مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الجزء ٢:‏ توسيع النشاطات لتعزيز السلطة
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٢
    • والنظيرة الشرقية وخليفة الامبراطورية الرومانية الغربية،‏ الامبراطورية البيزنطية،‏ بلغت أوجها بين القرنين الـ‍ ٩ والـ‍ ١١.‏ وعاصمتها،‏ القسطنطينية (‏اليوم استانبول)‏،‏ بعدد سكان يبلغ مليونا،‏ كانت الى حد بعيد اكبر مدينة في العالم.‏ فثمة سوق لحرائر،‏ توابل،‏ اصباغ،‏ وعطور من الشرق ولفراء،‏ كهرمان،‏ اخشاب،‏ وحديد من الغرب،‏ خدمت كجسر اقتصادي قوي بين اوروپا وآسيا.‏

      ولكن في السنة ١٢٠٤،‏ خلال الحملة الصليبية الرابعة،‏ عانت الامبراطورية نكسة.‏ فجرى الاستيلاء على عاصمتها ونهبها،‏ ضحية الجشع الاقتصادي.‏ وكيف ذلك؟‏ بحسب اطلس كولنز لتاريخ العالم،‏ «ان الحافز الغربي للذهاب بحثا عن الثروة في المشرق هو سبب الحملات الصليبية.‏» وهذا يشير بوضوح الى ان الكنيسة،‏ على الرغم من ان الغيرة الدينية هي ما حثَّها كما يُظن،‏ كانت لديها دوافع اخرى ايضا.‏

      وفي غضون ذلك،‏ في اوروپا القرون الوسطى،‏ كان التجَّار يقيمون معارض تجارية حيث يستطيعون ان يعرضوا السلع من بلدان مختلفة على طول الطرق التي يجتازونها.‏ وعن المعارض الناجحة خصوصا التي جرت في اقليم شامپانْي في فرنسا الشمالية الشرقية،‏ تقول دائرة المعارف البريطانية الجديدة:‏ «ان صفقات التجَّار في المعارض غالبا ما كانت تُعقد بواسطة الرسائل التي تعد بالدفع في معرض مقبل والتي كانت قابلة للتحويل الى شخص آخر.‏ ومثل هذه الصفقات كانت بدايات استعمال الائتمان.‏ وبحلول القرن الـ‍ ١٣ خدمت المعارض كمركز مصرفي منتظم لاوروپا.‏»‏

      وخلال القرن الـ‍ ١٥،‏ هدَّدت غزوات الاتراك العثمانيين بقطع الطرق التجارية بين اوروپا وآسيا.‏ لذلك بدأ المستكشفون الاوروپيون بالبحث عن طرق جديدة.‏ فقاد ڤاسكو دا ڠاما،‏ ملّاح پرتغالي،‏ حملة من ١٤٩٧-‏١٤٩٩ ابحرت بنجاح حول رأس الرجاء الصالح في افريقيا،‏ مؤسسا بالتالي طريقا بحريا جديدا الى الهند مما ساعد على جعل الپرتغال دولة عالمية.‏ والطريق الجديدة سلبت ايضا الاهمية التجارية للاسكندرية ومرافئ اخرى للبحر الابيض المتوسط بصفتها مراكز تجارية رئيسية.‏

      وفي غضون ذلك،‏ كانت جارة الپرتغال،‏ اسپانيا،‏ تموِّل محاولة الملَّاح الايطالي كريستوفر كولومبس الوصول الى الهند بالابحار غربا حول العالم.‏ وفي السنة ١٤٩٢ —‏ في تشرين الاول المقبل تكون قد مضت ٥٠٠ سنة تماما —‏ عثر كولومبس صدفة،‏ اذا جاز التعبير،‏ على نصف الكرة الغربي.‏ والانكليز،‏ من الناحية الاخرى،‏ بدلا من طلب الوصول الى الشرق بالابحار جنوبا كما فعل ڤاسكو دا ڠاما او غربا كما فعل كولومبس،‏ استمروا في البحث عن ممر شمالي شرقي او شمالي غربي.‏ كل هذا الاستكشاف ساعد ان تصير المتاجرة دولية.‏ وبكونه عاملا حاسما في اكتشاف الاميركتين،‏ اظهر عالم التجارة تأثيره القوي في الشؤون العالمية.‏

      السلطة الاقتصادية —‏ بانية الامبراطوريات

      بنى عالم التجارة منظمات قوية.‏ والمثال لذلك،‏ بحسب كتاب بعرق جبينك،‏ هو «احد اعظم التجديدات الاجتماعية الاقتصادية البعيدة الاثر والطويلة الامد للعالم القديم:‏ شركة او اتحاد الحرفيين.‏» واذ تُذكِّر بالمنظَّمات القوية المشابهة اليوم،‏ فان هذه الاتحادات،‏ الى جانب انجاز الخير،‏ من الواضح انها اساءت احيانا استعمال قوتها كثيرا بحيث يُقال ان مترجم الكتاب المقدس جون ويكْلِف شهَّر بعضها في القرن الـ‍ ١٤ بصفتهم «المتآ‌مرين الكذبة .‏ .‏ .‏ الملعونين من اللّٰه والانسان.‏» —‏ انظروا الاطار في الصفحة ١٣.‏

      وعالم التجارة بنى ايضا امبراطوريات،‏ اذ كانت الامبراطورية البريطانية دون شك الاكثر نجاحا.‏ ولكن قبل ان تبتدئ بالبروز في القرن الـ‍ ١٦،‏ ابتدأت مغامرات تجارية اخرى في اوروپا بالاستيلاء على السلطة الاقتصادية التي تدير عجلة الامور في العالم.‏ واحدى هذه كانت العصبة الهنزية.‏

      والكلمة «هنزة» للغة الالمانية العليا القديمة،‏ اذ تعني «فِرقا،‏» صارت تدريجيا تُطبَّق على اية واحدة من عدد من اتحادات او جمعيات التجَّار التي نشأت.‏ وخلال اواخر القرن الـ‍ ١٢ واوائل القرن الـ‍ ١٣،‏ سيطرت هنزة متمركزة في شمالي مدينة لوبيك الالمانية على تجارة البلطيق وبنجاح وصلت المانيا بروسيا وبالبلدان الاخرى المتاخمة في البلطيق.‏ وفي هذه الاثناء،‏ الى الغرب،‏ كانت الـ‍ هنزة في مدينة كولون الالمانية تقوِّي العلاقات التجارية مع انكلترا ومع البلدان المنخفضة.‏

      سنَّت جمعيات التجَّار هذه تشريعا لحماية نفسها وبضائعها،‏ منظِّمة عموما المتاجرة من اجل الخير العام.‏ وبذلت ايضا جهودا متَّحدة لقمع القرصنة والسلب في البر او البحر.‏ واذ توسَّعت المتاجرة،‏ صارت الحاجة الى تعاون اكبر بين الفِرق المتعددة ظاهرة.‏ لذلك بحلول نهاية القرن الـ‍ ١٣ انضمَّت كل المدن الالمانية الشمالية الرئيسية معا في عصبة واحدة صارت معروفة بـ‍ العصبة الهنزية.‏

      وبسبب موقعها الجغرافي،‏ سيطرت العصبة على التيارات الرئيسية للمتاجرة الشمالية.‏ فالى الغرب تاجرت مع البلدان المتقدِّمة اقتصاديا لانكلترا والبلدان المنخفضة التي،‏ بدورها،‏ كانت لديها اتصالات تجارية بالبحر الابيض المتوسط والمشرق.‏ وفي الشرق كان لديها سبيل سهل للوصول الى اسكنديناڤيا واوروپا الشرقية.‏ والى جانب المتاجرة بالصوف مع الفلاندر،‏ سيطرت العصبة ايضا على المتاجرة بالاسماك مع النروج والسويد بالاضافة الى المتاجرة بالفرو مع روسيا.‏

      وعلى الرغم من انها ليست اتحادا سياسيا،‏ وأنها بدون جهاز حاكم دائم او رسميين دائمين،‏ مارست العصبة في ذروتها مع ذلك سلطة كبيرة.‏ وأحد انجازاتها العظمى كان تطوير نظام قوانين بحرية وتجارية.‏ وبينما كانت تتوسَّع الى اسواق جديدة،‏ كانت العصبة سريعة في حماية اسواقها القديمة،‏ مستعملة القوة اذا لزم الامر.‏ وفي معظم الحالات كان اسطولها التجاري الضخم قادرا على تحطيم المقاومة بفرض الحظر او الحصار الاقتصادي.‏

      بلغت العصبة الهنزية ذروتها نحو منتصف القرن الـ‍ ١٤.‏ وابتدأ انحطاطها في الـ‍ ١٥،‏ عندما ابتدأ الانكليز والهولنديون ينمون في السلطة ويسودون على المتاجرة العالمية.‏ وحرب الاعوام الثلاثين قضت على العصبة.‏ واجتمع اعضاؤها للمرة الاخيرة في السنة ١٦٦٩.‏ ولا تزال مدن قليلة فقط،‏ من بينها لوبيك،‏ هامبورڠ،‏ وبريمن،‏ تفتخر بكونها مدنا هنزية،‏ اعضاء ضعيفة نسبيا لعملاق تجاري قوي قديم.‏

      وثمة عمالقة تجاريون آخرون اضخم وأقوى كانوا ينتظرون ليحلّوا محل العصبة الهنزية.‏

  • الجزء ٢:‏ توسيع النشاطات لتعزيز السلطة
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٢
    • وصُمِّمت اتحادات القرون الوسطى لتزوِّد مساعدة خيرية لاعضائها ولتحمي الحرفة ككل بتعديل الانتاج ووضع المقاييس،‏ وربما ايضا بضبط الاسعار والاجور.‏ وصار البعض احتكاريين،‏ اذ تلاعبوا بالاسعار باتفاقات سرية،‏ هادفين ان يحموا سوق الاتحاد وأن يمنعوا المنافسة غير المشروعة.‏

      وكمتابعة لاتحادات الحرفيين القدماء،‏ اتت اتحادات التجَّار الى الوجود في القرن الـ‍ ١١،‏ عندما نظَّمها التجَّار الرحَّالة لينالوا الحماية من مخاطر الطرق العامة.‏ ولكنَّ الاتحادات خسرت تدريجيا ميزتها الاصلية.‏ واذ تكيَّفت لتلائم المتاجرة المحلية،‏ انخفضت سلطتها ومكانتها فيما صارت الاسواق الاقليمية،‏ القومية،‏ والدولية مسيطرة وفيما ابتدأ التجَّار بالرجوح على اصحاب الحرف.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة