مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عالم جديد —‏ هل سيأتي يوما ما؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • عالم جديد —‏ هل سيأتي يوما ما؟‏

      في ١٣ نيسان ١٩٩١،‏ القى جورج بوش،‏ رئيس الولايات المتحدة آنذاك،‏ خطابا في مونتْڠمري،‏ آلاباما،‏ حمل العنوان:‏ «امكانية وجود نظام عالمي جديد.‏» وفي الختام،‏ ذكر:‏ «العالم الجديد الذي يواجهنا .‏ .‏ .‏،‏ انه لَعالم رائع من الاكتشاف.‏»‏

      وبعد شهرين قالت نشرة العلماء الذَّرِّيين انه مع سقوط الأنظمة الشيوعية في اوروپا الشرقية،‏ «يبدو ان نظاما عالميا جديدا مؤسسا على السلام،‏ العدل،‏ والديموقراطية قريب.‏»‏

      واستمر كلام كهذا عن عالم جديد في السنة ١٩٩٣.‏ فأخبرت ذا نيويورك تايمز في كانون الثاني بإبرام معاهدة تضمن اجراء تخفيضات في الأسلحة النووية.‏ وقالت الصحيفة:‏ «ان ذلك يضع اميركا وروسيا ‹على عتبة عالم جديد من الأمل،‏› بكلمات الرئيس بوش الحسنة الاختيار.‏»‏

      وبعد اسبوعين اعلن الرئيس الأميركي الجديد بيل كلينتون في خطاب تولِّيه الرئاسة:‏ «اليوم،‏ فيما يمضي نظام قديم،‏ يصير العالم الجديد اكثر حرية ولكن اقل استقرارا.‏» حتى انه ادعى:‏ «لقد اغنى هذا العالم الجديد حياة الملايين من الأميركيين حتى الآن.‏»‏

      وهكذا،‏ جرى التحدُّث كثيرا عن عالم جديد —‏ عالم مختلف وأفضل.‏ واستنادا الى احد الإحصاءات،‏ تكلَّم جورج بوش،‏ خلال فترة قصيرة نسبيا،‏ ٤٢ مرة في التصريحات العامة عن «نظام عالمي جديد.‏»‏

      ولكن هل هذا الكلام فريد في نوعه؟‏ وهل سُمع قبلا؟‏

      ليس امرا جديدا حقا

      في ايار ١٩١٩،‏ بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة،‏ عقد المجمع الفدرالي لكنائس المسيح في اميركا اجتماعا في كليڤلند،‏ اوهايو،‏ وفيه أُعلنت ‹امكانية عالم جديد وأفضل.‏› وأكَّد احد الخطباء:‏ «سيكون عالما جديدا فيه يفسح مبدأ المنافسة المجال لمبدإ المشاركة والزمالة.‏ سيكون عالما جديدا فيه سيحل مبدأ الوحدة محل مبدإ الانقسام .‏ .‏ .‏ سيكون عالما جديدا فيه ستحل الروح الأخوية والصداقة محل كل المنازعات إلا الحرب على الشر.‏»‏

      وبأية طريقة اعتقدت الكنائس ان هذا العالم الجديد سيأتي؟‏ أبواسطة حكومة ملكوت اللّٰه الموعود بها في الكتاب المقدس؟‏ كلا.‏ فقد تطلَّعت الى هيئة سياسية من اجل جلب عالم جديد كهذا.‏ «ان ما نتكلَّم عنه اليوم بصفته عصبة الأمم،‏» كما قال احد قادة الكنائس،‏ «هو نتيجةٌ لا غنى عنها ولا يمكن تجنُّبها لكل ايماننا وسعينا المسيحيين في العالم.‏» حتى ان قادة الكنائس في تلك الفترة رفَّعوا عصبة الأمم بصفتها «التعبير السياسي لملكوت اللّٰه على الأرض.‏»‏

      ومن ناحية اخرى،‏ عارض قائد قوي في المانيا،‏ ادولف هتلر،‏ عصبةَ الأمم وأسَّس في ثلاثينيات الـ‍ ١٩٠٠ الرايخ الألماني الثالث.‏ وادَّعى ان هذا الرايخ سيدوم ألف سنة وسينجز ما يقول الكتاب المقدس ان ملكوت اللّٰه وحده قادر على انجازه.‏ «سأبدأ من الشباب،‏» قال هتلر.‏ «فبهم يمكنني ان اصنع عالما جديدا.‏»‏

      وبنى هتلر مدرَّجا هائلا في نورمبورڠ لعرض القوة النازية.‏ وبشكل ذي مغزى،‏ نُصب ١٤٤ عمودا ضخما على منصة طولها ٠٠٠‏,١ قدم (‏٣٠٠ م)‏ تقريبا.‏ فلماذا ١٤٤ عمودا؟‏ يتكلَّم الكتاب المقدس عن ٠٠٠‏,١٤٤ سيحكمون مع ‹الخروف› يسوع المسيح،‏ وأن حكمهم سيدوم ألف سنة.‏ (‏رؤيا ١٤:‏١؛‏ ٢٠:‏٤،‏ ٦‏)‏ ومن الواضح ان نصب ١٤٤ عمودا في مدرَّج نورمبورڠ لم يكن مصادفة عددية،‏ لأن استعمال الرسميين النازيين للغة الكتاب المقدس ورمزيَّته مدعوم بالوثائق.‏

      وماذا كانت نتيجة جهود البشر لإتمام ما يقول الكتاب المقدس ان ملكوت اللّٰه وحده سينجزه؟‏

      فشل جهود الإنسان

      يشهد التاريخ بشكل بليغ ان عصبة الأمم فشلت في جلب عالم جديد من السلام.‏ فقد انهارت تلك الهيئة عندما خاضت الأمم غمار الحرب العالمية الثانية.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بعد ١٢ سنة فقط،‏ سقط الرايخ الثالث.‏ وكان ذلك فشلا ذريعا،‏ عارا على العائلة البشرية.‏

      طوال التاريخ كانت الجهود البشرية لخلق عالم جديد غير ناجحة بدون استثناء.‏ «كل مدنيَّة وُجدت قد انهارت اخيرا،‏» كما لاحظ وزير الخارجية السابق للولايات المتحدة هنري كيسنجر.‏ «فالتاريخ هو حكاية جهود فشلت،‏ طموحات لم تتحقَّق.‏»‏

      وماذا،‏ اذًا،‏ عن النظام العالمي الجديد الذي وصفه قادة العالم مؤخرا؟‏ لقد جعلت انفجارات العنف العرقي من فكرة عالم جديد كهذا سخرية.‏ مثلا،‏ في ٦ آذار الماضي،‏ كتب وليَم پْفاف،‏ محرِّر عمود في صحيفة،‏ ساخرا:‏ «لقد حلَّ النظام العالمي الجديد.‏ انه يعمل جيدا وهو جديد بحق،‏ اذ يكرِّس الغزو،‏ العدوان والتطهير العرقي بصفتها مسلكا دوليا مقبولا.‏»‏

      ان النزاع الرهيب والفظائع التي حدثت منذ سقوط الشيوعية هي امور مروِّعة.‏ وحتى جورج بوش،‏ قبيل تركه السلطة في كانون الثاني،‏ اعترف:‏ «يمكن ان يكون العالم الجديد،‏ على مر الوقت،‏ منذِرا بالخطر كالقديم.‏»‏

      سبب للأمل؟‏

      فهل يعني ذلك ان الوضع ميؤوس منه؟‏ وهل العالم الجديد مجرد حلم مرغوب فيه؟‏ من الواضح ان البشر لم يتمكَّنوا من خلق عالم جديد.‏ ولكن ماذا عن وعد الخالق بفعل ذلك؟‏ يقول الكتاب المقدس:‏ ‏«بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة.‏» —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      ان السموات الجديدة التي يعد بها اللّٰه هي حكم جديد على الأرض.‏ وهذا الحكم الجديد هو ملكوت اللّٰه،‏ حكومته السماوية التي علَّم يسوع الناس ان يصلُّوا من اجلها.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ ستتألف هذه الحكومة السماوية آنذاك من يسوع المسيح و ٠٠٠‏,١٤٤ حاكم معاون،‏ وستكون الأرض الجديدة مجتمعا جديدا من الناس.‏ نعم،‏ سيعيشون في عالم جديد مجيد وهم يدعمون بولاء حكم اللّٰه.‏

      ستحكم حكومة ملكوت اللّٰه على العالم الجديد الموعود به.‏ ولذلك لن يكون هذا العالم الجديد من صنع الإنسان.‏ «لا يعني ملكوت اللّٰه ابدا اجراء يتخذه الناس او حيِّزا يقيمونه،‏» توضح احدى دوائر معارف الكتاب المقدس.‏ «فالملكوت هو عمل الهي،‏ لا انجاز بشري ولا حتى انجاز المسيحيين المنتذرين.‏» —‏ دائرة معارف زوندرڤان المصوَّرة للكتاب المقدس.‏

      ان العالم الجديد تحت سلطة ملكوت اللّٰه سيأتي حتما.‏ ويمكنكم ان تعتمدوا على الوعد بمجيئه لأن هذا الوعد قطعه اللّٰه «المنزَّه عن الكذب.‏» (‏تيطس ١:‏٢‏)‏ فتأملوا من فضلكم في نوع العالم الذي سيكونه عالم اللّٰه الجديد.‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٣]‏

      NASA photo

  • ما نوع العالم الذي تريدونه؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • ما نوع العالم الذي تريدونه؟‏

      لو كنتم تملكون القدرة،‏ أما كنتم تخلقون عالما جديدا،‏ عالما خاليا من كل المشاكل التي تصيب البشر اليوم؟‏ اذا كنتم تفعلون ذلك،‏ أفلا يكون منطقيا التوقُّع ان يخلق خالقنا المحب،‏ يهوه اللّٰه،‏ الذي يملك القدرة،‏ عالما جديدا من البر؟‏

      يقول الكتاب المقدس:‏ «الرب يغمر الجميع بصلاحه،‏ ومراحمه تعمُّ كل اعماله.‏ تبسط يدك فتشبع رغبة كل مخلوق حي.‏» (‏مزمور ١٤٥:‏٩،‏ ١٦‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ فما هو بعض رغباتكم؟‏ وما نوع العالم الذي تتوقون اليه؟‏

      في كتابهما حياة سليمة وسعيدة:‏ دليل العائلة،‏ كتب ابراهام وروز فرانزبلاو:‏ «اذا كنا سنستفتي سكان العالم ونستشير البشرية في نوع العالم الذي نرغب جميعا ان نعيش فيه،‏ يمكن على الأرجح ان نوافق جميعا على بعض المطالب الدنيا.‏»‏

      فلنفحص المطالب التي عدَّدها هذان الدكتوران ونَرَ ما اذا كانت هذه الأمور هي نفسها التي تريدونها.‏ واذ نفعل ذلك،‏ سنرى ايضا ما اذا كان خالقنا المحب قد وعد بتزويد هذه الأمور عينها.‏

      المطلب الأول

      ادرج الدكتوران اولا ‏«عالما بلا حرب.‏»‏ فبعد معاناة عدد من الحروب المريعة،‏ يتوق كثيرون الى عالم لا يتحارب فيه الناس ولا يقتل بعضهم بعضا.‏ ورجاؤهم معبَّر عنه في نقش على جدار باحة الأمم المتحدة في مدينة نيويورك يقول:‏ يطبعون سيوفهم سككا.‏ ورماحهم مناجل:‏ لا ترفع امة على امة سيفا.‏ ولا يتعلمون الحرب في ما بعد.‏

      هل تعلمون ان تلك الكلمات هي جزء من وعد قطعه يهوه اللّٰه؟‏ ان الكلمات مسجَّلة في الكتاب المقدس في اشعياء الأصحاح ٢،‏ العدد ٤‏،‏ في ترجمة الملك جيمس.‏ وبقراءة المزمور ٤٦:‏٨،‏ ٩ ايضا،‏ سترون ان قصد اللّٰه هو تدمير كل الأسلحة وتسكين «الحروب الى اقصى الأرض.‏» وفي العالم السلمي الخالي من الحروب الذي هو من صنع اللّٰه،‏ ستتم هذه النبوة المبهجة في الكتاب المقدس:‏ «يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يرعب.‏» —‏ ميخا ٤:‏٤‏.‏

      أفلا تدرجون «عالما بلا حرب» كمطلب اساسي لنوع العالم الذي تريدونه؟‏ وفكِّروا في هذا:‏ ان خالقنا العظيم وعد بذلك!‏

      عالم من الوفرة

      وماذا يكون مطلبكم الثاني؟‏ هل يكون المطلب نفسه المقدَّم بعد ذلك،‏ ‏«عالما بلا جوع،‏ تزول منه المجاعة والفاقة الى الأبد؟‏»‏ أليس رائعا ألّا يكون هنالك بعدُ ولد يموت جوعا؟‏ طبعا ترغبون في العيش في عالم من الوفرة.‏ ولكن مَن يضمن ذلك؟‏

      تأملوا في ما يعد به اللّٰه:‏ «الأرض (‏تعطي)‏ غلتها.‏» «تكون (‏وفرة)‏ بُر في الأرض.‏» (‏مزمور ٦٧:‏٦؛‏ ٧٢:‏١٦‏)‏ نعم،‏ في عالم اللّٰه الجديد،‏ سيكون الطعام الجيد وافرا.‏ ويؤكد لنا الكتاب المقدس ان يهوه سيصنع «لجميع الشعوب .‏ .‏ .‏ وليمة سمائن وليمة خمر على دردي سمائن ممخَّة.‏» —‏ اشعياء ٢٥:‏٦‏.‏

      وفي حين ان عالما بلا جوع هو فوق قدرة الناس على تزويده،‏ فذلك لا يفوق قدرة اللّٰه على جلبه.‏ وقد اظهر ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ ان تزويد الطعام للجميع لن يكون مشكلة تحت سلطة ملكوت اللّٰه.‏ فعندما كان على الأرض،‏ اطعم يسوع الآلاف بتكثير ارغفة قليلة من الخبز وقليل من السمك بشكل عجائبي.‏ —‏ متى ١٤:‏١٤-‏٢١؛‏ ١٥:‏٣٢-‏٣٨‏.‏

      عالم بلا مرض

      لن تجدوا شخصا مريضا في ايّ مكان في نوع العالم الذي نريده جميعا.‏ لذلك ليس المطلب الثالث مفاجئا.‏ ‏«يكون عالما بلا مرض،‏»‏ كتب الدكتوران،‏ ‏«عالما يملك فيه الجميع فرصة النمو في صحة والعيش باقي ايام حياتهم بعيدا عن الأمراض التي يمكن الوقاية منها ومعالجتها.‏»‏

      فكِّروا في الراحة اذا لم يُصَب احد قط بالزكام او ايّ مرض آخر!‏ والبشر لا يمكنهم ازالة المرض،‏ أما يهوه اللّٰه فيمكنه ذلك.‏ وهو يعد بأنه في عالمه الجديد «لا يقول ساكن انا مرضت.‏» وعوضا عن ذلك،‏ «حينئذ تتفقَّح عيون العمي وآذان الصم تتفتَّح.‏ حينئذ يقفز الأعرج كالأُيَّل ويترنَّم لسان الأخرس.‏» (‏اشعياء ٣٣:‏٢٤؛‏ ٣٥:‏٥،‏ ٦‏)‏ نعم،‏ «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏٤‏.‏

      عندما كان يسوع المسيح على الأرض،‏ اظهر ما يمكن ان نتوقعه على نطاق كبير في عالم اللّٰه الجديد.‏ فقد ردَّ بصر العمي،‏ فتح آذان الصم،‏ حلَّ رباط ألسنة الخرس،‏ مكَّن العُرج من المشي،‏ حتى انه اعاد الموتى الى الحياة.‏ —‏ متى ١٥:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ لوقا ٧:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

      العمل المُرضي والعدل للجميع

      لا شك ان العمل المُرضي والعدل للجميع موجودان في العالم الذي تريدونه انتم وكل شخص تقريبا.‏ لذلك كتب الدكتوران:‏ ‏«رابعا،‏ يكون عالما فيه عمل للأشخاص الذين يرغبون في كسب الرزق لإعالة انفسهم وعائلاتهم.‏»‏ وأضافا:‏ ‏«خامسا،‏ يكون عالما يتمتع فيه كل انسان بالحرية في ظل القانون،‏ مع العدل للجميع.‏»‏

      لم يكن الحكم البشري قط قادرا على اتمام مطلبَي العيش السعيد هذين.‏ لكنَّ عالم اللّٰه الجديد سيفعل ذلك.‏ فالكتاب المقدس يعد بشأن العمل المفيد الذي سينجزه الناس حينئذ:‏ «يبنون بيوتا ويسكنون فيها ويغرسون كروما ويأكلون اثمارها.‏ .‏ .‏ .‏ يستعمل مختاريَّ عمل ايديهم.‏ لا يتعبون باطلا.‏» —‏ اشعياء ٦٥:‏٢١-‏٢٣‏.‏

      وماذا عن الحرية والعدل للجميع؟‏ رغم كل محاولات الحكام البشر الجدية،‏ فشلوا في تزويد هذين الامرين للجميع.‏ ويستمر الظلم والتعسُّف يسودان في كل العالم.‏ لذلك لا يمكن للبشر ابدا سدُّ هذه الحاجة.‏ أما اللّٰه القادر على كل شيء فيمكنه ذلك.‏ وحاكمه المعيَّن هو يسوع المسيح المقام،‏ وعنه يقول يهوه:‏ «مختاري الذي سُرَّت به نفسي .‏ .‏ .‏ يُخرج (‏العدل)‏ للأمم.‏» —‏ اشعياء ٤٢:‏١؛‏ متى ١٢:‏١٨‏.‏

      نعم،‏ يعد الكتاب المقدس بأنه تحت سلطة ملكوت اللّٰه «الخليقة نفسها ايضا ستُعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد اللّٰه.‏» (‏رومية ٨:‏٢١‏)‏ فيا للعالم الجديد السعيد الذي سيوجد عندما تكون هنالك حرية وعدل للجميع!‏

      الفرص ووقت الفراغ

      طبعا،‏ في نوع العالم الذي تريدونه،‏ يتمتع جميع المواطنين بفرص متساوية بصرف النظر عن العرق او الجنسية.‏ لذلك ليس مدهشا ان يكون المطلب السادس الأدنى الذي ادرجه الدكتوران:‏ ‏«يكون عالما يملك فيه كل كائن بشري فرصة تطوير قدراته ومواهبه كاملا،‏ ويُكافأ على مساعيه،‏ دون تحامل.‏»‏

      لم يتمكن البشر قط من تأسيس عالم يتمتع فيه جميع الناس بمعاملة منصفة.‏ فالتحامل وحتى اضطهاد الأقليات المكروهة يستمر بلا هوادة.‏ لكنَّ ملك عالم اللّٰه الجديد،‏ يسوع المسيح،‏ سيحتذي مثال يهوه ابيه الذي «لا يأخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة.‏» (‏تثنية ١٠:‏١٧؛‏ رومية ٢:‏١١‏)‏ وما سيجعل العالم الجديد القادم رائعا جدا هو ان الناس لن يتعلَّموا فقط التمثُّل بعدم محاباة يهوه اللّٰه بل سيمارسونه ايضا.‏ —‏ اشعياء ٥٤:‏١٣‏.‏

      غالبا ما تكون حياة الناس مكرَّسة للعمل بكد مع القليل او لا شيء من الراحة.‏ لذلك توافقون طبعا على المطلب الأدنى التالي،‏ اي:‏ ‏«سابعا،‏ يكون عالما يملك فيه جميع الناس متَّسعا من وقت الفراغ للتمتع بالأمور التي يعتبرونها جيدة في الحياة.‏»‏

      اذ كان عالِما بحاجة الإنسان الى فترات من الراحة والاسترخاء،‏ زوَّد يهوه اللّٰه في ناموسه القديم يوم راحة اسبوعيا.‏ (‏خروج ٢٠:‏٨-‏١١‏)‏ لذلك يمكننا ان نتيقن انّ اللّٰه في عالمه الجديد سيحرص على إشباع حاجتنا الى الاسترخاء والى اشكال مفيدة من الاستجمام.‏

      نوع السكان

      والنقطة الرئيسية الأخيرة التي قدَّمها الدكتوران ترسم الصفات التي يملكها اولئك الذين سيسكنون «نوع العالم الذي نرغب جميعا ان نعيش فيه.‏» تحققوا ما اذا كنتم تعتبرون الصفات التي يعدِّدانها اساسية ايضا.‏ ‏«ثامنا،‏ يكون عالما تُعلَّق فيه الأهمية القصوى على تلك الصفات التي تميِّز الإنسان من رُتَب الحياة الدنيا،‏ كالذكاء والإبداع،‏ الشرف والاستقامة،‏ المحبة والولاء،‏ احترام الذات وعدم الأنانية،‏ والاهتمام برفقائه البشر.‏»‏

      أفلا تتمتعون بالعيش في عالم يُظهر فيه الجميع صفات ادبية كالاستقامة،‏ المحبة،‏ الولاء،‏ عدم الأنانية،‏ والاهتمام بالرفقاء البشر؟‏ هذا هو نوع العالم الذي تريدونه طبعا!‏ ولا يمكن لأيّ حاكم بشري ان يزوِّده.‏ فيهوه اللّٰه فقط يمكنه ذلك.‏ وسيفعل ذلك لأن عالمه الجديد ليس حلما غير واقعي يتعذَّر تحقيقه.‏ —‏ مزمور ٨٥:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      متى سيأتي؟‏

      كما ذُكر في المقالة السابقة،‏ كتب رفيق لصيق ليسوع المسيح:‏ «بحسب وعد [اللّٰه] ننتظر سموات جديدة وأرضا جديدة يسكن فيها البر.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ ووقت اتمام هذا الوعد سيكون،‏ كما ذكر يسوع،‏ «في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده.‏» —‏ متى ١٩:‏٢٨‏.‏

      في الأصل امر اللّٰه آدم وحواء،‏ الزوجين البشريين الأولين،‏ ان يوسِّعا الجنة الفردوسية التي وضعهما فيها.‏ وأراد منهما ان ينجبا الأولاد ويحوِّلا معهم كل الأرض الى جنة عدن جميلة.‏ (‏تكوين ١:‏٢٦-‏٢٨؛‏ ٢:‏٧-‏٩،‏ ١٥‏)‏ وعلى الرغم من ان آدم وحواء فشلا في تنفيذ قصده،‏ سيجري ردّ الفردوس الأرضي في التجديد،‏ فيما يحكم المسيح في الملكوت.‏ وفي النهاية ستمتد الأحوال العدنية الى كل الأرض.‏ وهكذا يتمم خالقنا المحب قصده الأصلي المتعلق بحيازة عالم سلمي وبار.‏ ولكن متى سيأتي؟‏

      هل تعتقدون كما يعتقد الكثيرون الذين يقولون:‏ ‹سيأتي في وقت ما انما ليس في مدى حياتنا.‏› ولكن كيف تعرفون ذلك؟‏ هل يمكن ان يكون زمننا،‏ زمن الشدة العالمية التي لم يسبق لها مثيل،‏ علامة ان عالم اللّٰه الجديد قريب؟‏ كيف يمكننا ان نعرف ذلك؟‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      في العالم الجديد،‏ سيجري التمتع بالسلام،‏ الصحة الكاملة،‏ والازدهار

      ‏[مصدر الصورة]‏

      Cubs: Courtesy of Hartebeespoortdam Snake and Animal Park

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      في العالم الجديد،‏ سيتمتع الناس بالعمل المنتج

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      في العالم الجديد،‏ سيكون هنالك وقت لنشاطات وقت الفراغ

  • حين يأتي العالم الجديد
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٢٢
    • حين يأتي العالم الجديد

      يأتي عالم اللّٰه الجديد حين يمضي هذا العالم الحاضر.‏ ولكن قد تسألون:‏ ‹هل يمكننا حقا ان نصدِّق ان هذا العالم سينتهي؟‏› حسنا،‏ تأملوا:‏ هل انتهى عالم من قبل؟‏

      نعم،‏ استنادا الى الدليل القاطع،‏ انتهى عالم ذات مرة.‏ «العالم الكائن حينئذ [في ايام نوح] فاض عليه الماء فهلك،‏» كما يقول الكتاب المقدس.‏ واللّٰه «لم يشفق على العالم القديم بل انما حفظ نوحا ثامنا كارزا للبر اذ جلب طوفانا على عالم الفجار.‏» —‏ ٢ بطرس ٢:‏٥؛‏ ٣:‏٦‏.‏

      لاحظوا ان «عالم الفجار،‏» او نظام الأشياء الشرير،‏ هو الذي فني.‏ فليس كوكب الأرض،‏ السموات المنجمة،‏ او العائلة البشرية هي التي انتهت.‏ وفيما ازداد الناجون من الطوفان عددا،‏ اتى عالم آخر (‏عالمنا الحاضر)‏ الى الوجود.‏ فماذا سيحل به؟‏

      بعد القول ان عالم نوح هلك،‏ يتابع الكتاب المقدس:‏ «أما السموات والأرض الكائنة الآن فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏٧‏)‏ وتعني النار الهلاك للعالم.‏ «والعالم ‏[الموجود اليوم] يمضي» فعلا.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ ولكن متى؟‏

      اراد رسل يسوع ان يعرفوا،‏ فسألوا:‏ «قل لنا متى تكون هذه الأمور وما علامة مجيئك ونهاية العالم؟‏» (‏متى ٢٤:‏٣‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة‏)‏ وفي الإجابة اعطى يسوع علامة تمكِّن الناس العائشين في زمن اتمامها من ان يعرفوا أن عالما سينتهي قريبا،‏ وأن عالما جديدا سيحل محله.‏ فماذا كانت العلامة؟‏

      العلامة

      شملت العلامة اجزاء كثيرة،‏ نعم،‏ حوادث كثيرة جرى التنبؤ بها.‏ ولكي تتم العلامة،‏ يجب ان تقع جميعها بطريقة بارزة في الوقت نفسه بشكل اساسي،‏ خلال جيل واحد.‏ (‏متى ٢٤:‏٣٤‏)‏ فما هي هذه الحوادث؟‏

      كان بعض ما ذكره يسوع:‏ «تقوم امة على امة ومملكة على مملكة.‏ وتكون زلازل عظيمة في اماكن ومجاعات وأوبئة.‏» «حينئذ يسلِّمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي.‏ .‏ .‏ .‏ ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين.‏» —‏ لوقا ٢١:‏١٠،‏ ١١؛‏ متى ٢٤:‏٧-‏٩،‏ ١٢‏.‏

      وأخبر الرسول بولس بأحوال اخرى تسم «الأيام الأخيرة» لهذا العالم.‏ كتب:‏ «في الأيام الأخيرة ستأتي ازمنة صعبة.‏ لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم محبين للمال .‏ .‏ .‏ غير طائعين لوالديهم غير شاكرين دنسين بلا حنو .‏ .‏ .‏ مقتحمين متصلفين محبين للَّذَّات دون محبة للّٰه لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها.‏» —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏.‏

      لا بد انكم رأيتم او سمعتم عن كل هذه الأمور —‏ نزاعات عالمية تفوق الحروب السابقة،‏ زلازل عظيمة،‏ مجاعات وأوبئة واسعة الانتشار،‏ بغض واضطهاد أتباع المسيح،‏ كثرة الإثم،‏ ازمنة صعبة لا تعرف خطورتها نظيرا.‏ وعلاوة على هذه الأمور،‏ ينبئ الكتاب المقدس مسبقا ان اللّٰه ‹سيهلك الذين يهلكون الأرض.‏› (‏رؤيا ١١:‏١٨‏)‏ والبشر يهلكون الأرض الآن!‏

      ففي تشرين الثاني الماضي،‏ حملت الصحف عناوين رئيسية كهذا:‏ «العلماء البارزون يحذرون من دمار الأرض.‏» وقال الدكتور هنري كندال،‏ حائز جائزة نوبل ورئيس اتحاد العلماء القلقين:‏ «ليس هذا التحذير مبالغة،‏ وليس مهوِّلا.‏» وأخبرت مقالة في صحيفة:‏ «ان القائمة بالـ‍ ٥٧٥‏,١ عالما الذين صاغوا التحذير هي لعلماء معروفين في المجتمع العلمي الدولي.‏» وتحذيرهم من الإهلاك التام للأرض لا يجب تجاهله!‏

      لا يمكن ان يكون هنالك شك في ذلك.‏ فالعلامة بكل اجزائها تتم،‏ بما فيها نبوة يسوع الرئيسية:‏ «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم.‏ ثم يأتي المنتهى،‏» نعم،‏ منتهى هذا العالم.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ فسيأتي،‏ كما قال يسوع،‏ عندما تكون بشارة ملكوت اللّٰه قد كُرز بها في كل العالم.‏ وهذه الكرازة يقوم بها الآن شهود يهوه على النطاق المنبإ به مسبقا!‏

      ما يلزمكم فعله

      لذلك يشير الدليل بكامله الى الواقع ان عالم اللّٰه الجديد قريب جدا.‏ ومع ذلك،‏ اذا كنتم ستنجون من نهاية هذا العالم وتتمتعون بالحياة في العالم الجديد،‏ يلزمكم فعل شيء.‏ فبعد القول ان «العالم يمضي،‏» يظهر الكتاب المقدس ما هو مطلوب منكم،‏ اذ يوضح:‏ «أما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الأبد.‏» —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٧‏.‏

      لذلك يلزمكم ان تتعلموا مشيئة اللّٰه وتصنعوها.‏ ويسرُّ شهود يهوه ان يساعدوكم على ذلك.‏ عندئذ يمكنكم ان تنجوا من نهاية هذا العالم لتتمتعوا الى الأبد ببركات عالم اللّٰه الجديد.‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ١٠]‏

      NASA photo

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      وقت اضطراب عظيم يسبق العالم الجديد مباشرة

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة