-
كيفية تحديد هوية خدام اللّٰه الحقيقيينبرج المراقبة ١٩٨٩ | ١ آذار (مارس)
-
-
المطالب من الخدام الحقيقيين
المعنى الاساسي لـ «يخدم» هو «ان يقدم مساعدة او خدمة.» والخدام المسيحيون الحقيقيون لا بد ان يملكوا ايمانا راسخا بأن الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه الموحى بها. (يوحنا ١٧:١٧) ولكنّ المطلب الاساسي هذا ليس كافيا. فلا بد ان يملكوا ايضا معرفة وفهما جيدين للكتاب المقدس. إلا انه لا يجب ان يستعملوا هذه المعرفة بأنانية — لمنفعتهم الخاصة وحدهم. فينبغي ان يكونوا كارزين حماسيين بالانجيل — البشارة عن ملكوت اللّٰه ورجاء الحياة الابدية على ارض فردوسية. — يوحنا ١٧:٣؛ مزمور ٣٧:١١، ٢٩.
وأيضا، ان واقع كون شهود يهوه يكرزون ببشارة الملكوت ليس فقط في اسبانيا بل في كل انحاء العالم هو اتمام لما تنبأ به يسوع لوقت نهاية نظام الاشياء القديم الشرير هذا. فقد قال: «ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» — متى ٢٤:١٤، ٣٣، ٣٤.
والمطلب الاساسي الآخر من الخدام الحقيقيين هو انه، كما قال يسوع، لا يجب ان يكونوا «(جزءا) من العالم»؛ لذلك يجب ان يمتنعوا عن السياسة. (يوحنا ١٥:١٩) ويجب ايضا ان يكونوا متواضعين، محبين، ولطفاء، مستعدين دائما لمساعدة المستحقين الذين هم في حاجة. — ١ كورنثوس ١٣:١، ٤؛ ١ بطرس ٥:٦.
-
-
مَن هم حقا خدام اللّٰه؟برج المراقبة ١٩٨٩ | ١ آذار (مارس)
-
-
الايمان بالكتاب المقدس
ان الخادم الحقيقي للّٰه لا بد ان يملك بشكل واضح ايمانا ثابتا بالكتاب المقدس. وينبغي ايضا ان يعرفه على نحو يكفي ليعلِّم الآخرين به. ولكنّ كثيرين من رجال دين العالم المسيحي لا يتممون هذه المطالب الاساسية. ذكر طبيب في جنوب افريقيا ان قسوس الكنيسة الانكليكانية، التي كان ينتمي اليها، يقومون «باستعمال زهيد جدا» للكتاب المقدس، والمواعظ يبدو انها الرأي الشخصي للمبشر. وتشكّى من اعضاء رجال الدين، كرئيس الاساقفة توتو في كيپ تاون، لتورطهم في السياسة.
وعلى سبيل التباين، يؤمن خدام يهوه الامناء بشكل راسخ بالكتاب المقدس ويقضون الكثير من وقتهم في درسه وايضاحه للآخرين. واهتمامهم بالكتاب المقدس ومحبتهم له عميقان حتى انهم انتجوا ترجمة متقنة البحث ودقيقة جدا تدعى ترجمة العالم الجديد للاسفار المقدسة، مؤسسة على مخطوطات الكتاب المقدس العبرانية، الآرامية، واليونانية الموثوق بها. وهذا الكتاب المقدس في طبعته المرجعية يملك آلاف الملاحظات الهامشية والاشارات التبادلية لمساعدة القراء على فهم الكتاب المقدس على نحو افضل وتمكينهم من ايضاحه للآخرين. واضافة الى ذلك، فان ترجمة الكتاب المقدس البارزة هذه تُرجمت، كليا او جزئيا، بـ ١٠ لغات اخرى، ووزِّعت عشرات الملايين من النسخ في العالم.
الخدام الحقيقيون والآداب
يدين الكتاب المقدس بقوة كل اشكال الخطية الجنسية — بما فيها الزنا، العهارة، مضاجعة النظير، والبهيمية. (لاويين ٢٠:١٠-١٣؛ رومية ١:٢٦، ٢٧؛ غلاطية ٥:١٩) والخدام المسيحيون الحقيقيون يتمسكون من كل القلب بمقاييس اللّٰه الادبية. نعم، يتخذ شهود يهوه شريعة اللّٰه على نحو جدي جدا. وهم يفصلون اولئك الذين دون توبة يرتكبون مثل هذه الخطايا فيما يبسطون الرحمة على اولئك الذين يتوبون حقا عن الاعمال الفاسدة ادبيا ويطهرون حياتهم. — ١ كورنثوس ٥:١١-١٣؛ ٢ كورنثوس ٢:٥-٨.
وفي جنوب افريقيا يُنقل عن رئيس الكاتدرائية الانكليكاني في كيپ تاون قوله: «بعض العلاقات ضمن الجنس نفسه افضل من نظائرها ضمن الجنس المغاير وبسبب نوعية المحبة انا متيقن انها تجعل اللّٰه اسعد.» والعكس هو الصحيح. فاللّٰه يمقت مثل هذه العلاقات. — ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠.
الخدام الحقيقيون يعلِّمون عقائد حقيقية
الخدام الحقيقيون يعلِّمون عقائد مؤسسة بشكل راسخ على كلمة اللّٰه. والخدام الزائفون يعلِّمون عقائد لا دعم ولا اساس لها في الكتاب المقدس. تأملوا، مثلا، في عقيدة الثالوث. وكما تذكر دائرة المعارف البريطانية (الطبعة الـ ١٥): «لا تظهر كلمة ثالوث ولا العقيدة الواضحة في العهد الجديد، ولا قصَد يسوع وأتباعه ان يناقضوا ‹السماع› في العهد القديم: ‹اسمع يا اسرائيل. الرب الهنا رب واحد.› (تثنية ٦:٤).» ولم يصر الثالوث تعليما كنسيا رسميا حتى القرن الرابع بم. وفي الواقع، كان جزئيا بسبب مقام الامبراطور الروماني قسطنطين وتأثيره انَّ العقيدة الباطلة ابتدأت تتشكل في مجمع نيقية في سنة ٣٢٥ بم.
وتعليم الثالوث جعل كثيرين من اعضاء الكنيسة، طالبي الحق المخلصين، يفقدون الثقة بقسوسهم. وصحَّ ذلك في شابة في جنوب افريقيا لم تستطع ان تصدِّق ان دينها، الكنيسة المُصلَحة الهولندية، يعلِّم معتقدا مشوِّشا كالثالوث الى ان قدم لها احد شهود يهوه برهانا وثائقيا على ان هذه حقا هي الحال! وثمة محام مسن متقاعد، في جنوب افريقيا ايضا، استقال من كنيسته لان «شتى العقائد الرتيبة الجاري تعليمها في الكنائس خاطئة ومضلِّلة تماما.»
والتعليم الباطل الآخر للعالم المسيحي هو ذاك الذي لنار الهاوية. ورغم انه لا يُكرز او يؤمَن بها على نحو واسع كما كان من قبل، فانها لا تزال التعليم الرسمي لمعظم الكنائس. وهذه تدعي انه عند الموت يموت الجسد ولكنّ النفس، لكونها خالدة، تستمر حية، واولئك الذين عاشوا حياة شريرة يعذَّبون في نار مشتعلة الى ابد الآبدين. فهل تؤمنون بذلك؟ والاهم، هل هو صحيح؟ ليس بحسب الكتاب المقدس الذي يقول: «النفس التي تخطئ هي تموت.» (حزقيال ١٨:٤، ٢٠) واضافة الى ذلك كتب الرسول بولس الملهم: «اجرة الخطية هي موت» — لا نار الهاوية! — رومية ٦:٢٣.
لنتأمل الآن في المقاييس التي يجب ان يبلغها الخدام المسيحيون الحقيقيون.
مطالب الاسفار المقدسة من الخدام الحقيقيين
الكلمة الانكليزية «مينيستر» هي ترجمة للكلمة اليونانية «دياكونوس،» التي هي من اصل غير اكيد. وهي تشير الى امرئ ينفذ اوامر امرئ آخر، وعلى نحو خصوصي سيد. لذلك فان كلمة الكتاب المقدس تصف خادما. واستعمال الكلمة في الكتاب المقدس يشير الى امرئ لا يتباطأ في ان يقدم بتواضع خدمة شاملة لمصلحة الآخرين. ويسوع شدد على الحاجة الى مثل هذه الخدمة المتواضعة، كما يُظهر المثال التالي.
ذات يوم، قبل وقت قصير من موت يسوع على خشبة الآلام، اقتربت منه ام يعقوب ويوحنا وقالت: «قُل ان يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك.» والتلاميذ الآخرون اغتاظوا من ذلك. عندئذ علَّمهم يسوع بلطف درسا مهما. فجمعهم معا وقال: «مَن اراد ان يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما. ومَن اراد ان يكون فيكم اولا فليكن لكم عبدا.» — متى ٢٠:٢٠، ٢١، ٢٤-٢٧.
وفي احد خطاباته العامة المسجَّلة البناءة حذر يسوع الحاضرين من الكتبة والفريسيين. وأشار ايضا الى بعض العيوب الفاضحة لهؤلاء الخدام المرائين الزائفين. ووصفهم بأنهم متكبرون جدا وكثيرو المطالب وراغبون دائما في الشهرة. — متى ٢٣:١-٧.
واليوم فان كثيرين من رجال الدين، وخصوصا كهنة الكنيسة الكاثوليكية وأيضا في بعض الحالات الانكليكانيين، يطلبون ان تجري مخاطبتهم بـ «الاب.» مثلا، ان احد كهنة كنيسة انكلترا في الموزامبيق، عندما سأله منذ بضع سنوات واحد من شهود يهوه عن سبب استعماله اللقب «اب،» اجاب: «انا فخور به!» وطبعا، من المعروف جيدا ان بابا روما يُسرّ بمخاطبته بـ «الاب القدوس» — رغم وصية يسوع لتلاميذه بأن «لا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السموات.» ويسوع اضاف هذا المبدأ الاساسي: «مَن يرفع نفسه يتضع.» — متى ٢٣:٩-١٢.
هل يجب رسم النساء؟
في الآونة الاخيرة كانت هنالك زيادة في عدد النساء اللواتي رُسمن كأعضاء من الكهنة. ولكنّ بولس اوصى تيموثاوس: «لست آذن للمرأة ان تعلِّم ولا تتسلط على الرجل.» (١ تيموثاوس ٢:١٢) إلا ان ذلك لا يعني ان المرأة المسيحية لا يمكن ان تعلِّم اولادها او تعلِّم في وسط الجمهور العام، ولكنها لا يجب ان تعلِّم في الجماعة.
اذاً، هل ينبغي ان لا تتكلم النساء ابدا في الاجتماعات المسيحية؟ يدرس شهود يهوه هذه المجلة، برج المراقبة، في احد اجتماعاتهم الاسبوعية، مستعملين مقالات تُلحَق بها اسئلة عن الفقرات. والخادم الذي يدير الدرس، وهو دائما اخ، يطلب من اعضاء الجماعة، بمن فيهم الاخوات، ان يجيبوا عن هذه الاسئلة. إلا ان هؤلاء النساء لا يعلِّمن. انهن يعبِّرن بكلماتهن الخاصة عن الافكار في المقالة. وحتى الاولاد يجري تشجيعهم على الاشتراك في اعطاء الاجوبة وغالبا ما تكون تعليقاتهم، المختصرة والبسيطة عادة، صائبة تماما.
وبولس ادلى ايضا بهذه العبارة في ما يتعلق بالنساء: «ولكن إن كنَّ يُردن ان يتعلَّمن شيئا فليسألن رجالهن في البيت لانه قبيح بالنساء ان تتكلم في كنيسة.» (١ كورنثوس ١٤:٣٥) وهذا يعني انه إن لم تفهم الاخوات او ازعجتهن عبارات معيَّنة قُرئت او أُدلي بها خلال الاجتماعات لا يجب ان يُثرن نقاط جدال قدام الجماعة. وبالاحرى يجب ان يطلبن من ازواجهن ايضاح الامور عندما يكنَّ في البيت.
ولكن هنالك مناسبات حين تستطيع النساء المسيحيات الكرازة للرجال. وشهود يهوه يقضون وقتا وافرا في الكرازة ببشارة الملكوت من بيت الى بيت. فعندما تواجه المبشرة رجلا هل يجب ان تعتذر وتمضي؟ طبعا لا. فهي في هذه الحالة لا تكرز لجماعة بل لشخص واحد يمكن ان يكون غير مؤمن. وعلى نحو مشابه، يمكن للخادمة ان تدرس الكتاب المقدس مع عائلة غير مسيحية رغم وجود الاب.
يسوع المسيح — مثال ساطع
كان يسوع مثالا ساطعا بحيث يحسن بنا ان نحاول الاقتداء به! وكان المعلم الافضل، المبشر الاروع، العامل الاكثر غيرة، والمشير الاكثر حبا الذي عاش على الارض على الاطلاق. واتِّباع خطواته امتياز عظيم جدا. فهل تحاولون فعل ذلك؟
الملايين من شهود يهوه يبذلون جهدهم للاقتداء به، ولو كان ذلك على نحو ناقص. لقد كانت اساليبه مختلفة جدا عن تلك التي لمعظم رجال الدين اليوم. فهو لم يقرع اجراس الكنيسة وينتظر ان يأتي الناس اليه، رغم ان كثيرين اتوا من تلقاء انفسهم. وعوضا عن ذلك، ذهب الى الناس وعلَّمهم في بيوتهم، في الاماكن العامة، على الجبال، وعلى شاطئ بحر الجليل. وأحيانا كان يخاطب فِرقا تُعَدّ بالآلاف، كما هو واضح ادناه. — متى ٩:٣٥؛ ١٣:٣٦؛ لوقا ٨:١.
مساعدة الفقراء، المرضى، والمسنين
كم من هؤلاء هنالك اليوم؟ مئات الملايين. والعدد يتزايد بسرعة فيما تتدهور احوال العالم بسرعة ويقترب نظام الاشياء الحاضر من نهايته التامة في معركة هرمجدون. (رؤيا ١٦:١٦) والكوارث الطبيعية، المجاعات، والاوبئة تزيد الضرر والالم. والمسيحيون الاولون ايضا كان يجب ان يعالجوا مثل هذه المشاكل. فنحو السنة ٤٦ بم، عندما كان كلوديوس امبراطور رومية، كان هنالك جوع واسع الانتشار. ولذلك، ماذا فعل التلاميذ؟ ‹حتموا حسبما تيسر لكل منهم ان يرسل كل واحد شيئا خدمة الى الاخوة الساكنين في اليهودية.› — اعمال ١١:٢٧-٣٠.
وفي الازمنة الحديثة كثيرا ما يزوِّد شهود يهوه الاعانة السخية لاولئك الذين يتألمون او الذين هم في حاجة. ومؤخرا عندما خرَّبت الحرب الاهلية الموزامبيق — مع ما نتج من نقص رهيب في الاغذية، اللباس، المؤن الطبية، والاشياء الاساسية الاخرى — فان شهود يهوه في جنوب افريقيا المجاورة اتوا لمساعدة اخوانهم في الشدة. والكميات الكبيرة من الطعام، اللباس، والمواد الاخرى جُمعت وأُرسلت الى مابوتو، العاصمة، في شاحنات ضخمة.
اتمام نبوة الكتاب المقدس
نعم، ان خدام اللّٰه الحقيقيين لديهم الامتياز الرائع للمساهمة في اتمام نبوات الكتاب المقدس. كيف؟ في المناسبة التاريخية عندما سأل التلاميذ يسوع: «متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر،» اجاب انه في زمن الحروب العالمية، المجاعات، الزلازل، والاثم، «يُكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة.» (متى ٢٤:٣، ١٤) وبولس رسم المثال لكل الخدام الحقيقيين بالكرازة «(من بيت الى بيت).» — اعمال ٢٠:٢٠.
شهود يهوه معروفون حول العالم بغيرتهم في العمل الكرازي هذا.
-