-
هل يمكن للموسيقى ان تؤذيكم حقا؟استيقظ! ١٩٩٣ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
هل يمكن للموسيقى ان تؤذيكم حقا؟
تخيَّلوا ذلك: يدعوكم احد المعارف في العمل الى العشاء في بيته. فتقبلون. واذ تنقضي الامسية، تكتشفون عددا من الحقائق المثيرة للاشمئزاز عن مضيفكم. له طبيعة سادية، يُظهر ميولا انتحارية، يستعمل لغة بذيئة، ويعزِّز العبادة الابليسية. والآن، هل تكونون ميّالين الى قضاء امسية اخرى برفقته؟ «لا!» تجيبون.
وفضلا عن ذلك، ماذا اذا سجَّل هذا الشخص الذي تعرفونه معتقداته ومواقفه المنحرفة في تلك الليلة وأعطاكم الشريط؟ هل تعرِّضون نفسكم للاستماع اليه تكرارا؟ على الارجح لا.
لكنَّ الواقع هو ان الملايين اليوم يعرِّضون انفسهم بهذه الطريقة. ونتيجة لذلك، يتبنّى كثيرون ممَّن يستمعون الى هذه الموسيقى التفكيرَ والتصرف اللذين تشجِّع عليهما.
والى اية موسيقى نشير؟ ان التأثيرات التي تحطّ يمكن ان توجد فعليا في ايّ نوع من الموسيقى. وسواء كان الفرد يفضِّل الكلاسيكية، الجاز، او نوعا آخر من الموسيقى، يلزم الحذر والانتقاء.
ولكن، هنالك انواع معيَّنة من الموسيقى تُبرَز فيها على نحو فاضح المواضيع الاكثر فسادا. وذلك يقدِّم تحدِّيا خصوصيا. تصف اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم المحور الرئيسي لموسيقى الهِڤي مِتَل بأنه: «مذهب العَدَمية عند المراهقين، المكمَّل بجرعات تحرُّرية من الجنس العنيف وبين حين وآخر بأفكار الانتحار.» ويتحدث الدكتور دايڤيد إلْكايْند عن بعض فِرَق الروك «الخارجة كثيرا عن الحد في ما يتعلق باللغة والتصرف الفاحشَين حتى انها تشوِّه سمعة صناعة موسيقى الروك بكاملها.» وفي بعض المناطق تُلصق ايضا على ألبومات معيَّنة بطائق تحمل تحذيرا من محتواها الفاحش.
فهل هي مجرد مبالغة في ردّ فعل الناس تجاه الموسيقى التي لا تناسب ذوقهم، ام ان هنالك سببا حقيقيا للاهتمام؟ دعونا نلقي نظرة عن كثب الى بعض موسيقى الروك التي تصل الآن الى جموع كبيرة من الناس من خلال الألبومات، اشرطة الڤيديو الموسيقية على التلفزيون، والحفلات الموسيقية الحية. افحصوا كيف يتأثر الناس بها. وبعد ذلك احكموا لنفسكم ما اذا كانت هذه التسلية لهوا غير مؤذٍ ام سمّا عقليا. وهل هي شيء يلزم ان تبقوا انتم او عائلتكم في رفقته على نحو لصيق او حتى ان تتعرَّضوا له؟
-
-
لهوٌ غير مؤذٍ ام سمّ عقلي؟استيقظ! ١٩٩٣ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
لهوٌ غير مؤذٍ ام سمّ عقلي؟
في حفلة روك حية، وضع واحد من الفنّانين امرأةً في صندوق وابتدأ بتقطيع الصندوق بواسطة فأس. فطَفَر الدم المزيَّف الى فم الفنّان، فبصقه على الجمهور.
عام ١٩٨٤، اطلق صبي بعمر ١٩ سنة النار على نفسه. ويدَّعي والداه ان انتحاره كان بتحريض من كلمات اغنية روك تُدعى «الحلّ بالانتحار.»
نشرت مجلة للمراهقين روايات عن الجنس المنحرف الذي تمارسه فرقة موسيقية في حجرة تغيير ملابسها وأيضا في الاستديو اثناء تسجيل الموسيقى. واحتوى ألبوم للروك على صورة فاحشة للعضوَين التناسليَّين الذكري والانثوي.
العنف، الانتحار، والجنس السادي — ليست هذه إلا بعض المواضيع الفاسدة التي يجري ابرازها في اسطوانات الروك، في اشرطة الڤيديو، وفي الحفلات الموسيقية الحية. وعندما تُثار القضايا بشأن هذه البرامج المُفسِدة وحتى عندما تصل الى المحكمة، يحاول الفنانون وشركات التسجيل ان يجدوا عذرا لهذه الظواهر المعترَض عليها. مثلا، ثمة لوحة فنية فاحشة يُقال الآن انها دعم لعرض قضية «الفساد العقلي في المجتمع الاميركي وكيف يدمِّرنا في النهاية.» وعلى نحو مماثل، في بعض الموسيقى، ان الكلمات التي هي بوضوح استعارات للعضو الجنسي الذَّكَري (كالبنادق او السكاكين) يُدَّعى الآن بأنها حرفية.
قد ينجو الفنانون وشركات التسجيل من العقوبات القضائية، ولكن هل يُخدَع الناس حقا؟ هل تُخدَعون انتم؟ وهل يمكنكم ان تنكروا ان العنف، الجنس، وعلم الغيب هي مقوِّمات اساسية في موسيقى الهارد روك الرائجة اليوم؟
الهِڤي مِتَل والراپ
على مرّ السنين، تطوَّرت اصناف كثيرة من الروك. وهنالك نوعان، الهِڤي مِتَل والراپ، صارا مؤخرا تحت الهجوم بسبب البذاءة المثيرة للاشمئزاز.
والهِڤي مِتَل هي عموما موسيقى الكترونية محمِّسة ومضخَّمة جدا مع قرع متواصل. واستنادا الى مجلة تايم، «ان موسيقيي الهِڤي مِتَل يجارون الاوهام المنبوذة لجمهور من الاحداث والذكور يتألف معظمه من البيض، وذلك بتصوير انفسهم كغرباء مخيَّبي الامل قد اداروا ظهورهم لحضارة فاسدة.» والكثير من الهِڤي مِتَل معدّ ليثير الاشمئزاز. وبعض كلمات اغانيها لا يليق ان يُطبع. لاحظت مجلة طبية في تكساس ان الكثير من التعابير في الهِڤي مِتَل يُمجِّد «المواقف التي لا تتقيَّد بعُرف في ما يتعلق بالجنس، العنف، البغض، وعِلم الغيب.»
والعنف المقترِن بالهِڤي مِتَل هو مدعاة اخرى للقلق. مثلا، عندما جرى الاضطرار الى ايقاف احدى الحفلات لأن المغني صار مريضا، قام الجمهور بمشاغبات وأضرم النار ايضا في مكان اقامة الحفلة. وفي حفلة موسيقية اخرى اختنق ثلاثة احداث حتى الموت عندما اندفع آلاف المعجبين بقوة نحو خشبة المسرح، طارحين الاشخاص الذين هم في الاماكن الامامية على الارض ودائسين اياهم بعد ذلك بأرجلهم.
وفي موسيقى الراپ، المعروفة ايضا بـ الهيپ-هوپ، ينشد المغني (او المغنّون) جملا مقفَّاة مع خلفية ايقاعية، تزوِّدها في اغلب الاحيان تقنية ينفِّذها الكمپيوتر تُسمَّى sampling (تسجيل الاصوات وتنقيحها للاستماع اليها بعد التسجيل). وغالبية موسيقى الراپ يبتدعها موسيقيون سود لكنها تُباع للجمهور الاسود والابيض على السواء. والقليل من رسائل الراپ هو ايجابي، متَّخذا موقفا ضد امور مثل الاساءة الى الاولاد واساءة استعمال المخدرات. ومع ذلك، يركِّز معظم الراپ على التمرد على السلطة، العنف، كره النساء، والعنصرية. وتحتوي اجزاء كثيرة على كلمات تجديف وأوصاف شهوانية للنشاط الجنسي.
والعنف مشكلة في بعض حفلات الراپ. ففي احدى الحفلات، هجم ٣٠٠ من اعضاء عصابة على الجمهور، الذي ردَّ الضربات بالكراسي المعدنية حتى جاءت الشرطة وأوقفت الحفلة. وأُصيب خمسة وأربعون شخصا بجراح.
وفي السنة الماضية، دعا اتحاد كبار رجال الامن لولاية نيويورك الى ايقاف التعامل مع كل المؤسسات التي تملكها الشركة المؤسسة تايم وارنِر، حتى تنزع الشركة اغنية الراپ «قاتل رجال الشرطة» من رفوف المحلات التجارية. وقال رئيس اتحاد كبار رجال الامن، پيتر كيهو: «ان هذه الاسطوانة تفيض بالكراهية وتشجِّع على قتل رجال الشرطة وتمجِّده. وكنتيجة مباشرة لهذه الاغنية، سيجري قتل رجال الشرطة.» وأخيرا، نُزعت من الاسواق.
هل هنالك تأثيرات؟
عندما يغني الموسيقيون عن الشر او حتى يمثِّلونه على خشبة المسرح، ايّ تأثير يكون لذلك في المستمعين والمشاهدين؟ تأملوا في التعليقات والاختبارات التالية.
الدكتور كارل تايلور، پروفسور مساعد في القضاء الجنائي في جامعة ولاية ميشيڠان، يؤكد ان نجوم الروك «يعزِّزون نمط حياة معيَّنا. . . . وأعضاء الفرقة انما يؤثِّرون في الاولاد، الى حد كبير جدا.»
قال صبيّ نجا من محاولة انتحار ان الموسيقى حملته هو ورفيقه (الذي كان انتحاره ناجحا) على الاعتقاد ان «الجواب لمشاكل الحياة هو الموت.»
عام ١٩٨٨، قتل ثلاثة مراهقين رفيقا لهم لمجرد اللهو. وادَّعى احدهم ان الافتتان بالموت ابتدأ مع موسيقى الهِڤي مِتَل.
بعد حفلة راپ، قام المراهقون بثورة تحطيم النوافذ في المناطق العامة. وقال مفوَّض الامن العام في پيتْسْبورڠ، پنسلڤانيا: «ليس هنالك شك في ذهني على الاطلاق ان موسيقى الراپ تحرِّض على العنف.»
كشفت دراسة للاحداث والعبادات الشيطانية ان كثيرين ممَّن ينهمكون في العبادة الابليسية يتعاطون المخدرات بإفراط ويستمعون الى موسيقى الهِڤي مِتَل، التي تمجِّد استعمال المخدرات وتشجع على الفساد الادبي الجنسي. ونتيجة لذلك، ينجذب الاحداث السريعو التأثُّر الى العبادات الشيطانية.
طبعا، عندما يندفع الاحداث الى اساءة استعمال المخدرات، الجريمة، او الانتحار، يكون على الارجح خلف مثل هذا التصرف اكثر من الموسيقى. فانهيار الحياة العائلية والمجتمع البشري عموما يلعب دون شك دورا رئيسيا. لكنَّ الموسيقى يمكن ان تخدم كحفَّاز، وسيلة لتشجيع الاحداث السريعي التأثُّر على فعل امور ربما لا يفكرون فيها لولا الموسيقى. فهل يحتاج الناس الذين ثبَّطتهم قبلا مشاكل الحياة الى موسيقى تشجعهم على الاستسلام للميول المهلكة؟
والنقطة هي ان الموسيقى الرديئة يمكن ان تخدم كسمّ عقلي لسامعيها. وتذكَّروا ان الرسائل في موسيقى كهذه قوية جدا لأنها تأتي من نجوم، ابطال، يعبدهم فعليا المعجَبون بهم.
ماذا عنكم؟
الى اية موسيقى تستمعون؟ ربما كنتم محترزين قبل الآن بشأن الموسيقى التي تختارونها، وهذا جدير بالثناء. ولكن من ناحية اخرى، اذا كنتم بين الذين يستمعون الى موسيقى ذات طبيعة مُفسِدة او حتى مشكوك فيها، فهل تأثَّرتم على نحو غير مؤاتٍ؟ حتى لو لم يتغيَّر تصرفكم، هل يمكنكم ان تقولوا بصدق ان موقفكم لم يتأثر الى الاسوإ؟ على ايّ حال، ان التعرض المتكرِّر للمواضيع الفاسدة يمكن ان يُضعف حساسيتكم، جاعلا اياكم تشعرون بأن المواضيع ليست رديئة جدا.
تأملوا في مثال شاب حاول ان يخلط حياته كمسيحي بغذاء دائم من الهِڤي مِتَل والراپ. انه لم يُدفع الى اعمال كالقتل، الانتحار، او العبادة الابليسية. ولكن لاحظوا كيف تأثر موقفه. صرَّح: «ان هذه الموسيقى حيوانية الى ابعد حد. لقد جعلتني اعمل بطريقة هادئة ورزينة فيما اطلق العنان لأكثر الميول انحطاطا وعنفا. . . . عشتُ في عالم وهمي من البغض. ولم يمرَّ يوم دون ان اتأمل جدِّيا في الانتحار.» فقرَّر ان يقوم بتغيير تام في عادات استماعه الى الموسيقى. وعندما فعل ذلك، اظهر موقفه تحسُّنا كبيرا.
ان المدافعين عن الموسيقى المُفسِدة سيجادلون لتبرير الجانب المظلم لموسيقى الروك. ولكن ما هي استنتاجاتكم؟ هل يمكنكم ان تُغمضوا عيونكم وتسدّوا آذانكم عن الانحطاط الشديد لموضوع بحثها؟ هل يمكنكم ان تحضروا حفلات كتلك الموصوفة آنفا دون ايّ خوف على سلامتكم؟ وماذا عن العلاقة بين موسيقى كهذه والنشاط المخزي لمؤدِّيها وسامعيها؟
اذا كنتم تهتمون بصحتكم، فأنتم تتجنبون على الارجح الاطعمة التي يمكن ان تؤذيكم حتى لو كانت لذيذة المذاق. والموسيقى الفاسدة، سواء كانت الروك او ايّ نوع آخر، هي تهديد لصحتكم العقلية. فهل تريدون ان تعرِّضوا نفسكم لتسلية تسمِّم العقل؟ طبعا لا. لذلك، ماذا يمكن ان تفعلوا لحيازة نظرة سليمة ومتزنة الى هذه المسألة؟ من فضلكم تأملوا في النقاط المقدَّمة في المقالة التالية.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٦]
ما هي عبادة ابليس؟
ان عبادة ابليس، التي تشجع عليها بعض كلمات اغاني الهِڤي مِتَل، ليست لهوا غير مؤذٍ. اوضحت تكساس مِديسين/ذا جورنال ان مثل هذه العبادة تتضمن ممارسات تتراوح بين «النشاطات الشعائرية غير المؤذية وشرب الدماء من الجدع الذاتي ومن الذبائح الحيوانية.» وتنادي العبادات الشيطانية بـ «الولاء لابليس. وتُستخدم شعائر خصوصية لإيصال القوة من الشيطان الى الأتباع. . . . وعقيدة حرية الاختيار والارادة تعني فعل كل ما تريدون دون التفكير في اللّٰه، الذنب، والضمير.» ونتيجة لذلك، ينهمك البعض في نشاطات اجرامية دون خجل.
[الصورة في الصفحة ٥]
انتم لا تضعون نفاية في معدتكم. فلِمَ تضعونها في عقلكم؟
[الصورة في الصفحة ٧]
هل تشعرون بالارتياح لحضور حدث كهذا؟
-
-
الموسيقى العصرية — تجنُّب الاشراكاستيقظ! ١٩٩٣ | حزيران (يونيو) ٨
-
-
الموسيقى العصرية — تجنُّب الاشراك
يتجادل البعض حول فوائد ومضار اخضاع موسيقى الروك للمراقبة. ويتناقش آخرون حول تأثيراتها المؤذية في المراهقين. ولكن اذا كنتم مسيحيا، تكون هذه الاعتبارات ثانوية بالنسبة الى القضية الرئيسية: كيف يمكن ان تؤثر الموسيقى في علاقتكم باللّٰه؟
ان مُرشِد المسيحي في الحياة هو كلمة اللّٰه، الكتاب المقدس. فهو يحتوي على مبادئ تتعلق بكل وجه في الحياة، بما في ذلك التسلية. وتعليمات الكتاب المقدس تحمي الذين يطيعونها مما هو فاسد ومؤذٍ. وفضلا عن ذلك، يعتمد رضى اللّٰه على الطاعة لكلمته. لذلك فإن المبادئ في كلمة اللّٰه ترشد انتقاء المسيحي للموسيقى. (مزمور ٤٣:٣؛ ١١٩:١٠٥؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧) فما هي، اذًا، الخطوط الارشادية للاسفار المقدسة التي تساعدنا في انتقائنا للموسيقى؟
الحاجة الى الاتزان
تحذِّر الجامعة ٧:١٦: «لا تكن بارًّا كثيرا ولا تكن حكيما بزيادة. لماذا تخرب نفسك.» فقبل رفض قطعة موسيقية بصفتها رديئة، اسألوا نفسكم عما اذا كانت القضية ربما قضية ذوق شخصي. وتذكَّروا انكم ربما لا تحبون قطعة موسيقية، لكنَّ ذلك لا يجعلها بالضرورة موسيقى رديئة.
والجانب الآخر في مسألة الاتزان هذه مقدَّم في الجامعة ٧:١٧، ١٨: «لا تكن شريرا كثيرا ولا تكن جاهلا. لماذا تموت في غير وقتك. حسنٌ ان تتمسَّك بهذا وأيضا ان لا ترخي يدك عن ذاك. لأن متَّقيَ اللّٰه يخرج منهما كليهما.»
اذًا، ماذا اذا استمع المسيحي الى موسيقى تشجع على العنف، العنصرية، الفساد الادبي، العبادة الابليسية، والانتحار؟ تحدِّد افسس ٥:٣، ٤: «وأما الزنا وكل نجاسة او طمع فلا يُسمَّ بينكم كما يليق بقديسين ولا القباحة ولا كلام السفاهة والهزل التي لا تليق بل بالحري الشكر.» نعم، ان اولئك الذين يرغبون في ان يكونوا اصدقاء ليهوه لا يمكنهم ان يجعلوا الامور الفاسدة تسليتهم. ولن يحاجّوا انهم طالما لا يفعلون هذه الامور الرديئة، فلا بأس ان يتسلَّوا بها.
والامر ليس فقط ان محتوى كلمات الاغنية هو ما يجعلها جيدة او رديئة من وجهة نظر الاسفار المقدسة. فعلى اية روح تشجع؟ من فضلكم اقرأوا غلاطية ٥:١٩ الى ٢٣ في كتابكم المقدس. اية قائمة تصف بشكل افضل روح الموسيقى التي تستمعون اليها؟ اذا كانت الموسيقى تمثل «اعمال الجسد،» فعندئذ تكون نظرة يهوه اليها واضحة الى حد كافٍ.
واذا حاول المسيحي ان يخلط حياة خدمته المقدسة للّٰه بالتسلية الموسيقية المُفسِدة، فسيعلم انهما حقا متضاربتان. والامر شبيه بشرب مزيج من عصير الفاكهة والسمّ. فعصير الفاكهة لن يمنع السمّ من قتلكم. والكلمات في ٢ كورنثوس ٦:١٤-١٧ توضح ذلك: «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين. لأنه اية خلطة للبر والاثم. وأية شركة للنور مع الظلمة. وأيّ اتفاق للمسيح مع بليعال. وأيّ نصيب للمؤمن مع غير المؤمن. . . . لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب ولا تمسّوا نجسا.»
هذه، اذًا، هي القضايا المؤسسة على الاسفار المقدسة التي تواجه اولئك الذين يرغبون في علاقة حميمة باللّٰه. واذا كنتم تقدِّرون مبادئ الكتاب المقدس، فألقوا نظرة دقيقة وجدِّية على الموسيقى التي تستمعون اليها. وباعتناء افحصوا مجموعتكم من الاسطوانات وأشرطة الڤيديو. واطرحوا تلك التي تخالف مبادئ الكتاب المقدس. وإذا كنتم تشكّون فيها، فاطرحوها مهما يكن الامر. وليكن الامر كذلك بالنسبة الى الحفلات الموسيقية الحية ومواد القراءة — تخلَّصوا من ايّ شيء ليس له ايّ ارتباط حقيقي بالبر.
الميل الى تقديم الاعذار
اذا كنتم تنجذبون الى موسيقى مشتَبَه فيها او تتجاوز الخطوط الارشادية للاسفار المقدسة، فقد يكون من الصعب عليكم ان تواجهوا القضية بموضوعية. فالبعض يقدِّمون الاعذار في محاولة للدفاع عن موقف مسايرتهم وتبريره. وإذا وجدتم ان ذلك صحيح في حالتكم، فتوقَّفوا وفكِّروا. هل حججكم سليمة، ام انها تعكس تعلُّقا عاطفيا بالموسيقى؟ تأملوا في الحجج التالية التي يقدِّمها البعض ولاحظوا ان حججا كهذه، عند الفحص، يثبت انها مجرد اعذار.
من الآمن ان استمع الى هذه الفرقة لأن اعضاءها يتخذون موقفا ضد اساءة استعمال المخدرات. ولكن هل تتخذ هذه الفرقة موقفا بمثل هذا الثبات ضد الاعمال الاخرى الرديئة، كالزنا، العنف، وعدم الاحترام للسلطة؟ تقول غلاطية ٥:٩: «خميرة صغيرة تخمِّر العجين كلَّه.» — قارنوا يعقوب ٢:١٠.
ان الحياة في هذا العالم ظالمة جدا. فهل يمكننا حقا ان نلوم هذه الفِرَق على التعبير عن غضبها على الاحوال العالمية؟ يشجع الكتاب المقدس على السخط البار على شرور هذا النظام ولكنه يشير الى الملكوت المسيَّاني كحلّ. — دانيال ٢:٤٤؛ متى ٦:٩، ١٠.
والرجاء المشرق للمسيحي يختلف عن التشاؤم المظلم لكثيرين من الموسيقيين الذين يؤيِّدون مذهب العَدَمية كحلّ لأسى الجنس البشري. وفي الواقع، ان غضب العالم مدمِّر ووحشي، اذ يعكس حكمة نظام الاشياء هذا. — رومية ١٢:٩؛ يعقوب ٣:١٥-١٨.
ان الموسيقيين مهَرَة، وأيضا مدرَّبون على نحو اصيل. لكنَّ مهارة أداء الموسيقي لا علاقة لها بالموازنة بين محتوى الموسيقى ومبادئ الكتاب المقدس، أليس كذلك؟ كان الملك سليمان ماهرا في حقول عديدة، بما في ذلك حقل الموسيقى. ولكن عندما ارتدَّ عن العبادة الحقة، يذكر الكتاب المقدس، «غضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب.» وعلى نحو مماثل، كان نمرود بنَّاء وصيَّادا ماهرا، لكنه هو وعشراءه لم يحظوا برضى اللّٰه. ولماذا؟ لأن نمرود كان «جبَّار صيد (مقاوما ليهوه).» — ١ ملوك ١١:٩؛ تكوين ١٠:٨، ٩.
ان القليل من اغاني الفرقة بريء، بما في ذلك بعض الاغاني العاطفية القصصية غير الصاخبة. الخطر هنا هو ان اللحن البريء يمكن ان يقود الفرد الى شراء ألبوم بكامله والاستماع اليه، الذي يمكن بمعظمه ان يكون ملوِّثا اخلاقيا بشكل واضح. وتماما كما ان كوبا من الماء لا يمكن ان يزيل كومة من الوحل، فإن اغنية بريئة بين حين وآخر لا تغيِّر الروح العامة لألبوم مُفسِد او فرقة مُفسِدة.
ان النجوم لا يعبدون في الحقيقة الشيطان او يعيشون حياة فاسدة ادبيا. انهم يمثِّلون فقط على المسرح. تبقى الحقيقة ان الموسيقى التي يستعملونها لتسلية جمهورهم تتخلَّلها الامور الرديئة، إن لم تكن مشبَعة بها. تأمر كولوسي ٣:٨ المسيحيين ان لا يتسلَّوا بأمور كالسخط والتجديف، بل ان ‹يطرحوها.› وقال بولس لاهل افسس ان ‹لا يشتركوا [مع ابناء المعصية] في اعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري ان (يوبِّخوهم).› فهل الشخص الذي يتسلَّى بأعمال الظلمة هو في وضع ليوبِّخ اولئك الذين يمارسونها؟ — افسس ٥:٦، ١١.
انا لا استمع الى كلمات الاغاني. انا استمع فقط الى اللحن. لكنَّ كلمات الاغاني يمكن ان تُسجَّل في العقل الباطن وتخلق المشاكل في ما بعد. وعلى الرغم من اننا نعتقد ان المعلومات قد غادرت اذهاننا، فهي ربما لا تُنسى على الاطلاق. فكم هو خَطِر، اذًا، ان نعرِّض انفسنا طوعا لرسائل تعارض مباشرة المشورة في فيلبي ٤:٨، ان نبقي اذهاننا مركَّزة على ما هو طاهر، مُسِرّ، وجدير بالمدح.
وتذكَّروا ايضا ان «مَن اراد ان يكون (صديقا) للعالم فقد صار عدوّا للّٰه.» ذلك لأن عالم الجنس البشري تحوَّل عن اللّٰه وروح العالم هي من نتاج عدوّ يهوه الرئيسي، الشيطان ابليس. والآن فكِّروا في ذلك. هل يقدِّر رجل الامر اذا عرضت زوجته صورة فوتوڠرافية لحبيب سابق حتى ولو ادَّعت انها لا تملك مشاعر خصوصية نحوه بل ان الصورة هي فقط للتزيين؟ كلا، فهو يريد ان تكون الصورة خارج المنزل وخارج ذهنها. وماذا اذا ادخلنا الى بيوتنا وقلوبنا الموسيقى التي تخدم قصد عدوّ يهوه؟ هل يصنع ذلك في الحقيقة فرقا عند يهوه اذا ادَّعينا، «انني مهتم فقط باللحن؛ وأتجاهل كلمات الاغنية»؟ — يعقوب ٤:٤؛ ١ كورنثوس ١٠:٢١، ٢٢.
اعملوا على نحو حاسم
اذا كنتم تعرِّضون نفسكم لموسيقى تُبرز فعل الخطإ، فما هو سببكم الحقيقي؟ ربما لا تكونون موافقين على الافكار الشريرة، لكنَّ الموسيقى نفسها ربما تروق لكم كثيرا — فالقرع مسبِّب للادمان الى حد بعيد، وهو استحواذي جدا — بحيث تجدون انها لا تُقاوَم ولا تريدون ان تهجروها.
لكنَّ فعل الامر الصائب ليس سهلا دائما. ونُمتحَن خصوصا عندما توجِّهنا مقاييس اللّٰه الى هجر شيء نحن متعلِّقون به عاطفيا. فهل نبرِّر ان حالتنا استثنائية ونظلّ ‹نعرج بين رأيين مختلفين،› ام نعمل على نحو حاسم ضد ما يكرهه يهوه؟ — ١ ملوك ١٨:٢١، عج.
مهما تكن التضحية الشخصية المشمولة، نكون سعداء اكثر اذا صنعنا الاختيار الذي يرضي يهوه. ويعني ذلك انه يلزم ان نكفّ عن ان نمسّ نجسا. واذا فعلنا ذلك، فعندئذ يعد يهوه بأنه سيقبلنا. نعم، سيعتبرنا بين شعبه الذي يرضى عنه. — ٢ كورنثوس ٦:١٧.
يهتم يهوه بأفضل مصالحنا. وقد وضع وصاياه لتحسين نوعية حياتنا. فتجاوبوا مع التماسه الصادق الموجود في اشعياء ٤٨:١٧، ١٨. «انا الرب الهك معلِّمك لتنتفع وأمشِّيك في طريق تسلك فيه. ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرُّك كلجج البحر.»
[الاطار/الصورة في الصفحة ١٠]
مسؤولية الوالدين
اذا كنتم والدا، تقع عليكم من الاسفار المقدسة مسؤولية تعليم اولادكم ان يميِّزوا الفرق بين الموسيقى الجيدة والموسيقى الرديئة. وهذا يعني ان تكونوا مطَّلعين على ما يستمعون اليه. ويعني ذلك ثباتكم في ما يتعلق بأية موسيقى تسمحون بها وأية موسيقى لا تسمحون بها في البيت.
حاولوا ان تُقنعوا اولادكم بالمنطق. وتجنبوا الحجج التي تُضعف المصداقية. فعبارات مثل، «لا يمكنني ان افهم سبب استماعكم الى هذه النفاية،» ستدفع الاحداث على الارجح الى التمسُّك بإحكام اكثر باختياراتهم الشخصية. والاشارة الى نمط الحياة الشخصي المنحطّ للموسيقي ربما لا تكون ايضا مقنعة، وخصوصا اذا كان ذلك غير ظاهر في الموسيقى. اعلن شاب بقوة: «اذا قال شخص ان موسيقى الراپ كلها رديئة، فأنا اعتقد حقا انه جاهل!»
لذلك كونوا على اطِّلاع. تعلَّموا ما هي وجهة نظر اللّٰه في هذه المسائل. ويَسرُّ شهود يهوه ان يقدِّموا المساعدة بتزويدكم مطبوعات مؤسسة على الكتاب المقدس تذكر المزيد من التفاصيل. فاعرفوا الحقائق. واجعلوه واضحا ان القضية هي قضية مقاييس الكتاب المقدس وليس فَرْض ذوقكم الشخصي على اولادكم. — افسس ٦:٤.
[الصورة في الصفحة ٩]
اذا كان المسيحي يستمع الى موسيقى مُفسِدة، فهل يمكنه بضمير حي ان ينصح الآخرين بعكس ذلك؟
[الصورة في الصفحة ١١]
ستكونون اسعد اذا تخلَّصتم ممّا يمقته يهوه
-