-
كيف أُنقذ الطفل موسىكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٢٨
كيف أُنقذ الطفل موسى
انظروا الى الطفل الصغير وهو يبكي ويمسك بأصبع السيدة. هذا هو موسى. وهل تعرفون من هي السيدة الحسناء؟ انها اميرة مصرية، ابنة فرعون.
لقد خبأت امّ موسى طفلها حتى بلغ من العمر ثلاثة اشهر، لانها لم تُرد ان يقتله المصريون. لكنها عرفت ان موسى يمكن اكتشافه، ولذلك هذا ما فعلته لانقاذه.
اخذت سلَّة وهيأتها بحيث لا يتسرب فيها الماء. ثم وضعت موسى فيها، ووضعت السلَّة بين العشب الطويل على حافة نهر النيل. أما اخت موسى، مريم، فقيل لها ان تقف في مكان مجاور وترى ما يحدث.
نزلت ابنة فرعون الى نهر النيل لتغتسل. وفجأة رأت السلَّة بين العشب الطويل. فنادت احدى خادماتها: ‹اذهبي وأحضري لي تلك السلَّة.› وعندما فتحت الاميرة السلَّة، يا للطفل الجميل الذي رأته! وكان موسى الصغير يبكي، فأشفقت الاميرة عليه. ولم تشأ ان يُقتل.
ثم اقبلت مريم. ويمكنكم رؤيتها في الصورة. فسألت مريم ابنة فرعون: ‹هل اذهب وأدعو امرأة اسرائيلية لترضع لك الطفل؟›
‹نعم، اذهبي،› قالت الاميرة.
فركضت مريم بسرعة لتخبر امها. وعندما جاءت امّ موسى الى الاميرة قالت الاميرة: ‹خذي هذا الطفل وأرضعيه لي، وأنا اعطي اجرتك.›
وهكذا اعتنت امّ موسى بولدها. وفي ما بعد عندما كبر موسى الى حدٍّ كافٍ جاءت به الى ابنة فرعون، التي اتخذته ابنا لها. وبهذه الطريقة حدث ان تربَّى موسى في بيت فرعون.
-
-
لماذا هرب موسىكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٢٩
لماذا هرب موسى
انظروا الى موسى وهو يهرب من مصر. هل يمكنكم ان تروا الرجلين اللذين يطاردانه؟ وهل تعرفون لماذا يريدان قتل موسى؟ دعونا نرى ما اذا كان بامكاننا ان نعرف ذلك.
كبر موسى في بيت فرعون، حاكم مصر. فصار رجلا حكيما وعظيما جدا. وعرف موسى انه لم يكن مصريا، وأن والديه الحقيقيين كانا عبدين اسرائيليين.
وذات يوم، عندما بلغ موسى من العمر ٤٠ سنة، قرر ان يذهب لينظر كيف هي حال شعبه. فكانت مروّعة طريقة معاملتهم. لقد رأى رجلا مصريا يضرب عبدا اسرائيليا. فتطلَّع موسى حوله، وعندما رأى انه لا احد يراقب ضرب المصري، فمات المصري. ثم طمر موسى جثته في الرمل.
وفي اليوم التالي خرج موسى لينظر شعبه من جديد. فظن انه يستطيع مساعدتهم لئلا يكونوا عبيدا في ما بعد. ولكنه رأى رجلين اسرائيليين يتخاصمان، فقال موسى للمذنب: ‹لماذا تضرب اخاك؟›
فقال الرجل: ‹مَن جعلك رئيسا وقاضيا علينا؟ هل تريد ان تقتلني كما قتلت ذلك المصري؟›
فخاف موسى الآن. وعرف ان الناس اكتشفوا ما فعله للمصري. وحتى فرعون سمع بذلك، فأرسل اناسا لقتل موسى. ولهذا السبب اضطر موسى الى الهرب من مصر.
عندما ترك موسى مصر ذهب بعيدا الى ارض مديان. وهناك التقى عائلة يثرون وتزوج احدى بناته المدعوة صفّورة. فأصبح موسى راعيا واعتنى بغنم يثرون. ولمدة ٤٠ سنة سكن في ارض مديان. فصار عمره الآن ٨٠ سنة. ثم في احد الايام، فيما كان موسى يرعى غنم يثرون، حدث شيء مدهش غيَّر حياة موسى بكاملها. اقلبوا الصفحة، ودعونا نرى ما هو هذا الشيء المدهش.
-
-
العليقة المشتعلةكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٣٠
العليقة المشتعلة
قطع موسى كل المسافة الى جبل حوريب ليجد عشبا لغنمه. وهنا رأى عليقة تتوقد بالنار لكنها لا تحترق!
‹هذا منظر غريب،› فكَّر موسى. ‹سأقترب اكثر وأنظر بشكل افضل.› وعندما اقترب اتى صوت من العليقة قائلا: ‹لا تقترب اكثر. اخلع حذاءك لانك واقف على ارض مقدسة.› فاللّٰه هو الذي كان يتكلم بواسطة ملاك، ولذلك غطى موسى وجهه.
ثم قال اللّٰه: ‹اني قد رأيت ألم شعبي في مصر. ولذلك سأحررهم، وأنت هو الذي انا مرسله لاخراج شعبي من مصر.› فكان يهوه سيصعد شعبه الى ارض كنعان الجميلة.
ولكنّ موسى قال: ‹انا شخص عديم الاهمية. فكيف يمكنني ان افعل ذلك؟ ولكن لنفترض انني ذهبت. فسيقول لي الاسرائيليون، «من أرسلك؟» وحينئذ ماذا أقول؟›
‹هكذا تقول،› اجاب اللّٰه. ‹«يهوه اله ابرهيم واله اسحق واله يعقوب ارسلني اليكم.»› وأضاف يهوه: ‹هذا اسمي الى الابد.›
‹ولكن لنفترض انهم لا يصدقونني عندما اقول انك ارسلتني،› ردَّ موسى.
‹ماذا في يدك؟› سأله اللّٰه.
اجاب موسى: ‹عصا.›
‹اطرحها الى الارض،› قال اللّٰه. وعندما فعل موسى ذلك صارت العصا حية. ثم اظهر يهوه لموسى عجيبة اخرى. قال: ‹ضع يدك في عُبّك.› ففعل موسى ذلك، وعندما اخرج يده كانت بيضاء كالثلج! وبدت اليد وكأنها مصابة بمرض رديء يُدعى البرص. وبعدئذ اعطى يهوه موسى القدرة على صنع عجيبة ثالثة. وأخيرا قال: ‹حينما تصنع هذه العجائب سيصدق الاسرائيليون انني ارسلتك.›
وبعد ذلك مضى موسى الى البيت وقال ليثرون: ‹دعني اعود الى اقربائي في مصر لارى كيف هي حالهم.› فودَّع يثرون موسى، وبدأ موسى رحلته راجعا الى مصر.
-
-
موسى وهرون يقابلان فرعونكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٣١
موسى وهرون يقابلان فرعون
عندما عاد موسى الى مصر اخبر اخاه هرون كل ما يتعلق بالعجائب. وعندما اظهر موسى وهرون هذه العجائب للاسرائيليين آمن الشعب كله بأن يهوه كان معهما.
ثم ذهب موسى وهرون لمقابلة فرعون. فقالا له: ‹يقول يهوه اله اسرائيل، «أطلق شعبي مدة ثلاثة ايام كي يتمكنوا من عبادتي في البرية.»› ولكنّ فرعون أجاب: ‹لا اؤمن بيهوه. ولن أطلق اسرائيل.›
غضب فرعون لان الشعب طلب عطلة عن العمل لعبادة يهوه. فأجبرهم على العمل بأكثر مشقة ايضا. ولام الاسرائيليون موسى على المعاملة الرديئة التي يعاملون بها، فشعر موسى بالحزن. ولكنّ يهوه قال له ان لا يقلق. ‹سأجعل فرعون يطلق شعبي،› قال يهوه.
ذهب موسى وهرون لمقابلة فرعون ثانية. وفي هذه المرة صنعا عجيبة. فطرح هرون عصاه فصارت حية كبيرة. ولكنّ حكماء فرعون طرحوا ايضا عصيّهم فظهرت حيات. ولكن هوذا حية هرون تبتلع حيات الحكماء. ومع ذلك لا يطلق فرعون الاسرائيليين.
ولذلك حان ليهوه ان يعلّم فرعون درسا. فهل تعرفون كيف فعل هذا الامر؟ كان ذلك بجلب ١٠ ضربات، او مصائب، على مصر.
وبعد العديد من الضربات استدعى فرعون موسى وقال: ‹أوقف الضربة فأطلق اسرائيل.› ولكن عندما تتوقف الضربة يغيّر فرعون رأيه. فلا يطلق الشعب. ولكن، اخيراً، بعد الضربة الـ ١٠ اطلق فرعون الاسرائيليين.
فهل تعرفون كُلاّ من الضربات الـ ١٠؟ اقلبوا الصفحة ولنتعلم عنها.
-
-
الـ ١٠ ضرباتكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٣٢
الـ ١٠ ضربات
انظروا الى الصور. ان كل واحدة تبين ضربة جلبها يهوه على مصر. ففي الصورة الاولى يمكنكم ان تروا هرون يضرب نهر النيل بعصاه. وعندما فعل ذلك تحوَّل الماء في النهر الى دم. فمات السمك وأخذ النهر يُنتن.
وبعد ذلك أصعد يهوه الضفادع من نهر النيل. فكانت في كل مكان — في التنانير، في المعاجن، في أسرَّة الناس — في كل مكان. وعندما ماتت الضفادع جمعها المصريون كُوما كبيرة، فأنتنت بها الارض.
ثم ضرب هرون الارض بعصاه، فتحوَّل التراب الى بعوض. وهذه حشرات طائرة صغيرة تلدغ. وكان البعوض الضربة الثالثة على ارض مصر.
وباقي الضربات آذت المصريين فقط، لا الاسرائيليين. فكانت الضربة الرابعة ذبانا كبيرا اندفع بكثرة الى بيوت جميع المصريين. وكانت الضربة الخامسة على الحيوانات. فمات العديد من بقر المصريين وغنمهم ومعزهم.
وبعد ذلك اخذ موسى وهرون بعض الرماد وذرَّياه في الهواء. فسبَّب ذلك دمامل رديئة في الناس والحيوانات. وهذه كانت الضربة السادسة.
وبعدئذ رفع موسى يده نحو السماء، فأرسل يهوه رعدا وبرَدا. فكان ذلك اسوأ عاصفة برَد عرفتها مصر.
وكانت الضربة الثامنة سربا كبيرا من الجراد. فلم يكن قبل ذلك الوقت ولا بعده جراد بهذا العدد. فأكل كل ما لم يتلفه البرَد.
والضربة التاسعة كانت الظلام. فلمدة ثلاثة ايام غطى الارض ظلام دامس، ولكنّ الاسرائيليين كان لهم نور في مساكنهم.
وأخيرا، امر اللّٰه شعبه بأن يرشّوا دم ماعز صغير او خروف صغير على قوائم ابوابهم. ثم اجتاز ملاك اللّٰه في مصر. وعندما رأى الملاك الدم لم يقتل احدا في ذلك البيت. أما في جميع البيوت حيث لم يكن دم على قوائم الابواب فقد قتل ملاك اللّٰه الابكار من الناس والحيوانات على السواء. وكانت هذه هي الضربة الـ ١٠.
وبعد الضربة الاخيرة هذه امر فرعون الاسرائيليين بالمغادرة. فكان شعب اللّٰه جميعهم على استعداد للخروج، وفي تلك الليلة عينها بدأوا ارتحالهم عن مصر.
-
-
عبور البحر الاحمركتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٣٣
عبور البحر الاحمر
انظروا الى ما يجري! هذا هو موسى وعصاه ممدودة على البحر الاحمر. والذين معه بأمان في الجانب الآخر هم الاسرائيليون. ولكنّ فرعون وكل جيشه يغرقون في البحر. دعونا نرى كيف حدث ذلك.
كما تعلمنا، امر فرعون الاسرائيليين بأن يغادروا مصر بعدما جلب اللّٰه الضربة الـ ١٠ على المصريين. فغادر نحو ٠٠٠,٦٠٠ رجل اسرائيلي، فضلا عن العديد من النساء والاولاد. ورحل ايضا مع الاسرائيليين عدد كبير من الناس الآخرين الذين كانوا قد آمنوا بيهوه. وجميعهم أخذوا غنمهم ومعزهم وبقرهم معهم.
وقبل رحيلهم طلب الاسرائيليون من المصريين ثيابا وأشياء مصنوعة من ذهب وفضة. وكان المصريون مرتعبين جدا بسبب تلك الضربة الاخيرة عليهم. فأعطوا الاسرائيليين كل ما طلبوه.
بعد بضعة ايام جاء الاسرائيليون الى البحر الاحمر. واستراحوا هناك. وفي غضون ذلك بدأ فرعون ورجاله يشعرون بالأسف على اطلاقهم الاسرائيليين. فقالوا: ‹اننا قد اطلقنا عبيدنا!›
وغيَّر فرعون رأيه مرة اخرى. فأمر سريعا باعداد مركبته الحربية وجيشه. ثم بدأ يطارد الاسرائيليين ومعه ٦٠٠ مركبة خصوصية اضافة الى كل مركبات مصر الاخرى.
وعندما رأى الاسرائيليون فرعون وجيشه يتبعونهم فزعوا جدا. فلم يكن هنالك سبيل للهرب. فكان البحر الاحمر في جانبهم الاول، وكان المصريون قادمين من الجهة الاخرى. ولكنّ يهوه وضع سحابا بين شعبه والمصريين. فلم يتمكن المصريون من رؤية الاسرائيليين لمهاجمتهم.
ثم امر يهوه موسى بأن يمد عصاه على البحر الاحمر. وعندما فعل ذلك جعل يهوه ريحا شرقية شديدة تهبّ. فانشقت مياه البحر، ووقفت المياه في كلا الجانبين.
وبعدئذ اخذ الاسرائيليون يجتازون البحر على ارض يابسة. واستغرق الامر ساعات كي يجتاز ملايين الناس مع جميع مواشيهم البحر بأمان الى الجانب الآخر. وأخيرا تمكن المصريون من رؤية الاسرائيليين ثانية. فكان عبيدهم يفلتون! ولذلك هرعوا الى البحر وراءهم.
وعندما فعلوا ذلك خلع اللّٰه عجلات مركباتهم. ففزع المصريون جدا وبدأوا يصرخون: ‹يهوه يحارب عن الاسرائيليين ضدنا. فلنخرج من هنا!› ولكن كان قد فات الاوان.
وحينئذ امر يهوه موسى بأن يمد عصاه على البحر الاحمر، كما رأيتم في الصورة. وعندما فعل موسى ذلك اخذ سورا المياه يرجعان ويغمران المصريين ومركباتهم. وكان كامل الجيش قد تبع الاسرائيليين الى البحر. فلم ينجُ ايّ من المصريين!
وكم كان شعب اللّٰه جميعا سعداء بانقاذهم! فرنَّم الرجال ترنيمة شكر ليهوه، قائلين: ‹احرز يهوه انتصارا مجيدا. قد طرح الاحصنة وراكبيها في البحر.› ومريم اخت موسى اخذت دفها، وجميع النساء خرجن وراءها بدفوفهن. وفيما كنَّ يرقصن بفرح رنَّمن الترنيمة ذاتها التي كان الرجال يرنمونها: ‹احرز يهوه انتصارا مجيدا. قد طرح الاحصنة وراكبيها في البحر.›
-
-
نوع جديد من الطعامكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٣٤
نوع جديد من الطعام
هل يمكنكم ان تعرفوا ما يلتقطه الناس من الارض؟ انه يشبه الصقيع. فهو ابيض، وهو دقيق ومثل القشور. لكنه ليس صقيعا؛ انه شيء يُؤكل.
لقد مضى نحو شهر فقط منذ مغادرة الاسرائيليين مصر. وها هم في البرية. فالقليل من الطعام ينمو هنا، ولذلك يتذمر الشعب قائلا: ‹ليت يهوه اماتنا في مصر. فعلى الاقل كنا هناك نحصل على كل الطعام الذي نريده.›
ولذلك يقول يهوه: ‹سأمطر طعاما من السماء.› وهذا ما يفعله يهوه. وفي الصباح التالي، عندما يرى الاسرائيليون هذا الشيء الابيض الذي سقط، يسألون بعضهم بعضا: ‹ما هو؟›
فيقول موسى: ‹هذا هو الطعام الذي اعطاكم يهوه لتأكلوا.› فدعاه الشعب منّاً. وطعمه كرقاق بعسل.
‹التقطوا منه كل واحد بقدر ما يستطيع ان يأكل،› يأمر موسى الشعب. وهذا ما يفعلونه كل صباح. ثم عندما تحمى الشمس يذوب المن المتبقي على الارض.
ويقول موسى ايضا: ‹لا يُبقِ احد شيئا من المن الى اليوم التالي.› لكنّ بعض الشعب لا يسمعون. فهل تعلمون ماذا يحدث؟ في الصباح التالي يمتلئ المن الذي ابقوه بالدود ويبدأ بالانتان!
ولكن هنالك يوم واحد في الاسبوع يأمر فيه يهوه الشعب ان يجمعوا منّاً مضاعفاً. هذا هو اليوم السادس. ويقول يهوه ان يحفظوا بعضه الى اليوم التالي، لانه لن يجعل ايّا منه يسقط في اليوم السابع. وعندما يحفظون المن الى اليوم السابع لا يمتلئ بالدود ولا ينتن! وهذه هي عجيبة اخرى!
وطوال السنين التي يكون فيها الاسرائيليون في البرية يُطعمهم يهوه المن.
-
-
يهوه يعطي شرائعهكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٣٥
يهوه يعطي شرائعه
بعد شهرين تقريبا من مغادرتهم مصر يأتي الاسرائيليون الى جبل سيناء، الذي يُدعى ايضا حوريب. هذا هو المكان نفسه حيث كلَّم يهوه موسى من العليقة المشتعلة. فيخيم الشعب هناك ويقيمون مدة من الوقت.
واذ ينتظر الشعب في الاسفل يصعد موسى الى الجبل. وهناك على رأس الجبل يخبر يهوه موسى انه يريد من الاسرائيليين ان يطيعوه ويصيروا شعبه الخاص. وعندما ينزل موسى يخبر الاسرائيليين بما قاله يهوه. فيقول الشعب انهم سيطيعون يهوه، لانهم يريدون ان يكونوا شعبه.
والآن يفعل يهوه شيئا غريبا. فيجعل رأس الجبل يدخِّن، ويُحدث رعدا قويا. ويكلم ايضا الشعب: ‹انا يهوه الهك الذي اخرجك من مصر.› ثم يوصي: ‹لا تعبد آلهة اخرى سواي.›
ويعطي اللّٰه الاسرائيليين تسع وصايا، او شرائع، اضافية. فيخاف الشعب جدا. ويقولون لموسى: ‹تكلم انت معنا، لاننا نخاف ان نموت اذا تكلم اللّٰه معنا.›
وفي ما بعد يقول يهوه لموسى: ‹اصعد اليَّ الى الجبل. فأعطيك لوحي الحجارة اللذين كتبت عليهما الشرائع التي اريد من الشعب ان يحفظوها.› فيصعد موسى ثانية الى الجبل. ويبقى هناك ٤٠ نهارا و ٤٠ ليلة.
واللّٰه لديه العديد والعديد من الشرائع لشعبه. فيسجل موسى هذه الشرائع. ويعطي اللّٰه ايضا موسى لوحي الحجارة. وعليهما كتب اللّٰه نفسه الشرائع الـ ١٠ التي كلَّم جميع الشعب بها. وهي تدعى الوصايا العشر.
والوصايا العشر هي شرائع هامة. وكذلك هي ايضا الشرائع العديدة الاخرى التي يعطيها اللّٰه للاسرائيليين. واحدى هذه الشرائع هي: ‹تحب يهوه الهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل نفسك ومن كل قوتك.› والاخرى هي: ‹تحب قريبك كنفسك.› وقال ابن اللّٰه، يسوع المسيح، ان هاتين هما الوصيتان العظميان اللتان اعطاهما يهوه لشعبه اسرائيل. وسنتعلم في ما بعد اشياء كثيرة عن ابن اللّٰه وتعاليمه.
-
-
العجل الذهبيكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٣٦
العجل الذهبي
يا للدهشة! ماذا يفعل الناس الآن؟ انهم يصلّون الى عجل! ولماذا يفعلون ذلك؟
عندما يبقى موسى على الجبل لوقت طويل يقول الشعب: ‹لا نعرف ماذا اصاب موسى. فلنصنع الها يُصعدنا من هذه الارض.›
‹حسنا،› يقول هرون اخو موسى. ‹انزعوا أقراطكم الذهبية وأْتوني بها.› وعندما يفعل الشعب ذلك يصهرها هرون ويصنع عجلا ذهبيا. فيقول الشعب: ‹هذا الهنا الذي اصعدنا من مصر!› ثم يقيم الاسرائيليون حفلة كبيرة ويعبدون العجل الذهبي.
وعندما يرى يهوه ذلك يغضب جدا. فيقول لموسى: ‹أسرع وانزل. فالشعب يعمل شرا عظيما. لقد نسوا شرائعي وها هم يسجدون لعجل ذهبي.›
فينزل موسى بسرعة من الجبل. وعندما يقترب، هذا ما يراه. الشعب يغنون ويرقصون حول العجل الذهبي! فيغضب موسى حتى انه يطرح لوحي الحجر اللذين كُتبت عليهما الشرائع، فيتكسَّران ويصيران قطعا كثيرة. ثم يأخذ العجل الذهبي ويصهره. وبعد ذلك يطحنه حتى يصير غبارا.
لقد عمل الشعب شيئا رديئا جدا. ولذلك يأمر موسى بعض الرجال ان يأخذوا سيوفهم. ‹يجب ان يموت الناس الاشرار الذين عبدوا العجل الذهبي،› يقول موسى. وهكذا يقتل هؤلاء الرجال ٠٠٠,٣ من الشعب! ألا يبيِّن ذلك انه يلزمنا ان نحرص على عبادة يهوه فقط، وليس اية آلهة باطلة؟
-
-
خيمة للعبادةكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٣٧
خيمة للعبادة
هل تعرفون ما هو هذا البناء؟ انه خيمة خصوصية لعبادة يهوه. وهي تدعى المسكن ايضا. وقد انتهى الشعب من بنائها بعد سنة من مغادرتهم مصر. فهل تعرفون فكرة من كان بناؤها؟
كان ذلك فكرة يهوه. فعندما كان موسى على جبل سيناء اخبره يهوه كيف يبنيها. وقال ان يصنعها بحيث يمكن فكها بسهولة. وبهذه الطريقة كان يمكن حمل الاجزاء الى مكان آخر، وتركيبها هناك من جديد. وهكذا عندما ارتحل الاسرائيليون من مكان الى مكان في البرية حملوا الخيمة معهم.
اذا نظرتم داخل الغرفة الصغيرة في نهاية الخيمة يمكنكم ان تروا علبة او صندوقا. وهذا يدعى تابوت العهد. وكان له ملاكان او كروبان مصنوعان من ذهب، واحد على كل طرف. وكتب اللّٰه مرة ثانية الوصايا العشر على لوحي حجر، لان موسى كان قد كسَّر اللوحين الاولين. وهذان اللوحان حُفظا داخل تابوت العهد. وحُفظ داخله ايضا اناء يحتوي على المن. فهل تذكرون ما هو المن؟
هرون اخو موسى هو الشخص الذي يختاره يهوه ليكون رئيس الكهنة. فهو يقود الشعب في عبادة يهوه. وابناؤه هم كهنة ايضا.
والآن انظروا الى الغرفة الاكبر للخيمة. انها اكبر بمرتين من الغرفة الصغيرة. وهل ترون العلبة او الصندوق الصغير وبعض الدخان يتصاعد منه؟ هذا هو المذبح حيث يوقد الكهنة مادة ذكية الرائحة تدعى بخورا. ثم هنالك منارة لها سبعة سُرج. أما الشيء الثالث في الغرفة فهو المائدة. ويوضع عليها ١٢ رغيفا من الخبز.
وفي ساحة المسكن يوجد حوض او مرحضة كبيرة مملوءة ماء. ويستخدمها الكهنة للاغتسال. وهنالك ايضا المذبح الكبير. وهنا تُحرق الحيوانات المذبوحة تقدمة ليهوه. والخيمة هي في وسط المخيَّم تماما، ويعيش الاسرائيليون في خيامهم حواليها.
-
-
الجواسيس الـ ١٢كتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٣٨
الجواسيس الـ ١٢
انظروا الى الفاكهة التي يحملها هؤلاء الرجال. لاحظوا كم كبير هو عنقود العنب هذا. فهو يتطلب رجلين لحمله على عصا. ولاحظوا التين والرمان. من اين اتت هذه الفاكهة الجميلة؟ من ارض كنعان. تذكَّروا ان كنعان هي المكان الذي سكن فيه ابرهيم واسحق ويعقوب في ما مضى. ولكن بسبب المجاعة هناك انتقل يعقوب مع عائلته الى مصر. والآن، بعد نحو ٢١٦ سنة، يرجع موسى بالاسرائيليين الى كنعان. وها قد اتوا الى مكان في البرية يدعى قادش.
يسكن في ارض كنعان شعب شرير. ولذلك يرسل موسى ١٢ جاسوسا ويقول لهم: ‹انظروا كم من الشعب يسكن هناك، وكم اقوياء هم. وانظروا ما اذا كانت الارض جيدة للزرع. وتيقَّنوا ان تجلبوا بعض الثمر.›
وعندما يرجع الجواسيس الى قادش يقولون لموسى: ‹انه حقا بلد رائع.› ولاثبات ذلك يُرون موسى بعض الثمر. ولكنّ ١٠ من الجواسيس يقولون: ‹الشعب الساكن هناك انما هو ضخم وقوي. وسنُقتل اذا حاولنا اخذ الارض.›
يخاف الاسرائيليون عند سماع ذلك. ‹كان من الافضل ان نموت في مصر او حتى هنا في البرية،› يقولون. ‹سنُقتل في المعركة، وستُسبى نساؤنا وأولادنا. دعونا نختار قائدا جديدا مكان موسى ونرجع الى مصر!›
ولكنّ اثنين من الجواسيس يثقان بيهوه ويحاولان تهدئة الشعب. واسمهما يشوع وكالب. فيقولان: ‹لا تخافوا. يهوه معنا. من السهل اخذ الارض.› ولكنّ الشعب لا يصغي. حتى انهم يريدون قتل يشوع وكالب.
وهذا يُغضب يهوه كثيرا، فيقول لموسى: ‹لا احد من الشعب من ابن ٢٠ سنة فصاعدا يدخل ارض كنعان. لقد رأوا العجائب التي عملتها في مصر وفي البرية، ولكنهم مع ذلك لا يثقون بي. لذلك سيتيهون في البرية ٤٠ سنة حتى يموت آخر شخص. يشوع وكالب فقط يدخلان ارض كنعان.›
-
-
عصا هرون تزهركتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٣٩
عصا هرون تزهر
انظروا الى الزهر واللوز الناضج النابت من هذه العصا، او القضيب. انها عصا هرون. وهذا الزهر والثمر الناضج نبت من عصا هرون في مجرد ليلة واحدة! دعونا نرى لماذا.
تاه الاسرائيليون في البرية لفترة من الوقت الآن. والبعض من الشعب لا يعتقدون ان موسى يجب ان يكون القائد، او ان هرون يجب ان يكون رئيس الكهنة. وقورح هو الذي يفكر بهذه الطريقة، وكذلك داثان وأبيرام و ٢٥٠ من رؤساء الشعب. فيأتي هؤلاء جميعا ويقولون لموسى: ‹ما بالك تضع نفسك فوق الباقين منا؟›
فيقول موسى لقورح وأتباعه: ‹غدا صباحا خذوا مجامر وضعوا فيها بخورا. ثم تعالوا الى مسكن يهوه. وسنرى مَن سيختاره يهوه.›
وفي اليوم التالي يأتي قورح وأتباعه الـ ٢٥٠ الى المسكن. ويرافقهم كثيرون آخرون لتأييد هؤلاء الرجال. فيغضب يهوه كثيرا. ‹ابتعدوا عن خيام هؤلاء القوم الأشرار،› يقول موسى. ‹لا تمسوا شيئا مما لهم.› فيصغي الناس، ويبتعدون عن خيام قورح وداثان وأبيرام.
ثم يقول موسى: ‹بهذا تعرفون مَن اختاره يهوه. فالارض ستنفتح وتبتلع هؤلاء الرجال الاشرار.›
وعندما يفرغ موسى من التكلم سرعان ما تنفتح الارض. وخيمة قورح وممتلكاته وداثان وأبيرام والذين معهما ينزلون، وتنطبق عليهم الارض. وعندما يسمع الناس صراخ الهابطين في الارض يصيحون: ‹اهربوا! لعل الارض تبتلعنا نحن ايضا!›
أما قورح وأتباعه الـ ٢٥٠ فلا يزالون قرب المسكن. فيرسل يهوه نارا، فيحترقون جميعا. ثم يأمر يهوه ألعازار بن هرون ان يأخذ مجامر الرجال الذين ماتوا ويعملها غشاء رقيقا للمذبح. وغشاء المذبح هذا يكون تحذيرا للاسرائيليين لكي لا يخدم احد سوى هرون وبنيه ككاهن ليهوه.
لكنَّ يهوه يريد ان يوضح جيدا ان هرون وبنيه هم الذين اختارهم ليكونوا كهنة. فيقول لموسى: ‹ليأتِ رئيس كل سبط من اسرائيل بعصاه. أما بالنسبة الى سبط لاوي فليأتِ هرون بعصاه. ثم ضع كلاًّ من هذه العصيّ في المسكن امام تابوت العهد. وعصا الرجل الذي اخترته ككاهن ستزهر.›
عندما ينظر موسى في الصباح التالي اذا عصا هرون تُنبت هذا الزهر واللوز الناضج! فهل تعرفون الآن لماذا جعل يهوه عصا هرون تُزهر؟
-
-
موسى يضرب الصخرةكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٤٠
موسى يضرب الصخرة
تمر سنة بعد سنة — ١٠ سنين، ٢٠ سنة، ٣٠ سنة، ٣٩ سنة! ولا يزال الاسرائيليون في البرية. ولكن طوال هذه السنين يعتني يهوه بشعبه. فيطعمهم المن. ويهديهم بعمود سحاب نهارا، وبعمود نار ليلا. وخلال هذه السنين كلها لا تبلى ثيابهم ولا تتقرَّح اقدامهم.
الآن هو الشهر الاول من السنة الـ ٤٠ لمغادرتهم مصر. ويخيم الاسرائيليون ثانية في قادش. هذا هو المكان الذي كانوا فيه عندما جرى ارسال الجواسيس الـ ١٢ ليتجسسوا ارض كنعان قبل نحو ٤٠ سنة. وتموت مريم اخت موسى في قادش. وكما في السابق، تحدث هنا مشكلة.
لا يستطيع الشعب ان يجد ماء. فيتذمرون على موسى: ‹ليتنا متنا. لماذا اخرجتنا من مصر وأتيت بنا الى هذا المكان الرديء حيث لا ينبت شيء؟ فليست هنالك حبوب ولا تين ولا عنب ولا رمان. وليس هنالك ايضا ماء للشرب.›
وعندما يذهب موسى وهرون الى المسكن للصلاة يقول يهوه لموسى: ‹اجمع الشعب. ثم، امامهم جميعا، كلِّم تلك الصخرة هناك. فسيخرج منها ما يكفي من الماء للشعب وجميع مواشيهم.›
وهكذا يجمع موسى الشعب ويقول: ‹اسمعوا، انتم الذين لا تثقون باللّٰه! أمن هذه الصخرة نخرج هرون وانا لكم ماء؟› ثم يضرب موسى الصخرة بالعصا مرتين، فيخرج جدول ماء غزير متدفقا من الصخرة. وهنالك ما يكفي من الماء ليشرب جميع الناس والمواشي.
لكنّ يهوه يغضب على موسى وهرون. فهل تعرفون لماذا؟ ذلك لان موسى وهرون قالا انهما هما اللذان سيخرجان الماء من الصخرة. لكنّ يهوه في الواقع هو الذي فعل ذلك. وبما ان موسى وهرون لم يقولا الحقيقة عن الامر يقول يهوه انه سيعاقبهما. ‹لن تُدخلا شعبي الى كنعان،› يقول.
وللوقت يرتحل الاسرائيليون من قادش. وبعد فترة قصيرة يأتون الى جبل هور. وهنا، على رأس الجبل، يموت هرون. ويكون عمره ١٢٣ سنة وقت موته. فيحزن الاسرائيليون كثيرا، وهكذا لمدة ٣٠ يوما يبكي الشعب كله على هرون. ويصير ابنه ألعازار رئيس الكهنة التالي على امة اسرائيل.
-
-
حية النحاسكتابي لقصص الكتاب المقدس
-
-
القصة ٤١
حية النحاس
هل تبدو هذه حية حقيقية ملتفَّة على العمود؟ كلا. فالحية مصنوعة من نحاس. ويهوه امر موسى ان يرفعها على العمود لكي يستطيع الناس ان ينظروا اليها ويبقوا احياء. أما الحيات الاخرى على الارض فهي حقيقية. وقد لدغت الناس وصيَّرتهم مرضى. فهل تعرفون لماذا؟
ذلك لان الاسرائيليين تكلموا على اللّٰه وعلى موسى. انهم يتذمرون: ‹لماذا اصعدتمانا من مصر لنموت في هذه البرية؟ فلا يوجد طعام او ماء هنا. ولا نطيق ان نأكل هذا المن بعد الآن.›
لكنّ المن طعام جيد. فبأعجوبة اعطاهم اياه يهوه. وبأعجوبة اعطاهم الماء ايضا. ولكنّ الشعب غير شاكر على طريقة عناية اللّٰه بهم. لذلك يرسل يهوه هذه الحيات السامة لمعاقبة الاسرائيليين. فتلدغهم الحيات، ويموت كثيرون منهم.
وأخيرا يأتي الشعب الى موسى ويقولون: ‹قد اخطأنا اذ تكلمنا على يهوه وعليك. فصلِّ الآن الى يهوه ليبعد عنا هذه الحيات.›
فيصلّي موسى لاجل الشعب. ويأمر يهوه موسى ان يصنع حية النحاس هذه. ويقول له ان يضعها على عمود، وأنّ كل من يُلدغ يجب ان ينظر اليها. فيفعل موسى تماما ما يقوله اللّٰه. وينظر الناس الذين لُدغوا الى حية النحاس فيصيرون اصحاء من جديد.
هنالك درس لنتعلمه من ذلك. فجميعنا، بطريقة ما، نشبه اولئك الاسرائيليين الذين لدغتهم تلك الحيات. نحن جميعا في حالة مائتة. انظروا حولكم تروا ان الناس يشيخون ويمرضون ويموتون. ذلك لان الرجل والمرأة الاولين، آدم وحواء، ابتعدا عن يهوه، ونحن جميعا اولادهما. لكنّ يهوه صنع طريقة لنتمكن من العيش الى الابد.
لقد ارسل يهوه ابنه، يسوع المسيح، الى الارض. فعُلِّق يسوع على خشبة لأن كثيرين من الناس ظنوا انه كان رديئا. لكنّ يهوه قدَّم يسوع ليخلصنا. فاذا نظرنا اليه، واذا اتَّبعناه، حينئذ يمكننا الحصول على الحياة الابدية. ولكننا سنتعلم اكثر عن ذلك في ما بعد.
-