مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • اقتد بإيمان موسى
    برج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • موسی وهو يتلقی الارشاد في حكمة المصريين

      اِقْتَدِ بِإِيمَانِ مُوسَى

      ‏«بِٱلْإِيمَانِ مُوسَى،‏ لَمَّا كَبِرَ،‏ أَبَى أَنْ يُدْعَى ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ».‏ —‏ عب ١١:‏٢٤‏.‏

      مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ مُوسَى عَنِ .‏ .‏ .‏

      • ٱلْفَرْقِ بَيْنَ ٱلْكُنُوزِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

      • ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُهَيِّئُنَا بِهَا يَهْوَهُ لِنُتَمِّمَ ٱلتَّعْيِينَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ؟‏

      • ٱلسَّبَبِ ٱلَّذِي يَجْعَلُنَا نَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى مُكَافَأَتِنَا؟‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيُّ قَرَارٍ ٱتَّخَذَهُ مُوسَى حِينَ بَلَغَ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٤٠ سَنَةً؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ لِمَ ٱتَّخَذَ مُوسَى هٰذَا ٱلْقَرَارَ؟‏

      أَدْرَكَ مُوسَى مَا كَانَ فِي مَقْدُورِهِ ٱلْحُصُولُ عَلَيْهِ فِي مِصْرَ.‏ فَقَدْ رَأَى ٱلْقُصُورَ ٱلْفَخْمَةَ ٱلَّتِي ٱمْتَلَكَهَا ٱلْأَثْرِيَاءُ،‏ ٱنْتَمَى إِلَى ٱلْأُسْرَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ،‏ وَ «تَلَقَّى .‏ .‏ .‏ ٱلْإِرْشَادَ فِي حِكْمَةِ ٱلْمِصْرِيِّينَ كُلِّهَا»،‏ ٱلَّتِي شَمَلَتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱلْفَنَّ وَعِلْمَيِ ٱلْفَلَكِ وَٱلرِّيَاضِيَّاتِ وَغَيْرَهَا.‏ (‏اع ٧:‏٢٢‏)‏ نَعَمْ،‏ كَانَ بِٱسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يَنْعَمَ بِٱلْغِنَى،‏ وَٱلسُّلْطَةِ،‏ وَٱمْتِيَازَاتٍ أُخْرَى لَمْ يَكُنِ ٱلْمِصْرِيُّ ٱلْعَادِيُّ لِيَحْصُلَ عَلَيْهَا إِلَّا فِي أَحْلَامِهِ.‏

      ٢ مَعَ ذٰلِكَ،‏ حِينَ بَلَغَ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٤٠ سَنَةً،‏ ٱتَّخَذَ قَرَارًا لَا بُدَّ أَنَّهُ صَعَقَ ٱلْأُسْرَةَ ٱلْحَاكِمَةَ ٱلْمِصْرِيَّةَ ٱلَّتِي تَبَنَّتْهُ.‏ فَهُوَ لَمْ يَخْتَرْ حَتَّى أَنْ يَعِيشَ حَيَاةَ ٱلْمِصْرِيِّ ٱلْعَادِيِّ،‏ بَلْ حَيَاةَ ٱلْعَبِيدِ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ ٱمْتَلَكَ ٱلْإِيمَانَ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١١:‏​٢٤-‏٢٦‏.‏)‏ فَبِٱلْإِيمَانِ،‏ رَأَى مُوسَى مَا هُوَ أَبْعَدُ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَنْظُورِ حَوْلَهُ.‏ فَبِصِفَتِهِ شَخْصًا رُوحِيًّا،‏ آمَنَ بِيَهْوَهَ ٱلَّذِي «لَا يُرَى» وَآمَنَ بِإِتْمَامِ وُعُودِهِ.‏ —‏ عب ١١:‏٢٧‏.‏

      ٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ ثَلَاثَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ٣ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَرَى مَا هُوَ أَبْعَدُ مِمَّا نَرَاهُ بِأَعْيُنِنَا ٱلْحَرْفِيَّةِ.‏ فَيَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ «مِمَّنْ لَهُمْ إِيمَانٌ».‏ (‏عب ١٠:‏​٣٨،‏ ٣٩‏)‏ وَكَيْ نُقَوِّيَ إِيمَانَنَا،‏ لِنَتَفَحَّصْ مَا كُتِبَ عَنْ مُوسَى فِي ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:‏​٢٤-‏٢٦‏.‏ وَفِيمَا نَفْعَلُ ذٰلِكَ،‏ لِنَبْحَثْ عَنْ أَجْوِبَةِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ كَيْفَ دَفَعَ ٱلْإِيمَانُ مُوسَى إِلَى رَفْضِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ؟‏ كَيْفَ سَاعَدَهُ ٱلْإِيمَانُ عَلَى تَقْدِيرِ ٱمْتِيَازَاتِ خِدْمَتِهِ حِينَ لَحِقَ بِهِ ٱلتَّعْيِيرُ؟‏ وَلِمَاذَا «كَانَ يَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ»؟‏

      رَفَضَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةَ

      ٤ مَاذَا أَدْرَكَ مُوسَى بِشَأْنِ ‹ٱلتَّمَتُّعِ بِٱلْخَطِيَّةِ›؟‏

      ٤ أَدْرَكَ مُوسَى،‏ بِعَيْنَيِ ٱلْإِيمَانِ،‏ أَنَّ ‹ٱلتَّمَتُّعَ بِٱلْخَطِيَّةِ› وَقْتِيٌّ.‏ لَرُبَّمَا كَانَ شَخْصٌ غَيْرُهُ سَيُفَكِّرُ:‏ ‹صَحِيحٌ أَنَّ مِصْرَ مُنْغَمِسَةٌ فِي ٱلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْأَرْوَاحِيَّةِ،‏ إِلَّا أَنَّهَا قُوَّةٌ عَالَمِيَّةٌ فِي حِينِ أَنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ هُمْ مُجَرَّدُ عَبِيدٍ›.‏ لٰكِنَّ مُوسَى أَدْرَكَ أَنَّ ٱللّٰهَ فِي وِسْعِهِ أَنْ يَقْلِبَ ٱلْوَضْعَ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ.‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلْأَشْرَارَ بَدَوْا مُزْدَهِرِينَ،‏ آمَنَ مُوسَى بِأَنَّهُمْ سَيَهْلَكُونَ لَا مَحَالَةَ.‏ نَتِيجَةَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يُغْرَ بِـ‍ «ٱلتَّمَتُّعِ ٱلْوَقْتِيِّ بِٱلْخَطِيَّةِ».‏

      ٥ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُقَاوِمَ «ٱلتَّمَتُّعَ ٱلْوَقْتِيَّ بِٱلْخَطِيَّةِ»؟‏

      ٥ وَكَيْفَ يُمْكِنُكَ مُقَاوَمَةُ «ٱلتَّمَتُّعِ ٱلْوَقْتِيِّ بِٱلْخَطِيَّةِ»؟‏ لَا تَنْسَ أَبَدًا أَنَّ ٱللَّذَّةَ ٱلْخَاطِئَةَ سَرِيعَةُ ٱلزَّوَالِ.‏ فَعَلَيْكَ أَنْ تَرَى بِعَيْنَيِ ٱلْإِيمَانِ أَنَّ «ٱلْعَالَمَ يَزُولُ وَكَذٰلِكَ شَهْوَتُهُ».‏ (‏١ يو ٢:‏​١٥-‏١٧‏)‏ تَأَمَّلْ فِي عَاقِبَةِ ٱلْخُطَاةِ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ.‏ فَهُمْ «فِي مَزَالِقَ» وَ ‹سَيَفْنَوْنَ مِنَ ٱلْأَهْوَالِ›.‏ (‏مز ٧٣:‏​١٨،‏ ١٩‏)‏ وَحِينَ تُغْرَى بِٱلِٱنْهِمَاكِ فِي سُلُوكٍ خَاطِئٍ،‏ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ أَرْغَبُ فِيهِ لِنَفْسِي؟‏›.‏

      ٦ (‏أ)‏ لِمَ رَفَضَ مُوسَى «أَنْ يُدْعَى ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ»؟‏ (‏ب)‏ لِمَ ٱتَّخَذَ مُوسَى ٱلْقَرَارَ ٱلصَّائِبَ بِرَأْيِكَ؟‏

      ٦ كَذٰلِكَ،‏ سَاعَدَ ٱلْإِيمَانُ مُوسَى أَنْ يَخْتَارَ نَمَطَ ٱلْحَيَاةِ ٱلَّذِي سَيَعِيشُهُ.‏ ‹فَبِٱلْإِيمَانِ،‏ لَمَّا كَبِرَ،‏ أَبَى أَنْ يُدْعَى ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ›.‏ (‏عب ١١:‏٢٤‏)‏ فَهُوَ لَمْ يُحَلِّلْ أَنَّ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَخْدُمَ ٱللّٰهَ كَعُضْوٍ فِي ٱلْبَلَاطِ ٱلْمَلَكِيِّ وَمِنْ ثُمَّ أَنْ يَسْتَخْدِمَ ثَرْوَتَهُ وَمَكَانَتَهُ لِيُسَاعِدَ إِخْوَتَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ صَمَّمَ أَنْ يُحِبَّ يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَنَفْسِهِ وَقُوَّتِهِ.‏ (‏تث ٦:‏٥‏)‏ وَقَدْ جَنَّبَهُ هٰذَا ٱلْقَرَارُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمُعَانَاةِ.‏ فَٱلْعَدِيدُ مِنْ كُنُوزِ مِصْرَ ٱلَّتِي تَخَلَّى عَنْهَا سُرْعَانَ مَا سَلَبَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْفُسُهُمْ.‏ (‏خر ١٢:‏​٣٥،‏ ٣٦‏)‏ كَمَا أَنَّ فِرْعَوْنَ أُذِلَّ وَقَضَى غَرَقًا فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ.‏ (‏مز ١٣٦:‏١٥‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ حَفِظَ يَهْوَهُ مُوسَى حَيًّا وَٱسْتَخْدَمَهُ فِي قِيَادَةِ أُمَّةٍ كَامِلَةٍ إِلَى بَرِّ ٱلْأَمَانِ.‏ فَكَانَتْ حَيَاتُهُ ذَاتَ مَعْنًى حَقِيقِيٍّ.‏

      ٧ (‏أ)‏ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَرَى أَبْعَدَ مِمَّا نَرَاهُ بِأَعْيُنِنَا ٱلْحَرْفِيَّةِ ٱنْسِجَامًا مَعَ مَتَّى ٦:‏​١٩-‏٢١‏؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلْفَرْقِ بَيْنَ ٱلْكُنُوزِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَٱلرُّوحِيَّةِ؟‏

      ٧ إِذَا كُنْتَ خَادِمًا لِيَهْوَهَ شَابًّا،‏ فَكَيْفَ يُسَاعِدُكَ ٱلْإِيمَانُ أَنْ تَخْتَارَ مَا سَتَفْعَلُهُ فِي حَيَاتِكَ؟‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلتَّخْطِيطُ لِلْمُسْتَقْبَلِ،‏ وَلٰكِنْ هَلْ يَدْفَعُكَ ٱلْإِيمَانُ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ أَنْ تَدَّخِرَ لِنَفْسِكَ «كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ»،‏ أَيْ أَنْ تُخَطِّطَ لِمُسْتَقْبَلٍ أَبَدِيٍّ لَا وَقْتِيٍّ ‏؟‏ (‏اقرأ متى ٦:‏​١٩-‏٢١‏.‏)‏ هٰذَا هُوَ ٱلْخِيَارُ ٱلَّذِي كَانَ عَلَى رَاقِصَةِ بَالِيه مَوْهُوبَةٍ ٱسْمُهَا صُوفِي أَنْ تَتَّخِذَهُ.‏ فَقَدْ عَرَضَتْ عَلَيْهَا فِرَقُ بَالِيه فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ مِنَحًا دِرَاسِيَّةً وَفُرَصَ عَمَلٍ لَا تُفَوَّتُ.‏ تَعْتَرِفُ قَائِلَةً:‏ «كَانَ حُبُّ ٱلْمُعْجَبِينَ لِي يُشْعِرُنِي بِٱلْحَمَاسَةِ.‏ وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ،‏ أَحْسَسْتُ أَنَّنِي أَفُوقُ نُظَرَائِي.‏ لٰكِنَّنِي لَمْ أَكُنْ سَعِيدَةً».‏ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ شَاهَدَتْ صُوفِي فِيلْمَ ٱلْفِيدْيُو اَلْأَحْدَاثُ يَسْأَلُونَ:‏ مَا هِيَ أَهْدَافِي فِي ٱلْحَيَاةِ؟‏.‏ تَقُولُ:‏ «أَدْرَكْتُ أَنَّ ٱلْعَالَمَ أَعْطَانِي ٱلنَّجَاحَ وَٱلْمُعْجَبِينَ مُقَابِلَ ٱلتَّخَلِّي عَنْ تَعَبُّدِي ٱلْمُطْلَقِ لِيَهْوَهَ.‏ فَصَلَّيْتُ إِلَيْهِ بِحَرَارَةٍ،‏ وَمِنْ ثُمَّ ٱسْتَقَلْتُ مِنْ مِهْنَتِي كَرَاقِصَةٍ».‏ وَكَيْفَ تَشْعُرُ تِجَاهَ قَرَارِهَا؟‏ «لَا أَشْتَاقُ إِلَى حَيَاتِي ٱلْقَدِيمَةِ.‏ فَٱلْيَوْمَ،‏ أَنَا سَعِيدَةٌ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ،‏ وَأَخْدُمُ فَاتِحَةً إِلَى جَانِبِ زَوْجِي.‏ وَمَعَ أَنَّنَا لَا نَتَمَتَّعُ بِٱلشُّهْرَةِ وَلَا بِٱلثَّرَاءِ،‏ لَدَيْنَا عَلَاقَةٌ لَصِيقَةٌ بِيَهْوَهَ،‏ تَلَامِيذُ نَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَهُمْ،‏ وَأَهْدَافٌ رُوحِيَّةٌ.‏ وَأَنَا لَا أَشْعُرُ بِٱلنَّدَمِ إِطْلَاقًا».‏

      ٨ أَيَّةُ نَصِيحَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُسَاعِدُ ٱلشَّابَّ أَنْ يُقَرِّرَ أَيَّ نَمَطِ حَيَاةٍ سَيَخْتَارُهُ؟‏

      ٨ يَعْرِفُ يَهْوَهُ مَا هُوَ ٱلْأَفْضَلُ لَكَ.‏ قَالَ مُوسَى:‏ «مَا ٱلَّذِي يَطْلُبُهُ مِنْكَ يَهْوَهُ إِلٰهُكَ إِلَّا أَنْ تَخَافَ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ،‏ فَتَسْلُكَ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَتُحِبَّهُ وَتَخْدُمَ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَكُلِّ نَفْسِكَ،‏ وَتَحْفَظَ وَصَايَا يَهْوَهَ وَسُنَنَهُ ٱلَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا ٱلْيَوْمَ لِخَيْرِكَ؟‏».‏ (‏تث ١٠:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ فَبَيْنَمَا لَا تَزَالُ شَابًّا،‏ ٱخْتَرْ نَمَطَ حَيَاةٍ يُمَكِّنُكَ مِنْ أَنْ تُحِبَّ يَهْوَهَ وَتَخْدُمَهُ «بِكُلِّ قَلْبِكَ وَكُلِّ نَفْسِكَ».‏ وَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ قَرَارًا كَهٰذَا سَيَكُونُ «لِخَيْرِكَ».‏

      أَظْهَرَ ٱلتَّقْدِيرَ لِٱمْتِيَازَاتِ خِدْمَتِهِ

      ٩ لِمَ رُبَّمَا كَانَ مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ يُتَمِّمَ مُوسَى تَعْيِينَهُ؟‏

      ٩ «اِعْتَبَرَ [مُوسَى] عَارَ ٱلْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ كُنُوزِ مِصْرَ».‏ (‏عب ١١:‏٢٦‏)‏ فَهُوَ عُيِّنَ ‹مَسِيحًا›،‏ أَوْ مَمْسُوحًا،‏ بِمَعْنَى أَنَّ يَهْوَهَ ٱخْتَارَهُ لِيُخْرِجَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.‏ وَقَدْ عَرَفَ مُوسَى أَنَّ ٱلْقِيَامَ بِتَفْوِيضِهِ سَيَكُونُ صَعْبًا،‏ حَتَّى إِنَّهُ سَيَجْلُبُ لَهُ ‹ٱلْعَارَ›.‏ فَأَحَدُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَالَ لَهُ سَابِقًا بِسُخْرِيَةٍ:‏ «مَنْ عَيَّنَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟‏».‏ (‏خر ٢:‏​١٣،‏ ١٤‏)‏ وَفِي مَا بَعْدُ،‏ سَأَلَ مُوسَى يَهْوَهَ:‏ «كَيْفَ يَسْمَعُ لِي فِرْعَوْنُ؟‏».‏ (‏خر ٦:‏١٢‏)‏ فَلِكَيْ يُهَيِّئَ مُوسَى نَفْسَهُ لِلتَّعْيِيرِ وَيَصْمُدَ فِي وَجْهِهِ،‏ أَخْبَرَ يَهْوَهَ عَنْ مَخَاوِفِهِ وَهُمُومِهِ.‏ فَكَيْفَ سَاعَدَهُ يَهْوَهُ عَلَى إِتْمَامِ تَعْيِينِهِ ٱلصَّعْبِ؟‏

      ١٠ كَيْفَ هَيَّأَ يَهْوَهُ مُوسَى لِيُتَمِّمَ تَعْيِينَهُ؟‏

      ١٠ أَوَّلًا،‏ أَكَّدَ يَهْوَهُ لِمُوسَى:‏ «أَنَا أَكُونُ مَعَكَ».‏ (‏خر ٣:‏١٢‏)‏ ثَانِيًا،‏ بَعَثَ ٱلثِّقَةَ فِي نَفْسِهِ حِينَ شَرَحَ لَهُ أَحَدَ أَوْجُهِ مَعْنَى ٱسْمِهِ:‏ «أَنَا أَصِيرُ مَا أَشَاءُ أَنْ أَصِيرَ».‏a (‏خر ٣:‏١٤‏)‏ ثَالِثًا،‏ وَهَبَ يَهْوَهُ مُوسَى قُوَّةً عَجَائِبِيَّةً لِيُبَرْهِنَ بِوَاسِطَتِهَا أَنَّ ٱللّٰهَ هُوَ مَنْ أَرْسَلَهُ.‏ (‏خر ٤:‏​٢-‏٥‏)‏ وَرَابِعًا،‏ عَيَّنَ هَارُونَ كَشَرِيكٍ لَهُ وَنَاطِقٍ بِٱسْمِهِ لِيُسَاعِدَهُ عَلَى إِتْمَامِ تَعْيِينِهِ.‏ (‏خر ٤:‏​١٤-‏١٦‏)‏ وَقَدْ كَانَ مُوسَى فِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ مُقْتَنِعًا أَنَّ ٱللّٰهَ يُهَيِّئُ خُدَّامَهُ لِيُتَمِّمُوا أَيَّ تَعْيِينٍ يُوكِلُهُ إِلَيْهِمْ.‏ فَٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ لِخَلَفِهِ يَشُوعَ بِكُلِّ ثِقَةٍ:‏ «يَهْوَهُ سَائِرٌ أَمَامَكَ.‏ هُوَ يَكُونُ مَعَكَ.‏ لَا يَهْجُرُكَ وَلَا يَتَخَلَّى عَنْكَ.‏ لَا تَخَفْ وَلَا تَرْتَعْ».‏ —‏ تث ٣١:‏٨‏.‏

      ١١ لِمَ قَدَّرَ مُوسَى تَعْيِينَهُ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ؟‏

      ١١ وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلدَّعْمِ ٱلَّذِي قَدَّمَهُ يَهْوَهُ،‏ قَدَّرَ مُوسَى حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ تَعْيِينَهُ ٱلصَّعْبَ،‏ مُعْتَبِرًا إِيَّاهُ «أَعْظَمَ مِنْ كُنُوزِ مِصْرَ».‏ فَمَا هِيَ خِدْمَةُ فِرْعَوْنَ مُقَارَنَةً بِخِدْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟‏ وَمَا قِيمَةُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ أَمِيرًا مِصْرِيًّا مُقَارَنَةً بِكَوْنِهِ ‹مَسِيحَ› يَهْوَهَ،‏ أَيْ مُعَيَّنًا مِنْ قِبَلِهِ؟‏ وَلِأَنَّ مُوسَى أَعْرَبَ عَنْ تَقْدِيرٍ لِٱمْتِيَازِ خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ حَصَدَ ٱلْمُكَافَآ‌تِ.‏ فَقَدْ تَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ خُصُوصِيَّةٍ بِهِ،‏ فَتَمَكَّنَ مِنَ ٱلْقِيَامِ ‹بِأَعْمَالٍ مَهِيبَةٍ› وَهُوَ يَقُودُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ —‏ تث ٣٤:‏​١٠-‏١٢‏.‏

      ١٢ أَيَّةُ ٱمْتِيَازَاتٍ يُعْطِينَا إِيَّاهَا يَهْوَهُ يَجِبُ أَنْ نُقَدِّرَهَا؟‏

      ١٢ نَحْنُ أَيْضًا لَدَيْنَا تَعْيِينٌ لِنَقُومَ بِهِ.‏ فَقَدْ أَوْكَلَ إِلَيْنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱبْنِهِ ٱمْتِيَازَ ٱلْقِيَامِ بِخِدْمَةٍ كَمَا أَوْكَلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُولُسَ وَغَيْرِهِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ تيموثاوس ١:‏​١٢-‏١٤‏.‏)‏ فَلَدَيْنَا جَمِيعًا ٱمْتِيَازُ ٱلْمُنَادَاةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَٱلْبَعْضُ مُنْخَرِطُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ هٰذَا وَإِنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ ٱلنَّاضِجِينَ يَخْدُمُونَ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ كَخُدَّامٍ مُسَاعِدِينَ أَوْ شُيُوخٍ.‏ لٰكِنَّ أَعْضَاءَ عَائِلَتِكَ غَيْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَغَيْرَهُمْ قَدْ يَحُطُّونَ مِنْ قَدْرِ هٰذِهِ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ أَوْ حَتَّى يُعَيِّرُونَكَ بِسَبَبِ إِعْرَابِكَ عَنِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏ (‏مت ١٠:‏​٣٤-‏٣٧‏)‏ فَإِنْ نَجَحُوا فِي إِحْبَاطِكَ وَبَدَأْتَ تَتَسَاءَلُ مَا إِذَا كَانَتْ تَضْحِيَاتُكَ قَيِّمَةً أَوْ مَا إِذَا كَانَ بِٱسْتِطَاعَتِكَ إِتْمَامُ تَعْيِينِكَ،‏ يُسَاعِدُكَ ٱلْإِيمَانُ عَلَى ٱلثَّبَاتِ بِٱحْتِمَالٍ.‏ كَيْفَ؟‏

      ١٣ كَيْفَ يُهَيِّئُنَا يَهْوَهُ لِنُتَمِّمَ تَعْيِينَاتِنَا ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةَ؟‏

      ١٣ تَضَرَّعْ إِلَى يَهْوَهَ بِإِيمَانٍ كَيْ يَمُدَّكَ بِٱلدَّعْمِ وَأَخْبِرْهُ عَنْ مَخَاوِفِكَ وَهُمُومِكَ.‏ فَيَهْوَهُ هُوَ مَنْ أَوْكَلَ إِلَيْكَ ٱلتَّعْيِينَ وَسَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَنْجَحَ فِيهِ بِٱلطَّرَائِقِ ذَاتِهَا ٱلَّتِي سَاعَدَ بِهَا مُوسَى.‏ أَوَّلًا،‏ يُطَمْئِنُكَ يَهْوَهُ:‏ «أُشَدِّدُكَ وَأُعِينُكَ.‏ أَعْضُدُكَ بِيَمِينِ بِرِّي».‏ (‏اش ٤١:‏١٠‏)‏ ثَانِيًا،‏ يُذَكِّرُكَ أَنَّ وُعُودَهُ جَدِيرَةٌ بِٱلثِّقَةِ،‏ بِقَوْلِهِ:‏ «قَدْ تَكَلَّمْتُ بِذٰلِكَ وَسَآ‌تِي بِهِ.‏ قَدْ رَسَمْتُهُ وَسَأَفْعَلُهُ».‏ (‏اش ٤٦:‏١١‏)‏ ثَالِثًا،‏ يَمْنَحُكَ «ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ» كَيْ تُتَمِّمَ خِدْمَتَكَ.‏ (‏٢ كو ٤:‏٧‏)‏ وَرَابِعًا،‏ يُعْطِيكَ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ،‏ كَيْ تَحْتَمِلَ فِي تَعْيِينِكَ،‏ مَعْشَرَ إِخْوَةٍ عَالَمِيًّا مُؤَلَّفًا مِنْ خُدَّامٍ حَقِيقِيِّينَ ‹يُوَاظِبُونَ عَلَى تَعْزِيَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا وَبِنَاءِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا›.‏ (‏١ تس ٥:‏١١‏)‏ وَفِيمَا يُهَيِّئُكَ يَهْوَهُ لِتُتَمِّمَ تَعْيِينَاتِكَ،‏ سَيَنْمُو إِيمَانُكَ بِهِ وَسَتَعْتَبِرُ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ ٱلَّتِي تَنَالُهَا فِي خِدْمَتِهِ كُنُوزًا أَعْظَمَ مِنْ أَيِّ كَنْزٍ أَرْضِيٍّ.‏

      ‏«كَانَ يَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ»‏

      ١٤ لِمَ كَانَ مُوسَى وَاثِقًا مِنْ أَنَّهُ سَيَنَالُ ٱلْمُكَافَأَةَ؟‏

      ١٤ «كَانَ [مُوسَى] يَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ».‏ (‏عب ١١:‏٢٦‏)‏ نَعَمْ،‏ سَمَحَ مُوسَى لِمَعْرِفَتِهِ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ —‏ وَلَوْ كَانَتْ مَعْرِفَةً مَحْدُودَةً آنَذَاكَ —‏ أَنْ تَصُوغَ وُجْهَةَ نَظَرِهِ.‏ فَقَدْ كَانَ وَاثِقًا مِنْ قُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِقَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ عَلَى غِرَارِ سَلَفِهِ إِبْرَاهِيمَ.‏ (‏لو ٢٠:‏​٣٧،‏ ٣٨؛‏ عب ١١:‏​١٧-‏١٩‏)‏ وَٱلْبَرَكَاتُ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةُ ٱلَّتِي رَجَاهَا سَاعَدَتْهُ أَلَّا يَعْتَبِرَ ٱلْـ‍ ٤٠ سَنَةً ٱلَّتِي قَضَاهَا كَهَارِبٍ وَٱلْ‍ ٤٠ سَنَةً ٱلَّتِي أَمْضَاهَا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ سِنِينَ ضَائِعَةً مِنْ حَيَاتِهِ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ لَمْ يَمْتَلِكْ كُلَّ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِكَيْفِيَّةِ إِتْمَامِ وُعُودِ ٱللّٰهِ،‏ رَأَى بِعَيْنِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْمُكَافَأَةَ غَيْرَ ٱلْمَنْظُورَةِ.‏

      ١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى مُكَافَأَتِنَا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ تَتُوقُ إِلَى نَيْلِهَا تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

      ١٥ هَلْ ‹تَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى مُكَافَاتِكَ›؟‏ نَحْنُ لَا نَمْتَلِكُ كُلَّ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بُوُعُودِ ٱللّٰهِ شَأْنُنَا شَأْنُ مُوسَى.‏ مَثَلًا،‏ نَحْنُ ‹لَا نَعْرِفُ مَتَى يَكُونُ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُعَيَّنُ› لِلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏ (‏مر ١٣:‏​٣٢،‏ ٣٣‏)‏ لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ عَنِ ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِمَّا عَرَفَ مُوسَى.‏ حَتَّى دُونَ كُلِّ ٱلتَّفَاصِيلِ،‏ لَدَيْنَا مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْوُعُودِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ عَنِ ٱلْحَيَاةِ فِي ظِلِّ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ كَيْ نَنْظُرَ «بِإِمْعَانٍ» إِلَيْهِ.‏ وَسَيَدْفَعُنَا ٱمْتِلَاكُ صُورَةٍ ذِهْنِيَّةٍ وَاضِحَةٍ لِلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ أَنْ نَطْلُبَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا.‏ كَيْفَ؟‏ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي:‏ هَلْ تَشْتَرِي بَيْتًا لَا تَعْرِفُ عَنْهُ سِوَى ٱلْقَلِيلِ؟‏ طَبْعًا لَا!‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ لَا نَقْضِي حَيَاتَنَا سَاعِينَ وَرَاءَ أَمَلٍ مُبْهَمٍ.‏ فَبِوَاسِطَةِ ٱلْإِيمَانِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَرَى صُورَةً وَاضِحَةً عَنِ ٱلْحَيَاةِ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

      مراهق يقرأ رواية من الكتاب المقدس ويتخيل نفسه يتحدث الی احد الخدام الامناء في الفردوس

      كَمْ سَيَكُونُ مُثِيرًا أَنْ نَتَحَدَّثَ إِلَى خُدَّامٍ أُمَنَاءَ مِثْلِ مُوسَى!‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.‏)‏

      ١٦ وَلِكَيْ يَكُونَ لَدَيْكَ صُورَةٌ وَاضِحَةٌ لِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ ‹ٱنْظُرْ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ›،‏ أَيْ تَخَيَّلْ حَيَاتَكَ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا تَدْرُسُ عَنْ شَخْصِيَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي فَتْرَةِ مَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ فَكِّرْ فِي ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي سَتَطْرَحُهَا عَلَيْهِمْ عِنْدَ قِيَامَتِهِمْ.‏ تَخَيَّلِ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلَّتِي قَدْ يَسْأَلُونَهَا عَنْ حَيَاتِكَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ تَصَوَّرْ كَمْ سَتَكُونُ حَمَاسَتُكَ شَدِيدَةً عِنْدَمَا تَلْتَقِي أَسْلَافَكَ ٱلَّذِينَ عَاشُوا مُنْذُ قُرُونٍ خَلَتْ وَتُعَلِّمُهُمْ عَنْ كُلِّ مَا فَعَلَهُ ٱللّٰهُ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ تَخَيَّلْ فَرْحَتَكَ فِيمَا تُرَاقِبُ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلْبَرِّيَّةَ لِتَتَعَلَّمَ عَنْهَا دُونَ أَنْ تَخَافَ مِنْهَا.‏ وَتَأَمَّلْ كَمْ سَتَشْعُرُ أَنَّكَ قَرِيبٌ مِنْ يَهْوَهَ فِيمَا تَتَقَدَّمُ نَحْوَ ٱلْكَمَالِ.‏

      ١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْيَوْمَ ٱمْتِلَاكُ صُورَةٍ وَاضِحَةٍ لِمُكَافَأَتِنَا غَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ؟‏

      ١٧ يُسَاعِدُنَا ٱمْتِلَاكُ صُورَةٍ وَاضِحَةٍ لِمُكَافَأَتِنَا غَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ ٱلشُّعُورِ بِٱلْفَرَحِ،‏ وَٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ فِيمَا نُبْقِي مُسْتَقْبَلَنَا ٱلْأَبَدِيَّ فِي ذِهْنِنَا.‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ:‏ «إِنْ كُنَّا نَرْجُو مَا لَا نَرَاهُ،‏ فَإِنَّنَا نَنْتَظِرُهُ بِٱحْتِمَالٍ».‏ (‏رو ٨:‏٢٥‏)‏ وَهٰذَا يَنْطَبِقُ مِنْ حَيْثُ ٱلْمَبْدَأُ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ فَمَعَ أَنَّنَا لَمْ نَنَلْ بَعْدُ مُكَافَأَتَنَا،‏ إِلَّا أَنَّ إِيمَانَنَا قَوِيٌّ لِدَرَجَةِ أَنَّنَا نَنْتَظِرُ بِصَبْرٍ ٱلْحُصُولَ عَلَيْهَا.‏ وَأُسْوَةً بِمُوسَى،‏ لَا نَعْتَبِرُ سَنَوَاتِ خِدْمَتِنَا لِيَهْوَهَ وَقْتًا ضَائِعًا،‏ بَلْ نَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ ٱلْأُمُورَ «ٱلَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ،‏ وَأَمَّا ٱلَّتِي لَا تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ».‏ —‏ اقرأ ٢ كورنثوس ٤:‏​١٦-‏١٨‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُجَاهِدَ بُغْيَةَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى إِيمَانِنَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٨ يُتِيحُ لَنَا ٱلْإِيمَانُ أَنْ نُمَيِّزَ «ٱلْبُرْهَانَ ٱلْجَلِيَّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى».‏ (‏عب ١١:‏١‏)‏ إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْمَادِّيَّ لَا يَرَى ٱلْقِيمَةَ ٱلْكَبِيرَةَ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ وَيَعْتَبِرُ ٱلْكُنُوزَ ٱلرُّوحِيَّةَ مُجَرَّدَ «حَمَاقَةٍ».‏ (‏١ كو ٢:‏١٤‏)‏ أَمَّا نَحْنُ فَنَرْجُو نَيْلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ وَرُؤْيَةَ قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ،‏ وَهِيَ أُمُورٌ لَا يَرَاهَا ٱلْعَالَمُ.‏ فَمُعْظَمُ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ يَظُنُّونَ أَنَّ ٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي نَكْرِزُ بِهِ هُوَ هُرَاءٌ.‏ وَهُمْ بِذٰلِكَ يُشْبِهُونَ ٱلْفَلَاسِفَةَ فِي أَيَّامِ بُولُسَ ٱلَّذِينَ دَعَوْا هٰذَا ٱلرَّسُولَ ‹مِهْذَارًا› جَاهِلًا يُكْثِرُ مِنَ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي لَا فَائِدَةَ مِنْهُ.‏ —‏ اع ١٧:‏١٨‏.‏

      ١٩ وَبِمَا أَنَّنَا مُحَاطُونَ بِعَالَمٍ عَدِيمِ ٱلْإِيمَانِ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُجَاهِدَ بُغْيَةَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى إِيمَانِنَا.‏ فَلْنَتَضَرَّعْ إِلَى يَهْوَهَ ‹لِكَيْلَا يَتَلَاشَى إِيمَانُنَا›.‏ (‏لو ٢٢:‏٣٢‏)‏ وَعَلَى غِرَارِ مُوسَى،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي عَوَاقِبِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْوَخِيمَةِ،‏ ٱلْقِيمَةِ ٱلْكَبِيرَةِ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ وَرَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ وَهَلْ هٰذَا هُوَ كُلُّ مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مِثَالِ مُوسَى؟‏ كَلَّا.‏ فَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ سَاعَدَهُ إِيمَانُهُ أَنْ يَرَى «مَنْ لَا يُرَى».‏ —‏ عب ١١:‏٢٧‏.‏

      a كَتَبَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ تَعْلِيقًا عَلَى كَلِمَاتِ ٱللّٰهِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْخُرُوج ٣:‏١٤‏:‏ ‹لَا شَيْءَ يُعِيقُ ٱللّٰهَ عَنْ فِعْلِ مَشِيئَتِهِ.‏ كَانَ ٱلِٱسْمُ يَهْوَهُ سَيَصِيرُ مَلْجَأً يَحْتَمِي بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ وَمَصْدَرَ أَمَلٍ وَتَعْزِيَةٍ كَبِيرًا لَهُمْ›.‏

  • هل ترى «مَن لا يُرى»؟‏
    برج المراقبة ٢٠١٤ | ١٥ نيسان (‏ابريل)‏
    • ١-‏ اسرائيليان يرشان دما علی عتبة باب؛‏ ٢-‏ موسی ينظر بإمعان وكأنه يری من لا يُری؛‏ ٣-‏ ام مصرية تمسك بابنها الميت

      هَلْ تَرَى «مَنْ لَا يُرَى»؟‏

      ‏«بَقِيَ رَاسِخًا كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لَا يُرَى».‏ —‏ عب ١١:‏٢٧‏.‏

      كَيْفَ يُمْكِنُ لِرُؤْيَةِ «مَنْ لَا يُرَى» أَنْ .‏ .‏ .‏

      • تَحْمِيَكَ مِنْ خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ؟‏

      • تَدْفَعَكَ إِلَى ٱلْمُشَارَكَةِ كَامِلًا فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ؟‏

      • تُسَاعِدَكَ عَلَى ٱلْبَقَاءِ ثَابِتًا خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ لِمَ بَدَا أَنَّ مُوسَى كَانَ فِي خَطَرٍ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ لِمَ لَمْ يَخَفْ مُوسَى مِنْ غَضَبِ ٱلْمَلِكِ؟‏

      كَانَ فِرْعَوْنُ حَاكِمًا مُرْعِبًا وَإِلٰهًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمِصْرِيِّينَ.‏ فَفِي نَظَرِهِمْ،‏ كَانَ «يَفُوقُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ ٱلْفَانِينَ،‏ فِي ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْقُوَّةِ»،‏ حَسْبَمَا يَذْكُرُ كِتَابُ عِنْدَمَا حَكَمَتْ مِصْرُ ٱلشَّرْقَ.‏ وَلِكَيْ يَبْعَثَ فِرْعَوْنُ ٱلْخَوْفَ فِي نُفُوسِ رَعَايَاهُ،‏ كَانَ يَضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجًا تُزَيِّنُهُ أَفْعَى كُوبْرَا مُتَأَهِّبَةٌ لِلِٱنْقِضَاضِ بِهَدَفِ ٱلتَّذْكِيرِ أَنَّ أَعْدَاءَ ٱلْمَلِكِ يُبَادُونَ سَرِيعًا.‏ فَتَخَيَّلْ إِذًا مَا شَعَرَ بِهِ مُوسَى حِينَ قَالَ لَهُ يَهْوَهُ:‏ «هَلُمَّ أُرْسِلُكَ إِلَى فِرْعَوْنَ،‏ وَأَخْرِجْ شَعْبِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ».‏ —‏ خر ٣:‏١٠‏.‏

      ٢ فَٱنْطَلَقَ مُوسَى إِلَى مِصْرَ وَأَعْلَنَ رِسَالَةَ ٱللّٰهِ،‏ مَا أَثَارَ غَضَبَ فِرْعَوْنَ.‏ وَبَعْدَمَا نَزَلَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ تِسْعُ ضَرَبَاتٍ،‏ حَذَّرَ فِرْعُونُ مُوسَى:‏ «اِحْتَرِزْ!‏ لَا تَرَ وَجْهِي ثَانِيَةً،‏ لِأَنَّكَ يَوْمَ تَرَى وَجْهِي تَمُوتُ».‏ (‏خر ١٠:‏٢٨‏)‏ فَأَنْبَأَ مُوسَى قَبْلَ أَنْ يُغَادِرَ ٱلْبَلَاطَ ٱلْمَلَكِيَّ أَنَّ ٱلِٱبْنَ ٱلْبِكْرَ لِلْمَلِكِ سَيَلْقَى حَتْفَهُ.‏ (‏خر ١١:‏​٤-‏٨‏)‏ ثُمَّ أَوْصَى كُلَّ عَائِلَةٍ إِسْرَائِيلِيَّةٍ أَنْ تَذْبَحَ مِعْزَاةً أَوْ حَمَلًا —‏ حَيَوَانًا مُخَصَّصًا لِعِبَادَةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلْمِصْرِيِّ رَع —‏ وَأَنْ تَرُشَّ دَمَهُ عَلَى عَتَبَةِ بَيْتِهَا.‏ (‏خر ١٢:‏​٥-‏٧‏)‏ فَبِٱلْإِيمَانِ،‏ أَطَاعَ مُوسَى يَهْوَهَ ‹غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ ٱلْمَلِكِ،‏ لِأَنَّهُ بَقِيَ رَاسِخًا كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لَا يُرَى›.‏ —‏ اقرإ العبرانيين ١١:‏​٢٧،‏ ٢٨‏.‏

      ٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَتَعَلَّقُ بِإِيمَانِ مُوسَى سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

      ٣ وَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ إِيمَانُكَ هُوَ مِنَ ٱلْقُوَّةِ بِحَيْثُ إِنَّكَ،‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمَجَازِ،‏ ‹تَرَى ٱللّٰهَ›؟‏ (‏مت ٥:‏٨‏)‏ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي مِثَالِ مُوسَى ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا كَيْ نَرَى «مَنْ لَا يُرَى».‏ فَكَيْفَ حَمَاهُ إِيمَانُهُ بِيَهْوَهَ مِنْ خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ؟‏ كَيْفَ أَعْرَبَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ؟‏ وَكَيْفَ أَمَدَّتْهُ قُدْرَتُهُ عَلَى رُؤْيَةِ «مَنْ لَا يُرَى» بِٱلْقُوَّةِ حِينَ كَانَ هُوَ وَشَعْبُهُ فِي خَطَرٍ؟‏

      لَمْ يَخَفْ «مِنْ غَضَبِ ٱلْمَلِكِ»‏

      ٤ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ وُجْهَةُ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٌ إِلَى مُوسَى مُقَارَنَةً بِفِرْعَوْنَ؟‏

      ٤ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ لَمْ يَكُنْ مُوسَى يُضَاهِي فِرْعَوْنَ ٱلْجَبَّارَ فِي ٱلْقُوَّةِ.‏ فَحَيَاتُهُ وَمُسْتَقْبَلُهُ كَانَا فِي يَدَيْ فِرْعَوْنَ.‏ حَتَّى إِنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ أَدْرَكَ حَقِيقَةَ ٱلْأَمْرِ.‏ وَيَتَّضِحُ ذٰلِكَ مِنَ ٱلسُؤَالِ ٱلَّذِي سَبَقَ أَنْ طَرَحَهُ عَلَى يَهْوَهَ:‏ «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ،‏ وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟‏».‏ (‏خر ٣:‏١١‏)‏ فَقَبْلَ نَحْوِ ٤٠ سَنَةً،‏ فَرَّ مُوسَى هَارِبًا مِنْ مِصْرَ.‏ لِذٰلِكَ،‏ لَرُبَّمَا تَسَاءَلَ:‏ ‹هَلْ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ أَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ وَأُعَرِّضَ نَفْسِي لِغَضَبِ ٱلْمَلِكِ؟‏›.‏

      ٥،‏ ٦ مَاذَا سَاعَدَ مُوسَى أَنْ يَخَافَ يَهْوَهَ لَا فِرْعَوْنَ؟‏

      ٥ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ مُوسَى إِلَى مِصْرَ،‏ عَلَّمَهُ ٱللّٰهُ مَبْدَأً فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ،‏ وَهُوَ ٱلْمَبْدَأُ ذَاتُهُ ٱلَّذِي دَوَّنَهُ مُوسَى لَاحِقًا فِي سِفْرِ أَيُّوبَ:‏ «إِنَّ مَخَافَةَ يَهْوَهَ هِيَ ٱلْحِكْمَةُ».‏ (‏اي ٢٨:‏٢٨‏)‏ فَلِكَيْ يُسَاعِدَ يَهْوَهُ مُوسَى عَلَى ٱكْتِسَابِ هٰذَا ٱلْخَوْفِ وَٱلتَّصَرُّفِ بِحِكْمَةٍ،‏ قَارَنَ نَفْسَهُ —‏ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ —‏ بِٱلْبَشَرِ.‏ فَقَدْ سَأَلَ قَائِلًا:‏ «مَنْ جَعَلَ لِلْإِنْسَانِ فَمًا،‏ أَوْ مَنْ يَجْعَلُهُ أَبْكَمَ أَوْ أَصَمَّ أَوْ بَصِيرًا أَوْ أَعْمَى؟‏ أَمَا هُوَ أَنَا يَهْوَهُ؟‏».‏ —‏ خر ٤:‏١١‏.‏

      ٦ فَأَيُّ دَرْسٍ تَعَلَّمَهُ مُوسَى؟‏ أَلَّا يَشْعُرَ بِٱلْخَوْفِ أَبَدًا.‏ فَيَهْوَهُ هُوَ مَنْ أَرْسَلَهُ وَهُوَ مَنْ سَيُزَوِّدُهُ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِإِيصَالِ رِسَالَةِ ٱللّٰهِ إِلَى فِرْعَوْنَ.‏ كَمَا أَنَّ فِرْعَوْنَ لَمْ يَكُنْ يُضَاهِي يَهْوَهَ مِنْ حَيْثُ ٱلْقُوَّةُ.‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ لَمْ تَكُنْ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي يَتَعَرَّضُ فِيهَا خُدَّامُ ٱللّٰهِ لِلْخَطَرِ فِي ظِلِّ ٱلْحُكْمِ ٱلْمِصْرِيِّ.‏ فَلَعَلَّ مُوسَى تَأَمَّلَ كَيْفَ حَمَاهُ يَهْوَهُ وَكَيْفَ حَمَى سَلَفَيْهِ إِبْرَاهِيمَ وَيُوسُفَ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْفَرَاعِنَةِ ٱلسَّابِقِينَ.‏ (‏تك ١٢:‏​١٧-‏١٩؛‏ ٤١:‏​١٤،‏ ٣٩-‏٤١؛‏ خر ١:‏٢٢–‏٢:‏١٠‏)‏ وَإِذْ رَأَى مُوسَى «مَنْ لَا يُرَى»،‏ مَثَلَ بِشَجَاعَةٍ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَأَبْلَغَهُ بِكُلِّ كَلَامِ يَهْوَهَ.‏

      ٧ كَيْفَ حَمَى ٱلْإِيمَانُ بِيَهْوَهَ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ؟‏

      ٧ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ،‏ حَمَى ٱلْإِيمَانُ بِيَهْوَهَ أُخْتًا ٱسْمُهَا إِيلَّا مِنَ ٱلِٱسْتِسْلَامِ لِخَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ فَعَامَ ١٩٤٩،‏ ٱعْتَقَلَتْهَا لَجْنَةُ أَمْنِ ٱلدَّوْلَةِ ٱلسُّوْفِيَاتِيَّةِ (‏KGB‏)‏ فِي أَسْتُونِيَا.‏ فَجُرِّدَتْ مِنْ ثِيَابِهَا وَرَاحَ ٱلشُّرْطِيُّونَ ٱلشُّبَّانُ يُحَدِّقُونَ إِلَيْهَا،‏ مَا جَعَلَهَا تَشْعُرُ بِٱلذُّلِّ وَٱلْمَهَانَةِ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَمَا صَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ،‏ غَمَرَتِ ٱلسَّكِينَةُ قَلْبَهَا.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ وُضِعَتْ إِيلَّا فِي ٱلسِّجْنِ ٱلِٱنْفِرَادِيِّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ.‏ تُعَلِّقُ قَائِلَةً:‏ «صَرَخَ ٱلْمَسْؤُولُونَ ٱلرَّسْمِيُّونَ فِي وَجْهِي قَائِلِينَ:‏ ‹سَنَعْمَلُ عَلَى أَنْ يُمْحَى ٱسْمُ يَهْوَهَ مِنْ ذَاكِرَةِ ٱلْجَمِيعِ فِي أَسْتُونِيَا!‏ سَتَذْهَبِينَ أَنْتِ إِلَى مُعَسْكَرٍ لِلِٱعْتِقَالِ وَسَيُنْفَى ٱلْآخَرُونَ إِلَى سِيبِيرِيَا!‏›.‏ وَأَضَافُوا مُسْتَهْزِئِينَ:‏ ‹أَيْنَ هُوَ إِلٰهُكِ يَهْوَهُ؟‏›».‏ فَهَلْ خَافَتْ إِيلَّا مِنَ ٱلْإِنْسَانِ أَمْ وَثِقَتْ بِيَهْوَهَ؟‏ عِنْدَ ٱسْتِجْوَابِهَا،‏ قَالَتْ دُونَمَا خَوْفٍ:‏ «لَقَدْ فَكَّرْتُ مَلِيًّا بِٱلْمَوْضُوعِ وَأُفَضِّلُ ٱلْبَقَاءَ فِي ٱلسِّجْنِ وَعَلَاقَتِي بِٱللّٰهِ سَلِيمَةٌ عَلَى نَيْلِ حُرِّيَّتِي وَخِسَارَةِ رِضَاهُ».‏ فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهَا،‏ كَانَ يَهْوَهُ حَقِيقِيًّا،‏ تَمَامًا مِثْلَ أُولٰئِكَ ٱلرِّجَالِ ٱلْوَاقِفِينَ أَمَامَهَا.‏ وَهٰكَذَا،‏ حَافَظَتْ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهَا بِفَضْلِ إِيمَانِهَا.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ مَا هُوَ عِلَاجُ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ؟‏ (‏ب)‏ عَلَى مَنْ يَجِبُ أَنْ تُرَكِّزَ ٱنْتِبَاهَكَ إِذَا شَعَرْتَ أَنَّكَ قَدْ تَقَعُ فِي شَرَكِ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ؟‏

      ٨ يُسَاعِدُكَ ٱلْإِيمَانُ بِيَهْوَهَ أَنْ تَتَغَلَّبَ عَلَى مَخَاوِفِكَ.‏ فَإِنْ حَاوَلَتِ ٱلسُّلُطَاتُ مَنْعَكَ مِنْ عِبَادَةِ ٱللّٰهِ،‏ فَقَدْ يَبْدُو أَنَّ حَيَاتَكَ وَمُسْتَقْبَلَكَ هُمَا بَيْنَ يَدَيْ بَشَرٍ.‏ حَتَّى إِنَّكَ قَدْ تَتَسَاءَلُ مَا إِذَا كَانَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلِٱسْتِمْرَارُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَإِغْضَابُ ٱلسُّلُطَاتِ.‏ وَلٰكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّ عِلَاجَ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ ٱلْإِيمَانُ بِٱللّٰهِ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٢٩:‏٢٥‏.‏)‏ فَلَا دَاعِيَ أَنْ ‹تَخَافَ مِنْ إِنْسَانٍ فَانٍ يَمُوتُ،‏ وَمِنِ ٱبْنِ بَشَرٍ يَصِيرُ كَٱلْعُشْبِ ٱلْأَخْضَرِ›.‏ —‏ اش ٥١:‏​١٢،‏ ١٣‏.‏

      ٩ رَكِّزِ ٱنْتِبَاهَكَ عَلَى أَبِيكَ ٱلْكُلِّيِّ ٱلْقُدْرَةِ.‏ فَهُوَ يَرَى كُلَّ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ مِنَ ٱلظُّلْمِ،‏ يَتَعَاطَفُ مَعَهُمْ،‏ وَيُسَاعِدُهُمْ.‏ (‏خر ٣:‏​٧-‏١٠‏)‏ حَتَّى لَوِ ٱضْطُرِرْتَ إِلَى ٱلدِّفَاعِ عَنْ إِيمَانِكَ أَمَامَ ٱلسُّلُطَاتِ،‏ ‹فَلَا تَحْمِلْ هَمًّا كَيْفَ أَوْ بِمَ تَتَكَلَّمُ،‏ فَإِنَّكَ تُعْطَى فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ›.‏ (‏مت ١٠:‏​١٨-‏٢٠‏)‏ فَٱلْحُكَّامُ وَذَوُو ٱلسُّلْطَةِ لَا يُضَاهُونَ يَهْوَهَ فِي ٱلْقُوَّةِ.‏ نَعَمْ،‏ إِنْ قَوَّيْتَ إِيمَانَكَ ٱلْآنَ،‏ فَسَتَرَى يَهْوَهَ كَشَخْصٍ حَقِيقِيٍّ يَتُوقُ إِلَى مُسَاعَدَتِكَ.‏

      آمَنَ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ

      ١٠ (‏أ)‏ أَيَّةُ إِرْشَادَاتٍ أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي شَهْرِ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ مِنْ عَامِ ١٥١٣ ق‌م؟‏ (‏ب)‏ لِمَ أَطَاعَ مُوسَى إِرْشَادَاتِ ٱللّٰهِ؟‏

      ١٠ فِي شَهْرِ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ مِنْ عَامِ ١٥١٣ ق‌م،‏ أَوْصَى يَهْوَهُ مُوسَى وَهَارُونَ أَنْ يَأْمُرَا ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِذَبْحِ مِعْزَاةٍ أَوْ حَمَلٍ سَلِيمٍ وَرَشِّ دَمِهِ عَلَى عَتَبَةِ بُيُوتِهِمْ.‏ (‏خر ١٢:‏​٣-‏٧‏)‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبَ مُوسَى؟‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْهُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ:‏ «بِٱلْإِيمَانِ ٱحْتَفَلَ بِٱلْفِصْحِ وَرَشَّ ٱلدَّمَ،‏ لِئَلَّا يَمَسَّ ٱلْمُهْلِكُ أَبْكَارَهُمْ».‏ (‏عب ١١:‏٢٨‏)‏ فَقَدْ عَرَفَ مُوسَى أَنَّ بِإِمْكَانِهِ ٱلثِّقَةَ بِيَهْوَهَ وَآمَنَ بِوَعْدِهِ أَنَّهُ سَيَقْتُلُ ٱلْأَبْكَارَ فِي مِصْرَ.‏

      ١١ لِمَ حَذَّرَ مُوسَى ٱلْآخَرِينَ؟‏

      ١١ عَلَى مَا يَبْدُو،‏ كَانَ ٱبْنَا مُوسَى فِي مِدْيَانَ،‏ بَعِيدَيْنِ جِدًّا عَنِ «ٱلْمُهْلِكِ».‏a (‏خر ١٨:‏​١-‏٦‏)‏ رَغْمَ ذٰلِكَ،‏ أَطَاعَ مُوسَى ٱللّٰهَ وَأَبْلَغَ ٱلْعَائِلَاتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّةَ ٱلْأُخْرَى بِمَا طَلَبَهُ يَهْوَهُ مِنْهُ.‏ فَعَلَى ٱلْفَوْرِ،‏ «دَعَا .‏ .‏ .‏ جَمِيعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ:‏ .‏ .‏ .‏ ‹اِذْبَحُوا ٱلْفِصْحَ›».‏ (‏خر ١٢:‏٢١‏)‏ فَمَا ٱلَّذِي دَفَعَهُ إِلَى ذٰلِكَ؟‏ مَحَبَّتُهُ لِلْقَرِيبِ،‏ إِذْ إِنَّهُ عَلِمَ أَنَّ حَيَاةَ ٱلْأَبْكَارِ كَانَتْ فِي خَطَرٍ.‏

      ١٢ أَيَّةُ رِسَالَةٍ مُهِمَّةٍ أَوْصَانَا يَهْوَهُ أَنْ نَنْقُلَهَا؟‏

      ١٢ تَحْتَ ٱلتَّوْجِيهِ ٱلْمَلَائِكِيِّ،‏ يَنْقُلُ شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ رِسَالَةً مُهِمَّةً:‏ «خَافُوا ٱللّٰهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا،‏ لِأَنَّ سَاعَةَ دَيْنُونَتِهِ قَدْ جَاءَتْ،‏ فَٱعْبُدُوا صَانِعَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ ٱلْمِيَاهِ».‏ (‏رؤ ١٤:‏٧‏)‏ وَٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِإِعْلَانِ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ.‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُحَذِّرَ مَنْ حَوْلَنَا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ كَيْ لَا ‹يَنَالُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا›.‏ (‏رؤ ١٨:‏٤‏)‏ وَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› يَنْضَمُّونَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي دَعْوَةِ ٱلْمُبْعَدِينَ عَنِ ٱللّٰهِ أَنْ ‹يَتَصَالَحُوا مَعَهُ›.‏ —‏ يو ١٠:‏١٦؛‏ ٢ كو ٥:‏٢٠‏.‏

      شاهدة ليهوه تستعد للذهاب في الخدمة فيما تتخيل ملائكة يمسكون برياح الدمار

      اَلْإِيمَانُ بِوُعُودِ يَهْوَهَ سَيَزِيدُ رَغْبَتَكَ أَنْ تُشَارِكَ أَكْثَرَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.‏)‏

      ١٣ مَاذَا يَزِيدُ مِنْ رَغْبَتِنَا فِي ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

      ١٣ نَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ «سَاعَةَ دَيْنُونَةِ» يَهْوَهَ قَدْ جَاءَتْ.‏ هٰذَا وَنَثِقُ بِأَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُبَالِغْ فِي مَسْأَلَةِ إِلْحَاحِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ ٱلَّذِي نَقُومُ بِهِ.‏ فَقَدْ رَأَى ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا «أَرْبَعَةَ مَلَائِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا ٱلْأَرْضِ،‏ مُمْسِكِينَ بِأَرْبَعِ رِيَاحِ ٱلْأَرْضِ».‏ (‏رؤ ٧:‏١‏)‏ فَهَلْ تَرَى بِعَيْنِ ٱلْإِيمَانِ أُولٰئِكَ ٱلْمَلَائِكَةَ مُسْتَعِدِّينَ لِإِطْلَاقِ رِيَاحِ دَمَارِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ عَلَى هٰذَا ٱلْعَالَمِ؟‏ إِذَا كَانَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ،‏ فَسَتَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِكُلِّ ثِقَةٍ.‏

      ١٤ مَا ٱلَّذِي يَدْفَعُنَا إِلَى ‹تَحْذِيرِ ٱلشِّرِّيرِ مِنْ طَرِيقِهِ›؟‏

      ١٤ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَحْظَى بِصَدَاقَةِ يَهْوَهَ وَرَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ لٰكِنَّنَا نُدْرِكُ أَنَّنَا مَسْؤُولُونَ عَنْ ‹تَحْذِيرِ ٱلشِّرِّيرِ مِنْ طَرِيقِهِ لِٱسْتِحْيَائِهِ›.‏ ‏(‏اقرأ حزقيال ٣:‏​١٧-‏١٩‏.‏)‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ لَا نَكْرِزُ فَقَطْ كَيْ نَتَجَنَّبَ ذَنْبَ سَفْكِ ٱلدَّمِ.‏ فَنَحْنُ نُحِبُّ يَهْوَهَ وَقَرِيبَنَا.‏ وَقَدْ أَوْضَحَ يَسُوعُ ٱلْمَعْنَى ٱلْحَقِيقِيَّ لِلْمَحَبَّةِ وَٱلرَّحْمَةِ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ.‏ لِذَا،‏ حَرِيٌّ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹هَلْ أَنَا مِثْلُ ٱلسَّامِرِيِّ أَمْ مِثْلُ ٱلْكَاهِنِ وَٱللَّاوِيِّ؟‏ هَلْ تَدْفَعُنِي «ٱلشَّفَقَةُ» إِلَى تَقْدِيمِ ٱلشَّهَادَةِ لِلْآخَرِينَ؟‏ أَمْ إِنِّي «أَجْتَازُ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ»،‏ أَيْ أَخْتَلِقُ ٱلْأَعْذَارَ كَيْ لَا أَكْرِزَ لِلنَّاسِ؟‏›.‏ (‏لو ١٠:‏​٢٥-‏٣٧‏)‏ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ بِوُعُودِ ٱللّٰهِ وَمَحَبَّةَ ٱلْقَرِيبِ سَيَدْفَعَانِنَا إِلَى ٱلْمُشَارَكَةِ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ قَبْلَ فَوَاتِ ٱلْأَوَانِ.‏

      ‏«اِجْتَازُوا فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ»‏

      ١٥ لِمَ أَحَسَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّهُمْ مُحَاصَرُونَ؟‏

      ١٥ إِنَّ إِيمَانَ مُوسَى بِـ‍ «مَنْ لَا يُرَى» سَاعَدَهُ حِينَمَا كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي خَطَرٍ بَعْدَ مُغَادَرَتِهِمْ أَرْضَ مِصْرَ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «رَفَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ عُيُونَهُمْ،‏ فَإِذَا ٱلْمِصْرِيُّونَ سَاعُونَ وَرَاءَهُمْ.‏ فَخَافَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جِدًّا وَصَرَخُوا إِلَى يَهْوَهَ».‏ (‏خر ١٤:‏​١٠-‏١٢‏)‏ فَهَلْ كَانَ هٰذَا ٱلْمَأْزِقُ غَيْرَ مُتَوَقَّعٍ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ فَيَهْوَهُ كَانَ قَدْ أَنْبَأَ:‏ «أَتْرُكُ قَلْبَ فِرْعَوْنَ يَتَصَلَّبُ،‏ فَيَسْعَى وَرَاءَهُمْ وَأَتَمَجَّدُ بِفِرْعَوْنَ وَكُلِّ جَيْشِهِ،‏ وَيَعْرِفُ ٱلْمِصْرِيُّونَ أَنِّي أَنَا يَهْوَهُ».‏ (‏خر ١٤:‏٤‏)‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يَرَوْا إِلَّا مَا بَدَا لِأَعْيُنِهِمِ ٱلْحَرْفِيَّةِ:‏ اَلْبَحْرَ ٱلْأَحْمَرَ ٱلَّذِي قَطَعَ ٱلطَّرِيقَ أَمَامَهُمْ،‏ مَرْكَبَاتِ فِرْعَوْنَ ٱلْحَرْبِيَّةَ ٱلَّتِي تَدْنُو مِنْهُمْ بِسُرْعَةٍ،‏ وَرَاعِيًا عُمْرُهُ ٨٠ سَنَةً يَقُودُهُمْ.‏ فَأَحَسُّوا أَنَّهُمْ مُحَاصَرُونَ.‏

      ١٦ كَيْفَ قَوَّى ٱلْإِيمَانُ مُوسَى عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ؟‏

      ١٦ إِلَّا أَنَّ مُوسَى لَمْ يَخَفْ لِأَنَّهُ رَأَى بِعَيْنِ ٱلْإِيمَانِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ أَوِ ٱلْجَيْشِ ٱلْمِصْرِيِّ.‏ فَقَدِ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَرَى «خَلَاصَ يَهْوَهَ» وَعَرَفَ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُحَارِبُ عَنِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ ‏(‏اقرإ الخروج ١٤:‏​١٣،‏ ١٤‏.‏)‏ فَقَوَّى إِيمَانُ مُوسَى شَعْبَ ٱللّٰهِ وَشَجَّعَهُمْ.‏ وَٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُمْ «بِٱلْإِيمَانِ ٱجْتَازُوا فِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ كَمَا فِي أَرْضٍ يَابِسَةٍ،‏ وَلٰكِنْ لَمَّا تَجَاسَرَ ٱلْمِصْرِيُّونَ عَلَى ٱلْعُبُورِ ٱبْتُلِعُوا».‏ (‏عب ١١:‏٢٩‏)‏ وَهٰكَذَا،‏ «خَافَ ٱلشَّعْبُ يَهْوَهَ وَآمَنُوا بِيَهْوَهَ وَبِخَادِمِهِ مُوسَى».‏ —‏ خر ١٤:‏٣١‏.‏

      ١٧ أَيُّ حَدَثٍ مُسْتَقْبَلِيٍّ سَيَمْتَحِنُ إِيمَانَنَا؟‏

      ١٧ عَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَتَبْدُو حَيَاتُنَا فِي خَطَرٍ.‏ فَفِي ذُرْوَةِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ،‏ سَتَكُونُ حُكُومَاتُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ قَدْ دَمَّرَتْ مُنَظَّمَاتٍ دِينِيَّةً أَقْوَى وَأَكْثَرَ عَدَدًا مِنَّا.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٦‏)‏ وَيَصِفُ يَهْوَهُ نَبَوِيًّا حَالَتَنَا كَمَا لَوْ أَنَّنَا سَاكِنُونَ فِي ‹أَرْضٍ أَعْرَاءٍ،‏ بِلَا سُورٍ،‏ وَلَا مَزَالِيجَ وَلَا مَصَارِيعَ›.‏ (‏حز ٣٨:‏​١٠-‏١٢،‏ ١٤-‏١٦‏)‏ فَبِأَعْيُنِنَا ٱلْحَرْفِيَّةِ،‏ سَيَبْدُو أَنَّنَا لَا نَمْتَلِكُ فُرْصَةً لِلنَّجَاةِ.‏ فَكَيْفَ سَتَتَصَرَّفُ حِينَذَاكَ؟‏

      ١٨ لِمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَبْقَى ثَابِتِينَ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟‏

      ١٨ لَا يَجِبُ أَنْ يَعْتَرِيَكَ ٱلْخَوْفُ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُنْبِئْ بِٱلْهُجُومِ عَلَى شَعْبِهِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ بِعَاقِبَةِ هٰذَا ٱلْهُجُومِ أَيْضًا:‏ «‹يَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ يَوْمَ يَأْتِي جُوجٌ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ›،‏ يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ يَهْوَهُ،‏ ‹أَنَّ سُخْطِي يَصْعَدُ إِلَى أَنْفِي.‏ وَفِي حَمِيَّتِي وَنَارِ سُخْطِي أَتَكَلَّمُ›».‏ (‏حز ٣٨:‏​١٨-‏٢٣‏)‏ فَٱللّٰهُ سَيُدَمِّرُ آنَذَاكَ جَمِيعَ مَنْ فِي نِيَّتِهِ إِيذَاءُ شَعْبِهِ.‏ وَإِيمَانُكَ بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيَحْمِيكَ فِي ‹يَوْمِهِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْمَخُوفِ› سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَرَى «خَلَاصَ يَهْوَهَ» وَتُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ.‏ —‏ يوء ٢:‏​٣١،‏ ٣٢‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ إِلَى أَيِّ حَدٍّ كَانَتْ صَدَاقَةُ يَهْوَهَ مَعَ مُوسَى حَمِيمَةً؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ بَرَكَةٍ سَتَحْظَى بِهَا إِذَا ٱلْتَفَتَّ إِلَى يَهْوَهَ فِي كُلِّ طُرُقِكَ؟‏

      ١٩ هَيِّئْ نَفْسَكَ ٱلْآنَ لِهٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُثِيرَةِ بِٱلْبَقَاءِ ‹رَاسِخًا كَأَنَّكَ تَرَى مَنْ لَا يُرَى›.‏ عَزِّزْ صَدَاقَتَكَ مَعَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ عَبْرَ ٱلدَّرْسِ ٱلْمُنْتَظِمِ وَٱلصَّلَاةِ.‏ فَقَدْ حَظِيَ مُوسَى بِصَدَاقَةٍ حَمِيمَةٍ مَعَ يَهْوَهَ وَٱسْتُخْدِمَ لِإِنْجَازِ أَعْمَالٍ قَدِيرَةٍ لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّ يَهْوَهَ عَرَفَ مُوسَى «وَجْهًا لِوَجْهٍ».‏ (‏تث ٣٤:‏١٠‏)‏ حَقًّا،‏ كَانَ مُوسَى نَبِيًّا مُمَيَّزًا.‏ وَبِإِمْكَانِكَ أَنْتَ أَيْضًا،‏ إِذَا تَحَلَّيْتَ بِٱلْإِيمَانِ،‏ أَنْ تَعْرِفَ يَهْوَهَ جَيِّدًا كَمَا لَوْ أَنَّكَ تَرَاهُ حَقًّا.‏ فَإِنِ ٱلْتَفَتَّ إِلَيْهِ «فِي كُلِّ طُرُقِكَ»،‏ فَإِنَّهُ ‹سَيُقَوِّمُ سُبُلَكَ›.‏ —‏ ام ٣:‏٦‏.‏

      a أَرْسَلَ يَهْوَهُ عَلَى مَا يَتَّضِحُ مَلَائِكَةً لِيُنَفِّذُوا ٱلدَّيْنُونَةَ فِي ٱلْمِصْرِيِّينَ.‏ —‏ مز ٧٨:‏​٤٩-‏٥١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة