مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ما اهمية الاحتشام؟‏
    برج المراقبة (‏الطبعة الدراسية)‏ ٢٠١٧ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • صموئيل يوبخ الملك شاول

      مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلِٱحْتِشَامِ؟‏

      ‏«اَلْحِكْمَةُ .‏ .‏ .‏ مَعَ ٱلْمُحْتَشِمِينَ».‏ —‏ ام ١١:‏٢‏.‏

      اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٣٨،‏ ٦٩

      مَا جَوَابُكَ؟‏

      • لِمَ ٱلِٱحْتِشَامُ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ؟‏

      • مَا عَلَاقَةُ ٱلِٱحْتِشَامِ بِٱلتَّوَاضُعِ؟‏

      • كَيْفَ نَفْرَحُ بِتَعْيِينَاتِنَا؟‏

      ١،‏ ٢ لِمَاذَا رَفَضَ ٱللّٰهُ شَاوُلَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      كَانَ شَاوُلُ رَجُلًا مُحْتَشِمًا وَمُتَوَاضِعًا عِنْدَمَا ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ.‏ (‏١ صم ٩:‏١،‏ ٢،‏ ٢١؛‏ ١٠:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ لٰكِنَّهُ بَعْدَ ذٰلِكَ رَاحَ يَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا لَمْ يَأْتِ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ،‏ فَقَدَ شَاوُلُ صَبْرَهُ.‏ فَٱلْفِلِسْطِيُّونَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ،‏ وَبَدَأَ ٱلشَّعْبُ يَتَفَرَّقُ عَنْهُ.‏ فَتَسَرَّعَ شَاوُلُ وَقَرَّبَ ذَبِيحَةً لِلّٰهِ،‏ مَعَ أَنَّ هٰذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ حَقِّهِ.‏ —‏ ١ صم ١٣:‏٥-‏٩‏.‏

      ٢ وَحِينَ وَصَلَ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ،‏ وَبَّخَ شَاوُلَ عَلَى مَا فَعَلَ.‏ وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ يَعْتَرِفَ شَاوُلُ بِخَطَئِهِ،‏ ٱبْتَدَأَ يُبَرِّرُ نَفْسَهُ وَيَلُومُ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏١ صم ١٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ وَلَيْسَ هٰذَا فَقَطْ،‏ بَلِ ٱسْتَمَرَّ يَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ.‏ فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُ خَسِرَ ٱلْمُلْكَ،‏ وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُ خَسِرَ رِضَى يَهْوَهَ.‏ (‏١ صم ١٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَهٰكَذَا ٱنْتَهَتْ حَيَاتُهُ نِهَايَةً مَأْسَاوِيَّةً،‏ مَعَ أَنَّ بِدَايَاتِهِ كَانَتْ نَاجِحَةً.‏ —‏ ١ صم ٣١:‏١-‏٦‏.‏

      ٣ (‏أ)‏ مَا رَأْيُ كَثِيرِينَ فِي ٱلِٱحْتِشَامِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا؟‏

      ٣ يَعْتَقِدُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ يُعِيقُهُمْ عَنِ ٱلنَّجَاحِ فِي حَيَاتِهِمْ وَعَمَلِهِمْ.‏ لِذَا يَرُوحُونَ يَتَبَاهَوْنَ بِأَنْفُسِهِمْ لِيَبْدُوا أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ قَالَ سِيَاسِيٌّ وَمُمَثِّلٌ مَشْهُورٌ:‏ «أَنَا أَبْعَدُ مَا يَكُونُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ،‏ وَأَتَمَنَّى أَلَّا أُصْبِحَ مُتَوَاضِعًا فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ».‏ فَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ هَلِ ٱلِٱحْتِشَامُ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ لَنَا؟‏ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنْهُ،‏ وَأَيُّ مَفْهُومٍ خَاطِئٍ عَلَيْنَا تَجَنُّبُهُ؟‏ وَكَيْفَ نَبْقَى مُحْتَشِمِينَ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ وَضُغُوطَاتٍ؟‏ سَنُجِيبُ عَنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ وَعَنِ ٱلسُّؤَالِ ٱلْأَخِيرِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

      لِمَ ٱلِٱحْتِشَامُ مُهِمٌّ؟‏

      ٤ مَا هُوَ ٱلِٱجْتِرَاءُ؟‏

      ٤ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ هُوَ عَكْسُ ٱلِٱجْتِرَاءِ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ١١:‏٢‏.‏)‏ لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ،‏ تَوَسَّلَ دَاوُدُ إِلَى يَهْوَهَ قَائِلًا:‏ «مِنَ ٱلِٱجْتِرَاءِ ٱمْنَعْ خَادِمَكَ».‏ (‏مز ١٩:‏١٣‏)‏ وَيَعْنِي «ٱلِٱجْتِرَاءُ» أَنْ يَفْعَلَ ٱلشَّخْصُ أُمُورًا لَا تَحِقُّ لَهُ،‏ رُبَّمَا بِسَبَبِ ٱلتَّسَرُّعِ أَوِ ٱلْكِبْرِيَاءِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَاقِصُونَ وَنَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ أَحْيَانًا،‏ وَلٰكِنْ إِذَا أَصْبَحَ ٱلِٱجْتِرَاءُ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِنَا،‏ نَخْسَرُ رِضَى ٱللّٰهِ مِثْلَمَا حَصَلَ مَعَ شَاوُلَ.‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ١١٩:‏٢١ إِنَّ يَهْوَهَ ‹يَنْتَهِرُ ٱلْمُجْتَرِئِينَ›.‏ فَلِمَ يَكْرَهُ ٱللّٰهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ؟‏

      ٥ لِمَ ٱلِٱجْتِرَاءُ خَطِيرٌ؟‏

      ٥ أَوَّلًا،‏ عِنْدَمَا نَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ،‏ لَا نَحْتَرِمُ سُلْطَةَ يَهْوَهَ.‏ ثَانِيًا،‏ إِذَا تَخَطَّيْنَا حُدُودَنَا،‏ تَنْشَأُ خِلَافَاتٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏ام ١٣:‏١٠‏)‏ وَثَالِثًا،‏ حِينَ يَنْكَشِفُ أَمْرُنَا،‏ نَشْعُرُ بِٱلْإِحْرَاجِ أَوِ ٱلْإِذْلَالِ.‏ (‏لو ١٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ أَلَا نُوَافِقُ إِذًا أَنَّ نَتَائِجَ ٱلِٱجْتِرَاءِ سَيِّئَةٌ دَائِمًا؟‏!‏

      مَا عَلَاقَةُ ٱلِٱحْتِشَامِ بِٱلتَّوَاضُعِ؟‏

      ٦،‏ ٧ كَيْفَ يَرْتَبِطُ ٱلتَّوَاضُعُ بِٱلِٱحْتِشَامِ؟‏

      ٦ يَرْتَبِطُ ٱلِٱحْتِشَامُ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلتَّوَاضُعِ.‏ فَٱلتَّوَاضُعُ نَقِيضُ ٱلتَّكَبُّرِ.‏ وَٱلْمُتَوَاضِعُ يَعْتَبِرُ ٱلْآخَرِينَ أَفْضَلَ مِنْهُ.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ وَهُوَ أَيْضًا شَخْصٌ مُحْتَشِمٌ فِي ٱلْعَادَةِ:‏ يَنْظُرُ نَظْرَةً صَحِيحَةً إِلَى قُدُرَاتِهِ وَإِنْجَازَاتِهِ،‏ يَعْتَرِفُ بِأَخْطَائِهِ،‏ وَيَقْبَلُ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ وَٱلْأَفْكَارَ ٱلْجَدِيدَةَ.‏ مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ،‏ يُفَرِّحُ ٱلْمُتَوَاضِعُ كَثِيرًا قَلْبَ يَهْوَهَ.‏

      ٧ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُحْتَشِمَ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ نَظْرَةً صَحِيحَةً وَيَعْرِفُ حُدُودَهُ.‏ وَهٰذَا يُسَاعِدُهُ أَنْ يَحْتَرِمَ ٱلْآخَرِينَ وَيُعَامِلَهُمْ بِلُطْفٍ.‏

      ٨ أَيَّةُ أُمُورٍ عَلَيْنَا أَنْ نَتَجَنَّبَهَا لِنَظَلَّ مُحْتَشِمِينَ؟‏

      ٨ وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ عُيُونَنَا مَفْتُوحَةً.‏ فَإِنْ لَمْ نَنْتَبِهْ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَتَصَرَّفَ بِٱجْتِرَاءٍ دُونَ أَنْ نَدْرِيَ.‏ مَثَلًا،‏ هَلْ نُعْطِي أَهَمِّيَّةً زَائِدَةً لِنَفْسِنَا أَوْ لِتَعْيِينَاتِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ (‏رو ١٢:‏١٦‏)‏ هَلْ نُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى إِنْجَازَاتِنَا؟‏ (‏١ تي ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ أَوْ هَلْ نُحَاوِلُ أَنْ نَفْرِضَ رَأْيَنَا عَلَى ٱلْآخَرِينَ لِأَنَّنَا نُفَكِّرُ أَنَّ مَرْكَزَنَا مُهِمٌّ أَوْ مَعَارِفَنَا بَارِزُونَ؟‏ —‏ ١ كو ٤:‏٦‏.‏

      ٩ مَاذَا دَفَعَ ٱلْبَعْضَ إِلَى ٱلِٱجْتِرَاءِ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

      ٩ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ قَدْ نَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ إِنْ لَمْ نَضْبُطْ رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةَ.‏ فَٱلْحَسَدُ،‏ ٱلْغَضَبُ،‏ ٱلسَّعْيُ وَرَاءَ ٱلسُّلْطَةِ،‏ وَٱلْأَنَانِيَّةُ دَفَعَتْ كَثِيرِينَ إِلَى ٱلِٱجْتِرَاءِ.‏ مَثَلًا،‏ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ أَشْخَاصٍ مِثْلِ أَبْشَالُومَ وَعُزِّيَّا وَنَبُوخَذْنَصَّرَ ٱسْتَسْلَمُوا لِأَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ وَتَصَرَّفُوا بِٱجْتِرَاءٍ.‏ فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّ يَهْوَهَ أَذَلَّهُمْ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏١-‏٦؛‏ ١٨:‏٩-‏١٧؛‏ ٢ اخ ٢٦:‏١٦-‏٢١؛‏ دا ٥:‏١٨-‏٢١‏.‏

      ١٠ لِمَ لَا نُشَكِّكُ فِي نَوَايَا ٱلْآخَرِينَ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

      ١٠ وَهُنَالِكَ أَسْبَابٌ أُخْرَى تَدْفَعُنَا أَحْيَانًا أَلَّا نَكُونَ مُحْتَشِمِينَ.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلتَّكْوِين ٢٠:‏٢-‏٧ وَمَتَّى ٢٦:‏٣١-‏٣٥‏.‏ بِحَسَبِ هَاتَيْنِ ٱلرِّوَايَتَيْنِ،‏ هَلِ ٱجْتَرَأَ أَبِيمَالِكُ وَبُطْرُسُ بِسَبَبِ رَغَبَاتِهِمَا ٱلْخَاطِئَةِ؟‏ أَمْ إِنَّهُمَا بِبَسَاطَةٍ تَصَرَّفَا بِتَسَرُّعٍ أَوْ دُونَ مَعْرِفَةِ ٱلْوَقَائِعِ كُلِّهَا؟‏ بِمَا أَنَّنَا لَا نَقْرَأُ ٱلْقُلُوبَ،‏ فَلَا نُشَكِّكْ فِي نَوَايَاهُمَا.‏ —‏ اقرأ يعقوب ٤:‏١٢‏.‏

      قَدِّرْ دَوْرَكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ

      ١١ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ أَنْ نُقَدِّرَ دَوْرَنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

      ١١ اَلشَّخْصُ ٱلْمُحْتَشِمُ يُقَدِّرُ دَوْرَهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَيَهْوَهُ إِلٰهٌ يُحِبُّ ٱلتَّرْتِيبَ،‏ وَيُعْطِي كُلًّا مِنَّا دَوْرًا مُمَيَّزًا وَضَرُورِيًّا.‏ فَقَدْ مَنَحَنَا جَمِيعًا مَوَاهِبَ وَمَهَارَاتٍ وَمَقْدِرَاتٍ مُتَنَوِّعَةً.‏ وَٱلِٱحْتِشَامُ يَدْفَعُنَا أَنْ نَسْتَخْدِمَهَا مِثْلَمَا يُرِيدُ يَهْوَهُ.‏ (‏رو ١٢:‏٤-‏٨‏)‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَسْتَغِلَّهَا لِإِكْرَامِهِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ —‏ اقرأ ١ بطرس ٤:‏١٠‏.‏

      يسوع يساعد في الخلق،‏ يولَد انسانا،‏ يعلِّم تلاميذه،‏ يقدم حياته فدية،‏ ويحكم ملكا

      مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ حِينَ يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٢-‏١٤.‏)‏

      ١٢،‏ ١٣ لِمَ قَدْ يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا؟‏

      ١٢ لٰكِنَّ دَوْرَنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ قَدْ يَتَغَيَّرُ مَعَ ٱلْوَقْتِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ مَثَلًا فِي يَسُوعَ.‏ فَفِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ كَانَ بِمُفْرَدِهِ مَعَ يَهْوَهَ.‏ (‏ام ٨:‏٢٢‏)‏ بَعْدَئِذٍ ٱسْتَخْدَمَهُ ٱللّٰهُ لِيَخْلُقَ ٱلْمَلَائِكَةَ وَٱلْكَوْنَ وَٱلْبَشَرَ.‏ (‏كو ١:‏١٦‏)‏ لٰكِنْ لَاحِقًا،‏ أَعْطَاهُ تَعْيِينًا جَدِيدًا هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَوُلِدَ فِي ٱلْبِدَايَةِ طِفْلًا،‏ ثُمَّ أَصْبَحَ رَاشِدًا.‏ (‏في ٢:‏٧‏)‏ وَبَعْدَمَا قَدَّمَ حَيَاتَهُ فِدْيَةً،‏ عَادَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ ثُمَّ أَصْبَحَ مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤.‏ (‏عب ٢:‏٩‏)‏ وَلٰكِنْ هٰذَا لَيْسَ ٱلتَّغْيِيرَ ٱلْأَخِيرَ فِي تَعْيِينِهِ.‏ فَعِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ،‏ سَيُسَلِّمُ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى يَهْوَهَ «لِيَكُونَ ٱللّٰهُ كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٢٨‏.‏

      ١٣ نَحْنُ أَيْضًا قَدْ يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ.‏ فَأَحْيَانًا يَتَغَيَّرُ بِسَبَبِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي نَتَّخِذُهَا.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يُقَرِّرُ عَازِبٌ أَنْ يَتَزَوَّجَ.‏ ثُمَّ يُقَرِّرُ أَنْ يُنْجِبَ أَوْلَادًا.‏ ثُمَّ فِي مُنْتَصَفِ عُمْرِهِ يُقَرِّرُ أَنْ يُبَسِّطَ حَيَاتَهُ لِيَخْدُمَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَفِي أَحْيَانٍ أُخْرَى،‏ يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا بِحَسَبِ ظُرُوفِنَا.‏ فَهٰذِهِ ٱلظُّرُوفُ إِمَّا تَزِيدُ مِنْ إِمْكَانَاتِنَا أَوْ تَحُدُّهَا.‏ فَهَلْ أَنْتَ شَابٌّ أَمْ مُتَقَدِّمٌ فِي ٱلْعُمْرِ؟‏ هَلْ صِحَّتُكَ جَيِّدَةٌ أَمْ ضَعِيفَةٌ؟‏ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ ٱلتَّعْيِينَ ٱلْأَفْضَلَ لِكُلٍّ مِنَّا.‏ وَهُوَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا فَوْقَ طَاقَتِنَا،‏ بَلْ يُقَدِّرُ كَثِيرًا كُلَّ مَا نَفْعَلُهُ فِي خِدْمَتِهِ.‏ —‏ عب ٦:‏١٠‏.‏

      ١٤ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ أَنْ نَرْضَى بِأَيِّ تَعْيِينٍ وَنَفْرَحَ بِهِ؟‏

      ١٤ كَانَ يَسُوعُ سَعِيدًا بِكُلِّ تَعْيِينٍ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ٱللّٰهُ.‏ فَمَاذَا عَنَّا؟‏ (‏ام ٨:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُحْتَشِمَ يَرْضَى بِأَيِّ تَعْيِينٍ يَنَالُهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَهُوَ لَا يَطْمَعُ فِي ٱمْتِيَازَاتٍ إِضَافِيَّةٍ أَوْ يَحْسُدُ ٱلْآخَرِينَ عَلَى إِنْجَازَاتِهِمْ.‏ بَلْ يَفْرَحُ بِدَوْرِهِ هُوَ وَيَعْتَبِرُهُ تَعْيِينًا مِنْ يَهْوَهَ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ يَحْتَرِمُ أَدْوَارَ ٱلْآخَرِينَ وَيَعْتَبِرُهَا أَيْضًا تَعْيِينًا إِلٰهِيًّا.‏ وَهُوَ يُكْرِمُهُمْ وَيَدْعَمُهُمْ بِكُلِّ سُرُورٍ.‏ —‏ رو ١٢:‏١٠‏.‏

      اَلنَّظْرَةُ ٱلصَّحِيحَةُ إِلَى ٱلِٱحْتِشَامِ

      ١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ جِدْعُونَ؟‏

      ١٥ رَسَمَ جِدْعُونُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلِٱحْتِشَامِ.‏ فَعِنْدَمَا عَيَّنَهُ يَهْوَهُ لِيُحَرِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ،‏ قَالَ:‏ «عَشِيرَتِي هِيَ ٱلصُّغْرَى فِي مَنَسَّى،‏ وَأَنَا ٱلْأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي».‏ (‏قض ٦:‏١٥‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ وَثِقَ بِيَهْوَهَ وَقَبِلَ ٱلتَّعْيِينَ.‏ وَبَعْدَمَا عَرَفَ مَا ٱلْمَطْلُوبُ مِنْهُ بِٱلضَّبْطِ،‏ طَلَبَ ٱلْإِرْشَادَ مِنْ يَهْوَهَ لِيُتَمِّمَ تَفْوِيضَهُ.‏ (‏قض ٦:‏٣٦-‏٤٠‏)‏ وَجِدْعُونُ لَمْ يَكُنْ قَوِيًّا وَشُجَاعًا فَحَسْبُ،‏ بَلْ حَكِيمًا وَحَذِرًا أَيْضًا.‏ (‏قض ٦:‏١١،‏ ٢٧‏)‏ وَهُوَ لَمْ يَسْتَغِلَّ تَعْيِينَهُ لِيُرَفِّعَ نَفْسَهُ.‏ فَبَعْدَمَا أَنْجَزَ مُهِمَّتَهُ،‏ رَجَعَ وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ.‏ —‏ قض ٨:‏٢٢،‏ ٢٣،‏ ٢٩‏.‏

      ١٦،‏ ١٧ مَاذَا يَأْخُذُ ٱلْمُحْتَشِمُ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ بِشَأْنِ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏

      ١٦ غَيْرَ أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ لَا يَعْنِي أَلَّا نَسْعَى لِٱمْتِيَازَاتٍ إِضَافِيَّةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَجِّعُنَا جَمِيعًا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ.‏ (‏١ تي ٤:‏١٣-‏١٥‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَا يَعْنِي ٱلتَّقَدُّمُ بِٱلضَّرُورَةِ أَنَّنَا سَنَنَالُ تَعْيِينَاتٍ جَدِيدَةً.‏ فَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ تَعْيِينِنَا،‏ يُمْكِنُنَا جَمِيعًا أَنْ نُحَسِّنَ صِفَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَٱلْمَقْدِرَاتِ ٱلَّتِي أَعْطَانَا إِيَّاهَا ٱللّٰهُ،‏ فَنُفَرِّحُ قَلْبَهُ وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ.‏

      ١٧ وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ نَقْبَلَ أَيَّ تَعْيِينٍ جَدِيدٍ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ أَوَّلًا مِمَّا يَتَطَلَّبُهُ هٰذَا ٱلتَّعْيِينُ.‏ وَمِنْ ثُمَّ نُقَيِّمُ ظُرُوفَنَا.‏ فَهَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَهْتَمَّ بِمَسْؤُولِيَّةٍ جَدِيدَةٍ دُونَ أَنْ نُهْمِلَ وَاجِبَاتِنَا ٱلْأُخْرَى؟‏ وَهَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُفَوِّضَ بَعْضَ مَسْؤُولِيَّاتِنَا ٱلْحَالِيَّةِ إِلَى آخَرِينَ كَيْ نَهْتَمَّ بِٱلْمَسْؤُولِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ؟‏ فَرُبَّمَا نُدْرِكُ،‏ بَعْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ،‏ أَنَّ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ تَفُوقُ طَاقَتَنَا.‏ فَيَدْفَعُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ عِنْدَئِذٍ أَنْ نَرْفُضَهَا.‏

      ١٨ (‏أ)‏ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْمُحْتَشِمُ حِينَ يَنَالُ تَعْيِينًا جَدِيدًا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رُومَا ١٢:‏٣ أَنْ نَكُونَ مُحْتَشِمِينَ؟‏

      ١٨ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ ‹نَسْلُكَ مُحْتَشِمِينَ مَعَهُ›.‏ (‏مي ٦:‏٨‏)‏ لِذٰلِكَ نَرْغَبُ أَنْ نَتَشَبَّهَ بِجِدْعُونَ وَنَطْلُبَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ وَمُسَاعَدَتَهُ لِنُتَمِّمَ أَيَّ تَعْيِينٍ نَنَالُهُ.‏ وَعَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَا يَقُولُهُ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ وَهَيْئَتِهِ.‏ وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّنَا لَا نُنْجِزُ شَيْئًا فِي خِدْمَتِهِ بِشَطَارَتِنَا،‏ بَلْ لِأَنَّهُ هُوَ مُتَوَاضِعٌ وَيُرِيدُ أَنْ يُسَاعِدَنَا.‏ (‏مز ١٨:‏٣٥‏)‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُحْتَشِمُ «لَا يُفَكِّرُ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ».‏ —‏ اقرأ روما ١٢:‏٣‏.‏

      ١٩ لِمَ ٱلِٱحْتِشَامُ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ؟‏

      ١٩ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ حِينَ نَظَلُّ مُحْتَشِمِينَ،‏ نُعْطِي سَيِّدَ ٱلْكَوْنِ يَهْوَهَ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّهُ.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ بِأَيِّ تَعْيِينٍ نَنَالُهُ فِي خِدْمَتِهِ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ نَحْتَرِمُ ٱلْآخَرِينَ وَنَأْخُذُ رَأْيَهُمْ وَمَشَاعِرَهُمْ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ،‏ وَهٰذَا يُقَوِّي وَحْدَتَنَا.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ نَبْقَى حَذِرِينَ فِي تَصَرُّفَاتِنَا،‏ فَنَتَجَنَّبُ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلْخَطِيرَةَ.‏ لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ لَنَا نَحْنُ شَعْبَ ٱللّٰهِ.‏ وَيَهْوَهُ يُقَدِّرُ مَنْ يُنَمُّونَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ نَبْقَى مُحْتَشِمِينَ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ؟‏ هٰذَا مَا سَتُنَاقِشُهُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ.‏

  • البقاء محتشمين رغم المحن
    برج المراقبة (‏الطبعة الدراسية)‏ ٢٠١٧ | كانون الثاني (‏يناير)‏
    • شيخ يخدع النبي الآتي من يهوذا

      اَلْبَقَاءُ مُحْتَشِمِينَ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ

      ‏«مَاذَا يَطْلُبُ مِنْكَ يَهْوَهُ إِلَّا أَنْ .‏ .‏ .‏ تَسْلُكَ مُحْتَشِمًا مَعَ إِلٰهِكَ؟‏».‏ —‏ مي ٦:‏٨‏.‏

      اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٤٨،‏ ٩٥

      كَيْفَ نَبْقَى مُحْتَشِمِينَ عِنْدَمَا .‏ .‏ .‏

      • تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُنَا؟‏

      • نَتَلَقَّى ٱلِٱنْتِقَادَ أَوِ ٱلْمَدْحَ؟‏

      • نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ؟‏

      ١-‏٣ أَيُّ أَمْرٍ لَمْ يَفْعَلْهُ ٱلنَّبِيُّ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

      طَلَبَ يَهْوَهُ مِنْ أَحَدِ أَنْبِيَائِهِ فِي يَهُوذَا أَنْ يُعْلِنَ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ قَاسِيَةٍ عَلَى ٱلْمَلِكِ ٱلْمُرْتَدِّ يَرُبْعَامَ.‏ فَأَطَاعَ ٱلنَّبِيُّ ٱلْمُتَوَاضِعُ وَأَوْصَلَهَا بِأَمَانَةٍ.‏ وَقَدْ حَمَاهُ يَهْوَهُ مِنْ غَضَبِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ.‏ —‏ ١ مل ١٣:‏١-‏١٠‏.‏

      ٢ إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلنَّبِيَّ لَمْ يَبْقَ طَائِعًا لِيَهْوَهَ.‏ فَقَدْ أَوْصَاهُ بِوُضُوحٍ أَلَّا يَأْكُلَ خُبْزًا أَوْ يَشْرَبَ مَاءً فِي إِسْرَائِيلَ وَأَلَّا يَرْجِعَ فِي ٱلطَّرِيقِ نَفْسِهِ.‏ لٰكِنَّهُ ٱلْتَقَى فِي طَرِيقِ ٱلْعَوْدَةِ شَيْخًا مِنْ مَدِينَةِ بَيْتَ إِيلَ.‏ فَٱدَّعَى ٱلشَّيْخُ أَنَّهُ يَحْمِلُ رِسَالَةً مِنْ يَهْوَهَ وَدَعَاهُ إِلَى بَيْتِهِ.‏ فَذَهَبَ مَعَهُ ٱلنَّبِيُّ بِعَكْسِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ ٱلْوَاضِحَةِ.‏ وَنَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ خَسِرَ رِضَى ٱللّٰهِ.‏ وَلَاحِقًا،‏ وَجَدَهُ أَسَدٌ فِي ٱلطَّرِيقِ وَقَتَلَهُ.‏ —‏ ١ مل ١٣:‏١١-‏٢٤‏.‏

      ٣ فَلِمَاذَا سَمِعَ ٱلنَّبِيُّ لِلشَّيْخِ بَدَلَ أَنْ يُطِيعَ يَهْوَهَ؟‏ لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ.‏ وَلٰكِنْ مَا نَعْرِفُهُ أَنَّهُ لَمْ يُوَاصِلِ ٱلسَّيْرَ بِٱحْتِشَامٍ مَعَ إِلٰهِهِ.‏ ‏(‏اقرأ ميخا ٦:‏٨‏.‏)‏ فَٱلسَّيْرُ مَعَ يَهْوَهَ،‏ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَعْنِي أَنْ نَثِقَ بِهِ وَنُؤَيِّدَ سُلْطَانَهُ وَنَتَّبِعَ تَوْجِيهَهُ.‏ وَٱلِٱحْتِشَامُ يَدْفَعُ ٱلشَّخْصَ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ وَيَطْلُبَ إِرْشَادَهُ.‏ لِذَا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ أَنْ يَطْلُبَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَ قَرَارَهُ.‏ وَفِي هٰذَا دَرْسٌ لَنَا.‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ نُوَاجِهُ خِيَارَاتٍ صَعْبَةً وَلَا نَدْرِي مَا ٱلْقَرَارُ ٱلصَّحِيحُ.‏ فَهَلْ نُعْرِبُ عَنِ ٱلِٱحْتِشَامِ وَنَسْأَلُ يَهْوَهَ أَنْ يُوَجِّهَنَا كَيْ نَتَجَنَّبَ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلْخَطِيرَةَ؟‏

      ٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ٤ تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ مَا هُوَ ٱلِٱحْتِشَامُ،‏ وَلِمَ هُوَ مُهِمٌّ لِلْمَسِيحِيِّينَ.‏ أَمَّا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ فَسَنُنَاقِشُ كَيْفَ نَبْقَى مُحْتَشِمِينَ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ،‏ وَكَيْفَ نُنَمِّي هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثِ حَالَاتٍ شَائِعَةٍ،‏ وَنَرَ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ أَنْ نَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ فِي كُلٍّ مِنْهَا.‏ —‏ ام ١١:‏٢‏.‏

      عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُنَا

      ٥،‏ ٦ كَيْفَ أَعْرَبَ بَرْزِلَّايُ عَنِ ٱلِٱحْتِشَامِ؟‏

      ٥ إِنَّ رَدَّ فِعْلِنَا حِينَ تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُنَا أَوْ تَعْيِينَاتُنَا يُظْهِرُ هَلْ نَحْنُ مُحْتَشِمُونَ فِعْلًا.‏ مَثَلًا،‏ دَعَا دَاوُدُ رَجُلًا ٱسْمُهُ بَرْزِلَّايُ عُمْرُهُ ٨٠ سَنَةً إِلَى ٱلْعَيْشِ مَعَهُ فِي ٱلْقَصْرِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ بَرْزِلَّايَ ٱعْتَبَرَ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةَ شَرَفًا كَبِيرًا لَهُ،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَقْبَلْهَا.‏ فَبِسَبَبِ تَقَدُّمِهِ فِي ٱلْعُمْرِ،‏ خَافَ أَنْ يَكُونَ عِبْئًا عَلَى دَاوُدَ.‏ لِذٰلِكَ ٱقْتَرَحَ أَنْ يَذْهَبَ كِمْهَامُ بَدَلًا مِنْهُ،‏ وَهُوَ ٱبْنُهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ.‏ —‏ ٢ صم ١٩:‏٣١-‏٣٧‏.‏

      ٦ فَلِمَ ٱتَّخَذَ بَرْزِلَّايُ هٰذَا ٱلْقَرَارَ ٱلْمَنْطِقِيَّ؟‏ لِأَنَّهُ إِنْسَانٌ مُحْتَشِمٌ.‏ فَهُوَ لَمْ يَرْفُضْ دَعْوَةَ دَاوُدَ كَيْ يَتَجَنَّبَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ أَوْ يَرْتَاحَ فِي آخِرِ أَيَّامِهِ.‏ بَلْ عَرَفَ حُدُودَهُ وَأَدْرَكَ أَنَّ ظُرُوفَهُ تَغَيَّرَتْ،‏ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يُحَمِّلَ نَفْسَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ.‏ ‏(‏اقرأ غلاطية ٦:‏٤،‏ ٥‏.‏)‏ وَمِثْلَ بَرْزِلَّايَ،‏ لِنَنْتَبِهْ نَحْنُ أَيْضًا مِنَ ٱلسَّعْيِ وَرَاءَ ٱلْمَرْكَزِ وَٱلشُّهْرَةِ.‏ فَهُوَ يُوَلِّدُ ٱلْكِبْرِيَاءَ وَٱلْمُنَافَسَةَ،‏ وَيُؤَدِّي فِي ٱلنِّهَايَةِ إِلَى ٱلْخَيْبَةِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٦‏)‏ أَمَّا ٱلِٱحْتِشَامُ فَيُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلْعَمَلِ بِٱتِّحَادٍ مَعَ إِخْوَتِنَا.‏ وَهٰكَذَا نَخْدُمُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَنَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَهَ.‏ —‏ ١ كو ١٠:‏٣١‏.‏

      ٧،‏ ٨ كَيْفَ يَمْنَعُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ مِنَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى أَنْفُسِنَا؟‏

      ٧ لٰكِنْ أَحْيَانًا تُوكَلُ إِلَيْنَا سُلْطَةٌ أَوْ مَسْؤُولِيَّاتٌ إِضَافِيَّةٌ،‏ مِمَّا يُصَعِّبُ عَلَيْنَا ٱلْبَقَاءَ مُحْتَشِمِينَ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ نَتَعَلَّمُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ نَحَمْيَا.‏ فَعِنْدَمَا سَمِعَ أَنَّ ٱلشَّعْبَ فِي أُورُشَلِيمَ يُوَاجِهُ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً،‏ صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ وَطَلَبَ مِنْهُ ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏ (‏نح ١:‏٤،‏ ١١‏)‏ وَيَهْوَهُ بِدَوْرِهِ ٱسْتَجَابَ صَلَاتَهُ،‏ فَعَيَّنَهُ ٱلْمَلِكُ أَرْتَحْشَسْتَا وَالِيًا عَلَى تِلْكَ ٱلْمِنْطَقَةِ.‏ وَرَغْمَ غِنَى نَحَمْيَا وَسُلْطَتِهِ ٱلْوَاسِعَةِ،‏ لَمْ يَتَّكِلْ عَلَى خِبْرَتِهِ وَمَقْدِرَاتِهِ،‏ بَلْ وَاصَلَ ٱلسَّيْرَ مَعَ ٱللّٰهِ.‏ فَكَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَقْرَأَ شَرِيعَةَ يَهْوَهَ لِيَطْلُبَ إِرْشَادَهُ.‏ (‏نح ٨:‏١،‏ ٨،‏ ٩‏)‏ وَهُوَ لَمْ يَتَسَلَّطْ عَلَى ٱلْآخَرِينَ،‏ إِنَّمَا خَدَمَهُمْ مِنْ جَيْبِهِ ٱلْخَاصِّ.‏ —‏ نح ٥:‏١٤-‏١٩‏.‏

      ٨ نَحْنُ أَيْضًا،‏ لَا نَتَّكِلْ عَلَى خِبْرَتِنَا أَوْ مَقْدِرَاتِنَا حِينَ نَنَالُ مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً.‏ فَكِّرْ فِي مَا يَلِي:‏ قَدْ يَهْتَمُّ شَيْخٌ بِمَسَائِلِ ٱلْجَمَاعَةِ دُونَ أَنْ يُصَلِّيَ أَوَّلًا إِلَى يَهْوَهَ.‏ أَوْ يَتَّخِذُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ قَرَارَهُ،‏ ثُمَّ يُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يُبَارِكَ هٰذَا ٱلْقَرَارَ.‏ أَمَّا ٱلِٱحْتِشَامُ فَيُذَكِّرُنَا أَنَّ مَقْدِرَاتِنَا لَا تُقَارَنُ أَبَدًا بِقُدْرَةِ يَهْوَهَ.‏ لِذَا لَا نَعْتَمِدْ عَلَى أَنْفُسِنَا،‏ حَتَّى حِينَ نُوَاجِهُ حَالَاتٍ مَأْلُوفَةً.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏)‏ فَكَخُدَّامٍ لِلّٰهِ،‏ هَمُّنَا ٱلرَّئِيسِيُّ هُوَ إِتْمَامُ دَوْرِنَا فِي ٱلْعَائِلَةِ وَٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَلَيْسَ ٱلسَّعْيَ وَرَاءَ ٱلْمَرَاكِزِ أَوِ ٱلسُّلْطَةِ.‏ —‏ ١ تي ٣:‏١٥‏.‏

      عِنْدَمَا نَتَلَقَّى ٱلِٱنْتِقَادَ أَوِ ٱلْمَدْحَ

      ٩،‏ ١٠ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ حِينَ يَنْتَقِدُنَا ٱلْآخَرُونَ بِغَيْرِ حَقٍّ؟‏

      ٩ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ أَنْ نَتَمَالَكَ أَنْفُسَنَا حِينَ يَنْتَقِدُنَا ٱلْآخَرُونَ بِغَيْرِ حَقٍّ.‏ لِنَأْخُذْ حَنَّةَ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ.‏ فَمَعَ أَنَّ زَوْجَهَا أَحَبَّهَا جِدًّا،‏ لَمْ تَكُنْ سَعِيدَةً بِٱلْمَرَّةِ.‏ فَضَرَّتُهَا فَنِنَّةُ كَانَتْ تُغِيظُهَا كَثِيرًا لِأَنَّهَا لَمْ تُنْجِبْ أَوْلَادًا.‏ وَعِنْدَمَا ذَهَبَتْ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱلْمَسْكَنِ لِتُصَلِّيَ وَتُعَبِّرَ عَمَّا فِي نَفْسِهَا،‏ ٱتَّهَمَهَا رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ عَالِي ظُلْمًا أَنَّهَا سَكْرَانَةٌ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ تَفْقِدْ حَنَّةُ أَعْصَابَهَا،‏ بَلْ أَعْرَبَتْ عَنِ ٱلِٱحْتِشَامِ وَأَجَابَتْهُ بِٱحْتِرَامٍ.‏ ثُمَّ صَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ صَلَاةً عَبَّرَتْ فِيهَا عَنْ إِيمَانِهَا وَتَقْدِيرِهَا.‏ —‏ ١ صم ١:‏٥-‏٧،‏ ١٢-‏١٦؛‏ ٢:‏١-‏١٠‏.‏

      ١٠ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ يَدْفَعُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ أَنْ ‹نغْلِبَ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ›.‏ (‏رو ١٢:‏٢١‏)‏ فَمَعَ أَنَّنَا نُوَاجِهُ مَظَالِمَ كَثِيرَةً فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَغْضَبَ مِمَّنْ يُسِيئُونَ إِلَيْنَا.‏ (‏مز ٣٧:‏١‏)‏ وَمَاذَا إِذَا أَسَاءَ إِلَيْنَا أَخٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ يُمْكِنُ لِأَذِيَّةٍ كَهٰذِهِ أَنْ تُؤْلِمَنَا كَثِيرًا.‏ وَلٰكِنْ لِنَتَمَثَّلْ بِيَسُوعَ ٱلَّذِي «مَا كَانَ يَرُدُّ ٱلشَّتْمَ وَهُوَ يُشْتَمُ .‏ .‏ .‏ بَلْ بَقِيَ مُسَلِّمًا أَمْرَهُ لِمَنْ يَدِينُ بِٱلْبِرِّ».‏ (‏١ بط ٢:‏٢٣‏)‏ فَكَانَ مُتَوَاضِعًا وَعَرَفَ أَنَّ ٱلِٱنْتِقَامَ لِيَهْوَهَ.‏ (‏رو ١٢:‏١٩‏)‏ فَلْنَتَشَبَّهْ بِهِ ولْنَكُنْ مُتَوَاضِعِينَ،‏ ‹وَلَا نَرُدَّ ٱلْأَذِيَّةَ بِٱلْأَذِيَّةِ›.‏ —‏ ١ بط ٣:‏٨،‏ ٩‏.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كَيْفَ نَبْقَى مُحْتَشِمِينَ حِينَ يَمْدَحُنَا ٱلْآخَرُونَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا مُحْتَشِمُونَ بِلِبَاسِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا؟‏

      ١١ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُحْتَشِمِينَ حِينَ يَمْدَحُنَا ٱلْغَيْرُ وَنَنَالُ إِعْجَابَهُمْ.‏ لٰكِنَّ أَسْتِيرَ تَرْسُمُ لَنَا مِثَالًا رَائِعًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَقَدْ كَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ ٱلْفَتَيَاتِ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ.‏ وَطَوَالَ سَنَةٍ،‏ خَضَعَتْ لِعِنَايَةٍ تَجْمِيلِيَّةٍ مُكَثَّفَةٍ.‏ وَكَانَتْ فِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ تُعَاشِرُ يَوْمِيًّا فَتَيَاتٍ يَتَنَافَسْنَ عَلَى نَيْلِ إِعْجَابِ ٱلْمَلِكِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْمَلِكَ ٱخْتَارَهَا هِيَ فِي ٱلنِّهَايَةِ.‏ رَغْمَ كُلِّ هٰذَا ٱلِٱهْتِمَامِ لَمْ تَتَكَبَّرْ أَسْتِيرُ،‏ بَلْ بَقِيَتْ مُحْتَشِمَةً وَلَطِيفَةً وَمُهَذَّبَةً.‏ —‏ اس ٢:‏٩،‏ ١٢،‏ ١٥،‏ ١٧‏.‏

      مثال علی اللباس المحتشم وغير المحتشم في قاعة الملكوت

      هَلْ يُظْهِرُ لِبَاسُنَا وَمَظْهَرُنَا أَنَّنَا مُحْتَشِمُونَ وَنَحْتَرِمُ يَهْوَهَ وَٱلْآخَرِينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.‏)‏

      ١٢ نَحْنُ أَيْضًا،‏ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ أَنْ نَلْبَسَ وَنَتَصَرَّفَ بِلِيَاقَةٍ وَٱحْتِرَامٍ.‏ فَبَدَلَ أَنْ نَتَبَاهَى أَوْ نُثِيرَ إِعْجَابَ ٱلنَّاسِ،‏ نُعْرِبُ عَنِ «ٱلرُّوحِ ٱلْهَادِئِ وَٱلْوَدِيعِ».‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤؛‏ ار ٩:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ أَمَّا إِذَا كُنَّا مَغْرُورِينَ،‏ فَسَيَظْهَرُ ذٰلِكَ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا فِي تَصَرُّفَاتِنَا.‏ فَرُبَّمَا نُلَمِّحُ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُهِمُّونَ بِسَبَبِ ٱمْتِيَازَاتِنَا،‏ ٱطِّلَاعِنَا عَلَى قَضِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ،‏ أَوْ عَلَاقَتِنَا بِإِخْوَةٍ مَسْؤُولِينَ.‏ أَوْ نُعْطِي ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّنَا أَنْجَزْنَا تَعْيِينَاتٍ مُعَيَّنَةً بِشَطَارَتِنَا،‏ رَغْمَ أَنَّ آخَرِينَ سَاهَمُوا فِيهَا.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ أَيْضًا،‏ يَرْسُمُ لَنَا يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا.‏ فَهُوَ لَمْ يُحَاوِلْ أَنْ يُثِيرَ إِعْجَابَ ٱلنَّاسِ بِحِكْمَتِهِ،‏ بَلِ ٱقْتَبَسَ دَائِمًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.‏ وَهٰكَذَا أَعْطَى كُلَّ ٱلْمَجْدِ لِيَهْوَهَ.‏ —‏ يو ٨:‏٢٨‏.‏

      عِنْدَمَا نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ

      ١٣،‏ ١٤ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ؟‏

      ١٣ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلِٱحْتِشَامِ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ.‏ مَثَلًا،‏ حِينَ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي قَيْصَرِيَّةَ،‏ أَرَادَ ٱلذَّهَابَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُتَمِّمَ تَعْيِينَهُ ٱلْإِلٰهِيَّ.‏ لٰكِنَّ ٱلنَّبِيَّ أَغَابُوسَ حَذَّرَهُ أَنَّ ٱلْيَهُودَ سَيُلْقُونَ ٱلْقَبْضَ عَلَيْهِ هُنَاكَ،‏ حَتَّى إِنَّهُمْ قَدْ يَقْتُلُونَهُ.‏ فَخَافَ ٱلْإِخْوَةُ عَلَيْهِ وَتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَلَّا يَذْهَبَ.‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يُغَيِّرْ رَأْيَهُ.‏ فَهَلْ كَانَ بُولُسُ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ وَثِقَ بِيَهْوَهَ كَامِلًا وَعَبَّرَ عَنِ ٱسْتِعْدَادِهِ أَنْ يَمُوتَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ.‏ فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْإِخْوَةُ ذٰلِكَ،‏ تَوَقَّفُوا هُمْ أَيْضًا بِدَافِعِ ٱلِٱحْتِشَامِ عَنْ مُعَارَضَتِهِ.‏ —‏ اع ٢١:‏١٠-‏١٤‏.‏

      ١٤ كَذٰلِكَ يُمَكِّنُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ مِنِ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ عِنْدَمَا لَا نَسْتَطِيعُ ٱلتَّحَكُّمَ فِي مُجْرَيَاتِ ٱلْأُمُورِ.‏ مَثَلًا،‏ نُفَكِّرُ فِي ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ،‏ وَلٰكِنْ تُرَاوِدُنَا أَحْيَانًا بَعْضُ ٱلْمَخَاوِفِ.‏ فَمَاذَا لَوْ مَرِضْنَا؟‏ أَوْ مَاذَا لَوِ ٱحْتَاجَ وَالِدُونَا ٱلْمُسِنُّونَ إِلَى رِعَايَةٍ؟‏ أَوْ كَيْفَ نَعْتَنِي بِأَنْفُسِنَا حِينَ نَكْبُرُ؟‏ لَنْ نَسْتَطِيعَ ٱلْإِجَابَةَ عَنْ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ،‏ مَهْمَا صَلَّيْنَا أَوْ أَجْرَيْنَا مِنْ أَبْحَاثٍ.‏ (‏جا ٨:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وَلٰكِنْ إِذَا وَثِقْنَا بِيَهْوَهَ،‏ نَعْرِفُ حُدُودَنَا وَنَقْبَلُهَا.‏ فَبَعْدَ ٱلْبَحْثِ وَٱلصَّلَاةِ وَٱسْتِشَارَةِ ٱلْإِخْوَةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَّبِعَ تَوْجِيهَ رُوحِ ٱللّٰهِ.‏ ‏(‏اقرإ الجامعة ١١:‏٤-‏٦‏.‏)‏ وَهٰكَذَا يُبَارِكُ يَهْوَهُ قَرَارَنَا أَوْ يُوَجِّهُنَا لِنَتَّخِذَ قَرَارًا آخَرَ.‏ —‏ ام ١٦:‏٣،‏ ٩‏.‏

      كَيْفَ نُنَمِّي ٱلِٱحْتِشَامَ؟‏

      ١٥ كَيْفَ نَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي صِفَاتِ يَهْوَهَ؟‏

      ١٥ كَمَا رَأَيْنَا،‏ ٱلِٱحْتِشَامُ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ جِدًّا.‏ فَكَيْفَ نُنَمِّيهَا؟‏ لِنُنَاقِشْ أَرْبَعَ طَرَائِقَ.‏ أَوَّلًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلسَّامِيَةِ.‏ عِنْدَئِذٍ نُدْرِكُ كَمْ نَحْنُ صِغَارٌ وَمَعْرِفَتُنَا مَحْدُودَةٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَهُ.‏ (‏اش ٨:‏١٣‏)‏ فَنَحْنُ لَا نَسِيرُ مَعَ إِنْسَانٍ أَوْ مَلَاكٍ،‏ بَلْ مَعَ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةُ تَدْفَعُنَا أَنْ ‹نَتَوَاضَعَ تَحْتَ يَدِهِ ٱلْقَدِيرَةِ›.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٦‏.‏

      ١٦ كَيْفَ تَدْفَعُنَا مَحَبَّةُ يَهْوَهَ لَنَا أَنْ نَكُونَ مُحْتَشِمِينَ؟‏

      ١٦ ثَانِيًا،‏ نُنَمِّي ٱلِٱحْتِشَامَ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي مَحَبَّةِ يَهْوَهَ لَنَا.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ يَهْوَهَ أَحَاطَ أَجْزَاءَ ٱلْجِسْمِ ٱلْأَقَلَّ كَرَامَةً «بِكَرَامَةٍ أَوْفَرَ».‏ (‏١ كو ١٢:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فَرَغْمَ نَقَائِصِنَا،‏ يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِكُلِّ فَرْدٍ مِنَّا.‏ وَهُوَ لَا يُقَارِنُنَا بِٱلْآخَرِينَ،‏ وَلَا يَحْرِمُنَا مِنْ مَحَبَّتِهِ حِينَ نُخْطِئُ.‏ فَمَهْمَا كَانَ تَعْيِينُنَا،‏ نَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّهُ يُحِبُّنَا.‏

      ١٧ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ حِينَ نُرَكِّزُ عَلَى حَسَنَاتِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

      ١٧ ثَالِثًا،‏ يَزْدَادُ تَقْدِيرُنَا لِمَسْؤُولِيَّاتِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ حِينَ نُرَكِّزُ عَلَى حَسَنَاتِ إِخْوَتِنَا،‏ تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ لَنْ نَسْعَى إِلَى ٱلْبُرُوزِ أَوِ ٱلتَّسَلُّطِ عَلَيْهِمْ،‏ إِنَّمَا نَطْلُبُ بِٱحْتِشَامٍ نَصِيحَتَهُمْ وَنَقْبَلُ ٱقْتِرَاحَاتِهِمْ.‏ (‏ام ١٣:‏١٠‏)‏ وَنَحْنُ نَفْرَحُ مَعَهُمْ حِينَ يَنَالُونَ مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً.‏ كَمَا نَشْكُرُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ يُبَارِكُ ‹كَامِلَ مَعْشَرِ إِخْوَتِنَا›.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٩‏.‏

      ١٨ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا تَدْرِيبُ ضَمِيرِنَا أَنْ نُنَمِّيَ ٱلِٱحْتِشَامَ؟‏

      ١٨ رَابِعًا،‏ نُنَمِّي ٱلِٱحْتِشَامَ حِينَ نُدَرِّبُ ضَمِيرَنَا بِحَسَبِ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَهٰذِهِ ٱلْمَبَادِئُ تُعَلِّمُنَا وُجْهَةَ نَظَرِ يَهْوَهَ لِنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ تُرْضِيهِ.‏ وَتُعَلِّمُنَا أَيْضًا أَنْ نَعْتَبِرَ ٱلْآخَرِينَ أَفْضَلَ مِنَّا.‏ وَكَيْفَ نُدَرِّبُ ضَمِيرَنَا؟‏ بِٱلدَّرْسِ وَٱلصَّلَاةِ وَتَطْبِيقِ مَا نَتَعَلَّمُهُ.‏ (‏١ تي ١:‏٥‏)‏ وَإِذَا تَمَّمْنَا دَوْرَنَا،‏ يَعِدُ يَهْوَهُ أَنْ ‹يُنْهِيَ تَدْرِيبَنَا›.‏ (‏١ بط ٥:‏١٠‏)‏ وَهٰكَذَا نُنَمِّي ٱلِٱحْتِشَامَ وَغَيْرَهُ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلرَّائِعَةِ.‏

      ١٩ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْلُكَ بِٱحْتِشَامٍ إِلَى ٱلْأَبَدِ؟‏

      ١٩ لَا نَنْسَ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلنَّبِيِّ ٱلْمَذْكُورِ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏ فَقَدْ خَسِرَ حَيَاتَهُ وَعَلَاقَتَهُ بِٱللّٰهِ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مُحْتَشِمًا.‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ يُثْبِتُ مِثَالُ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ أَنَّ بِإِمْكَانِنَا ٱلْبَقَاءَ مُحْتَشِمِينَ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ.‏ وَكُلَّمَا وَاصَلْنَا ٱلسَّيْرَ مَعَ يَهْوَهَ،‏ زَادَ ٱتِّكَالُنَا عَلَيْهِ.‏ (‏ام ٨:‏١٣‏)‏ وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ تَعْيِينَاتِنَا،‏ فَإِنَّ ٱلسُّلُوكَ مَعَ يَهْوَهَ هُوَ بِحَدِّ ذَاتِهِ شَرَفٌ عَظِيمٌ لَا مَثِيلَ لَهُ.‏ فَلْنُقَدِّرْ هٰذَا ٱلشَّرَفَ وَنُوَاصِلِ ٱلسُّلُوكَ بِٱحْتِشَامٍ مَعَ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة