مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الحرب النووية:‏ هل ما زالت تهدِّد العالم؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • الحرب النووية:‏ هل ما زالت تهدِّد العالم؟‏

      من مراسل استيقظ!‏ في اليابان

      ‏«كل انسان عاقل يخشى الحرب النووية،‏ وكل دولة متطورة تكنولوجيًّا تخطط لها.‏ كل شخص يعرف انها عمل جنوني،‏ وكل بلد يختلق الاعذار لها».‏ —‏ الفلكي كارل ساڠن.‏

      في ٦ آب (‏اغسطس)‏ ١٩٤٥،‏ ألقت طائرة اميركية قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية،‏ وفي لحظة واحدة اودت القنبلة بحياة كثيرين وخلّفت وراءها دمارا واسعا.‏ كانت هذه اول قنبلة ذرية تُستعمل في الحرب.‏ وقد تسبَّب الانفجار بتدمير ١٣ كيلومترا مربعا من المدينة ذات الـ‍ ٠٠٠‏,٣٤٣ نسمة دمارا كليا،‏ وتَهدَّم اكثر من ثلثَي الابنية،‏ وقُتل ٠٠٠‏,٧٠ شخص على الاقل وجُرح ٠٠٠‏,٦٩.‏ بعد ثلاثة ايام أُلقيت قنبلة ذرية ثانية،‏ هذه المرة على مدينة ناڠازاكي،‏ فقُتل ٠٠٠‏,٣٩ شخص وجُرح ٠٠٠‏,٢٥.‏ وتَهدَّم او تضرَّر نحو نصف الابنية في المدينة.‏ لم يسبق قط في تاريخ الجنس البشري ان استُعملت اسلحة قوية الى هذا الحد.‏ فقد تغيَّر العالم آنذاك،‏ ودخل عصرا هو العصر النووي.‏ وفي غضون سنوات قليلة،‏ تمكّنت الولايات المتحدة والاتحاد السوڤياتي السابق وبريطانيا العظمى وفرنسا والصين من تطوير القنبلة الهيدروجينية الاكثر تدميرا بكثير.‏

      ثم جاءت الحرب الباردة،‏ اي التنافس بين الدول الشيوعية وغير الشيوعية،‏ لتحرِّض على تطوير اسلحة نووية اقوى مع ما يستلزم هذه الاسلحة من عتاد لإطلاقها الى اهدافها.‏ واستولى الخوف على العالم حين طُوِّرت «الصواريخ البالستية العابرة للقارات» القادرة على توجيه ضربات نووية الى اهداف في بلدان تبعد اكثر من ٦٠٠‏,٥ كيلومتر في غضون دقائق بدلا من ساعات.‏ وجُهِّزت الغواصات بصواريخ نووية تكفي لتدمير ١٩٢ هدفا مختلفا.‏ وقد قُدّر قبلا ان المخزون النووي في ترسانات الدول وصل الى ٠٠٠‏,٥٠ رأس حربي!‏ وهكذا كان البشر يقفون خلال الحرب الباردة على شفير ما دعاه البعض هرمجدون نووية،‏ اي على شفير حرب لا يخرج احد منها منتصرا.‏

      انتهاء الحرب الباردة

      خلال سبعينات القرن الماضي خفَّ التوتر الذي ولَّدته الحرب الباردة،‏ «بدليل اجراء الاتفاقَين المنبثقَين عن محادثات الحد من الاسلحة الاستراتيجية (‏سولت ١ و سولت ٢)‏،‏ .‏ .‏ .‏ اذ قررت القوتان العظميان ان تحدّا من صواريخهما المضادة للصواريخ البالستية ومن صواريخهما الاستراتيجية القادرة على حمل اسلحة نووية»،‏ كما ورد في دائرة المعارف البريطانية.‏ وفي اواخر ثمانينات القرن الماضي انحسرت الحرب الباردة،‏ وما لبثت ان انتهت.‏

      ذكر تقرير لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي (‏بالانكليزية)‏:‏ «اعطت نهاية الحرب الباردة الناس املا بقرب اختتام سباق التسلح النووي الطويل وانتهاء المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا».‏ ونتيجةً لجهود نزع السلاح النووي،‏ شهدت السنوات الاخيرة تفكيك الكثير جدا من الاسلحة في الترسانات النووية.‏ وفي سنة ١٩٩١،‏ وقّع الاتحاد السوڤياتي والولايات المتحدة «معاهدة تخفيض الاسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها».‏ وكانت هذه اول مرة في التاريخ تُلزِم معاهدة القوتَين العظميَين الّا تحدّا فقط من رؤوسهما الحربية الاستراتيجية المنتشرة،‏ بل ان تخفضاها ايضا الى ٠٠٠‏,٦ رأس حربي لكلٍّ منهما.‏ وفي اواخر سنة ٢٠٠١،‏ اعلن كلا الطرفَين انهما نفَّذا شروط المعاهدة وخفضا رؤوسهما الحربية النووية الاستراتيجية كما اتُّفق عليه.‏ وفي سنة ٢٠٠٢،‏ أُقرّت ايضا «معاهدة موسكو» التي تُلزِمهما بخفض المزيد من الاسلحة،‏ الى ما يتراوح بين ٧٠٠‏,١ و ٢٠٠‏,٢،‏ في السنوات العشر المقبلة.‏

      ولكن رغم هذه التطورات،‏ «لا ينبغي ان يشعر المرء حاليا انه لا داعي الى القلق بشأن تهديد حرب نووية»،‏ كما ذكر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان.‏ فقد اضاف قائلا:‏ «لا يزال خطر الصراع النووي قائما،‏ وهو احتمال مخيف جدا في اوائل القرن الحادي والعشرين».‏ من المحزن ان العالم في يومنا هذا لا يزال مهدَّدا بخطر كارثة نووية افظع بكثير من كارثة هيروشيما وناڠازاكي.‏ فمَن هم مصدر هذا التهديد؟‏ والسؤال الاهم:‏ كيف يمكن تجنبه؟‏

  • الحرب النووية:‏ مَن هم مصدر التهديد؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • الحرب النووية:‏ مَن هم مصدر التهديد؟‏

      ‏«هنالك احتمال حقيقي ان ينقرض البشر بحرب نووية.‏ فالخطر لا يزال قائما اليوم .‏ .‏ .‏ مع ان الحرب الباردة انتهت قبل اكثر من عشر سنوات».‏ —‏ وزير الدفاع الاميركي السابق روبرت ماكنَمارا،‏ وجَيمس بلايت،‏ الپروفسور في العلاقات الدولية في معهد واطسون للدراسات الدولية.‏

      في سنة ١٩٩١،‏ عندما انتهت الحرب الباردة،‏ أُرجع عقرب الدقائق في «ساعة يوم الدينونة» الشهيرة الى ١٧ دقيقة قبل «منتصف الليل».‏ و «ساعة يوم الدينونة» هي صورة تَظهر على غلاف مجلة نشرة العلماء الذريين (‏بالانكليزية)‏،‏ وتُستخدم رمزا الى مدى اقتراب العالم من الحرب النووية (‏منتصف الليل)‏.‏ لم يسبق قط،‏ منذ اعتماد هذه الساعة سنة ١٩٤٧،‏ ان أُبعد عقرب الدقائق عن منتصف الليل كما أُبعد سنة ١٩٩١.‏ ولكن بعد ذلك الوقت،‏ عاد عقرب الدقائق يتقدم من جديد.‏ مثلا،‏ جرى تقديم ذلك العقرب في شباط (‏فبراير)‏ ٢٠٠٢ الى سبع دقائق قبل منتصف الليل،‏ وكانت هذه المرة الثالثة التي تُقَدَّم فيها الساعة منذ انتهاء الحرب الباردة.‏

      فماذا دعا ناشري هذه المجلة العلمية الى تقديم الساعة؟‏ لماذا يظنون ان خطر الحرب النووية لا يزال قائما؟‏ ومَن هم مصدر الخطر على السلام؟‏

      ما يُقصد بكلمة «تخفيض»‏

      اوضحت نشرة العلماء الذريين انه «لا يزال يوجد اكثر من ٠٠٠‏,٣١ سلاح نووي».‏ ومضت قائلة:‏ «٩٥ في المئة من هذه الاسلحة موجود في الولايات المتحدة وروسيا،‏ وهنالك اكثر من ٠٠٠‏,١٦ سلاح منتشر وفي وضع جاهز للعمل».‏ ربما لاحظ البعض تناقضا ظاهريا في عدد الرؤوس النووية الموجودة.‏ أوَلم تعلن هاتان القوتان العظميان ان كل واحدة خفضت عدد رؤوسها النووية المنتشرة الى ٠٠٠‏,٦؟‏

      يكمن السر في ما يُقصد بكلمة «تخفيض».‏ فقد اوضح تقرير صادر عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي:‏ «ان الرقم ٠٠٠‏,٦ للرؤوس النووية المحتسَبة مؤسس على قواعد محددة للعدّ اتُّفق عليها في المعاهدة المنبثقة عن محادثات تخفيض الاسلحة الاستراتيجية (‏ستارت)‏.‏ وتظل الدولتان تحتفظان بآ‌لاف الاسلحة التكتيكية والاحتياطية الاضافية».‏ (‏إمالة الحروف لنا.‏)‏ وبحسب نشرة العلماء الذريين،‏ فإن «الكثير او حتى معظم الرؤوس الحربية الاميركية التي سُحبت من الميدان ستُخزَن (‏مع نحو ٠٠٠‏,٥ رأس حربي موضوع حاليا في الاحتياط)‏ بدلا من ان تُفكَّك».‏

      اذًا بالاضافة الى آلاف الاسلحة النووية الاستراتيجية الجاهزة والموضوعة في الاحتياط،‏ التي يمكن اطلاقها من قارة الى اخرى،‏ هنالك آلاف الرؤوس النووية الاخرى وكذلك الاسلحة النووية التكتيكية المصممة للهجوم على اهداف اقرب.‏ فلا شك ان القوتين النوويتين العظميين لا تزالان تملكان في ترسانتيهما اسلحة نووية كافية لإهلاك كل سكان العالم عدة مرات!‏ والإبقاء على هذا العدد الكبير من الاسلحة الخطرة يزيد من احتمال خطَر آخر:‏ إطلاق للصواريخ النووية نتيجة إنذار خاطئ.‏

      حرب نووية نتيجة إنذار خاطئ

      ذكر روبرت ماكنَمارا وجَيمس بلايت،‏ المقتبس منهما سابقا،‏ ان «القوى النووية الاميركية توجِّهها سياسة ‹الإطلاق حالَ الإنذار›».‏ فماذا يعني ذلك؟‏ انه يعني،‏ بحسب قولهما،‏ ان «رؤوسنا الحربية تكون جاهزة للإطلاق ما إن تصير الرؤوس الحربية الروسية في الجو.‏ ووفقا لهذه السياسة،‏ لا يمكن ان يفصل بين اول إنذار بهجوم روسي وبين إطلاق صواريخنا اكثر من ١٥ دقيقة».‏ واستنادا الى مسؤول اميركي سابق في اطلاق الصواريخ النووية الاستراتيجية،‏ «كل الصواريخ تقريبا المنتشرة على اليابسة جاهزة للإطلاق في غضون دقيقتين».‏

      ان حالة التأهب الدقيقة هذه يمكن ان تؤدي الى اشتعال حرب نووية نتيجة إنذار خاطئ.‏ اوضحت مقالة صادرة في مجلة اخبار الولايات المتحدة والتقرير العالمي (‏بالانكليزية)‏:‏ «في اكثر من مناسبة،‏ أُصدرت خطأً اوامر فعلية بإطلاق صواريخ خلال تدريبات نووية اميركية».‏ وصدرت إنذارات خاطئة في روسيا ايضا.‏ فعندما تسبَّب مثلا صاروخ أبحاث نروجي بإطلاق إنذار خاطئ سنة ١٩٩٥،‏ باشر الرئيس الروسي بالعملية التي تؤدي الى إطلاق صواريخ نووية.‏

      هذا التأهب لإطلاق الصواريخ في الحال يلقي عبئا كبيرا على اصحاب القرار.‏ والمفرح ان هؤلاء ادركوا في الماضي ان الإنذارات خاطئة،‏ وهذا ما حال دون اندلاع حرب نووية حتى الآن.‏ اوضح احد الباحثين عن حادثة حصلت سنة ١٩٧٩:‏ «ما حال دون [اطلاق] الصواريخ الاميركية هو اقمار الإنذار المبكر الاصطناعية التابعة لنا،‏ التي اظهرت انه لا توجد صواريخ سوڤياتية في الجو».‏ لكنَّ هذه الاقمار الاصطناعية التي تُطلق إنذارا مبكرا تتعطل على مر الوقت.‏ ويخشى الباحثون والمحللون ان يكون «معظم الاقمار الاصطناعية الروسية التي تُطلق إنذارا مبكرا قد توقف عن العمل او خرج عن مداره».‏ لذا فإن لواء بحريا اميركيا متقاعدا قال قبل سنوات:‏ «لا يقل اليوم احتمال حصول هجوم وقائي او اطلاق للصواريخ نتيجة سوء تفاهم،‏ او حادث عرَضي،‏ او تسليم السلطة لشخص غير اهل،‏ عما كان عليه في الماضي».‏

      اعضاء جدد في النادي النووي

      مع ان القوتين النوويتين العظميين تملكان اكبر ترسانة نووية،‏ توجد دول نووية اخرى مثل بريطانيا العظمى والصين وفرنسا.‏ هذه القوى التي تصرّح علنا بامتلاكها سلاحا نوويا،‏ والتي يُطلق عليها اسم «النادي النووي»،‏ شهدت مؤخرا انضمام الهند وپاكستان اليها.‏ وبالاضافة الى هذه البلدان،‏ توجد بلدان اخرى (‏مثل اسرائيل)‏ يقال عنها انها تسعى الى امتلاك اسلحة نووية او صارت تملكها.‏

      ان الخلافات السياسية التي يتورط فيها احد اعضاء النادي النووي،‏ بما في ذلك ايّ اعضاء جدد،‏ يمكن ان تشعل فتيل حرب نووية.‏ اوضحت نشرة العلماء الذريين:‏ «خلال الازمة بين الهند وپاكستان .‏ .‏ .‏ اقتربت هاتان الدولتان من إشعال حرب نووية بشكل لم يسبق له مثيل منذ ازمة الصواريخ الكوبية».‏ وعند رؤية مدى تأزُّم الوضع في اوائل سنة ٢٠٠٢،‏ صار اناس كثيرون يخشون فعلا حصول هجوم نووي.‏

      يضاف الى ذلك ان تطوير اسلحة اخرى للدمار الشامل زاد من احتمال استخدام القنابل النووية.‏ فقد ذكرت صحيفة ذا نيويورك تايمز في مناقشتها لتقرير سرّي للپانتاڠون ان «احتمال استخدام اسلحة نووية لتدمير ما يملكه العدو من اسلحة بيولوجية وكيميائية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل» ربما صار جزءا من السياسة النووية الاميركية.‏

      والهجمات الارهابية على الولايات المتحدة في ١١ ايلول ‏(‏سبتمبر)‏ ٢٠٠١ نبَّهت العالم الى تهديد نووي آخر.‏ فكثيرون يظنون اليوم ان المنظمات الارهابية تحاول تطوير اسلحة نووية،‏ وربما صارت تملكها الآن.‏ فكيف يمكن ذلك؟‏

      الارهابيون و «القنابل القذرة»‏

      هل يمكن صنع قنبلة نووية باستخدام مواد تُباع في السوق السوداء؟‏ بحسب مجلة تايم،‏ الجواب هو نعم.‏ فقد ذكرت المجلة انه أُنشئ فريق لصدّ الارهاب النووي.‏ وعلى سبيل الاختبار،‏ تمكّن الفريق حتى الآن من «تركيب اكثر من اثنتي عشرة» قنبلة نووية بسيطة باستخدام «ادوات تكنولوجية يمكن شراؤها من متاجر الالكترونيات العادية واستعمال احد انواع الوقود النووي المتوفر في السوق السوداء».‏

      وزاد نزع السلاح وتفكيك الاسلحة النووية من احتمال سرقة مواد نووية.‏ ذكرت مجلة تايم:‏ «ان نزع آلاف الاسلحة النووية الروسية من الصواريخ والقاذفات والغواصات الخاضعة لحراسة مشددة،‏ وتخزينها في مواقع ذات حراسة اقل،‏ ترغّب الارهابيين المتحمسين في وضع اليد عليها».‏ وإذا امتلكت مجموعة صغيرة اجزاء مفككة من سلاح نووي ثم قامت بتجميعها،‏ يمكن ان تصير هذه المجموعة عضوا في النادي النووي.‏

      وتؤكد مجلة السلام (‏بالانكليزية)‏ انه حتى تجميع القنبلة ليس ضروريا للانضمام الى النادي النووي.‏ فكل ما يلزم هو امتلاك كمية كافية من اليورانيوم او الپلوتونيوم القابل للانشطار.‏ ذكرت المجلة:‏ «يمكن للارهابيين الذين يملكون اليورانيوم المستخدَم عادةً في الاسلحة العصرية ان يُحدِثوا بكل سهولة انفجارا بمجرد إلقاء نصف منه على النصف الآخر».‏ وكم يلزم من المواد النووية المخصَّبة؟‏ بحسب المجلة،‏ «تكفي ثلاثة كيلوڠرامات».‏ ويعادل ذلك تقريبا كمية المواد النووية التي صودرت من مهرِّبين اعتُقلوا في الجمهورية التشيكية سنة ١٩٩٤.‏

      حتى النفايات النووية يمكن استخدامها كسلاح نووي.‏ ذكرت مجلة امريكان سپكتايتر (‏بالانكليزية)‏:‏ «الخبراء قلقون فعلا بشأن الدمج المميت للنفايات المشعّة في المتفجرات التقليدية».‏ هذا النوع من الاسلحة،‏ التي هي ادوات تشتيت اشعاعي،‏ يُطلق عليه اسم «القنابل القذرة».‏ فما مدى خطورتها؟‏ توضح صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون/‏اساهي شيمبون (‏بالانكليزية)‏ ان القنابل القذرة تَستخدم «متفجرات قوية لتنشر مواد مشعّة مؤذية جدا بهدف تسميم الاهداف بدلا من تدميرها بتأثير الانفجار او الحرارة».‏ وتمضي الصحيفة قائلة:‏ «يمكن ان يتراوح تأثيرها في الناس بين المرض الاشعاعي والموت البطيء والمؤلم».‏ ومع ان البعض يقولون ان استخدام النفايات النووية السهلة المنال لا يسبب ضررا كبيرا،‏ يشعر كثيرون بالقلق حيال وجود مواد نووية مخصَّبة في السوق السوداء.‏ فبحسب استطلاع عالمي حديث،‏ ذكر اكثر من ٦٠ في المئة من المجيبين انهم يشعرون بأن ارهابا نوويا سيحصل في السنوات العشر المقبلة.‏

      لا شك ان العالم لا يزال يشعر بتهديد الحرب النووية.‏ ذكرت ذا ڠارديان ويكلي البريطانية،‏ عدد ١٦-‏٢٢ كانون الثاني (‏يناير)‏ ٢٠٠٣:‏ «ان احتمال لجوء الولايات المتحدة الى الاسلحة النووية هو اكبر مما كان عليه في ايّ وقت منذ الايام الحالكة للحرب الباردة.‏ .‏ .‏ .‏ فالولايات المتحدة تزيد تدريجيا الذرائع التي تعتبرها تبريرا للحرب النووية».‏ لذلك من المنطقي ان يسأل المرء:‏ هل يمكن تجنب الحرب النووية؟‏ وهل يوجد ايّ امل بعالم لا يُخشى فيه من تهديد نووي؟‏ ستناقش المقالة التالية هذين السؤالين.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٦]‏

      عصر نووي ثانٍ؟‏

      رأى بيل كيلر،‏ محرِّر عمود في مجلة ذا نيويورك تايمز ماڠازين (‏هو اليوم رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة ذا نيويورك تايمز‏)‏،‏ ان الدول دخلت عصرا نوويا ثانيا.‏ امتد العصر الاول حتى كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٩٤،‏ حين وافقت اوكرانيا على تسليم الاسلحة التي ورثتها من الاتحاد السوڤياتي السابق.‏ فلماذا يتحدث عن عصر نووي ثانٍ؟‏

      كتب كيلر:‏ «استُهلّ العصر النووي الثاني عندما هدرت الارض تحت صحراء راجستان سنة ١٩٩٨.‏ فحينئذ اجرت الحكومة الهندوسية الوطنية المنتخبة حديثا في الهند خمسة تفجيرات تجريبية.‏ وبعد اسبوعين فعلت پاكستان الامر عينه».‏ وماذا ميَّز هذه التجارب من التجارب التي أُجريت خلال العصر النووي السابق؟‏ «لقد طُوِّرت هذه الاسلحة النووية بغرض استهداف منطقة معينة خصوصا».‏

      فهل يمكن ان يشعر العالم بأمان اكثر مع دخول دولتين اخريين الى النادي النووي؟‏ يمضي كيلر قائلا:‏ «كل بلد جديد يحصل على اسلحة نووية يضاعف احتمال اندلاع حرب تشمل دولة نووية».‏ —‏ «الحرب الممكنة»،‏ ذا نيويورك تايمز ماڠازين،‏ عدد ٤ ايار (‏مايو)‏ ٢٠٠٣،‏ الصفحة ٥٠.‏

      وما يزيد الامر تعقيدا هو ورود انباء تشير الى ان كوريا الشمالية ربما تملك «ما يكفي من الپلوتونيوم لصنع ست قنابل نووية جديدة.‏ .‏ .‏ .‏ وكل يوم يزداد خطر تمكُّن كوريا الشمالية من إنتاج اسلحة نووية جديدة،‏ حتى انها قد تجرِّب واحدا منها لتثبت نجاحها في إنتاجها».‏ —‏ ذا نيويورك تايمز،‏ عدد ١٨ تموز (‏يوليو)‏ ٢٠٠٣.‏

  • الحرب النووية:‏ هل يمكن تجنبها؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤ | آذار (‏مارس)‏ ٨
    • الحرب النووية:‏ هل يمكن تجنبها؟‏

      ‏«يرعون ويربضون ولا مخيف».‏ —‏ صفنيا ٣:‏١٣‏.‏

      كل انسان يرغب ان يعيش في عالم لا تهدِّده حرب نووية.‏ لكنَّ كثيرين تصير نظرتهم تشاؤمية عندما يرون حقيقة الوضع في عالمنا هذا.‏ ذكرت صحيفة ذا ڠارديان ويكلي:‏ «لم تعد فكرة الحد من الاسلحة النووية وتخفيضها والتخلص منها في النهاية تحظى باهتمام كبير لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي».‏

      لكنَّ البعض يشيرون الى الجهود التي تبذلها الدول في هذا الشأن.‏ مثلا،‏ يقدَّر ان الولايات المتحدة وحدها تنفق ٢‏,٢ بليون دولار اميركي في السنة لمنع اندلاع حرب نووية.‏ وليس هذا بالمبلغ الضئيل.‏ لكنَّ كثيرين يستاءون حين يعرفون ان ذلك البلد ينفق ايضا ٢٧ بليون دولار سنويا استعدادا للخوض في حرب نووية.‏

      وماذا عن معاهدات السلام؟‏ هل يمكن ان تحمل معها بعض الامل؟‏

      معاهدات الحد من الاسلحة النووية

      منذ وُجدت القنبلة النووية،‏ عُقد عدد من المعاهدات الهادفة الى الحد من هذه الاسلحة.‏ نذكر منها:‏ «معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية»،‏ «محادثات الحد من الاسلحة الاستراتيجية»،‏ «محادثات تخفيض الاسلحة الاستراتيجية»،‏ و «معاهدة الحظر الشامل للتجارب».‏ أفلم تنجح هذه المعاهدات في ازالة التهديد النووي؟‏

      تعتمد كل معاهدة على ما تعد به الاطراف الموقِّعة.‏ مثلا،‏ ان نجاح «معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية»،‏ التي وُقِّعت سنة ١٩٧٠ ووصل عدد اطرافها الى ١٨٧ في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ٢٠٠٠،‏ يعتمد على صدق الجهود التي تبذلها الدول النووية وغير النووية التي وقّعتها.‏ وفي حين تحظر المعاهدة على الدول غير النووية تطوير او اقتناء ترسانة نووية،‏ تفرض على القوى النووية السعي الى ازالة اسلحتها النووية.‏ فهل نجحت المعاهدة في ذلك؟‏ ذكر كاري سابليت في وثيقة «اسئلة متكررة حول الاسلحة النووية» (‏بالانكليزية)‏:‏ «صحيح انه لا شيء يضمن عدم التحايل على نظام الرقابة الذي تفرضه المعاهدة،‏ ولكن تمكَّن هذا النظام من الحؤول دون استخدام التكنولوجيا والمنشآ‌ت النووية المدنية الخاضعة للمراقبة لأغراض اخرى».‏

      مع ان هذه المعاهدة شهدت بعض النجاح،‏ «لم .‏ .‏ .‏ تَثْنِ عدة دول عن السعي الى امتلاك هذه الاسلحة،‏ حتى ان البعض نجح في امتلاكها»،‏ كما ذكر سابليت.‏ وقال انها تمكنت من ذلك عن طريق اجراء برامج سرية خارج المنشآ‌ت الخاضعة للمراقبة بحسب «معاهدة عدم الانتشار».‏ وبما ان نجاح اية معاهدة يعتمد على نزاهة الاطراف الموقِّعة،‏ فهل يمكن ان نصدِّق وعود البشر؟‏ يكفي ان ننظر الى حقائق التاريخ البشري لنحصل على الجواب الشافي.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة