مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«فِعْل كل شيء من غير تذمُّرات»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏«فِعْلُ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ»‏

      ‏«اِسْتَمِرُّوا فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ».‏ —‏ فيلبي ٢:‏١٤‏.‏

      ١،‏ ٢ أَيَّةُ مَشُورَتَيْنِ أَعْطَاهُمَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي فِيلِبِّي وَكُورنْثوس،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ قَدَّمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَدْحِ فِي رِسَالَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي فِيلِبِّي.‏ فَقَدْ مَدَحَ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ عَلَى سَخَائِهِمْ وَغَيْرَتِهِمْ وَعَبَّرَ عَنْ فَرَحِهِ بِأَعْمَالِهِمِ ٱلصَّالِحَةِ.‏ لٰكِنَّهُ ذَكَّرَهُمْ ‹بِٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ›.‏ (‏فيلبي ٢:‏١٤‏)‏ فَلِمَاذَا قَدَّمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هٰذَا ٱلْحَضَّ؟‏

      ٢ لَقَدْ عَرَفَ إلَامَ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ ٱلتَّذَمُّرُ.‏ فَقَبْلَ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ،‏ ذَكَّرَ ٱلْجَمَاعَةَ فِي كُورِنْثوس بِخُطُورَةِ ٱلتَّذَمُّرِ.‏ وَأَشَارَ إِلَى أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَثَارُوا تَكْرَارًا غَضَبَ يَهْوَه.‏ كَيْفَ؟‏ بِٱشْتِهَاءِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُؤْذِيَةِ،‏ مُمَارَسَةِ ٱلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْعَهَارَةِ،‏ ٱمْتِحَانِ يَهْوَه،‏ وَ ٱلتَّذَمُّرِ.‏ وَشَجَّعَ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا دَرْسًا مِنْ هذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏ كَتَبَ:‏ «لَا تَكُونُوا مُتَذَمِّرِينَ،‏ كَمَا تَذَمَّرَ بَعْضٌ مِنْهُمْ،‏ فَأَهْلَكَهُمُ ٱلْمُهْلِكُ».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٦-‏١١‏.‏

      ٣ لِمَاذَا يَهُمُّنَا ٱلْيَوْمَ مَوْضُوعُ ٱلتَّذَمُّرِ؟‏

      ٣ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ نُعْرِبُ نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَه عَنْ رُوحٍ مُمَاثِلَةٍ لِرُوحِ ٱلْجَمَاعَةِ فِي فِيلِبِّي.‏ فَنَحْنُ غَيُورُونَ عَلَى ٱلْأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ وَنُحِبُّ بَعْضُنَا بَعْضًا.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وَلكِنْ نَظَرًا إِلَى ٱلْأَذَى ٱلَّذِي سَبَّبَهُ ٱلتَّذَمُّرُ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي،‏ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلْإِصْغَاءِ إِلَى ٱلْمَشُورَةِ:‏ «اِسْتَمِرُّوا فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ».‏ فَلْنَرَ أَوَّلًا بَعْضَ ٱلْأَمْثِلَةِ لِحَوَادِثَ عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ مَذْكُورَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ ثُمَّ لِنَسْتَعْرِضْ بَعْضَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُمْكِنُنَا فِعْلُهَا لِمَنْعِ ٱلتَّذَمُّرِ مِنْ إِلْحَاقِ ٱلْأَذَى بِنَا ٱلْيَوْمَ.‏

      جَمَاعَةٌ رَدِيئَةٌ تَتَذَمَّرُ عَلَى يَهْوَه

      ٤ كَيْفَ تَذَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ؟‏

      ٤ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ تُسْتَخْدَمُ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلَّتِي تَعْنِي ‹تَذَمَّرَ،‏ تَأَفَّفَ،‏ تَشَكَّى،‏ أَوْ بَرْبَرَ› فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِحَوَادِثَ حَصَلَتْ خِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَرْبَعِينَ ٱلَّتِي قَضَاهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ لَمْ يَكُونُوا أَحْيَانًا قَانِعِينَ بِنَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ وَهٰذَا مَا ظَهَرَ مِنْ خِلَالِ تَذَمُّرِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ بَعْدَ أَسَابِيعَ قَلِيلَةٍ مِنْ إِنْقَاذِهِمْ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ،‏ «تَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ».‏ فَقَدْ تَشَكَّوْا مِنَ ٱلطَّعَامِ قَائِلِينَ:‏ «لَيْتَنَا مُتْنَا بِيَدِ يَهْوَهَ فِي أَرْضِ مِصْرَ،‏ حَيْثُ كُنَّا نَجْلِسُ عِنْدَ قُدُورِ ٱللَّحْمِ وَنَأْكُلُ خُبْزًا لِلشَّبَعِ،‏ لِأَنَّكُمَا أَخْرَجْتُمَانَا إِلَى هٰذِهِ ٱلْبَرِّيَّةِ لِكَيْ تُمِيتَا كُلَّ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةِ بِٱلْجُوعِ».‏ —‏ خروج ١٦:‏١-‏٣‏.‏

      ٥ عِنْدَمَا تَشَكَّى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ،‏ إِلَى مَنْ كَانَتْ تَشَكِّيَاتُهُمْ مُوَجَّهَةً فِعْلِيًّا؟‏

      ٥ إِلَّا أَنَّ يَهْوَه كَانَ فِي ٱلْوَاقِعِ يَهْتَمُّ بِحَاجَاتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ إِذْ زَوَّدَهُمْ بِمَحَبَّةٍ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَاءَ.‏ وَلَمْ يَكُنْ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ مُعَرَّضِينَ لِلْمَوْتِ مِنَ ٱلْجُوعِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا رَاضِينَ وَضَخَّمُوا مُشْكِلَتَهُمْ وَٱبْتَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَشَكَّوْنَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ،‏ فَقَدِ ٱعْتَبَرَ يَهْوَه أَنَّ تَشَكِّيَاتِهِمْ مُوَجَّهَةٌ إِلَيْهِ شَخْصِيًّا.‏ قَالَ مُوسَى لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «إِنَّ يَهْوَهَ سَمِعَ تَذَمُّرَكُمُ ٱلَّذِي تَتَذَمَّرُونَ عَلَيْهِ.‏ فَمَنْ نَحْنُ؟‏ إِنَّ تَذَمُّرَكُمْ لَيْسَ عَلَيْنَا،‏ بَلْ عَلَى يَهْوَهَ».‏ —‏ خروج ١٦:‏٤-‏٨‏.‏

      ٦،‏ ٧ كَيْفَ تَغَيَّرَ مَوْقِفُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِحَسَبِ العدد ١٤:‏١-‏٣‏؟‏

      ٦ بَعْدَ ذٰلِكَ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ،‏ تَذَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَرَّةً أُخْرَى.‏ فَعِنْدَمَا أَرْسَلَ مُوسَى ١٢ رَجُلًا لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ،‏ عَادَ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ بِخَبَرٍ ذَمِيمٍ.‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ «تَذَمَّرَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ،‏ وَقَالَتْ لَهُمَا ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا:‏ ‹يَا لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ،‏ أَوْ يَا لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْبَرِّيَّةِ!‏ وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا يَهْوَهُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ [كَنْعَانَ] لِنَسْقُطَ بِٱلسَّيْفِ؟‏ سَتَصِيرُ زَوْجَاتُنَا وَصِغَارُنَا نَهْبًا.‏ أَلَيْسَ مِنَ ٱلْأَفْضَلِ لَنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ؟‏›».‏ —‏ عدد ١٤:‏١-‏٣‏.‏

      ٧ كَمْ تَغَيَّرَ مَوْقِفُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ!‏ فَتَقْدِيرُ شَعْبِ ٱللّٰهِ ٱلْأَوَّلِيُّ لِتَحْرِيرِهِمْ مِنْ مِصْرَ وَإِنْقَاذِهِمْ مِنَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ دَفَعَهُمْ إِلَى تَرْنِيمِ تَسَابِيحَ لِيَهْوَه.‏ (‏خروج ١٥:‏١-‏٢١‏)‏ وَلكِنْ حِينَ وَاجَهُوا ٱلصُّعُوبَاتِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَتَمَلَّكَهُمُ ٱلْخَوْفُ مِنَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ،‏ تَحَوَّلَ تَقْدِيرُهُمْ إِلَى عَدَمِ رِضًا.‏ فَبَدَلًا مِنْ شُكْرِ ٱللّٰهِ عَلَى حُرِّيَّتِهِمْ،‏ لَامُوهُ عَلَى مَا ٱعْتَبَرُوهُ حِرْمَانًا.‏ وَهكَذَا،‏ كَانَ ٱلتَّذَمُّرُ إِعْرَابًا عَنْ قِلَّةِ ٱلتَّقْدِيرِ لِتَدَابِيرِ يَهْوَه.‏ فَلَا عَجَبَ أَنَّ يَهْوَه قَالَ:‏ «إِلَى مَتَى تُوَاصِلُ هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَةُ ٱلرَّدِيئَةُ هٰذَا ٱلتَّذَمُّرَ عَلَيَّ؟‏»!‏ —‏ عدد ١٤:‏٢٧؛‏ ٢١:‏٥‏.‏

      اَلتَّذَمُّرُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ

      ٨،‏ ٩ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ مَذْكُورَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

      ٨ شَمَلَ ٱلْمِثَالَانِ ٱلْمَذْكُورَانِ آنِفًا عَنِ ٱلتَّذَمُّرِ مَجْمُوعَاتٍ مِنَ ٱلنَّاسِ تُعَبِّرُ عَلَنًا عَنْ عَدَمِ رِضَاهَا.‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ فِي أُورُشَلِيمَ لِلِٱحْتِفَالِ بِعِيدِ ٱلْمَظَالِّ سَنَةَ ٣٢ ب‌م،‏ «كَانَ فِي ٱلْجُمُوعِ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ فِي شَأْنِهِ».‏ (‏يوحنا ٧:‏١٢،‏ ١٣،‏ ٣٢‏)‏ فَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ عَنْهُ بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ،‏ بَعْضُهُمْ يَقُولُ إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ وَآخَرُونَ يَقُولُونَ لَا.‏

      ٩ وَفِي مَرَّةٍ أُخْرَى،‏ كَانَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ ضُيُوفًا فِي بَيْتِ جَابِي ٱلضَّرَائِبِ مَتَّى،‏ ٱلْمَدْعُوِّ أَيْضًا لَاوِي.‏ «فَتَذَمَّرَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَكَتَبَتُهُمْ قَائِلِينَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ ‹لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ جُبَاةِ ضَرَائِبَ وَخُطَاةٍ؟‏›».‏ (‏لوقا ٥:‏٢٧-‏٣٠‏)‏ وَلَاحِقًا فِي ٱلْجَلِيلِ،‏ «تَذَمَّرَ ٱلْيَهُودُ عَلَى [يَسُوعَ] لِأَنَّهُ قَالَ:‏ ‹أَنَا هُوَ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ›».‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَ أَتْبَاعِ يَسُوعَ ٱسْتَاءُوا مِمَّا قَالَهُ وَٱبْتَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ.‏ —‏ يوحنا ٦:‏٤١،‏ ٦٠،‏ ٦١‏.‏

      ١٠،‏ ١١ لِمَاذَا تَذَمَّرَ ٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ،‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ طَرِيقَةِ مُعَالَجَةِ مُشْكِلَةِ ٱلتَّذَمُّرِ هٰذِهِ؟‏

      ١٠ غَيْرَ أَنَّ حَادِثَةَ تَذَمُّرٍ حَصَلَتْ بُعَيْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م أَسْفَرَتْ عَنْ نَتِيجَةٍ إِيجَابِيَّةٍ.‏ فَتَلَامِيذُ كَثِيرُونَ مُهْتَدُونَ حَدِيثًا آتُونَ مِنْ خَارِجِ إِسْرَائِيلَ كَانُوا آنَذَاكَ يَتَمَتَّعُونَ بِضِيَافَةِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ.‏ وَلكِنْ نَشَأَتْ بَعْضُ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِتَوْزِيعِ ٱلْمَوَارِدِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ.‏ تَذْكُرُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ «حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ عَلَى ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ يُتَغَاضَى عَنْ أَرَامِلِهِمْ فِي ٱلتَّوْزِيعِ ٱلْيَوْمِيِّ».‏ —‏ اعمال ٦:‏١‏.‏

      ١١ لَمْ يَكُنْ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُتَذَمِّرُونَ كَٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ فَٱلْيَهُودُ ٱلَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ لَمْ يُعَبِّرُوا بِأَنَانِيَّةٍ عَنْ عَدَمِ رِضَاهُمْ بِنَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ بَلْ كَانُوا يَلْفِتُونَ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى خَطَإٍ فِي مَجَالِ ٱلِٱهْتِمَامِ بِحَاجَاتِ بَعْضِ ٱلْأَرَامِلِ.‏ كَمَا أَنَّهُمْ لَمْ يُسَبِّبُوا ٱلشَّغَبَ وَلَمْ يَتَذَمَّرُوا عَلَى يَهْوَه.‏ بَلْ وَجَّهُوا تَشَكِّيَاتِهِمْ إِلَى ٱلرُّسُلِ،‏ وَهٰؤُلَاءِ ٱتَّخَذُوا إِجْرَاءً فَوْرِيًّا لِأَنَّ ٱلتَّشَكِّيَ كَانَ مُبَرَّرًا.‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ ٱلرُّسُلُ لِلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ!‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ يَحْرَصُونَ لِئَلَّا ‹يَسُدُّوا آذَانَهُمْ عَنْ صُرَاخِ تَشَكِّي ٱلْمِسْكِينِ›.‏ —‏ امثال ٢١:‏١٣؛‏ اعمال ٦:‏٢-‏٦‏.‏

      اَلِٱحْتِرَاسُ مِنْ تَأْثِيرِ ٱلتَّذَمُّرِ ٱلْمُفْسِدِ

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ أَيُّ مَثَلٍ يُظْهِرُ مَا هُوَ تَأْثِيرُ ٱلتَّذَمُّرِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَدْ يَجْعَلُ ٱلشَّخْصَ يَبْتَدِئُ بِٱلتَّذَمُّرِ؟‏

      ١٢ تُظْهِرُ مُعْظَمُ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا آنِفًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ ٱلتَّذَمُّرَ سَبَّبَ أَذًى كَبِيرًا بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْمَاضِي.‏ لِذٰلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُفَكِّرَ جِدِّيًّا فِي ٱلتَّأْثِيرِ ٱلْمُفْسِدِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِلتَّذَمُّرِ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏ لِنُعْطِ مَثَلًا بُغْيَةَ إِيضَاحِ ٱلنُّقْطَةِ أَكْثَرَ.‏ هُنَالِكَ مَعَادِنُ كَثِيرَةٌ قَابِلَةٌ لِلصَّدَإِ.‏ فَإِذَا أَهْمَلَ ٱلشَّخْصُ بَوَادِرَ ٱلصَّدَإِ ٱلْأُولَى،‏ يَصْدَأُ ٱلْمَعْدِنُ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ لَا يَعُودُ صَالِحًا لِلِٱسْتِعْمَالِ.‏ فَأَعْدَادٌ لَا تُحْصَى مِنَ ٱلسَّيَّارَاتِ يَجْرِي ٱلتَّخَلُّصُ مِنْهَا،‏ لَيْسَ بِسَبَبِ أَعْطَالٍ مِيكَانِيكِيَّةٍ،‏ بَلْ لِأَنَّ مَعْدِنَهَا صَدِئٌ جِدًّا مِمَّا يَجْعَلُهَا غَيْرَ آمِنَةٍ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ يُمْكِنُنَا تَطْبِيقُ هٰذَا ٱلْمَثَلِ عَلَى ٱلتَّذَمُّرِ؟‏

      ١٣ تَمَامًا كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَعَادِنِ هِيَ قَابِلَةٌ لِلصَّدَإِ،‏ لَدَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ مَيْلٌ إِلَى ٱلتَّذَمُّرِ.‏ لِذٰلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ لِٱكْتِشَافِ أَيَّةِ بَوَادِرَ لِلتَّذَمُّرِ قَدْ تَظْهَرُ لَدَيْنَا.‏ وَكَمَا أَنَّ ٱلرُّطُوبَةَ وَٱلْهَوَاءَ ٱلْمَالِحَ يُسَرِّعَانِ عَمَلِيَّةَ ٱلصَّدَإِ،‏ كَذٰلِكَ تَجْعَلُنَا ٱلشَّدَائِدُ مَيَّالِينَ أَكْثَرَ إِلَى ٱلتَّذَمُّرِ.‏ فَٱلضُّغُوطُ يُمْكِنُ أَنْ تُحَوِّلَ ٱلِٱنْزِعَاجَ ٱلطَّفِيفَ إِلَى ٱغْتِيَاظٍ شَدِيدٍ.‏ وَكُلَّمَا تَرَدَّتِ ٱلْأَوْضَاعُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ هٰذَا ٱلنِّظَامِ،‏ ٱزْدَادَتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَسْبَابُ ٱلتَّشَكِّي.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ يُمْكِنُ أَنْ يَبْدَأَ أَحَدُ خُدَّامِ يَهْوَه بِٱلتَّذَمُّرِ عَلَى خَادِمٍ آخَرَ.‏ وَقَدْ لَا تَكُونُ ٱلْمَسْأَلَةُ ذَاتَ أَهَمِّيَّةٍ.‏ فَرُبَّمَا يَكُونُ مُسْتَاءً مِنْ ضَعَفَاتِ هٰذَا ٱلشَّخْصِ،‏ ٱلْقُدُرَاتِ ٱلَّتِي يَمْلِكُهَا،‏ أَوِ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ ٱلَّتِي يَحْظَى بِهَا.‏

      ١٤،‏ ١٥ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَكْبَحَ ٱلْمَيْلَ إِلَى ٱلتَّشَكِّي؟‏

      ١٤ مَهْمَا كَانَ سَبَبُ ٱسْتِيَائِنَا،‏ فَإِذَا لَمْ نَكْبَحْ مَيْلَنَا إِلَى ٱلتَّشَكِّي،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُنَمِّيَ ذٰلِكَ فِينَا مَوْقِفَ عَدَمِ ٱلرِّضَا وَيَجْعَلَنَا نَعْتَادُ ٱلتَّذَمُّرَ.‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ لَهُ تَأْثِيرٌ مُفْسِدٌ تَمَامًا.‏ فَعِنْدَمَا تَذَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِشَأْنِ حَيَاتِهِمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ،‏ وَصَلُوا إِلَى حَدِّ لَوْمِ يَهْوَه.‏ (‏خروج ١٦:‏٨‏)‏ فَلَا نَسْمَحْ أَبَدًا لِأَنْفُسِنَا بِأَنْ نَصِلَ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ!‏

      ١٥ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى ٱلْمَثَلِ،‏ يُمْكِنُ تَخْفِيفُ تَعَرُّضِ ٱلْمَعَادِنِ لِلصَّدَإِ بِتَغْشِيَتِهَا بِطِلَاءٍ غَيْرِ قَابِلٍ لِلصَّدَإِ وَإِصْلَاحِ ٱلْمَوَاضِعِ ٱلصَّدِئَةِ فَوْرًا.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ إِذَا لَاحَظْنَا أَنَّهُ لَدَيْنَا مَيْلٌ إِلَى ٱلتَّشَكِّي،‏ يُمْكِنُنَا ضَبْطُ هذَا ٱلْمَيْلِ بِٱلصَّلَاةِ وَبَذْلِ ٱلْجُهْدِ لِإِصْلَاحِهِ فَوْرًا.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏

      تَبَنِّي وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَه

      ١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ ٱلتَّغَلُّبُ عَلَى أَيِّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّشَكِّي؟‏

      ١٦ إِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ يَجْعَلُنَا نُرَكِّزُ ذِهْنَنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَعَلَى مَشَاكِلِنَا وَنَنْسَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا كَشُهُودٍ لِيَهْوَه.‏ لِذٰلِكَ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى أَيِّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّشَكِّي،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ هٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ فِي ذِهْنِنَا.‏ مَثَلًا،‏ لَدَى كُلٍّ مِنَّا ٱلِٱمْتِيَازُ ٱلرَّائِعُ أَنْ يَحْمِلَ ٱسْمَ يَهْوَه.‏ (‏اشعيا ٤٣:‏١٠‏)‏ وَيُمْكِنُنَا حِيَازَةُ عَلَاقَةٍ حَمِيمَةٍ بِهِ،‏ وَبِٱسْتِطَاعَتِنَا أَنْ نَتَحَدَّثَ إِلَى «سَامِعِ ٱلصَّلَاةِ» فِي أَيِّ وَقْتٍ نَشَاءُ.‏ (‏مزمور ٦٥:‏٢؛‏ يعقوب ٤:‏٨‏)‏ وَنَحْنُ نَعِيشُ حَيَاةً لَهَا مَعْنًى حَقِيقِيٌّ لِأَنَّنَا عَلَى عِلْمٍ بِقَضِيَّةِ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ وَلِأَنَّ لَدَيْنَا ٱمْتِيَازَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ أَمَامَ ٱللّٰهِ.‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ وَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَشْتَرِكَ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ يُمَكِّنُنَا مِنِ ٱمْتِلَاكِ ضَمِيرٍ طَاهِرٍ.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وَنَحْنُ نَتَمَتَّعُ بِهٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمَشَقَّاتُ ٱلَّتِي نُضْطَرُّ إِلَى تَحَمُّلِهَا.‏

      ١٧ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُحَاوِلَ رُؤْيَةَ ٱلْأُمُورِ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَه،‏ حَتَّى لَوْ كَانَ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلتَّشَكِّي؟‏

      ١٧ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُحَاوِلَ رُؤْيَةَ ٱلْأُمُورِ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَه،‏ لَا مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِنَا ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ دَاوُدُ:‏ «طُرُقَكَ يَا يَهْوَه عَرِّفْنِي،‏ سُبُلَكَ عَلِّمْنِي».‏ (‏مزمور ٢٥:‏٤‏)‏ فَقَدْ يَكُونُ لَدَيْنَا سَبَبٌ وَجِيهٌ لِلتَّشَكِّي.‏ وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه يُدْرِكُ ذٰلِكَ وَيَسْتَطِيعُ أَنْ يُقَوِّمَ ٱلْأُمُورَ فَوْرًا،‏ فَهُوَ يَسْمَحُ أَحْيَانًا بِٱسْتِمْرَارِ ٱلْمِحْنَةِ.‏ لِمَاذَا؟‏ رُبَّمَا لِمُسَاعَدَتِنَا عَلَى تَنْمِيَةِ صِفَاتٍ جَيِّدَةٍ مِثْلِ ٱلصَّبْرِ،‏ ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ ٱلْإِيمَانِ،‏ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ.‏ —‏ يعقوب ١:‏٢-‏٤‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ أَيُّ مِثَالٍ يُظْهِرُ ٱلنَّتَائِجَ ٱلَّتِي قَدْ يُسْفِرُ عَنْهَا ٱحْتِمَالُنَا ٱلْمَشَاكِلَ دُونَ تَذَمُّرٍ؟‏

      ١٨ لَا يُسَاعِدُنَا ٱحْتِمَالُ ٱلصُّعُوبَاتِ دُونَ تَذَمُّرٍ عَلَى تَحْسِينِ شَخْصِيَّتِنَا فَحَسْبُ،‏ بَلْ يَتْرُكُ أَيْضًا ٱنْطِبَاعًا جَيِّدًا لَدَى ٱلَّذِينَ يَرَوْنَ تَصَرُّفَاتِنَا.‏ مَثَلًا سَنَةَ ٢٠٠٣،‏ سَافَرَتْ مَجْمُوعَةٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه بِٱلْبَاصِ مِنْ أَلْمَانيَا إِلَى هَنْغَاريَا لِحُضُورِ مَحْفِلٍ.‏ وَبِمَا أَنَّ سَائِقَ ٱلْبَاصِ لَمْ يَكُنْ شَاهِدًا،‏ فَلَمْ يَرْغَبْ أَنْ يَقْضِيَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ بِرِفْقَةِ ٱلشُّهُودِ.‏ لٰكِنَّ مَوْقِفَهُ تَغَيَّرَ كُلِّيًّا فِي نِهَايَةِ ٱلرِّحْلَةِ.‏ لِمَاذَا؟‏

      ١٩ لِأَنَّ ٱلشُّهُودَ لَمْ يَتَذَمَّرُوا أَلْبَتَّةَ رَغْمَ أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَشَاكِلِ نَشَأَتْ خِلَالَ ٱلرِّحْلَةِ.‏ وَهٰذَا مَا دَفَعَ ٱلسَّائِقَ إِلَى ٱلْقَوْلِ إِنَّهُمْ أَفْضَلُ مَجْمُوعَةِ رُكَّابٍ ذَهَبَتْ مَعَهُ بِٱلْبَاصِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ وَعَدَهُمْ بِأَنْ يَسْتَقْبِلَ ٱلشُّهُودَ عِنْدَمَا يَقْرَعُونَ بَابَهُ وَيُصْغِيَ إِلَيْهِمْ.‏ فَكَمْ كَانَ ٱلِٱنْطِبَاعُ ٱلَّذِي تَرَكُوهُ جَيِّدًا نَتِيجَةَ ‹ٱسْتِمْرَارِهِمْ فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ›!‏

      اَلْمُسَامَحَةُ تُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ

      ٢٠ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نُسَامِحَ بَعْضُنَا بَعْضًا؟‏

      ٢٠ مَاذَا لَوْ كَانَ لَدَيْنَا سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏ إِذَا كَانَتِ ٱلْقَضِيَّةُ خَطِيرَةً،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ فِي متى ١٨:‏١٥-‏١٧‏.‏ لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَنْ يَكُونَ ضَرُورِيًّا دَائِمًا لِأَنَّ مُعْظَمَ قَضَايَا ٱلتَّشَكِّيَاتِ هِيَ ثَانَوِيَّةٌ.‏ فَلِمَ لَا نَعْتَبِرُ هٰذِهِ ٱلْحَالَةَ فُرْصَةً لِإِظْهَارِ ٱلْمُسَامَحَةِ؟‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ.‏ كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ،‏ هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا.‏ وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا،‏ ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ،‏ فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ».‏ (‏كولوسي ٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَهَلْ نَحْنُ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِلْمُسَامَحَةِ؟‏ لِنُفَكِّرْ فِي مِثَالِ يَهْوَه.‏ فَرَغْمَ أَنَّ لَدَيْهِ سَبَبًا لِلتَّشَكِّي مِنَّا،‏ فَهُوَ يُظْهِرُ لَنَا تَكْرَارًا ٱلتَّعَاطُفَ وَٱلْغُفْرَانَ.‏

      ٢١ أَيُّ أَثَرٍ قَدْ يَتْرُكُهُ ٱلتَّذَمُّرُ فِي ٱلْآخَرِينَ؟‏

      ٢١ مَهْمَا كَانَ سَبَبُ تَشَكِّينَا،‏ فَإِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ لَنْ يَحُلَّ ٱلْمُشْكِلَةَ.‏ فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلَّتِي تَعْنِي «تَذَمَّرَ» يُمْكِنُ أَنْ تَعْنِيَ أَيْضًا «بَرْبَرَ».‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ نَحْنُ نَنْزَعِجُ إِذَا كُنَّا بِرِفْقَةِ شَخْصٍ يَتَذَمَّرُ بِٱسْتِمْرَارٍ وَنُحَاوِلُ أَنْ نَتَجَنَّبَهُ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ سَيَكُونُ لَدَيْهِمِ ٱلشُّعُورُ نَفْسُهُ إِذَا كُنَّا نَحْنُ مَنْ يَتَذَمَّرُ،‏ أَوْ يُبَرْبِرُ.‏ وَقَدْ يَنْزَعِجُونَ إِلَى دَرَجَةِ أَنَّهُمْ سَيُحَاوِلُونَ تَجَنُّبَنَا.‏ فَتَذَمُّرُنَا قَدْ يَسْتَأْثِرُ بِٱنْتِبَاهِ ٱلشَّخْصِ،‏ لٰكِنَّهُ حَتْمًا لَنْ يَجْذِبَهُ إِلَيْنَا.‏

      ٢٢ مَاذَا قَالَتْ فَتَاةٌ عَنْ شُهُودِ يَهْوَه؟‏

      ٢٢ إِنَّ رُوحَ ٱلْمُسَامَحَةِ تُعَزِّزُ ٱلْوَحْدَةَ:‏ أَمْرٌ يُقَدِّرُهُ شَعْبُ يَهْوَه كَثِيرًا.‏ (‏مزمور ١٣٣:‏١-‏٣‏)‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَتَبَتْ فَتَاةٌ كَاثُولِيكِيَّةٌ مِنْ أُورُوبا عُمْرُهَا ١٧ سَنَةً رِسَالَةً إِلَى مَكْتَبِ فَرْعِ شُهُودِ يَهْوَه تَعْبِيرًا عَنْ إِعْجَابِهَا بِهِمْ.‏ قَالَتْ:‏ «لَا أَعْرِفُ هَيْئَةً أُخْرَى لَا يُقَسِّمُ أَعْضَاءَهَا ٱلْبُغْضُ،‏ ٱلْجَشَعُ،‏ ٱلتَّعَصُّبُ،‏ ٱلْأَنَانِيَّةُ،‏ أَوْ عَدَمُ ٱلْوَحْدَةِ».‏

      ٢٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ٢٣ كَمَا رَأَيْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّقْدِيرُ لِكُلِّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي نَنَالُهَا كَعُبَّادٍ لِلْإِلٰهِ ٱلْحَقِيقِيِّ يَهْوَه عَلَى تَعْزِيزِ ٱلْوَحْدَةِ وَتَجَنُّبِ ٱلتَّذَمُّرِ عَلَى ٱلْآخَرِينَ بِسَبَبِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ أَمَّا ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ فَسَتُظْهِرُ كَيْفَ تَمْنَعُنَا ٱلصِّفَاتُ ٱلْإِلٰهِيَّةُ مِنَ ٱلتَّوَرُّطِ فِي نَوْعٍ أَخْطَرَ مِنَ ٱلتَّذَمُّرِ:‏ ٱلتَّذَمُّرِ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْمَنْظُورِ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَه.‏

  • لنركِّز على حسنات هيئة يهوه
    برج المراقبة ٢٠٠٦ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • لِنُرَكِّزْ عَلَى حَسَنَاتِ هَيْئَةِ يَهْوَه

      ‏«لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ».‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٤‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَاذَا كَانَتِ ٱلتَّرْتِيبَاتُ ٱلْمُتَعَلِّقَةُ بِٱلْهَيْكَلِ سَتَجْلُبُ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ دَعَمَ دَاوُدُ بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ؟‏

      دَاوُدُ هُوَ أَحَدُ أَبْرَزِ ٱلشَّخْصِيَّاتِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ.‏ فَهٰذَا ٱلرَّاعِي وَٱلْمُوسِيقِيُّ وَٱلنَّبِيُّ وَٱلْمَلِكُ،‏ ٱلَّذِي عَاشَ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ كَانَ يَثِقُ ثِقَةً مُطْلَقَةً بِيَهْوَه ٱللّٰهِ.‏ وَعَلَاقَتُهُ ٱللَّصِيقَةُ وَٱلشَّخْصِيَّةُ بِيَهْوَه أَوْقَدَتْ فِيهِ رَغْبَةً فِي بِنَاءِ بَيْتٍ لَهُ.‏ وَكَانَ هٰذَا ٱلْبَيْتُ،‏ أَوِ ٱلْهَيْكَلُ،‏ سَيَصِيرُ مَرْكَزَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ فِي إِسْرَائِيلَ.‏ وَقَدْ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلتَّرْتِيبَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِٱلْهَيْكَلِ سَتَجْلُبُ فَرَحًا وَبَرَكَةً لِشَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ لِذٰلِكَ رَنَّمَ لِيَهْوَه قَائِلًا:‏ «سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ،‏ فَيَسْكُنُ فِي دِيَارِكَ.‏ لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ،‏ قُدْسِ هَيْكَلِكَ».‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٤‏.‏

      ٢ وَلٰكِنْ لَمْ يُسْمَحْ لِدَاوُدَ بِٱلْإِشْرَافِ عَلَى بِنَاءِ بَيْتِ يَهْوَه.‏ بَدَلًا مِنْ ذٰلِكَ،‏ أُعْطِيَ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازُ لِٱبْنِهِ سُلَيْمَانَ.‏ إِلَّا أَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَتَذَمَّرْ لِأَنَّ أَحَدًا آخَرَ حَظِيَ بِٱلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي تَاقَ هُوَ إِلَى ٱلْحُصُولِ عَلَيْهِ.‏ فَكَانَ ٱلْأَمْرُ ٱلْأَهَمُّ فِي نَظَرِهِ أَنْ يُبْنَى ٱلْهَيْكَلُ.‏ وَقَدْ دَعَمَ ٱلْمَشْرُوعَ بِحَمَاسٍ بِإِعْطَاءِ ٱبْنِهِ ٱلتَّصَامِيمَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا مِنْ يَهْوَه.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ نَظَّمَ آلَافَ ٱللَّاوِيِّينَ فِي فِرَقِ خِدْمَةٍ وَتَبَرَّعَ بِكَمِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ —‏ ١ اخبار الايام ١٧:‏١،‏ ٤،‏ ١١،‏ ١٢؛‏ ٢٣:‏٣-‏٦؛‏ ٢٨:‏١١،‏ ١٢؛‏ ٢٩:‏١-‏٥‏.‏

      ٣ أَيُّ مَوْقِفٍ يَمْلِكُهُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ مِنْ تَرْتِيبَاتِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ؟‏

      ٣ فِي ٱلْمَاضِي،‏ دَعَمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ تَرْتِيبَاتِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ.‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ نَدْعَمُ نَحْنُ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلْعَصْرِيِّينَ تَرْتِيبَاتِ ٱلْعِبَادَةِ ضِمْنَ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَه.‏ وَبِذٰلِكَ نُبَرْهِنُ أَنَّ لَدَيْنَا ٱلْمَوْقِفَ نَفْسَهُ ٱلَّذِي كَانَ لَدَى دَاوُدَ.‏ فَنَحْنُ لَا نَمْلِكُ رُوحَ ٱلتَّذَمُّرِ،‏ بَلْ نُرَكِّزُ عَلَى «خَيْرِ» أَوْ حَسَنَاتِ هَيْئَةِ ٱللّٰهِ.‏ فَهَلْ فَكَّرْتَ مَرَّةً فِي هٰذِهِ ٱلْحَسَنَاتِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُقَدِّرَهَا؟‏ لِنَسْتَعْرِضِ ٱلْآنَ بَعْضًا مِنْهَا.‏

      تَقْدِيرُ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ

      ٤،‏ ٥ (‏أ)‏ كَيْفَ يُتَمِّمُ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» تَفْوِيضَهُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَشْعُرُ بَعْضُ ٱلشُّهُودِ حِيَالَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يَنَالُونَهُ؟‏

      ٤ لَدَيْنَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِنُقَدِّرَ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» ٱلَّذِي أَقَامَهُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَلَى مُمْتَلَكَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَصَفُّ ٱلْعَبْدِ ٱلْمُؤَلَّفُ مِنْ مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ يَتَوَلَّى ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ يُنَظِّمُ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْعِبَادَةِ،‏ وَيُصْدِرُ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَكْثَرَ مِنْ ٤٠٠ لُغَةٍ.‏ وَمَلَايِينُ ٱلنَّاسِ حَوْلَ ٱلْأَرْضِ يَتَنَاوَلُونَ بِتَقْدِيرٍ مِنْ هٰذَا ‹ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِي حِينِهِ›.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَا سَبَبَ لِلتَّذَمُّرِ بِشَأْنِ ذٰلِكَ.‏

      ٥ طَوَالَ سَنَوَاتٍ،‏ تَنَالُ شَاهِدَةٌ مُسِنَّةٌ ٱسْمُهَا أَلْفِي ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلدَّعْمَ مِنْ خِلَالِ تَطْبِيقِ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي مَطْبُوعَاتِ صَفِّ ٱلْعَبْدِ.‏ وَقَدْ دَفَعَهَا تَقْدِيرُهَا ٱلْعَمِيقُ أَنْ تَكْتُبَ:‏ «مَا عَسَايَ أَفْعَلُ دُونَ هَيْئَةِ يَهْوَه؟‏».‏ پِيتر وَأَرمْڠَارْت هُمَا زَوْجَانِ يَخْدُمَانِ ٱللّٰهَ مُنْذُ عُقُودٍ.‏ وَتُعَبِّرُ أَرمْڠَارْت عَنْ تَقْدِيرِهَا لِكُلِّ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي تُعِدُّهَا «هَيْئَةُ يَهْوَه ٱلْمُحِبَّةُ وَٱلْحَنُونَةُ».‏ وَتَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَاتُ تِلْكَ ٱلْمُصَمَّمَةَ لِذَوِي ٱلْحَاجَاتِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ،‏ مِثْلِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يُعَانُونَ مَشَاكِلَ بَصَرِيَّةً وَسَمْعِيَّةً.‏

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ كَيْفَ يَجْرِي ٱلْإِشْرَافُ عَلَى نَشَاطِ ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْأَرْضِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ عَبَّرَ ٱلْبَعْضُ عَنْ مَشَاعِرِهِمْ تِجَاهَ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَه؟‏

      ٦ تُمَثِّلُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ لِشُهُودِ يَهْوَه «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ».‏ وَهٰذِهِ ٱلْهَيْئَةُ هِيَ مَجْمُوعَةٌ صَغِيرَةٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ فِي ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ لِشُهُودِ يَهْوَه فِي برُوكلِين،‏ نيُويُورك.‏ تُعَيِّنُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ خُدَّامًا لِيَهْوَه ذَوِي خِبْرَةٍ فِي مَكَاتِبِ فُرُوعٍ تُشْرِفُ عَلَى نَشَاطِ أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠‏,٩٨ جَمَاعَةٍ حَوْلَ ٱلْأَرْضِ.‏ وَيُعَيَّنُ ٱلرِّجَالُ ٱلَّذِينَ يَبْلُغُونَ مَطَالِبَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَشُيُوخٍ وَخُدَّامٍ مُسَاعِدِينَ فِي هٰذِهِ ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏١-‏٩،‏ ١٢،‏ ١٣‏)‏ وَٱلشُّيُوخُ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ وَيَرْعَوْنَ بِمَحَبَّةٍ رَعِيَّةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِهِمْ.‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلْبَرَكَةَ ٱلَّتِي نَحْظَى بِهَا أَنْ نَكُونَ جُزْءًا مِنْ هٰذِهِ ٱلرَّعِيَّةِ وَأَنْ نَلْمُسَ لَمْسَ ٱلْيَدِ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلْوَحْدَةَ بَيْنَ «كَامِلِ مَعْشَرِ ٱلْإِخْوَةِ»!‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏١٧؛‏ ٥:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ٧ وَبَدَلًا مِنَ ٱلتَّشَكِّي،‏ غَالِبًا مَا يُعَبِّرُ أَفْرَادُ ٱلرَّعِيَّةِ عَنْ تَقْدِيرِهِمْ لِلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْحُبِّيِّ ٱلَّذِي يَنَالُونَهُ مِنَ ٱلشُّيُوخِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ بِرْڠيت،‏ زَوْجَةٌ مَسِيحِيَّةٌ فِي ثَلَاثِينَاتِهَا.‏ فَعِنْدَمَا كَانَتْ مُرَاهِقَةً،‏ ٱبْتَدَأَتْ تُعَاشِرُ أَشْخَاصًا أَرْدِيَاءَ وَكَادَتْ تَرْتَكِبُ خَطَأً.‏ لٰكِنَّ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْوَاضِحَةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا لَهَا ٱلشُّيُوخُ وَدَعْمَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ جَنَّبَاهَا ٱلْوُقُوعَ فِي مَأْزِقٍ يُسَبِّبُ لَهَا ٱلْأَذَى.‏ فَكَيْفَ تَشْعُرُ بِرْڠيت ٱلْآنَ؟‏ تَقُولُ:‏ «أَشْعُرُ بِٱمْتِنَانٍ عَمِيقٍ لِأَنَّنِي مَا زِلْتُ أَنْتَمِي إِلَى هَيْئَةِ يَهْوَه ٱلرَّائِعَةِ».‏ وَيَذْكُرُ أَنْدريَاس ٱلْبَالِغُ ١٧ سَنَةً مِنْ عُمْرِهِ:‏ «هٰذِهِ هِيَ بِٱلْفِعْلِ هَيْئَةُ يَهْوَه،‏ أَفْضَلُ هَيْئَةٍ فِي ٱلْعَالَمِ».‏ أَفَلَا يَنْبَغِي أَنْ نُقَدِّرَ نَحْنُ أَيْضًا حَسَنَاتِ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَه؟‏!‏

      اَلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ لَيْسُوا كَامِلِينَ

      ٨،‏ ٩ كَيْفَ تَصَرَّفَ بَعْضُ مُعَاصِرِي دَاوُدَ،‏ وَكَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟‏

      ٨ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْمُعَيَّنِينَ لِيَتَوَلَّوُا ٱلْقِيَادَةَ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ لَيْسُوا كَامِلِينَ.‏ فَكُلُّهُمْ يَرْتَكِبُونَ ٱلْأَخْطَاءَ وَلَدَى بَعْضِهِمْ ضَعْفٌ مُسْتَمِرٌّ يَعْمَلُونَ جَاهِدِينَ لِلتَّخَلُّصِ مِنْهُ.‏ فَهَلْ هٰذَا سَبَبٌ لِنَغْتَاظَ؟‏ كَلَّا.‏ فَحَتَّى ٱلَّذِينَ عُهِدَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ ٱرْتَكَبُوا أَخْطَاءً فَادِحَةً.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا كَانَ دَاوُدُ صَغِيرًا،‏ دُعِيَ لِيَعْمَلَ كَعَازِفٍ لِلْمُوسِيقَى عِنْدَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ لِتَهْدِئَتِهِ.‏ لٰكِنَّ شَاوُلَ حَاوَلَ قَتْلَهُ،‏ مِمَّا ٱضْطَرَّهُ أَنْ يَهْرُبَ لِإِنْقَاذِ حَيَاتِهِ.‏ —‏ ١ صموئيل ١٦:‏١٤-‏٢٣؛‏ ١٨:‏١٠-‏١٢؛‏ ١٩:‏١٨؛‏ ٢٠:‏٣٢،‏ ٣٣؛‏ ٢٢:‏١-‏٥‏.‏

      ٩ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ تَصَرَّفَ بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْمُعَاصِرِينَ لِدَاوُدَ بِغَدْرٍ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ قَتَلَ يُوآبُ (‏قَائِدُ جُنْدِ دَاوُدَ)‏ أَبْنِيرَ نَسِيبَ شَاوُلَ.‏ وَتَآ‌مَرَ أَبْشَالُومُ عَلَى دَاوُدَ أَبِيهِ لِيَسْتَوْلِيَ عَلَى ٱلْمُلْكِ.‏ كَمَا أَنَّ أَخِيتُوفَلَ خَانَ دَاوُدَ بَعْدَ أَنْ كَانَ مُشِيرَهُ ٱلْمَوْثُوقَ بِهِ.‏ (‏٢ صموئيل ٣:‏٢٢-‏٣٠؛‏ ١٥:‏١-‏١٧،‏ ٣١؛‏ ١٦:‏١٥،‏ ٢١‏)‏ لٰكِنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصِرْ مُتَشَكِّيًا وَلَمْ يَهْجُرِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ.‏ فَٱلْعَكْسُ كَانَ صَحِيحًا،‏ إِذْ إِنَّ ٱلشَّدَائِدَ دَفَعَتْهُ إِلَى ٱلِٱلْتِصَاقِ بِيَهْوَه وَٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلْمَوْقِفِ ٱلْجَيِّدِ ٱلَّذِي ٱمْتَلَكَهُ عِنْدَمَا هَرَبَ مِنْ شَاوُلَ.‏ رَنَّمَ دَاوُدُ قَائِلًا:‏ «تَحَنَّنْ عَلَيَّ يَا اَللّٰهُ،‏ تَحَنَّنْ عَلَيَّ،‏ لِأَنَّهُ بِكَ ٱحْتَمَتْ نَفْسِي،‏ وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي إِلَى أَنْ تَعْبُرَ ٱلْمَصَائِبُ».‏ —‏ مزمور ٥٧:‏١‏.‏

      ١٠،‏ ١١ مَاذَا وَاجَهَتْ مَسِيحِيَّةٌ ٱسْمُهَا ڠيرتْرُوت عِنْدَمَا كَانَتْ شَابَّةً،‏ وَمَاذَا قَالَتْ عَنْ ضَعَفَاتِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟‏

      ١٠ فِي أَيَّامِنَا،‏ مَا مِنْ سَبَبٍ لِلتَّشَكِّي مِنَ ٱلْغَدْرِ فِي هَيْئَةِ ٱللّٰهِ.‏ فَلَا يَهْوَه وَلَا مَلَائِكَتُهُ وَلَا ٱلرُّعَاةُ ٱلرُّوحِيُّونَ يَتَحَمَّلُونَ وُجُودَ ٱلْغَدَّارِينَ ٱلْأَشْرَارِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ لكِنَّنَا جَمِيعًا نُضْطَرُّ إِلَى مُوَاجَهَةِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ:‏ نَقْصِنَا وَنَقْصِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْآخَرِينَ.‏

      ١١ لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ ڠيرتْرُوت،‏ عَابِدَةٍ لِيَهْوَه مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَتْ شَابَّةً،‏ ٱتُّهِمَتْ زُورًا أَنَّهَا مُحْتَالَةٌ وَأَنَّهَا لَيْسَتْ مُنَادِيَةً بِٱلْمَلَكُوتِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهَا؟‏ هَلْ تَذَمَّرَتْ مِنْ هذِهِ ٱلْمُعَامَلَةِ؟‏ كَلَّا.‏ فَقُبَيْلَ مَوْتِهَا سَنَةَ ٢٠٠٣ عَنْ عُمْرِ ٩١ سَنَةً،‏ ٱسْتَرْجَعَتْ ذِكْرَيَاتِ ٱلْمَاضِي مُوضِحَةً:‏ «عَلَّمَتْنِي هذِهِ ٱلِٱخْتِبَارَاتُ وَغَيْرُهَا أَنَّهُ رَغْمَ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلَّتِي يَرْتَكِبُهَا ٱلْأَفْرَادُ،‏ فَإِنَّ يَهْوَه يُوَجِّهُ عَمَلَهُ ٱلْعَظِيمَ ٱلَّذِي يَسْتَخْدِمُ فِيهِ بَشَرًا نَاقِصِينَ».‏ فَكَانَتْ ڠيرتْرُوت تُصَلِّي إِلَى يَهْوَه بِحَرَارَةٍ عِنْدَ مُوَاجَهَةِ نَقَائِصِ خُدَّامِ ٱللّٰهِ ٱلْآخَرِينَ.‏

      ١٢ (‏أ)‏ أَيُّ مِثَالٍ رَدِيءٍ رَسَمَهُ بَعْضُ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نُرَكِّزَ تَفْكِيرَنَا؟‏

      ١٢ بِمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوْلِيَاءَ وَٱلْمُخْلِصِينَ هُمْ أَيْضًا نَاقِصُونَ،‏ فَعِنْدَمَا يَرْتَكِبُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسْؤُولِينَ خَطَأً مَا،‏ يَجِبُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِ «كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ».‏ (‏فيلبي ٢:‏١٤‏)‏ فَكَمْ هُوَ مُؤْسِفٌ أَنْ نَقْتَدِيَ بِٱلْمِثَالِ ٱلرَّدِيءِ ٱلَّذِي رَسَمَهُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ!‏ فَقَدْ كَانَ بَعْضُ ٱلْمُعَلِّمِينَ ٱلدَّجَّالِينَ آنَذَاكَ «يَتَجَاهَلُونَ ٱلسِّيَادَةَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِٱلْإِهَانَةِ عَلَى ذَوِي ٱلْمَجْدِ»،‏ حَسْبَمَا ذَكَرَ ٱلتِّلْمِيذُ يَهُوذَا.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ كَانَ هؤُلَاءِ ٱلْخُطَاةُ ‹مُتَذَمِّرِينَ،‏ مُتَشَكِّينَ مِنْ نَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ›.‏ (‏يهوذا ٨،‏ ١٦‏)‏ فَلْنَرْفُضِ ٱلْمَسْلَكَ ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ ٱلْمُتَذَمِّرُونَ ٱلْمُتَشَكُّونَ وَلْنُرَكِّزْ تَفْكِيرَنَا عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْجَيِّدَةِ ٱلَّتِي نَحْصُلُ عَلَيْهَا بِوَاسِطَةِ ‹ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ›.‏ وَلْنُقَدِّرْ حَسَنَاتِ هَيْئَةِ يَهْوَه وَ ‹نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ غَيْرِ تَذَمُّرَاتٍ›.‏

      ‏«هٰذَا ٱلْكَلَامُ فَظِيعٌ»‏

      ١٣ مَاذَا فَعَلَ ٱلْبَعْضُ عِنْدَمَا سَمِعُوا أَحَدَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ؟‏

      ١٣ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تَذَمَّرُوا عَلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسْؤُولِينَ،‏ فَقَدْ تَذَمَّرَ آخَرُونَ مِنْ تَعَالِيمِ يَسُوعَ.‏ فَيُوحَنَّا ٦:‏٤٨-‏٦٩ تَذْكُرُ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ:‏ «مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ».‏ عِنْدَ سَمَاعِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ «كَثِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ .‏ .‏ .‏ قَالُوا:‏ ‹هٰذَا ٱلْكَلَامُ فَظِيعٌ.‏ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَسْمَعَهُ؟‏›».‏ وَقَدْ أَدْرَكَ يَسُوعُ أَنَّ «تَلَامِيذَهُ يَتَذَمَّرُونَ مِنْ ذٰلِكَ».‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ «رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ إِلَى ٱلْوَرَاءِ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ».‏ وَلكِنْ لَمْ يَتَذَمَّرْ جَمِيعُ ٱلتَّلَامِيذِ.‏ فَعِنْدَمَا سَأَلَ يَسُوعُ ٱلرُّسُلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ:‏ «هَلْ تُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا أَنْتُمْ أَيْضًا؟‏»،‏ أَجَابَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ:‏ «يَا رَبُّ،‏ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟‏ عِنْدَكَ كَلَامُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ وَنَحْنُ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ قُدُّوسُ ٱللّٰهِ».‏

      ١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ لِمَاذَا يَسْتَاءُ ٱلْبَعْضُ مِنْ تَعْلِيمٍ مَسِيحِيٍّ مُعَيَّنٍ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَدَثَ مَعَ رَجُلٍ ٱسْمُهُ إِيمانويل؟‏

      ١٤ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ،‏ تَسْتَاءُ قِلَّةٌ قَلِيلَةٌ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ مِنْ تَعْلِيمٍ مَسِيحِيٍّ مُعَيَّنٍ وَتَتَذَمَّرُ عَلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَه.‏ فَلِمَاذَا يَحْدُثُ ذلِكَ؟‏ غَالِبًا مَا تَنْجُمُ هذِهِ ٱلتَّذَمُّرَاتُ مِنْ عَدَمِ فَهْمِ طَرِيقَةِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْقِيَامِ بِٱلْأُمُورِ.‏ فَٱلْخَالِقُ يَكْشِفُ ٱلْحَقَّ لِشَعْبِهِ تَدْرِيجِيًّا.‏ لِذلِكَ يَلْزَمُ تَعْدِيلُ فَهْمِنَا لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ.‏ وَٱلْأَغْلَبِيَّةُ ٱلسَّاحِقَةُ مِنْ شَعْبِ يَهْوَه تَبْتَهِجُ بِهذِهِ ٱلتَّحْسِينَاتِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ يَصِيرُونَ ‹أَبْرَارًا بِإِفْرَاطٍ› وَيَسْتَاؤُونَ مِنَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ.‏ (‏جامعة ٧:‏١٦‏)‏ وَقَدْ تَكُونُ ٱلْكِبْرِيَاءُ أَحَدَ ٱلْأَسْبَابِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْبَعْضَ قَدْ يَقَعُونَ فِي فَخِّ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلْمُسْتَقِلِّ.‏ وَلكِنْ مَهْمَا كَانَ ٱلسَّبَبُ،‏ فَإِنَّ ٱلتَّذَمُّرَ أَمْرٌ خَطِيرٌ لِأَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَجْتَذِبَنَا لِنَرْجِعَ إِلَى ٱلْعَالَمِ وَطُرُقِهِ.‏

      ١٥ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَانَ إِيمانويل شَاهِدًا يَنْتَقِدُ بَعْضَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَقْرَأُهَا فِي مَطْبُوعَاتِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ وَهذَا مَا جَعَلَهُ يَتَوَقَّفُ عَنْ قِرَاءَةِ مَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَيُخْبِرُ شُيُوخَ جَمَاعَتِهِ أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَرْغَبُ أَنْ يَكُونَ وَاحِدًا مِنْ شُهُودِ يَهْوَه.‏ وَلكِنْ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ،‏ أَدْرَكَ إِيمانويل أَنَّ تَعَالِيمَ هَيْئَةِ يَهْوَه صَحِيحَةٌ.‏ فَعَاوَدَ ٱلِٱتِّصَالَ بِٱلشُّهُودِ،‏ ٱعْتَرَفَ بِخَطَئِهِ،‏ وَأُعِيدَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ كَوَاحِدٍ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه.‏ وَهكَذَا،‏ ٱسْتَعَادَ فَرَحَهُ.‏

      ١٦ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَنَا لِلتَّخَلُّصِ مِنَ ٱلشُّكُوكِ بِشَأْنِ بَعْضِ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

      ١٦ فَمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ إِذَا أُغْرِينَا بِٱلتَّذَمُّرِ لِأَنَّ ٱلشُّكُوكَ تُسَاوِرُنَا بِشَأْنِ بَعْضِ ٱلتَّعَالِيمِ ٱلَّتِي يُؤْمِنُ بِهَا شَعْبُ يَهْوَه؟‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَكُونَ عَدِيمِي ٱلصَّبْرِ.‏ ‹فَٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ› رُبَّمَا يَنْشُرُ لَاحِقًا مَعْلُومَاتٍ تُجِيبُ عَنْ أَسْئِلَتِنَا وَتُبَدِّدُ شُكُوكَنَا.‏ وَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ (‏يهوذا ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلصَّلَاةَ وَٱلدَّرْسَ ٱلشَّخْصِيَّ وَمُعَاشَرَةَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلرُّوحِيِّينَ بِإِمْكَانِهَا أَنْ تُسَاعِدَنَا عَلَى إِزَالَةِ ٱلشُّكُوكِ وَتَعْمِيقِ تَقْدِيرِنَا لِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُقَوِّيَةِ لِلْإِيمَانِ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا مِنْ خِلَالِ قَنَاةِ ٱلِٱتِّصَالِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا يَهْوَه.‏

      لِنُحَافِظْ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ

      ١٧،‏ ١٨ أَيُّ مَوْقِفٍ يَنْبَغِي أَنْ نَمْتَلِكَهُ بَدَلًا مِنَ ٱلتَّذَمُّرِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

      ١٧ إِنَّ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ لَدَيْهِمْ مَيْلٌ مَوْرُوثٌ إِلَى ٱلْخَطِيَّةِ.‏ حَتَى إِنَّ ٱلْبَعْضَ لَدَيْهِمْ نَزْعَةٌ قَوِيَّةٌ إِلَى ٱلتَّشَكِّي دُونَ مُبَرِّرٍ.‏ (‏تكوين ٨:‏٢١؛‏ روما ٥:‏١٢‏)‏ وَلكِنْ إِذَا ٱعْتَدْنَا ٱلتَّذَمُّرَ،‏ نُعَرِّضُ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَه ٱللّٰهِ لِلْخَطَرِ.‏ لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ نَكْبَحَ أَيَّ مَيْلٍ إِلَى ٱلتَّذَمُّرِ.‏

      ١٨ فَبَدَلًا مِنَ ٱلتَّذَمُّرِ مِنْ أُمُورٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ وَنَتْبَعَ رُوتِينًا يُبْقِينَا مَشْغُولِينَ،‏ فَرِحِينَ،‏ وَرِعِينَ،‏ مُتَّزِنِينَ،‏ وَأَصِحَّاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٥٨؛‏ تيطس ٢:‏١-‏٥‏)‏ فَيَهْوَه هُوَ مَنْ يُمْسِكُ بِزِمَامِ ٱلْأُمُورِ فِي هَيْئَتِهِ وَيَسُوعُ يَعْرِفُ مَا يَجْرِي فِي كُلِّ جَمَاعَةٍ،‏ تَمَامًا كَمَا كَانَتِ ٱلْحَالُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ (‏رؤيا ١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ لِذلِكَ لِنَنْتَظِرْ بِصَبْرٍ ٱللّٰهَ وَٱلْمَسِيحَ،‏ رَأْسَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَقَدْ يُسْتَخْدَمُ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ لِتَقْوِيمِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ تَصْحِيحُهَا.‏ —‏ مزمور ٤٣:‏٥؛‏ كولوسي ١:‏١٨؛‏ تيطس ١:‏٥‏.‏

      ١٩ إِلَى أَنْ يَتَوَلَّى ٱلْمَلَكُوتُ شُؤُونَ ٱلْبَشَرِ كَامِلًا،‏ عَلَامَ يَنْبَغِي أَنْ نُرَكِّزَ ٱنْتِبَاهَنَا؟‏

      ١٩ عَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيَنْتَهِي نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرُ هذَا وَسَيَتَوَلَّى ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ شُؤُونَ ٱلْبَشَرِ كَامِلًا.‏ حَتَّى ذلِكَ ٱلْحِينِ،‏ كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ يُحَافِظَ كُلٌّ مِنَّا عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ!‏ فَهذَا مَا يُسَاعِدُنَا لِنُدْرِكَ حَسَنَاتِ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ بَدَلًا مِنَ ٱلتَّرْكِيزِ عَلَى أَخْطَائِهِمْ.‏ فَٱلتَّرْكِيزُ عَلَى ٱلْأَوْجُهِ ٱلْإِيجَابِيَّةِ مِنْ شَخْصِيَّتِهِمْ يَجْعَلُنَا سُعَدَاءَ.‏ وَهكَذَا نَتَشَجَّعُ وَنُبْنَى رُوحِيًّا،‏ بَدَلًا مِنْ أَنْ يَسْتَنْزِفَنَا ٱلتَّذَمُّرُ عَاطِفِيًّا.‏

      ٢٠ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ يُمَكِّنُنَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْإِيجَابِيُّ مِنَ ٱلْحُصُولِ عَلَيْهَا؟‏

      ٢٠ يُمَكِّنُنَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْإِيجَابِيُّ أَيْضًا مِنْ تَذَكُّرِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْعَدِيدَةِ ٱلَّتِي نَنْعَمُ بِهَا نَتِيجَةَ ٱلْتِصَاقِنَا بِٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَه.‏ فَهذِهِ هِيَ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْوَحِيدَةُ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلَّتِي هِيَ وَلِيَّةٌ لِلْمُتَسَلِّطِ ٱلْكَوْنِيِّ.‏ فَكَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي تَحْظَى بِهِ أَنْ تَشْتَرِكَ فِي عِبَادَةِ ٱلْإِلهِ ٱلْحَقِّ ٱلْوَحِيدِ يَهْوَه؟‏ لِيَكُنْ مَوْقِفُكَ كَمَوْقِفِ دَاوُدَ ٱلَّذِي رَنَّمَ:‏ «يَا سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ،‏ إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ.‏ سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ،‏ فَيَسْكُنُ فِي دِيَارِكَ.‏ لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ،‏ قُدْسِ هَيْكَلِكَ».‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٢،‏ ٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة