مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • التحديات التي تواجهها الامهات
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | شباط (‏فبراير)‏ ٢٢
    • التحديات التي تواجهها الامهات

      ‏«اهمّ الادوار في الحياة هي الادوار المرتبطة بالبيت.‏  .‏ .‏ .‏ فعندما لا تقوم الام بدورها،‏ لا ينشأ جيل جديد.‏ وفي حال نشأ يكون من الافضل لو لَم ينشأ».‏ —‏ ثيودور روزفلت،‏ الرئيس الـ‍ ٢٦ للولايات المتحدة.‏

      لا شك ان الام تلعب دورا اساسيا في الحياة.‏ لكنّ دورها لا يقتصر على انجاب الاولاد.‏ فقد ذكر احد المؤلفين في معرض حديثه عن دور الام في معظم انحاء العالم اليوم:‏ «تلعب الام الدور الاساسي في حماية صحة ولدها،‏ تعليمه،‏ صوغ افكاره وشخصيته وطباعه،‏ ومنحه الاستقرار العاطفي».‏

      وأحد الادوار العديدة التي تلعبها الام هو تعليم الاولاد.‏ فالولد يتعلم اولى كلماته وطريقة صوغ هذه الكلمات من امه.‏ ولذلك تُسمى اللغة الاولى التي يتعلمها المرء:‏ اللغة الام.‏ كما ان الام عموما تقضي مع الاولاد وقتا اطول مما يمضيه زوجها،‏ لذلك فهي تلعب دورا رئيسيا في تعليمهم وتأديبهم.‏ والمثل المكسيكي القائل:‏ «يرضع الاولاد العلم مع الحليب» هو وصف بليغ لمدى اهمية الدور الذي تضطلع به الام.‏

      أشاد خالقنا يهوه اللّٰه هو ايضا بدور الامهات.‏ فإحدى الوصايا العشر التي نُقشت على الحجرين «بإصبع اللّٰه» تحث كلّ ولد قائلة:‏ «أكرم اباك وأمك».‏ (‏خروج ٢٠:‏١٢؛‏ ٣١:‏١٨؛‏ تثنية ٩:‏١٠‏)‏ كما ان احد امثال الكتاب المقدس يشير الى ‹شريعة الام›.‏ (‏امثال ١:‏٨‏)‏ فضلا عن ذلك،‏ لقد صار معروفا اليوم ان تعليم الاولاد في السنوات الثلاث الاولى من حياتهم،‏ عندما يكون معظمهم تحت رعاية امهاتهم،‏ امر بالغ الاهمية.‏

      ما هي بعض التحديات؟‏

      تواجه امهات كثيرات عائقا كبيرا يحول دون منحهن التعليم لأولادهن خلال سنواتهم الاولى البالغة الاهمية.‏ ويتمثل هذا العائق في انهن مضطرات الى العمل للمساعدة في إعالة العائلة.‏ ففي العديد من البلدان المتقدمة،‏ تُظهر الاحصاءات التي اجرتها الامم المتحدة ان اكثر من نصف الامهات اللواتي لديهن اولاد لم يبلغوا بعد الثالثة من العمر يعملن خارج البيت.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ غالبا ما تتحمل الامهات مسؤولية تربية الاولاد وحدهن لأن ازواجهن يتركون البيت ليبحثوا عن عمل في منطقة اخرى.‏ مثلا،‏ تذكر التقارير الواردة من ارمينيا ان نحو ثلث الرجال غادروا البلد بحثا عن عمل.‏ كما تضطر الامهات احيانا الى تربية اولادهن وحدهن لأن ازواجهن اما ماتوا او هجروهن.‏

      وتواجه الامهات في بلدان اخرى تحدّيا مختلفا،‏ وهو انهنّ غير متعلمات.‏ فالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للامم المتحدة يقدّر ان النساء يشكّلن ثلثَي الاميين في العالم البالغ عددهم ٨٧٦ مليون شخص.‏ كما تقول منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (‏اليونسكو)‏ ان نسبة الاميّات بين النساء في افريقيا،‏ شرق وجنوب آسيا،‏ والعالم العربي،‏ تفوق الـ‍ ٦٠ في المئة.‏ ناهيك عن ان عددا كبيرا من الرجال يعتقدون ان تعليم النساء غير ضروري،‏ حتى انهم يعتقدون انه يجعلهن غير صالحات لإنجاب الاولاد.‏

      على سبيل المثال،‏ تذكر مجلة آوتلوك (‏بالانكليزية)‏ ان الرجال في احدى مقاطعات ولاية كيرالا الهندية،‏ حيث غالبا ما تنجب النساء ولدهن الاول بعمر ١٥ سنة،‏ لا يرغبون في الزواج بامرأة متعلمة.‏ وفي باكستان القريبة،‏ يُعطى البنون الاولوية لأن ما يحصّلونه من علم يساعدهم على ايجاد وظائف براتب افضل تمكّنهم من إعالة والديهم في شيخوختهم.‏ ومن ناحية اخرى،‏ يوضح كتاب العلم والنساء في البلدان النامية (‏بالانكليزية)‏:‏ «لا ينفق الوالدون المال على تعليم بناتهم لأنهم لا يتوقعون منهن ان يقدّمن للعائلة اية مساهمة مادية».‏

      علاوة على ذلك،‏ تشكّل العادات المحلية تحديا آخر للامهات.‏ مثلا،‏ يُتوقع من الام في بعض البلدان ان توافق على عادة بيع البنات الصغيرات ليصرن زوجات او على عادة ختان الإناث.‏ كما يُعتبر عيبا في بعض المجتمعات ان تعلّم الام ابنها الذكر او تؤدبه.‏ فهل الام مجبرة على اتباع هذه العادات وترك مسألة تربية اولادها الذكور للآخرين؟‏

      سنرى في المقالتَين التاليتين كيف تنجح بعض الامهات في مواجهة هذه التحديات.‏ وسنحاول ان نفهم اكثر دور المرأة كأم ومربّية لنتمكن من منحها التقدير الذي تستحقه.‏

  • امهات نجحن في تخطي التحديات
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | شباط (‏فبراير)‏ ٢٢
    • امهات نجحن في تخطي التحديات

      احد التحديات الرئيسية التي تواجهها امهات عديدات اليوم هو اضطرارهن الى العمل بغية المساهمة في إعالة العائلة.‏ حتى ان بعضهن يُرغمن احيانا لسبب او لآخر على تربية اولادهن دون مساعدة ازواجهن.‏

      مارڠاريتا هي ام متوحدة لديها ولدان تعيش في المكسيك.‏ تقول:‏ «كان من الصعب ان امنحهما التدريب اللازم من الناحيتين الادبية والروحية».‏ وتضيف:‏ «ذات مرة،‏ اتى ابني المراهق الى البيت من احدى الحفلات وهو سكران بعض الشيء.‏ فحذّرته انه اذا اعاد الكرّة،‏ فلن ادعه يدخل الى البيت.‏ ومع ذلك سكر مرة اخرى.‏ فأقفلت الباب ولم اسمح له بالدخول.‏ صحيح ان ذلك سبَّب لي الكثير من الاسى،‏ لكنني سعيدة لأنه لم يُعِد الكرّة بعد تلك الحادثة».‏

      بعيد ذلك،‏ بدأت مارڠاريتا تدرس الكتاب المقدس،‏ مما ساعدها على غرس القيَم الادبية الرفيعة في ولدَيها.‏ والآن يخدم ولداها كلاهما كخادمين كامل الوقت من شهود يهوه.‏

      عندما يعيش الزوج بعيدا عن البيت

      ينتقل ازواج كثيرون الى بلدان اكثر ازدهارا بحثا عن العمل،‏ تاركين زوجاتهم لتربية الاولاد وحدهن.‏ تقول لاكشمي،‏ وهي ام تعيش في نيبال:‏ «يقيم زوجي في المهجر منذ سبع سنوات.‏ ولا يطيعني أولادي بقدر ما يطيعون والدهم.‏ فلو بقي دوما الى جانبي وأخذ القيادة في تربية الاولاد لكانت الحياة اسهل بكثير».‏

      رغم الصعاب تنجح لاكشمي في مواجهة هذا التحدي.‏ فبما ان ثقافتها محدودة،‏ رتبت ان يساعد اساتذة خصوصيون اولادها الاكبر سنا على القيام بواجباتهم المدرسية.‏ اما حاجاتهم الروحية فتوليها اهتمامها الخاص.‏ فهي تعقد معهم كل اسبوع درسا في الكتاب المقدس،‏ وتناقش معهم يوميا آية من الكتاب المقدس.‏ كما تأخذهم بانتظام الى الاجتماعات المسيحية.‏

      امهات ثقافتهنّ محدودة

      تشكّل النسبة العالية من النساء الامّيات تحديا آخر في بعض البلدان.‏ توضح اوريليا،‏ وهي ام لستة اولاد في المكسيك،‏ صعوبة كون الام غير متعلمة بقولها:‏ «لطالما رددت امي ان النساء لم يُخلقن ليتعلمن.‏ لذلك لم اتعلم القراءة قط.‏ ولم اتمكن من مساعدة اولادي في فروضهم المنزلية.‏ كم آلمني ذلك!‏ لكنني لم أُرِد ان يذوق اولادي العذاب الذي ذقته انا،‏ فعملت جاهدة لكي يتمكنوا من تحصيل العلم».‏

      حتى لو كانت ثقافة الام محدودة،‏ يمكنها ان تلعب دورا في تعليم اولادها.‏ وهذا يبرهن صحة المثل القائل:‏ «الام مدرسة اذا اعددتها اعددْتَ شعبا طيب الاعراق».‏ وخير مثال على ذلك بيشنو،‏ ام لثلاثة ابناء تعيش في نيبال.‏ كانت بيشنو في السابق امية.‏ لكنّ رغبتها في تعلم حقائق الكتاب المقدس وتلقينها لأولادها دفعتها الى بذل جهد كبير لتعلّم القراءة والكتابة.‏ وكانت بيشنو تحرص دائما ان ينجز اولادها فروضهم المدرسية وتزور المدرسة بانتظام للتكلم مع الاساتذة.‏

      وما القول في تدريبهم من الناحية الروحية والادبية؟‏ يوضح ابن بيشنو،‏ سيلاش:‏ «اكثر ما اعجبني في الاسلوب الذي اتبعته امي في تعليمنا هو انها كانت تستخدم امثلة من الكتاب المقدس لتقويمنا عندما كنا نخطئ.‏ وكان هذا الاسلوب فعالا جدا،‏ فقد ساعدني على تقبّل الارشاد».‏ نعم،‏ لقد نجحت بيشنو في تعليم ابنائها الثلاثة وهم الآن احداث يخافون اللّٰه.‏

      إليك مثالا آخر.‏ تقول أنطونيا،‏ وهي ام لولدين في المكسيك:‏ «تركتُ المدرسة بعد ان انهيت المرحلة الابتدائية.‏ فقد كنا نعيش في قرية منعزلة تبعد مسافة كبيرة عن ايّ مدرسة ثانوية.‏ لكنني رغبت ان يحصِّل ولداي مقدارا اكبر من العلم.‏ لذلك خصصت الكثير من الوقت لهما.‏ فقد علّمتهما المبادئ الاساسية للقراءة والكتابة والحساب.‏ وكان باستطاعة ابنتي ان تهجِّي اسمها وتكتب كل حروف الهجاء قبل ان تذهب الى المدرسة.‏ وكان ابني يجيد القراءة حين ارسلته الى روضة الاطفال».‏

      وعندما سُئلت انطونيا كيف منحتهما التدريب في الامور الادبية والروحية،‏ اجابت:‏ «علمتهما قصص الكتاب المقدس.‏ فقبْل ان تتعلم ابنتي الكلام،‏ كانت تخبر قصص الكتاب المقدس بالاشارات.‏ وقدّم ابني موضوعه الاول قراءة في قاعة الملكوت وهو بعمر اربع سنوات».‏ نعم،‏ تنجح امهات كثيرات في تعليم اولادهن رغم ثقافتهن المحدودة.‏

      محاربة العادات السيئة

      تشيع بين شعب التسوتسيل في المكسيك عادة بيع الفتيات بهدف الزواج وهن بعد بعمر ١٢ او ١٣ سنة.‏ وغالبا ما يكون الزوج رجلا اكبر من الفتاة بكثير ويريدها فقط لتكون زوجته الثانية او الثالثة.‏ وإذا لم يُسَرّ الرجل بالفتاة يمكنه إرجاعها الى اهلها واستعادة ماله.‏ واجهت پيترونا هذا الواقع عندما كانت صغيرة.‏ فقد بيعت امها زوجةً لرجل طلقها قبل بلوغها الـ‍ ١٣ من العمر.‏ وأنجبت من هذا الرجل طفلا لكنه مات.‏ وأُعيد بيع ام پيترونا مرتين بعد ذلك وأنجبت ثمانية اولاد.‏

      لم ترِد پيترونا ان تواجه المصير نفسه مثل امها،‏ وقد نجحت في تحقيق ذلك.‏ توضح:‏ «عندما انهيت دراستي الابتدائية،‏ اخبرت امي انني لا اريد الزواج بل ارغب في متابعة دراستي.‏ لكنّ امي قالت انه ليس في يدها حيلة وعليّ التكلم مع ابي في هذا الخصوص».‏

      كان جواب ابي:‏ «سأُزوِّجك لا محالة.‏ فأنت تتكلمين الاسبانية،‏ وتجيدين القراءة،‏ فماذا تريدين اكثر من ذلك؟‏ وإذا اردتِ ان تتابعي دراستك،‏ فعليك دفع الاقساط انت بنفسكِ!‏».‏

      تمضي پيترونا قائلة:‏ «وهذا ما فعلته.‏ فقد بدأتُ بتطريز القماش لكي اكسب المال لأنفقه على دراستي».‏ وبهذه الطريقة نجحَت پيترونا في تجنب بيعها كزوجة.‏ وبعد ان كبرتْ،‏ ابتدأتْ امها بدرس الكتاب المقدس.‏ فأعطاها ذلك الجرأة لكي تغرس القيَم المؤسسة على الكتاب المقدس في قلوب اخوات پيترونا الاصغر.‏ كما انها تمكنت من تعليمهن من اختبارها الخاص العواقب المؤلمة لبيع الفتيات الصغيرات.‏

      تشيع بين شعوب كثيرة العادة ان يقتصر تأديب الصِّبية في العائلة على الاب.‏ توضح پيترونا:‏ «تتعلّم نساء التسوتسيل انهن ادنى مرتبة.‏ والرجال في مجتمعنا مستبدون جدا.‏ ويحاول الصِّبية الصغار تقليد آبائهم،‏ فيقولون لأمهاتهم:‏ ‹لا يحق لك ان تقولي لي ماذا عليّ ان افعل،‏ فلن اسمع إلّا لأبي›.‏ لذلك لا يمكن للامهات تعليم ابنائهن.‏ ولكن بعد ان درست امي الكتاب المقدس نجحت في تعليم اخويّ.‏ وقد حفظا عن ظهر قلب كلمات افسس ٦:‏١،‏ ٢ التي تقول:‏ ‹أيها الأولاد،‏ أطيعوا والديكم .‏ .‏ .‏ أكرِم أباك وأمك›».‏

      تعلِّق ماري،‏ وهي ام من نيجيريا،‏ على الموضوع نفسه قائلة:‏ «في المنطقة حيث تربيت،‏ لا تسمح العادات بأن تعلّم الام اولادها الصِّبية او تؤدبهم.‏ لكنني صممت ألّا اسمح للعادات المحلية ان تمنعني من تعليم اولادي تمثلا بأفنيكي ولوئيس،‏ ام تيموثاوس وجدته الوارد ذكرهما في الكتاب المقدس».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٥‏.‏

      تُتّبع في بعض البلدان عادة أخرى تُسمى «ختان الاناث»،‏ لكنها صارت تُعرف اليوم بجدع الاعضاء التناسلية للإناث.‏ في هذه العملية،‏ يُزال جزء كبير من الاعضاء التناسلية عند الفتاة.‏ وقد تنبّه العالم الى هذه العادة بفضل جهود واريس ديري،‏ وهي عارضة ازياء مشهورة وسفيرة خاصة لصندوق الامم المتحدة للسكان.‏ فعندما كانت واريس ديري صغيرة،‏ ارغمتها امها على الخضوع لهذه العملية وفقا لما تمليه التقاليد الصومالية.‏ ويذكر احد التقارير ان ما بين ثمانية ملايين وعشرة ملايين امرأة وفتاة في الشرق الاوسط وإفريقيا يُحتمل ان يخضعن لهذه العملية.‏ حتى في الولايات المتحدة يُقدَّر ان ٠٠٠‏,١٠ فتاة هن في خطر.‏

      وما الذي يدفع الناس الى اتباع هذه العادة؟‏ يعتقد البعض ان اعضاء الفتاة التناسلية مرتبطة بالشر وتدنّس الفتاة بحيث تصير غير صالحة للزواج.‏ كما ان جدع هذه الاعضاء،‏ او ازالتها،‏ يُعتبر ضمانة لعفة الفتاة وإخلاصها بعد الزواج.‏ وتتعرض الام لسخط زوجها والمجتمع إذا لم تتبع هذه العادة.‏

      لكنّ امهات كثيرات صرن يعرفن ان ما من سبب منطقي،‏ إن من الناحية الدينية او الطبية او الصحية،‏ يبرر اتِّباع هذه العادة المؤلمة.‏ ويكشف كتاب رفض العادات البغيضة (‏بالانكليزية)‏ الصادر في نيجيريا ان امهات عديدات رفضن بشجاعة السماح بإجراء هذه العملية لبناتهن.‏

      نعم،‏ رغم كل التحديات التي تواجهها الامهات،‏ تنجح اعداد كبيرة منهن حول العالم في حماية اولادهن،‏ تربيتهم،‏ وتعليمهم.‏ ولكن هل تحظى جهودهن حقا بالتقدير الذي تستحقه؟‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥]‏

      «أظهرت دراسة تلو الاخرى ان اي استراتيجية للتنمية لا تنجح دون ان تساهم النساء فيها.‏ فعندما تساهم النساء مساهمة فاعلة تُرى النتائج بكل وضوح:‏ تتحسن صحة افراد العائلة ومستواهم الغذائي،‏ وترتفع مستويات الدخل والادّخار ونسبة المال الذي يُعاد توظيفه.‏ وما يصحّ في العائلات يصحّ ايضا في المجتمعات وفي النهاية في البلدان بأكملها».‏ —‏ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان،‏ ٨ آذار (‏مارس)‏ ٢٠٠٣.‏

      ‏[مصدر الصورة]‏

      UN/DPI photo by Milton Grant

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٨]‏

      لقد ضحت من اجلنا

      يقول شاب برازيلي اسمه جوليانو:‏ «عندما كنت في الخامسة من العمر،‏ كان امام امي مستقبل مهني واعد.‏ ولكن عندما وُلدَت اختي،‏ قررت امي ان تستقيل من عملها لكي تعتني بنا.‏ حاول المستشارون المهنيون في مكان عملها إقناعها بالعدول عن الفكرة.‏ فقد قالوا انه بعد زواج اولادها ومغادرتهم البيت ستجد ان كل ما فعلته ذهب هباءً وأن تضحيتها لن تعود عليها بالفائدة.‏ لكنّني متأكد انهم كانوا على خطإ ولن انسى ابدا المحبة التي اظهرتها لنا».‏

      ‏[الصور]‏

      ام جوليانو مع اولادها؛‏ الى اليمين:‏ جوليانو عندما كان في الخامسة من العمر

      ‏[الصورتان في الصفحة ٦]‏

      تعلمت بيشنو القراءة والكتابة ثم ساعدت ابناءها على تحصيل مستوى جيد من العلم

      ‏[الصورتان في الصفحة ٧]‏

      يُلقي ابن انطونيا الصغير مواضيع قراءة من الكتاب المقدس في قاعة الملكوت

      ‏[الصورتان في الصفحة ٧]‏

      تخدم پيترونا كمتطوعة في فرع شهود يهوه في المكسيك.‏ وتعلّم امها،‏ التي صارت واحدة من شهود يهوه،‏ اخوتها الاصغر سنا

  • دور الام البالغ الاهمية
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥ | شباط (‏فبراير)‏ ٢٢
    • دور الام البالغ الاهمية

      غالبا ما يُستخفّ ويُزدرى بدور الام كربة منزل.‏ فمنذ بضعة عقود،‏ ابتدأ اشخاص عديدون ينظرون الى مهمة تربية الاولاد وكأنها امر قليل الشأن.‏ فقد اعتبروا هذا العمل اقل اهمية من حيازة مهنة،‏ حتى ان البعض ذهب الى اعتباره عبئا يقيّد المرأة.‏ ومع ان معظم الناس يعتقدون ان هذه الافكار متطرفة،‏ غالبا ما تشعر الامهات ان بقاءهن في البيت للاعتناء بأولادهن يجعلهن ادنى مرتبة من النساء العاملات.‏ كما يشعر بعض الاشخاص ان المرأة بحاجة الى العمل خارج البيت لكي تتمكن من تحقيق ذاتها.‏

      لكنّ كثيرين من الازواج والاولاد يقدّرون حق التقدير دور الام في العائلة.‏ يوضح كارلو الذي يخدم في مكتب فرع شهود يهوه في الفيليبين:‏ «انا اخدم اليوم هنا بسبب التدريب الذي تلقيته من امي.‏ فقد كان ابي صارما جدا ويسارع الى معاقبتنا.‏ لكنّ امي كانت تساعدنا بمناقشة الامور معنا.‏ انا اقدّر حقا طريقتها في تعليمنا».‏

      نشأ پيتر في عائلة تضم ستة اولاد في جنوب افريقيا.‏ وقد ربّتهم ام ثقافتها محدودة بعد ان هجرهم ابوهم.‏ يتذكر پيتر:‏ «كانت امي تعمل خادمة وتكسب القليل من المال.‏ وكان يصعب عليها ان تدفع نفقات المدرسة لنا جميعا.‏ وغالبا ما أوينا الى الفراش جياعا.‏ فمجرد تأمين المسكن لنا شكّل تحديا كبيرا لها.‏ رغم كل هذه الصعوبات لم تستسلم.‏ وعلّمتنا ألّا نقارن نفسنا بالآخرين.‏ ولو لم تتحلَّ بالتصميم والشجاعة لما صرنا ما نحن عليه اليوم».‏

      ويعبّر رجل من نيجيريا اسمه احمد عن مشاعره حيال مساهمة زوجته في تربية اولادهما:‏ «انا اقدّر الدور الذي تلعبه زوجتي.‏ فعندما اكون غائبا عن البيت،‏ احس بالطمأنينة لأني متأكد ان الاولاد في ايد امينة.‏ وأنا لا اشعر ان زوجتي تنافسني،‏ بل بالعكس انا اشكرها وأعلّم اولادي ان يحترموها كما يحترمونني».‏

      ولا يتردد رجل فلسطيني في مدح زوجته على دورها كأم قائلا:‏ «لقد لعبت لينا دورا مهما في تربية ابنتنا،‏ وهي تساهم مساهمة كبيرة في خير عائلتنا الروحي.‏ وكما لاحظتُ،‏ يعود الفضل في نجاحها الى معتقداتها الدينية».‏ لينا هي واحدة من شهود يهوه،‏ وتتبع مبادئ الكتاب المقدس في تعليم ابنتها.‏

      فما هي بعض هذه المبادئ؟‏ ما هي نظرة الكتاب المقدس الى الامهات؟‏ وكيف كانت الام في الازمنة القديمة تُعامَل بكرامة واحترام نظرا الى دورها كمربِّية ومعلّمة؟‏

      نظرة متزنة الى الامهات

      عندما خُلقت المرأة عُيِّن لها دور مكرَّم في العائلة.‏ يوضح اول سفر في الكتاب المقدس:‏ «قال يهوه اللّٰه:‏ ‹ليس جيدا أن يبقى الإنسان وحده.‏ سأصنع له معينا مكملا له›».‏ (‏تكوين ٢:‏١٨‏)‏ وهكذا خُلقت المرأة الاولى حواء لتكون مكمِّلا لآدم.‏ فقد صنعها اللّٰه بحيث تكون معينا له.‏ وكانت ستساهم في اتمام قصد اللّٰه ان ينجبا اولادا ويربياهم فضلا عن الاعتناء بالارض والحيوانات.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ كانت ستدعم آدم وتتواصل معه فكريا بصفتها رفيقة له.‏ وكم سُرّ آدم عندما أعطاه الخالق هذه الهبة الجميلة!‏ —‏ تكوين ١:‏٢٦-‏٢٨؛‏ ٢:‏٢٣‏.‏

      زوّد اللّٰه في وقت لاحق ارشادات حول كيفية معاملة النساء.‏ مثلا،‏ وجب إظهار الاكرام للامهات في اسرائيل وعدم معاملتهن بازدراء.‏ فالابن الذي ‹يسبّ اباه او امه› كان يُقتل.‏ وجرى حثّ الاحداث المسيحيين لاحقا ان ‹يطيعوا والديهم›.‏ —‏ لاويين ١٩:‏٣؛‏ ٢٠:‏٩؛‏ افسس ٦:‏١؛‏ تثنية ٥:‏١٦؛‏ ٢٧:‏١٦؛‏ امثال ٣٠:‏١٧‏.‏

      علاوة على ذلك،‏ شملت واجبات الام ان تقوم تحت توجيه الاب بتعليم بناتها وأبنائها على السواء.‏ فقد أوصي الابناء:‏ «لا تتخلَّ عن شريعة أمك».‏ (‏امثال ٦:‏٢٠‏)‏ كما ان الاصحاح الحادي والثلاثين من الامثال يورد «الرسالة الرزينة التي قومته [الملك لموئيل] بها أمه».‏ فقد نصحت ابنها بحكمة ان يتجنب اساءة استعمال الكحول قائلة:‏ «ليس للملوك ان يشربوا خمرا،‏ ولا لكبار المسؤولين ان يقولوا:‏ ‹اين المسكر؟‏›،‏ لئلا يشرب احد،‏ فينسى المفروض ويحرّف دعوى احد من بني المشقة».‏ —‏ امثال ٣١:‏١،‏ ٤،‏ ٥‏.‏

      بالاضافة الى ذلك،‏ يحسن بالشاب الذي يفكر في الزواج ان يتأمل في وصف «الزوجة القديرة» الذي اعطته ام لموئيل.‏ فقد ذكرت ان «قيمتها تفوق المرجان».‏ وبعد ان اوضحت كيف تعمل هذه الزوجة لخير عائلتها ذكرت:‏ «الحسن كذب والجمال باطل،‏ اما المرأة التي تخاف يهوه فهي التي تُمدح».‏ (‏امثال ٣١:‏١٠-‏٣١‏)‏ فمن الواضح،‏ اذًا،‏ ان خالقنا قصد ان تلعب النساء دورا مشرّفا ومسؤولا في العائلة.‏

      تنال الزوجات والامهات في الجماعة المسيحية ايضا الاكرام والتقدير.‏ فأفسس ٥:‏٢٥ تقول:‏ «أيها الازواج،‏ كونوا دائما محبين لزوجاتكم».‏ أما تيموثاوس،‏ الذي ربّته امه وجدّته على احترام «الكتابات المقدسة»،‏ فقد أُعطيت له هذه النصيحة الموحى بها:‏ «ناشد .‏ .‏ .‏ العجائز كأمهات».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٥؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فعلى الرجل ان يحترم المرأة الاكبر سنا تماما كما لو كانت امه.‏ وهذا يُظهر ان اللّٰه يقدّر النساء ويمنحهن مكانة مكرَّمة.‏

      عبِّر عن تقديرك

      قال رجل تربّى في مجتمع تُعتبر فيه النساء ادنى منزلة من الرجل:‏ «نشأتُ في مجتمع يركز على اهمية دور الرجل،‏ واعتدت رؤية النساء تُساء معاملتهن ويُقلل من احترامهن.‏ لذلك ليس سهلا عليّ ان اتبنى نظرة الخالق الى الزوجة كمكمِّلة،‏ او معاونة في البيت،‏ وكشريكة في تدريب وتعليم الاولاد.‏ ومع انني لا اتمكن بسهولة من مدح زوجتي،‏ اعرف حق المعرفة ان لها الفضل في الصفات الجيدة التي يتحلى بها اولادي».‏

      لدى الامهات اللواتي يضطلعن بمسؤوليتهن كمربيات كل سبب ليفخرن بالدور الذي يلعبنه.‏ فهذا الدور يستحق حقا الثناء.‏ وهن يستأهلن المدح والتقدير من كل القلب لأنهن يعلمننا الكثير.‏ فالام مثلا تعلّم اولادها عادات تفيدهم مدى الحياة.‏ وتهذبهم وتعرّفهم كيف يمكنهم بناء العلاقات مع الآخرين.‏ وفي العديد من الاحيان تلقنهم مبادئ روحية وأدبية تحفظ قلبهم الفتي من التيهان.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة