-
محايدون مسيحيون في عالم ملطخ بالدمبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
لم يسايروا
١٧ (أ) بحسب احد الكتب كيف جرت معاملة شهود يهوه من النازيين؟ (ب) في مواجهة التحدي كيف تباين شهود يهوه مع الآخرين؟
١٧ ذكر كتاب جديد بعنوان «عن الآلهة والرجال» انه خلال الرايخ الثالث لهتلر كان شهود يهوه الفريق الديني الذي عانى «المقاومة الاكثر تطرفا.» فشهود يهوه لم يسايروا. والذين من الاديان الاخرى في المانيا اتَّبعوا قسوسهم العسكريين، مقدمين بالتالي خدمة دينية للدولة الالمانية ونائلين «سمة» الوحش السياسي «على يدهم اليمنى او على جبهتهم.» (رؤيا ١٣:١٦) لقد اعطى هؤلاء يد التأييد اليمنى الفعالة للجهاز السياسي الالماني وجعلوا موقفهم ظاهرا بوضوح بتحية هتلر والعلم ذي الصليب المعقوف.
١٨ (أ) اي سجل يُظهر ما اذا كان شهود يهوه ‹محايدين سياسيين›؟ (ب) كيف يجب ان تؤثر فينا هذه الرواية التاريخية افراديا اليوم؟
١٨ وأيّ موقف اتخذه المسيحيون الحقيقيون هناك؟ ان الدراسة المذكورة آنفا تقول: «شهود يهوه فقط قاوموا النظام. انهم جاهدوا بجميع الوسائل، ونتيجة لذلك سُجن نصف عددهم وأُعدم الربع. . . . وهم، بخلاف [الاديان الاخرى]، غير عالميين بمعنى انهم لا يسعون الى نيل استحسان او مكافآت العالم المادي ولا يعتبرون انفسهم اعضاء فيه. انهم ‹محايدون› سياسيون لانهم ينتمون الآن الى عالم آخر — عالم اللّٰه.. . . وهم لا يسعون الى المسايرات او يعرضونها.. . . وأن يخدموا في الجيش، أن يصوتوا، او أن يقدموا التحية الهتلرية كان سيعني اعترافا بمطالب هذا العالم كسائدة على مطالب اللّٰه.» ان سعي شهود يهوه الى السلام وعدم العنف جرى الاعتراف به حتى في معسكرات الاعتقال. وكيف ذلك؟ بمعنى ان «الشهود فقط سُمح لهم بأن يحلقوا لحراس الـ S.S. مستخدمين موسى الحلاقة، اذ يمكن الوثوق بأنهم وحدهم لا يقتلون.»
-
-
محايدون مسيحيون في عالم ملطخ بالدمبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١٥ نيسان (ابريل)
-
-
[الاطار في الصفحة ١٦]
سجل من الايمان والشجاعة والاستقامة
ان كتاب «الحركات الدينية الجديدة: صورة لفهم المجتمع» يعطي هذه التعليقات الاضافية على استقامة شهود يهوه في مواجهة الاضطهاد النازي:
«برفضهم الاذعان قدَّم شهود يهوه تحديا للمفهوم الكلِّيّاني (الاستبدادي) للمجتمع الجديد، وهذا التحدي، بالاضافة الى الاصرار على بقائه، ازعج على نحو يمكن اثباته مهندسي النظام الجديد. وكلما اضطُهد الشهود اكثر قدموا اكثر تحديا ايديولوجيا حقيقيا. ان اساليب الاضطهاد والتعذيب والسجن والسخرية القديمة العهد لم تكن تؤدي الى اهتداء ايّ من الشهود الى الموقف النازي وكانت في الواقع تعطي نتائج عكسية ضد مثيريها. وأصيب النازيون بالذعر في وجه هذا التجاوب غير المتوقع.»
«بين هذين المتنافسين اللذين يطالبان بالولاء كان القتال مرا، واكثر من ذلك ايضا، لان النازيين الاقوى جسديا كانوا بطرائق عديدة اقل يقينا، اقل رسوخا في اقتناعهم، اقل تأكدا من بقاء رايخهم للـ ٠٠٠,١ سنة. ان الشهود لم يشكّوا في رسوخهم، لان ايمانهم كان واضحا منذ زمن هابيل. وبينما كان على النازيين ان يخمدوا المقاومة ويقنعوا مؤيديهم، مقتبسين غالبا اللغة والتخيلات من المسيحية الطائفية، كان الشهود على يقين من ولاء اعضائهم الكامل الذي لا ينثني حتى الموت.»
-