكننا، نحن عبَّاد يهوه، لسنا خائفين لأن لدينا رجاء للمستقبل. ورجاؤنا حقيقي لأنه مؤسَّس على كلمة اللّٰه. ونحن نثق بيهوه وكلمته، لأن ما يقوله يهوه يتحقق دائما.
٣ (أ) لماذا كان يهوه سيتَّخذ اجراء ضدّ اسرائيل ويهوذا؟ (ب) لماذا تنطبق كلمات ميخا على ايامنا؟
٣ ان نبوة ميخا الموحى بها من اللّٰه تقوّينا لنسلك باسم يهوه وتعطينا اساسا لرجاء حقيقي. تنبأ ميخا في القرن الثامن قبل الميلاد. وفي ذلك الوقت، كان شعب عهد اللّٰه منقسما الى امتَين، اسرائيل ويهوذا. وكانتا كلتاهما تتجاهلان عهد اللّٰه. فتفشى فيهما الانحطاط الادبي والارتداد الديني والانهماك الشديد في المساعي المادية. لذلك حذَّر يهوه من الاجراء الذي سيتَّخذه ضدّهما. صحيح ان تحذيرات اللّٰه كانت موجَّهة الى معاصري ميخا، إلا ان كلماته تنطبق على ايامنا ايضا لأن الاوضاع في ايامنا مماثلة جدا للاوضاع في ايامه. وهذا ما سيتَّضح فيما نتأمل في بعض النقاط البارزة من اصحاحات سفر ميخا السبعة.
ما تكشفه النظرة الشاملة الى السفر
٤ اية معلومات تزوِّدها الاصحاحات الثلاثة الاولى من سفر ميخا؟
٤ لنُلقِ نظرة شاملة على محتويات سفر ميخا. في الاصحاح الاول، يشهِّر يهوه تمرد اسرائيل ويهوذا. فنتيجة لتقصيرهما، ستُدمَّر اسرائيل وسيصل عقاب يهوذا حتى الى ابواب اورشليم. ويكشف الاصحاح الثاني ان الاغنياء وذوي النفوذ يظلمون الضعفاء والعاجزين عن حماية انفسهم. لكنَّ اللّٰه يعِد بأن شعبه سيُجمَع معا. كما ترِد في الاصحاح الثالث إعلانات يهوه ضدّ قادة الامة والانبياء الذين يقصِّرون في إتمام واجباتهم. فالقادة يعوِّجون العدل، والانبياء يتفوَّهون بالاكاذيب. ورغم ذلك، يمكِّن الروح القدس ميخا من إعلان دينونة يهوه القادمة.
٥ ما هو فحوى ٤ و ٥ من ميخا؟
٥ يُنبئ الاصحاح الرابع ان كل الامم ستأتي في آخر الايام الى جبل بيت الرب المرفَّع لتتعلّم من يهوه. ولكن قبل ذلك، ستُسبى يهوذا الى بابل وسينقذها يهوه. ويكشف الاصحاح الخامس ان المسيَّا سيولد في بيت لحم في يهوذا، وأنه سيرعى شعبه وينقذهم من الامم الظالمة.
٦، ٧ اية نقاط ترِد في الاصحاحين ٦ و ٧ من نبوة ميخا؟
٦ وترِد في الاصحاح السادس من ميخا اتِّهامات يهوه لشعبه في شكل دعوى. وهل فعل يهوه شيئا ليجعل شعبه يتمرد؟ كلا. فالحقيقة هي ان مطالبه منطقية. فهو يريد ان يمارس عبّاده العدل واللطف والاحتشام فيما يسلكون معه. ولكنَّ سكان اسرائيل ويهوذا يتَّبعون مسلك التمرد وسيحصدون العواقب.
٧ اما في الاصحاح الاخير من نبوة ميخا، فيشجب ميخا بشدة شرّ معاصريه. ولكنه لا يتثبط، لأنه مصمِّم ان ‹ينتظر› يهوه. (ميخا ٧:٧، ترجمة تفسيرية) ويُختَتم السفر بتعبير عن الثقة بأن يهوه سيرحم شعبه. ويشهد التاريخ ان هذا الرجاء تحقق. ففي سنة ٥٣٧ قم، عندما انتهى يهوه من تأديب شعبه، ردّ برحمة بقية الى ارضهم.
٨ كيف تلخِّصون محتويات سفر ميخا؟
٨ ما اروع هذه المعلومات التي يكشفها يهوه بواسطة ميخا! فهذا السفر الموحى به يزوِّد امثلة تحذيرية تُظهِر كيف يتعامل اللّٰه مع الذين يدَّعون خدمته ولكنهم خائنون. وينبئ بحوادث تحدث في ايامنا. كما انه يعطي المشورة الالهية التي تُظهِر كيف ينبغي ان نتصرف خلال هذه الاوقات العصيبة لكي يكون رجاؤنا ثابتا.
السيد الرب يهوه يتكلم
٩ ماذا كان يهوه سيفعل بحسب ميخا ١:٢؟
٩ لنفحص الآن سفر ميخا بتفصيل اكثر. نقرأُ في ميخا ١:٢: «اسمعوا ايها الشعوب جميعكم أصغي ايتها الارض وملؤها وليكُن السيد الرب شاهدا عليكم السيد من هيكل قدسه». لو كنت عائشا في ايام ميخا، لَاسترعت هذه الكلمات انتباهك دون شك. وهي تسترعي انتباهك لأن يهوه يتكلم من هيكل قدسه وهو لا يخاطب اسرائيل ويهوذا فحسب، بل ايضا الناس اينما كانوا. في ايام ميخا، تجاهل الناس السيد الرب يهوه لوقت طويل. ولكن سرعان ما كان ذلك سيتغيّر. فيهوه كان مصمِّما على اتِّخاذ إجراء حاسم.
١٠ لماذا تهمنا كلمات ميخا ١:٢؟
١٠ يصحّ الامر نفسه في ايامنا. فالكشف ١٤:١٨-٢٠ تُظهِر ان يهوه يخاطب الناس مجدَّدا من هيكل قدسه. وعمَّا قريب، سيتَّخذ إجراء حاسما، وستهز حوادث بالغة الاهمية الجنس البشري مرة اخرى. ولكن هذه المرة، ستُطرَح «كرمة الارض» الشريرة في معصرة خمر غضب يهوه العظيمة، مما يؤدي الى الدمار التام لنظام اشياء الشيطان.
١١ ماذا تعني كلمات ميخا ١:٣، ٤؟
١١ لنُصغِ الى ما سيفعله يهوه. تقول ميخا ١:٣، ٤: «هوذا الرب يخرج من مكانه وينزل ويمشي على شوامخ الارض. فتذوب الجبال تحته وتنشقّ الوديان كالشمع قدام النار. كالماء المنصبّ في مُنحَدَر». فهل سيترك يهوه مسكنه السماوي ويمشي حرفيا على جبال ارض الموعد وسهولها؟ كلا. فهو ليس بحاجة الى ذلك. فليس عليه سوى توجيه انتباهه الى الارض لكي تُنجَز مشيئته. وعلاوة على ذلك، فإن السكان، وليس الارض الحرفية، هم مَن ستحلّ بهم الامور المذكورة آنفا. وعندما يتَّخذ يهوه الاجراء، ستكون عاقبة الخائنين وخيمة — كما لو ان الجبال تذوب كالشمع والسهول تنشقّ بفعل زلزال.
١٢، ١٣ ماذا يجعل رجاءنا اكيدا بحسب ٢ بطرس ٣:١٠-١٢؟
١٢ قد تذكِّرك الكلمات النبوية في ميخا ١:٣، ٤ بنبوة اخرى موحى بها تُخبِر عن كوارث ستحلّ بالارض. كتب الرسول بطرس كما هو مسجَّل في ٢ بطرس ٣:١٠: «يوم يهوه سيأتي كسارق، وفيه تزول السموات بحفيف مدوٍّ، أما العناصر فتنحلّ حامية، والارض يُكشَف عنها وعمّا فيها من اعمال». كنبوة ميخا، لا تنطبق كلمات بطرس هذه على السموات والارض الحرفية. بل تشير الى ضيق عظيم قادم على نظام الاشياء الفاجر هذا.
١٣ لكن رغم هذه الكارثة القادمة، يمكن ان يثق المسيحيون بالمستقبل، تماما كميخا. كيف؟ باتِّباع المشورة الموجودة في الاعداد اللاحقة من رسالة بطرس: «ايّ اناس يجب ان تكونوا في تصرفات مقدسة وأعمال تعبد للّٰه، منتظرين ومُبقين حضور يوم يهوه قريبا في الذهن!». (٢ بطرس ٣:١١، ١٢) فرجاؤنا للمستقبل سيكون اكيدا اذا نمَّينا قلبا طائعا وحرصنا ان تكون تصرفاتنا مقدسة وملأنا حياتنا بأعمال التعبد للّٰه. كما يجب ان نتذكر ايضا ان يوم يهوه سيأتي لا محالة.
١٤ لماذا كانت اسرائيل ويهوذا تستحقان العقاب؟
١٤ يوضح يهوه لماذا استحق شعبه في الماضي العقاب. تقول ميخا ١:٥: «كلّ هذا من اجل اثم يعقوب ومن اجل خطية بيت اسرائيل. ما هو ذنب يعقوب. أليس هو السامرة. وما هي مرتفعات يهوذا. أليست هي اورشليم». تَدين أمّتَا اسرائيل ويهوذا بوجودهما ليهوه. ورغم ذلك تتمردان عليه، حتى ان تمرّدهما يصل الى عاصمتَيهما، السامرة وأورشليم.
تفشي الممارسات الشريرة
١٥، ١٦ اية اعمال شريرة كان معاصرو ميخا مذنبين بها؟
١٥ تعطي ميخا ٢:١، ٢ مثالا لشرّ معاصري ميخا وتصفه وصفا حيًّا قائلة: «ويل للمفتكرين بالبُطل والصانعين الشرّ على مضاجعهم. في نور الصباح يفعلونه لأنه في قدرة يدهم. فإنهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها ويظلمون الرجل وبيته والانسان وميراثه».
١٦ فالاشخاص الجشعون يبقون مستيقظين في الليل يفكِّرون ويخطِّطون لاغتصاب حقول جيرانهم وبيوتهم. وفي الصباح، يُسرِعون الى تنفيذ مكايدهم. ولكن لو تذكروا عهد يهوه لما ارتكبوا هذه الاعمال الشريرة. فالشريعة الموسوية تحتوي على تدابير لحماية الفقراء. ففي ظلّ هذه الشريعة، لا ينبغي ان تخسر اية عائلة ميراثها بشكل دائم. لكنَّ هؤلاء الاشخاص الجشعين لا يهمّهم ذلك. فهم يتجاهلون كلمات اللاويين ١٩:١٨ التي تقول: «تحبّ قريبك كنفسك».
١٧ ماذا يمكن ان يحدث عندما يضع الذين يدَّعون خدمة اللّٰه الامور المادية اولا في حياتهم؟
١٧ يُظهِر ذلك ما يمكن ان يحدث عندما تغيب الاهداف الروحية عن بال الذين يدَّعون عبادة اللّٰه ويطلبون الامور المادية اولا. حذَّر بولس المسيحيين في ايامه: «أما المصممون على ان يكونوا اغنياء فيسقطون في تجربة وشرك وشهوات كثيرة غبية ومؤذية، تُغرق الناس في الهلاك والدمار». (١ تيموثاوس ٦:٩) فعندما يجعل الشخص ربح المال الهدف الرئيسي في حياته، يكون في الواقع يعبد الها باطلا: المال. وهذا الاله الباطل لا يقدِّم ايّ رجاء اكيد للمستقبل. — متى ٦:٢٤.
١٨ ماذا كان سيحدث للذين كانوا يطلبون الامور المادية اولا في ايام ميخا؟
١٨ يتعلَّم كثيرون من معاصري ميخا من اختبارهم المرير ان الاتّكال على الامور المادية هو دون جدوى. فبحسب ميخا ٢:٤ يقول يهوه: «في ذلك اليوم يُنطق عليكم بهجو ويُرثى بمرثاة ويقال خربنا خرابا. بدلَ نصيب شعبي. كيف ينزعه عني. يقسم للمرتد [«للخائن»، عج] حقولنا». نعم، سيخسر سارقو البيوت والحقول ميراثهم العائلي. وسيُبعَدون الى بلد اجنبي، وستصير ممتلكاتهم غنيمة ‹للخائنين›، اي لأناس من الامم. فكلّ الآمال بمستقبل زاهر ستخيب.
١٩، ٢٠ ماذا حدث لليهود الذين وثقوا بيهوه؟
١٩ لكنَّ آمال الذين يثقون بيهوه لن تخيب. فيهوه امين لعهده مع ابراهيم وداود، وسيرحم الذين مثل ميخا يحبونه ويحزنون على ابتعاد مواطنيهم عنه. وفي وقته المعيَّن، سيكون هنالك ردّ لهؤلاء المستقيمين.
٢٠ يحدث هذا الردّ سنة ٥٣٧ قم، عندما تسقط بابل وتعود بقية من اليهود الى موطنهم. وهذا هو الاتمام الاولي لكلمات ميخا ٢:١٢ حيث يقول يهوه: «اني اجمع جميعك يا يعقوب. اضمّ بقية اسرائيل. اضعهم معا كغنم الحظيرة كقطيع في وسط مرعاه يضجّ من الناس». فيا لَيهوه من اله محب! فبعد ان يؤدِّب شعبه، يسمح لبقية بالعودة لخدمته في الارض التي اعطاها لآبائهم.
تشابهات لافتة للنظر في ايامنا
٢١ كيف تتشابه الاوضاع في ايامنا والاوضاع في ايام ميخا؟
٢١ في مناقشتنا للاصحاحَين الاولَين من ميخا، هل ادهشك مدى التشابه بين تلك الاوضاع والاوضاع في ايامنا؟ فكما في ايام ميخا، يدَّعي كثيرون اليوم انهم يخدمون اللّٰه ولكنهم، كيهوذا وإسرائيل، مقسَّمون ويتحاربون في ما بينهم. كما ان اغنياء كثيرين في العالم المسيحي يظلمون الفقراء. ويتغاضى القادة الدينيون اكثر فأكثر عن ممارسات يدينها الكتاب المقدس بوضوح. فلا عجب ان العالم المسيحي وباقي «بابل العظيمة»، الامبراطورية العالمية للدين الباطل، سيصلان الى نهايتهما عمّا قريب! (كشف ١٨:١-٥) ولكن سيبقى لدى يهوه خدام امناء على الارض، تماما كما في ايام ميخا.
٢٢ ايّ فريقين يضعان رجاءهما في ملكوت اللّٰه؟
٢٢ ففي سنة ١٩١٩، انفصل المسيحيون الممسوحون الامناء نهائيا عن العالم المسيحي وشرعوا يُعلِنون بشارة الملكوت لجميع الامم. (متى ٢٤:١٤) في البداية، بحثوا عن الباقين من اسرائيل الروحي. ثم ابتدأ «خراف اخر» يتجمعون، وصار الفريقان «رعية واحدة» بقيادة «راعٍ واحد». (يوحنا ١٠:١٦) ورغم انهم يخدمون اللّٰه الآن في ٢٣٤ بلدا، فجميع عباد يهوه الامناء هؤلاء ‹يوضَعون معا› في وحدة. وحظيرة الخراف الآن ‹تضجّ من الناس›، الرجال والنساء والاولاد. وهم لا يضعون رجاءهم في نظام الاشياء هذا، بل في ملكوت اللّٰه الذي سيجلب عمّا قريب ارضا فردوسية.
٢٣ لماذا نحن مقتنعون بأن رجاءنا اكيد؟
٢٣ يقول العدد الاخير من ميخا الاصحاح ٢ عن عبّاد يهوه الامناء: «يجتاز ملكهم امامهم والرب في رأسهم». فهل نرى انفسنا في موكب النصرة هذا نتبع ملكنا يسوع المسيح ويهوه يتقدمنا كرأس؟ اذا صحَّ ذلك، فبإمكاننا ان نثق بأن النصر سيتحقق لا محالة وأن رجاءنا اكيد. وهذا ما سيتَّضح اكثر عندما نتأمل في المزيد من النقاط البارزة من نبوة ميخا.
-
-
سنسلك باسم يهوه الى الابد!برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ آب (اغسطس)
-
-
سنسلك باسم يهوه الى الابد!
«نحن نسلك باسم الرب الهنا الى الدهر والابد». — ميخا ٤:٥.
١ اية رسائل موجودة في الاصحاحات ٣ الى ٥ من ميخا؟
لدى يهوه شيء ليقوله لشعبه، ولهذا الغرض يستخدم ميخا نبيًّا له. ان قصده هو اتِّخاذ إجراء ضدّ فاعلي السوء، وذلك بمعاقبة اسرائيل على ارتدادها. ولكن من المفرح ان يهوه سيبارك الذين يسلكون باسمه. وهذه الرسائل تدوّي بوضوح في الاصحاحات ٣ الى ٥ من نبوة ميخا.
٢، ٣ (أ) اية صفة يجب ان يُظهِرها قادة اسرائيل، ولكن ماذا يفعلون في الواقع؟ (ب) ما هو معنى الصوَر البيانية المستخدَمة في ميخا ٣:٢، ٣؟
٢ يعلن نبيُّ اللّٰه: «اسمعوا يا رؤساء يعقوب وقضاة بيت اسرائيل. أليس لكم ان تعرفوا الحق [«العدل»، عج]». نعم، هذا ما هو متوقَّع منهم. ولكن ماذا يفعلون في الواقع؟ يقول ميخا: «المبغضين الخير والمحبين الشرّ النازعين جلودهم عنهم ولحمهم عن عظامهم. والذين يأكلون لحم شعبي ويكشطون جلدهم عنهم ويهشِّمون عظامهم ويشقِّقون كما في القدر وكاللحم في وسط المقلى». — ميخا ٣:١-٣.
٣ فالقادة يظلمون الفقراء والعاجزين عن الدفاع عن انفسهم. ويستخدم ميخا هنا صوَرا بيانية سهلة الفهم على مستمعيه. فعندما يُحضَّر الخروف المذبوح بالغلي، يُسلَخ جلده ثم يقطَّع. وتُكسَر العظام احيانا لإخراج النِّقْي منها. ثم يُغلى اللحم والعظام في اناء كبير، كذاك الذي يتحدث عنه ميخا. (حزقيال ٢٤:٣-٥، ١٠) فيا له من ايضاح ملائم للمعاملة التعسفية التي يقاسيها الناس في ايام ميخا على ايدي قادتهم الاشرار!
يهوه يتوقع منا ان نمارس العدل
٤ ايّ تباين هنالك بين يهوه وقادة اسرائيل؟
٤ هنالك تباين صارخ بين الراعي المحب يهوه وبين قادة اسرائيل. فلأنهم لا يمارسون العدل لا يتمِّمون تفويضهم ان يحموا الرعية. بدلا من ذلك، يستغلّون الخراف المجازية استغلالا انانيا، حارمينهم من العدل وسافكين ‹دماءهم›، كما تشير ميخا ٣:١٠. فماذا نتعلم من هذا الوضع؟
٥ ماذا يتوقع يهوه من الذين يتولَّون القيادة بين شعبه؟
٥ يتوقع اللّٰه من الذين يتولَّون القيادة بين شعبه ان يمارسوا العدل. وهذا ما يصح في شعب يهوه اليوم. وينسجم ذلك مع اشعياء ٣٢:١ التي تقول بحسب الترجمة التفسيرية: «انظروا ها إن ملكا يملك بالبر، ورؤساء يحكمون بالعدل». ولكن ماذا نجد في ايام ميخا؟ نجد ان «المبغضين الخير والمحبين الشرّ» يستمرون في تعويج العدل.
صلوات مَن تُستجاب؟
٦، ٧ ايّ نقطة مهمة تبرزها ميخا ٣:٤؟
٦ وهل يمكن لمعاصري ميخا الاشرار ان يتوقعوا نيل رضى يهوه؟ طبعا لا. تذكر ميخا ٣:٤: «يصرخون الى الرب فلا يجيبهم بل يستر وجهه عنهم في ذلك الوقت كما اساءوا اعمالهم». يُبرِز ذلك نقطة مهمة جدا.
٧ لن يستجيب يهوه صلواتنا اذا كنا نمارس الخطية. ويصحّ ذلك بالتأكيد اذا كنا نعيش حياة مزدوجة، مُخفين اخطاءنا فيما نتظاهر اننا نخدم اللّٰه بأمانة. رنَّم داود في المزمور ٢٦:٤: «لم اجلس مع اناس السوء. ومع الماكرين [«المنافقين»، تف] لا ادخل». فإذا كان داود قد شعر بهذه الطريقة، فكم بالاحرى يهوه! فمن المؤكد انه لن يستجيب صلوات الذين يخالفون كلمته عمدا.
متقوون بروح اللّٰه
٨ مِمَّ حُذِّر الانبياء الكذبة في ايام ميخا؟
٨ كم هي شائعة الممارسات المخزية بين القادة الروحيين في اسرائيل! فالانبياء الكذبة يُضلّون شعب اللّٰه روحيا. والقادة الجشعون ينادون: «سلام»، ولكنهم في الواقع يفتحون حربا على الذي لا يجعل في افواههم شيئا. يقول لهم يهوه: «لذلك تكون لكم ليلة بلا رؤيا. ظلام لكم بدون عرافة. وتغيب الشمس عن الانبياء ويُظلِم عليهم النهار. فيَخزى الراؤون ويخجل العرافون ويغطون كلّهم شواربهم». — ميخا ٣:٥-٧أ.
٩، ١٠ ماذا تعني ‹تغطية الشوارب›، ولماذا ما من سبب لدى ميخا ليغطي شاربَيه؟
٩ ولماذا ‹سيغطّون شواربهم›؟ يقوم معاصرو ميخا الاشرار بذلك بسبب الخزي. فيجب ان يخزى هؤلاء الرجال الاشرار لأنه «ليس جواب من اللّٰه» لهم. (ميخا ٣:٧ب) فيهوه لا يعير صلوات الاشرار المتغطرسين ايّ انتباه.
١٠ أما ميخا فما من سبب لديه ‹ليغطي شاربَيه›. فهو لا يخزى لأن يهوه يستجيب صلواته. لاحظوا ميخا ٣:٨، حيث يقول النبي الامين: «انا ملآنٌ قوة روح الرب وحقًّا [«وعدلا»، عج] وبأسا». فكم يشعر ميخا بالامتنان لأنه امتلأ من «قوة روح الرب» خلال خدمته الطويلة والامينة! فهذا يمنحه القوة ‹ليُخبِر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته›.
١١ كيف يتقوى البشر لإعلان رسائل اللّٰه؟
١١ كان ميخا بحاجة الى اكثر من القوة البشرية لإعلان رسالة دينونة اللّٰه المضادة. فقد كان بحاجة الى روح يهوه، او قوته الفعالة. وما القول فينا؟ لا يمكننا إتمام تفويضنا الكرازي إلا اذا قوّانا يهوه بواسطة روحه القدس. فمحاولات الكرازة ستبوء بالفشل حتما اذا كنا نمارس الخطية عمدا. ولن يستجيب اللّٰه صلواتنا من اجل القوة على إنجاز عمل الكرازة. ولا يمكننا بالتأكيد إعلان رسائل دينونة ابينا السماوي إلا اذا نلنا ‹روح يهوه›. فبواسطة الصلوات المُستجابة وبمساعدة الروح القدس، نتمكن من التكلم بكلمة اللّٰه بجرأة كما فعل ميخا.
١٢ لماذا تمكن تلاميذ يسوع الاولون من ‹المواظبة على التكلم بكلمة اللّٰه بكل جرأة›؟
١٢ ربما تتذكر الرواية في الاعمال ٤:٢٣-٣١. تخيّل انك احد تلاميذ يسوع في القرن الاول. فالمضطهِدون المتعصبون يحاولون إسكات أتباع المسيح. لكنَّ هؤلاء الاولياء يصلّون الى السيد الرب، مقدِّمين هذا الالتماس: «يا يهوه، التفت الى تهديداتهم، وأعطِ عبيدك ان يواظبوا على التكلم بكلمتك بكل جرأة». وما هي النتيجة؟ عندما يتضرعون يتزعزع المكان الذي هم مجتمعون فيه، ويمتلئون جميعهم من الروح القدس ويتكلمون بكلمة اللّٰه بجرأة. فلنلتفتْ الى يهوه في الصلاة ونتكل على مساعدته بواسطة الروح القدس فيما نُنجز خدمتنا.
١٣ ماذا سيحدث لأورشليم والسامرة، ولماذا؟
١٣ فكِّر الآن في ايام ميخا. فبحسب ميخا ٣:٩-١٢، يقضي الحكام المذنبون بسفك الدم بالرشوة، يعلِّم الكهنة بالأجرة، ويمارس الانبياء العرافة لقاء المال. فلا عجب ان اللّٰه يقضي بأن تصير اورشليم عاصمة يهوذا «خِرَبا»! وبما ان العبادة الباطلة والفساد الاخلاقي يتفشيان في اسرائيل، يحذِّر ميخا بالوحي ان اللّٰه سيجعل السامرة «خَرِبة». (ميخا ١:٦) ويشهد النبي دمار السامرة المنبأ به على ايدي الجيوش الاشورية سنة ٧٤٠ قم. (٢ ملوك ١٧:٥، ٦؛ ٢٥:١-٢١) من الواضح انه لم يكن بالامكان إعلان هذه الرسائل القوية ضدّ اورشليم والسامرة إلا بقوة يهوه.
١٤ كيف تمت النبوة المسجَّلة في ميخا ٣:١٢، وكيف ينبغي ان يؤثر ذلك فينا؟
١٤ لا يمكن ليهوذا بالتأكيد ان تُفلِت من دينونة يهوه المضادة. فإتماما للنبوة المسجَّلة في ميخا ٣:١٢، ‹ستُفلَح صهيون كحقل›. ونحن، العائشين في القرن الحادي والعشرين، نعرف ان هذه الامور حدثت عندما دمَّر البابليون يهوذا وأورشليم سنة ٦٠٧ قم. وذلك بعد سنوات من نبوة ميخا. لكنَّ ميخا كان متأكدا انها ستحدث. ونحن ينبغي ان نكون مثله ونثق بأن نظام الاشياء الشرير الحاضر سينتهي في «يوم يهوه» المنبإ به. — ٢ بطرس ٣:١١، ١٢.
يهوه يُنصِف
١٥ كيف تلخِّصون بكلماتكم الخاصة النبوة المسجَّلة في ميخا ٤:١-٤؟
١٥ اذ نرجع الى الماضي، نرى ميخا ينقل بعد ذلك رسالة رجاء رائعة. فكم نتشجع عندما نقرأ بعضا من كلماته في ميخا ٤:١-٤: «يكون في آخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه شعوب. . . . فيقضي بين شعوب كثيرين يُنصِف لأمم قوية بعيدة فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل. لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد. بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يُرعِب لأن فم رب الجنود تكلم».
١٦، ١٧ كيف تتم ميخا ٤:١-٤ اليوم؟
١٦ ومَن هم ‹الشعوب الكثيرون› و ‹الامم القوية› المذكورون هنا؟ انهم ليسوا امم وحكومات هذا العالم. فالنبوة تنطبق على افراد من كل الامم هم متَّحدون في الخدمة المقدسة في جبل يهوه للعبادة الحقة.
١٧ انسجاما مع نبوة ميخا، ستُمارَس عمّا قريب عبادة يهوه النقية على اكمل وجه في كل الارض. واليوم، يتعلّم ‹الميالون بالصواب الى الحياة الابدية› من طُرُق يهوه. (اعمال ١٣:٤٨) وهو يقضي ويُنصِف روحيا المؤمنين الذين يتَّخذون موقفهم الى جانب الملكوت. فسينجون من «الضيق العظيم» كجزء من ‹الجمع الكثير›. (كشف ٧:٩، ١٤) وإذ يطبعون سيوفهم سككا، يعيشون حتى في هذا الوقت بسلام مع شهود يهوه الرفقاء ومع الآخرين ايضا. فكم هو امر مفرح ان نكون بينهم!
مصمِّمون على السلوك باسم يهوه
١٨ إلامَ يرمز ‹جلوس المرء تحت كرمته وتحت تينته›؟
١٨ في حين ان الخوف في ايامنا يغطي الارض كسحابة سوداء، يسرّنا ان يتعلم كثيرون من طُرُق يهوه. ونحن نتوق الى الوقت الوشيك، حينما لن يتعلم محبو اللّٰه الحرب وحينما يجلسون تحت كرمتهم وتحت تينتهم. ان اشجار التين غالبا ما تُزرَع في الكروم. (لوقا ١٣:٦) وجلوس المرء تحت كرمته وتحت تينته يمثِّل السلام والازدهار والامن. حتى في ايامنا هذه، تمنحنا علاقتنا بيهوه سلام العقل والامن الروحي. وعندما تسود هذه الاحوال في ظلّ حكم الملكوت، سنعيش آمنين ولن نخاف.
١٩ ماذا يعني السلوك باسم يهوه؟
١٩ ولنيل رضى يهوه وبركته، يجب ان نسلك باسمه. وهذا ما يُشدَّد عليه في ميخا ٤:٥، حيث يُعلن النبي: «جميع الشعوب يسلكون كل واحد باسم الهه ونحن نسلك باسم الرب الهنا الى الدهر والابد». والسلوك باسم يهوه لا يعني مجرد القول انه الهنا. كما انه لا يعني مجرد الاشتراك في الاجتماعات المسيحية وعمل الكرازة بالملكوت، رغم ان هذه النشاطات مهمة ايضا. فإذا كنا نسلك باسم يهوه، نكون منتذرين له ونسعى جاهدين لنخدمه بأمانة لأننا نحبه بكل النفس. (متى ٢٢:٣٧) فكعبّاد ليهوه الهنا، نحن بالتأكيد مصمِّمون على السلوك باسمه مدى الابدية.
٢٠ بماذا انبأت ميخا ٤:٦-١٣؟
٢٠ لنتأمل الآن في الكلمات النبوية في ميخا ٤:٦-١٣. يجب ان تذهب «بنت صهيون» الى السبي في «بابل». وهذا ما يحدث تماما لسكان اورشليم في القرن السابع قبل الميلاد. إلا ان نبوة ميخا تشير الى ان بقية ستعود الى يهوذا، وأن يهوه سيحرص عند ردّ صهيون ان يقضي على اعدائها.
٢١، ٢٢ كيف تمت ميخا ٥:٢؟
٢١ يُنبئ ميخا الاصحاح ٥ بتطورات مثيرة اخرى. لاحظوا مثلا ما تقوله ميخا ٥:٢-٤، حيث يتنبأ ميخا ان المتسلِّط المعيَّن من اللّٰه — الذي «مخارجه منذ القديم» — سيخرج من بيت لحم ويحكم كراع «بقدرة الرب». كما ان هذا المتسلِّط سيتعظَّم، ليس في اسرائيل فقط، بل «الى اقاصي الارض» ايضا. ورغم ان هوية هذا المتسلِّط قد تحيِّر العالم عموما، فهي ليست سرًّا بالنسبة الينا.
٢٢ فمَن كان اهمّ شخص وُلد في بيت لحم؟ ومَن ‹سيتعظَّم الى اقاصي الارض›؟ ما مِن احد سوى المسيَّا، يسوع المسيح! فعندما سأل هيرودس الكبير كبار الكهنة والكتبة اين سيولد المسيَّا، أجابوه: «في بيت لحم باليهودية». حتى انهم اقتبسوا كلمات ميخا ٥:٢. (متى ٢:٣-٦) كما عرف البعض من عامة الشعب هذا الامر، لأن يوحنا ٧:٤٢ تقتبس قولهم: «ألمْ تقُلِ الأسفار المقدسة ان المسيح يأتي من نسل داود، ومن بيت لحم القرية التي كان داود فيها؟».
الانتعاش الحقيقي للناس
٢٣ ماذا يحدث الآن إتماما لميخا ٥:٧؟
٢٣ تشير ميخا ٥:٥-١٥ الى اجتياح اشوري لن يحظى إلا بنجاح قصير الامد وتقول ان اللّٰه سينتقم من الامم العاصية. وتَعِد ميخا ٥:٧ بردّ بقية يهودية تائبة الى موطنهم. لكنَّ هذه الكلمات تنطبق ايضا في ايامنا. يعلن ميخا: «تكون بقية يعقوب في وسط شعوب كثيرين كالندى من عند الرب كالوابل على العشب». يُستخدَم هذا التشبيه الجميل للإنباء بأن بقية يعقوب، او اسرائيل، الروحي، ستكون بركة يمنحها اللّٰه للناس. ويسرّ ‹خراف يسوع الاخر›، الذين لديهم رجاء ارضي، ان يخدموا كتفا الى كتف مع بقية «اسرائيل اللّٰه» العصرية، مساعدين على جلب الانتعاش الروحي للآخرين. (يوحنا ١٠:١٦؛ غلاطية ٦:١٦؛ صفنيا ٣:٩) وفي هذا الخصوص، هنالك نقطة مهمة للتأمل فيها. فكمنادين بالملكوت، ينبغي ان نقدِّر جميعا امتيازنا ان نجلب الانتعاش الحقيقي للآخرين.
٢٤ اية نقاط في الاصحاحات ٣ الى ٥ من سفر ميخا اثَّرت فيكم؟
٢٤ ماذا تعلمت من الاصحاحات ٣ الى ٥ من نبوة ميخا؟ ربما نقاطا كالتالية: ١- يتوقع اللّٰه من الذين يتولَّون القيادة بين شعبه ان يمارسوا العدل. ٢- لا يستجيب يهوه صلواتنا اذا كنا نمارس الخطية عمدا. ٣- لا يمكن إتمام تفويضنا الكرازي إلا اذا قوّانا اللّٰه بواسطة روحه القدس. ٤- لنحظى بالرضى الالهي، يجب ان نسلك باسم يهوه. ٥- كمنادين بالملكوت، ينبغي ان نقدِّر امتيازنا ان نجلب الانتعاش الحقيقي للناس. ربما اثَّرت فيك نقاط اخرى. ولكن ماذا يمكن ان نتعلم بعد من هذا السفر النبوي في الكتاب المقدس؟ ستساعدنا المقالة التالية ان نتعلم دروسا عملية من الاصحاحين الاخيرَين من نبوة ميخا المقوية للايمان.
-
-
ماذا يتوقع يهوه منا؟برج المراقبة ٢٠٠٣ | ١٥ آب (اغسطس)
-
-
ماذا يتوقع يهوه منا؟
«ماذا يطلبه منك الرب إلا ان تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعا مع الهك». — ميخا ٦:٨.
١، ٢ لماذا قد يتثبط بعض خدام يهوه، ولكن ماذا يساعدهم؟
ڤيرا هي شاهدة امينة لها من العمر ٧٥ سنة تقريبا وتعاني من صحة رديئة. تقول: «احيانا، انظر من الشباك وأرى إخوتي وأخواتي المسيحيين يكرزون من بيت الى بيت. فتغرورق عيناي بالدموع لأنني اريد ان اكون معهم، لكن المرض يحدّ من خدمتي ليهوه».
٢ هل انتابك مرة هذا الشعور؟ لا شك ان كل الذين يحبون يهوه يرغبون في السلوك باسمه وبلوغ مطالبه. ولكن ماذا لو كانت صحتنا تتدهور، او كنا نتقدم في العمر، او كانت لدينا مسؤوليات عائلية؟ قد نتثبط نوعا ما لأن هذه الظروف قد تمنعنا من فعل كل ما نتوق الى فعله في خدمة اللّٰه. اذا كانت هذه هي حالنا، فسيكون التأمل في ميخا الاصحاحين ٦ و ٧ مشجِّعا جدا. فهذان الاصحاحان يُظهِران ان مطالب يهوه معقولة ويمكن بلوغها.
كيف عامل اللّٰه شعبه
٣ كيف عامل يهوه الاسرائيليين المتمردين؟
٣ لنُلقِ اولا نظرة على ميخا ٦:٣-٥ ونرَ كيف عامل يهوه شعبه. ففي ايام ميخا كان الاسرائيليون متمردين. ومع ذلك، خاطبهم يهوه برأفة بهذه الكلمات: «يا شعبي». ورجاهم: «يا شعبي اذكر». وبدلا من اتِّهامهم بقساوة، حاول بلوغ قلوبهم بطرح هذا السؤال: «ماذا صنعتُ بك». حتى انه شجَّعهم ان ‹يشهدوا عليه›.
٤ كيف ينبغي ان يؤثر فينا المثال الذي رسمه اللّٰه في مجال الرأفة؟
٤ ما اروع المثال الذي يرسمه اللّٰه لنا جميعا! فقد دعا شعب اسرائيل ويهوذا المتمردين في ايام ميخا «شعبي» وخاطبهم راجيا اياهم. فبالتأكيد اذًا، ينبغي ان نظهر نحن الرأفة واللطف في تعاملاتنا مع افراد الجماعة. صحيح انه قد يوجد اشخاص يصعب التعامل معهم او ضعفاء روحيا، ولكن اذا كانوا يحبون يهوه، يجب ان نساعدهم ونظهر لهم الرأفة.
٥ اية نقطة اساسية توضحها ميخا ٦:٦، ٧؟
٥ لنفتح الآن الى ميخا ٦:٦، ٧، حيث يطرح ميخا سلسلة من الاسئلة، قائلا: «بمَ اتقدم الى الرب وأنحني للاله العلي. هل اتقدم بمحرقات بعجول ابناء سنة. هل يُسَرّ الرب بألوف الكباش بربوات انهار زيت هل اعطي بكري عن معصيتي ثمرة جسدي عن خطية نفسي». كلا، لا يمكن ان يُسَرّ يهوه «بألوف الكباش بربوات انهار زيت». ولكن هنالك امر يُسَرّ به. فما هو؟
يجب ان نمارس العدل
٦ ما هي المطالب الالهية الثلاثة المذكورة في ميخا ٦:٨؟
٦ نتعلم من ميخا ٦:٨ ما يتوقعه يهوه منا. فقد سأل ميخا بحسب ترجمة العالم الجديد: «ماذا يطلب منك يهوه إلا ان تمارس العدل وتحب اللطف وتسلك محتشما مع الهك؟». إن هذه المطالب الثلاثة تشمل مشاعرنا، تفكيرنا، وتصرفاتنا. فيجب ان نشعر بأننا نحب إظهار هذه الصفات، ان نفكر في طرائق للاعراب عنها، وأن نجعلها ظاهرة في حياتنا. فلنتأمل في هذه المطالب الثلاثة واحدا فواحدا.
٧، ٨ (أ) ماذا تعني ‹ممارسة العدل›؟ (ب) اية مظالم كانت شائعة في ايام ميخا؟
٧ تعني ‹ممارسة العدل› فعل ما هو صائب. وطريقة اللّٰه في فعل الامور هي مقياس العدل. لكنَّ معاصري ميخا لم يمارسوا العدل، بل الظلم. بأية طرائق؟ لنتأمل في ميخا ٦:١٠. فهذا العدد يصف في نهايته كيف استخدم التجار «ايفة ناقصة ملعونة»، اي ايفة صغيرة جدا. ويضيف العدد ١١ انهم استخدموا «كيس معايير الغش». ويقول العدد ١٢ ان «لسانهم . . . غاشّ». فقد تفشى الغش في المعايير والاوزان والكلام في العالم التجاري في ايام ميخا.
٨ لم يكن الظلم مقصورا على الاسواق. فقد كان شائعا ايضا في المحاكم. فميخا ٧:٣، حسب الترجمة التفسيرية، تقول: «يسعى الرئيس والقاضي وراء الرشوة». فقد أُعطيت الرُّشى للقضاة لكي يفرضوا الاحكام الظالمة على الابرياء. و «الكبير»، او المواطن ذو النفوذ، اشترك في هذه الجرائم. ويقول ميخا ان الرئيس، القاضي، والكبير تآمروا، او نسَّقوا اعمالهم الشريرة معا.
٩ كيف اثَّرت المظالم التي ارتكبها الاشرار في يهوذا وأورشليم؟
٩ ارتكب القادة الاشرار مظالم اثَّرت في يهوذا وإسرائيل. تذكر ميخا ٧:٥ ان قلة العدل ادَّت الى قلة الثقة بين الرفقاء، الاصدقاء الاحمّاء، حتى رفقاء الزواج. ويقول العدد ٦ ان ذلك ادى الى حالة حيث احتقر اقرباء لصيقون، كالابناء والآباء، البنات والامهات، واحدهم الآخر.
١٠ كيف يتصرف المسيحيون في ايامنا التي يتفشى فيها الظلم؟
١٠ وما القول في ايامنا؟ ألا نرى احوالا مماثلة؟ كميخا، نحن محاطون بقلة العدل، جوّ عدم الثقة، وانهيار الحياة الاجتماعية والعائلية. ولكن، كخدام للّٰه في وسط هذا العالم الاثيم، لا نسمح لروح التعاملات الظالمة في هذا العالم بأن تتسلل الى الجماعة المسيحية. وبدلا من ذلك، نسعى الى تأييد مبدإ الامانة والاستقامة، معربين عنهما في حياتنا اليومية. فنحن «نرغب أن نسلك حسنا في كل شيء». (عبرانيين ١٣:١٨) أفَلا توافق انه بممارسة العدل نتمتع ببركات سخية ناتجة عن العيش ضمن معشر إخْوَة عالمي تسوده الثقة الحقيقية؟
كيف يسمع الناس «صوت الرب»؟
١١ كيف تتم ميخا ٧:١٢؟
١١ ينبئ ميخا انه رغم المظالم السائدة، سينال شتى الناس العدل. فيقول النبي ان الناس سيُجمَعون «من البحر الى البحر. ومن الجبل الى الجبل» ليصيروا عبّادا ليهوه. (ميخا ٧:١٢) واليوم، في الاتمام الاخير لهذه النبوة، تستفيد كل الامم، وليس امة واحدة، من عدل اللّٰه غير المتحيز. (اشعياء ٤٢:١) فكيف يتمّ ذلك؟
١٢ كيف يُسمَع «صوت الرب» اليوم؟
١٢ للحصول على الجواب، لنتأمل في كلمات ميخا السابقة. تقول ميخا ٦:٩، حسب الترجمة التفسيرية: «صوت الرب ينادي في ارجاء المدينة، ومن الحكمة ان يُتَّقى اسمك». فكيف يسمع الناس من كل الامم «صوت الرب» وما علاقة ذلك بممارستنا العدل؟ طبعا، لا يسمع الناس اليوم صوت اللّٰه حرفيا. ولكن من خلال عمل كرازتنا العالمي النطاق، يسمع اشخاص من كل العروق والخلفيات صوت يهوه. ونتيجة لذلك، فإن الذين يُصغون ‹يتَّقون اسم اللّٰه›، اذ يصير لديهم احترام توقيري له. ونحن، المنادين بالملكوت الغيورين، نعرب بالتأكيد عن العدل والمحبة. فنحن ‹نمارس العدل› عندما نعلن اسم اللّٰه للجميع دون تحيز.
يجب ان نحب اللطف
١٣ ما هو الفرق بين اللطف الحبي والمحبة؟
١٣ لنناقش الآن المطلب الثاني المذكور في ميخا ٦:٨. ان يهوه يتوقع منا ان ‹نحب اللطف›. فالكلمة العبرانية المترجمة الى «لطف» تنقل ايضا الى «لطف حبي». واللطف الحبي هو اخذ المبادرة في إظهار الاهتمام والرأفة للآخرين. واللطف الحبي يختلف عن صفة المحبة. وكيف ذلك؟ المحبة هي كلمة اكثر شمولية. فيمكن إظهارها حتى للاشياء والافكار المجردة. مثلا، تتحدث الاسفار المقدسة عن الذين ‹يحبون الخمر والدهن› وأيضا عن الشخص الذي «يحب الحكمة». (امثال ٢١:١٧؛ ٢٩:٣) أما «اللطف الحبي» فيشمل دائما الاشخاص، وخصوصا الذين يخدمون اللّٰه. لذلك تتحدث ميخا ٧:٢٠ بحسب ترجمة العالم الجديد عن صنع «اللطف الحبي لإبراهيم» — رجل كان يخدم يهوه اللّٰه.
١٤، ١٥ كيف يَظهر اللطف الحبي، وأي مثال مذكور هنا؟
١٤ وفي ميخا ٧:١٨ بحسب ترجمة العالم الجديد، يقول النبي ان يهوه «يُسَرّ باللطف الحبي». كما يُقال لنا في ميخا ٦:٨ الّا نُظهِر اللطف الحبي فحسب، بل ان نحب هذه الصفة ايضا. فماذا نتعلم من هذه الآيات؟ نتعلم اننا نُظهِر اللطف الحبي طوعا وبسخاء لأننا نريد ذلك. فكيهوه، نحن نُسَرّ، او نفرح، بإظهار اللطف الحبي للذين هم في حاجة.
١٥ واليوم، يسِم اللطف الحبي هذا شعب اللّٰه. على سبيل المثال: في حزيران (يونيو) ٢٠٠١، احدثت عاصفة مدارية طوفانا كبيرا في تكساس، الولايات المتحدة الاميركية، ألحق الاضرار بآلاف البيوت، بما في ذلك مئات البيوت لأشخاص من شهود يهوه. وقد بذل نحو ٠٠٠,١٠ شاهد وقتهم وطاقتهم طوعا وبسخاء بغية مساعدة إخوتهم المسيحيين الذين هم في حاجة. وطوال اكثر من ستة اشهر، عمل المتطوعون دون توقف ليلا ونهارا وفي نهايات الاسابيع لإعادة بناء ٨ قاعات ملكوت وأكثر من ٧٠٠ بيت لإخوتهم المسيحيين. والذين لم يتمكنوا من المساهمة في هذا العمل، تبرعوا بالطعام، المؤن، والمال. فلماذا اتى آلاف الشهود هؤلاء لمساعدة إخوتهم؟ لأنهم ‹يحبون اللطف›. فكم نتشجع عندما نعرف ان إخوتنا حول العالم يظهرون اعمال اللطف الحبي هذه! نعم، ان بلوغ المطلب ان ‹نحب اللطف› ليس عبئا، بل يجلب الفرح!
لنسلك باحتشام مع الهنا
١٦ ايّ ايضاح يشدِّد على الحاجة الى الاحتشام في السلوك مع اللّٰه؟
١٦ ان المطلب الثالث الموجود في ميخا ٦:٨ هو ‹السلوك باحتشام مع الهنا›. وهذا يعني ادراك حدودنا والاعتماد على اللّٰه. لإيضاح ذلك تخيلوا لحظة فتاة صغيرة متشبثة بإحكام بيد ابيها وهما يسيران في عاصفة. فالفتاة تعرف جيدا ان قوتها محدودة، ولكنها تثق بأبيها. نحن ايضا، يجب ان ندرك حدودنا ولكن يجب ان نثق بأبينا السماوي. فكيف نحافظ على هذه الثقة؟ احدى الطرائق هي الإبقاء في ذهننا لماذا من الحكمة البقاء قريبين من يهوه. ويذكِّرنا ميخا بثلاثة اسباب: يهوه هو منقذنا، قائدنا، وحامينا.
١٧ كيف انقذ يهوه شعبه قديما وقادهم وحماهم؟
١٧ في ميخا ٦:٤، ٥، يقول اللّٰه: «اصعدتكَ من ارض مصر». نعم، كان يهوه منقذ اسرائيل. ويضيف يهوه قائلا: «ارسلت امامك موسى وهارون ومريم». فقد استخدم موسى وهارون لقيادة الامة، وقادت مريم نساء اسرائيل في رقصة النصر. (خروج ٧:١، ٢؛ ١٥:١، ١٩-٢١؛ تثنية ٣٤:١٠) وهكذا، قاد يهوه الامة بواسطة خدامه. وفي العدد ٥ يذكِّر يهوه امة اسرائيل بأنه حماهم من بالاق وبلعام وأنه حماهم في الجزء الاخير من رحلتهم من شطيم في موآب الى الجلجال في ارض الموعد.
١٨ كيف ينقذنا اللّٰه، يقودنا، ويحمينا اليوم؟
١٨ اليوم ايضا، اذ نسلك مع اللّٰه، ينقذنا من عالم الشيطان، يقودنا بواسطة كلمته وهيئته، ويحمينا كمجموعة عندما يهاجمنا المقاومون. لذلك لدينا سبب وجيه للتشبث بإحكام بيد ابينا السماوي فيما نسلك معه في الجزء الاخير العاصف من رحلتنا الى ارض اعظم بكثير من ارض الموعد القديمة — عالم اللّٰه الجديد البار.
١٩ ماذا يشمل الاحتشام؟
١٩ ان السلوك باحتشام مع اللّٰه يساعدنا على امتلاك نظرة واقعية الى ظروفنا. وذلك لأن اظهار الاحتشام يشمل ادراك حدودنا. فالتقدم في السن والصحة الضعيفة قد يفرضان بعض القيود على ما يمكننا فعله في خدمة يهوه. ولكن بدلا من ان نتثبط، يحسن بنا ان نتذكر ان اللّٰه يقبل جهودنا وتضحياتنا ‹على حسب ما لنا، لا على حسب ما ليس لنا›. (٢ كورنثوس ٨:١٢) فيهوه يتوقع منا ان نخدمه من كل النفس، فاعلين ما تسمح به ظروفنا. (كولوسي ٣:٢٣) واللّٰه سيباركنا بسخاء اذا بذلنا بغيرة كل ما في وسعنا في خدمته. — امثال ١٠:٢٢.
الانتظار يجلب البركات
٢٠ ماذا ينبغي ان يساعدنا على انتظار يهوه مثل ميخا؟
٢٠ ان نيل بركة يهوه يدفعنا الى الاقتداء بموقف ميخا. فقد قال: «أصبر لإله خلاصي». (ميخا ٧:٧) فما علاقة هذه الكلمات بسلوكنا باحتشام مع اللّٰه؟ يساعدنا الصبر، او الانتظار، على تجنب خيبة الامل لأن يوم يهوه لم يأتِ بعد. (امثال ١٣:١٢) في الواقع، جميعنا نتوق الى نهاية هذا العالم الشرير. ولكن عندما نعرف ان آلاف الاشخاص كل اسبوع يبدأون بالسلوك مع اللّٰه، يصير لدينا سبب وجيه لانتظار يهوه. قال احد الشهود القدامى في هذا الخصوص: «عندما اتذكر اكثر من ٥٥ سنة من العمل الكرازي، اقتنع انني لم اخسر شيئا نتيجة انتظاري يهوه. على العكس، فقد تجنبت الكثير من الغم». فهل هذا هو اقتناعك انت ايضا؟
٢١، ٢٢ كيف تتم ميخا ٧:١٤ في ايامنا؟
٢١ لا شك ان السلوك مع يهوه يجلب لنا الفوائد. ففي ميخا ٧:١٤، شبَّه ميخا شعب اللّٰه بخراف ساكنة بأمان مع راعيها. واليوم، في الإتمام الاعظم لهذه النبوة، تجد بقية اسرائيل الروحي وكذلك ‹الخراف الاخر› الامن مع راعيهم الذي يثقون به، يهوه. فهم يسكنون ‹وحدهم في وعر في وسط الكرمل [«الجنة»، الترجمة اليسوعية الجديدة]›، منفصلين روحيا عن هذا العالم المضطرب والخطِر. — يوحنا ١٠:١٦؛ تثنية ٣٣:٢٨؛ ارميا ٤٩:٣١؛ غلاطية ٦:١٦.
٢٢ وشعب يهوه يتمتع بالازدهار، كما انبأت ايضا ميخا ٧:١٤. قال ميخا عن خراف، او شعب، اللّٰه: «لِترعَ في باشان وجلعاد». فكما كانت الخراف في باشان وجلعاد ترعى في مراعٍ خصبة وتزدهر، كذلك فإن شعب اللّٰه اليوم يتمتعون بالازدهار الروحي، الذي هو بركة اخرى ينالها الذين يسلكون باحتشام مع اللّٰه. — عدد ٣٢:١؛ تثنية ٣٢:١٤.
٢٣ ايّ درس نتعلمه من التأمل في ميخا ٧:١٨، ١٩؟
٢٣ في ميخا ٧:١٨، ١٩، يشدِّد النبي على رغبة يهوه في مسامحة الذين يتوبون. فالعدد ١٨ يقول ان يهوه «غافر الاثم» و «صافح عن الذنب». ويقول العدد ١٩ انه ‹يطرح في اعماق البحر جميع خطاياهم›. فأي درس نتعلمه نحن من ذلك؟ يمكن ان نسأل انفسنا: هل نقتدي بيهوه في هذا المجال. هل نغفر الاخطاء التي يرتكبها الآخرون في حقنا؟ عندما يتوب هؤلاء ويكفِّرون عن ذنبهم، لا شك اننا نرغب في الاقتداء باستعداد يهوه للغفران كاملا ودائما.
٢٤ كيف استفدتم من نبوة ميخا؟
٢٤ كيف استفدنا من هذا التأمل في نبوة ميخا؟ لقد ذكرتنا أن يهوه يزوِّد رجاء حقيقيا للذين ينجذبون اليه. (ميخا ٢:١-١٣) وقد تشجَّعنا على بذل كل ما في وسعنا لترويج العبادة الحقة بغية السلوك باسم اللّٰه الى الابد. (ميخا ٤:١-٥) كما أُكِّد لنا انه بإمكاننا بلوغ مطالب يهوه مهما كانت ظروفنا. نعم، تقوّينا نبوة ميخا حقًّا على السلوك باسم يهوه.
-