-
شعب يهوه يتشدد في الايمانبرج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
شعب يهوه يتشدد في الايمان
«فكانت (الجماعات) تتشدد في الايمان وتزداد في العدد كل يوم.» — اعمال ١٦:٥.
١ كيف استخدم اللّٰه الرسول بولس؟
استخدم يهوه اللّٰه شاول الطرسوسي ‹كاناء مختار.› وبصفته الرسول بولس، «تألم» من امور كثيرة. ولكن، بواسطة عمله وذاك الذي لآخرين، تمتعت هيئة يهوه بالوحدة وبتوسع رائع. — اعمال ٩:١٥، ١٦.
٢ لماذا سيكون نافعا التأمل في الاعمال ١٣:١-١٦:٥؟
٢ كان الامم يصيرون مسيحيين بأعداد متزايدة، والاجتماع الحيوي للهيئة الحاكمة فعل الكثير لتعزيز الوحدة بين شعب اللّٰه وتشديدهم في الايمان. وسيكون نافعا جدا التأمل في هذه التطورات وغيرها المسجلة في الاعمال ١٣:١-١٦:٥، لأن شهود يهوه يختبرون الآن نموّا وبركات روحية مماثلة. (اشعياء ٦٠:٢٢) (في الدرس الخاص للمقالات عن سفر الاعمال في هذا العدد، نقترح ان تقرأوا المقاطع من السفر المشار اليها بحرف اسود.)
المرسلون يشرعون في العمل
٣ اي عمل قام به ‹الانبياء والمعلِّمون› في انطاكية؟
٣ ساعد رجال ارسلتهم الجماعة في انطاكية، سورية، المؤمنين ليصيروا متشددين في الايمان. (١٣:١-٥) وكان في انطاكية ‹الانبياء والمعلِّمون› برنابا، سمعان (نيجر)، لوكيوس القيرواني، مناين، وشاول الطرسوسي. وشرح الانبياء كلمة اللّٰه وانبأوا بالحوادث، فيما اعطى المعلِّمون الارشاد في الاسفار المقدسة وفي العيش التقوي. (١ كورنثوس ١٣:٨؛ ١٤:٤) وتسلَّم برنابا وشاول تعيينا خصوصيا. واذ اخذا معهما مرقس نسيب برنابا ذهبا الى قبرس. (كولوسي ٤:١٠) فكرزا في المجامع في مرفإ سلاميس الشرقي، ولكن ليس هنالك سجل بأن اليهود تجاوبوا جيدا. فبما ان اشخاصا كهؤلاء كانوا اغنياء ماديا، اية حاجة كانت لهم الى المسيّا؟
٤ ماذا حدث فيما تابع المرسلون الكرازة في قبرس؟
٤ بارك اللّٰه عمل شهادة آخر في قبرس. (١٣:٦-١٢) ففي بافوس صادف المرسلون الساحر اليهودي والنبي الكذاب بارْيَشوع (عليم). وعندما حاول ان يمنع الوالي سرجيوس بولس من سماع كلمة اللّٰه امتلأ شاول من الروح القدس وقال: ‹ايها الممتلئ غشا وخبثا يا ابن ابليس يا عدو كل بر ألا تزال تفسد سبل اللّٰه المستقيمة؟› عندئذ اعمت يد اللّٰه للعقاب عليما الى حين، وسرجيوس بولس «آمن مندهشا من تعليم الرب.»
٥ و ٦ (أ) عندما تكلم بولس في المجمع في انطاكية بيسيدية، ماذا قال عن يسوع؟ (ب) اي اثر كان لخطاب بولس؟
٥ من قبرس ابحر الفريق الى مدينة برجة في آسيا الصغرى. ثم ذهب بولس وبرنابا نحو الشمال عبر ممرات جبلية، وعلى الارجح ‹بأخطار سيول ولصوص،› الى انطاكية، بيسيدية. (٢ كورنثوس ١١:٢٥، ٢٦) وهناك تكلَّم بولس في المجمع. (١٣:١٣-٤١) فراجع تعاملات اللّٰه مع اسرائيل وعيَّن هوية يسوع المتحدر من داود بصفته المخلِّص. وبالرغم من ان الحكام اليهود قد طلبوا موت يسوع، فالوعد لأسلافهم تمَّ عندما اقامه اللّٰه. (مزمور ٢:٧؛ ١٦:١٠؛ اشعياء ٥٥:٣) وحذر بولس مستمعيه لئلا يتهاونوا بعطية اللّٰه للخلاص بواسطة المسيح. — حبقوق ١:٥، السبعينية.
٦ اثار خطاب بولس الاهتمام، كما تفعل الخطابات العامة التي يلقيها شهود يهوه اليوم. (١٣:٤٢-٥٢) وفي السبت التالي اجتمعت كل المدينة تقريبا لتسمع كلمة يهوه، فملأ هذا اليهود غيرة. فخلال مجرد اسبوع واحد كان المرسلان قد هدَيا على ما يبدو امما اكثر مما فعل اولئك اليهود كل حياتهم! وبما ان اليهود قاوموا بولس بتجديف فقد كان الوقت ليشع النور الروحي في مكان آخر، وأُخبروا: ‹اذ دفعتم كلمة اللّٰه وحكمتم انكم غير مستحقين للحياة الابدية نتوجه الى الامم.› — اشعياء ٤٩:٦.
٧ كيف تجاوب بولس وبرنابا مع الاضطهاد؟
٧ والآن ابتدأ الامم يفرحون، وجميع اولئك الميالين بحق الى الحياة الابدية صاروا مؤمنين. ولكن، فيما انتشرت كلمة يهوه في كل الكورة، حرك اليهود النساء الشريفات (على الارجح ليلححن على رجالهن او آخرين) ووجوه المدينة ليضطهدوا بولس وبرنابا ويرموهما خارج تخومهم. ولكنّ ذلك لم يوقف المرسلَين. فببساطة «نفضا غبار ارجلهما عليهم» وذهبا الى ايقونية (كونيا العصرية)، مدينة رئيسية في مقاطعة غلاطية الرومانية. (لوقا ٩:٥؛ ١٠:١١) حسنا، ماذا عن التلاميذ المتروكين في انطاكية بيسيدية؟ اذ تشددوا في الايمان «كانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس.» وهذا يساعدنا لنرى ان المقاومة لا يلزم ان تعيق التقدم الروحي.
متشددين في الايمان بالرغم من الاضطهاد
٨ ماذا حدث نتيجة لشهادة ناجحة في ايقونية؟
٨ اثبت بولس وبرنابا انهما متشددان في الايمان بالرغم من الاضطهاد. (١٤:١-٧) وتجاوبًا مع شهادتهما في المجمع في ايقونية اصبح يهود ويونانيون كثيرون مؤمنين. وعندما حرَّض اليهود غير المؤمنين الامم على المؤمنين الجدد جاهر العاملان بسلطة اللّٰه، فأظهر رضاه بمنحهما القدرة على صنع آيات. وهذا شقَّ الرعاع، اذ كان البعض مع اليهود والآخرون مع الرسولَين (المرسلَين). لم يكن الرسولان جبانين، ولكن عندما علما بمكيدة لرجمهما رحلا بحكمة ليكرزا في ليكأونية، منطقة من آسيا الصغرى في غلاطية الجنوبية. واذ نكون حذرين يمكننا نحن ايضا ان نبقى نشاطى في الخدمة بالرغم من الاضطهاد. — متى ١٠:٢٣.
٩ و ١٠ (أ) كيف تجاوب سكان لسترة مع شفاء الرجل المقعد؟ (ب) كيف تجاوب بولس وبرنابا في لسترة؟
٩ حصلت مدينة لسترة الليكأونية بعد ذلك على شهادة. (١٤:٨-١٨) وهناك شفى بولس رجلا مقعدا من الولادة. واذ لم يدركوا ان يهوه كان مسؤولا عن العجيبة صرخ الجموع: «الآلهة تشبَّهوا بالناس ونزلوا الينا.» وبما ان ذلك قيل باللغة الليكأونية لم يعرف برنابا وبولس ما كان يحدث. واذ كان بولس المتقدم في الكلام اعتبره الناس هرمس (رسول الآلهة الفصيح) واعتقدوا ان برنابا كان زفس، الاله اليوناني الرئيسي.
١٠ حتى ان كاهن زفس اتى بثيران واكاليل بغية تقديم ذبائح لبولس وبرنابا. واذ تكلَّما على الارجح اليونانية المفهومة عموما او استخدما مترجما شرح الزائران سريعا انهما ايضا بشر بنقائص وأنهما كانا يعلنان البشارة كي يرجع الناس من «هذه الاباطيل» (الآلهة او الاصنام العديمة الحياة) الى الاله الحي. (١ ملوك ١٦:١٣؛ مزمور ١١٥:٣-٩؛ ١٤٦:٦) نعم، سمح اللّٰه سابقا للامم (ولكن ليس للعبرانيين) ان يسلكوا في طرقهم الخاصة مع انه لم يترك نفسه بلا شاهد لوجوده وصلاحه ‹اذ يعطيهم امطارا وأزمنة مثمرة ويملأ قلوبهم طعاما وسرورا.› (مزمور ١٤٧:٨) وبالرغم من حجة كهذه، فبالجهد كفَّ بولس وبرنابا الجموع عن ان يذبحوا لهما. ولكن، لم يقبل المرسلان الإجلال كالهين، ولم يستخدما ايضا سلطة كهذه لتأسيس المسيحية في تلك المنطقة. انه مثال حسن، وخصوصا اذا كنا ميالين الى التماس التملق من اجل ما يسمح لنا يهوه بانجازه في خدمته!
١١ ماذا يمكننا ان نتعلم من القول: «بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت اللّٰه»؟
١١ وفجأة رفع الاضطهاد وجهه القبيح. (١٤:١٩-٢٨) وكيف ذلك؟ اذ اقنعهم اليهود من بيسيدية انطاكية وايقونية رجم الجموع بولس وجرّوه خارج المدينة، ظانين انه قد مات. (٢ كورنثوس ١١:٢٤، ٢٥) ولكن عندما احاط به التلاميذ قام ودخل لسترة دون ان يُلاحَظ، وعلى الارجح تحت جنح الظلام. وفي اليوم التالي ذهب هو وبرنابا الى دربة، حيث صار عدد قليل تلاميذ. وعند زيارة لسترة، ايقونية، وانطاكية ثانية قوّى المرسلان التلاميذ، وشجعاهم ان يبقوا في الايمان، وقالا: «بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت اللّٰه.» وكمسيحيين، نتوقع نحن ايضا ان نقاسي الضيقات ولا يجب ان نحاول الهرب منها بالمسايرة في ايماننا. (٢ تيموثاوس ٣:١٢) وفي ذلك الوقت عُيِّن شيوخ في الجماعات التي كُتبت اليها رسالة بولس الى اهل غلاطية.
١٢ عندما انتهت رحلة بولس الارسالية الاولى، ماذا فعل المرسلان؟
١٢ واذ اجتازا في بيسيدية تكلَّم بولس وبرنابا بالكلمة في برجة، مدينة بارزة في بمفيلية. وفي الوقت المناسب عادا الى انطاكية، سورية. انتهت الآن رحلة بولس الاولى، وأخبر المرسلان الجماعة «بكل ما صنع اللّٰه معهما وأنه فتح للامم باب الايمان.» وجرى قضاء بعض الوقت مع التلاميذ في انطاكية، وفعل ذلك الكثير دون شك لتشديدهم في الايمان. وزيارات النظار الجائلين اليوم لها آثار روحية مماثلة.
مسألة حيوية تُحلّ
١٣ اذا لم تكن المسيحية لتنشقّ الى فئتين عبرانية وغير يهودية، ماذا كان يلزم؟
١٣ التشدد في الايمان استدعى وحدة الفكر. (١ كورنثوس ١:١٠) واذا لم تكن المسيحية لتنشقّ الى فئتين عبرانية وغير يهودية كان يلزم ان تقرر الهيئة الحاكمة ما اذا كان يجب على الامميين المتدفقين الى هيئة اللّٰه ان يحفظوا الناموس الموسوي ويختتنوا. (١٥:١-٥) فكان بعض الرجال من اليهودية قد سافروا الى انطاكية سورية وابتدأوا يعلِّمون المؤمنين الامميين هناك انه ان لم يختتنوا لا يمكنهم ان يخلصوا. (خروج ١٢:٤٨) وهكذا أُرسل بولس، برنابا، وآخرون الى الرسل والشيوخ في اورشليم. وحتى هناك اصر المؤمنون الذين كانوا مرة فريسيين ميالين الى التمسك بالنص انه يجب على الامميين ان يختتنوا ويحفظوا الناموس.
١٤ (أ) بالرغم من حدوث مباحثة في اثناء الاجتماع في اورشليم، اي مثال حسن وضع؟ (ب) ماذا كان جوهر حجة بطرس في تلك المناسبة؟
١٤ عُقد اجتماع للتحقق من مشيئة اللّٰه. (١٥:٦-١١) نعم، حدثت مباحثة، ولكن لم يكن هنالك نزاع فيما عبَّر رجال ذوو اقتناعات قوية عن انفسهم — مثال حسن للشيوخ اليوم! وفي الوقت المعيَّن قال بطرس: ‹اختار اللّٰه أنه بفمي يسمع الامم [ككرنيليوس] كلمة الانجيل ويؤمنون. وشهد لهم معطيا لهم الروح القدس ولم يميِّز بيننا وبينهم. [اعمال ١٠:٤٤-٤٧] فلماذا تجربون اللّٰه بوضع نير [واجب حفظ الناموس] على عنقهم لم يستطع آباؤنا ولا نحن ان نحمله. بنعمة الرب يسوع المسيح نؤمن [اليهود بحسب الجسد] ان نخلص كما اولئك ايضا.› وقبول اللّٰه الامم غير المختونين اظهر ان الختان وحفظ الناموس ليسا مطلوبين للخلاص. — غلاطية ٥:١.
١٥ اية نقاط اساسية ذكرها يعقوب، وماذا اقترح ان يُكتب الى المسيحيين الامميين؟
١٥ سكتت الجماعة عندما اختتم بطرس، ولكن كان سيقال المزيد. (١٥:١٢-٢١) فأخبر بولس وبرنابا بالآيات التي انجزها اللّٰه بواسطتهما بين الامم. ثم قال العريف، يعقوب اخو يسوع من امه: ‹سمعان [اسم بطرس العبراني] اخبر كيف افتقد اللّٰه الامم ليأخذ منهم شعبا على اسمه.› وأشار يعقوب الى ان اعادة البناء المنبأ بها ‹لخيمة داود› (اعادة تأسيس الملكية في سلالة داود) كانت تتمّ بتجميع تلاميذ يسوع (ورثة الملكوت) من اليهود والامم على السواء. (عاموس ٩:١١، ١٢، السبعينية؛ رومية ٨:١٧) وبما ان اللّٰه قصد ذلك يجب ان يقبله التلاميذ. ونصح يعقوب ان يُكتب الى المسيحيين الامميين ان يمتنعوا عن (١) نجاسات الاصنام، (٢) الزنا، و (٣) الدم والمخنوق. وهذه المحرَّمات كانت في كتابات موسى التي تُقرأ في المجامع كل سبت. — تكوين ٩:٣، ٤؛ ١٢:١٥-١٧؛ ٣٥:٢، ٤.
١٦ في اية نقاط ثلاث تعطي رسالة الهيئة الحاكمة للقرن الاول الارشاد حتى يومنا هذا؟
١٦ ارسلت الهيئة الحاكمة الآن رسالة الى المسيحيين الامميين في انطاكية، سورية، وكيليكية. (١٥:٢٢-٣٥) واقتضى الروح القدس وكتبة الرسالة الامتناع عما ذبح للاصنام؛ الدم (الذي يستهلكه قانونيا بعض الاشخاص)؛ المخنوق دون استنزاف دمه (اذ يعتبر وثنيون كثيرون لحما كهذا طعاما شهيا)؛ والزنا (بورنيا، باليونانية، التي تدل على العلاقات الجنسية المحرَّمة خارج الزواج المؤسس على الاسفار المقدسة). وبامتناع كهذا كانوا سيزدهرون روحيا، تماما كما يفعل شهود يهوه الآن لانهم يذعنون ‹لهذه الاشياء الواجبة.› والكلمتان «كونوا معافَين» تعادلان القول «وداعا،» ولا يجب الاستنتاج ان هذه المتطلبات تتعلق بصورة رئيسية بالتدابير الصحية. وعندما قرئت الرسالة في انطاكية فرحت الجماعة لسبب التشجيع الذي زوَّدته. وفي ذلك الوقت تشدَّد شعب اللّٰه في انطاكية في الايمان ايضا بالكلمات المشجعة التي لبولس، سيلا، برنابا، وآخرين. فلنبحث نحن ايضا عن طرائق لتشجيع وبناء الرفقاء المؤمنين.
الرحلة الارسالية الثانية تبدأ
١٧ (أ) اية مشكلة نشأت عندما اقتُرحت رحلة ارسالية ثانية؟ (ب) كيف عالج بولس وبرنابا خلافهما؟
١٧ نشأت مشكلة عندما اقتُرحت رحلة ارسالية ثانية. (١٥:٣٦-٤١) فارتأى بولس ان يزور هو وبرنابا ثانية الجماعات في قبرس وآسيا الصغرى. فوافق برنابا ولكنه اراد ان يأخذا معهما نسيبه مرقس. واعترض بولس لأن مرقس كان قد تركهما في بمفيلية. وحينئذ حدثت «مشاجرة.» ولكن لا بولس ولا برنابا سعيا الى التبرئة الشخصية بمحاولة توريط شيوخ آخرين او الهيئة الحاكمة في شأنهما الخاص. فيا له من مثال حسن!
١٨ ماذا نتج من افتراق بولس وبرنابا، وكيف يمكننا ان نستفيد من هذه الحادثة؟
١٨ ولكن، سبَّب هذا الخلاف افتراقا. فأخذ برنابا معه مرقس الى قبرس. وبولس، مع سيلا كرفيق له، «اجتاز في سورية وكيليكية يشدد (الجماعات).» وربما تأثر برنابا بالرُّبط العائلية، ولكن كان يجب ان يعترف بمركز بولس كرسول وانتقائه ك «اناء مختار.» (اعمال ٩:١٥) فما القول فينا؟ ان هذه الحادثة يجب ان تشدد لنا على الحاجة الى الاعتراف بالسلطة الثيوقراطية والتعاون كاملا مع «العبد الامين الحكيم»! — متى ٢٤:٤٥-٤٧.
التقدُّم في السلام
١٩ اي مثال يملكه الاحداث المسيحيون العصريون في تيموثاوس؟
١٩ لم يُسمح لهذا الخلاف بالتأثير في سلام الجماعة. واستمر شعب اللّٰه يتشدد في الايمان. (١٦:١-٥) فذهب بولس وسيلا الى دربة والى لسترة. وهناك كان يسكن تيموثاوس، ابن المؤمنة اليهودية افنيكي وزوجها اليوناني غير المؤمن. وكان تيموثاوس حدثا، لانه حتى بعد ١٢ او ١٥ سنة قيل له ايضا: «لا يستهن احد بحداثتك.» (١ تيموثاوس ٤:١٢) وبما انه «كان مشهودا له من الاخوة الذين في لسترة و [على بعد حوالي ١٨ ميلا في] ايقونية» فقد كان مشهورا بخدمته الجيدة وصفاته التقوية. فيجب ان يلتمس الاحداث المسيحيون مساعدة يهوه لبناء صيت مماثل. وختن بولس تيموثاوس لانهما كانا سيذهبان الى بيوت ومجامع اليهود الذين يعرفون ان ابا تيموثاوس اممي، ولم يشأ الرسول ان يعترض شيء الوصول الى الرجال والنساء اليهود الذين يلزمهم التعلم عن المسيّا. ودون انتهاك مبادئ الكتاب المقدس يفعل شهود يهوه اليوم ايضا ما في وسعهم لجعل وصول البشارة ممكنا الى جميع انواع الناس. — ١ كورنثوس ٩:١٩-٢٣.
٢٠ اي اثر كان للاذعان لرسالة الهيئة الحاكمة للقرن الاول، وكيف تعتقدون انه يجب ان يؤثر ذلك فينا؟
٢٠ ومع تيموثاوس كمرافق، كان بولس وسيلا يسلِّمان التلاميذ قضايا الهيئة الحاكمة ليحفظوها. وماذا نتج؟ اذ اشار على ما يبدو الى سورية، كيليكية، وغلاطية كتب لوقا: «كانت (الجماعات) تتشدد في الايمان وتزداد في العدد كل يوم.» نعم، ان الاذعان لرسالة الهيئة الحاكمة انتج وحدة وازدهارا روحيا. فيا له من مثال حسن لازمنتنا الحرجة اذ يحتاج شعب يهوه الى البقاء متحدين ومتشددين في الايمان!
-
-
كلمة يهوه تقوى!برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
كلمة يهوه تقوى!
«كانت كلمة (يهوه) تنمو وتقوى بشدة.» — اعمال ١٩:٢٠.
١ ماذا سيغطَّى في هذا الدرس لسفر الكتاب المقدس اعمال الرسل؟
كان يهوه يفتح بابا للنشاط. وكان بولس خصوصا، «رسول للامم،» سيفتتح ذلك العمل. (رومية ١١:١٣) حقا، ان درسنا المستمر لاعمال الرسل يجده منهمكا في رحلات ارسالية مثيرة. — اعمال ١٦:٦-١٩:٤١.
٢ (أ) كيف خدم الرسول بولس ككاتب ملهم الهيا من حوالي ٥٠ بم الى ٥٦ بم؟ (ب) ماذا حدث اذ بارك اللّٰه خدمة بولس وتلك التي لآخرين؟
٢ كان بولس ايضا كاتبا ملهما الهيا. فمن حوالي ٥٠ بم الى ٥٦ بم كتب ١ و ٢ تسالونيكي من كورنثوس، غلاطية من تلك المدينة او من انطاكية سورية، ١ كورنثوس من افسس، ٢ كورنثوس من مقدونية، ورومية من كورنثوس. واذ بارك اللّٰه خدمة بولس وتلك التي لآخرين، «كانت كلمة (يهوه) تنمو وتقوى بشدة.» — اعمال ١٩:٢٠.
من آسيا الى اوروپا
٣ كيف وضع بولس ورفقاؤه مثالا حسنا في ما يتعلق بالتوجيه بواسطة الروح القدس؟
٣ وضع بولس ورفقاؤه مثالا حسنا في قبول التوجيه بواسطة الروح القدس. (١٦:٦-١٠) وربما بوحي مسموع، احلام، او رؤى، منعهم الروح ان يكرزوا في مقاطعة آسيا واقليم بثينية، اللذين بلغتهما البشارة لاحقا. (اعمال ١٨:١٨-٢١؛ ١ بطرس ١:١، ٢) فلماذا اعاق الروح الدخول الباكر؟ كان الفعلة قليلين، وكان الروح يقودهم الى حقول اكثر إثمارا في اوروپا. ولذلك، اليوم، اذا اعيق السبيل الى احدى المقاطعات يكرز شهود يهوه في مكان آخر، متأكدين ان روح اللّٰه سيرشدهم الى المشبهين بالخراف.
٤ ماذا كان التجاوب مع رؤيا بولس عن الرجل المكدوني الملتمس المساعدة؟
٤ ثم «مرّ» بولس ورفقاؤه على ميسيّا، منطقة في آسيا الصغرى، كحقل ارسالي. ولكن، في رؤيا، رأى بولس رجلا مكدونيّا يلتمس المساعدة. فذهب المرسلون سريعا الى مكدونية، منطقة في شبه جزيرة البلقان. وبشكل مماثل، يجري توجيه شهود كثيرين بواسطة الروح القدس ليخدموا الآن حيث الحاجة الى منادين بالملكوت عظيمة.
٥ (أ) لماذا يمكن القول ان كلمة يهوه قويت في فيلبي؟ (ب) بأية طريقة تكون شاهدات كثيرات اليوم مثل ليديا؟
٥ قويت كلمة يهوه في مكدونية. (١٦:١١-١٥) وكان في فيلبي، مستعمرة يسكنها في الاغلب مواطنون رومانيون، القليل من اليهود كما يَظهر بلا مجمع. فذهب الاخوة الى ‹حيث تكون صلاة› عند نهر خارج المدينة. وبين الذين وُجدوا هناك كانت ليديا، ربما مهتدية يهودية من ثياتيرا، مدينة في آسيا الصغرى مشهورة بصناعة صباغتها. وكانت تبيع الصباغ الارجواني او الاقمشة والالبسة الملوَّنة به. وبعد ان اعتمدت ليديا وزوجها قدَّمت الضيافة بغيرة شديدة حتى كتب لوقا: «ألزمتنا.» ونحن شاكرون على اخوات من هذا النوع اليوم.
حافظ سجن يصير مؤمنا
٦ كيف ادَّى النشاط الابليسي الى سجن بولس وسيلا في فيلبي؟
٦ لا بد ان الشيطان كان ساخطا على التطورات الروحية في فيلبي، لأن النشاط الشيطاني هناك ادَّى الى سجن بولس وسيلا. (١٦:١٦-٢٤) ولأيام تبعتهما فتاة بها «روح عرافة» (حرفيا، «روح پايثن (ثعبان)»). فربما كان الشيطان قد مثَّل شخصية اپولّو الپيثيادي، اله يُعتقد انه قتل حيَّة تدعى پايثن. وكانت الفتاة تجلب لمواليها مكسبا كثيرا بممارسة فن العرافة. فربما كانت تقول للمزارعين متى يزرعون، وللعذارى متى يتزوَّجن، وللمعدِّنين اين يبحثون عن الذهب! واستمرت تتَّبع الاخوَين وتصرخ: «هؤلاء الناس هم عبيد اللّٰه العلي الذين ينادون لكم بطريق الخلاص.» وربما جعلها الشيطان تقول هذا ليبدو ان عرافتها موحى بها الهيا، ولكن لا يحق للشياطين ان تصنع اعلانات بشأن يهوه وتدبيره للخلاص. وعندما ضجر بولس من الازعاج طرد الشيطان باسم يسوع. واذ خربت تجارتهم جرّ مَوالي الفتاة بولس وسيلا الى السوق حيث ضُربا بالعصي. (٢ كورنثوس ١١:٢٥) ثم سُجنا وضُبطت ارجلهما في المقطرة. ويمكن لاجهزة كهذه ان تعدَّل كي تُبعد رجلي الفرد قسرا احداهما عن الاخرى، مسبِّبة ألما عظيما.
٧ لمن وكيف ادَّى سَجن بولس وسيلا في فيلبي الى بركات؟
٧ ادَّى هذا السَّجن الى بركات لحافظ السجن وعائلته. (١٦:٢٥-٤٠) فنحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصلِّيان ويسبحان اللّٰه، متأكدَين انه معهما. (مزمور ٤٢:٨) وبغتة فتحت زلزلة الابواب وفكَّت كل القيود فيما انفصلت الاغلال عن الروافد او الحيطان. فخاف حافظ السجن من معاناة عقوبة الموت لأن سجناءه قد هربوا. وكان على وشك الانتحار عندما نادى بولس: «لا تفعل بنفسك شيئا رديّا لأنّ جميعنا ههنا.» واذ اخرج بولس وسيلا سأل حافظ السجن كيف يمكنه ان يخلص. «آمن بالرب يسوع،» كانت الاجابة. وعند سماع كلمة يهوه «اعتمد في الحال هو والذين له.» وكم جلب ذلك فرحا!
٨ اي اجراء اتخذه ولاة فيلبي، وماذا يمكن انجازه اذا اعترفوا بخطئهم جهرا؟
٨ في اليوم التالي ارسل الولاة قائلين ان يُطلَق بولس وسيلا. ولكنّ بولس قال: ‹ضربونا غير مقضيّ علينا ونحن رجلان رومانيان وألقونا في السجن. أفيطردوننا سرا. ليأتوا ويخرجونا.› فاذا اعترف الولاة بخطئهم جهرا قد يعارضون ضرب وسجن مسيحيين آخرين. واذ كانوا غير قادرين على طرد المواطنين الرومانيين اتى الولاة وسألوا الاخوَين ان يرحلا، ولكنهما فعلا ذلك فقط بعد ان شجَّعا الرفقاء المؤمنين. واهتمام كهذا يدفع الآن اعضاء الهيئة الحاكمة والممثلين الجائلين الآخرين الى زيارة وتشجيع شعب اللّٰه في كل الارض.
كلمة يهوه تقوى في تسالونيكي وبيرية
٩ بأية طريقة، لا يزال شهود يهوه يستعملونها، ‹وضَّح وبيَّن› بولس ان المسيّا لا بد ان يتألم ويقوم من الاموات؟
٩ قويت كلمة اللّٰه بعد ذلك في تسالونيكي، وهي عاصمة مكدونية ومرفأُها الاساسي. (١٧:١-٩) هناك كان بولس يباحث اليهود «موضِّحا ومبيِّنا» انه كان لا بد للمسيّا ان يتألم ويقوم من الاموات. (فعل بولس ذلك بمقارنة النبوات بالحوادث التي هي في طور الاتمام، كما يفعل شهود يهوه.) وهكذا صار بعض اليهود، دخلاء كثيرون، وآخرون، مؤمنين. وعندما شكَّل بعض اليهود الغيارى عصابة، لكنهم لم يتمكنوا من ايجاد بولس وسيلا، اخذوا ياسون واخوة آخرين الى حكام المدينة واتَّهموهم بالتحريض على الفتنة، تهمة باطلة لا تزال توجَّه ضد شعب يهوه. ولكنّ الاخوة أُطلقوا بعد اعطاء «كفالة.»
١٠ بأي معنى ‹فحص› اليهود في بيرية ‹(باعتناء)› الكتب؟
١٠ وبعد ذلك ذهب بولس وسيلا الى مدينة بيرية. (١٧:١٠-١٥) وهناك ‹فحص› اليهود ‹(باعتناء)› الكتب، كما يشجِّع شهود يهوه الناس على فعله اليوم. ولم يشك اولئك البيريون في بولس لكنهم قاموا بالبحث ليثبتوا ان يسوع هو المسيّا. والنتيجة؟ صار يهود كثيرون وبعض اليونانيين (ربما الدخلاء) مؤمنين. وعندما هيَّج يهود من تسالونيكي الجموع رافق الاخوة بولس الى الساحل حيث ربما ركب بعض من فريقه سفينة الى پيرايس، وهي المدينة المرفأ لاثينا.
كلمة يهوه تقوى في اثينا
١١ (أ) كيف شهد بولس بجرأة في اثينا، ولكن من كلَّمه على نحو مثير للجدل؟ (ب) علامَ دل البعض ضمنا عندما تكلموا عن بولس بأنه «مهذار»؟
١١ اعطيت شهادة جريئة في اثينا. (١٧:١٦-٢١) فبسبب كلمات بولس عن يسوع والقيامة كلَّمه الفلاسفة على نحو مثير للجدل. كان البعض ابيكوريين، يُبرزون المتعة. وكان الآخرون رواقيين، يشددون على تأديب الذات. «ماذا يريد هذا المهذار ان يقول،» سأل البعض. و «مهذار» (حرفيا، «ملتقط الحَبّ») دلت ضمنا ان بولس كان مثل طائر يلتقط الحبوب ويوزع بالتقتير مقادير ضئيلة من المعرفة ولكن تنقصه الحكمة. وقال آخرون: «انه يظهر مناديا بآلهة غريبة.» وكان هذا خطيرا، لان سقراط فقد حياته في تهمة كهذه. وسرعان ما أُخذ بولس الى أريوس باغوس (هضبة مارس)، ربما حيث اجتمعت المحكمة العليا في العراء بالقرب من اكروپوليس.
١٢ (أ) اية اوجه للخطابة العامة الجيدة واضحة في خطاب بولس في أريوس باغوس؟ (ب) اية نقاط صنعها بولس في ما يتعلق باللّٰه، وبأية نتائج؟
١٢ كان خطاب بولس في أريوس باغوس مثالا ممتازا لخطاب بمقدمة فعالة، تطوُّر منطقي، وحجة مقنعة — كما يجري تعليمه في مدرسة الخدمة الثيوقراطية لشهود يهوه. (١٧:٢٢-٣٤) قال ان الاثينويين كانوا اكثر تديُّنا من غيرهم. فكان لديهم ايضا مذبح «لاله مجهول،» ربما لتجنب تجاهل ايّ معبود! وتكلم بولس عن الخالق الذي «صنع من دم واحد كل امة من الناس» و «حتم بالاوقات المعيَّنة وبحدود مسكنهم،» كما حين استئصال الكنعانيين. (تكوين ١٥:١٣-٢١؛ دانيال ٢:٢١؛ ٧:١٢) ويمكن ايجاد هذا الاله، «لاننا ايضا ذريته،» قال بولس، ملمِّحا الى خلق يهوه للانسان ومقتبسا من شاعريهم اراتوس وكليانتس. وكذرية للّٰه، لا يجب ان نعتقد ان الخالق الكامل يشبه تمثالا صنعه الانسان الناقص. لقد تغاضى اللّٰه مرة عن جهل كهذا ولكنه الآن يأمر الجنس البشري ان يتوب، لانه عيَّن يوما ليدين الناس بالشخص المعيَّن منه. وبما ان بولس كان «يبشرهم بيسوع،» فقد عرف سامعوه انه عنى ان المسيح سيكون ذلك الديّان. (اعمال ١٧:١٨؛ يوحنا ٥:٢٢، ٣٠) ضايق الكلام عن التوبة الابيكوريين، ويمكن للفلاسفة اليونانيين ان يقبلوا الملاحظات عن الخلود ولكن ليس الموت والقيامة. وعلى ما يبدو، كالكثيرين الذين لا يبالون الآن بالبشارة، قال البعض: ‹سنسمع منك (مرة اخرى).› ولكنّ القاضي ديونيسيوس وآخرين صاروا مؤمنين.
كلمة اللّٰه تقوى في كورنثوس
١٣ كيف دعم بولس نفسه في الخدمة، وأيّ تناظر عصري نجده؟
١٣ مضى بولس الى كورنثوس، عاصمة اقليم اخائية. (١٨:١-١١) وهناك وجد اكيلا وبريسكلا، اللذين كانا قد اتيا الى هناك عندما امر كلوديوس قيصر اليهود الذين لم يكونوا مواطنين رومانيين ان يغادروا روما. وليدعم نفسه في الخدمة صنع بولس الخيام مع هذين الزوجين المسيحيين. (١ كورنثوس ١٦:١٩؛ ٢ كورنثوس ١١:٩) كان قص وخياطة القماش المصنوع من شعر المعزى الكثيف عملا شاقا. وعلى نحو مماثل، يزوِّد شهود يهوه حاجاتهم المادية من خلال عمل دنيوي، ولكنّ مهمتهم هي الخدمة.
١٤ (أ) اذ واجهته مقاومة اليهود المتواصلة في كورنثوس، ماذا فعل بولس؟ (ب) كيف تأكد بولس انه يجب ان يبقى في كورنثوس، ولكن كيف يُوجَّه شعب يهوه اليوم؟
١٤ استمر يهود كورنثوس يجدِّفون فيما اعلن بولس ان يسوع هو المسيّا. لذلك نفض ثيابه لينكر مسؤوليته تجاههم وبدأ يعقد الاجتماعات في بيت تيطس يوستس، روماني على الارجح. وكثيرون (بمن فيهم رئيس المجمع السابق كريسبس وبيته) صاروا مؤمنين معتمدين. واذا كانت العداوة اليهودية قد جعلت بولس يتساءل عن البقاء في كورنثوس فقد تلاشى الشك عندما اخبره الرب في رؤيا: ‹لا تخف. تكلَّم. لاني انا معك ولا يقع بك احد ليؤذيك. لي شعب كثير في هذه المدينة.› ولذلك استمر بولس يعلِّم بكلمة اللّٰه هناك فترة مجموعها سنة وستة اشهر. وبالرغم من ان شعب يهوه لا يتسلَّمون الآن رؤًى، فان الصلاة والتوجيه بواسطة الروح القدس يساعدانهم على اتخاذ قرارات حكيمة مماثلة تؤثر في مصالح الملكوت.
١٥ ماذا حدث عندما أُخذ بولس امام الوالي غاليون؟
١٥ اتى اليهود ببولس الى الوالي يونيوس غاليون. (١٨:١٢-١٧) وأشاروا ضمنا الى ان بولس كان يهدي على نحو غير قانوني — تهمة باطلة يصنعها الآن الاكليرس اليوناني ضد شهود يهوه. وكان غاليون مدركا ان بولس لم يكن مذنبا بالخبث وأن اليهود قلَّما يهتمون بخير رومية وقانونها، فطردهم. وعندما ضرب المتفرجون سوستانيس، رئيس المجمع الجديد، لم يتدخل غاليون، معتقدا ربما ان القائد الظاهر لعمل الرعاع ضد بولس كان يلقى ما يستحقه.
١٦ لماذا كان مقبولا لدى بولس ان يحلق شعره في ما يتعلق بنذر؟
١٦ ابحر بولس من المرفإ كنخريا الايجي الى افسس، مدينة في آسيا الصغرى. (١٨:١٨-٢٢) وقبل هذه الرحلة ‹حلق رأسه. لانه كان عليه نذر.› لا يقال ما اذا كان بولس قد صنع النذر قبل الصيرورة تابعا ليسوع او اذا كان ذلك بداية او نهاية فترة النذر. ليس المسيحيون تحت الناموس، ولكنه معطى من اللّٰه ومقدس، ولم يكن هنالك شيء اثيم بشأن نذر كهذا. (رومية ٦:١٤؛ ٧:٦، ١٢؛ غلاطية ٥:١٨) وفي افسس باحث بولس اليهود، واعدا بأن يرجع ان شاء اللّٰه. (لقد تمَّ هذا الوعد لاحقا.) وعودته الى انطاكية سورية انهت رحلته الارسالية الثانية.
كلمة يهوه تقوى في افسس
١٧ في ما يتعلق بالمعمودية، اي ارشاد احتاج اليه ابلّوس وآخرون؟
١٧ سرعان ما بدأ بولس رحلته الارسالية الثالثة (حوالي ٥٢-٥٦ بم). (١٨:٢٣-١٩:٧) وفي هذه الاثناء في افسس علَّم ابلّوس عن يسوع ولكنه عرف فقط معمودية يوحنا كرمز الى التوبة عن الخطايا ضد عهد الناموس. وأكيلا وبريسكلا «شرحا له طريق الرب بأكثر تدقيق،» مفسِّرَين على الارجح ان كون المرء معتمدا كما كان يسوع يشمل خضوع الشخص للتغطيس في الماء ونيل الروح القدس المسكوب. فبعدما حدثت المعمودية بالروح القدس في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم لزم ايّ شخص معتمد بمعمودية يوحنا ان يعتمد ثانية باسم يسوع. (متى ٣:١١، ١٦؛ اعمال ٢:٣٨) ولاحقا، في افسس، ان حوالي ١٢ يهوديا ممن كانوا قد خضعوا لمعمودية يوحنا «اعتمدوا باسم الرب يسوع» بالمعمودية الثانية الوحيدة المسجَّلة في الاسفار المقدسة. وعندما وضع بولس يديه عليهم نالوا الروح القدس وإشارتين عجائبيتين للقبول السماوي — التكلم بألسنة والتنبؤ.
١٨ اين شهد بولس فيما هو في افسس، وبأية نتائج؟
١٨ بقي بولس بالتاكيد مشغولا في افسس، مدينة من حوالي ٠٠٠,٣٠٠ ساكن. (١٩:٨-١٠) فهيكلها للالاهة ارطاميس كان احدى عجائب الدنيا السبع القديمة، ومسرحها يمكن ان يتسع لـ ٠٠٠,٢٥. وفي المجمع استخدم بولس ‹الاقناع› بعرض حجج مقنعة ولكنه انسحب عندما جدَّف البعض على الطريق، او طريقة الحياة المؤسسة على الايمان بالمسيح. وطوال سنتين تكلَّم بولس يوميا في قاعة استماع مدرسة تيرانُّس، فانتشرت ‹الكلمة› في منطقة آسيا كلها.
١٩ ماذا حدث في افسس مما جعل «كلمة (يهوه) تنمو وتقوى» هناك؟
١٩ اظهر اللّٰه الرضى عن نشاط بولس بمنحه القدرة على انجاز اعمال الشفاء وطرد الشياطين. (١٩:١١-٢٠) ولكنّ الابناء السبعة لرئيس الكهنة سكاوا فشلوا في طرد شيطان باستعمال اسم يسوع لانهم لم يمثِّلوا اللّٰه والمسيح. حتى ان الرجل الذي فيه شيطان جرحهم! فجعل ذلك الناس خائفين، و «كان اسم الرب يسوع يتعظم.» واولئك الذين صاروا مؤمنين شجبوا ممارساتهم السحرية وحرَّقوا علانية كتبهم التي احتوت على ما يبدو على تعاويذ ووصفات سحرية. و «هكذا،» كتب لوقا، «كانت كلمة (يهوه) تنمو وتقوى بشدة.» واليوم ايضا يعمل خدام اللّٰه على تحرير الناس من الابليسية. — تثنية ١٨:١٠-١٢.
التعصب الديني لا ينجح
٢٠ لماذا اثار صاغة افسس شغبا، وكيف انتهى ذلك؟
٢٠ غالبا ما يواجه شهود يهوه رعاعا غِضابا، وهكذا واجه ايضا المسيحيون في افسس. (١٩:٢١-٤١) ففيما تضاعف عدد المؤمنين خسر ديمتريوس وصاغة آخرون المال لان اناسا اقل اشتروا هياكلهم الفضية لالاهة الخصب المتعددة النهود ارطاميس. واذ حرَّضهم ديمتريوس اخذ الرعاع رفيقَي بولس غايوس وأرسترخس الى المسرح، ولكن لم يدع التلاميذ بولس يدخل. حتى ان بعض اعضاء لجنة المهرجانات والالعاب طلبوا ان لا يخاطر. وطوال نحو ساعتين صرخ الرعاع: «عظيمة هي ارطاميس الافسسيين.» وأخيرا قال كاتب المدينة (الذي كان يترأس الحكومة المحلية) انه يمكن للصنّاع عرض شكاواهم الى والٍ له سلطة اتخاذ القرارات القضائية، او يمكن ان تقرَّر دعواهم في «محفل شرعي» من المواطنين. وإلا فيمكن لرومية ان تتَّهم الذين في هذا المحفل غير الشرعي بالمشاغبة. وبهذا صرفهم.
٢١ بأية طريقة بارك اللّٰه عمل بولس، وكيف يبارك ذاك الذي لشهود يهوه اليوم؟
٢١ ساعد اللّٰه بولس على مواجهة تجارب متنوعة وبارك جهوده لمساعدة الناس على رفض الخطإ الديني وتبني الحق. (قارنوا ارميا ١:٩، ١٠.) فكم نحن شاكرون على ان ابانا السماوي يبارك على نحو مماثل عملنا! وهكذا، الآن كما في القرن الاول، فان «كلمة (يهوه) تنمو وتقوى.»
-
-
نادوا بجرأة بملكوت يهوه!برج المراقبة ١٩٩٠ | ١٥ حزيران (يونيو)
-
-
نادوا بجرأة بملكوت يهوه!
«كان يقبل جميع الذين يدخلون اليه كارزا بملكوت اللّٰه.» — اعمال ٢٨:٣٠، ٣١.
١ و ٢ اي دليل على الدعم الالهي كان لدى بولس، وأي مثال وضعه؟
يهوه يؤيد دائما المنادين بالملكوت. وكم كان ذلك صحيحا في ما يتعلق بالرسول بولس! فبدعم الهي ظهر امام حكام، احتمل عمل الرعاع، ونادى بجرأة بملكوت يهوه.
٢ وحتى كسجين في رومية، كان بولس «يقبل جميع الذين يدخلون اليه كارزا بملكوت اللّٰه.» (اعمال ٢٨:٣٠، ٣١) فيا له من مثال حسن لشهود يهوه اليوم! ويمكننا ان نتعلَّم الكثير من خدمة بولس كما سجلها لوقا في الاصحاحات الاخيرة من سفر الاعمال للكتاب المقدس. — ٢٠:١-٢٨:٣١.
الرفقاء المؤمنون يُبنَون
٣ ماذا حدث في ترواس، وأي تناظر يمكن صنعه مع ايامنا؟
٣ بعد ان خمد الشغب في افسس تابع بولس رحلته الارسالية الثالثة. (٢٠:١-١٢) ولكن، عندما كان على وشك الابحار الى سورية، علم ان اليهود تآمروا عليه. وبما انهم ربما خططوا لركوب السفينة عينها وقتل بولس ذهب عبر مكدونية. وفي ترواس صرف اسبوعا بانيا الرفقاء المؤمنين كما يفعل النظار الجائلون بين شهود يهوه الآن. وفي الليلة التي سبقت رحيله اطال بولس خطابه حتى نصف الليل. وكان افتيخوس، الجالس في الطاقة، متعبا على ما يبدو من جهود النهار. فغلب عليه النوم وسقط من الطبقة الثالثة فمات، ولكنّ بولس اعاده الى الحياة. ويا للفرح الذي جلبه ذلك دون شك! فكِّروا، اذًا، في الفرح الذي سينتج عندما يقام ملايين عديدة في العالم الجديد الآتي. — يوحنا ٥:٢٨، ٢٩.
٤ في ما يتعلق بالخدمة، ماذا علَّم بولس الشيوخ الافسسيين؟
٤ وفي الطريق الى اورشليم، في ميليتس، التقى بولس شيوخ افسس. (٢٠:١٣-٢١) فذكَّرهم انه قد علَّمهم «(من بيت الى بيت)» وأنه ‹شهد لليهود واليونانيين بالتوبة الى اللّٰه والايمان الذي بربنا يسوع المسيح.› واولئك الذين صاروا اخيرا شيوخا كانوا قد تابوا وامتلكوا الايمان. وكان الرسول ايضا يدربهم على المناداة بالملكوت بجرأة لغير المؤمنين في خدمة من بيت الى بيت كتلك التي ينجزها شهود يهوه اليوم.
٥ (أ) كيف كان بولس مثاليا في ما يتعلق بالتوجيه بواسطة الروح القدس؟ (ب) لماذا احتاج الشيوخ الى المشورة ان ‹يحترزوا لجميع الرعية›؟
٥ كان بولس مثاليا في قبول التوجيه بواسطة روح اللّٰه القدوس. (٢٠:٢٢-٣٠) واذ كان «مقيَّدا بالروح،» او شاعرا بأنه ملزم باتِّباع قيادته، كان الرسول سيذهب الى اورشليم، بالرغم من ان القيود والضيقات كانت تنتظره هناك. لقد قدَّر الحياة، ولكنّ المحافظة على الاستقامة امام اللّٰه كانت الشيء الاكثر اهمية له، كما يجب ان تكون لنا. وحثَّ بولس الشيوخ على ‹الاحتراز لجميع الرعية التي كان الروح القدس قد اقامهم فيها (نظارا).› فبعد ‹ذهابه› (في الموت على ما يبدو) ‹لم تكن الذئاب الخاطفة لتشفق على الرعية.› ورجال كهؤلاء كانوا سيقومون من بين الشيوخ انفسهم، والتلاميذ الاقل تمييزا كانوا سيقبلون تعاليمهم الملتوية. — ٢ تسالونيكي ٢:٦.
٦ (أ) لماذا كان يمكن لبولس بثقة ان يستودع الشيوخ للّٰه؟ (ب) كيف اتَّبع بولس مبدأ الاعمال ٢٠:٣٥؟
٦ لزم الشيوخ ان يبقوا متيقظين روحيا للاحتراز من الارتداد. (٢٠:٣١-٣٨) وكان الرسول قد علَّمهم الاسفار العبرانية وتعاليم يسوع، التي لها قوة مقدِّسة يمكن ان تساعدهم على نيل الملكوت السماوي، ‹الميراث مع جميع المقدَّسين.› وبالعمل لاعالة نفسه ورفقائه شجَّع بولس ايضا الشيوخ ليكونوا عمالا نشاطى. (اعمال ١٨:١-٣؛ ١ تسالونيكي ٢:٩) فاذا اتَّبعنا مسلكا مماثلا وساعدنا الآخرين على ربح الحياة الابدية نقدِّر كلمات يسوع: «مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ.» ومعنى هذا القول موجود في الاناجيل ولكنه مقتبس فقط من بولس، الذي ربما تسلَّمه شفهيا او بالوحي. ويمكننا ان نتمتع بسعادة كبيرة اذا كنا مضحين بالذات كما كان بولس. فقد اعطى من ذاته كثيرا حتى ان رحيله احزن الشيوخ الافسسيين على نحو عظيم!
لتكن مشيئة يهوه
٧ كيف رسم بولس المثال في الخضوع لمشيئة اللّٰه؟
٧ فيما اقتربت رحلة بولس الارسالية الثالثة من نهايتها (حوالي ٥٦ بم) رسم مثالا حسنا في الخضوع لمشيئة اللّٰه. (٢١:١-١٤) ففي قيصرية اقام هو ورفقاؤه عند فيلبس، الذي كانت بناته العذارى الاربع «يتنبأن،» منبئات بحوادث بالروح القدس. وهناك قيَّد النبي المسيحي اغابوس يديه ورجليه بمنطقة بولس ودفعه الروح ان يقول ان اليهود سيقيِّدون صاحبها في اورشليم ويسلِّمونه الى ايدي الامم. «اني مستعد ليس ان أُربط فقط بل ان اموت ايضا في اورشليم لاجل اسم الرب يسوع،» قال بولس. فأذعن التلاميذ، قائلين: «لتكن مشيئة (يهوه).»
٨ اذا وجدنا احيانا انه من الصعب اتخاذ نصيحة جيدة، ماذا يمكننا ان نتذكَّر؟
٨ اخبر بولس الشيوخ في اورشليم بما فعله اللّٰه بين الامم بواسطة خدمته. (٢١:١٥-٢٦) واذا وجدنا مرة انه من الصعب اتخاذ نصيحة جيدة يمكننا ان نتذكَّر كيف قبلها بولس. فلكي يُثبت انه لم يكن يعلِّم اليهود في البلدان الاممية «الارتداد عن موسى» اصغى الى مشورة الشيوخ بأن يخضع لتطهير طقسي ويغطي النفقة لنفسه ولأربعة رجال آخرين. وبالرغم من ان موت يسوع قد ابعد الناموس من الطريق، فان بولس لم يفعل ايّ خطإ بتنفيذ اوجهه المتعلقة بالنذور. — رومية ٧:١٢-١٤.
مهاجَم ولكن شجاع
٩ بالنسبة الى عنف الرعاع، اي تناظر هنالك بين اختبارات بولس وتلك التي لشهود يهوه اليوم؟
٩ غالبا ما يحافظ شهود يهوه على الاستقامة امام اللّٰه في وجه عنف الرعاع. (على سبيل المثال، انظروا الكتاب السنوي لشهود يهوه للسنة ١٩٧٥، الصفحات ١٨٠-١٩٠.) وأثار اليهود من آسيا الصغرى على نحو مماثل عمل رعاع ضد بولس. (٢١:٢٧-٤٠) فاذ رأوا تروفيمس الافسسي معه اتَّهموا الرسول باطلا بتدنيس الهيكل بادخاله اليونانيين اليه. وكان بولس على وشك ان يُقتل عندما قمع محامي العامة الروماني كلوديوس ليسياس ورجاله الشغب! وكما انبئ (ولكن تسبَّب به اليهود)، جعل ليسياس بولس في سلاسل. (اعمال ٢١:١١) وكان الرسول على وشك ان يؤخذ الى المعسكر المجاور لساحة الهيكل عندما علم ليسياس ان بولس لم يكن محرِّضا على الفتنة بل كان يهوديا مسموحا له بأن يدخل منطقة الهيكل. واذ حصل على اذن للتكلم خاطب بولس الشعب بالعبرانية.
١٠ كيف تلقَّى اليهود خطاب بولس في اورشليم، ولماذا لم يُجلد؟
١٠ اعطى بولس شهادة جريئة. (٢٢:١-٣٠) فعيَّن هويته كيهودي علَّمه غمالائيل المحترم جدا. وشرح الرسول انه في طريقه الى دمشق ليضطهد أتباع الطريق أُعمي عند رؤيته يسوع المسيح الممجَّد، ولكنّ حنانيا اعاد له بصره. وفي ما بعد قال الرب لبولس: «اذهب فاني سأرسلك الى الامم بعيدا.» وقعت هذه الكلمات كشرارة في غابة. واذ صرخوا قائلين ان بولس لا يجوز ان يعيش طرح الجمع ثيابهم ورموا غبارا الى الجو بغضب. فجعل ليسياس بولس يؤخذ الى المعسكر للفحص تحت الجلد ليعلم لماذا كان اليهود ضده. وجرى منع الجلد (بأداة لها سيور جلدية معقَّدة او مطوَّقة بأجزاء من المعدن او العظم) عندما سأل بولس: ‹أيجوز ان تجلدوا رومانيا غير مقضيّ عليه›؟ واذ عرف ان بولس مواطن روماني خاف ليسياس فأخذه امام المجمع ليعلم لماذا كان اليهود يتَّهمونه.
١١ من اية ناحية كان بولس فريسيا؟
١١ عندما افتتح بولس دفاعه امام المجمع بالقول انه ‹بكل ضمير صالح قد عاش للّٰه› امر رئيس الكهنة حنانيا بأن يُضرَب. (٢٣:١-١٠) فقال بولس، «سيضربك اللّٰه ايها الحائط المبيَّض.» ‹أتشتم رئيس الكهنة،› سأل البعض. وبسبب البصر الضعيف ربما لم يعرف بولس حنانيا. ولكنه اذ لاحظ ان المجلس مؤلف من فريسيين وصدوقيين قال بولس: ‹اني فريسي وعلى رجاء قيامة الاموات احاكم.› وهذا شقَّ المجمع، لأن الفريسيين آمنوا بالقيامة والصدوقيين لم يؤمنوا. فنشأت منازعة كثيرة حتى انه كان لا بد لليسياس ان ينقذ الرسول.
١٢ كيف نجا بولس من مكيدة على حياته في اورشليم؟
١٢ ثم نجا بولس من مكيدة على حياته. (٢٣:١١-٣٥) فكان قد حلف اربعون يهوديا ان لا يأكلوا او يشربوا حتى يقتلوه. وابن اخت بولس اخبره وليسياس بذلك. وتحت حراسة عسكرية أُخذ الرسول الى الوالي انطونيوس فيلكس في قيصرية، عاصمة اليهودية الادارية الرومانية. وبعدما وعد بولس بالاستماع اليه ابقاه فيلكس تحت الحراسة في قصر هيرودس الكبير، المركز الرئيسي للوالي.
الجرأة امام الحكام
١٣ عن اي شيء شهد بولس لفيلكس، وبأي اثر؟
١٣ سرعان ما دافع الرسول عن نفسه ضد التهم الباطلة وشهد بجرأة لفيلكس. (٢٤:١-٢٧) وأمام المتَّهِمين اليهود اظهر بولس انه لم يُثر رعاعا. وقال انه يؤمن بالامور المكتوبة في الناموس والانبياء ويرجو «قيامة للاموات الابرار والاثمة.» وكان بولس قد ذهب الى اورشليم ‹بصدقات› (تبرعات لأتباع يسوع الذين ربما نتج فقرهم من الاضطهاد) وتطهَّر طقسيا. وبالرغم من ان فيلكس قد ارجأ الحكم، فقد كرز بولس لاحقا له ولزوجته دروسلاّ (ابنة هيرودس اغريباس الاول) عن المسيح، البر، ضبط النفس، والدينونة القادمة. واذ ارتعب من كلام كهذا صرف فيلكس بولس. ولكنه لاحقا كثيرا ما استدعى الرسول، راجيا عبثا ان يعطيه رشوة. وعرف فيلكس ان بولس كان بريئا لكنه تركه مقيَّدا، آملا ان يربح استحسان اليهود. وبعد سنتين خلف فيلكس بوركيوس فستوس.
١٤ من اي تدبير قانوني استفاد بولس عندما ظهر امام فستوس، وأي تناظر نجد في ذلك؟
١٤ صنع بولس ايضا دفاعا جريئا امام فستوس. (٢٥:١-١٢) فاذا كان الرسول يستحق الموت فلن يستعفي، ولكن لا يستطيع احد ان يسلِّمه لليهود كمِنَّة. «الى قيصر انا رافع دعواي،» قال بولس، مستفيدا من حق المواطن الروماني ان يحاكم في رومية (في ذلك الوقت امام نيرون). واذ مُنح رفع دعواه كان بولس ‹سيشهد في رومية،› كما انبئ. (اعمال ٢٣:١١) وشهود يهوه يستفيدون ايضا من التدابير في «المحاماة عن الانجيل وتثبيته.» — فيلبي ١:٧.
١٥ (أ) اية نبوة تمَّت عندما ظهر بولس امام الملك اغريباس وقيصر؟ (ب) كيف «رفس» شاول «مناخس»؟
١٥ ان الملك هيرودس اغريباس الثاني من شمالي اليهودية وأخته برنيكي (التي كانت له بها علاقة محرَّمة) سمعا بولس عند زيارة فستوس في قيصرية. (٢٥:١٣-٢٦:٢٣) وبالشهادة لأغريباس وقيصر تمَّم بولس النبوة بأنه سيحمل اسم الرب الى ملوك. (اعمال ٩:١٥) واذ اخبر اغريباس بما كان قد حصل في الطريق الى دمشق لاحظ بولس ان يسوع قال: «صعب عليك ان ترفس مناخس.» فكما يؤذي الثور العنيد نفسه بمقاومة وخزات المناخس، كان بولس يؤذي نفسه بمحاربة أتباع يسوع، الذين كان لهم دعم اللّٰه.
١٦ كيف تجاوب فستوس وأغريباس مع شهادة بولس؟
١٦ فكيف تجاوب فستوس وأغريباس؟ (٢٦:٢٤-٣٢) اذ كان غير قادر على فهم القيامة ومتحيِّرا من اقتناع بولس قال فستوس: «الكتب الكثيرة تحوِّلك الى الهذيان.» وعلى نحو مماثل، يتَّهم البعض شهود يهوه بأنهم مجانين، بالرغم من انهم حقا كبولس في ‹النطق بكلمات الصدق والصحو.› «بقليل تقنعني ان اصير مسيحيا،» قال اغريباس، الذي انهى الاستماع ولكن اعترف بأنه كان يمكن ان يُطلق بولس لو لم يكن قد رفع دعواه الى قيصر.
أخطار في البحر
١٧ كيف تصفون الأخطار التي صودفت في البحر في اثناء رحلة بولس الى رومية؟
١٧ ان الرحلة الى رومية عرَّضت بولس ‹لأخطار في البحر.› (٢ كورنثوس ١١:٢٤-٢٧) وكان قائد مئة اسمه يوليوس مسؤولا عن السجناء المبحرين من قيصرية الى رومية. (٢٧:١-٢٦) وعندما رست سفينتهم في صيداء سُمح لبولس بأن يزور المؤمنين، الذين انعشوه روحيا. (قارنوا ٣ يوحنا ١٤.) وفي ميرا في آسيا الصغرى جعل يوليوس السجناء يركبون سفينة حبوب متجهة الى ايطاليا. وبالرغم من الرياح المعاكسة القوية نجحوا بالوصول الى مرفإ المواني الحسنة بالقرب من مدينة لسائية الكريتية. وبعد مغادرة المكان في الطريق الى فينكس خطفت السفينةَ عاصفة شمالية شرقية. واذ خافوا من الوقوع في السيرتس (الرمال المتحركة) بعيدا عن شمالي افريقيا «انزل» الملاحون «القلوع،» ربما الاشرعة والسواري. وجُعلت في ما بعد حبال حول الهيكل كي لا تنشق اطراف السفينة. واذ كانت لا تزال تُحمل بالنوء في اليوم التالي خُفِّفت السفينة بقذف الحمولة الى البحر. وفي اليوم الثالث طرحوا الاثاث (الاشرعة او القلوع الاحتياطية). واذ بدا ان الامل يتلاشى ظهر ملاك لبولس وقال له ان لا يخاف، لانه سيقف امام قيصر. ويا للارتياح الذي كان عندما قال الرسول ان جميع المسافرين سيقعون على جزيرة!
١٨ ماذا حدث اخيرا لبولس ورفقائه المسافرين؟
١٨ لقد نجا المسافرون. (٢٧:٢٧-٤٤) فعند نصف الليل في اليوم الـ ١٤ ادرك الملاحون ان الارض كانت قريبة. وأكد القياس ذلك، فأُنزلت المراسي لتجنب كارثة على الصخور. وعند حثّ بولس تناول جميع الرجال الـ ٢٧٦ الطعام. ثم خُفِّفت السفينة برمي القمح الى البحر. وعند الفجر نزع الملاحون المراسي، حلّوا رُبط الدفة، ورفعوا الشراع الامامي للريح. فوقع المركب على موضع قليل الماء، وبدأ المؤخَّر يتكسر. ولكن نجح الجميع بالوصول الى البر.
١٩ ماذا حدث لبولس في مليطة، وماذا فعل للآخرين هناك؟
١٩ واذ كانوا مرهقين ومتعبين وجد ضحايا انكسار السفينة انفسهم في مليطة حيث اظهر لهم سكان الجزيرة «احسانا غير المعتاد.» (٢٨:١-١٦) ولكن فيما كان بولس يضع القضبان على النار أنعشت الحرارة افعى مُسْبِتة تعلَّقت بيده. (هنالك الآن حيات غير سامة في مليطة، ولكنّ هذه كانت ‹وحشا.›) فظن المليطيون ان بولس كان قاتلا لم يسمح له «العدل» بأن يعيش، ولكن عندما لم يسقط ميتا او ينتفخ التهابا قالوا انه اله. وشفى بولس في ما بعد كثيرين، بمن فيهم ابو بوبليوس، مقدَّم مليطة الرسمي. وبعد ذلك بثلاثة اشهر رحل بولس، لوقا، وأرسترخس في سفينة موسومة بتمثال ابني زفس (قسْطور وپولّكس، الهين توأمين يرعيان البحارة على ما كان يُعتقد). واذ نزلوا في بوطيولي انتقل يوليوس مع حرسه. وشكر بولس اللّٰه وتشجَّع عندما التقاهم مسيحيون من العاصمة الرومانية في فورن ابيوس والثلاثة الحوانيت. وأخيرا، في رومية، سُمح لبولس بأن يقيم وحده، ولكن كان يحرسه عسكري.
استمروا في المناداة بملكوت يهوه!
٢٠ بأي نشاط بقي بولس مشغولا في مركزه في رومية؟
٢٠ في مركزه في رومية نادى بولس بجرأة بملكوت يهوه. (٢٨:١٧-٣١) وقال لوجوه اليهود: «من اجل رجاء اسرائيل موثَق بهذه السلسلة.» لقد شمل هذا الرجاء قبول المسيّا، الامر الذي يجب ان نكون نحن ايضا مستعدين للتألم لاجله. (فيلبي ١:٢٩) وبالرغم من ان معظم اولئك اليهود لم يؤمنوا، فقد كانت لامميين كثيرين ولبقية يهودية الحالة القلبية الصائبة. (اشعياء ٦:٩، ١٠) وطوال سنتين (حوالي ٥٩-٦١ بم) كان بولس يقبل جميع الذين يدخلون اليه، «كارزا بملكوت اللّٰه ومعلِّما بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة بلا مانع.»
٢١ حتى نهاية حياته الارضية، اي مثال رسمه بولس؟
٢١ اعلن نيرون على ما يبدو براءة بولس وأطلقه. وحينئذ استأنف الرسول عمله بالاشتراك مع تيموثاوس وتيطس. إلا انه سُجن ثانية في رومية (حوالي ٦٥ بم) واستشهد على الارجح على يدي نيرون. (٢ تيموثاوس ٤:٦-٨) ولكن، حتى النهاية، رسم بولس مثالا حسنا كمنادٍ شجاع بالملكوت. وبالروح عينها في هذه الايام الاخيرة، فلينادِ جميع المنتذرين للّٰه بجرأة بملكوت يهوه!
-