-
العالم الجديد الحقيقي ينتظر الاكتشافاستيقظ! ١٩٩٢ | آذار (مارس) ٨
-
-
وكما يشير كِرْپاتريك سِيْل في كتابه فتح الفردوس، «كانت هنالك حقا في وقت من الاوقات فرصة، امكانية للشعب الاوروپي ان يعثر على ملاذ جديد في بلد جديد، في ما ادركوا بغموض انه ارض الفردوس.» لكنَّ اكتشاف عالم جديد هو شيء؛ وخلق عالم جديد هو شيء آخر.
-
-
العالم الجديد الحقيقي ينتظر الاكتشافاستيقظ! ١٩٩٢ | آذار (مارس) ٨
-
-
عالم جديد لا يزال في انتظارنا
وعلى الرغم من ذلك، فان الفشل في بناء عالم جديد في الماضي لا يعني ان السعي لا امل فيه. ففي سفر الرؤيا، يصف الرسول يوحنا، مكرِّرا كلمات اشعياء، المشهد المثير التالي: «رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة لأن السماء الاولى والارض الاولى مضتا . . . وسيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الامور الاولى قد مضت.» — رؤيا ٢١:١، ٤.
تؤكد لنا هذه الكلمات ان اللّٰه نفسه مصمِّم ان تكون له حكومة جديدة على كل الارض ومجتمع جديد من الناس يتجاوب مع حكمه. والفوائد لن تحصى. فسيكون عالما جديدا اصيلا.
ان عالما جديدا من صنع اللّٰه قد يبدو بعيد الاحتمال. لكنَّ اقتناع كولومبُس بأن قارات تقع غربا بدا على نحو مماثل شيئا لا يُصدَّق بالنسبة الى كثيرين من معاصريه. ووَصْف عالم اللّٰه الجديد الموعود به قد يبدو ايضا غير محتَمَل الى ابعد حد، ومع ذلك كم عالِما للقرن الـ ١٥ كان بامكانهم ان يتخيَّلوا ان ثلث مساحة الارض كان مجهولا بالنسبة الى العِلم؟
ان الجهل العلمي في زمن كولومبُس جعل اكتشاف العالم الجديد يبدو بعيد الاحتمال كثيرا. وجهل مقاصد اللّٰه وقدرته يمكن على نحو مماثل ان يدمِّر الثقة بسمائه الجديدة وأرضه الجديدة الموعود بهما. لكنَّ اللّٰه الكلي القدرة يتابع وصفه عن ذلك اذ يقول: «ها انا اصنع كل شيء جديدا. . . . اكتب فإن هذه الاقوال صادقة وأمينة.» — رؤيا ٢١:٥.
دون شك، يتوق كل الجنس البشري الى عالم جديد من نوع ما. والكاتب المكسيكي كارلوس فُوِنْتِس لاحظ ذات مرة: «اليوطوپِيَا هي شيء من الماضي ومن المستقبل. فمن ناحية، انها ذكرى عالم افضل كان مرةً ولم يعد موجودا. ومن ناحية اخرى، انها الرجاء بأن هذا العالم الافضل، الاكثر برًّا وسِلمًا، سيأتي يوما ما.» وتلاميذ الكتاب المقدس واثقون بأن عالما افضل — لا يوطوپِيَا وهمية — سيأتي حقا لأن اللّٰه وعد به ولأن اللّٰه يمكنه ان يحقِّقه. — متى ١٩:٢٦.
-