-
«الدين متورط في انحطاطنا الادبي الكبير»استيقظ! ١٩٨٩ | تموز (يوليو) ٨
-
-
«الدين متورط في انحطاطنا الادبي الكبير»
هذا العنوان في «إل هيرالدو» في بارّانكييا، كولومبيا، كان مُجفِّلا بحد ذاته. ولكنّ الذي قال ذلك جعله بارزا ايضا — الكاهن اليسوعي الكاثوليكي ألبرتو مونرا، دكتور في اللاهوت في الجامعة الغريغورية في روما. فقد كان يعلِّق على الانحطاط الادبي في كولومبيا.
ذكر قائلا: «كل كولومبيا كاثوليكية. ولا يمكننا تجاهل الواقع ان الدين متورط في انحطاطنا الادبي الكبير. وكلاهوتي، يسأل المرء نفسه: ماذا يحدث لديننا الكاثوليكي اذ يبدو انه لا يملك المبادئ الكافية لدعم آداب مجموعة [من الناس] او للسماح لها بمواجهة تغيير في العصر بطريقة لائقة، للانتقال من حالة سابقة الى حالة جديدة دون ان تنحط بنية المجتمع بكاملها؟»
وبعد تفصيل الدليل على الانحطاط السياسي والادبي، بما في ذلك المتاجرة بالمخدرات، الاغتيالات السياسية، والعنف المدعوم بالسلاح، سأل: «مَن يفعلون هذه الامور؟ اناس ينتمون الى الدين الاسلامي او البوذية . . . او اناس دون دين؟ ام انهم اناس رأيتموهم في الاحتفالات الدينية يشتركون بتقوى في القربان المقدس ويصلّون ان يساعدهم ربنا على النجاح في عملهم؟»
بالتأكيد، شدَّد يسوع وتلاميذه على ان السلوك المسيحي هو الدليل على المسيحية الحقيقية، لا الاشتراك في الشعائر. قال يسوع: «بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضا لبعض.» (يوحنا ١٣:٣٥) فهل يكون ذلك محبة عندما يقتل او يبغض الكاثوليكي رفيقه، او يسلب، يغتصب، يكذب، او يسرق، او يوزع المخدرات؟ وهل يكون ذلك محبة مسيحية عندما لا تتخذ الكنيسة ايّ اجراء لحفظ صفوفها طاهرة من مثل هذه العناصر الفاسدة ادبيا على نحو شديد؟ وفي الواقع، غالبا ما يُكرَّم المجرمون الاثرياء بجنائز مؤثِّرة ومراسم دينية اخرى.
وعلى سبيل التباين، أدَّبت الجماعة المسيحية الاولى الخطاة غير التائبين المذنبين بارتكاب الخطإ الجسيم، كتب الرسول بولس: «كتبت اليكم إن كان احد مدعو اخا زانيا او طماعا او عابد وثن او شتاما او سكيرا او خاطفا ان لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا.» ومع ذلك، نادرا ما يسمع المرء عن الحرمان، إلا لاسباب السياسة الالحادية او الهرطقة. — ١ كورنثوس ٥:٩-١١؛ ٦:٩-١١.
وعوض تقديم الانتباه الواجب لتعليم الكتاب المقدس والشخصية المسيحية الجديدة اكتفت الكنيسة الكاثوليكية على مر القرون بالصلاة بالمسبحة، حضور القداس، والاعتراف للكاهن. (افسس ٤:١٧-٢٤) والنتيجة النهائية اليوم هي الانحطاط الادبي الناتج والدعم المتضائل للكنيسة. علَّق مونرا اليسوعي على حالة الكنيسة الكاثوليكية في كولومبيا: «بمثل هذا الدين من الواضح اننا لا نستطيع ان نتجاوب مع الاحوال التي نحيا فيها. وذلك احد الاسباب الاساسية التي من اجلها يبدو ان مسيحيتنا منحطة جدا . . . بحيث ان [الكاثوليك] لا يبدو انهم مسيحيون من كل النواحي اليوم.»
طبعا، ينطبق الانحطاط الادبي الحاضر على الناس من كل الاديان. فالكثيرون الذين يترقبون معمودية كنسية، زفافا، وجنازة يستمرون في الكذب، السرقة، العهارة، والغش بمناعة نسبية. وحتى كثيرون من المجرمين المحكوم عليهم يدَّعون ان لهم انتماء دينيا — كاثوليكيا، بروتستانتيا، يهوديا، وهلم جرا. ولكنّ اعمالهم تُظهر ان دينهم فشل في انتاج شخصية جديدة فيهم. واللوم على ذلك يمكن ان يُلقى على المجرم نفسه و/او على دينه الذي فشل في التأثير في تفكيره وسلوكه. وحيث تكون الكمية اهم من النوعية يدفع الدين ايضا الثمن.
ان ذلك تماما كما تنبأ بولس عن «الايام الاخيرة»: «لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها. فأعرض عن هؤلاء.» — ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.
الدين بعد الطوفان
كتب ادمون وجول دو ڠونكور، كاتبان فرنسيان متعاونان في القرن الـ ١٩: «اذا كان اللّٰه موجودا فلا بد ان الالحاد يوجِّه اليه اهانة اقل من الدين.» وفي الحقيقة، ان الدين الباطل اهانة لخالق الجنس البشري. ولكن بتدميره اياه في سنة ٢٣٧٠ قم في الطوفان برهن الخالق انه لا يدع نفسه يُهان الى الابد.
وهذه الحقيقة الاساسية لم تتغير، رغم ان الدين الباطل ظهر ثانية. وفي الواقع، بعد الطوفان، كان على وشك اتخاذ اشكال ملموسة تمتد عبر القرون لتشمل كامل الارض. وكان سيمتد ليؤثر فيكم!
-
-
«الدين متورط في انحطاطنا الادبي الكبير»استيقظ! ١٩٨٩ | تموز (يوليو) ٨
-
-
[الصورة في الصفحة ٩]
غالبا ما يكون الدين سطحيا. انه لا يمنع البغض العرقي، الجريمة، والفساد الادبي
-