مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الصفحة ٢
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • الصفحة ٢

      بطرائق عديدة جعل العالم القيم الحقيقية نفاية.‏ ولكن ماذا عنكم؟‏ هل تعتبرون القيم التي اثبتت جدارتها على مر القرون نفاية؟‏ ام هل تحفظون على نحو حكيم سلَّة المهملات للنفاية وتُبقون القيم قوةً موجِّهة في حياتكم؟‏

  • ماذا يحدث للقيم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • ماذا يحدث للقيم؟‏

      في خطاب عيد الهدنة سنة ١٩٤٨ قال الجنرال عمر ن.‏ برادلي:‏ «لدينا اكثر مما ينبغي من رجال العلم،‏ وأقل مما ينبغي من رجال اللّٰه.‏ لقد ادركنا سر الذرَّة ورفضنا الموعظة على الجبل.‏ .‏ .‏ .‏ وعالمنا هو عالم العمالقة النوويين والاطفال الاخلاقيين.‏ اننا نعرف عن الحرب اكثر مما نعرف عن السلام،‏ وعن القتل اكثر مما نعرف عن العيش.‏» «فالانسانية،‏» قال،‏ «هي في خطر ان توقعها المراهقة الادبية في شرك هذا العالم.‏»‏

      في وقت من الاوقات كانت هنالك قيم تقليدية مؤسسة على مصادر من الكتاب المقدس.‏ ولكن ليس في ما بعد.‏ فالآن تُدفع جانبا وكأنها لم تعد عصرية.‏ وأنماط الحياة الجديدة رائجة.‏ و «الحق» نسبي.‏ وليس هنالك صواب او خطأ بعدُ.‏ ولا حاجة الى ان نكون ديّانين.‏ فكل واحد لديه مجموعته الخاصة من القيم،‏ يقرِّر ما هو صواب له،‏ يعمل ما يرضيه.‏ لا خطأ في العهارة.‏ لا خطأ في الزنا.‏ لا خطأ في الطلاق.‏ لا خطأ في اهمال الاولاد.‏ ولا لوم على ايّ من العواقب —‏ حبل المراهقات المتزايد،‏ ملايين الاجهاضات،‏ حياة الاولاد المتهدِّمة.‏ وبما انه لا خطأ هنالك ولا لوم،‏ لا يوجد ذنب.‏ بهذه الطرائق يرمي العالم القيم الحقيقية في سلَّة النفايات.‏

      قرَّر الزوجان البشريان الاولان ان يحدِّدا لانفسهما ما هو صواب وما هو خطأ.‏ (‏تكوين ٢:‏١٧؛‏ ٣:‏٥‏)‏ واليوم،‏ يقرِّر الملايين انه ليس هنالك صواب ولا خطأ.‏ وإذ تدفعهم الرغبة في فعل ما يشاؤون يطرحون جانبا القيم التقليدية ويصرخون:‏ «الحرية أخيرا!‏ كل شيء يجوز!‏» وما يجوز هو القيود —‏ ثم تتدفق الويلات!‏

      يسأل عنوان رئيسي في مجلة شهيرة،‏ «امة من كذبة؟‏» ويتابع بهذا العرض الوصفي:‏ «رسميو الحكومة ينافقون.‏ العلماء يزيِّفون البحث.‏ العمال يغيِّرون اوراق اعتماد المهنة ليحصلوا على وظائف.‏ فماذا يجري هنا؟‏ الجواب،‏ كما يخاف عدد متزايد من النقّاد الاجتماعيين،‏ هو انحطاط مروِّع في الاستقامة الاساسية.‏»‏

      وتنشر مجلة بارزة اخرى سلسلة من المقالات عن الاخلاق تتخلَّلها طرائف كهذه:‏ صفقات عمل موسومة بالفضيحة،‏ خيانة الثقة العامة،‏ انتهاكات تجري في سلَّم نغم الفشل البشري.‏ اخطاء معترف بها،‏ ولكن ليست اخطاء رديئة،‏ ولا شيء يُحكم عليه الى هذا الحد كخطايا.‏

      وهذه السلسلة من المقالات تختتم:‏ «إذا رغب الاميريكيون في ان يتوصَّلوا الى تسوية اخلاقية ادق قد يحتاجون الى اعادة فحص القيم التي يعرضها المجتمع بشكل مغرٍ جدا امامهم:‏ عمل ممتاز،‏ سلطة سياسية،‏ اغراء جنسي،‏ سقيفة او امتداد مواجه لبحيرة،‏ قتل في السوق.‏ والتحدّي الحقيقي يصير بعدئذ اعادة تحديد للرغبات بحيث يخدمون المجتمع كما يخدمون الذات،‏ تحديد علم اخلاق واحد يوجِّه الوسيلة في حين يحقق ايضا اهدافا صائبة.‏»‏

      والعنوان الرئيسي التالي ظهر في النيويورك تايمز:‏ «قَبِل الموظفون الحكوميون في الولاية ١٠٥ من ١٠٦ رشى مقدَّمة،‏ تقول وكالة الاستخبارات الاميركية.‏» فهل قُدِّمت الرشوة رقم ١٠٦ لرجل مستقيم؟‏ كلا،‏ «فهو لم يعتقد ان الكمية كانت كافية.‏»‏

      واذ تكلم ماثيو تروي،‏ المستشار السابق والزعيم الديمقراطي من كوينز،‏ مدينة نيويورك،‏ عن موضوع «الفساد والاستقامة في الحكومة» اخبر صفا جامعيا بأن الرشى امر مألوف.‏ وأصوات مجلس الولاية جرت المقايضة بها من اجل منصب قاض.‏ و «السعر المعتاد لمنصب قاض في المحكمة العليا للولاية كان ٠٠٠‏,٧٥ دولار،‏ ولمناصب ادنى في المحكمة يبلغ ٠٠٠‏,٣٥ دولار.‏»‏

      والروائي جيمس أ.‏ ميشنر يُبرز أفعال سوء كهذه:‏ تمجيد المجازفين الماليين الذين يكدِّسون مئات الملايين من مال الناس الآخرين،‏ فضائح المطّلعين على خبايا التجارة،‏ محتالون مهيمنون ينسِّقون خدائع الطاولات الخضر،‏ قوى دينية فاضحة تستقتل من اجل المال،‏ أيدز يرعب عامة الشعب،‏ إرهابيون يمزِّقون المجتمع،‏ سياسيون يخرِّبون المتنزَّهات القومية ويسمحون بكوارث بيئية،‏ ادارة تبيع الاسلحة للعدو المعلَن وتحوِّل الارباح بطريقة غير شرعية الى ثورة لاميركا الوسطى.‏

      واستنتاج ميشنر الاجمالي:‏ «ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ لا بد ان تُذكر بأنها العقد البشع،‏ لان الكثير من الامور الكريهة قد ظهرت.‏» وكل ذلك بسبب تطوُّر بسيط واحد:‏ القيم الحقيقية جرى طرحها في سلَّة النفايات.‏

      ووليم ج.‏ بينيت،‏ وزير التربية للولايات المتحدة في ذلك الحين،‏ انتقد الفشل في تعليم القيم الادبية في المدرسة وعدَّد مشاكل المراهقين التي تنتج من هذا الاهمال:‏

      ‏«بند:‏ نحو اربعين في المئة من اللواتي عمرهنَّ ١٤ سنة اليوم سيكنَّ حبالى على الاقل مرة واحدة قبل سن العشرين،‏ وأكثر من نصف هذه الولادات سيكون غير شرعي.‏

      ‏«بند:‏ انتحار المراهقين بلغ حدا عاليا،‏ وهو السبب الرئيسي الثاني لوفيات المراهقين.‏

      ‏«بند:‏ الولايات المتحدة تتقدَّم العالم الصناعي في النسبة المئوية لمستعملي المخدرات الاحداث.‏

      ‏«هل يمكن لمدارسنا ان ‹تحل› هذه المشاكل؟‏ كلا.‏ هل يمكنها ان تساعد؟‏ نعم.‏ هل تفعل ما في وسعها للمساعدة؟‏ كلا.‏

      ‏«ولمَ لا؟‏ جزئيا،‏ لانها غير راغبة في التوجيه الى احد الاهداف الرئيسية للتربية:‏ التربية الاخلاقية.‏ مثلا،‏ خذوا مقالة حديثة تقتبس من عدة مدرسين تربويين من منطقة نيويورك يعلنون ‹انهم يتجنَّبون عمدا محاولة إخبار التلاميذ ما هو صائب وخاطئ اخلاقيا.‏›‏

      ‏«وتخبر المقالة عن دورة تعليمية فعلية لاعطاء المشورة تشمل خمسة عشر من صغار طلاب المدرسة الثانوية وكبارهم.‏ وفي اثناء الدورة التعليمية استنتج التلاميذ ان احدى الرفقاء التلاميذ كانت غبية بإعادتها ٠٠٠‏,١ دولار اميركي وجدتها في محفظة صغيرة في المدرسة.‏» والمرشد لم يصدر حكما على استنتاجهم،‏ موضحا:‏ «اذا انطلقت من قاعدة ما هو صواب وما هو خطأ فأنا عندئذ لست مرشدهم.‏»‏

      ويعلِّق بينيت:‏ «في ما مضى كان المرشد يقدِّم المشورة.‏ وكان يرشد التلاميذ في امور كثيرة —‏ ومن بينها،‏ في الصواب والخطإ.‏»‏

      فشل البيوت،‏ المدارس،‏ الكنائس

      يصير البيت بسرعة قفرا في ما يتعلق بتعليم القيم.‏ وتحطُّم العائلات يجعل البيت غرفة صف فقيرة —‏ كلٌّ من الوالدين يقوم بعمل دنيوي،‏ الطلاق،‏ العائلات ذات الوالد الواحد الذي يقوم بعمل دنيوي،‏ ترك الاولاد لمن تُعنى بهم في غياب الاهل او لمدارس العناية النهارية او وحدهم في بيوت خالية مع تلفزيون كرفيق يحث على الجنس من اجل اللهو ويعلِّم العنف كحلّ للمشاكل.‏ ويعلِّق نورمان پودهورتز محرِّر في عدة صحف على النتائج:‏ «هذه التأثيرات تشمل ازدياد السلوك الاجرامي؛‏ ازدياد استعمال المخدرات والكحول؛‏ ازدياد حبل المراهقات،‏ الاجهاض والامراض التناسلية،‏ وازدياد معدل موت اليفعة من اسباب العنف (‏القتل،‏ حوادث السيارات،‏ الانتحار)‏.‏ والامر الوحيد الذي يبدو انه انحطَّ هو الانجاز الاكاديمي.‏»‏

      يتابع پودهورتز:‏ «اثنان من علماء الاجتماع يجدان دليلا احصائيا واقعيا على ما نعرفه جميعنا بمجرد النظر حولنا.‏ انهما يجدان اناسا اكثر فاكثر يتَّخذ ‹التحقيق الذاتي› بالنسبة اليهم الاولوية على كل القيم الاخرى.‏ ويجدان اناسا اقل فأقل يؤمنون بالتضحية بأنفسهم،‏ او حتى براحتهم،‏ من اجل حاجات ومتطلبات اولادهم.‏ والمدهش ان ثلثين من كل الآباء الاميريكيين يشعرون بأن ‹الآباء يجب ان يكونوا احرارا ليحيوا حياتهم الخاصة حتى ولو عنى ذلك صرف وقت اقل مع اولادهم.‏›»‏

      وجون د.‏ ڠاروود،‏ عندما كان عميد كلية التعليم في جامعة فورت هايز ستيت،‏ كانساس،‏ علَّق على فقدان القيم الحقيقية:‏ «ان فشل بيوتنا،‏ مدارسنا،‏ وكنائسنا في ان تنقل نظام قيم دائما ومتينا الى اولئك الذين تؤثر فيهم جلب الكثير من مشاكلنا اليوم.‏ والمؤرخ البريطاني العظيم آرنولد توينبي يرى في العالم الغربي اليوم انحطاطا في الاستقامة،‏ نقصا في الهدف القومي وتشديدا مشؤوما على المادية،‏ وانحطاطا في الافتخار ببراعة العمل،‏ وانتذارا لمستوى رفيع من الاستهلاك مع التشديد على الإمتاع الذاتي.‏ ويرى في أنماط حياة امتنا الكثير من العوامل التي ادَّت الى سقوط الامبراطورية الرومانية.‏»‏

      وجعل القيم الحقيقية نفاية ترك هذا العالم في مسعى عديم الفطنة وراء الاكثر من كل شيء.‏ واذ يكون غنيا في الاشياء ولكن فقيرا في الروح يُترك الانسان يتعثر ودون توجيه.‏ ونجاته تكمن في الرجوع الى مصدر القيم الحقيقية.‏

  • مصدر القيم الحقيقية
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • مصدر القيم الحقيقية

      ان المبادئ الادبية موجودة في كل المجتمعات البشرية.‏ وسواء رغبوا في الاعتراف بذلك او لا،‏ يشعر جميع الناس بالحاجة الى قوة موجِّهة فوقهم وأعلى منهم.‏ وهم يتطلَّعون فطريا الى قدرة اسمى للعبادة او الخدمة.‏ وهذه قد تكون الشمس،‏ القمر،‏ نجما،‏ جبلا،‏ نهرا،‏ حيوانا،‏ انسانا،‏ او منظَّمة.‏ ومبادئهم الادبية قد تكون معلَنة في واحدة من الكتابات المقدَّسة الكثيرة لحضارات مختلفة.‏ فالحاجة موجودة في الناس في كل مكان.‏ انها فطرية في الانسان.‏

      و «الدين،‏» بحسب الطبيب النفساني المشهور سي.‏ ج.‏ يونغ،‏ «هو موقف فطري مميِّز للانسان،‏ وظواهره يمكن تتبُّعها في كل التاريخ البشري.‏» والعالم الشهير فْرِد هويل كتب عن «المبادئ الادبية الموجودة في كل المجتمعات البشرية» وأضاف:‏ «من السهل ان نبني حجة جديرة بالاعتبار لنُظهر ان الشعور الادبي في الانسان يدوم بالرغم من كل التجارب [والاضطهادات] التي تعمل باستمرار ضده.‏»‏

      والكتاب المعروف على نحو افضل والاوسع انتشارا من كل الكتابات المقدسة،‏ الكتاب المقدس،‏ يعترف بهذا الشعور الادبي المتأصل في الانسان.‏ يقول في رومية ٢:‏١٤،‏ ١٥‏:‏ «لأنه الامم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لأنفسهم الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم شاهدا ايضا ضميرهم وافكارهم فيما بينها مشتكية او محتجّة.‏»‏

      ويعتبر هويل نظرية التطور «رخصة علنية لايّ شكل من اشكال التصرف الانتهازي.‏» ويتابع:‏ «بصراحة،‏ ينتابني اقتناع بأن فلسفة رفض القيم التي يختار ما يُدعى رأيا مثقَّفا ان يتبنّاها عقب نشر كتاب اصل الانواع أَودعت الجنس البشري في مسلك التدمير الذاتي الآلي.‏ وآلة يوم الدينونة ابتدأت حينئذ تتكتك .‏ .‏ .‏ وعدد الناس الذين في هذه الايام يشعرون بأن شيئا ما ينقص المجتمع بشكل رئيسي ليس صغيرا،‏ ولكن من المؤسف انهم يبدِّدون طاقاتهم في الاحتجاج على أمر عديم الشأن بعد آخر.‏»‏

      ذكاء وراء اصل الحياة

      اذًا،‏ بدقة رياضية،‏ يتابع هويل ليُظهر ان احتمالات كون الحياة قد نشأت على الارض بالصدفة هي صفر.‏ ويقول ان العلماء التقليديين قد تحوَّلوا عن فكرة قوة خلاّقة بسبب «التجاوزات الدينية للماضي.‏» ولكنّ هويل يعتقد ان الحياة خُلقت بواسطة قوة ذكية خارجا في الفضاء الكوني.‏ ويعتقد ان ما كان مستحيلا على الارض كان ممكنا في الفضاء الخارجي —‏ ولكنه يسلِّم بأنه حتى خارجا كان هنالك نوع من الذكاء يعمل.‏ وحتى ابسط اشكال الحياة،‏ الجرثومة،‏ معقَّدة بشكل مدهش حتى انه يجب ان يكون الذكاء مشمولا في خلقها،‏ ولكنه لا يجرؤ على دعوة هذا الذكاء اللّٰه.‏

      والآخرون الذين «يشعرون بأن شيئا ما ينقص المجتمع بشكل رئيسي» ليسوا متردِّدين جدا في ذلك.‏ وأحد هؤلاء هو الطبيب النفساني يونغ،‏ المقتبس منه سابقا:‏ «ان الفرد غير الراسخ في اللّٰه لا يمكنه ان يبدي مقاومة بمقدرته الخاصة لتملّقات العالم المادية والادبية.‏ لهذا السبب يحتاج الى دليل الخبرة الروحية فوق الطبيعة البشرية الذي يمكنه وحده ان يحميه من الانغماس المحتوم على العموم.‏»‏

      ورئيس المستشارين فرنسيس ت.‏ مورفي في قسم الاستئناف يقول ان الرجل العصري «لا يعرف المعنى الاساسي لحياته ويشكّ في ان يكون للحياة ايّ معنى.‏ ومهما تكن حججه الادبية فقد اخرج في الواقع اللّٰه من حياته،‏ من مكتبه ومن بيته.‏ لذلك ينقصه مركز ادبي.‏» ومن عالم الرياضة عبَّر هاوارد كوزيل عن الرأي عينه عند مناقشة مشكلة اساءة استعمال المخدرات من قبل الرياضيين.‏ قال:‏ «لم يعد هناك مركز ادبي محدَّد في اميركا .‏ .‏ .‏ وهذه مشكلة للحضارة بكاملها.‏»‏

      ‏«من المستحيل،‏» يقول المحرر في عدة صحف جورجي آن ڠيير،‏ «ان يكون هنالك مجتمع او امة ادبي دون الايمان باللّٰه،‏ لان كل شيء يهبط سريعا الى ‹الأنا،‏› و ‹الأنا› وحده لا معنى له.‏ .‏ .‏ .‏ وعندما يصير ‹الأنا› مقياس كل الاشياء —‏ على حساب اللّٰه،‏ الكنيسة،‏ العائلة والقواعد المقبولة للسلوك البشري المدني والعلماني —‏ نكون في مشكلة.‏»‏

      وقال ألكسندر سولجينيتزِن انه اذا طُلب منه ان يحدِّد بكلمات قليلة الميزة الرئيسية لقرننا الـ‍ ٢٠ يقول:‏ «نسي البشر اللّٰه.‏» وتابع:‏ «ان كامل القرن العشرين يجري امتصاصه الى دُردور الالحاد والتدمير الذاتي.‏ .‏ .‏ .‏ وكل المحاولات لايجاد مخرج من مأزق عالم اليوم تكون غير مجدية إلا اذا وجَّهنا من جديد ضمائرنا،‏ في توبة،‏ الى خالق الجميع:‏ ودون ذلك لا يكون ايّ مخرج مضاء،‏ وسنبحث عنه عبثا.‏»‏

      لستة آلاف سنة جرَّب الانسان ذلك بطريقته،‏ مقرِّرا ما هو صواب وما هو خطأ.‏ والآن فان الميل العصري هو ان تفعل امورك الخاصة —‏ ليس هنالك من صواب وخطإ.‏ وقد سجَّل التاريخ العواقب المريعة لكلتا الطريقتين،‏ مبرهنا انه ليس للانسان ان يهدي خطواته.‏ «توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت.‏» (‏امثال ١٤:‏١٢؛‏ ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ فيهوه اللّٰه صنع الانسان،‏ وهو يعرفه باطنا وظاهرا،‏ وقد زوَّد الخريطة الى السعادة:‏ «سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي.‏» (‏مزمور ١١٩:‏١٠٥‏)‏ وكلمته،‏ الكتاب المقدس،‏ تحدِّد القيم الحقيقية لبركة الانسان.‏ والاطار المرفق يضع قائمة ببعض ما يجب فعله وما لا يجب فعله.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٧]‏

      قيم للعيش بموجبها

      ◂ أَحِبَّ يهوه اللّٰه بكل قلبك،‏ فكرك،‏ نفسك،‏ وقدرتك.‏

      ◂ أَحِبَّ قريبك كنفسك.‏

      ◂ افعل بالآخرين كما تريد ان يفعل الآخرون بك.‏

      ◂ اتَّبع يسوع مثالا لك.‏

      ◂ اغفر للآخرين كما تريد ان يُغفر لك.‏

      ◂ أَكرم اباك وامك.‏

      ◂ في الكرامة مقدِّما الآخرين.‏

      ◂ كن امينا في كل تعاملاتك.‏

      ◂ اتبع السلام مع الجميع.‏

      ◂ اطلب الوداعة،‏ اللطف،‏ ضبط النفس.‏

      ◂ لا تجازِ احدا عن شر بشر.‏

      ◂ اغلب الشر بالخير.‏

      ◂ لا تعبد آلهة باطلة.‏

      ◂ لا تسجد للتماثيل.‏

      ◂ لا تقتل.‏

      ◂ لا تسرق.‏

      ◂ لا تشهد بالزور.‏

      ◂ لا تتخذ اسم اللّٰه باطلا.‏

      ◂ لا تشتهِ ممتلكات قريبك.‏

      ◂ لا تغرب الشمس على غيظك.‏

  • اية قيم تضبط حياتكم؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • اية قيم تضبط حياتكم؟‏

      قبل الاجابة عن هذا السؤال ربما يلزمكم التأمل في هذا الامر:‏ ماذا تريدون من الحياة؟‏ الثروة،‏ الشهرة،‏ الاثارة،‏ المغامرة الشهوانية،‏ الاكتفاء الجنسي؟‏ او ربما كان هدفكم الصيت في الاستقامة،‏ الاحسان،‏ الرأفة،‏ الخدمة العامة،‏ الروحيات؟‏ ومهما كان الامر فإن قاعدة الكتاب المقدس هذه تبقى صحيحة:‏ ‹الذي تزرعه اياه تحصد.‏› —‏ غلاطية ٦:‏٧‏.‏

      اذا جعلتم القيم الحقيقية نفاية يجب ان تكونوا مستعدين لتحمّل العواقب.‏ ويُبرز قاضي المحكمة العليا پول ر.‏ هيوت بعضا منها.‏ واذ ذكر الانجراف بعيدا عن احترام القانون،‏ اللياقة الاجتماعية،‏ والتأديب،‏ قال:‏ «لم تعد الامور سوداء او بيضاء.‏ فكل شيء رمادي.‏ لقد خسرنا الآداب الجيدة.‏ خسرنا اللطف.‏ خسرنا الاحتشام.‏ وأناس أقل يدركون الفرق بين الصواب والخطإ.‏ لقد أُمسك بالخطيئة الآن،‏ لا بالتعدي.‏»‏

      واذ تنمو المعرفة وتزداد القوة هنالك حاجة اكبر الى ان تضبط الآداب استعمالهما.‏ (‏امثال ٢٤:‏٥‏)‏ ومن المؤسف ان ازدياد المعرفة والقوة رافقه انهيار في الآداب.‏ يعلِّق المؤرخ آرنولد توينبي على ذلك قائلا:‏ «مأساوي هو التفكير اننا كنا ناجحين جدا في الحقل التقني في حين ان سجلنا للفشل الادبي لا حدّ له تقريبا.‏ .‏ .‏ .‏ واذا استمرت الفجوة الادبية في الاتساع فانني اتوقع وقتا قد يجول فيه الناس العاديون ومعهم قنابل ذرية في الجيب.‏»‏

      والميل الحالي هو الى خفض القيم الحقيقية واحالة الخطيئة الى مكان القاء النفايات.‏ والموقف هو كذاك الذي للمرأة الزانية في الامثال ٣٠:‏٢٠‏:‏ «كذلك طريق المرأة الزانية.‏ أكلت ومسحت فمها وقالت ما عملت إِثما.‏» لكنّ الخطيئة لا تزال معنا،‏ شديدة وقوية،‏ وانما تعمل تحت اسماء مستعارة كالانفتاح،‏ الحرية،‏ النسبية،‏ توضيح القيم،‏ اللاقضاء —‏ كلها اختُصرت بـ‍ «الآداب الجديدة.‏»‏

      جعل الخطإ يبدو صوابا

      وفي الواقع لم يتغيَّر شيء منذ زمن اشعياء.‏ وكلماته لا تزال تصيب الهدف:‏ «ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين المر حلوا والحلو مرا.‏» (‏اشعياء ٥:‏٢٠‏)‏ ولجعل الاخطاء تبدو صوابا يغيِّرون العلامات على ميزان الحرارة لجعل الحمى طبيعية.‏

      وأية قيم تعطي نتائج جيدة؟‏ اية منها تجعلكم سعداء،‏ تنتج اصدقاء اولياء،‏ تؤدي الى السلام والاكتفاء الداخليين؟‏ هل تريدون صيتا في الاستقامة،‏ الصدق،‏ الاهتمام بالآخرين؟‏ أن تكونوا مستحسنين،‏ محترمين ومحبوبين؟‏ ام تقدِّرون اكثر الحصول على ممتلكات لا حدود لها،‏ لتذوُّق قوة الغنى العظيم؟‏ هل ارضاء الرغبات الجسدية ذو اهمية عظمى؟‏ وهل هو حيوي ان تركِّزوا على التحقيق الذاتي؟‏

      والجنس المحرَّم واسع الانتشار،‏ ويتمتع بتربيتة رضى من وسائل الاعلام والمجتمع بشكل عام.‏ ولكن كم هو مدمِّر للزواج والعائلة وخير الاولاد!‏ وما ينشأ من هذا التساهل الجنسي هو التطرُّفات الفاضحة لانحرافات مضاجعي النظير غير الطبيعية المتفشية جدا اليوم التي تحتملها وحتى توافق عليها بعض اديان العالم المسيحي السائدة.‏ وفي ما يتعلق بممارسات كهذه تسأل كلمة اللّٰه وتجيب:‏ «هل خزوا لانهم عملوا رجسا.‏ بل لم يخزوا خزيا ولم يعرفوا الخجل.‏» —‏ ارميا ٦:‏١٥‏.‏

      شدَّد يسوع على الحاجة الروحية،‏ قائلا:‏ «طوبى للشاعرين بحاجتهم الروحية،‏ لان لهم ملكوت السموات.‏» (‏متى ٥:‏٣‏،‏ ع‌ج)‏ ولكنّ الكثيرين يصرفون النظر عن هذه الحاجة وكأنها ذات قيمة ضئيلة ولا يعملون شيئا لسدِّها؛‏ إلا ان الحياة الخالية منها تنتهي الى الصيرورة سطحية.‏ وحتى بالانجازات العالمية العديدة تبقى حياة كهذه سطحية وتنقصها السعادة الحقيقية والاكتفاء الروحي.‏ ومن المحزن ان اولئك الواعين للحاجة والباحثين عن سدِّها في كنائس العالم المسيحي يخرجون منها فارغين،‏ لأن هنالك في العالم المسيحي،‏ كما أنبأ النبي عاموس،‏ «جوعا .‏ .‏ .‏ لا جوعا للخبز ولا عطشا للماء بل لاستماع كلمات (‏يهوه)‏.‏» —‏ عاموس ٨:‏١١‏.‏

      وبالاضافة الى ذلك،‏ فإن الكثيرين في الكنائس ليسوا راغبين في التعليم الروحي المفيد،‏ بل «حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلِّمين مستحكّة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون الى الخرافات.‏» (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ ورجال الدين وعامة الشعب على السواء يشعرون كما شعر اولئك الذين في ايام اشعياء،‏ قائلين لاولئك الذين يرون الحاجة الروحية:‏ «لا تروا وللناظرين لا تنظروا لنا مستقيمات.‏ كلِّمونا بالناعمات انظروا مخادعات.‏ حيدوا عن الطريق ميلوا عن السبيل اعزلوا من أمامنا قدوس اسرائيل.‏» —‏ اشعياء ٣٠:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      يلزم ان تكون القيم الالهية عميقة في داخلكم.‏ وإذا كان قراركم ان تعكسوا القيم الحقيقية الموصى بها من اللّٰه فان الصيغة التي يجب اتِّباعها هي المدوَّنة في كلمة اللّٰه:‏ ‹اخلعوا الانسان العتيق مع أعماله والبسوا الجديد الذي يتجدَّد للمعرفة حسب صورة خالقه.‏› —‏ كولوسي ٣:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ولكن ربما لا تكون لديكم ثقة بالكتاب المقدس بصفته كلمة اللّٰه.‏ فربما انحرفتم بسبب عقائد كالعذاب الابدي للانفس الخالدة في هاوية نارية،‏ او بسبب النقد الاعلى الذي يضع الكتاب المقدس جانبا كمجرد خرافة،‏ او بسبب سوء سلوك الكارزين الزائفين،‏ المرائين،‏ المغتصبين الاموال المدَّعين كذبا تمثيله.‏

      ان البحث الشخصي سيظهر ان «اجرة الخطية هي موت،‏» لا عذاب في النار؛‏ وأن علم الآثار الحديث يؤكد صحة الكتاب المقدس كتاريخ دقيق،‏ لا خرافة؛‏ وأن الكثيرين من رجال دين العالم المسيحي هم كرجال الدين الكذبة في ازمنة الكتاب المقدس،‏ لا الانبياء والرسل الامناء لتلك الايام.‏ —‏ رومية ٦:‏٢٣؛‏ متى،‏ الاصحاحات ٥-‏٧،‏ ٢٣‏.‏

      ان الكتاب المقدس هو مصدر القيم الحقيقية.‏ وسماحكم لها بأن تضبط حياتكم سيعني رضى اللّٰه وسيقود الى الحياة الابدية في عالم جديد بار حيث «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيون [البشر] والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لان الامور الاولى قد مضت.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏٤؛‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      لذلك اجعلوا القيم الحقيقية الرفيعة في كلمة اللّٰه تضبط حياتكم،‏ مستفيدين منها:‏ «انا (‏يهوه)‏ الهك معلّمك لتنتفع وامشّيك في طريق تسلك فيه.‏ ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرّك كلجج البحر.‏» —‏ اشعياء ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      السلام كنهر

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة