-
«كانت يد يهوه معهم»برج المراقبة ١٩٨٩ | ١ كانون الثاني (يناير)
-
-
«لجميع الامم»
٣ اية نبوة من يسوع لا بد انها ادهشت تلاميذه اليهود، ولماذا؟
٣ وهكذا يمكننا ان نتصور دهشة تلاميذ يسوع اليهود عندما قال لهم قبل ثلاثة ايام من موته: «ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» ولا بد ان تلاميذه تعجبوا كيف يتمكنون يوما ما من الكرازة بالبشارة «لجميع الامم.» فكيف كان يمكن لمثل هذه الهيئة الصغيرة من المؤمنين ان تنجز يوما ما مثل هذا التعيين المذهل؟ — متى ٢٤:١٤؛ مرقس ١٣:١٠.
٤ اية وصية اعطاها يسوع المقام لتلاميذه؟
٤ وفي ما بعد اضاف يسوع المقام وصية، قائلا: «دُفع اليَّ كل سلطان في السماء وعلى الارض. فاذهبوا وتلمذوا (اناسا من) جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.» وهكذا جرى اعطاؤهم مهمة اخذ رسالة سيدهم الى ‹اناس من جميع الامم.› — متى ٢٨:١٨-٢٠.
٥ و ٦ (أ) كيف وصلت الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه الى الامم، وبأية نتيجة؟ (ب) كيف تجاوب الشيوخ في اورشليم عندما سرد بطرس لهم اختباره مع كرنيليوس الاممي؟
٥ كان ذلك ليشمل الكرازة للامم، الامر الذي اثبت انه تحدٍ. وموقف بطرس بعد اكثر من ثلاث سنوات برهان على ذلك. فبرؤيا قيل لبطرس ان يأكل مخلوقات دنسة كطعام. وعندما اظهر اللّٰه له ان الاشياء التي اعتُبرت سابقا دنسة كانت الآن لتُعتبَر طاهرة ارتاب بطرس. وحينئذ وجَّهه روح اللّٰه الى زيارة بيت كرنيليوس الاممي، قائد مئة روماني. وهناك ادرك ان مشيئة اللّٰه هي ان يكرز لكرنيليوس، رغم انه كان يعتقد سابقا بأن الاتصال بأناس من اجناس اخرى محرَّم. واذ كان بطرس يتكلم حلَّ الروح القدس على عائلة هذا الاممي، ودلَّ ذلك في الواقع على ان الحقل للنشاط الارسالي المسيحي لا بد ان يتسع الآن ليشمل العالم غير اليهودي. — اعمال ١٠:٩-١٦ و ٢٨ و ٣٤ و ٣٥ و ٤٤.
٦ وعندما اوضح بطرس هذا التطور للشيوخ في اورشليم «سكتوا وكانوا يمجدون اللّٰه قائلين اذاً اعطى اللّٰه الامم ايضا التوبة للحياة.» (اعمال ١١:١٨) والآن تمكنت الامم غير اليهودية من ان تنال بوفرة بشارة المسيح وملكوته!
مرسَلون الى الامم
٧ كيف ابتدأ النشاط الارسالي المسيحي ينتشر في البلدان حول البحر الابيض المتوسط، وكيف نظر يهوه الى ذلك؟
٧ والعمل الكرازي، الذي اكتسب الزخم بعد استشهاد استفانوس، اتخذ الآن أبعادا مختلفة. فباستثناء الرسل كانت الجماعة في اورشليم قد تشتتت. اولا، إن اولئك المؤمنين اليهود المضطهدين كرزوا فقط لليهود في فينيقية وقبرس وانطاكية. «ولكن كان . . . قوم وهم رجال قبرسيون وقيروانيون . . . يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع.» فكيف نظر اللّٰه الى هذا النشاط الارسالي الى الامم؟ «كانت يد (يهوه) معهم فآمن عدد كثير ورجعوا الى الرب.» وبفضل جرأة اولئك المسيحيين الاولين ابتدأ النشاط الارسالي الفعال ينتشر في البلدان حول البحر الابيض المتوسط. ولكنّ المزيد كان ليأتي بعد. — اعمال ٤:٣١؛ ٨:١؛ ١١:١٩-٢١.
٨ كيف اشار اللّٰه الى خطوة حاسمة من اجل توسع العمل الارسالي؟
٨ ونحو ٤٧-٤٨ بم اشار اللّٰه، بواسطة الروح القدس، الى خطوة حاسمة من اجل توسع العمل الارسالي. يخبرنا السجل في اعمال ١٣:٢-٤: «قال الروح القدس أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه. . . . فهذان اذ أُرسلا من الروح القدس انحدرا الى سلوكية [مرفإ انطاكية السورية] ومن هناك سافرا في البحر الى قبرس.» وكم كان ذلك دون شك مثيرا لبولس وبرنابا — السفر في البحر الى تعيينهما الاجنبي الاول! فالرسول بولس كان في المقدمة في النشاط الارسالي المسيحي. وكان ايضا يضع الاساس لعمل يكمل في قرننا الـ ٢٠.
٩ ماذا انجز الرسول بولس بواسطة جولاته الارسالية؟
٩ مضى بولس ليقوم بثلاث جولات ارسالية مسجلة اضافة الى رحلته الى رومية كسجين. وفي اثناء ذلك افتتح العمل في عدة مدن في اوروبا وكرز برسالة الملكوت في بلدان وجزر تعرف الآن بسوريا، قبرص، كريت، تركيا، اليونان، مالطة، وصقلية. ومن الممكن ان يكون قد وصل ايضا الى اسبانيا. وساعد في تأسيس الجماعات في مدن كثيرة. فماذا كان سر نشاطه الارسالي الفعال؟
التعليم الفعال
١٠ لماذا كان بولس فعالا جدا في نشاطه الارسالي؟
١٠ تمثَّل بولس بطريقة تعليم المسيح. ولذلك عرف كيف يتحدث الى الناس. وعرف كيف يعلِّم وكيف يدرب الآخرين كمعلِّمين. لقد اسس تعليمه على الاسفار المقدسة. ولم يحاول ان يؤثر في الآخرين بحكمته الخاصة ولكنه بالاحرى كان يحاجُّ من الاسفار المقدسة. (اعمال ١٧:٢ و ٣) وعرف بولس ايضا كيف يتكيَّف وفق مستمعيه وكيف يستخدم الوضع المحلي كنقطة انطلاق لرسالته. وكما قال: «استعبدت نفسي للجميع لاربح الاكثرين. فصرت لليهود كيهودي . . . وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس. . . . صرت للضعفاء كضعيف لاربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء لاخلص على كل حال قوما.» — ١ كورنثوس ٩:١٩-٢٣؛ اعمال ١٧:٢٢ و ٢٣.
١١ ماذا يدل على ان بولس ورفقاءه كانوا مرسَلين فعالين، والى اي حد كانت الخدمة المسيحية واسعة الانتشار؟
١١ كان بولس ورفقاؤه مرسَلين فعالين. فبالمواظبة والاحتمال اسَّسوا وشدَّدوا الجماعات المسيحية حيثما ذهبوا. (اعمال ١٣:١٤ و ٤٣ و ٤٨ و ٤٩؛ ١٤:١٩-٢٨) والخدمة المسيحية الاولى كانت واسعة الانتشار جدا حتى ان بولس تمكَّن اخيرا من ان يكتب عن «حق الانجيل الذي قد حضر اليكم كما في كل العالم ايضا وهو مثمر . . . المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء.» حقا، إن النشاط الارسالي المسيحي الاول اثَّر في الناس. — كولوسي ١:٥ و ٦ و ٢٣.
-
-
«كانت يد يهوه معهم»برج المراقبة ١٩٨٩ | ١ كانون الثاني (يناير)
-
-
١٣ كيف ابتدأت الحملة الارسالية في الازمنة العصرية، وماذا جرى انجازه حتى نهاية السنة ١٩١٦؟
١٣ قرب نهاية القرن الـ ١٩ رأى تشارلز ت. رصل، الرئيس الاول لجمعية برج المراقبة، الحاجة الى النشاط الارسالي. وهكذا نظَّم حملة شهادة واسعة، وهو نفسه زار الكثير من المدن في الولايات المتحدة، وأيضا جال في العالم على متن السفينة ليزور اكبر عدد ممكن من البلدان. وكتاباته المؤسسة على الكتاب المقدس صدرت بـ ٣٥ لغة. ويقال انه سافر اكثر من مليون ميل كمحاضِر عام وكرز بأكثر من ٠٠٠,٣٠ موعظة قبل موته في سنة ١٩١٦.
١٤ ماذا فعل جوزيف ف. رذرفورد لدعم النشاط الارسالي؟
١٤ وخلَفُه، جوزيف ف. رذرفورد، ادرك ايضا الحاجة الحيوية الى النشاط الارسالي. وفي وقت مبكر من عشرينات الـ ١٩٠٠ ارسل رجالا اكفاء الى بلدان مختلفة ليساعدوا في تأسيس العمل الكرازي. وافتتح المرسَلون عمل الملكوت هذا في اسبانيا، اميركا الجنوبية، وافريقيا الغربية. وفي سنة ١٩٣١ جرت مناشدة المتطوعين ان يعززوا العمل في اسبانيا. وتجاوب ثلاثة شبان من انكلترا وخدموا هناك في اصعب وأقسى الظروف مدة اربع سنوات حتى نشوب الحرب الاهلية الاسبانية في سنة ١٩٣٦. وآنذاك كان عليهم ان يهربوا من اجل النجاة.
١٥ ماذا حدث في اربعينات الـ ١٩٠٠ لتوسيع العمل الارسالي على نحو ذي مغزى؟
١٥ وفي خلال اربعينات الـ ١٩٠٠ كانت امور افضل لتحدث في النشاط الارسالي. فالرئيس الثالث لجمعية برج المراقبة، ناثان ه. نور، كان لديه فريق من الرجال الغيورين يعملون معه. ومن الواضح انه تحت توجيه الروح القدس رأى في سنة ١٩٤٢ الحاجة الى فتح مدرسة ارسالية استعدادا لتحدّي ما بعد الحرب العالمية الثانية. وفي منتصف الحرب العالمية هذه اخذ المبادرة وجرى تدشين مدرسة جلعاد برج المراقبة في شمالي ولاية نيويورك في شباط ١٩٤٣. وبأربعة معلِّمين كانت تمنح التدريب المؤسَّس على الكتاب المقدس من اجل الخدمة الارسالية لاكثر من مئة من الخدام الفاتحين الغيورين، الذكور والاناث، كل ستة اشهر. فهل كان نشاطهم الناتج فعالا؟
١٦ (أ) كم شاهدا كانوا يكرزون في سنة ١٩٤٣، وكيف تجري مقارنة ذلك باليوم؟ (ب) اي دور كان للمرسلين في هذه الزيادة؟ أوضحوا.
١٦ في سنة ١٩٤٣ كان هنالك مجرد ٣٢٩,١٢٦ شاهدا يكرزون في ٥٤ بلدا. وما هي الحالة اليوم؟ الآن، بعد ٤٥ سنة، هنالك ٢٨ ضعفا، اكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون خادم نشيط في ٢١٢ من البلدان وجزر البحار. والجزء المهم من هذه الزيادة كان بسبب الاساس الحسن الذي وضعه اكثر من ٠٠٠,٦ مرسَل متخرج من مدرسة جلعاد. هؤلاء اتوا من ٥٩ بلدا وأُرسلوا الى ١٤٨ بلدا مختلفا في اثناء العقود الخمسة الاخيرة. وبمساعدتهم، عوضا عن مجرد اكثر من مئة ألف من الشهود في العالم كله، كما كان هنالك منذ ٤٥ سنة، هنالك الآن عشرة بلدان لدى كل واحد منها اكثر من مئة ألف من الخدام يكرزون ويعلِّمون بالبشارة. وفي معظم هذه الامم كان مرسَلو جلعاد في طليعة عمل التبشير.
-