مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • المواقف المتغيِّرة تثير اسئلة جديدة
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • المواقف المتغيِّرة تثير اسئلة جديدة

      ‏«الثورة الجنسية،‏» «الانفجار الجنسي،‏» «الثورة الادبية.‏» اعلنت عبارات كهذه مواقف متغيرة من السلوك الجنسي،‏ وخصوصا في اواسط ستينات الـ‍ ١٩٠٠ وما بعدها.‏ وتبنَّى كثيرون شعار «الحرية الجنسية» التي ميَّزت نمط حياة رفض فيه الافراد الزواج والبتولية.‏

      ان بيان المؤلف ارنست همنڠواي القائل،‏ «التصرُّف الاخلاقي هو الذي يخلِّف فيك شعورا بالرضى،‏ واللاأخلاقي هو الذي يخلِّف فيك شعورا بالأسف،‏» قد يلخِّص تماما موقف الذين فتنتهم الوعود بالحرية الجنسية والاشباع الجنسي.‏ وقبول هذه الفلسفة برَّر العلاقات الجنسية العابرة مع عدة شركاء التي اختبر بها الافراد،‏ ذكورا وإناثا،‏ رغباتهم الجنسية.‏ ولم تكن «للاشباع» الجنسي حدود.‏ وحبوب منع الحبل التي ابتدأت تُستعمل في العقد نفسه ساهمت في المزيد من الممارسات الجنسية التي لم يكن لها رادع.‏

      ولكن نتج الأيدز والامراض الاخرى المنتقلة جنسيا عن نمط حياة الاختلاط الجنسي هذا.‏ فتزعزعت المواقف الجنسية لجيل مطلق الى هواه.‏ وقبل عدة سنوات،‏ نشرت مجلة تايم العنوان الرئيسي «الجنس في الثمانينات —‏ انتهت الثورة.‏» وكان السبب الرئيسي وراء هذا الاعلان الامراض المنتقلة جنسيا المتفشية التي اصابت كثيرين من الاميركيين.‏ وقد بلغ العدد الاجمالي للمصابين بالأيدز حول العالم حتى الآن رقما صاعقا،‏ ٣٠ مليونا تقريبا!‏

      ان الخوف من الامراض المنتقلة جنسيا حثَّ على تغيير آخر في موقف كثيرين من العلاقات الجنسية العابرة.‏ ذكر عدد صدر سنة ١٩٩٢ من US‏،‏ مجلة للتسلية،‏ مخبرا عن استطلاع للحكومة:‏ «صنعت نحو ٨‏,٦ ملايين امرأة غير متزوجة تغييرات في سلوكهنَّ الجنسي بسبب الخوف من الأيدز والامراض الاخرى المنتقلة جنسيا.‏» وبحسب المقالة،‏ ان الرسالة واضحة:‏ «الاتصال الجنسي مسألة خطيرة،‏ مارسوه على مسؤوليتكم الشخصية.‏»‏

      كيف اثرت هذه العقود العاصفة في المواقف من العلاقات الجنسية؟‏ هل جرى تعلُّم اية دروس من الانغماس اللامبالي في الملذات الذي ميَّز الحرية الجنسية في العقود الاخيرة،‏ ومن الوقائع الباعثة على التفكير الناتجة عن الامراض المنتقلة جنسيا في ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠؟‏ هل ساعد ادخال التربية الجنسية في المدارس الرسمية الشبان والشابات على التغلب على مشاكل سلوكهم الجنسي؟‏ ما هي افضل طريقة لمواجهة تحدِّي المواقف المتغيِّرة اليوم من السلوك الجنسي؟‏

  • ماذا يصوغ موقفكم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • ماذا يصوغ موقفكم؟‏

      قبل نحو ٧٠٠‏,٢ سنة،‏ دوَّن كاتب ملهم هذا المثل المثير للتفكير:‏ «فعل الرذيلة عند الجاهل كالضحك.‏» (‏امثال ١٠:‏٢٣‏)‏ وظهر صدق ذلك بشكل خصوصي منذ الثورة الجنسية.‏ فقبل الذعر الذي سببه الأيدز،‏ كان الموقف السائد ان الاتصال الجنسي ‹لهو مشترك› وأن الدافع الجنسي يجب التعبير عنه ‹مهما كانت العواقب.‏› فهل تغيَّر هذا الموقف؟‏ في الواقع لم يتغيَّر.‏

      ان هاجس الجنس اليوم لا يزال يولِّد ‹مدمنين على الولوع،‏› ‹اصحاب زيجات متتالية،‏› و‹وحوشا جنسيين،‏› يحاجّون ان الآداب مسألة شخصية وأن الحرية في ممارسة الجنس مع عدة شركاء امر طبيعي.‏ (‏انظروا الاطار «انماط الحياة الجنسية،‏» في الصفحة ٦.‏)‏ ويدَّعون ان ‹لا احد يتضرَّر› من ممارسة الجنس مع ايّ كان،‏ ما دامت الممارسة بين راشدين موافقين.‏ وفي سنة ١٩٦٤،‏ وصف عالِم الاجتماع آيرا رايس من جامعة ولاية آيُوْوا ذلك بأنه «تساهل في الحب.‏»‏

      وكما يبدو،‏ يشعر اسقف ادنبره،‏ اسكتلندا،‏ الانڠليكاني بالطريقة نفسها،‏ لأنه قال ان البشر وُلدوا ليكون لهم عُشَّاق كثيرون.‏ وقال في محاضرة عن الجنس والمسيحية:‏ «عرف اللّٰه عندما صنعنا انه اعطانا دافعا جنسيا مبنيا في داخلنا كي نخرج وننثر بزورنا.‏ لقد اعطانا مورِّثات الاختلاط الجنسي.‏ وأظن انه من الخطإ ان تدين الكنيسة الناس الذين يتبعون غرائزهم.‏»‏

      هل وجهة النظر هذه سليمة؟‏ ما هو ثمن الحرية الجنسية؟‏ هل العلاقات الجنسية العابرة مع سلسلة من الشركاء في الجنس تجلب الاكتفاء والسعادة؟‏

      ان الوباء العالمي للامراض المنتقلة جنسيا وواقع حدوث ملايين حالات الحبل خارج رباط الزواج،‏ وخصوصا بين المراهقين،‏ يشهدان لفشل فلسفة كهذه.‏ وبحسب مجلة ني‍وزويك (‏بالانكليزية)‏،‏ تصيب الامراض المنتقلة جنسيا،‏ في الولايات المتحدة وحدها،‏ ما يُقدَّر بثلاثة ملايين مراهق كل سنة.‏ وفضلا عن ذلك،‏ يبدو ان كثيرين من هؤلاء ‹الراشدين الموافقين› ليست لديهم «مودة طبيعية» او شعور بالمسؤولية تجاه الطفل غير المولود الذي يكون النتيجة في كثير من الاحيان،‏ ويسارعون الى الاجهاض.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهذا يكلِّف الطفل غير المولود حياته،‏ لأنه يُنزَع بوحشية من امه.‏ وقد يكون الثمن الذي تدفعه الام الحدثة كآ‌بةً عميقة وشعورا بالذنب قد يلازمانها بقية حياتها.‏

      في منتصف التسعينات،‏ في بريطانيا وحدها،‏ كان الثمن المالي لتأثيرات الثورة الجنسية مذهلا اذ بلغ ٢٠ مليار دولار سنويا،‏ كما حسبه الدكتور پاتريك ديكسون.‏ ففي كتابه الثمن المتزايد للحب (‏بالانكليزية)‏،‏ توصَّل الدكتور ديكسون الى هذا الرقم بتسجيل ثمن معالجة الامراض المنتقلة جنسيا،‏ بما فيها الأيدز؛‏ ثمن فشل العلاقات الطويلة الامد؛‏ الثمن الذي يدفعه المجتمع لقاء تربية الاطفال من قِبَل والد واحد؛‏ وثمن العلاجات المقدمة للعائلات والاولاد.‏ وكما ذُكر في ذا ڠلوب آند ميل (‏بالانكليزية)‏،‏ صحيفة يومية كندية،‏ يستنتج الدكتور ديكسون:‏ «ان الثورة في العلاقات الجنسية التي وعدتنا بالحرية تركت الكثيرين مستعبَدين في عالم دمَّرته الفوضى الجنسية،‏ المآ‌سي،‏ الوحدة،‏ الالم العاطفي،‏ العنف والاساءة.‏»‏

      ولكن لماذا هاجس الجنس المستمر هذا،‏ تفضيل العلاقات العابرة،‏ والاصرار على الحرية الجنسية غير المسؤولة؟‏ ماذا يعزِّز هذا الهاجس المدمِّر الذي انتج،‏ في هذه العقود الثلاثة الماضية،‏ هذا الثمر الرديء الواضح؟‏

      الفن الاباحي يشوِّه الجنس

      يُعتبر الفن الاباحي احد العوامل التي تعزِّز الهاجس الجنسي.‏ يكتب في ذا تورونتو ستار (‏بالانكليزية)‏ شخص يعترف بأنه مدمن على الجنس:‏ «توقَّفت عن التدخين منذ خمس سنوات،‏ وعن الكحول منذ سنتين،‏ ولكن لم يكن هنالك شيء في حياتي اصعب من ان اتوقَّف عن ادماني على الجنس والفن الاباحي.‏»‏

      انه مقتنع ايضا بأن المراهقين الذين يعتادون مشاهدة الفن الاباحي يطوِّرون نظرة مشوَّهة الى السلوك الجنسي.‏ فتعكس تصرفاتهم الخيالات الجنسية ويجدون ان العلاقات الواقعية معقَّدة وصعبة على السواء.‏ وهذا يؤدي الى الانعزال ومشاكل اخرى،‏ وأبرزها الصعوبة في تشكيل روابط محبة دائمة.‏

      عالم التسلية يستغل الجنس

      يطبِّق عالم التسلية بشكل واسع ويعرض علانيةً انماط حياة الاختلاط الجنسي التي تشمل عدة شركاء جنسيين،‏ سواء كانوا متزوِّجين او لا.‏ وهذا العرض المخزي الخالي من الحب للعلاقات الجنسية على الشاشة يعزِّز هاجس الجنس،‏ معطيًا هذا الجيل نظرة مشوَّهة الى السلوك الجنسي البشري.‏ ووسائل الاعلام الترفيهية غالبا ما تعادل بطريقة مضلِّلة بين الجنس خارج الزواج وعلاقة الحب الحميمة.‏ والمعجَبون الذين يؤلِّهون شخصيات التسلية يبدون غير قادرين على التمييز بين الشهوة الجنسية الشديدة والحب،‏ بين العلاقات الجنسية العَرَضية العابرة والالتزام الطويل الامد،‏ او بين الخيال والواقع.‏

      وعلى نحو مماثل،‏ كثيرا ما استغل عالم الاعلانات الجنس كأداة لتسويق البضائع.‏ فصار «سلعة آلية هدفها لفت الانتباه الى المنتوجات،‏» كما قال اختصاصي في معالجة الجنس.‏ وقد استغل المعلنون الجنس وربطوا التعبير الجنسي بنوع الحياة المرغوب فيها،‏ وهذا ايضا «تشويه [آخر في القرن العشرين] للمنظور الجنسي،‏» كما علَّقت مجلة العلاقات العائلية (‏بالانكليزية)‏.‏

      الادوار المتغيِّرة تعوِّج المواقف

      ان تغيُّر البيئة الاجتماعية وإدخال حبوب تحديد النسل الى السوق سنة ١٩٦٠ غيَّرا السلوك الجنسي لدى ملايين النساء.‏ فالحبوب اعطت النساء مساواة جنسية وهمية بالرجال،‏ حرية جنسية او استقلالية جنسية لم تتحقق لها من قبل قط.‏ فكالرجال،‏ صار بإمكانهنَّ الآن ان يجرِّبن العلاقات العابرة،‏ دون مانع الخوف من الحبل غير المرغوب فيه.‏ وإذ تمتع الذكر والانثى بتحرُّرهما جنسيا،‏ دفعا بالعائلة الطبيعية والادوار الجنسية الطبيعية الى حافة الانقراض.‏

      قال احد كتبة الكتاب المقدس للقرن الاول عن اشخاص كهؤلاء:‏ «لهم عيون مملوَّة فسقا لا تكف عن الخطية .‏ .‏ .‏ لهم قلب متدرِّب في الطمع.‏ .‏ .‏ .‏ قد تركوا الطريق المستقيم فضلّوا.‏» —‏ ٢ بطرس ٢:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      التربية الجنسية في المدارس

      كشفت دراسة في الولايات المتحدة لنحو ٠٠٠‏,١٠ انثى عزباء في سنّ الدراسة الثانوية ان «المعرفة،‏ المقيسة بعدد مقرَّرات التربية الجنسية والمعرفة المزعومة حول تحديد النسل،‏» لم يكن لها تأثير في معدلات الحبل خارج نطاق الزواج عند المراهقات.‏ ومع ذلك،‏ يكون ردّ فعل بعض المدارس العامة ازاء الوباء تقديم رفالات مجانية لتلاميذها،‏ على الرغم من ان هذه الممارسة تثير مناقشات حادة.‏

      ذكرت تلميذة في المدرسة الثانوية بعمر ١٧ سنة اجرت معها صحيفة كلڠاري هيرالد (‏بالانكليزية)‏ مقابلة:‏ «الواقع هو ان غالبية المراهقين في المدرسة الثانوية يمارسون الجنس .‏ .‏ .‏،‏ حتى بعض البالغين من العمر ١٢ سنة.‏»‏

      ما هو الحب والالتزام؟‏

      الحب،‏ الثقة،‏ والعِشْرة العزيزة ليست نتائج آلية للانجذاب الجنسي الفوري او لإرضاء الدوافع الجنسية.‏ فالاتصال الجنسي وحده لا يمكن ان يخلق حبا حقيقيا.‏ فالحب والألفة يتولَّدان في قلبَي شخصَين يهتم واحدهما بأمر الآخر،‏ شخصَين يلتزمان ان يبنيا علاقة دائمة.‏

      ان العلاقات العابرة تترك الشخص غير آمن،‏ وحيدا،‏ وربما مصابا بمرض ينتقل جنسيا كالأيدز.‏ والكلمات الموجودة في ٢ بطرس ٢:‏١٩ قد تصف جيدا مؤيِّدي الحرية الجنسية:‏ «واعدين اياهم بالحرية وهم انفسهم عبيد الفساد.‏ لأن ما انغلب منه احد فهو له مستعبَد ايضا.‏»‏

      نشر مجلس المسؤولية الاجتماعية لكنيسة انكلترا تقريره في حزيران ١٩٩٥ بعنوان «شيء للاحتفال به.‏» وبتباين واضح مع مشورة الكتاب المقدس،‏ ح‍ثّ المجلسُ الكنيسةَ على «حذف عبارة ‹العيش في الخطيئة› وهجر موقف ادانة الذين يعيشون معا دون تزوُّج،‏» كما قالت ذا تورونتو ستار.‏ وأوصى التقرير بأن «رعايا الكنيسة يجب ان يقبلوا الذين يعيشون معا دون تزوُّج،‏ يصغوا اليهم،‏ يتعلَّموا منهم،‏ .‏ .‏ .‏ وهكذا قد يكتشف الجميع وجود اللّٰه في حياتهم.‏»‏

      ماذا دعا يسوع مثل هؤلاء القادة الدينيين؟‏ بدون شك ‹قادة عميانا.‏› وماذا عن الذين يتبعون مثل هؤلاء القادة؟‏ حاجّ:‏ «إن كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة.‏» ودون ادنى شك،‏ ذكر يسوع بوضوح ان ‹الزنى› و‹الفسق [‹العهارة›،‏ ع‌ج‏]› هما بين الامور «التي تنجس الانسان.‏» —‏ متى ١٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏،‏ ١٨-‏٢٠ ‏.‏

      بوجود هذه العوامل المختلفة التي تشوِّه وتستغل الجنس،‏ كيف يمكن للشخص،‏ وللاحداث خصوصا،‏ ان يتحرَّروا من هاجس الجنس؟‏ ما هو سرّ العلاقات الممتعة الطويلة الامد؟‏ ستركِّز المقالة التالية على ما يمكن ان يفعله الوالدون لمساعدة الاحداث على الاستعداد للمستقبل.‏

  • ماذا يصوغ موقفكم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • انماط الحياة الجنسية

      المدمنون على الولوع:‏ يحبون ان يقعوا في الحب،‏ لذلك ينتقلون من علاقة غرامية الى اخرى حالما تزول اثارة الولع.‏ وابتكر هذا الاصطلاح الدكتور مايكل ليبُوِيتس،‏ من معهد الطب النفسي لولاية نيويورك.‏

      اصحاب الزيجات المتتالية:‏ ان الاشخاص الذين يقيمون سلسلة متتالية من علاقات الحب التي تشمل الاجراءات الشرعية للزواج،‏ الطلاق،‏ والزواج من جديد يحدِّد علماء الاجتماع هويتهم بهذه الطريقة.‏

      الوحوش الجنسيون:‏ يسعون الى اظهار براعتهم الجنسية بحيازة عدة شركاء،‏ كما يعلِّق لوثر بايكر،‏ پروفسور في الدراسات العائلية وحائز شهادة كاختصاصي في معالجة الجنس.‏ ويُستعمل ايضا الاصطلاح الآن للمتحرِّشين بالاولاد.‏

  • مواجهة التحدي
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | حزيران (‏يونيو)‏ ٨
    • مواجهة التحدي

      يبتدئ الهجوم على الآداب الجنسية في وقت باكر من الحياة بسبب توفُّر التلفزيون،‏ الكتب،‏ المجلات،‏ الافلام،‏ والموسيقى التي تُبرز الجنس.‏ ويُدفع الاحداث الى تبنّي انماط سلوك الراشدين الجنسي دون حماية الثبات العاطفي.‏ ويزيد ايضا بعض الوالدين الضغط الجنسي بالسماح بالمواعدة بعمر صغير.‏ ويشجع ضغط النظير على المواعدة،‏ وكثيرون من الاحداث الذين لديهم صديق او صديقة دائمة سرعان ما يتخلون عن حذرهم ويصيرون نشاطى جنسيا.‏ علَّق لوثر بايكر،‏ پروفسور في الدراسات العائلية:‏ «كم هو شائع .‏ .‏ .‏ ان تتورط فتاة مراهقة تشعر بعدم محبة والدَيها .‏ .‏ .‏ في علاقة جنسية مع صديقها بسبب اعتقادها الخاطئ ان ذلك سيحقق الحب والألفة.‏»‏

      غالبا ما يقضي الاحداث سنوات مراهقتهم كأنها فرصتهم الاخيرة في الحياة للانغماس في الملذات بدلا من قضائها في الاستعداد للحياة.‏ قال الپروفسور بايكر:‏ «يصير احداث كثيرون وحوشا جنسيين بسبب افتتانهم بمقدرتهم الجديدة وإقناع نظرائهم لهم بأن البراعة الجنسية هي الطريقة للصيرورة رجلا.‏» وقبل ٣٠ سنة تقريبا،‏ تحسَّر المؤرخ آرنولد تويْنبي بسبب هذا الخداع الذي يُقترف ضد احداثنا،‏ اذ كان يعتقد ان التاريخ اظهر ان جزءا من الطاقة الفكرية الخلَّاقة للعالم الغربي العصري نشأ من القدرة على تأخير ‹الاستيقاظ الجنسي› لدى المراهقين للسماح لهم بالتركيز على اكتساب المعرفة.‏

      الوالدون ذوو التأثير الايجابي

      ان الوالدين الذين لا يسمحون للمراهقين بأن يتواعدوا بهدف التسلية يُظهرون اهتماما حقيقيا بخير وسعادة اولادهم في المستقبل.‏ وبحيازتهم مقاييس ادبية سامية ومحافظتهم على اتصال جيد،‏ يمكنهم ان يؤثروا في حياة اولادهم.‏ وبحسب مجلة الزواج والعائلة (‏بالانكليزية)‏،‏ يشير البحث في السلوك الجنسي للاحداث الى ان «هذا التأثير قد يقود الاولاد الى تأخير نشاطهم الجنسي.‏»‏

      والوالدون الذين يغرسون في اولادهم شعورا قويا بضبط الذات والمسؤولية يحصدون افضل النتائج.‏ تُثبت احدى الدراسات انه «عندما تكون لدى المراهقين ووالديهم قِيَم تشدِّد على المسؤولية،‏ تنخفض على نحو ذي مغزى احتمالات ان تختبر المراهقات الولادة خارج نطاق الزواج.‏» وهذا يتطلب الاشتراك المتصف بالتعاطف في نشاطات الاولاد —‏ مراقبة فروضهم المدرسية؛‏ معرفة الى اين يذهبون ومَن يعاشرون؛‏ رسم اهداف تعليمية واقعية؛‏ والاشتراك في القِيَم الروحية.‏ فالاولاد الذين ينشأون في ظل هذا التفاعل الابوي الحميم سيكون شعورهم نحو انفسهم افضل وسيشعرون بالراحة بشأن سلوكهم الجنسي.‏

      ان افضل نصيحة للوالدين والاولاد على السواء هي الحكمة الموجودة في الكتاب المقدس.‏ فقد أُوصي الوالدون في اسرائيل بأن يعلِّموا اولادهم القِيَم الادبية اللائقة.‏ لقد سألهم يهوه:‏ «ايّ شعب هو عظيم له فرائض وأحكام عادلة مثل كل هذه الشريعة التي انا واضع امامكم اليوم.‏» وكانت هذه ‹الفرائض العادلة› هي ما وجب ان يعلِّموه لاولادهم في دفء وألفة المحيط العائلي.‏ «قصّها على اولادك وتكلَّم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.‏» ونُصح الاولاد:‏ «احفظ وصايا ابيك ولا تترك شريعة امك.‏» ان مثل هذا الاتصال والارشاد اللذين يتصفان بالدفء والألفة من الاب والام كليهما يبنيان موقفا متزنا من الحياة والسلوك الجنسي،‏ الامر الذي ‹يحرس› الحدث طوال حياته.‏ —‏ تثنية ٤:‏٨؛‏ ٦:‏٧؛‏ امثال ٦:‏٢٠،‏ ٢٢‏.‏

      فيا ايها الاحداث،‏ لماذا تخربون مستقبلكم بالاستسلام للدوافع الجنسية؟‏ فسنوات المراهقة هي سبع تقريبا.‏ ويجب ان تُستخدَم للنموّ عقليا وعاطفيا وروحيا،‏ ولتطوير موقف متزن من السلوك الجنسي،‏ استعدادا للسنوات الـ‍ ٥٠ او الـ‍ ٦٠ التالية من الحياة.‏ ويا ايها الوالدون،‏ اتَّخذوا مسؤوليتكم المعطاة من اللّٰه بجدِّية،‏ واحموا اولادكم من غمّ القلب الذي تجلبه الامراض المنتقلة جنسيا والحبل غير المرغوب فيه.‏ (‏جامعة ١١:‏١٠‏)‏ ودعوا اولادكم يرون في حياتكم اليومية كيف تبني المحبة والاعتبار للآخرين علاقات دائمة.‏

      مواجهة التحدي بنجاح

      لا تدعوا هاجس الجنس السائد الآن يشوِّه نظرتكم الى الحياة ويُفسِد فرصتكم لنيل مستقبل سعيد يجلب الاكتفاء.‏ تأملوا في الامثلة العديدة للعلاقات البشرية في الكتاب المقدس.‏ وكونوا على ثقة بأن الحياة والمحبة تبقيان نابضَتين وملآنَتين مغزى لوقت طويل بعد سنوات المراهقة.‏ وعندما يُؤخذ هذا الواقع بجدية انسجاما مع المشيئة الالهية للرجال والنساء المسيحيين،‏ عندئذ يوضع الاساس لاتحاد حميم ودائم لشخصَين يحبان احدهما الآخر.‏

      وعندما تمعنون النظر في الازواج المذكورين في الكتاب المقدس كيعقوب وراحيل،‏ بوعز وراعوث،‏ والفتى الراعي والفتاة الشولمية،‏ ترون شيئا من الانجذاب الجنسي في علاقتهم.‏ ولكن،‏ عندما تقرأون بدقة التكوين الاصحاحين ٢٨ و ٢٩‏،‏ سفر راعوث،‏ ونشيد الانشاد،‏ ستلاحظون ان هنالك اشياء مهمة اخرى تُغني علاقات كهذه.‏a

      اقبلوا تدابير يهوه للحياة

      يفهم يهوه،‏ خالق العرق البشري،‏ السلوك الجنسي البشري والدوافع المرتبطة به.‏ وبمحبة،‏ خلقنا على صورته،‏ ليس بـ‍ «مورِّثات الاختلاط الجنسي،‏» بل بالقدرة على ضبط عواطفنا لتنسجم مع المشيئة الالهية.‏ «هذه هي ارادة اللّٰه .‏ .‏ .‏ أن تمتنعوا عن الزنا أن يعرف كل واحد منكم أن يقتني اناءه بقداسة وكرامة.‏ لا في هوى شهوة كالامم الذين لا يعرفون اللّٰه.‏ أن لا يتطاول احد ويطمع على اخيه في هذا الامر.‏» —‏ ١ تسالونيكي ٤:‏٣-‏٦‏.‏

      وهذا ما يُظهره بوضوح شهود يهوه في كل انحاء العالم.‏ انهم يحترمون مقاييس اللّٰه السامية للرجال والنساء المسيحيين.‏ فيُنظَر الى الكبار السنّ كآ‌باء «والاحداث كإخوة والعجائز كأمهات والحدثات كأخوات بكل طهارة.‏» (‏١ تيموثاوس ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فيا له من محيط آمن ليتمتع به الاحداث والحدثات فيما يبلغون مقدراتهم الكاملة،‏ غير مثقَلين بضغوط المواعدة والتزوُّج قبل الاوان او بالامراض المنتقلة جنسيا!‏ والعائلة المسيحية النشيطة،‏ التي تقوِّيها الجماعة المسيحية،‏ هي ملاذ آمن في عالم مهووس بالجنس.‏

      ولأن الاحداث المسيحيين يطبقون مبادئ الكتاب المقدس في حياتهم،‏ يكونون احرارا من استحواذ الجنس عليهم ويجدون الفرح في الانتباه الى النصيحة المعطاة في كلمة اللّٰه:‏ «افرح ايها الشاب في حداثتك وليسرَّك قلبك في ايام شبابك واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك واعلم انه على هذه الامور كلها يأتي بك اللّٰه الى الدينونة.‏ فانزع الغمّ من قلبك وأبعد الشر عن لحمك لأن الحداثة والشباب باطلان.‏» —‏ جامعة ١١:‏٩،‏ ١٠‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة