-
الحرب النووية: هل ما زالت تهدِّد العالم؟استيقظ! ٢٠٠٤ | آذار (مارس) ٨
-
-
ذكر تقرير لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي (بالانكليزية): «اعطت نهاية الحرب الباردة الناس املا بقرب اختتام سباق التسلح النووي الطويل وانتهاء المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا». ونتيجةً لجهود نزع السلاح النووي، شهدت السنوات الاخيرة تفكيك الكثير جدا من الاسلحة في الترسانات النووية. وفي سنة ١٩٩١، وقّع الاتحاد السوڤياتي والولايات المتحدة «معاهدة تخفيض الاسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها». وكانت هذه اول مرة في التاريخ تُلزِم معاهدة القوتَين العظميَين الّا تحدّا فقط من رؤوسهما الحربية الاستراتيجية المنتشرة، بل ان تخفضاها ايضا الى ٠٠٠,٦ رأس حربي لكلٍّ منهما. وفي اواخر سنة ٢٠٠١، اعلن كلا الطرفَين انهما نفَّذا شروط المعاهدة وخفضا رؤوسهما الحربية النووية الاستراتيجية كما اتُّفق عليه. وفي سنة ٢٠٠٢، أُقرّت ايضا «معاهدة موسكو» التي تُلزِمهما بخفض المزيد من الاسلحة، الى ما يتراوح بين ٧٠٠,١ و ٢٠٠,٢، في السنوات العشر المقبلة.
-
-
الحرب النووية: مَن هم مصدر التهديد؟استيقظ! ٢٠٠٤ | آذار (مارس) ٨
-
-
ما يُقصد بكلمة «تخفيض»
اوضحت نشرة العلماء الذريين انه «لا يزال يوجد اكثر من ٠٠٠,٣١ سلاح نووي». ومضت قائلة: «٩٥ في المئة من هذه الاسلحة موجود في الولايات المتحدة وروسيا، وهنالك اكثر من ٠٠٠,١٦ سلاح منتشر وفي وضع جاهز للعمل». ربما لاحظ البعض تناقضا ظاهريا في عدد الرؤوس النووية الموجودة. أوَلم تعلن هاتان القوتان العظميان ان كل واحدة خفضت عدد رؤوسها النووية المنتشرة الى ٠٠٠,٦؟
يكمن السر في ما يُقصد بكلمة «تخفيض». فقد اوضح تقرير صادر عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: «ان الرقم ٠٠٠,٦ للرؤوس النووية المحتسَبة مؤسس على قواعد محددة للعدّ اتُّفق عليها في المعاهدة المنبثقة عن محادثات تخفيض الاسلحة الاستراتيجية (ستارت). وتظل الدولتان تحتفظان بآلاف الاسلحة التكتيكية والاحتياطية الاضافية». (إمالة الحروف لنا.) وبحسب نشرة العلماء الذريين، فإن «الكثير او حتى معظم الرؤوس الحربية الاميركية التي سُحبت من الميدان ستُخزَن (مع نحو ٠٠٠,٥ رأس حربي موضوع حاليا في الاحتياط) بدلا من ان تُفكَّك».
اذًا بالاضافة الى آلاف الاسلحة النووية الاستراتيجية الجاهزة والموضوعة في الاحتياط، التي يمكن اطلاقها من قارة الى اخرى، هنالك آلاف الرؤوس النووية الاخرى وكذلك الاسلحة النووية التكتيكية المصممة للهجوم على اهداف اقرب. فلا شك ان القوتين النوويتين العظميين لا تزالان تملكان في ترسانتيهما اسلحة نووية كافية لإهلاك كل سكان العالم عدة مرات! والإبقاء على هذا العدد الكبير من الاسلحة الخطرة يزيد من احتمال خطَر آخر: إطلاق للصواريخ النووية نتيجة إنذار خاطئ.
-