-
النزاع القديم للاقرباء في الزواجاستيقظ! ١٩٩٠ | شباط (فبراير) ٢٢
-
-
النزاع القديم للاقرباء في الزواج
«لا استطيع ان احتمل رؤية وجهكِ!» صرخت فوجيكو في وجه حماتها، توميكو. كانت فوجيكو تعبة من تلقي الاوامر على الدوام. وعلى الرغم من انها نجحت في البقاء هادئة سطحيا، فقد كانت تعيش في كرب. «شعرتُ بالمرارة في نفسي،» تقول. «لم اكن في حالة طبيعية. ولم استطع احتمال العيش هكذا كل يوم.»
وتذكر امرأة عجوز تعيش وحدها في اليابان: «تركني ابني وزوجتُه. والآن ليس عليَّ ان اقلق بشأن الآخرين، وأنا أعيش حياتي كما تحلو لي، لكنني اشعر انني وحيدة عندما تغيب الشمس.»
النزاع القديم بين الاقرباء في الزواج هو عالمي. «يا للاسف،» تعلِّق دالسي بولينڠ، محررة مجلة في اوستراليا، «ستبقى بعض النساء غيارى من كنائنهن. . . . وهنالك القليل جدا مما يمكنكم فعله ما عدا الابتسامة العريضة وتحمُّل ذلك.» وفي الشرق هنالك ايضا خرافات عن ترك نساء عجائز في الجبال، عمل بتحريض من كنائنهن.
وهذا النزاع اليوم هو اكثر تعقيدا من ايّ وقت مضى. ووفقا للاحصاءات فان العمر المتوقع يزداد، والعائلات تصير اصغر، والفجوة بين نسب وفيات الرجال والنساء تتسع. فماذا كانت النتيجة؟ بينما تعيش نساء اكثر سبعيناتهن وثمانيناتهن فان النزاع بين الامهات وكنائنهن صار سباق ماراثون مرهقا، وليس سباق الـ ١٠٠ متر كما اعتاد ان يكون.
ماذا يريد المتقدمون في السن؟
على الرغم من نزاعات كهذه، كيف يريد الوالدون المسنون ان يُعتنى بهم ان كان لهم الخيار؟ «في العقدين الاخيرين،» يقول جاكوب س. سيڠل وسينثيا م. توبر، باحثان في علم السكان، «كان النساء والرجال على حد سواء اقل ميلا بكثير الى العيش مع الناس الآخرين اذا لم يعد لديهم رفيق زواج.» وايلين م. برودي، المديرة السابقة لـ «دائرة الخدمات الانسانية،» تضيف انه في الولايات المتحدة «يكون العيش بمعزل عن اقرباء المرء الترتيب المفضل بين المتقدمين في السن.» وغالبا ما يعيش اولادهم في الجوار، يزورونهم، ويعتنون بهم.
أما الشرقيون فيفضلون ذلك بطريقة اخرى. ووفقا لاستطلاع عالمي بواسطة «وكالة الادارة والتنسيق» في اليابان فان اغلبية المتقدمين في السن في اليابان وتايلند يريدون ان يعيشوا مع انسبائهم. ووجد الاستطلاع ان ٦١ في المئة من المتقدمين في السن في تايلند و ٥١ في المئة في اليابان يعيشون هكذا فعلا.
طبعا، هذا الاختيار شائع ايضا في الغرب. فالوالدون الذين هم طاعنون في السن او طرحى الفراش غالبا ما يعيشون مع اولادهم. وفي فرنسا من الشائع بالنسبة الى اولئك الذين يزيد عمرهم على ٧٥ سنة الذين يبقون احياء بعد موت رفيق زواجهم ان يعيشوا مع احد اولادهم.
قبول الحسنات والسيئات
عندما يقرر جيلان او ثلاثة السكن تحت سقف واحد تكون هنالك، طبعا، بعض الفوائد. فالمسنّ يشعر بأمان اكثر ووحدة اقل. والجيل الاصغر يمكن ان يتعلم من خبرة الاكبر سنا، وهنالك فوائد اقتصادية ايضا.
من جهة اخرى، فان العيش معا يمكن ان يعقِّد علاقة كانت مرتبكة قبلا بين الاقرباء في الزواج. وفي اليابان، على سبيل المثال، حيث يعيش الوالدون المسنون تقليديا مع الابن الاكبر سنا وعائلته، يكون النزاع بين الامهات والكنائن مضرب مثل.
اذا واجهكم وضع كهذا، ماذا يمكنكم فعله؟ في كتابه سكان اميركا الاكبر سنا، يقول پول ا. زوف الاصغر، پروفسور في علم الاجتماع في كلية ڠيلفرد: «العائلة ايضا تولِّد النزاع والفرصة لمعالجة النزاع. ان القدرة على ضبط النزاع وعلى التأثير بشكل مفيد في الاعضاء المتقدمين في السن قد تكون مهارة تُستعمل في علاقات اخرى.»
اذًا، اتخذوا نظرة ايجابية في هذا الامر. واذا تعلَّمتم ضبط النزاعات العائلية فمن المحتمل ان تصيروا اكثر مهارة في معالجة اوضاع شائكة اخرى ايضا. اقبلوا ذلك كتحدٍّ فتكونوا شخصا افضل في مواجهته. دعونا نفحص مشاكل العيش مع الاقرباء في الزواج ونرى كيف يمكن معالجة مشاكل كهذه بنجاح. وحتى ان لم تكونوا حاليا عائشين في ظل ترتيب كهذا يمكنكم ان تستفيدوا ايضا من التأمل في المبادئ ذات العلاقة.
[الاطار في الصفحة ٤]
الوالدون اكثر من الاولاد
والآن، للمرة الاولى في التاريخ، وفقا للاختصاصي في علم السكان صامويل پريستون، يكون لرفيقي الزواج العاديَّين والدون اكثر من الاولاد. والقضية التي تواجه الكثيرين من رفقاء الزواج اليوم هي كيف يجعلون مسؤولياتهم متوازنة للاعتناء بمجموعتين من الوالدين.
-
-
ماذا يسبب المشكلة؟استيقظ! ١٩٩٠ | شباط (فبراير) ٢٢
-
-
ماذا يسبب المشكلة؟
«الكثير من الملح غير مستحسن للعائلة!» تعلن الام. «ولكنّ الطعام مسيخ ولا طعم له!» تصرّ الكنة. وتُسقِطُ مقدارا ضئيلا من الملح عند ادارة ظهر الام.
اذ تحاول كل واحدة ان تحصل على ما تريد ينتهي الامر بهما كلتيهما الى تناول طبق لا تتمتع به اية منهما. ولكنّ العواقب قد تكون اكثر خطورة من ذلك. فقد تقود الخلافات بين الاقرباء في الزواج الى صراعات عقلية وعاطفية تدوم سنوات.
بالنسبة الى كثيرين يبدو ان هذا النوع من النزاع لا مفر منه. «مهما بدا ان العائلة تعمل معا على نحو جيد من المحتوم ان يكون هنالك خلاف بين الام وكنتها،» يكتب الدكتور شيڠيتا سايتو، رئيس «جمعية مستشفى الامراض العقلية لليابان.» ولكنّ المشكلة لا تقتصر على الشرق.
يخبر مراسل استيقظ! في ايطاليا ان «عادة التزوج والانتقال للعيش مع والدَي العروس او العريس تسبب المشاكل في عائلات كثيرة، والكثير من الزوجات الشابات يتألمن من موقف حمواتهن الفضولي والتسلطي.»
في بلاد الشرق والغرب على السواء تزخر الصحف والمجلات بأعمدة النصائح الشخصية التي تعالج نزاعات الاقرباء في الزواج. اذًا، ماذا يمكن ان يسبب المشاكل؟
مَن تتخذ القرارات؟
عندما تشترك امرأتان في مطبخ كثيرا ما تكون القضية: مَن تتخذ القرارات؟ «ذوقانا وطريقتانا مختلفان، وكنت ارتبك في كل مرة ينشأ فيها تعارض،» تقول امرأة عاشت مع حماتها اكثر من ١٢ سنة.
«طوال السنين العشر الاولى جابهت احدانا الاخرى في الامور التافهة،» تعترف كنة اخرى. فالتعارضات يمكن ان تنشأ حول امور عديمة الاهمية مثل كيفية تعليق القمصان على حبل الغسيل. وحتى ان لم تسكن النساء في البيت عينه فقد يكون الوضع مزعجا. فالحماة الزائرة التي تقدِّم تعليقات مثل، «ابني لا يحبّ إعداد شريحة اللحم بهذه الطريقة،» قد تُنتج مشاعر غير ودية تستمر مدى الحياة. وكل ذلك يعود الى مَن تتخذ اية قرارات وعن مَن.
بالاشارة الى هذه القضية تقول تاكاكو صوداي، استاذة مساعدة في التدبير المنزلي في جامعة اوكانوميزو للنساء: «سواء كان المرء يعيش مع ابن وكنة او ابنة وصهر، من المستحيل ان يحتمل اهل البيت زوجتين تنافس احداهما الاخرى في السيطرة. فمن الضروري امتلاك مجال حيوي منفصل او تكييف الوضع وجعل الواحدة تكون مدبرة المنزل والاخرى معاونة لمدبرة المنزل.» ويجب ان يصل الجيلان الى اتفاق معقول مؤسس على حالة الاكبر سنا العقلية والجسدية وخبرة، او عدم خبرة، الاصغر سنا.
مسألة الانفراد
عندما يعيش جيلان او اكثر في المساكن عينها لا بد ان يضحي اعضاء العائلة بالانفراد الى حد ما. وفي ذلك، من ناحية ثانية، يكون لدى كل عضو على الارجح مقياس مختلف. فقد يتوق الزوجان الشابان الى مزيد من الانفراد فيما يتشوق الاكبر سنا الى مزيد من المرافقة.
على سبيل المثال، شعرت كنة تسكن بالقرب من طوكيو ان حماتها تقطع على الزوجين الانفراد. وكيف ذلك؟ بأخذها الالبسة المغسولة الشخصية التي لها ولزوجها، طيّها، ووضعها في مكانها المألوف. فلم تعتبره لائقا ان تقوم حماتها بهذه الامور الشخصية من اجلهما. ومن جهة اخرى حزنت حماتها، توكيكو، حين طرحت كنتها، عند ترتيب البيت، اشياء كانت توكيكو تُعزّها لسنين.
يمكن ان يصير قطع الانفراد متطرفا. توم وزوجته، اللذان اعتنيا بوالدة توم المتقدمة في السن، انزعجا من هجماتها على غرفة نومهما في منتصف الليل. تبريرها؟ «اردت ان ارى إن كان توم بخير،» قالت الام. ولم تُحل المشكلة الى ان انتقلوا الى منزل بطابقين ومُنعت الام من الصعود الى الطابق العلوي.
ولكن، في عائلات كثيرة، عندما يأتي الجيل الثالث تتفاقم المشاكل حقا.
التعامل مع الاولاد
في هذه الايام من الشائع ان تستشير الام الشابة كتبا متنوعة من اجل النصيحة حول العناية بالطفل. ومن جهة اخرى فان الجدة، بسنوات خبرتها بتدريب الاولاد، تشعر طبيعيا انها الشخص المؤهل لتقديم النصيحة. ولكن كثيرا ما تُعتبر هذه النصيحة انتقادا، فينتج النزاع.
لزم تاكاكو ان تعالج هذه المشكلة عندما ادبت ابنها الصغير. فأم زوجها وجدته اندفعتا الى غرفتها لايقافها، صائحتين حتى بصوت اعلى من الطفل الباكي. واذ شعرت انها مكرهة توقفت تاكاكو عن تأديب ابنها. وفي وقت لاحق، اذ ادركت اهمية منح التأديب، قررت ان تبدأ من جديد بتدريب كهذا. — امثال ٢٣:١٣؛ عبرانيين ١٢:١١.
ثمة امّ تعيش في يوكوهاما تنازعت ايضا مع حماتها بعد ولادة الاولاد. فقد اغضب الام ان تقدم الجدة للاولاد وجبات خفيفة بين وجبات الطعام بحيث يكونون شباعى اكثر من ان يأكلوا وجبات طعامهم.
واذ يعلق على هذه المشكلة يقول الدكتور سايتو: «[الاجداد] يعطون الحلوى والمصروف لحفدائهم. انهم يُشبعون رغبات الصغار الانانية. وباختصار، يدلِّلون حفداءهم على الدوام.» وينصح الامهات الشابات بأن يجعلنه واضحا انهن لن يقدِّمن اية تنازلات في تدريب الاولاد.
التنافس من اجل العاطفة
في هذا النزاع بين الحموات والكنائن هنالك امر غير منطقي يجري. «وفقا لعلم النفس،» يشرح الدكتور سايتو، «تشعر الام ان كنتها قد اختطفت ابنها منها. وطبعا، انها لا تعبِّر شفهيا عن فكرة كهذه، لان ذلك سخيف جدا. ولكن، بدون وعي، تترسخ الفكرة انها سُلبت عطف ابنها عميقا فيها.» والنتيجة هي علاقة متوترة، إن لم تكن تنافسا تاما بينهما.
يبدو ان هذا الميل يتفاقم كلما تناقص حجم العائلات. فبأولاد اقل للاعتناء بهم تشعر الام انها اقرب الى ابنها. وبعد سنين من العيش مع ابنها تدرك تماما ما يحبه وما يكرهه. وعلى الرغم من ان العروس الجديدة تهتم بارضاء زوجها، فهي تفتقر الى هذه المعرفة الحميمة، على الاقل في البداية. لذلك قد تنمو روح تنافسية بسهولة، بأمّ وكنة تتنافسان من اجل عواطف الرجل نفسه.
تغيير مأساوي
في الايام الغابرة في اليابان في ظل الفلسفة الكونفوشيوسية، عندما كانت تحدث نزاعات عائلية كهذه، كانت الكنة تُبعَد — تطلَّق. وهذا كان نهاية القضية. أما اليوم فالوضع مختلف.
منذ الحرب العالمية الثانية سيطر الجيل الاصغر سنا على موارد العائلة، والجيل الاكبر سنا يخسر تأثيره وسلطته. وتدريجيا، انعكس الوضع. فالآن يُترك الآباء المتقدمون في السن في المستشفيات والمؤسسات الاجتماعية. وما اشد مأساة رؤية هذا المأزق في مجتمع كان فيه الاحترام للمتقدمين في السن قاعدة!
فكيف يمكن للميل الى التخلص من المتقدمين في السن ان ينعكس؟ هل هنالك طريقة لكي تتعايش امرأتان بسلام تحت السقف عينه؟
[الصورة في الصفحة ٧]
يجب الوصول الى اتفاق معقول في ما يتعلق بمَن تتخذ القرارات
-
-
التمتع بعلاقة الاقرباء في الزواج الحميمةاستيقظ! ١٩٩٠ | شباط (فبراير) ٢٢
-
-
التمتع بعلاقة الاقرباء في الزواج الحميمة
فوجيكو، الكنة المصابة بكرب المذكورة في المقالة الافتتاحية، اقنعت في النهاية زوجها بالانتقال من شقة والدَيه الى اخرى مجاورة. ولكنّ الامور لم تتحسن كثيرا. لان تدخل حماتها استمر، فبقيت كآبتها على حالها. ثم ذات يوم زارها شخص غريب.
هذه الزيارة جعلت فوجيكو تبدأ بمسلك ادّى الى شخصية متغيرة، وحسَّن ذلك علاقتها بالآخرين. لقد ابتدأت تدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه. وعلى مر الوقت تغيَّر موقفها كثيرا جدا حتى ان حماها اراد ان يحضر الدروس ليرى هو بنفسه ‹ايّ نوع من الاديان غيَّر شخصيتها الى هذا الحد.›
ادراك الرباط الجديد
يقدِّم الكتاب المقدس صورة واضحة عن ترتيب الزواج المؤسس على الاسفار المقدسة. فبعد ان خلق اللّٰه الزوجين البشريين الاولين وجمعهما معا اسس المبدأ التالي: «يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا.» (تكوين ٢:٢٤) لذلك يجب ان يدرك الزوجان الجديدان انهما دخلا في رباط جديد. ويجب الآن ان يلتصق كل منهما بالآخر كوحدة مستقلة حتى لو سكنا مع اقربائهما في الزواج.
ولكنّ ترك الاب والام لا يعني ان الاولاد عندما يتزوجون يمكن ان يتخلَّوا عن والديهم وأنه لم يعد يلزمهم ان يحترموهم ويكرموهم. «لا تحتقر امك اذا شاخت،» يحث الكتاب المقدس. (امثال ٢٣:٢٢) وعلاوة على ذلك، فمع الزواج هنالك تكييف في العلاقات. وما دام كل عضو في العائلة يتذكَّر ذلك جيدا يمكن للزوجين الشابين ان يستفيدا من خبرة وحكمة الوالدين.
ان تيموثاوس الشاب الحسن السمعة الذي اخذه الرسول بولس معه في رحلاته التبشيرية ربَّته امه اليهودية، افنيكي. ولكنّ جدته لوئيس كما يظهر كانت لها يد في تهذيب حياته. (٢ تيموثاوس ١:٥؛ ٣:١٥) وذلك لا يعني ان للجدات حقا في التدخل في تدريب الاولاد ووضع مقاييس تختلف عن تلك التي للوالدين. فهنالك طريقة ملائمة يمكن بها للجيل الاكبر سنا ان يساعد الاصغر سنا في تدريب الاولاد. — تيطس ٢:٣-٥.
«حكمة المرأة»
اذا كان يجب ان يتعاون جيلان على قضية حساسة، كتدريب الولد، يجب ان يعمل كلاهما بحكمة. «حكمة المرأة تبني بيتها،» يقول احد امثال الكتاب المقدس، «والحماقة تهدمه بيدها.» (امثال ١٤:١) فكيف يمكن للمرأة ان تبني بيتها؟ تقول توميكو ان الاتصال هو ما ساعدها على اصلاح علاقتها بكنتها، فوجيكو. «مقاصد بغير مشورة تبطل،» ينصح الكتاب المقدس. — امثال ١٥:٢٢.
لا يعني الاتصال ان نقول كل ما يدور في ذهننا دون اعتبار لمشاعر الآخرين. هنا تبدأ الحكمة بالعمل. ‹يسمع الحكيم› ما يكون لدى الآخرين ليقولوه. وأحيانا يكون لدى حمواتكم او كنائنكم شيء ليقلنه، ولكنهن يترددن في التعبير عن انفسهن. فكونوا مميِّزين، و ‹استقوا افكارهن.› ثم ‹تفكَّروا› قبل ان تتكلموا. — امثال ١:٥؛ ١٥:٢٨؛ ٢٠:٥.
والتوقيت مهم جدا. «تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها،» يقول احد امثال الكتاب المقدس. (امثال ٢٥:١١) توكيكو وكنتها تقولان انهما تنتظران الوقت المناسب قبل ان تعبِّرا عن الآراء التي قد تُغضب الاخرى. «احاول ان افكر قبل التكلم عندما اريد ان ألفت انتباه كنتي الى شيء ما،» تقول توكيكو. «ابقي النقاط في ذهني وأتكلم عندما تكون في مزاج جيد وغير جائعة. فكما تعرفون، من السهل ان تغضبوا عندما تكونون جياعا.»
والمرأة الحكيمة تحجم عن التكلم بالسوء عن حماتها او كنتها. «سواء كنا حموات او كنائن، يجب ان ندرك انه مهما تكلمنا بالسوء عن الفريق الآخر فسيكون ذلك معروفا لديهن اخيرا،» تقول سومي تاناكا، كاتبة يابانية عاشت مع حماتها ٣٠ سنة. وعوضا عن ذلك، انها تؤيد التكلم حسنا عن الاقرباء في الزواج بطريقة مباشرة او غير مباشرة.
ولكن، ماذا اذا كان اقرباؤكم في الزواج لا يتجاوبون مع جهودكم؟
كونوا متسامحين
كثيرا ما تَنتج المشاكل الخطيرة بين الاقرباء في الزواج من امور لم تكن لتسبب مشكلة لو قام بها او قالها شخص آخر. وبما اننا جميعا ناقصون و ‹نعثر في الكلام› فقد ‹نهذر مثل طعن السيف› احيانا. (يعقوب ٣:٢؛ امثال ١٢:١٨) ومع ذلك، من الحكمة ان لا نستاء من كل كلمة طائشة.
ان اولئك الذين تغلبوا على مشاكل الاقرباء في الزواج اصغوا الى مشورة الكتاب المقدس: «محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إن كان لأحد على احد شكوى.» (كولوسي ٣:١٣) صحيح انه ربما لا يكون سهلا ان تحتملوا اقرباءكم في الزواج وتسامحوهم، وخصوصا عندما يكون هنالك سبب للشكوى. ولكنّ الدافع القوي الى ذلك هو التأكيد اننا بذلك ننال غفران اخطائنا من اللّٰه نفسه. — متى ٦:١٤، ١٥.
وحتى في بلاد الشرق، حيث يتبع الناس تقليديا البوذية، الطاوية، الكونفوشيوسية، والشنتوية، هنالك كثيرون من الذين درسوا الكتاب المقدس وأتوا الى تقدير الحق عن الخالق الكريم. وتقدير كهذا ساعدهم على التغلب على ما بدا مشاعر مرارة لا يمكن التغلب عليها.
«المحبة لا تسقط ابدا»
تحتاج العلاقة السعيدة للاقرباء في الزواج الى اساس ثابت. فمساعدة الاقرباء في الزواج المسنين او المرضى بدافع الاحساس بالواجب لا تعزِّز دائما العلاقة الافضل. تعلمتْ هاروكو ذلك عندما اوشكت حماتها ان تموت بالسرطان. فقضت معظم يومها في المستشفى تعتني بحماتها، واضافة الى ذلك، اعتنت بعائلتها. فكانت تحت ضغط شديد جدا حتى انها خسرت اخيرا معظم شعرها.
وذات يوم بينما كانت تعتني بأظافير حماتها قلَّمت بدون قصد واحدا حتى اللحم. «انتِ حقا لا تهتمين بي!» انتهرتها حماتها.
واذ صُدمت بتلك الكلمات العديمة التقدير لم تستطع هاروكو ان تحبس دموعها. وبعدئذ ادركت ان الكلمات جرحت كثيرا جدا لانها كانت تعمل كل شيء لحماتها بدافع الاحساس بالواجب. فقررت ان تدع القوة الدافعة لخدمتها تكون تلك التي للمحبة. (افسس ٥:١، ٢) ومكَّنها ذلك من ان تتغلب على مشاعرها المجروحة وأدّى الى علاقة جيدة من جديد مع حماتها حتى ماتت.
في الواقع، ان المحبة كما يجري تعريفها في الكتاب المقدس هي الحل لتهدئة الخلاف العائلي. اقرأوا ما قاله الرسول بولس عن ذلك وتحققوا ما اذا كنتم لا توافقون. «المحبة تتأنى وترفق،» كتب. «المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبّح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.» فلا عجب اذا اضاف بولس: «المحبة لا تسقط ابدا.» (١ كورنثوس ١٣:٤-٨) فكيف يمكنكم تنمية محبة كهذه؟
يدرج الكتاب المقدس «المحبة» كجزء من «ثمر» روح اللّٰه. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وهكذا، بالاضافة الى جهودكم، من الضروري امتلاك روح اللّٰه اذا اردتم ان تنمّوا هذا النوع من المحبة. واكثر من ذلك، يمكنكم ان تسألوا يهوه، اله الكتاب المقدس، ان يساعدكم على اضافة محبة مثل محبته الى شخصيتكم. (١ يوحنا ٤:٨) وكل ذلك، في الواقع، يتطلب ان تتعلَّموا عنه بدرس كلمته، الكتاب المقدس. ويسعد شهود يهوه كثيرا جدا ان يساعدوكم، كما ساعدوا فوجيكو وآخرين كثيرين.
واذ تطبقون ما تتعلَّمونه من الكتاب المقدس ستجدون ليس فقط ان علاقتكم بيهوه تتحسن بل كذلك علاقتكم بكل مَن هم حولكم، بمن فيهم حمواتكم او كنائنكم. وستختبرون ما يعد به الكتاب المقدس، اي «سلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل.» — فيلبي ٤:٦، ٧.
فوجيكو وغيرها ممن ذُكروا في هذه المقالات صاروا يتمتعون بسلام كهذا — وأنتم يمكنكم ذلك. نعم، بالتطلع الى يهوه اللّٰه واتِّباع مشورة كلمته، الكتاب المقدس، يمكنكم ايضا ان تبنوا وتحافظوا على علاقة حميمة بأقربائكم في الزواج.
-