مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • نموذج موحى به للعمل الارسالي المسيحي
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • نموذج موحى به للعمل الارسالي المسيحي

      ‏«كونوا متمثلين بي كما انا ايضا بالمسيح.‏» —‏ ١ كورنثوس ١١:‏١‏.‏

      ١ ما هي بعض الطرائق التي بها رسم يسوع مثالا بارزا لأتباعه للاقتداء به؟‏ (‏فيلبي ٢:‏٥-‏٩‏)‏

      يا له من مثال بارز رسمه يسوع لتلاميذه!‏ فقد ترك بسرور مجده السماوي لينزل الى الارض ويعيش بين البشر الخطاة.‏ وكان مستعدا ان يحتمل ألما عظيما من اجل خلاص الجنس البشري،‏ والأهم،‏ من اجل تقديس اسم ابيه السماوي.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٧:‏٤‏)‏ وعند محاكمته،‏ اعلن يسوع بجرأة:‏ «لهذا قد ولدت انا ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق.‏» —‏ يوحنا ١٨:‏٣٧‏.‏

      ٢ لماذا امكن يسوع المقام ان يأمر تلاميذه بالاستمرار في العمل الذي كان قد بدأه؟‏

      ٢ وقبل موته،‏ زوَّد يسوع تلاميذَه بتدريب ممتاز لكي يتمكنوا من الاستمرار في عمل الشهادة لحق الملكوت.‏ (‏متى ١٠:‏٥-‏٢٣؛‏ لوقا ١٠:‏١-‏١٦‏)‏ وهكذا،‏ بعد قيامته،‏ كان يسوع قادرا ان يعطي الامر:‏ «اذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.‏ وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.‏» —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

      ٣ كيف توسَّع عمل التملذة،‏ ولكن في اية مناطق كان مركَّزا بصورة رئيسية؟‏

      ٣ وطوال الثلاث سنوات والنصف سنة التالية،‏ اطاع تلاميذ يسوع هذا الامر لكنهم حصروا تلمذتهم في اليهود،‏ اليهود الدخلاء،‏ والسامريين المختونين.‏ ثم،‏ في سنة ٣٦ ب‌م،‏ وجَّه اللّٰه ان يُكرز بالبشارة لرجل غير مختون،‏ كرنيليوس،‏ وأهل بيته.‏ وخلال العقد التالي،‏ أُدخل امميون آخرون الى الجماعة.‏ ولكن،‏ يبدو ان الكثير من العمل كان مقتصرا على مناطق شرقي البحر الابيض المتوسط.‏ —‏ أعمال ١٠:‏٢٤،‏ ٤٤-‏٤٨؛‏ ١١:‏١٩-‏٢١‏.‏

      ٤ اي تطور ذي مغزى حدث نحو السنة ٤٧-‏٤٨ ب‌م؟‏

      ٤ لزم امر ما ليدفع او يمكِّن المسيحيين من تلمذة اليهود والامميين في مناطق ابعد.‏ ولذلك،‏ نحو السنة ٤٧-‏٤٨ ب‌م،‏ تسلَّم شيوخ جماعة انطاكية سورية هذه الرسالة الالهية:‏ «افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه.‏» (‏أعمال ١٣:‏٢‏)‏ لاحظوا ان بولس كان آنذاك معروفا باسمه الاصلي،‏ شاول.‏ ولاحظوا ايضا ان اللّٰه ذكر برنابا قبل بولس،‏ ربما لانه في ذلك الوقت كان يُنظر الى برنابا بصفته اقدم الاثنين في الخدمة.‏

      ٥ لماذا سجل رحلة بولس وبرنابا الارسالية هو ذو قيمة عظيمة للمسيحيين اليوم؟‏

      ٥ والسجل المفصَّل لرحلة بولس وبرنابا الارسالية هو ذو تشجيع عظيم لشهود يهوه،‏ وخصوصا للمرسلين والفاتحين الذين انتقلوا من مواطنهم ليخدموا اللّٰه في مجتمع اجنبي.‏ وعلاوة على ذلك،‏ ان مراجعة للأعمال الاصحاحين ١٣ و ١٤ ستدفع بالتأكيد اشخاصا اكثر ايضا الى التمثل ببولس وبرنابا وتوسيع اشتراكهم في عمل التلمذة الكلي الاهمية.‏

      جزيرة قبرس

      ٦ اي مثال رسمه المرسلان في قبرس؟‏

      ٦ بدون تأخُّر ابحر المرسلان من ميناء سلوكية السوري الى جزيرة قبرس.‏ وبعد ان نزلا في سلاميس،‏ لم يتحولا عن قصدهما بل «ناديا بكلمة اللّٰه في مجامع اليهود.‏» واذ اتَّبعا مثال المسيح،‏ لم يكتفيا بالاقامة في تلك المدينة وانتظار سكان الجزيرة ان يأتوا اليهما.‏ وعوضا عن ذلك،‏ شقَّا طريقهما في «الجزيرة.‏» ولا شك في ان ذلك شمل كثيرا من المشي وتغييرات كثيرة لاماكن الاقامة،‏ لان قبرس جزيرة كبيرة،‏ ورحلتهما نقلتهما على طول اكبر جزء منها.‏ —‏ أعمال ١٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ اي حدث بارز جرى في بافوس؟‏ (‏ب)‏ يشجعنا هذا السجل على امتلاك اي موقف؟‏

      ٧ وعند نهاية اقامتهما،‏ كوفئ الرجلان باختبار رائع في مدينة بافوس.‏ فحاكم الجزيرة،‏ سرجيوس بولس،‏ استمع الى رسالتهما و «آمن.‏» (‏أعمال ١٣:‏٧،‏ ١٢‏)‏ كتب بولس لاحقا:‏ «انظروا دعوتكم ايها الاخوة ان ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ليس كثيرون اقوياء ليس كثيرون شرفاء.‏» (‏١ كورنثوس ١:‏٢٦‏)‏ وعلى الرغم من ذلك،‏ كان بين الاقوياء الذين تجاوبوا سرجيوس بولس.‏ وهذا الاختبار يجب ان يشجع الجميع،‏ وخصوصا المرسلين،‏ على امتلاك موقف ايجابي من الشهادة للرسميين الحكوميين،‏ تماما كما يجري تشجيعنا عليه في ١ تيموثاوس ٢:‏١-‏٤‏.‏ فرجال السلطة قدَّموا احيانا مساعدة كبيرة لخدام اللّٰه.‏ —‏ نحميا ٢:‏٤-‏٨‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ اية علاقة متغيِّرة بين المرسلَين تظهر من ذلك الحين فصاعدا؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة كان برنابا مثالا رائعا؟‏

      ٨ تحت تأثير روح يهوه،‏ لعب بولس الدور الرئيسي في اهتداء سرجيوس بولس.‏ (‏أعمال ١٣:‏٨-‏١٢‏)‏ وأيضا،‏ من ذلك الوقت فصاعدا،‏ يظهر ان بولس اخذ القيادة.‏ (‏قارنوا أعمال ١٣:‏٧ بأعمال ١٣:‏١٥،‏ ١٦‏،‏ ٤٣ ‏.‏)‏ وكان ذلك انسجاما مع المهمة الالهية التي تسلَّمها بولس وقت اهتدائه.‏ (‏أعمال ٩:‏١٥‏)‏ وربما امتحن تطور كهذا اتضاع برنابا.‏ ولكن،‏ بدلا من النظر الى هذا التغيير كإهانة شخصية،‏ عاش برنابا على الارجح وفقا لمعنى اسمه،‏ «ابن التعزية،‏» ودعم بولاء بولس طوال الرحلة الارسالية وفي ما بعد عندما اعترض بعض المسيحيين اليهود على خدمتهما للامميين غير المختونين.‏ (‏أعمال ١٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فيا له من مثال رائع لنا جميعا،‏ بمن فينا ساكنو بيوت المرسلين وبيوت ايل!‏ فيجب ان نكون مستعدين دائما لقبول التعديلات الثيوقراطية ومنح دعمنا الكامل لاولئك المعيَّنين لاخذ القيادة بيننا.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٧‏.‏

      هضبة آسيا الصغرى

      ٩ ماذا نتعلم من استعداد بولس وبرنابا للسفر صعودا الى انطاكية بيسيدية؟‏

      ٩ من قبرس،‏ ابحر بولس وبرنابا شمالا الى قارة آسيا.‏ ولسبب غير مكشوف،‏ لم يبقَ المرسلان في المنطقة الساحلية وانما قاما برحلة طويلة وخطرة من نحو ١١٠ اميال (‏١٨٠ كلم)‏ الى انطاكية بيسيدية،‏ الواقعة على الهضبة المركزية لآسيا الصغرى.‏ وشمل ذلك صعود ممر جبلي والنزول الى سهل يعلو نحو ٥٠٠‏,٣ قدم (‏١٠٠‏,١ م)‏ فوق سطح البحر.‏ وعالِم الكتاب المقدس ج.‏ س.‏ هاوسن يقول:‏ «ان العادات غير الشرعية وعادات السلب التي لسكان تلك الجبال التي تفصل الهضبة .‏ .‏ .‏ عن السهول في الساحل الجنوبي،‏ كانت شهيرة في كل وقت من التاريخ القديم.‏» واضافة الى ذلك،‏ واجه المرسلان الخطر من عوامل طبيعية.‏ «ما من مقاطعة في آسيا الصغرى،‏» يضيف هاوسن،‏ «تتميَّز بشكل فريد ‹بفيضاناتها المائية› اكثر من البقعة الجبلية لبيسيدية،‏ حيث تنفجر الانهار عند قواعد الجِرَفة الشاهقة،‏ او تندفع نزولا بشكل عنيف عبر وهاد ضيقة.‏» تساعدنا هذه التفاصيل على تصور نوع الرحلات التي كان المرسلان مستعدَّين ان يشرعا فيها من اجل نشر البشارة.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٢٦‏)‏ وبشكل مماثل اليوم،‏ يتحمَّل كثيرون من خدام يهوه كل انواع العقبات لكي يصلوا الى الناس ويشتركوا معهم في البشارة.‏

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ كيف حافظ بولس على اساس مشترك مع حضوره؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان كثيرون من اليهود على الارجح مندهشين ان يسمعوا عن آلام المسيَّا؟‏ (‏ج)‏ اي نوع من الخلاص عرضه بولس امام سامعيه؟‏

      ١٠ وبما انه كان هنالك مجمع يهودي في انطاكية بيسيدية،‏ دخل المرسلان الى هناك اولا لكي يعطيا اولئك الملمِّين اكثر بكلمة اللّٰه فرصة قبول البشارة.‏ وعند دعوته الى التكلم،‏ وقف بولس وقدَّم محاضرة عامة في غاية البراعة.‏ وطوال الخطاب،‏ حافظ على اساس مشترك مع اليهود والدخلاء الحاضرين.‏ (‏أعمال ١٣:‏١٣-‏١٦،‏ ٢٦‏)‏ فبعد مقدمته،‏ راجع بولس تاريخ اليهود الشهير،‏ مذكِّرا اياهم ان يهوه كان قد اختار اسلافهم ثم حرَّرهم من مصر،‏ فضلا عن كيف ساعدهم لينتصروا على سكان ارض الموعد.‏ ثم ابرز بولس تعاملات يهوه مع داود.‏ وكانت معلومات كهذه ذات اهمية بالنسبة الى اليهود في القرن الاول لانهم كانوا يتوقعون ان يقيم اللّٰه متحدِّرا من داود كمخلِّص وحاكم ابدي.‏ وعند هذه النقطة،‏ اعلن بولس بجرأة:‏ «من نسل هذا [داود] حسب الوعد اقام اللّٰه لاسرائيل مخلِّصا يسوع.‏» —‏ أعمال ١٣:‏١٧-‏٢٣‏.‏

      ١١ لكنَّ نوع المخلِّص الذي انتظره كثيرون من اليهود كان بطلا عسكريا يحرِّرهم من السيطرة الرومانية ويرفع الامة اليهودية فوق كل الامم الاخرى.‏ لذلك كانوا دون شك مندهشين ان يسمعوا بولس يقول ان قادتهم الدينيين قد سلَّموا المسيَّا ليُنفَّذ فيه حكم الاعدام.‏ «ولكنَّ اللّٰه اقامه من الاموات،‏» اعلن بولس بجرأة.‏ وعند نهاية خطابه،‏ اظهر لحضوره انه يمكنهم ان يبلغوا نوع خلاص رائعا.‏ «ليكن معلوما عندكم،‏» قال،‏ «انه بهذا ينادى لكم بغفران الخطايا.‏ وبهذا يتبرَّر كل من يؤمن من كل ما لم تقدروا ان تتبرروا منه بناموس موسى.‏» واختتم بولس خطابه بحثِّ حضوره ألا يُصنَّفوا بين الكثيرين الذين انبأ اللّٰه مسبقا انهم سيستخفون بتدبير الخلاص الرائع هذا.‏ —‏ أعمال ١٣:‏٣٠-‏٤١‏.‏

      ١٢ ماذا نتج من محاضرة بولس،‏ وكيف يجب ان يشجعنا ذلك؟‏

      ١٢ فيا لها من محاضرة مؤسسة على الاسفار المقدسة ملقاة جيدا!‏ فكيف تجاوب الحضور؟‏ «تبِع كثيرون من اليهود والدخلاء المتعبدين بولس وبرنابا.‏» (‏أعمال ١٣:‏٤٣‏)‏ وكم يكون ذلك مشجعا لنا اليوم!‏ فلنبذل نحن ايضا كل ما في وسعنا لتقديم الحق بفعالية،‏ سواء في خدمتنا العلنية او في التعليقات والخطابات في اجتماعاتنا الجماعية.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٣-‏١٦‏.‏

      ١٣ لماذا وجب على المرسلَين ان يغادرا انطاكية بيسيدية،‏ وأي سؤالين ينشأان في ما يتعلق بالتلاميذ الجدد؟‏

      ١٣ والمهتمون حديثا في انطاكية بيسيدية لم يتمكنوا من الاحتفاظ بهذه البشارة لانفسهم.‏ ونتيجة لذلك،‏ «في السبت التالي اجتمعت كل المدينة تقريبا لتسمع كلمة اللّٰه.‏» وسرعان ما انتشرت الرسالة الى ابعد من المدينة.‏ وفي الواقع،‏ «انتشرت كلمة الرب في كل الكورة.‏» (‏أعمال ١٣:‏٤٤،‏ ٤٩‏)‏ وعوضا عن الترحيب بهذا الواقع،‏ نجح اليهود الحُسُد في طرد المرسلَين الى خارج المدينة.‏ (‏أعمال ١٣:‏٤٥،‏ ٥٠‏)‏ فكيف اثَّر ذلك في التلاميذ الجدد؟‏ هل تثبطوا وتخلَّوا عن العمل؟‏

      ١٤ لماذا لم يتمكن المقاومون من قمع العمل الذي بدأه المرسلان،‏ وماذا نتعلم من ذلك؟‏

      ١٤ كلا،‏ لأن ذلك كان عمل اللّٰه.‏ وأيضا،‏ وضع المرسلان اساسا ثابتا للايمان بالرب يسوع المسيح المقام.‏ فمن الواضح،‏ اذًا،‏ ان التلاميذ الجدد نظروا الى المسيح،‏ وليس الى المرسلَين،‏ كقائد لهم.‏ وهكذا،‏ نقرأ انهم «كانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس.‏» (‏أعمال ١٣:‏٥٢‏)‏ وكم يكون ذلك مشجعا للمرسلين والمتلمِذين الآخرين اليوم!‏ فإذا كنا نقوم بدورنا بتواضع وغيرة،‏ فسيبارك يهوه اللّٰه ويسوع المسيح خدمتنا.‏ —‏ ١ كورنثوس ٣:‏٩‏.‏

      ايقونية،‏ لسترة،‏ ودربة

      ١٥ اي اجراء اتَّبعه المرسلان في ايقونية،‏ وبأية نتائج؟‏

      ١٥ سافر بولس وبرنابا الآن نحو ٩٠ ميلا (‏١٤٠ كلم)‏ الى الجنوب الشرقي الى المدينة التالية،‏ ايقونية.‏ والخوف من الاضطهاد لم يعِقهم عن اتِّباع الاجراء عينه كما في انطاكية.‏ ونتيجة لذلك،‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «آمن جمهور كثير من اليهود واليونانيين.‏» (‏أعمال ١٤:‏١‏)‏ وثانية،‏ اثار اليهودُ الذين لم يقبلوا البشارة المقاومة.‏ لكنَّ المرسلَين احتملا وقضيا وقتا ليس بقليل في ايقونية يساعدان التلاميذ الجدد.‏ ثم،‏ بعد ان علما ان مقاوميهما اليهود كانوا على وشك ان يرجموهما،‏ هرب بولس وبرنابا بحكمة الى المقاطعة التالية،‏ «لسترة ودربة والى الكورة المحيطة.‏» —‏ أعمال ١٤:‏٢-‏٦‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ ماذا حدث لبولس في لسترة؟‏ (‏ب)‏ كيف اثرت تعاملات اللّٰه مع الرسول في شاب من لسترة؟‏

      ١٦ وبشجاعة «كانا .‏ .‏ .‏ يبشران» في هذه المقاطعة الجديدة،‏ التي تُخدم للمرة الاولى.‏ (‏أعمال ١٤:‏٧‏)‏ وعندما سمع يهود في انطاكية بيسيدية وايقونية عن ذلك،‏ اتوا المسافة كلها الى لسترة وأقنعوا الجموع برجم بولس.‏ وبدون وقت للهرب،‏ رُشق بولس بالحجارة،‏ حتى اقتنع مقاوموه بأنه ميت.‏ فجرّوه خارج المدينة.‏ —‏ أعمال ١٤:‏١٩‏.‏

      ١٧ فهل يمكنكم ان تتصوروا الشدة التي سبَّبها ذلك للتلاميذ الجدد؟‏ ولكن يا للعجب،‏ اذ احاطوا ببولس،‏ وقف!‏ ولا يقول الكتاب المقدس ما اذا كان شاب اسمه تيموثاوس واحدا من هؤلاء التلاميذ الجدد.‏ وبالتأكيد صارت تعاملات اللّٰه مع بولس في وقت ما معروفة عنده وأثَّرت تأثيرا عميقا في ذهنه الفتي.‏ كتب بولس في رسالته الثانية الى تيموثاوس:‏ «انت .‏ .‏ .‏ قد تبعت تعليمي وسيرتي .‏ .‏ .‏ مثل ما اصابني في انطاكية وايقونية ولسترة.‏ اية اضطهادات احتملت.‏ ومن الجميع انقذني الرب.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وبعد نحو سنة او سنتين من رجم بولس،‏ رجع الى لسترة ووجد ان الشاب تيموثاوس كان مسيحيا مثاليا،‏ «مشهودا له من الاخوة الذين في لسترة وايقونية.‏» (‏أعمال ١٦:‏١،‏ ٢‏)‏ وهكذا اختاره بولس كرفيق جائل.‏ فساعد ذلك تيموثاوس ان ينمو في قامة روحية،‏ وفي الوقت المعيَّن كان مؤهلا ليرسله بولس لزيارة جماعات مختلفة.‏ (‏فيلبي ٢:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ تيموثاوس ١:‏٣‏)‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ فإن خدام اللّٰه الغيورين هم ذوو تأثير رائع في الاحداث،‏ الذين ينمو كثيرون منهم ليصيروا خداما للّٰه يجري تقديرهم،‏ مثل تيموثاوس.‏

      ١٨ (‏أ)‏ ماذا حدث للمرسلَين في دربة؟‏ (‏ب)‏ اية فرصة كانت مفتوحة لهما الآن،‏ ولكن اي مسلك اختارا؟‏

      ١٨ وفي الصباح الذي تلا هربه من الموت في لسترة،‏ غادر بولس مع برنابا الى دربة.‏ وهذه المرة،‏ لم يتبعه مقاومون،‏ ويقول الكتاب المقدس ‹انهما تلمذا كثيرين.‏› (‏أعمال ١٤:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ واذ اسسا جماعة في دربة،‏ وجب على بولس وبرنابا ان يتَّخذا قرارا.‏ فثمة طريق رومانية مألوفة جيدا امتدت من دربة الى طرسوس.‏ ومن هناك كانت الرحلة قصيرة رجوعا الى انطاكية سورية.‏ وربما كانت تلك الطريقَ الملائمةَ اكثر للعودة،‏ وهذان المرسلان كان يمكن ان يشعرا بأنهما يستحقان الآن راحة.‏ ولكن تمثلا بمعلمهما،‏ أحسَّ بولس وبرنابا بحاجة اعظم.‏ —‏ مرقس ٦:‏٣١-‏٣٤‏.‏

      منجزون عمل اللّٰه كاملا

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ كيف بارك يهوه المرسلَين بسبب العودة الى لسترة،‏ ايقونية،‏ وانطاكية؟‏ (‏ب)‏ اي درس يزوِّده ذلك لشعب يهوه اليوم؟‏

      ١٩ عوضا عن اتِّخاذ الطريق القصير الى الموطن،‏ عاد المرسلان بشجاعة وزارا مجددا المدن عينها حيث كانت حياتهما في خطر.‏ فهل باركهما يهوه من اجل هذا الاهتمام غير الاناني بالخراف الجدد؟‏ نعم،‏ حقا،‏ لأن الرواية تقول انهما نجحا في ‹تشديد انفس التلاميذ وتشجيعهم ان يثبتوا في الايمان.‏› وعلى نحو مناسب،‏ اخبرا هؤلاء التلاميذ الجدد:‏ «انه بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت اللّٰه.‏» (‏أعمال ١٤:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وذكَّرهم بولس وبرنابا ايضا بدعوتهم كورثة معاونين في ملكوت اللّٰه القادم.‏ واليوم،‏ يجب ان نمنح تشجيعا مماثلا للتلاميذ الجدد.‏ ويمكننا ان نقويهم لاحتمال المحن بأن نضع امامهم توقع الحياة الابدية على الارض تحت حكم ملكوت اللّٰه هذا عينه الذي به كرز بولس وبرنابا.‏

      ٢٠ وقبل مغادرة كل مدينة،‏ كان بولس وبرنابا يساعدان الجماعة المحلية لتصير منظَّمة بشكل افضل.‏ ومن الواضح انهما درَّبا رجالا اكْفاء وعيَّناهم لأخذ القيادة.‏ (‏أعمال ١٤:‏٢٣‏)‏ ودون شك ساهم ذلك في توسُّع اضافي.‏ وبشكل مماثل اليوم،‏ فإن المرسلين وغيرهم،‏ بعد مساعدة العديمي الخبرة على التقدم حتى يتمكنوا من تحمل المسؤولية،‏ ينتقلون احيانا ويستمرون في عملهم الجيد في اماكن اخرى حيث تكون الحاجة اعظم.‏

      ٢١،‏ ٢٢ (‏أ)‏ ماذا حدث بعد ان اكمل بولس وبرنابا رحلتهما الارسالية؟‏ (‏ب)‏ وأي سؤالين ينشئهما ذلك؟‏

      ٢١ وعندما رجع المرسلان اخيرا الى انطاكية سورية،‏ امكنهما ان يشعرا بأنهما مكتفيان بعمق.‏ وفي الواقع،‏ يذكر سجل الكتاب المقدس انهما «(‏انجزا كاملا)‏» العمل الذي ائتمنهما اللّٰه عليه.‏ (‏أعمال ١٤:‏٢٦‏)‏ وعلى نحو مفهوم،‏ سبَّب سرد اختباراتهما «سرورا عظيما لجميع الاخوة.‏» (‏أعمال ١٥:‏٣‏)‏ ولكن ماذا عن المستقبل؟‏ هل سيستريحان الآن ويكتفيان بما احرزاه،‏ دون بذل جهد اضافي؟‏ كلا على الاطلاق.‏ فبعد زيارة الهيئة الحاكمة في اورشليم لاتِّخاذ قرار في قضية الختان،‏ شرع الاثنان ثانية في رحلتين ارساليتين.‏ وهذه المرة ذهبا في اتجاهين مختلفين.‏ فأخذ برنابا يوحنا مرقس وذهب الى قبرس،‏ فيما وجد بولس شريكا جديدا،‏ سيلا،‏ وقام برحلة في سورية وكيليكية.‏ (‏أعمال ١٥:‏٣٩-‏٤١‏)‏ وكان في هذه الرحلة انه اختار الشاب تيموثاوس وأخذه معه.‏

      ٢٢ لا يكشف الكتاب المقدس عن نتائج رحلة برنابا الثانية.‏ أما بولس فمضى قدما الى مقاطعة جديدة وأسس جماعات في خمس مدن على الاقل —‏ فيلبي،‏ بيرية،‏ تسالونيكي،‏ كورنثوس،‏ وافسس.‏ فماذا كان مفتاح نجاح بولس البارز؟‏ وهل تنجح المبادئ عينها في ما يتعلق بالمتلمِذين المسيحيين اليوم؟‏

  • كل المسيحيين الحقيقيين يجب ان يكونوا مبشرين
    برج المراقبة ١٩٩٢ | ١ ايلول (‏سبتمبر)‏
    • كل المسيحيين الحقيقيين يجب ان يكونوا مبشرين

      ‏«اعمل عمل المبشر [او،‏ المرسل].‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٥‏،‏ ع‌ج،‏ الحاشية.‏

      ١ ماذا كانت البشارة التي كرز بها المبشرون في القرن الاول؟‏

      ماذا يعني اليوم ان يكون المرء مبشرا؟‏ وهل انتم مبشر؟‏ ان الكلمة «مبشر» تأتي من الكلمة اليونانية إواغِّليستِس،‏ التي تعني «كارزا بالبشارة.‏» ومنذ تأسيس الجماعة المسيحية في سنة ٣٣ ب‌م،‏ ابرزت البشارة المسيحية وسيلة اللّٰه للخلاص ونادت بأن يسوع المسيح سيرجع في وقت لاحق للبدء بحكم ملكوته على الجنس البشري.‏ —‏ متى ٢٥:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏١؛‏ عبرانيين ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ كيف يجري اغناء مضمون البشارة في يومنا؟‏ (‏ب)‏ اي التزام يقع على كل المسيحيين الحقيقيين اليوم؟‏

      ٢ من السنة ١٩١٤ فصاعدا،‏ بدأ الدليل يزداد على ان العلامة التي كان يسوع قد اعطاها بخصوص رجوعه وحضوره غير المنظور تختبر الاتمام.‏ (‏متى ٢٤:‏٣-‏١٣،‏ ٣٣‏)‏ ومرة ثانية،‏ كان ممكنا ان تشمل البشارة التعبير «ملكوت اللّٰه قريب.‏» (‏لوقا ٢١:‏٧،‏ ٣١؛‏ مرقس ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وفي الواقع،‏ كان الوقت قد حان لتختبر نبوة يسوع المسجلة في متى ٢٤:‏١٤ اتماما اعظم:‏ «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ ثم يأتي المنتهى.‏» ولذلك يشمل التبشير الآن الاعلان بغيرة لملكوت اللّٰه المؤسس والبركات التي سيجلبها قريبا للجنس البشري الطائع.‏ وكل المسيحيين مأمورون بالقيام بهذا العمل و‹بالتلمذة.‏› —‏ متى ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ رؤيا ٢٢:‏١٧‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ اي معنى اضافي هنالك للكلمة «مبشر»؟‏ (‏انظروا بصيرة في الاسفار المقدسة،‏ المجلد ١،‏ الصفحة ٧٧٠،‏ العمود ٢،‏ الفقرة ٢،‏ بالانكليزية.‏)‏ (‏ب)‏ اي سؤالين يُنشئهما ذلك؟‏

      ٣ واضافة الى الكرازة بالبشارة عموما،‏ يستخدم الكتاب المقدس الاصطلاح «مبشر» بمعنى خصوصي في ما يتعلق باولئك الذين يتركون مقاطعة موطنهم للكرازة بالبشارة في مناطق لم تُخدم بعدُ.‏ وفي القرن الاول،‏ كان هنالك مبشرون مرسلون كثيرون،‏ مثل فيلبس،‏ بولس،‏ برنابا،‏ سيلا،‏ وتيموثاوس.‏ (‏أعمال ٢١:‏٨؛‏ افسس ٤:‏١١‏)‏ ولكن ماذا عن وقتنا الخصوصي منذ السنة ١٩١٤؟‏ هل جعل شعب يهوه اليوم انفسهم متوافرين كمبشرين محليين ومرسلين ايضا؟‏

      التقدم منذ السنة ١٩١٩

      ٤،‏ ٥ ماذا كانت التوقعات للعمل التبشيري بعد مدة وجيزة من السنة ١٩١٤؟‏

      ٤ عندما قاربت الحرب العالمية الاولى الانتهاء في سنة ١٩١٨،‏ اختبر خدام اللّٰه مقاومة متزايدة من المرتدّين ومن رجال دين العالم المسيحي وحلفائهم السياسيين.‏ وفي الواقع،‏ توقف تقريبا التبشير المسيحي الاصيل في حزيران ١٩١٨ عندما حُكم على الرسميين الرئيسيين لجمعية برج المراقبة في الولايات المتحدة بالسَّجن ٢٠ سنة بتُهَم باطلة.‏ فهل نجح اعداء اللّٰه في القضاء على الكرازة بالبشارة؟‏

      ٥ على نحو غير متوقع،‏ في آذار ١٩١٩ أُطلق سراح رسميي الجمعية وبُرِّئوا لاحقا من التُّهَم الباطلة التي أدت بهم الى السجن.‏ ومع حريتهم التي حصلوا عليها مؤخرا،‏ ادرك هؤلاء المسيحيون الممسوحون انه كان هنالك الكثير من العمل بعدُ للقيام به قبل ان يجري جمعهم الى مكافأتهم السماوية كورثة معاونين في ملكوت اللّٰه.‏ —‏ رومية ٨:‏١٧؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١٢؛‏ ٤:‏١٨‏.‏

      ٦ كيف تقدَّم عمل التبشير بين ١٩١٩ و ١٩٣٩؟‏

      ٦ قديما في السنة ١٩١٩ كان هنالك اقل من ٠٠٠‏,٤ يقدِّمون تقريرا عن الاشتراك في نشر البشارة.‏ وفي اثناء العقدين التاليين،‏ قدَّم عدد من الرجال انفسهم كمبشرين مرسلين،‏ وجرى ارسال البعض الى بلدان افريقيا،‏ آسيا،‏ واوروپا.‏ وبحلول السنة ١٩٣٩،‏ بعد ٢٠ سنة من الكرازة بالملكوت،‏ ازداد شهود يهوه الى اكثر من ٠٠٠‏,٧٣.‏ وهذه الزيادة البارزة،‏ التي حدثت على الرغم من الاضطهاد الكثير،‏ كانت مماثلة لما جرى في السنوات الباكرة للجماعة المسيحية.‏ —‏ أعمال ٦:‏٧؛‏ ٨:‏٤،‏ ١٤-‏١٧؛‏ ١١:‏١٩-‏٢١‏.‏

      ٧ في السنتين ٤٧ ب‌م و ١٩٣٩،‏ اية حالة مماثلة وُجدت في ما يتعلق بالعمل التبشيري المسيحي؟‏

      ٧ ومع ذلك،‏ فإن اغلبية شهود يهوه في ذلك الوقت كانوا مجموعين في البلدان الپروتستانتية الناطقة بالانكليزية.‏ وفي الواقع،‏ كان اكثر من ٧٥ في المئة من الـ‍ ٠٠٠‏,٧٣ منادٍ بالملكوت من اوستراليا،‏ بريطانيا،‏ كندا،‏ نيوزيلندا،‏ والولايات المتحدة.‏ وكما كانت الحالة نحو السنة ٤٧ ب‌م،‏ لزم امر ما لتشجيع المبشرين على منح انتباه اكثر للبلدان المخدومة اقل في الارض.‏

      ٨ بحلول السنة ١٩٩٢،‏ ماذا انجزت مدرسة جلعاد؟‏

      ٨ لم تتمكن تقييدات زمن الحرب واضطهاداته من ايقاف روح يهوه القدوس القوي عن دفع خدامه الى الاستعداد لتوسُّع اعظم.‏ ففي السنة ١٩٤٣،‏ وفيما كانت الحرب العالمية الثانية في ذروتها،‏ اسست هيئة اللّٰه مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس بقصد نشر البشارة على نحو اوسع.‏ وبحلول آذار ١٩٩٢،‏ كانت هذه المدرسة قد ارسلت ٥١٧‏,٦ مرسلا الى ١٧١ بلدا مختلفا.‏ واضافة الى ذلك،‏ دُرِّب رجال للاعتناء بفروع جمعية برج المراقبة في بلدان اجنبية.‏ وفي السنة ١٩٩٢،‏ من الـ‍ ٩٧ منسقا للجان الفروع،‏ كان ٧٥ قد دُرِّبوا في جلعاد.‏

      ٩ اية برامج تدريبية لعبت دورا في تقدُّم عمل التبشير والتلمذة؟‏

      ٩ وعلاوة على مدرسة جلعاد،‏ أَعدَّت برامج تدريبية اخرى شعب يهوه لتوسيع عملهم التبشيري وتحسينه.‏ مثلا،‏ تعمل مدرسة الخدمة الثيوقراطية في جماعات شهود يهوه في كل مكان من الارض.‏ وهذا الترتيب،‏ بالاضافة الى اجتماع الخدمة الاسبوعي،‏ درَّب الملايين من ناشري الملكوت ليكونوا فعالين في الخدمة العلنية.‏ وهنالك ايضا مدرسة خدمة الملكوت،‏ التي تزوِّد تدريبا قيِّما للشيوخ والخدام المساعدين لكي يتمكن هؤلاء من الاعتناء بشكل افضل بالجماعات المتزايدة.‏ وقد ساعدت مدرسة خدمة الفتح كثيرين من المبشرين كامل الوقت على الصيرورة فعالين اكثر في نشاطهم الكرازي.‏ وفي الآونة الاخيرة،‏ عملت مدرسة تدريب الخدام في بلدان مختلفة على مساعدة الشيوخ والخدام المساعدين غير المتزوجين على الصيرورة نظراء عصريين لتيموثاوس.‏

      ١٠ ماذا كانت نتيجة كل التدريب الممتاز المزوَّد بواسطة هيئة اللّٰه؟‏ (‏اشملوا المعلومات في الاطار.‏)‏

      ١٠ فماذا كانت نتيجة كل هذا التدريب؟‏ في السنة ١٩٩١،‏ بلغ شهود يهوه ذروة من اكثر من اربعة ملايين منادٍ بالملكوت فعالين في ٢١٢ بلدا.‏ ولكن،‏ خلافا للحالة التي وجدت في السنة ١٩٣٩،‏ فإن اكثر من ٧٠ في المئة من هؤلاء هم من الكاثوليك،‏ الارثوذكس،‏ وغير المسيحيين،‏ او من بلدان اخرى،‏ حيث الانكليزية ليست اللغة السائدة.‏ —‏ انظروا الاطار «توسُّع منذ السنة ١٩٣٩.‏»‏

      لماذا ناجح

      ١١ الى مَن نسب الرسول بولس نجاحه كخادم؟‏

      ١١ لا ينسب شهود يهوه الفضل في هذا التوسُّع الى انفسهم.‏ وعوضا عن ذلك،‏ ينظرون الى عملهم بالطريقة التي بها نظر الرسول بولس،‏ كما اوضح في رسالته الى اهل كورنثوس.‏ «فمَن هو بولس ومَن هو ابلوس.‏ بل خادمان آمنتم بواسطتهما وكما اعطى الرب لكل واحد.‏ انا غرست وابلوس سقى لكن اللّٰه كان ينمي.‏ اذًا ليس الغارس شيئا ولا الساقي بل اللّٰه الذي ينمي.‏ فاننا نحن عاملان مع اللّٰه وانتم فلاحة اللّٰه.‏ بناء اللّٰه.‏» —‏ ١ كورنثوس ٣:‏٥-‏٧،‏ ٩‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ اي دور تلعبه كلمة اللّٰه في التبشير المسيحي الناجح؟‏ (‏ب)‏ مَن عُيِّن رأسا للجماعة المسيحية،‏ وما هي احدى الطرائق المهمة لاظهار خضوعنا لرئاسته؟‏

      ١٢ لا شك في ان النمو غير العادي الذي يختبره شهود يهوه ناجم عن بركة اللّٰه.‏ انه عمل اللّٰه.‏ وادراكا لهذا الواقع،‏ يستمرون في العكوف على درس كلمة اللّٰه قانونيا.‏ ويؤسسون كل ما يعلِّمونه في عملهم التبشيري على الكتاب المقدس.‏ (‏١ كورنثوس ٤:‏٦؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ والمفتاح الآخر لتبشيرهم الناجح هو اعترافهم الكامل بالشخص الذي عيَّنه اللّٰه رأسا للجماعة،‏ الرب يسوع المسيح.‏ (‏افسس ٥:‏٢٣‏)‏ وأظهر مسيحيو القرن الاول ذلك بالتعاون مع الاشخاص الذين عيَّنهم يسوع رسلا.‏ وهؤلاء الرجال،‏ مع شيوخ آخرين من جماعة اورشليم،‏ شكَّلوا الهيئة الحاكمة المسيحية للقرن الاول.‏ ومن السماء استخدم الرب يسوع المسيح هذا الفريق من المسيحيين الناضجين لبتّ القضايا واعطاء التوجيه لعمل التبشير.‏ وتعاوُن بولس الغيور مع هذا الترتيب الالهي ادى الى زيادات في الجماعات التي زارها.‏ (‏أعمال ١٦:‏٤،‏ ٥؛‏ غلاطية ٢:‏٩‏)‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ بالتمسك بثبات بكلمة اللّٰه والتعاون بغيرة مع التوجيه الذي يأتي من الهيئة الحاكمة،‏ يكون المبشرون المسيحيون واثقين من النجاح في خدمتهم.‏ —‏ تيطس ١:‏٩‏،‏ ع‌ج‏؛‏ عبرانيين ١٣:‏١٧‏.‏

      حاسبون الآخرين اسمى

      ١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ اية مشورة قدَّمها الرسول بولس كما هي مسجلة في فيلبي ٢:‏١-‏٤‏؟‏ (‏ب)‏ لماذا من المهم تذكُّر هذه المشورة في اثناء الاشتراك في العمل التبشيري؟‏

      ١٣ اظهر الرسول بولس المحبة الاصيلة لطالبي الحق ولم يعرب عن موقف متفوق او عرقي.‏ وهكذا،‏ تمكن من تقديم مشورة للرفقاء المؤمنين ان ‹يحسبوا الآخرين اسمى.‏› —‏ فيلبي ٢:‏١-‏٤‏.‏

      ١٤ وبطريقة مماثلة،‏ لا يملك المبشرون المسيحيون الحقيقيون موقفا متفوقا عند التعامل مع الناس من عروق وخلفيات مختلفة.‏ تقول واحدة من شهود يهوه من اميركا معيَّنة لتخدم كمرسلة في افريقيا:‏ «اعلم تماما اننا لسنا اسمى.‏ ربما لدينا مال اكثر وما يُدعى ثقافة اساسية،‏ ولكن لديهم [الشعب المحلي] ميزات تفوق تلك التي لنا.‏»‏

      ١٥ كيف يمكن لاولئك المعيَّنين للعمل في بلدان اجنبية ان يعربوا عن الاحترام الاصيل للتلاميذ المقبلين؟‏

      ١٥ بالتأكيد،‏ بالاعراب عن الاحترام الاصيل لاولئك الذين نشترك معهم في البشارة،‏ نجعله اسهل عليهم ان يقبلوا رسالة الكتاب المقدس.‏ ويساعد ذلك ايضا عندما يُظهر مبشر مرسل انه سعيد بالعيش بين الناس الذين عُيِّن لمساعدتهم.‏ وتوضح مرسلة ناجحة قضت الـ‍ ٣٨ سنة الاخيرة في افريقيا:‏ «اشعر عميقا في داخلي بأن هذا هو موطني وأن الاشخاص الذين في الجماعة حيث جرى تعييني هم اخوتي وأخواتي.‏ وعندما عدت الى كندا في عطلة،‏ لم اشعر حقا بأنني في موطني.‏ وفي الاسبوع الاخير او نحو ذلك في كندا،‏ كنت اتوق الى العودة.‏ انني اشعر دائما على هذا النحو.‏ وأُخبر تلاميذي للكتاب المقدس والاخوة والاخوات كم انا سعيدة بأن اعود ثانية،‏ فيقدِّرون انني اريد ان اكون معهم.‏» —‏ ١ تسالونيكي ٢:‏٨‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ اي تحدٍّ قبله مرسلون ومبشرون محليون كثيرون لكي يكونوا فعالين اكثر في خدمتهم؟‏ (‏ب)‏ اي اختبار كان لمرسلة بسبب التكلم باللغة المحلية؟‏

      ١٦ عندما يجدون مقاطعة واسعة ذات لغة اجنبية في مقاطعاتهم المحلية،‏ يبذل البعض جهدا لتعلم اللغة،‏ مظهرين بذلك انهم يحسبون الآخرين اسمى.‏ «في افريقيا الجنوبية،‏» يلاحظ مرسل،‏ «هنالك احيانا شعور بعدم الثقة بين الناس من خلفية افريقية والناس من خلفية اوروپية.‏ ولكنَّ التكلم باللغة المحلية يبدِّد سريعا هذا الشعور.‏» والتكلم بلغة اولئك الذين نشترك معهم في البشارة هو عون عظيم في بلوغ قلوبهم.‏ ويتطلب ذلك عملا شاقا ومثابرة متواضعة.‏ توضح مرسلة في بلد آسيوي:‏ «ان ارتكاب الاغلاط بشكل متواصل فيما يُهزأ بكم باستمرار بسبب اخطائكم يمكن ان يكون امتحانا.‏ وقد يبدو الاستسلام اسهل.‏» لكنَّ محبة اللّٰه والقريب ساعدت هذه المرسلة على المثابرة.‏ —‏ مرقس ١٢:‏٣٠،‏ ٣١‏.‏

      ١٧ وعلى نحو مفهوم،‏ يتأثر الناس عندما يجاهد اجنبي للاشتراك في البشارة بلغتهم.‏ وأحيانا يؤدي ذلك الى بركات غير متوقعة.‏ كانت مرسلة في بلد ليسوتو الافريقي تتكلم السيسوتو الى امرأة اخرى تعمل في متجر للنسيج الموشَّى.‏ وكان وزير حكومي من بلد افريقي آخر يجول في المحل وسمع صدفة المحادثة.‏ فاقترب ومدحها بحرارة،‏ وعندئذ بدأت تتكلم الى الوزير الحكومي بلغته الخاصة.‏ «لِمَ لا تأتين الى [بلدي] وتعملين بين شعبنا،‏ بما انك تعرفين ايضا السواحلية؟‏» سأل.‏ وبلباقة،‏ اجابت المرسلة:‏ «سيكون ذلك رائعا جدا.‏ ولكنني واحدة من شهود يهوه،‏ وفي الوقت الحاضر عملنا محظور في بلدكم.‏» «من فضلك،‏» اجاب،‏ «لا تشعري بأننا جميعا مقاومون لعملكم.‏ فكثيرون منا يؤيدون شهود يهوه.‏ وربما تكونين يوما ما قادرة على التعليم بحرية بين شعبنا.‏» وفي وقت ما لاحقا،‏ اثار المرسلة ان تعلم ان شهود يهوه مُنِحوا حرية العبادة في ذلك البلد عينه.‏

      مستعدون للتخلي عن الحقوق

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ بأية طريقة مهمة جاهد بولس للتمثل بمعلمه،‏ يسوع المسيح؟‏ (‏ب)‏ اسردوا اختبارا (‏الاختبار الموجود في الفقرة او اختبارا خاصا بكم)‏ لاظهار اهمية تجنب اي سبب يعثر اولئك الذين نشترك معهم في البشارة.‏

      ١٨ عندما كتب الرسول بولس:‏ «كونوا متمثلين بي كما انا ايضا بالمسيح،‏» كان يناقش قبل قليل الحاجة الى تجنب اعثار الآخرين،‏ قائلا:‏ «اذا كنتم تأكلون او تشربون او تفعلون شيئا فافعلوا كل شيء لمجد اللّٰه.‏ كونوا بلا عثرة لليهود ولليونانيين ولكنيسة اللّٰه.‏ كما انا ايضا ارضي الجميع في كل شيء غير طالب ما يوافق نفسي بل الكثيرين لكي يخلصوا.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٣١-‏٣٣؛‏ ١١:‏١‏.‏

      ١٩ والمبشرون كبولس،‏ الذين يكونون مستعدين للقيام بالتضحيات من اجل اولئك الذين يكرزون لهم،‏ يحصدون البركات.‏ مثلا،‏ في احد البلدان الافريقية،‏ ذهب زوجان مرسلان الى فندق محلي من اجل العشاء للاحتفال بذكرى زواجهما السنوية.‏ في بادئ الامر ارادا ان يطلبا خمرا مع وجبة الطعام،‏ لان الاستعمال المعتدل للمشروبات الكحولية غير مدان في الكتاب المقدس.‏ (‏مزمور ١٠٤:‏١٥‏)‏ ولكن بعدئذ قرَّر هذان الزوجان ألا يفعلا ذلك اذا كان سيسيء الى الناس المحليين.‏ «في وقت لاحق،‏» يتذكر الزوج،‏ «التقينا رجلا كان رئيس الطهاة في ذلك الفندق،‏ وبدأنا بدرس في الكتاب المقدس معه.‏ وبعد ذلك بكثير اخبرنا:‏ ‹هل تتذكران عندما اتيتما الى الفندق من اجل العشاء؟‏ كنا جميعا وراء باب المطبخ نراقبكما.‏ وكما تدركان،‏ اخبرنا مرسلو الكنيسة انه من الخطإ ان نشرب المشروبات الكحولية.‏ ومع ذلك،‏ عندما يأتون الى الفندق،‏ يطلبون الخمر بحرية.‏ ولذلك قرَّرنا انه اذا طلبتما مشروبا كحوليا،‏ فلن نسمع لكما عندما تأتيان للكرازة لنا.‏›» واليوم،‏ رئيس الطهاة هذا وبعض الآخرين الذين كانوا يعملون في الفندق هم شهود معتمدون.‏

      الكثير لفعله بعدُ

      ٢٠ لماذا من الحيوي ان نحتمل كمبشرين غيورين،‏ وأي امتياز مفرح ينتهزه كثيرون؟‏

      ٢٠ بينما تقترب نهاية هذا النظام الشرير بسرعة،‏ لا يزال كثيرون يتوقون الى سماع البشارة،‏ ومن الملحّ اكثر من ايّ وقت مضى ان يحتمل كل مسيحي كمبشر امين.‏ (‏متى ٢٤:‏١٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ فهل يمكنكم ان توسِّعوا اشتراككم في هذا العمل بالصيرورة مبشرا بمعنى خصوصي مثل فيلبس،‏ بولس،‏ برنابا،‏ سيلا،‏ وتيموثاوس؟‏ كثيرون يفعلون امرا مماثلا بالانضمام الى صفوف الفاتحين وجعل انفسهم متوافرين للخدمة في اماكن حيث الحاجة اعظم.‏

      ٢١ بأية طريقة انفتح «باب عظيم يؤدي الى النشاط» لشعب يهوه؟‏

      ٢١ ومؤخرا،‏ انفتحت حقول واسعة للتبشير في بلدان افريقيا،‏ آسيا،‏ واوروپا الشرقية،‏ حيث كان عمل شهود يهوه مقيَّدا سابقا.‏ وكما كانت الحال مع الرسول بولس،‏ «قد انفتح .‏ .‏ .‏ باب عظيم يؤدي الى النشاط» لشعب يهوه.‏ (‏١ كورنثوس ١٦:‏٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ مثلا،‏ ان المبشرين المرسلين الذين وصلوا مؤخرا الى بلد موزَمبيق الافريقي لا يستطيعون ان يتدبَّروا امر عدد الناس الذين يريدون دروسا في الكتاب المقدس.‏ فكم يمكن ان نكون سعداء لأن عمل شهود يهوه صار شرعيا في ذلك البلد ابتداء من ١١ شباط ١٩٩١!‏

      ٢٢ سواء كانت مقاطعتنا المحلية مخدومة جيدا او لا،‏ ماذا يجب ان نكون جميعنا مصمِّمين على فعله؟‏

      ٢٢ وفي البلدان التي كانت لدينا فيها دائما حرية العبادة،‏ يتمتع اخوتنا ايضا بزيادات مستمرة.‏ نعم،‏ حيثما نعيش،‏ هنالك ‹الكثير لفعله في عمل الرب› بعدُ.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏)‏ واذ تكون هذه هي الحال،‏ لنستمرَّ في الاستفادة بحكمة من الوقت الباقي فيما كل واحد منا ‹يعمل عمل المبشر،‏ يتمم خدمته كاملا.‏› —‏ ٢ تيموثاوس ٤:‏٥‏،‏ ع‌ج؛‏ افسس ٥:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      هل يمكنكم ان توضحوا؟‏

      ◻ ما هو المبشر؟‏

      ◻ كيف جرى إغناء مضمون البشارة بعد السنة ١٩١٤؟‏

      ◻ كيف تقدَّم عمل التبشير منذ السنة ١٩١٩؟‏

      ◻ اية عوامل رئيسية ساهمت في النجاح؟‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٩]‏

      توسُّع منذ السنة ١٩٣٩

      تأملوا في امثلة من ثلاث قارات حيث أُرسل مرسلو جلعاد المدرَّبون.‏ فقديما في السنة ١٩٣٩ كان هنالك فقط ٦٣٦ مناديا بالملكوت قدَّموا تقارير من غربي افريقيا.‏ وبحلول السنة ١٩٩١ ازداد هذا العدد الى اكثر من ٠٠٠‏,٢٠٠ في ١٢ بلدا في غربي افريقيا.‏ والمرسلون ساهموا ايضا في الزيادات غير العادية في بلدان اميركا الجنوبية.‏ وأحدها هو البرازيل،‏ التي ازداد المنادون بالملكوت فيها من ١١٤ في السنة ١٩٣٩ الى ذروة من ٠٣٩‏,٣٣٥ في نيسان ١٩٩٢.‏ وتبع نمو مماثل وصول المرسلين الى بلدان في آسيا.‏ ففي اثناء الحرب العالمية الثانية،‏ اضطُهد العدد الصغير من شهود يهوه في اليابان بشكل قاسٍ،‏ وتوقف عملهم.‏ ثم،‏ في السنة ١٩٤٩،‏ وصل ١٣ مرسلا للمساعدة على اعادة تنظيم العمل.‏ وفي سنة الخدمة تلك عينها،‏ قدَّم اقل من عشرة ناشرين من ابناء البلد تقارير عن خدمة الحقل في كل اليابان،‏ في حين انه في نيسان ١٩٩٢ بلغ مجموع الناشرين الاجمالي ٣٧٠‏,١٦٧.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢١]‏

      العالم المسيحي ومشكلة اللغة

      بذل بعض مرسلي العالم المسيحي جهدا جديا لتعلُّم لغة اجنبية،‏ لكنَّ كثيرين توقعوا ان يتكلم الشعب المحلي لغتهم الاوروپية.‏ وكما يوضح جِفري مورهاوس في كتابه المرسلون:‏

      «كانت المشكلة ان اكتساب لغة قومية اعتُبر مرارا كثيرة ليس اكثر من وسيلة لترجمة الكتاب المقدس.‏ ونسبيا بُذل جهد قليل،‏ سواء من قِبل الافراد او من قِبل الجمعيات التي تستخدمهم،‏ للتأكُّد من ان المرسل يمكن ان يتكلم الى احد ابناء البلد بلغته الخاصة بالطلاقة التي يمكن ان تنتج وحدها فهما عميقا بين كائنَين بشريَّين.‏ فكان كل مرسل يتعلم عددا قليلا من المفردات المحلية .‏ .‏ .‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كان يجري الاتصال عموما بالايقاع الصادم والمستقبح لما يُدعى الانكليزية الپِدجينية،‏ مع افتراضها الضمني ان ابن البلد الافريقي يجب ان يُخضع نفسه لقواعد الزائر الانكليزي.‏ وفي اسوإ الاحوال،‏ كان ذلك اعرابا آخر ايضا عن التفوق العنصري.‏»‏

      وفي السنة ١٩٩٢ نشرت مدرسة الدراسات الشرقية والافريقية في لندن تقريرا عن مشكلة اللغة.‏ «نرى،‏» قال التقرير،‏ «ان متوسط مستوى البراعة الذي احرزه المرسلون في اللغة القومية .‏ .‏ .‏ منخفض على نحو مؤسف وخطر ايضا.‏»‏

      ان مرسلي جمعية برج المراقبة اعتبروا دائما تعلُّم اللغة المحلية ضرورة،‏ الامر الذي يساعد على تعليل نجاحهم في الحقل الارسالي.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة