مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العجائب —‏ واقع ام خيال؟‏
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • العجائب —‏ واقع ام خيال؟‏

      ‏«العجائب تحدث —‏ اسأل الملائكة».‏ لفت هذا الملصق على سيارة عابرة نظر رجل متديّن.‏ لكنه لم يكن متأكدا مما عنته العبارة:‏ فهل عنت ان صاحب السيارة يؤمن بالعجائب؟‏ ام انها مجرد تعبير ساخر يدل على عدم ايمان بالعجائب والملائكة؟‏

      قد يثير اهتمامك تعليق كاتب الماني اسمه مانْفرِت بارتِل.‏ فقد قال:‏ «ان مجرد ذكر الكلمة عجيبة يقسم القراء الى معسكرَين متحاربَين».‏ فالذين يؤمنون بالعجائب مقتنعون تماما بأنها تحدث وربما بشكل متكرر.‏a على سبيل المثال،‏ ادّعى المؤمنون في اليونان خلال السنوات الماضية ان العجائب تحدث مرة كل شهر تقريبا.‏ وهذا ما دفع احد اساقفة الكنيسة الارثوذكسية اليونانية الى التحذير:‏ «يسعى المؤمن الى اعطاء ميزات بشرية للّٰه ومريم والقديسين.‏ لكن ينبغي للمؤمنين ألّا يبالغوا في ذلك».‏

      لكن الايمان بالعجائب اقل انتشارا في بلدان اخرى.‏ فبحسب استفتاء نُشر في المانيا سنة ٢٠٠٢،‏ اعتبر ٧١ في المئة من السكان هناك ان العجائب ليست واقعا بل هي من نسج الخيال.‏ لكن بين الذين يؤمنون بالعجائب،‏ وهم اقل من الثلث،‏ ادعت ثلاث نساء انهن تلقين رسالة من العذراء مريم.‏ وبعد اشهر قليلة من هذا الظهور المزعوم لمريم يرافقها ملائكة وحمامة،‏ اخبرت الصحيفة الالمانية ڤستْفالنْپوست‏:‏ «حتى الآن قام نحو ٠٠٠‏,٥٠ من الحجاج والباحثين عن الشفاء والفضوليين بتتبُّع الرؤى التي ظهرت للنساء الثلاث باهتمام شديد».‏ كما جرى توقع وفود ٠٠٠‏,١٠ آخرين الى القرية لرؤية العذراء اذا ظهرت مرة اخرى.‏ ويُقال ان ظهورات مماثلة للعذراء مريم حدثت في لورْد بفرنسا سنة ١٨٥٨،‏ وفي فاطيما بالبرتغال سنة ١٩١٧.‏

      ماذا عن الاديان غير المسيحية؟‏

      تؤمن كل الاديان تقريبا بالعجائب.‏ تشرح دائرة معارف الدين ان مؤسّسي البوذية،‏ المسيحية،‏ والاسلام كانت لديهم وجهات نظر مختلفة في ما يتعلق بالعجائب،‏ لكنها تورد هذه الملاحظة:‏ «ان تاريخ هذه الاديان يُظهر على نحو لا يقبل الشك ان العجائب وما يُروى عنها هي جزء لا يتجزأ من حياة الانسان الروحية».‏ ويقول هذا المرجع عينه ان «البوذا نفسه كان يصنع العجائب احيانا».‏ ولاحقا عندما «انتقلت البوذية الى الصين،‏ غالبا ما لجأ مرسَلوها الى القيام بأعمال عجائبية».‏

      وبعد سرد بعض من هذه العجائب المزعومة،‏ ختمت دائرة المعارف ذاكرة:‏ «قد لا يقبل المرء كل هذه الروايات العجائبية التي نقلها كتّاب قصص الحياة المتديّنون،‏ لكنها كتبت بنيّة حسنة دون شك لتعظيم البوذا الذي وهب اتباعه الغيارى مثل هذه القوى العجائبية».‏ وتخبر دائرة المعارف نفسها عن الاسلام:‏ «لطالما توقّع غالبية المسلمين حدوث العجائب.‏ و ‏‹الحديث›‏ يخبر عن المرات العديدة التي صنع فيها محمد العجائب علانية.‏ .‏ .‏ .‏ ويؤمن كثيرون ان الاولياء يستمرون في صنع العجائب حتى من القبر لفائدة المؤمنين الذين يطلبون منهم المساعدة بورع».‏

      ما هي نظرة الدين المسيحي الى العجائب؟‏

      ينقسم كثيرون ممن اعتنقوا الدين المسيحي في نظرتهم الى العجائب.‏ فمنهم مَن يقبل صحة روايات الكتاب المقدس عن العجائب التي قام بها يسوع المسيح او خدام اللّٰه لما قبل المسيحية.‏ ومع ذلك،‏ يتفق كثيرون مع المُصلِح البروتستانتي مارتن لوثر.‏ تقول دائرة معارف الدين:‏ «كتب لوثر وكالڤن كلاهما ان عصر العجائب انتهى وأن الناس لا ينبغي ان يتوقعوا حدوثها».‏ وبحسب المرجع نفسه،‏ حافظت الكنيسة الكاثوليكية على الايمان بالعجائب «دون اية محاولة لتفسير كيفية حدوثها».‏ إلا ان «المفكرين البروتستانت آمنوا ان ممارسة الدين المسيحي هي اولا مسألة اخلاق،‏ وأن اللّٰه وعالم الارواح لا يتصلون بالبشر ولا يؤثرون في حياتهم بشكل مباشر».‏

      امّا آخرون من مدَّعي المسيحية،‏ بمن فيهم بعض الكهنة،‏ فيشكون حتى في حقيقة العجائب المذكورة في الكتاب المقدس.‏ خذ على سبيل المثال حادثة العلَّيقة المتقدة بالنار المذكورة في الكتاب المقدس في خروج ٣:‏١-‏٥‏.‏ يشرح كتاب عنوانه ما يقوله الكتاب المقدس حقا (‏بالانكليزية)‏ ان عددا كبيرا من اللاهوتيين الالمان لا يعتبرون هذه الحادثة بحرفيتها عجيبة.‏ وبدلا من ذلك،‏ يفسرون ما حدث «كرمز الى الصراع الداخلي الذي مرّ به موسى،‏ ووخزات الضمير المؤلمة التي شعر بها».‏ ويذكر الكتاب ايضا:‏ «يمكن اعتبار اللهب رمزا الى الأزهار التي تفتَّحت فجأة في ضوء شمس الحضور الالهي».‏

      قد لا يكون هذا التفسير مقنعا بالنسبة اليك.‏ إذًا،‏ بمَ يجب ان تؤمن؟‏ هل من المنطقي الايمان ان العجائب حدثت في الماضي؟‏ ماذا عن العجائب العصرية؟‏ وبما اننا لا نقدر ان نسأل الملائكة،‏ فمَن نسأل؟‏

      وجهة نظر الكتاب المقدس

      لا يمكن الانكار ان الكتاب المقدس يحتوي على روايات عديدة تتحدث عن تدخُّل اللّٰه مباشرة في الايام الغابرة ليقوم بأعمال يعجز عنها البشر.‏ فهو يقول عن اللّٰه:‏ «اخرجت شعبك اسرائيل من ارض مصر بآ‌يات وعجائب‏،‏ وبيد قوية وذراع ممدودة ومخافة عظيمة».‏ (‏ارميا ٣٢:‏٢١‏)‏ تخيّل كيف أُخضعت اعظم دولة في عصرها بواسطة عشر ضربات الهية،‏ انتهت بقتل جميع الابكار.‏ وقد كانت تلك الضربات عجائب فعلا!‏ —‏ خروج،‏ الاصحاحات ٧ الى ١٤‏.‏

      بعد قرون عديدة،‏ روى كتبة الاناجيل الاربعة نحو ٣٥ عجيبة قام بها يسوع.‏ لكن كتاباتهم تشير الى ان يسوع صنع عجائب اكثر بكثير من ذلك.‏ فهل هذه الروايات واقع ام خيال؟‏b —‏ متى ٩:‏٣٥؛‏ لوقا ٩:‏١١‏.‏

      فإذا وجدتَ ان الكتاب المقدس هو فعلا كلمة حق اللّٰه،‏ يكون لديك سبب وجيه للايمان بالعجائب التي ذكرها.‏ والكتاب المقدس يصف بوضوح العجائب التي يوردها،‏ كالشفاءات والقيامات وعجائب اخرى،‏ ويذكر بصراحة ان هذه العجائب توقفت عن الحدوث.‏ (‏انظر الاطار «لماذا لا تحدث العجائب اليوم كما في الماضي»،‏ في الصفحة ٤.‏)‏ فهل يعني ذلك انه حتى اولئك الذين يؤمنون بالكتاب المقدس لا يؤمنون بالعجائب العصرية؟‏ لندع المقالة التالية تجيب عن هذا السؤال.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a تستعمل كلمة «عجائب» في هذا المقال كما يعرِّفها احد قواميس الكتاب المقدس:‏ «تأثيرات في العالم المادي تتخطى كل القوى البشرية او الطبيعية المعروفة وتُنسب بالتالي الى قوة خارقة للطبيعة».‏

      b يمكن ايجاد العديد من الادلة على صحة الكتاب المقدس ومصداقيته في كتاب الكتاب المقدس —‏ كلمة اللّٰه أم الانسان؟‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٤]‏

      لماذا لا تحدث العجائب اليوم كما في الماضي

      يتحدث الكتاب المقدس عن انواع عديدة من العجائب.‏ (‏خروج ٧:‏١٩-‏٢١؛‏ ١ ملوك ١٧:‏١-‏٧؛‏ ١٨:‏٢٢-‏٣٨؛‏ ٢ ملوك ٥:‏١-‏١٤؛‏ متى ٨:‏٢٤-‏٢٧؛‏ لوقا ١٧:‏١١-‏١٩؛‏ يوحنا ٢:‏١-‏١١؛‏ ٩:‏١-‏٧‏)‏ فالكثير من هذه العجائب حدد هوية يسوع بصفته المسيَّا،‏ كما اثبتت انه يتمتع بدعم اللّٰه.‏ وكانت لدى تلاميذ يسوع الاولين مواهب عجائبية كالتكلم بألسنة والقدرة على تمييز عبارات الوحي.‏ (‏اعمال ٢:‏٥-‏١٢؛‏ ١ كورنثوس ١٢:‏٢٨-‏٣١‏)‏ وقد افادت هذه المواهب الجماعة المسيحية كثيرا في بدايتها.‏ لماذا؟‏

      احد الاسباب هو قلة النسَخ المتوفرة من الاسفار المقدسة.‏ فعادة،‏ كان بإمكان الاغنياء فقط الحصول على الادراج او الكتب.‏ اما في المناطق الوثنية،‏ فلم يعرف الناس عموما الكتاب المقدس او مؤلفه،‏ يهوه.‏ فكان يجب نقل التعليم المسيحي اليهم شفهيا.‏ وكانت هذه المواهب العجائبية تظهر ان اللّٰه كان يتعامل مع الجماعة المسيحية.‏

      لكن هذه المواهب كانت ستبطل عندما ينتهي القصد منها.‏ وهذا ما اوضحه بولس قائلا:‏ «اما مواهب التنبؤ فستبطل،‏ والالسنة ستنتهي،‏ والمعرفة ستبطل.‏ فإن لنا معرفة جزئية،‏ ونتنبأ تنبؤا جزئيا،‏ ولكن عندما يجيء ما هو تام،‏ يبطل ما هو جزئي».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٨-‏١٠‏.‏

      اما اليوم فبإمكان الناس عموما الحصول على الكتاب المقدس،‏ وعلى فهارس وموسوعات (‏لها علاقة بالكتاب المقدس)‏.‏ كما ان هنالك اكثر من ستة ملايين شخص مسيحي مدرَّب يعمل على مساعدة الآخرين لينالوا المعرفة عن اللّٰه المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ وبالتالي،‏ لم تعد العجائب لازمة للشهادة ان يسوع المسيح هو المخلص المعين من اللّٰه،‏ او لتزويد البرهان ان يهوه يدعم خدامه.‏

  • عجائب نشهدها اليوم
    برج المراقبة ٢٠٠٥ | ١٥ شباط (‏فبراير)‏
    • عجائب نشهدها اليوم

      ان المعنى الثانوي لكلمة «عجيبة» هو:‏ «شيء او حدث او انجاز خارق او غير اعتيادي».‏ وقد شهدنا جميعا مثل هذه العجائب التي تحدث دون تدخل الهي مباشر.‏

      فالمعرفة المتزايدة التي اكتسبها البشر عن قوانين الطبيعة الفيزيائية مكنتهم من القيام بإنجازات كانت في وقت من الاوقات تُعتبر مستحيلة.‏ مثلا،‏ قبل مئة سنة كان غالبية الناس يعتبرون اشياء مثل الكمبيوتر،‏ التلفزيون،‏ تكنولوجيا الفضاء،‏ وغيرها من تطورات العصر امورا مستحيلة،‏ لكنها اليوم مألوفة جدا.‏

      يدرك العلماء ان معرفتهم للعجائب العلمية في خليقة اللّٰه ليست سوى معرفة جزئية.‏ لذلك يعترف بعض منهم انه لا يمكنهم القول بشكل جازم ان امرا ما مستحيل حقا.‏ فهم يقولون في غالبية الاحوال انه بعيد الاحتمال،‏ تاركين بالتالي مجالا لأية «عجائب» علمية مستقبلية.‏

      لكن حتى لو استعملنا المعنى الاساسي لكلمة «عجيبة»،‏ وهو التكلم عن شيء يُنسب الى «قوة خارقة للطبيعة»،‏ يمكننا القول ان كلًّا منا قد شهد عجيبة.‏ مثلا اننا نرى الشمس والقمر والنجوم،‏ كلها نتاج «قوة خارقة للطبيعة»،‏ نتاج الخالق نفسه.‏ ومَن منا يقدر ان يفسر كاملا كيف يعمل الجسم البشري؟‏ او كيف يعمل الدماغ؟‏ او كيف ينمو الجنين في رحم امه؟‏ يقول كتاب آلية الجسم (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الجسم البشري بجهازه العصبي المركزي الذي يتحكم فيه وينظّم وظائفه هو في الوقت نفسه جهاز استشعاري معقّد،‏ آلة متحركة ذاتية التنظيم،‏ وكمبيوتر قادر على تجديد نفسه.‏ انه خليقة رائعة لا يُسبر غورها».‏ حقا،‏ لقد صنع الاله الذي خلق «الجسم البشري» عجيبة تستمر في ادهاشنا.‏ وهنالك انواع اخرى من العجائب التي نشهدها مع اننا نحن لا نصنّفها ربما في خانة العجائب.‏

      هل يمكن اعتبار الكتاب المقدس عجيبة؟‏

      لا يتمتع اي كتاب آخر بالانتشار الواسع الذي يتمتع به الكتاب المقدس.‏ فهل تعتبر الكتاب المقدس عجيبة؟‏ وهل يمكن ان ننسب وجوده الى «قوة خارقة للطبيعة»؟‏ صحيح ان مَن كتبوا الكتاب المقدس كانوا بشرا،‏ لكنهم أعلنوا انهم ينقلون افكار اللّٰه وليس افكارهم.‏ (‏٢ صموئيل ٢٣:‏١،‏ ٢؛‏ ٢ بطرس ١:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ تأمل في الامر.‏ كتب هذا الكتاب اربعون شخصا تقريبا،‏ عاشوا خلال فترة اكثر من ٦٠٠‏,١ سنة،‏ وأتوا من خلفيات متنوعة.‏ فكان البعض منهم رعاة،‏ محاربين،‏ صيادي سمك،‏ موظفين رسميين،‏ اطباء،‏ كهنة،‏ وملوكا.‏ ومع ذلك،‏ تمكنوا من ايصال رسالة رجاء موحَّدة،‏ رسالة صادقة ودقيقة.‏

      إذ يدرس شهود يهوه الكتاب المقدس بدقة،‏ يقبلون كلمته «لا ككلمة أناس،‏ بل كما هي حقا ككلمة اللّٰه»،‏ كما كتب الرسول بولس.‏ (‏١ تسالونيكي ٢:‏١٣‏)‏ وقد اوضحت مطبوعاتهم على مر السنين كيف تنسجم التناقضات الظاهرية مع رسالة الكتاب المقدس ككل.‏ وهذا الانسجام الداخلي هو بحد ذاته برهان على ان هذا الكتاب من تأليف الهي.‏a

      ما من كتاب آخر غير الكتاب المقدس تعرّض لكمّ هائل من المحاولات العنيفة لاتلافه.‏ ومع ذلك ما زال موجودا،‏ وهو متوفر بأكثر من ٠٠٠‏,٢ لغة،‏ كاملا او جزئيا.‏ فحفظه سليما من الاتلاف ومن التحريف ايضا لَبرهان على التدخل الالهي.‏ ان الكتاب المقدس لمعجزة حقا!‏

      عجيبة «حية وفعالة»‏

      ان العجائب التي كانت تحدث قديما،‏ كالشفاءات والقيامات،‏ لم تعد تحدث.‏ لكن عندنا ملء الثقة ان هذه العجائب ستحدث مجددا في عالم اللّٰه الجديد القادم،‏ وهذه المرة على نطاق اكبر بكثير.‏ وهي ستجلب راحة دائمة وتحقق امورا تفوق قدرتنا الحاضرة على الاستيعاب.‏

      حتى في ايامنا،‏ يصنع الكتاب المقدس عجائب اذ يدفع الناس الى تحسين شخصياتهم.‏ (‏انظر مثالا على ذلك في الاطار «قوة كلمة اللّٰه»،‏ في الصفحة ٨)‏.‏ تذكر عبرانيين ٤:‏١٢‏:‏ «كلمة اللّٰه حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وتخرق لتفرق بين النفس والروح،‏ وبين المفاصل ومخها،‏ وقادرة ان تميز افكار القلب ونياته».‏ فعلا،‏ لقد غيّر الكتاب المقدس حياة اكثر من ستة ملايين من الناس حول العالم،‏ إذ اعطى معنى لحياتهم وقدّم لهم رجاء رائعا للمستقبل.‏

      فلمَ لا تسمح للكتاب المقدس بأن يقوم بعجيبة في حياتك؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a اذا كنت تود ان تعرف كيف تنسجم هذه التناقضات الظاهرية مع الكتاب المقدس ككل،‏ يمكنك ان تجد امثلة عديدة في الفصل السابع من كتاب الكتاب المقدس —‏ كلمة اللّٰه ام الانسان؟‏ اصدار شهود يهوه.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      مات ام لا يزال حيا؟‏

      تظهر يوحنا ١٩:‏٣٣،‏ ٣٤ ان يسوع كان قد مات عندما ‹شكَّ واحد من الجنود جنبه برمح،‏ فخرج في الحال دم وماء›.‏ لكن متى ٢٧:‏٤٩،‏ ٥٠ تشير انه كان لا يزال حيا عندما طعنه الجندي.‏ فما سبب الاختلاف؟‏

      منعت الشريعة الموسوية تعليق المجرمين طوال الليل على الخشبة.‏ (‏تثنية ٢١:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ لذلك كانت العادة في زمن يسوع ان تُكسر رجلا المجرم المعلَّق على خشبة إن تأخر الوقت وكان لا يزال حيا.‏ فذلك يسرِّع في موته إذ لا يتمكن من رفع نفْسه ليتنفس بشكل جيد.‏ ويبدو ان الجنود ادركوا ان يسوع قد مات،‏ لأنهم كسروا ارجل فاعلَي الشر المعلقين على جانبي يسوع ولم يكسروا رجليه.‏ لكن الجندي ربما طعن جنبه لإزالة اي شك في انه مات ولمنع اي محاولة لاحقة لانقاذ حياته بهدف الادّعاء كذبا انه قام.‏

      يروي النص في متى ٢٧:‏٤٩،‏ ٥٠ الاحداث في ترتيب مختلف.‏ يقول:‏ ‏«اخذ آخر رمحا وطعن جنبه،‏ فخرج دم وماء.‏ فصرخ يسوع ايضا بصوت عال،‏ وأسلم الروح».‏ لكن الجملة بالحروف المائلة لا تظهر في كل المخطوطات الاقدم للكتاب المقدس.‏ ويعتقد العديد من علماء الكتاب المقدس ان هذه الجملة مأخوذة من انجيل يوحنا وأنها أُقحمت لاحقا في غير مكانها.‏ لذلك تفصل ترجمات كثيرة هذه الجملة بوضعها بين معقوفين او هلالين،‏ او بتزويد تعليق في الحاشية.‏ حتى ان بعض الترجمات تحذفها كاملا.‏

      يضع نص وستكوت وهورت،‏ المستعمل بشكل رئيسي كأساس لـ‍ ترجمة العالم الجديد،‏ هذه الجملة داخل معقوفين مزدوجين.‏ ويذكر هذا النص الملاحظة التالية:‏ «يغلب الظن ان النساخ هم مَن اضافوا هذه الجملة».‏

      اذًا تظهر الادلة بوضوح ان يوحنا ١٩:‏٣٣،‏ ٣٤ تنقل واقع ما حدث،‏ وأن يسوع كان ميتا عندما شكَّه الجندي الروماني بالرمح.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٨]‏

      قوة كلمة اللّٰه

      عاش دتلف كمراهق في عائلة محطمة،‏ وانغمس في عالم من المخدِّرات والكحول وموسيقى الهڤي مِتَل.‏b ثم اصبح جزءا من جماعة محلوقي الرأس،‏ وسرعان ما اوقع به سلوكه العنيف في مشاكل مع الشرطة.‏

      في العام ١٩٩٢،‏ اشترك ٦٠ من محلوقي الرأس في شجار عنيف مع نحو ٣٥ من الپانك في مطعم في شمال شرق المانيا.‏ فضُرب توماس،‏ وهو واحد من الپانك،‏ ضربا مبرِّحا ادّى لاحقا الى موته.‏ وخلال محاكمة حازت على تغطية اعلامية واسعة،‏ حُكم بالسجن على عدد من زعماء محلوقي الرأس،‏ ومنهم دتلف.‏

      بعد وقت قصير من الافراج عن دتلف،‏ اعطاه احد شهود يهوه نشرة عنوانها:‏ «لماذا الحياة ملآنة جدا بالمشاكل؟‏» فأدرك بسرعة صحة ما تقوله هذه النشرة،‏ وبدأ بدرس الكتاب المقدس مع الشهود.‏ فغيّر ذلك حياته تماما وهو منذ سنة ١٩٩٦ شاهد غيور ليهوه.‏

      كان زخفريت،‏ پانك سابق،‏ صديقا حميما لتوماس الذي قُتل؛‏ وهو ايضا صار في ما بعد شاهدا وهو الآن شيخ في الجماعة.‏ عندما زار زخفريت جماعة دتلف لالقاء محاضرة من الكتاب المقدس (‏بالمناسبة،‏ تحضر ام توماس الاجتماعات مع الجماعة نفسها احيانا)‏،‏ دعاه دتلف لتناول الغداء عنده.‏ ويا له من تغيير!‏ فمن حوالي عشر سنوات كان من الصعب ضبط الحقد الذي كانا يكنّانه واحدهما للآخر.‏ اما الآن فتظهر محبتهما الاخوية بشكل بارز.‏

      يتطلع دتلف وزخفريت بشوق الى الوقت الذي يستقبلان فيه توماس مرة اخرى للحياة في ارض فردوسية.‏ يقول دتلف:‏ «مجرد التفكير في الامر يدفعني الى البكاء.‏ انا نادم جدا على ما فعلته».‏ ورغبتهما المشتركة هي مساعدة توماس على التعرف بيهوه والتمتع بالرجاء الذي يقدمه الكتاب المقدس،‏ تماما كما يساعدان الآخرين اليوم.‏

      فعلا،‏ يا لقوة كلمة اللّٰه!‏

      ‏[الحاشية]‏

      b جرى تغيير الاسماء.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة