مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ماذا يحدث في عالم الرياضة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • هل تصف التقارير في الصفحة المقابلة الانقلاب الاخير في بلد في اميركا اللاتينية او هجوما ارهابيا آخر في مكان ما في القارة الاوروبية؟‏ كلا،‏ ان هذه وغيرها من التقارير المماثلة هي،‏ كما تعبِّر عن ذلك احدى الصحف اليومية الايطالية،‏ «ليوم رياضي عادي جدا.‏»‏

      يبدو ان الالعاب الرياضية والعنف يسيران جنبا الى جنب في هذه الايام.‏ مثلا،‏ لا يزال كثيرون يتذكرون مساء ٢٩ أيار ١٩٨٥،‏ عندما مات ٣٩ شخصا وأُصيب ٢٠٠ في الحوادث بين المشاهدين المتحمسين قبل مباريات كرة القدم النهائية لكأس ابطال اوروبا.‏

      إلا ان سلسلة حوادث العنف التي يسببها المشتركون والمتفرجون لا تنحصر في رياضة واحدة فقط،‏ كلعبة كرة القدم،‏ ولكنها تندلع في كل انواع الرياضة —‏ كرة القاعدة،‏ الملاكمة،‏ الهوكي.‏

      والقولان «فليَفُز الرجل الافضل» و «أن تشترك اهم من أن تفوز» صارا دينوصور عالم الرياضة.‏ فلماذا يطلق اللاعبون والمتفرجون العنان لغرائزهم الاردإ،‏ للعدوان غير المضبوط في المباريات الرياضية التنافسية؟‏ ما هو وراء العنف في الالعاب الرياضية؟‏ والى ايّ حد خطيرة هي المشكلة؟‏

  • العنف في الالعاب الرياضية لماذا الازدياد؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • ‏«الرياضة تعني الصحة» هو مثل قديم.‏ وفي الازمنة القديمة ادَّعى اطباء اليونان ان النشاط الرياضي المعتدل يمكن ان يجلب صحة جيدة.‏

      ولكنّ الكثير من المباريات الرياضية اليوم بعيد عن ان يكون صحيا للمشتركين او للمتفرجين.‏ فالعنف في الالعاب الرياضية قد بلغ نِسبا هائلة حتى ان وكالة رسمية،‏ البرلمان الاوروبي،‏ قد وافقت على قرار مطوَّل «في ما يتعلق بالهمجية والعنف في الرياضة.‏» واذ انزعجوا من شدة الاصطدامات قبل وبعد المباريات الرياضية،‏ بين اللاعبين وبين المشاهدين المتحمسين للفريقين المتقابلين على السواء،‏ فحص اعضاء البرلمان الاوروبي الظاهرة بمختلف اوجهها،‏ اسبابها،‏ والاجراءات الممكنة لمنعها.‏ فماذا وجدوا،‏ وأية اشكال قد اتخذها العنف في الالعاب الرياضية؟‏

      ‏‹ظاهرة واسعة الانتشار›‏

      ان لعبة كرة القدم،‏ رياضة العالم المفضلة،‏ تتلقى معظم الانتقاد،‏ ولكنّ جميع انواع الرياضة الاخرى تقريبا متورطة في المشكلة.‏ ففي سنة ١٩٨٨ انفجر العنف خلال مباريات بطولة كرة القدم الدولية الاوروبية التي جرت في المانيا.‏ فبعد لعبة تتعلق بفريقهم الدولي بدأ المشاهدون المتحمسون البريطانيون بمعركة محتدمة انتهت الى رجال شرطة جرحى،‏ ممتلكات مخرَّبة،‏ و ٣٠٠ شخص معتقل.‏ وبعد انتصار للفريق الايطالي خلال مباريات البطولة نفسها مات ثلاثة اشخاص بنوبة من الحماسة.‏

      وفي بريطانيا كان الرعاع السيئو السمعة يثيرون الذعر حيثما يذهبون،‏ مساعدين على «افساد صورة كرة القدم الانكليزية في البلد وخارجه،‏» كما قالت الڠارديان.‏ وعدة مرات خلال فترة واحدة للالعاب الرياضية تكلَّمت طبعات الاثنين لصحف الالعاب الرياضية الايطالية عن ايام الآحاد «السوداء» —‏ المباريات الرياضية التي انفجرت مؤدية الى ضوضاء الموت،‏ الاصابات،‏ والتشويه.‏ والاماكن المخصَّصة للالعاب الرياضية اصبحت،‏ كما عبَّرت احدى الصحف اليومية،‏ «مدرَّجات العصابات.‏» ولكنّ حالات كهذه لا تقتصر على بريطانيا وايطاليا.‏ فهولندا،‏ المانيا،‏ الاتحاد السوڤياتي،‏ اسپانيا،‏ وبلدان كثيرة اخرى يجب ان تعالج المشكلة نفسها.‏

      ‏«حرب المشاهدين المتحمسين»‏

      وبعض المشاهدين المتحمسين،‏ الذين اثارت وسائل الإعلام عدوانهم،‏ يطلقون العنان لغرائزهم الاردإ في المباريات الرياضية.‏ ففي لعبة كرة القدم يجتمع معا المتطرفون الايطاليون والرعاع البريطانيون وراء رايات تحمل عناوين مثل «الجيش الاحمر» او «قيادة النمر.‏» والمشاهد المتحمس لكرة القدم،‏ كما قال احد الرعاع،‏ «يرغب في القتال،‏ في التغلب على مقاطعة الفريق المقابل.‏» وفي اقسام المقاعد للمدرَّجات تكون الاحوال شبيهة جدا بتلك التي في ميادين المصارعة الرومانية القديمة،‏ حيث كان المتفرجون يحرضون المصارعين على ذبح خصومهم.‏ و «اغنية التحريض» للمشاهدين المتحمسين تتخللها كلمات قذرة وشعارات عنصرية.‏

      وغالبا ما يحمل المشاهدون المتحمسون اسلحة خطرة.‏ والتفتيشات التي يقوم بها البوليس قبل بدء بعض المباريات تكشف عن مستودعات كاملة للاسلحة —‏ سكاكين،‏ مسدسات محرقة،‏ كرات بليار.‏ وتنهال سُحُب من السهام ذات الرؤوس الفولاذية على اقسام المقاعد للمدرَّجات البريطانية!‏

      تدخُّل الحكومات

      حث قرار البرلمان الاوروبي الحكومات على اتخاذ اجراءات مشددة لمنع العنف في الالعاب الرياضية.‏ مثلا،‏ اتخذت الحكومة البريطانية خطوات كهذه تحت توجيه رئيسة وزرائها،‏ مارڠريت ثاتشر.‏ لقد اصرَّت السيدة ثاتشر على تبني قوانين صارمة اكثر،‏ كبطاقات الهوية الالزامية من اجل السماح بالدخول الى المدرَّجات.‏ فاذا وُجد حاملوها مذنبين بأعمال عنف تُسحب البطاقات.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ هنالك في بريطانيا مشاريع لبناء او لإعادة تشييد اماكن مخصصة للالعاب الرياضية لتجهيزها بكاميرات تلفزيونية مغلقة الدارة لمراقبة المشاهدين المتحمسين،‏ لاقامة حواجز لفصل المؤيدين المتضادين،‏ وللتخلص من اية مادة سريعة الاشتعال مهما كانت.‏ ويتغلغل رجال الشرطة في عصابات الرعاع،‏ المشاهدين المتحمسين الاكثر عنفا،‏ لكي يثبتوا هوية زعمائهم ويقبضوا عليهم.‏

      ويجري اتخاذ اجراءات في بلدان اخرى ايضا.‏ فالسلطات الرياضية الايطالية،‏ بالتعاون مع وزارة الداخلية،‏ قررت استعمال اسلاك شائكة في المدرَّجات بالاضافة الى شبكة واقية،‏ طائرات هليوكوبتر،‏ حشود من رجال الشرطة،‏ وكاميرات تلفزيونية مغلقة الدارة.‏ والإعداد العسكري للمدرَّجات جرى اخذه ايضا بعين الاعتبار.‏ وخلال التحضيرات للالعاب الاولمپية التي جرت في سييول،‏ كوريا،‏ سنة ١٩٨٨،‏ كان لدى السلطات رجال شرطة مدرَّبون لمقاومة هجمات الارهابيين.‏

      ثم هنالك اعمال عنف استهدفت الحكام.‏ فخلال فترة حديثة للعبة كرة القدم في ايطاليا كان ٦٩٠ حَكَما ضحايا.‏ وهوجم حَكَم في مباراة للملاكمة في الالعاب الاولمپية في سييول بوحشية من قِبل المدرِّبين وحتى من قِبل رجال الشرطة الذين لم يوافقوا على حكمه.‏

      وبصرف النظر عن الخطر على حياة الناس،‏ هنالك ايضا كلفة اقتصادية ضخمة لعنف الالعاب الرياضية.‏ وذلك ليس مجرد توزيع مئات آلاف الدولارات بسبب الخسائر التي تسببها السرقات،‏ النهب،‏ والهمجية بل كُلَف الوقاية ايضا.‏ ففي اليوم العادي في روزنامة كرة القدم البريطانية يُنفق حوالي ٠٠٠‏,٧٠٠ دولار على حماية الشرطة فقط.‏

      فلماذا مثل هذا العدوان الحيواني؟‏

      العنف —‏ «جوهري» في طريقة القيام بالالعاب الرياضية اليوم

      صار العدوان العنيف اليوم مرتبطا بالالعاب الرياضية.‏ وعلى نحو مثير للاهتمام،‏ فإن اللجنة المفوَّضة نفسها،‏ التي اعدَّت القرار الذي تبناه البرلمان الاوروبي،‏ اشارت الى ان «العنف ليس جزءا اساسيا من الرياضة،‏ ولكنه جوهري في الحالات التي فيها يجري القيام بالرياضة وفي واقع كون قواعد اللعبة،‏ اذا كان ممكنا ان تُسمى هكذا،‏ غير قادرة على منعه على نحو كافٍ.‏» فلماذا هذا الامر؟‏

      في الواقع،‏ بصرف النظر عن اعمال المشاهدين المتحمسين العنيفة،‏ ان الطريقة التي بها يجري القيام بالالعاب الرياضية هي التي تغيَّرت.‏ وفي المجتمع نفسه هنالك «عنف متزايد،‏» كما اعترف البرلمان الاوروبي.‏ وأيضا،‏ لم يعد عالم الرياضة يشدِّد على النشاط البدني فقط.‏ مثلا،‏ في اثينا في سنة ١٨٩٦،‏ في الالعاب الاولمپية الاولى التي جرت في الازمنة العصرية،‏ جرى منع مجموعة من الرياضيين البريطانيين من الاشتراك لانهم كانوا قد تدرَّبوا قبل بدء اللعبة.‏ فقد اعتُبر عمل التدرُّب نفسه قبل المباراة الرياضية ضد روح الهاوي التي كان يجري تأييدها في ذلك الوقت.‏ وحدثٌ كهذا اليوم يجعل معظم الناس يبتسمون ابتسامة سخرية.‏

      بعد الحرب العالمية الاولى وخصوصا عقب الحرب العالمية الثانية كان الناس العائشون في البلدان التي تُدعى متطورة يملكون على نحو متزايد وقت فراغ اكثر.‏ والتسلية صارت على نحو سريع نشاطا مُكسِبا لعالَم الاعمال.‏ وقد اخذت المصالح المالية مكانها الى جانب المصالح القومية والاجتماعية.‏ والمباريات الرياضية لهذه الايام هي «السيناريو الذي فيه تسيطر العوامل المالية،‏ السياسية،‏ والاجتماعية.‏» وبكلمات اخرى،‏ اصبحت الرياضة «ظاهرة الجماهير.‏» فالربح غالبا ما يعني ملايين الدولارات للفائزين!‏ والتلفزيون ساهم ايضا في شعبية الالعاب الرياضية وربما زاد الفساد في الالعاب الرياضية.‏ فغالبا ما تبطئ كاميرا التلفزيون عند اللعب العنيف عوضا عن تلك الاحداث التي تُعتبر هادئة،‏ مكررة اياه مرة بعد اخرى بالاعادة الفورية للمشاهد.‏ وهكذا قد يعظِّم التلفزيون على نحو غير متعمد تأثيرات عنف الالعاب الرياضية في عقول المشاهدين المتحمسين واللاعبين المستقبليين.‏ ورياضة الهاوي لم تعد موجودة،‏ وهنالك مكانها «هواية محترفة،‏» كما دعتها احدى النشرات الدورية عند تكلمها عن عشرات آلاف الدولارات التي كسبها الرياضيون في سييول خلال الالعاب الاولمپية لسنة ١٩٨٨.‏

      والقومية تجعل الرياضيين،‏ المدرِّبين،‏ المديرين،‏ والمتفرجين يعلِّقون شعورا مبالغا فيه من الاهمية على النصر.‏ وبعد مباريات رياضية دولية معيَّنة تُثبَّت اوسمة النصر في الجانب الرابح،‏ تماما كما عندما كان القواد المنتصرون يعودون الى موطنهم في الازمنة القديمة.‏ وقد جرت رؤية ذلك في السنوات الاخيرة في ايطاليا،‏ الارجنتين،‏ وهولندا،‏ حيث يقاتل الرياضيون حرفيا حتى آخر نَفَس،‏ بتجرُّد من الاخلاق.‏ والمشاهدون المتحمسون يقلدونهم،‏ اذ يذهبون الى حد الافراط في اظهار اخلاصهم لفريقهم او دولتهم،‏ ويثيرون معارك محتدمة قبل،‏ خلال،‏ وبعد المباراة الرياضية.‏

      وقبل بدء مباريات كرة القدم الدولية الاوروبية لسنة ١٩٨٨ قالت المجلة الاسبوعية الالمانية Der Spiegel انه كان هنالك خوف من ان تصير هذه المباراة «مكانا ملائما ممتازا لمزيج انفجاري جدا من العدوان،‏ القومية،‏ والفاشية المحدثة.‏»‏

      شكل آخر من العنف

      ولكنّ هذا ليس كل ما هنالك للعنف في الالعاب الرياضية.‏ ففي الالعاب الاولمپية في سييول سنة ١٩٨٨ برزت «فضيحة التنشيط.‏» والتنشيط او استعمال المخدرات غير الشرعية الذي يزيد من مستويات طاقة الرياضيين ويدعهم يبلغون انجازا اعلى من مقدراتهم الجسدية الطبيعية يسيء الى الروح الرياضية والى صحة الرياضيين على حد سواء.‏

  • المخدرات —‏ «أيدز الرياضة»‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • ‏«يشكل الإستروئيد تهديدا متزايدا لصحتنا وأمننا القوميين» —‏ رسمي الادارة التنفيذية للمخدرات في الولايات المتحدة

      صُدم ملايين المتفرجين الذين كانوا يشاهدون الالعاب الاولمپية في سييول.‏ فبطلهم،‏ الرياضي الذي ركض في سباق الـ‍ ١٠٠ متر الاسرع للعالم،‏ جُرِّد من ميداليته الذهبية،‏ ومُنع من الاشتراك لسبب استعمال مواد ممنوعة.‏ وهكذا فان كارثة اخرى قد اصابت الالعاب الرياضية —‏ التنشيط،‏ الذي من الصعب جدا استئصاله حتى انه سُمي «أيدز الرياضة.‏»‏

      ‏«الالعاب الاولمپية الطبية»‏

      يبدو انه بعد الحرب العالمية الثانية بصورة رئيسية بدأ بعض الرياضيين باستعمال المخدرات في الالعاب الرياضية.‏ أما الآن،‏ بحسب الخبراء،‏ فان استعمال المخدرات بين الرياضيين واسع الانتشار جدا بحيث يستلزم «تنظيمات معقدة ومكلفة،‏ تؤسسها في اغلب الاحيان اتحادات الالعاب الرياضية نفسها،‏ بهدف واضح لاحراز نتائج قيِّمة،‏ جذب الكفلاء،‏ كسب المال،‏ ربح السلطة.‏» والظاهرة واسعة الانتشار الى حد بعيد حتى ان Corriere Medico،‏ مجلة دورية طبية ايطالية،‏ دعت ألعاب لوس انجلس للسنة ١٩٨٤ «الالعاب الاولمپية الطبية.‏»‏

      وفي الواقع،‏ ان استعمال المخدرات والعلاجات غير الشرعية الاخرى لربح الحد التنافسي،‏ بطريقة غير مستقيمة،‏ يضرب الكثير من الالعاب الرياضية في كل البلدان.‏ فكل بلد يريد ان يتفوق على البلدان الاخرى،‏ وهكذا لا احد يريد ان يوقف اعطاء المخدرات للرياضيين.‏ وبطريقة مناسبة،‏ اشار البرلمان الاوروبي الى ان «التوقعات الطموحة والمباريات الرياضية المتكررة تترك الرياضي تحت الضغط الذي يزيد الاغراء لاستعمال وسائل شرعية تقريبا للمحافظة على حالة جسدية ونفسية جيدة.‏ وواقع كون المدرِّبين الرياضيين يملكون القليل من التردد يعظِّم الاغراء ايضا.‏» ويطبَّق التنشيط حتى على اليفعة.‏

      الاشكال المتنوعة للتنشيط

      توجد اشكال متنوعة للتنشيط.‏ مثلا:‏ الإستروئيد،‏ المخدرات ذات العلاقة بما جرى تعريفه بصفته «الحدث الاكثر خطورة في تاريخ الالعاب الاولمپية،‏» منع حامل الرقم القياسي لسباق الـ‍ ١٠٠ متر،‏ بن جونسون،‏ من الاشتراك في المباراة في سييول.‏ هذه مواد،‏ بالتأثير في انتاج الحموض الامينية،‏ تساهم في زيادة كتلة العضلة وقوتها بالاضافة الى الزيادة في العدوان.‏ مثلا،‏ يقال ان كل الارقام القياسية لرفع الاثقال في العالم التي سُجِّلت في السنوات العشر الاخيرة يمكن ان تُنسب الى استعمال هذه المواد.‏

      المنبهات،‏ كالكافئين والسْتريكنين،‏ تُستعمل لتزيد اليقظة وتؤخر التعب.‏

      مسكِّنات مُرقدة،‏ لتسكِّن الالم وتجلب الهدوء.‏

      مخدِّرات بيتا للألياف العصبية،‏ مواد،‏ اذ تبطئ نبْض القلب وتثبِّت الجسم،‏ يستعملها على نحو خصوصي النشَّابة والرماة.‏

      مواد مدِرَّة للبول،‏ لإنقاص الوزن بسرعة ولإخفاء وجود مواد ممنوعة اخرى في الوقت الذي تُجرى فيه الفحوص.‏

      هذه هي فقط بعض المواد المعروفة التي تُستعمل في التنشيط،‏ ولكنّ لجنة الالعاب الاولمپية الدولية كتبت قائمة من حوالي مئة مخدِّر ممنوع.‏ والمشكلة هي انه حالما يُحظَر واحد منها او تُطوَّر اساليب لكشف وجوده تشرع فِرق كاملة من الاطباء والكيميائيين في العمل لانتاج غيره.‏

      ومع ذلك لا تزال هنالك طرائق اخرى يحاول بها الرياضيون تحسين انجازهم بالخداع.‏ فلكي يحسِّنوا وضعهم في الماء جعل بعض السباحين امعاءهم تُملأ بغاز الهِليوم.‏

      والكثير من الرياضيين اعترفوا بقبول نقل الدم لتحسين احتمالهم.‏ وبحسب البعض،‏ بواسطة نقل كريات دمهم الحمراء،‏ التي تُسحب منهم قبل فترة من الوقت،‏ يتحسن تدفق الاكسجين الى كل اجزاء الجسم،‏ بما فيها العضلات.‏

      وكشفت مؤخرا مصادر صحفية ان بعض النساء الرياضيات قد استعملن الحبَل كشكل من التنشيط.‏ فالحبالى يختبرن زيادة في حجم الدم،‏ وهذا بدوره يزيد نقل الاكسجين الى العضلات.‏ وبعض النساء الرياضيات،‏ وخصوصا اللواتي يشتركن في الالعاب الرياضية حيث تلزم قوة جسدية عظيمة،‏ استفدن من مراحل الحبَل الاولى لتحسين انجازهن.‏ وبعد الالعاب يجهضن.‏

      مشكلة خطيرة

      ولكن الى ايّ حد واسعة الانتشار هي المشكلة؟‏ اذ يحكمون وفقا للحوادث النادرة،‏ التي فيها يجري منع الرياضيين من الاشتراك بسبب استعمال المخدرات،‏ قد يعتقد بعض المشاهدين المتحمسين ان نسبة قليلة فقط من الرياضيين يلجأون الى التنشيط،‏ وطبعا لا يفعل المؤلَّهون عندهم ايّ شيء من هذا النوع.‏ ولكنّ اولئك الملمِّين بعالم الالعاب الرياضية يرون الامور على نحو مختلف.‏

      ‏«ان استعمال المواد البنائية الاستقلاب anabolics واسع الانتشار اكثر بكثير مما يُعتقد عموما،‏» قال رامي قرص سابق من ايطاليا.‏ وبحسب الپروفسور سيلڤيو ڠاراتيني،‏ خبير في علم العقاقير،‏ ان مشكلة التنشيط هي على الارجح خطيرة اكثر بكثير مما يُعتقد.‏ وبحسب بعض المصادر،‏ يستعمل ٥٠ في المئة من الرياضيين الاقوى جسديا مواد ممنوعة.‏

      مجازفة للرياضيين

      ولكنّ مشكلة التنشيط لا تكمن فقط في امكانية الحصول على انجاز افضل بوسائل غير مشروعة.‏ فالرياضي العصري،‏ وخصوصا الذي يتناول المخدرات،‏ هو جزء من فريق اكبر بكثير،‏ رغم انه مخفي،‏ يشمل اطباء قادرين على وصف مواد محرَّمة اذا كان ذلك ضروريا.‏ إلا ان الرياضي هو الذي يدفع العواقب —‏ خزي اكتشافه او منعه من الاشتراك،‏ والاهم من ذلك،‏ المجازفات الصحية الخطيرة.‏

      يُعتقد ان الإستروئيد البنائي الاستقلاب يسبب ضررا للكبد وللجهاز القلبي الوعائي،‏ بالاضافة الى انه ينتج مختلف التأثيرات الجسدية الثانوية الاخرى.‏ وهذه المخدرات تُعتبر مسؤولة عن ضرر الجهاز البولي التناسلي،‏ وعن الشخصية العنيفة لبعض الرياضيين.‏

      واساءة استعمال المخدرات الاخرى،‏ كالمنبهات،‏ تثير «حالة من التشويش،‏ الاعتماد على السموم،‏ الهلوسات البصرية.‏» أما في ما يتعلق بنقل الدم فتشير الطبيب،‏ مجلة علمية دورية،‏ الى ان تسريب كريات الدم الحمراء الخاصة للرياضي ليس بدون مجازفات.‏ وإحداها هي «التحميل الزائد وانخفاض تدفق الدم في مناطق معيَّنة الذي تسببه الزيادة في لزوجة الدم» وتراكم الحديد «بعواقب سلبية للنسيج الحَشْوي (‏الكبد،‏ الكليتين،‏ القلب،‏ الغدد الصماء،‏ الخ.‏)‏.‏»‏

      ضحايا التنشيط،‏ وعلى الاقل اولئك المعروفون،‏ هم كثيرون.‏ والقليل من الحالات المعروفة اكثر هو راكب الدراجة الدانمركي جَنْسين،‏ الذي مات خلال الالعاب الاولمپية في روما سنة ١٩٦٠؛‏ راكب الدراجة البريطاني توم سيمپسون،‏ الذي مات خلال دورة فرنسا سنة ١٩٦٧؛‏ العدّاء في السباق المتوسط الهولندي اوڠسطينس ياسپرز،‏ الذي مات فورا بعد السباق في الالعاب الاولمپية في لوس انجلس سنة ١٩٨٤؛‏ والالمانية الغربية بيرڠت دْرِسل،‏ الرياضية السابعة التي ماتت،‏ سمَّمتها المخدرات التي وصفها لها طبيب الرياضة لسنين.‏

      ‏«ليس للرياضة شفقة،‏» قال كارل لويس،‏ بطل الالعاب الاولمپية لمرات عديدة.‏ «لقد طالب التنشيط بضحاياه.‏ والمنظِّمون يعرفون ذلك ولا يقولون شيئا.‏»‏

      ولكن،‏ على الرغم من انهم يدركون هذه الوقائع المزعجة،‏ كيف يجيب الرياضيون عن السؤال:‏ «اذا كان بامكاني ان اعطيك حبة تجعلك بطل الالعاب الاولمپية ولكنها تقتلك في غضون سنة،‏ فهل تأخذها؟‏» من بين الرياضيين في الولايات المتحدة الذين جرت مقابلتهم قال ٥٠ في المئة نعم.‏ وهذا الجواب نفسه ربما يعطيه كثيرون من الرياضيين في اجزاء اخرى من العالم.‏

  • متى سينتهي كل ذلك؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٨
    • متى سينتهي كل ذلك؟‏

      ان الاشتراك في النشاط الجسدي المنعش ممتع وصحي.‏ ولكن من المؤسف ان كوننا مشتركين او حتى متفرجين فقط في مباراة رياضية غالبا ما يعني اننا منجذبون الى عالم عنيف على نحو مفرط ومليء بالمخدرات في اغلب الاحيان.‏

      والرياضة العصرية اليوم هي مجرد تعبير واحد عن هذا العالم العنيف.‏ وفي التكلم عن الحوادث في بلجيكا في سنة ١٩٨٥ التي سببت موت ٣٩ شخصا في اقسام مقاعد احد مدرَّجات كرة القدم قال الفيلسوف إمانيويل سڤرينو:‏ «من المتفق عليه عموما ان أحداثا كتلك التي جرت في بروكسل تحدث بسبب ازدياد النقص في ايمان الناس بقيم اساسية معيَّنة لمجتمعنا.‏» ثم اضاف:‏ «العنف في وقتنا لا ينشأ عن غياب القيم ولكن عن وجود قيم جديدة.‏»‏

      قيم جديدة في الالعاب الرياضية

      ما هي هذه القيم الجديدة التي ذكرها الپروفسور سڤرينو؟‏ احداها هي الافتتان بالنفس عند الرياضيين الذي يجعل الابطال «نصف آلهة.‏»‏

      ثم هنالك القومية والمفاهيم السياسية الناتجة.‏ تذكر مجلة لسپريسو:‏ «صارت الرياضة اداة عظيمة للترقية الاجتماعية.‏ فكلما فازت الامة بانتصارات اكثر اعتُبرت اكثر.‏»‏

      والمال هو ايضا احدى القيم الجديدة التي صارت جزءا من عالم الالعاب الرياضية.‏ فالمصالح المالية والتجارية الضخمة —‏ حقوق الارسال التلفزيوني،‏ الاعلان،‏ اليانصيب،‏ والكفالات —‏ تضمن «منافسة مجردة من الاخلاق،‏» حتى بين الرياضيين انفسهم.‏ وقال لاعب كرة قدم سابق ان كرة القدم «لم تعد لعبة.‏ انها مجرد مهنة.‏»‏

      والمبدأ السائد هو النصر مهما كلف الامر،‏ وبحسب القيم الجديدة اليوم،‏ يعني ذلك كل شيء —‏ من العنف في الملعب وفي اقسام المقاعد على حد سواء الى العنف الذي يسببه المشاهدون المتحمسون قبل وبعد اللعبة،‏ من التنشيط وتأثيراته المميتة الى الخداع والتجرد من الاخلاق.‏ والروح الرياضية،‏ التي تدعى لعبا عادلا،‏ يبدو انها صارت امرا من الماضي.‏ فهل تعود يوما ما؟‏ اذ يحكمون حسبما يقال يأمل الناس ذلك،‏ ولكنّ الوقائع بعيدة عن ان تكون مشجعة.‏

      المخدرات والعنف —‏ هل تنتهي يوما ما؟‏

      كما يعترف الپروفسور سڤرينو،‏ العنف في الالعاب الرياضية هو وجه واحد فقط للعنف الاكثر شيوعا الذي يقلق المجتمع العصري.‏ فما هو سبب العنف الكثير؟‏ تساعدنا احدى نبوات الكتاب المقدس على فهم المشكلة.‏ ففي التكلم عن الايام الاخيرة لنظام الاشياء الشرير هذا عدَّد الرسول بولس الصفات التالية:‏ ‹الناس يكونون محبين لانفسهم،‏ محبين للمال،‏ دنسين،‏ عديمي النزاهة،‏ شرسين،‏ غير محبين للصلاح،‏ خائنين،‏ مقتحمين،‏ متصلفين،‏ محبين للذات.‏› وأضاف:‏ «الناس الاشرار المزوِّرين سيتقدمون الى اردأ.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣‏.‏

      وهذا العالم الحاضر،‏ يوضح الكتاب المقدس،‏ «قد وُضع في الشرير.‏» (‏١ يوحنا ٥:‏١٩‏)‏ والشيطان ابليس هو «الشرير» الذي يفسد الامور الجيدة،‏ كالنشاطات الرياضية المفيدة.‏ وهو المسؤول عن روح العنف.‏ وهو ايضا يثير القومية،‏ الانانية،‏ والطمع التي تدمر المجتمع والالعاب الرياضية.‏

      ولكن كافراد لا يجب ان نستسلم لهذه الروح الابليسية.‏ فيمكننا،‏ من خلال تطبيق مبادئ الكتاب المقدس،‏ ان ‹نخلع› شخصيتنا العتيقة مع اعمالها الخاطئة،‏ بما في ذلك السلوك العنيف،‏ ونلبس «الشخصية الجديدة،‏» التي تنتج ثمرا سلميا.‏ —‏ كولوسي ٣:‏٩،‏ ١٠‏،‏ ع‌ج؛‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ومع ذلك،‏ هل تكون هنالك يوما ما نهاية للعنف والتنشيط في الالعاب الرياضية؟‏ نعم،‏ بالتأكيد!‏ متى؟‏ عندما يبلغ العنف واساءة استعمال المخدرات في المجتمع نهايتهما.‏ والازدياد الحاضر في الشر يشير الى ان الوقت قريب!‏ —‏ مزمور ٩٢:‏٧‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة