مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • يهوه يبارك ويحمي الطائعين
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • يهوه يبارك ويحمي الطائعين

      ‏«اما المستمع لي فيسكن آمنا ويستريح من خوف الشر».‏ —‏ امثال ١:‏٣٣‏.‏

      ١،‏ ٢ لماذا الطاعة للّٰه مهمة؟‏ أوضحوا.‏

      الفراخ الصفراء الزغِبة مشغولة بالتقاط الطعام بمناقيرها بين العشب القصير.‏ وهي لا تدرك البتة ان صقرا يحوم حولها في السماء.‏ فجأة،‏ تُطلِق الدجاجة صوتا مرتعشا عاليا لتحذير صغارها وتبسط جناحيها.‏ فتركض الفراخ اليها،‏ وما هي إلا لحظات حتى تصبح بأمان تحت جناحيها.‏ وهذا ما يردع الصقر عن متابعة هجومه.‏a فما هو الدرس الذي نتعلمه من هذه القصة؟‏ الطاعة تنقذ الحياة!‏

      ٢ ان هذا الدرس مهم خصوصا للمسيحيين اليوم،‏ لأن الشيطان يبذل قصارى جهده لافتراس شعب اللّٰه.‏ (‏كشف ١٢:‏٩،‏ ١٢،‏ ١٧‏)‏ وهدفه هو تقويض روحياتنا بحيث نخسر رضى يهوه ورجاء الحياة الابدية.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ ولكن اذا بقينا قريبين الى اللّٰه وتجاوبنا بسرعة مع الارشاد الذي نناله بواسطة كلمته وهيئته،‏ يمكننا التأكد من نيل عنايته وحمايته.‏ كتب صاحب المزمور:‏ «بخوافيه يظلِّلك وتحت اجنحته تحتمي».‏ —‏ مزمور ٩١:‏٤‏.‏

      امة عاصية تُفترَس

      ٣ ماذا كانت نتيجة عصيان اسرائيل المتكرر؟‏

      ٣ عندما كانت امة اسرائيل طائعة ليهوه،‏ استفادت دائما من اهتمامه الشديد.‏ ولكن كثيرا ما ترك الشعب صانعهم وتحوّلوا الى آلهة من خشب وحجر —‏ ‹اباطيل لا تفيد ولا تنقذ›.‏ (‏١ صموئيل ١٢:‏٢١‏)‏ وبعد هذا التمرد الذي دام قرونا،‏ انغمست الامة ككل في الارتداد حتى صارت حالتها ميؤوسا منها تماما.‏ لذلك قال يسوع متأسفا:‏ «يا اورشليم،‏ يا اورشليم،‏ يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها،‏ —‏ كم مرة اردتُ ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها!‏ ولم تريدوا.‏ ها هو بيتكم يُترَك لكم».‏ —‏ متى ٢٣:‏٣٧،‏ ٣٨‏.‏

      ٤ كيف اتَّضح ترْك يهوه لأورشليم سنة ٧٠ ب‌م؟‏

      ٤ اتَّضح ترْك يهوه لإسرائيل المرتدة سنة ٧٠ ب‌م.‏ ففي تلك السنة،‏ انقضَّت الجيوش الرومانية،‏ التي تحمل راياتها المزيّنة بصورة عقاب،‏ على اورشليم لارتكاب مجزرة فظيعة.‏ كانت المدينة آنذاك تغصّ بالمحتفلين بعيد الفصح.‏ إلا ان كثرة ذبائحهم لم تجعلهم يحظون برضى اللّٰه.‏ وكان ذلك مذكِّرا مريعا بكلمات صموئيل الموجَّهة الى الملك شاول العاصي:‏ «هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب.‏ هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش».‏ —‏ ١ صموئيل ١٥:‏٢٢‏.‏

      ٥ ايّ نوع من الطاعة يطلبه يهوه،‏ وكيف نعرف ان طاعة كهذه ممكنة؟‏

      ٥ رغم إصراره على طلب الطاعة،‏ يعرف يهوه جيدا حدود البشر الناقصين.‏ (‏مزمور ١٣٠:‏٣،‏ ٤‏)‏ فما يطلبه هو القلب المخلص والطاعة المؤسسة على الايمان،‏ المحبة،‏ والخوف السليم من عدم إرضائه.‏ (‏تثنية ١٠:‏١٢‏،‏ ع‌ج،‏ ١٣‏؛‏ امثال ١٦:‏٦؛‏ اشعياء ٤٣:‏١٠؛‏ ميخا ٦:‏٨؛‏ روما ٦:‏١٧‏)‏ وقد برهنت ‹سحابة عظيمة من الشهود› لما قبل المسيحية ان طاعة كهذه ممكنة،‏ وذلك بالمحافظة على الاستقامة في وجه المحن القاسية،‏ حتى الموت.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٣٦،‏ ٣٧؛‏ ١٢:‏١‏)‏ فكم فرّح هؤلاء قلب يهوه!‏ (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ من ناحية اخرى،‏ كان آخرون امناء في البداية لكنهم لم يبقوا طائعين.‏ وأحد هؤلاء هو يوآش ملك يهوذا قديما.‏

      ملك افسدته المعاشرات الرديئة

      ٦،‏ ٧ كيف كان الملك يوآش يتصرف عندما كان يهوياداع حيًّا؟‏

      ٦ عندما كان الملك يوآش طفلا،‏ نجا من الاغتيال بشقّ النفس.‏ وعندما بلغ السابعة من عمره،‏ اخرجه رئيس الكهنة يهوياداع بجرأة من مخبئه ونصّبه ملكا.‏ ولأن يهوياداع الخائف اللّٰه كان بمثابة اب ومشير ليوآش،‏ فإن هذا الحاكم الصغير ‹عمل المستقيم في عيني الرب كل ايام يهوياداع الكاهن›.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٢:‏١٠–‏٢٣:‏١،‏ ١١؛‏ ٢٤:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٧ وشملت اعمال يوآش الصالحة تجديد هيكل يهوه —‏ عمل «كان في قلب يوآش».‏ وقد ذكّر رئيسَ الكهنة يهوياداع بالحاجة الى جمع جزية الهيكل،‏ ‹الجزية التي امر بها موسى›،‏ من يهوذا وأورشليم لتمويل عمل الترميم.‏ وكما يبدو،‏ نجح يهوياداع في تشجيع الملك الصغير على الدرس وإطاعة شريعة اللّٰه.‏ نتيجة لذلك،‏ أُنجز بسرعة العمل المتعلق بالهيكل وآنيته.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٤:‏٤،‏ ٦،‏ ١٣،‏ ١٤؛‏ تثنية ١٧:‏١٨‏.‏

      ٨ (‏أ)‏ ايّ امر ساهم بشكل رئيسي في الخراب الروحي ليوآش؟‏ (‏ب)‏ ماذا فعل الملك نتيجة لعصيانه؟‏

      ٨ ولكن من المؤسف ان طاعة يوآش ليهوه لم تستمر.‏ ولماذا؟‏ تخبرنا كلمة اللّٰه:‏ «بعد موت يهوياداع جاء رؤساء يهوذا وسجدوا للملك.‏ حينئذ سمع الملك لهم وتركوا بيت الرب اله آبائهم وعبدوا السواري والاصنام فكان غضب على يهوذا وأورشليم لأجل اثمهم هذا».‏ كما ان التأثير الرديء لرؤساء يهوذا جعل الملك يدير أذنا صمّاء لأنبياء اللّٰه،‏ بمن فيهم زكريا بن يهوياداع الذي وبَّخ بجرأة يوآش والشعب على عصيانهم.‏ ولكن بدلا من التوبة،‏ امر يوآش برجم زكريا حتى الموت.‏ فكم صار يوآش رجلا عاصيا بلا قلب!‏ وكل ذلك لأنه استسلم لتأثير المعاشرات الرديئة.‏ —‏ ٢ أخبار الايام ٢٤:‏١٧-‏٢٢؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏.‏

      ٩ كيف يؤكد مصير يوآش والرؤساء حماقة العصيان؟‏

      ٩ وماذا كان مصير يوآش والرؤساء الاشرار الذين معه نتيجة تركهم يهوه؟‏ اجتاحت «شرذمة قليلة» من القوات العسكرية الارامية يهوذا و «اهلكوا كل رؤساء الشعب».‏ كما اجبر الغزاة الملك على تسليم ممتلكاته وكذلك الذهب والفضة في المقدس.‏ ورغم ان يوآش نجا بحياته،‏ فقد تركه اعداؤه رجلا كسيرا ومريضا.‏ بُعيد ذلك،‏ تآ‌مر عليه بعض من عبيده واغتالوه.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٤:‏٢٣-‏٢٥؛‏ ٢ ملوك ١٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فكم كانت صحيحة كلمات يهوه الى اسرائيل:‏ «إنْ لم تسمع لصوت الرب الهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه وفرائضه .‏ .‏ .‏ تأتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك»!‏ —‏ تثنية ٢٨:‏١٥‏.‏

      كاتب تنقذه الطاعة

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ لماذا من المساعد ان نتأمل في مشورة يهوه لباروخ؟‏ (‏ب)‏ اية مشورة قدَّمها يهوه لباروخ؟‏

      ١٠ هل تشعر احيانا بالتثبط لأن قليلين فقط من الناس الذين تلتقيهم في الخدمة المسيحية يُظهِرون الاهتمام بالبشارة؟‏ هل تشعر احيانا بشيء من الحسد من الاغنياء وانغماسهم في الملذات؟‏ اذا كانت هذه هي الحال،‏ فتأمل في مثال باروخ كاتب ارميا وفي المشورة الحبية التي قدّمها له يهوه.‏

      ١١ كان باروخ يكتب رسالة نبوية عندما صار محور اهتمام يهوه.‏ ولماذا؟‏ لأن باروخ ابتدأ يتحسّر على نصيبه في الحياة ويطلب شيئا افضل من امتيازه الخصوصي ان يخدم اللّٰه.‏ وعندما رأى يهوه هذا التغيير في موقف باروخ،‏ قدَّم له مشورة واضحة ولكن لطيفة،‏ قائلا:‏ «وأنت فهل تطلب لنفسك امورا عظيمة.‏ لا تطلب.‏ لأني هأنذا جالب شرا على كل ذي جسد .‏ .‏ .‏ وأعطيك نفسك غنيمة في كل المواضع التي تسير اليها».‏ —‏ ارميا ٣٦:‏٤؛‏ ٤٥:‏٥‏.‏

      ١٢ لماذا لا ينبغي ان نطلب «امورا عظيمة» لأنفسنا في نظام الاشياء الحاضر؟‏

      ١٢ هل تلمس في كلمات يهوه الى باروخ اهتمامه العميق بهذا الرجل الصالح الذي خدمه بأمانة وجرأة مع ارميا؟‏ على نحو مماثل اليوم،‏ يهتم يهوه بعمق بالذين يُغرَون للسعي وراء ما يعتبرونه فرصا تدرّ ارباحا اكبر في نظام الاشياء هذا.‏ ومن المفرح انه،‏ كباروخ،‏ يتجاوب كثيرون منهم مع إصلاح الاخوة الروحيين المسؤولين.‏ (‏لوقا ١٥:‏٤-‏٧‏)‏ نعم،‏ لندرك جميعا انه لا مستقبل امام الذين يطلبون «امورا عظيمة» لأنفسهم في هذا النظام.‏ فهؤلاء لن يجدوا السعادة الحقيقية.‏ والاسوأ ايضا هو انهم سيزولون قريبا مع هذا العالم وشهواته الانانية.‏ —‏ متى ٦:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

      ١٣ ايّ درس في التواضع نتعلمه من الرواية عن باروخ؟‏

      ١٣ وتعلِّمنا ايضا الرواية عن باروخ درسا رائعا في التواضع.‏ لاحظ ان يهوه لم يقدِّم المشورة لباروخ مباشرة،‏ بل تكلم بواسطة ارميا الذي كان باروخ على الارجح يعرف نقائصه وطباعه جيدا.‏ (‏ارميا ٤٥:‏١،‏ ٢‏)‏ إلا ان باروخ لم يدع الكبرياء تسود عليه،‏ بل ميَّز بتواضع المصدر الحقيقي للمشورة —‏ يهوه.‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٦:‏٣،‏ ٤،‏ ١٦؛‏ امثال ١٨:‏١٢؛‏ ١٩:‏٢٠‏)‏ لذلك اذا ‹انسبقنا وأُخذنا في زلة› ونلنا المشورة اللازمة من كلمة اللّٰه،‏ فلنقتدِ بنضج باروخ،‏ تمييزه الروحي،‏ وتواضعه.‏ —‏ غلاطية ٦:‏١‏.‏

      ١٤ لماذا يجدر بنا ان نطيع الذين يأخذون القيادة بيننا؟‏

      ١٤ كما ان موقفنا المتواضع يساعد الذين يقدِّمون المشورة.‏ تقول العبرانيين ١٣:‏١٧‏:‏ «أطيعوا الذين يتولون القيادة بينكم وكونوا مذعنين،‏ لأنهم يبقون ساهرين على نفوسكم سهَر من سيؤدي حسابا؛‏ لكي يفعلوا ذلك بفرح لا بتنهد،‏ لأن هذا مضر بكم».‏ فما اكثر المرات التي يصلّي فيها الشيوخ الى يهوه،‏ طالبين الجرأة،‏ الحكمة،‏ واللباقة اللازمة لإنجاز هذا الوجه الصعب من عملهم الرعائي!‏ لذلك ‹لنعتبرْ مثل هؤلاء›.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٦:‏١٨‏.‏

      ١٥ (‏أ)‏ كيف برهن ارميا عن ثقته بباروخ؟‏ (‏ب)‏ كيف كوفئ باروخ على طاعته التي أظهرها بتواضع؟‏

      ١٥ وما يؤكد لنا ان باروخ عدَّل تفكيره هو ان ارميا عاد فأعطاه تعيينا صعبا جدا:‏ ان يذهب الى الهيكل ويقرأ بصوت عالٍ رسالة الدينونة نفسها التي كتبها عن فم ارميا.‏ فهل اطاع باروخ؟‏ نعم،‏ فقد ‹فعل حسب كل ما اوصاه به ارميا النبي›.‏ حتى انه قرأ الرسالة نفسها على رؤساء اورشليم،‏ مما تطلب دون شك جرأة كبيرة.‏ (‏ارميا ٣٦:‏١-‏٦،‏ ٨،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ وعندما سقطت المدينة على ايدي البابليين بعد ١٨ سنة،‏ كم كان باروخ شاكرا على نجاته لأنه اصغى الى تحذير يهوه وتوقَّف عن طلب ‹امور عظيمة› لنفسه!‏ —‏ ارميا ٣٩:‏١،‏ ٢،‏ ١١،‏ ١٢؛‏ ٤٣:‏٦‏.‏

      الطاعة خلال حصار أنقذت الحياة

      ١٦ كيف اظهر يهوه الرأفة لليهود في اورشليم خلال الحصار البابلي سنة ٦٠٧ ق‌م؟‏

      ١٦ عندما اتت نهاية اورشليم سنة ٦٠٧ ق‌م،‏ برزت رأفة يهوه على الطائعين مرة اخرى.‏ ففي ذروة الحصار،‏ قال يهوه لليهود:‏ «هأنذا اجعل امامكم طريق الحياة وطريق الموت.‏ الذي يقيم في هذه المدينة يموت بالسيف والجوع والوبإ.‏ والذي يخرج ويسقط الى الكلدانيين الذين يحاصرونكم يحيا وتصير نفسه له غنيمة».‏ (‏ارميا ٢١:‏٨،‏ ٩‏)‏ فرغم ان سكان اورشليم استحقوا الهلاك،‏ اظهر يهوه الرأفة للذين اطاعوه،‏ حتى في تلك اللحظة الاخيرة الحاسمة.‏b

      ١٧ (‏أ)‏ بأية طريقتَين امتُحنت طاعة ارميا عندما امره يهوه بالقول لليهود المحاصرين ان ‹يسقطوا للكلدانيين›؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نستفيد من مثال ارميا للطاعة بجرأة؟‏

      ١٧ لا شك ان القول لليهود ان يستسلموا امتحن طاعة ارميا ايضا.‏ فقد كان يغار على اسم اللّٰه.‏ ولم يُرِدْ ان يعيِّره الاعداء الذين سينسبون نصرهم الى اصنام عديمة الحياة.‏ (‏ارميا ٥٠:‏٢،‏ ١١؛‏ مراثي ارميا ٢:‏١٦‏)‏ كما عرف انه سيعرِّض نفسه لخطر كبير اذا قال للناس ان يستسلموا،‏ لأن كثيرين كانوا سيفسّرون كلماته على انها خيانة.‏ لكنه لم يدع الخوف يستولي عليه،‏ بل اطاع وأذاع إعلانات يهوه.‏ (‏ارميا ٣٨:‏٤،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ كإرميا،‏ نحن ايضا نحمل رسالة غير شعبية.‏ انها الرسالة عينها التي من اجلها احتُقر يسوع.‏ (‏اشعياء ٥٣:‏٣؛‏ متى ٢٤:‏٩‏)‏ لذلك ‹لا نخشَ الانسان›،‏ بل لنُطِعْ يهوه بجرأة ونثق به كاملا،‏ تماما كما فعل ارميا.‏ —‏ امثال ٢٩:‏٢٥‏.‏

      الطاعة عند هجوم جوج

      ١٨ اية امتحانات مستقبلية للطاعة سيواجهها خدام يهوه؟‏

      ١٨ عمّا قريب،‏ سيُدمَّر نظام الشيطان الشرير بكامله في «ضيق عظيم» لم يسبق له مثيل.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ ولا شك انه قبل تلك الفترة وخلالها،‏ سيواجه شعب اللّٰه امتحانات كبيرة لإيمانهم وطاعتهم.‏ مثلا،‏ يخبرنا الكتاب المقدس ان الشيطان،‏ «جوج ارض ماجوج»،‏ سيشنّ هجوما شاملا على خدام يهوه.‏ ولهذا الغرض،‏ يجمع حشودا يوصفون انهم «جيش كثير .‏ .‏ .‏ كسحابة تغشي الارض».‏ (‏حزقيال ٣٨:‏٢،‏ ١٤-‏١٦‏)‏ وإذ يكون شعب اللّٰه دون سلاح ويرون ان اعداءهم يفوقونهم عددا،‏ سيلتجئون الى «خوافي» يهوه،‏ التي ستمتد لتحمي الطائعين.‏

      ١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ لماذا كانت طاعة اسرائيل مهمة جدا عندما كانوا عند البحر الاحمر؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نستفيد اليوم من التأمل بروح الصلاة في ما حصل عند البحر الاحمر؟‏

      ١٩ يذكِّرنا هذا الوضع بخروج اسرائيل من مصر.‏ فبعد إنزال الضربات العشر المدمِّرة بمصر،‏ لم يقُدْ يهوه شعبه في الطريق الاقصر الى ارض الموعد،‏ بل نحو البحر الاحمر،‏ حيث يمكن بسهولة ان يُهاجموا ويُحشَروا.‏ فمن وجهة نظر عسكرية،‏ بدا ان هذه الخطوة ستؤدي الى كارثة.‏ فلو كنت هناك،‏ فهل كنت ستطيع امر يهوه بواسطة موسى وتسير نحو البحر الاحمر بثقة تامة،‏ رغم انك تعرف ان ارض الموعد تقع في اتجاه مختلف؟‏ —‏ خروج ١٤:‏١-‏٤‏.‏

      ٢٠ عندما نقرأ الخروج الاصحاح ١٤‏،‏ نرى كيف انقذ يهوه شعبه،‏ اذ اعرب عن قدرته بطريقة توحي بالرهبة.‏ فكم تقوّي روايات كهذه ايماننا عندما نخصص الوقت لدرسها والتأمل فيها!‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٩‏)‏ والايمان القوي،‏ بدوره،‏ يقوينا لإطاعة يهوه،‏ حتى عندما تبدو مطالبه منافية للمنطق البشري.‏ (‏امثال ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ لذلك اسأل نفسك:‏ ‹هل اسعى الى بناء ايماني من خلال الاجتهاد في الدرس الشخصي،‏ الصلاة،‏ التأمل،‏ والمعاشرة القانونية لشعب اللّٰه؟‏›.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ ١٢:‏١-‏٣‏.‏

      الطاعة تولّد الرجاء

      ٢١ اية بركات حاضرة ومقبلة سينالها الذين يطيعون يهوه؟‏

      ٢١ ان الذين يجعلون الطاعة ليهوه طريقة حياتهم يلمسون في هذا الوقت صحة الكلمات في الامثال ١:‏٣٣ التي تقول:‏ «اما المستمع لي [الذي يطيع] فيسكن آمنا ويستريح من خوف الشر».‏ وكم ستصحّ هذه الكلمات المعزية ايضا خلال يوم انتقام يهوه القادم!‏ فقد قال يسوع لتلاميذه:‏ «متى ابتدأت هذه تكون،‏ فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب».‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٨‏)‏ ومن الواضح انه لن يثق بهذه الكلمات ويصغي اليها سوى الطائعين للّٰه.‏ —‏ متى ٧:‏٢١‏.‏

      ٢٢ (‏أ)‏ لماذا لدى شعب يهوه اساس للثقة؟‏ (‏ب)‏ ماذا ستناقش المقالة التالية؟‏

      ٢٢ والسبب الآخر للثقة هو ان «السيد الرب لا يصنع امرا إلا وهو يعلن سرَّه لعبيده الانبياء».‏ (‏عاموس ٣:‏٧‏)‏ واليوم،‏ لا يوحي يهوه الى الانبياء كما في الماضي؛‏ بل فوَّض الى صف العبد الامين تزويد الطعام الروحي في حينه لأهل بيته.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ لذلك كم من المهم ان نطيع هذا «العبد»!‏ وكما ستُظهِر المقالة التالية،‏ فإن هذه الطاعة تعكس موقفنا من يسوع،‏ سيد هذا «العبد».‏ فهو مَن ‹له طاعة الشعوب›.‏ —‏ تكوين ٤٩:‏١٠‏،‏ ع‌ج.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a رغم ان «الدجاجة» غالبا ما تصوَّر على انها جبانة،‏ فهي «تقاتل حتى الموت لحماية فراخها من الاذى»،‏ كما تقول مطبوعة صادرة عن احدى جمعيات الرفق بالحيوان.‏

      b تُظهِر ارميا ٣٨:‏١٩ ان عددا من اليهود «سقطوا» للكلدانيين وقد نجَوا من الموت وليس من السبي.‏ لكنَّ الرواية لا تخبرنا هل استسلموا تجاوبا مع كلمات ارميا.‏ إلا ان نجاتهم اكّدت كلمات النبي.‏

  • لننمِّ الطاعة فيما تقترب النهاية
    برج المراقبة ٢٠٠٢ | ١ تشرين الاول (‏اكتوبر)‏
    • لننمِّ الطاعة فيما تقترب النهاية

      ‏«له [شيلوه] تكون طاعة الشعوب».‏ —‏ تكوين ٤٩:‏١٠‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١ (‏أ)‏ ماذا كانت تشمل عادة الطاعة ليهوه في الماضي؟‏ (‏ب)‏ اية نبوة تتعلق بالطاعة تفوّه بها يعقوب؟‏

      كانت الطاعة ليهوه تشمل عادة الطاعة لممثليه،‏ بمَن فيهم الملائكة،‏ الآباء الاجلاء،‏ القضاة،‏ الكهنة،‏ الانبياء،‏ والملوك.‏ حتى ان عرش ملوك اسرائيل دُعي عرش يهوه.‏ (‏١ أخبار الايام ٢٩:‏٢٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولكن من المؤسف ان كثيرين من حكام اسرائيل عصَوا اللّٰه،‏ جالبين الويل على انفسهم وعلى رعاياهم.‏ إلا ان يهوه لم يترك الاولياء له دون رجاء؛‏ فقد عزّاهم بالوعد ان ينصّب ملكا مستقيما سيُسَرّ الابرار بإطاعته.‏ (‏اشعياء ٩:‏٦،‏ ٧‏)‏ وعن هذا الحاكم المقبل،‏ تنبأ الاب الجليل يعقوب وهو يُحتضَر قائلا:‏ «لن يزول صولجان من يهوذا،‏ ولا عصا القائد من بين قدميه حتى يأتي شيلوه وله تكون طاعة الشعوب».‏ —‏ تكوين ٤٩:‏١٠‏،‏ ع‌ج.‏

      ٢ ماذا تعني كلمة «شيلوه»،‏ ومَن سيشمل حكمه الملكي؟‏

      ٢ ان كلمة «شيلوه» هي كلمة عبرانية تعني «ذاك الذي له» او «ذاك الذي ينتمي اليه».‏ نعم،‏ سيرث شيلوه الحق التام في الحكم،‏ الذي يمثّله الصولجان،‏ والسلطة لإصدار الاوامر،‏ التي تمثلها عصا القائد.‏ وعلاوة على ذلك،‏ لن يقتصر حكمه الملكي على المتحدرين من يعقوب فقط بل سيشمل ايضا كل «الشعوب».‏ وهذا ينسجم مع وعد يهوه لإبراهيم:‏ «يرث نسلك باب اعدائه.‏ ويتبارك في نسلك جميع امم الارض».‏ (‏تكوين ٢٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وقد اعلن يهوه هوية هذا النسل سنة ٢٩ ب‌م،‏ عندما مسح يسوع الناصري بالروح القدس.‏ —‏ لوقا ٣:‏٢١-‏٢٣،‏ ٣٤؛‏ غلاطية ٣:‏١٦‏.‏

      الحكم الاول الذي تولاه يسوع

      ٣ ايّ حكم تولاه يسوع عندما صعد الى السماء؟‏

      ٣ عندما صعد يسوع الى السماء،‏ لم يتسلم فورا الحكم على شعوب العالم.‏ (‏مزمور ١١٠:‏١‏)‏ إلا انه تولى حكم «مملكة» فيها رعايا يطيعونه.‏ حدَّد الرسول بولس هوية هذه المملكة عندما كتب:‏ «[اللّٰه] انقذنا [المسيحيين الممسوحين بالروح] من سلطة الظلام ونقلنا الى مملكة ابن محبته».‏ (‏كولوسي ١:‏١٣‏)‏ وقد بدأ هذا الانقاذ يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م عندما سُكب الروح القدس على أتباع يسوع الامناء.‏ —‏ اعمال ٢:‏١-‏٤؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏.‏

      ٤ كيف اظهر تلاميذ يسوع الاولون طاعتهم،‏ وماذا دعاهم يسوع كفريق؟‏

      ٤ ‹كسفراء عن المسيح›،‏ ابتدأ التلاميذ الممسوحون بالروح بطاعة يجمعون آخرين ليصيروا هم ايضا «ابناء وطن» في تلك المملكة السماوية.‏ (‏٢ كورنثوس ٥:‏٢٠؛‏ افسس ٢:‏١٩؛‏ اعمال ١:‏٨‏)‏ وكان على هؤلاء ان يبقوا «متحدين في الفكر نفسه والرأي عينه» لكي ينالوا رضى ملكهم يسوع المسيح.‏ (‏١ كورنثوس ١:‏١٠‏)‏ وكفريق،‏ شكّلوا «العبد الامين الفطين» او صف الوكيل الامين.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥؛‏ لوقا ١٢:‏٤٢‏.‏

      مبارَكون بسبب الطاعة ‹لوكيل› اللّٰه

      ٥ كيف علّم يهوه شعبه في الازمنة القديمة؟‏

      ٥ لطالما زوّد يهوه معلِّمين لشعبه.‏ مثلا،‏ بعد عودة اليهود من بابل،‏ لم يكتفِ عزرا وعدد من الرجال الاكفاء بقراءة شريعة اللّٰه على الشعب،‏ بل ‹بيَّنوا› الشريعة،‏ ‹مفسرين معناها ومفهمينهم› كلمة اللّٰه.‏ —‏ نحميا ٨:‏٨‏.‏

      ٦،‏ ٧ كيف يزوِّد صف العبد الطعام الروحي في حينه بواسطة هيئته الحاكمة،‏ ولماذا يجب الاذعان لصف العبد؟‏

      ٦ في القرن الاول،‏ عندما نشأت قضية الختان سنة ٤٩ ب‌م،‏ نظرت الهيئة الحاكمة لصف العبد الباكر في القضية بروح الصلاة وتوصلت الى استنتاج مؤسس على الاسفار المقدسة.‏ وعندما اعلنوا القرار بواسطة رسالة،‏ اطاعت الجماعات الارشاد المعطى وتمتعت ببركة اللّٰه السخية.‏ (‏اعمال ١٥:‏٦-‏١٥،‏ ٢٢-‏٢٩؛‏ ١٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ اوضح العبد الامين،‏ في الازمنة العصرية،‏ بواسطة هيئته الحاكمة قضايا مهمة مثل الحياد المسيحي،‏ قداسة الدم،‏ استعمال المخدِّرات والتبغ.‏ (‏اشعياء ٢:‏٤؛‏ اعمال ٢١:‏٢٥؛‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١‏)‏ وقد بارك يهوه شعبه بسبب طاعتهم لكلمته والعبد الامين.‏

      ٧ وبالاذعان لصف العبد،‏ يُظهِر شعب اللّٰه ايضا الاذعان للسيد،‏ يسوع المسيح.‏ وقد صار هذا الخضوع مهمًّا كثيرا في الازمنة العصرية بسبب توسّع نطاق سلطة يسوع،‏ كما سبق فأنبأ يعقوب وهو على فراش الموت.‏

      شيلوه يصير حاكم الارض الشرعي

      ٨ كيف ومتى توسّع نطاق سلطة المسيح؟‏

      ٨ انبأت نبوة يعقوب ان شيلوه سيتطلب «طاعة الشعوب».‏ فمن الواضح ان حكم المسيح لن يقتصر على اسرائيل الروحي فقط.‏ وماذا سيشمل؟‏ تجيب الكشف ١١:‏١٥‏:‏ «قد صارت مملكة العالم لربنا ولمسيحه،‏ فسيملك الى ابد الآبدين».‏ ويكشف الكتاب المقدس ان يسوع تولى هذه السلطة عند نهاية ‹السبعة الازمنة› المجازية —‏ «الازمنة المعيّنة للامم» —‏ سنة ١٩١٤.‏a (‏دانيال ٤:‏١٦،‏ ١٧؛‏ لوقا ٢١:‏٢٤‏)‏ ففي تلك السنة،‏ ابتدأ «حضور» المسيح غير المنظور كملك مسيّاني.‏ كما ابتدأ ايضا الوقت الذي فيه ‹سيتسلط في وسط اعدائه›.‏ —‏ متى ٢٤:‏٣؛‏ مزمور ١١٠:‏٢‏.‏

      ٩ ماذا فعل يسوع عندما تولى الحكم في ملكوته،‏ وكيف اثّر ذلك بشكل غير مباشر في الجنس البشري،‏ وخصوصا في تلاميذه؟‏

      ٩ كان اول عمل قام به يسوع بعد توليه السلطة الملكية طرْح الشيطان —‏ مجسّم العصيان —‏ مع ابالسته «الى الارض».‏ ومذّاك،‏ تسبِّب هذه الارواح الشريرة للجنس البشري ويلات لم يسبق لها مثيل،‏ بالاضافة الى خلْق جوّ يصعِّب الطاعة ليهوه.‏ (‏كشف ١٢:‏٧-‏١٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ وتستهدف حرب الشيطان الروحية ممسوحي يهوه الذين «يحفظون وصايا اللّٰه وعندهم عمل الشهادة ليسوع» ورفقاءهم ‹الخراف الاخر›.‏ —‏ كشف ١٢:‏١٧؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏.‏

      ١٠ اية نبوتَين في الكتاب المقدس يضمن إتمامهما هزيمة الشيطان في حربه ضد المسيحيين الحقيقيين؟‏

      ١٠ لكنَّ الشيطان سيفشل لا محالة لأن هذا هو «يوم الرب» ولا شيء يمكن ان يحول دون ‹إتمام يسوع غلبته›.‏ (‏كشف ١:‏١٠؛‏ ٦:‏٢‏)‏ فهو،‏ مثلا،‏ سيحرص على ختم الاسرائيليين الروحيين الذين يبلغ عددهم ٠٠٠‏,١٤٤.‏ كما انه سيحمي ‹جمعا كثيرا لم يستطع احد ان يعده،‏ من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة›.‏ (‏كشف ٧:‏١-‏٤،‏ ٩،‏ ١٤-‏١٦‏)‏ لكنَّ هؤلاء،‏ بعكس رفقائهم الممسوحين،‏ سيكونون رعايا طائعين ليسوع على الارض.‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ووجودهم على الارض اليوم هو بمثابة دليل ملموس ان شيلوه هو حاكم «مملكة العالم».‏ —‏ كشف ١١:‏١٥‏.‏

      الآن هو الوقت ‹لإطاعة البشارة›‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ مَن وحدهم سينجون من نهاية نظام الاشياء الحاضر؟‏ (‏ب)‏ اية صفات تنمو في الذين يتشربون «روح العالم»؟‏

      ١١ يجب ان يتعلم كل الذين يبتغون الحياة الابدية الطاعة،‏ لأن الكتاب المقدس يذكر بوضوح ان ‹مَن لا يعرفون اللّٰه ومَن لا يطيعون البشارة عن ربنا يسوع› لن ينجوا من يوم انتقام اللّٰه.‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٨‏)‏ لكنَّ النظام الشرير الحاضر وروح التمرد على شرائع ومبادئ الكتاب المقدس المتفشي فيه يصعِّبان إطاعة البشارة.‏

      ١٢ ويدعو الكتاب المقدس موقف التحدي للّٰه هذا «روح العالم».‏ (‏١ كورنثوس ٢:‏١٢‏)‏ كتب الرسول بولس الى مسيحيي القرن الاول في افسس،‏ موضحا نتائج هذا الروح في الناس:‏ «سرتم .‏ .‏ .‏ قبلا حسب نظام اشياء هذا العالم،‏ حسب حاكم سلطة الهواء،‏ الروح الذي يعمل الآن في أبناء العصيان.‏ بل اننا جميعا سلكنا قبلا بينهم وفق شهوات جسدنا،‏ عاملين مشيئات الجسد والافكار،‏ وكنا بالطبيعة اولاد السخط تماما كالباقين».‏ —‏ افسس ٢:‏٢،‏ ٣‏.‏

      ١٣ كيف يمكن ان ينجح المسيحيون في مقاومة روح العالم،‏ وبأية نتائج مفيدة؟‏

      ١٣ من المفرح ان المسيحيين في افسس لم يبقَوا عبيدا لروح العصيان هذا.‏ بل صاروا اولادا للّٰه طائعين،‏ وذلك بالاذعان لروحه وحصْد ثمره الجيد والوافر.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وعلى نحو مماثل اليوم،‏ يساعد روح اللّٰه —‏ اعظم قوة في الكون —‏ ملايين الاشخاص على الصيرورة طائعين ليهوه؛‏ والنتيجة هي حيازتهم «اليقين التام للرجاء الى النهاية».‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١١؛‏ زكريا ٤:‏٦‏.‏

      ١٤ كيف نبّه يسوع كل المسيحيين في الايام الاخيرة الى بعض الامور التي ستمتحن طاعتهم؟‏

      ١٤ لنتذكر ايضا ان لدينا الدعم الكبير الذي يزوِّدنا اياه شيلوه،‏ الذي لن يسمح هو وأبوه لأيّ عدو —‏ ابليسي او بشري —‏ بأن يمتحن طاعتنا فوق ما نستطيع تحمله.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏)‏ ولمساعدتنا في حربنا الروحية،‏ اوحى يسوع الى الرسول يوحنا بواسطة رؤيا بسبع رسائل تحدَّث فيها عن عدد من المشاكل المحدّدة التي سنواجهها في هذه الايام الاخيرة.‏ (‏كشف ١:‏١٠،‏ ١١‏)‏ ورغم ان هذه الرسائل احتوت على مشورة مهمة للمسيحيين آنذاك،‏ فإن انطباقها الرئيسي هو في «يوم الرب» الذي ابتدأ سنة ١٩١٤.‏ فكم هو ملائم ان ننتبه لهذه الرسائل اليوم!‏b

      لنتجنب اللامبالاة والفساد الادبي والمادية

      ١٥ لماذا يجب ان نحترس من المشكلة التي اثّرت في جماعة افسس،‏ وكيف يمكننا ذلك؟‏ (‏٢ بطرس ١:‏٥-‏٨‏)‏

      ١٥ كانت رسالة يسوع الاولى موجَّهة الى الجماعة في افسس.‏ وبعد مدح الجماعة على احتمالها،‏ قال يسوع:‏ «لكن لي عليك انك تركت المحبة التي كانت لك اولا».‏ (‏كشف ٢:‏١-‏٤‏)‏ واليوم ايضا،‏ فإن بعض المسيحيين الغيورين سابقا قد فترت محبتهم المتَّقدة للّٰه.‏ وهذا الفتور يُضعِف علاقتهم باللّٰه ويجب ان يُعالَج فورا.‏ فكيف يمكن إعادة إضرام هذه المحبة؟‏ بالدرس الشخصي القانوني للكتاب المقدس،‏ حضور الاجتماعات،‏ الصلاة،‏ والتأمل.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ ورغم ان ذلك يتطلب بذل «جهد جديّ»،‏ فهو بالطبع امر جدير بالعناء.‏ (‏٢ بطرس ١:‏٥-‏٨‏)‏ فإذا كشف الفحص الصادق للذات ان محبتنا قد بردت،‏ فلنبادر الى معالجة المشكلة،‏ إطاعة لحض يسوع:‏ «اذكر .‏ .‏ .‏ مما سقطت،‏ وتب واعمل الاعمال السابقة».‏ —‏ كشف ٢:‏٥‏.‏

      ١٦ ايّ تأثير خطر روحيا كان في جماعتَي برغامس وثياتيرا،‏ ولماذا كلمات يسوع الموجَّهة اليهما ملائمة لنا اليوم؟‏

      ١٦ مُدح المسيحيون في جماعة برغامس وثياتيرا على استقامتهم،‏ احتمالهم،‏ وغيرتهم.‏ (‏كشف ٢:‏١٢،‏ ١٣،‏ ١٨،‏ ١٩‏)‏ إلا انهم تأثروا بأشخاص اظهروا الروح الشرير الذي كان لدى بلعام وايزابل،‏ اللذَين كان لهما تأثير مفسِد في اسرائيل القديمة بواسطة الفساد الادبي الجنسي وعبادة البعل.‏ (‏عدد ٣١:‏١٦؛‏ ١ ملوك ١٦:‏٣٠،‏ ٣١؛‏ كشف ٢:‏١٤،‏ ١٦،‏ ٢٠-‏٢٣‏)‏ ولكن ماذا عن يومنا —‏ «يوم الرب»؟‏ هل لا تزال هنالك التأثيرات الشريرة نفسها؟‏ نعم.‏ فالفساد الادبي هو السبب الرئيسي للفصل بين شعب اللّٰه.‏ لذلك كم هو مهم ان نتجنب معاشرة كل الذين لهم تأثير مفسِد ادبيا —‏ سواء كانوا من داخل الجماعة او خارجها!‏ (‏١ كورنثوس ٥:‏٩-‏١١؛‏ ١٥:‏٣٣‏)‏ فالذين يريدون ان يكونوا رعايا شيلوه الطائعين يتجنبون التسلية المشكوك فيها والفن الاباحي في المطبوعات او على الإنترنت.‏ —‏ عاموس ٥:‏١٥؛‏ متى ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

      ١٧ كيف تباينت نظرة وموقف الذين في ساردس ولاودكية مع نظرة يسوع الى حالتهم الروحية؟‏

      ١٧ باستثناء افراد قليلين،‏ لم تنلْ جماعة ساردس ايّ مدح على الاطلاق.‏ فقد كان لها «اسم»،‏ او مظهر،‏ انها حيّة.‏ لكنَّ اللامبالاة الروحية كانت قد تأصلت فيها بحيث اعتبرها يسوع ‹ميتة›.‏ فالطاعة للبشارة لم تكن سوى امر روتيني.‏ فما اقوى هذا الشجب!‏ (‏كشف ٣:‏١-‏٣‏)‏ وكانت الحالة مماثلة في جماعة لاودكية.‏ فقد تباهت بغناها المادي،‏ قائلة انها ‹غنية›.‏ لكنَّ المسيح اعتبرها ‹بائسة ومثيرة للشفقة وفقيرة وعمياء وعريانة›.‏ —‏ كشف ٣:‏١٤-‏١٧‏.‏

      ١٨ كيف يمكن ان يتجنب المرء الصيرورة فاترا روحيا في نظر اللّٰه؟‏

      ١٨ واليوم،‏ يتبنى بعض الذين كانوا ذات مرة مسيحيين امناء موقف العصيان نفسه.‏ فلربما سمحوا لروح العالم بإضعاف شعورهم بالالحاح،‏ منمّين بذلك موقفا فاترا روحيا من درس الكتاب المقدس،‏ الصلاة،‏ الاجتماعات المسيحية،‏ والخدمة.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ فكم هو مهم ان يطيع هؤلاء المسيح بالاستفادة من الغنى الروحي —‏ نعم،‏ ان ‹يشتروا من المسيح ذهبا ممحّصا بنار›.‏ (‏كشف ٣:‏١٨‏)‏ ويشمل هذا الغنى الحقيقي الكينونة «اغنياء بالاعمال الحسنة،‏ اسخياء،‏ مستعدين للمشاركة».‏ فبالاستفادة من هذه الموارد الثمينة حقا،‏ ‹نكنز لأنفسنا في مأمن حسن اساسا حسنا للمستقبل،‏ لكي نمسك بإحكام بالحياة الحقيقية›.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧-‏١٩‏.‏

      مُدِحوا على طاعتهم

      ١٩ ايّ مدح وحضّ قدّمهما يسوع للمسيحيين في سميرنا وفيلادلفيا؟‏

      ١٩ كانت جماعتا سميرنا وفيلادلفيا بارزتَين كمثال للطاعة،‏ لأن رسالتَي يسوع لهما لم تحتويا على التوبيخ.‏ قال للذين في سميرنا:‏ «اني اعرف ضيقك وفقرك —‏ لكنك غني».‏ (‏كشف ٢:‏٩‏)‏ فكم تختلف حالتهم عن حالة اللاودكيين الذين تباهوا بالغنى العالمي لكنهم كانوا فعليا فقراء!‏ طبعا،‏ لم يُسَرّ ابليس برؤية احد يُعرِب عن الامانة والطاعة للمسيح.‏ لذلك حذّر يسوع:‏ «لا تخفْ مما انت موشك ان تعاني.‏ فها ان ابليس سيستمر في إلقاء بعض منكم في السجن لكي تُمتحنوا كليا،‏ ويكون لكم ضيق عشرة ايام.‏ كن امينا حتى الموت،‏ فأعطيك تاج الحياة».‏ (‏كشف ٢:‏٩‏)‏ كما ان يسوع مدح الذين في فيلادلفيا،‏ قائلا:‏ «قد حفظتَ كلمتي [او أطعتني] ولم تَخُنِ اسمي.‏ اني آتٍ سريعا.‏ ابقَ متمسكا بما عندك،‏ لئلا يأخذ احد تاجك».‏ —‏ كشف ٣:‏٨،‏ ١١‏.‏

      ٢٠ كيف يحفظ الملايين اليوم كلمة يسوع،‏ ورغم اية ظروف؟‏

      ٢٠ في «يوم الرب» الذي ابتدأ سنة ١٩١٤،‏ تحفظ بقية امينة وعشراؤهم الخراف الاخر الذين يُعَدّون الآن بالملايين كلمة يسوع بالقيام بخدمتهم بغيرة والتمسك باستقامتهم.‏ وكإخوتهم في القرن الاول،‏ يتألم البعض بسبب طاعتهم للمسيح،‏ حتى انهم يُلقَون في السجون ومعسكرات الاعتقال.‏ ويحفظ البعض كلمة يسوع بالمحافظة على ‹عين بسيطة›،‏ رغم انهم محاطون بالغنى والجشع.‏ (‏متى ٦:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ نعم،‏ في كل الظروف،‏ لا يزال المسيحيون الحقيقيون يفرِّحون قلب يهوه بطاعتهم.‏ —‏ امثال ٢٧:‏١١‏.‏

      ٢١ (‏أ)‏ ايّ التزام روحي سيستمر صف العبد في إتمامه؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نُظهِر اننا نريد حقا إطاعة شيلوه؟‏

      ٢١ فيما نقترب من الضيق العظيم،‏ يبقى «العبد الامين الفطين» مصمِّما ألا يساير على حساب طاعته للسيد،‏ المسيح.‏ ويشمل ذلك إعداد طعام روحي في حينه لأهل بيت اللّٰه.‏ فلنستمرّ في تقدير هيئة يهوه الثيوقراطية الرائعة وما تزوِّدنا به.‏ فبذلك نبرهن اننا نذعن لشيلوه،‏ الذي سيكافئ كل رعاياه الطائعين بالحياة الابدية.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ ٢٥:‏٤٠؛‏ يوحنا ٥:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a من اجل شرح ‹للسبعة الازمنة›،‏ انظر الفصل ١٠ من كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية‏،‏ إصدار شهود يهوه.‏

      b من اجل مناقشة مفصّلة للرسائل السبع،‏ انظر من فضلك كتاب الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏،‏ إصدار شهود يهوه،‏ ابتداء من الصفحة ٣٣.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة