-
يهوه يبارك ويحمي الطائعينبرج المراقبة ٢٠٠٢ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
يهوه يبارك ويحمي الطائعين
«اما المستمع لي فيسكن آمنا ويستريح من خوف الشر». — امثال ١:٣٣.
١، ٢ لماذا الطاعة للّٰه مهمة؟ أوضحوا.
الفراخ الصفراء الزغِبة مشغولة بالتقاط الطعام بمناقيرها بين العشب القصير. وهي لا تدرك البتة ان صقرا يحوم حولها في السماء. فجأة، تُطلِق الدجاجة صوتا مرتعشا عاليا لتحذير صغارها وتبسط جناحيها. فتركض الفراخ اليها، وما هي إلا لحظات حتى تصبح بأمان تحت جناحيها. وهذا ما يردع الصقر عن متابعة هجومه.a فما هو الدرس الذي نتعلمه من هذه القصة؟ الطاعة تنقذ الحياة!
٢ ان هذا الدرس مهم خصوصا للمسيحيين اليوم، لأن الشيطان يبذل قصارى جهده لافتراس شعب اللّٰه. (كشف ١٢:٩، ١٢، ١٧) وهدفه هو تقويض روحياتنا بحيث نخسر رضى يهوه ورجاء الحياة الابدية. (١ بطرس ٥:٨) ولكن اذا بقينا قريبين الى اللّٰه وتجاوبنا بسرعة مع الارشاد الذي نناله بواسطة كلمته وهيئته، يمكننا التأكد من نيل عنايته وحمايته. كتب صاحب المزمور: «بخوافيه يظلِّلك وتحت اجنحته تحتمي». — مزمور ٩١:٤.
امة عاصية تُفترَس
٣ ماذا كانت نتيجة عصيان اسرائيل المتكرر؟
٣ عندما كانت امة اسرائيل طائعة ليهوه، استفادت دائما من اهتمامه الشديد. ولكن كثيرا ما ترك الشعب صانعهم وتحوّلوا الى آلهة من خشب وحجر — ‹اباطيل لا تفيد ولا تنقذ›. (١ صموئيل ١٢:٢١) وبعد هذا التمرد الذي دام قرونا، انغمست الامة ككل في الارتداد حتى صارت حالتها ميؤوسا منها تماما. لذلك قال يسوع متأسفا: «يا اورشليم، يا اورشليم، يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين اليها، — كم مرة اردتُ ان اجمع اولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها! ولم تريدوا. ها هو بيتكم يُترَك لكم». — متى ٢٣:٣٧، ٣٨.
٤ كيف اتَّضح ترْك يهوه لأورشليم سنة ٧٠ بم؟
٤ اتَّضح ترْك يهوه لإسرائيل المرتدة سنة ٧٠ بم. ففي تلك السنة، انقضَّت الجيوش الرومانية، التي تحمل راياتها المزيّنة بصورة عقاب، على اورشليم لارتكاب مجزرة فظيعة. كانت المدينة آنذاك تغصّ بالمحتفلين بعيد الفصح. إلا ان كثرة ذبائحهم لم تجعلهم يحظون برضى اللّٰه. وكان ذلك مذكِّرا مريعا بكلمات صموئيل الموجَّهة الى الملك شاول العاصي: «هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب. هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والاصغاء افضل من شحم الكباش». — ١ صموئيل ١٥:٢٢.
٥ ايّ نوع من الطاعة يطلبه يهوه، وكيف نعرف ان طاعة كهذه ممكنة؟
٥ رغم إصراره على طلب الطاعة، يعرف يهوه جيدا حدود البشر الناقصين. (مزمور ١٣٠:٣، ٤) فما يطلبه هو القلب المخلص والطاعة المؤسسة على الايمان، المحبة، والخوف السليم من عدم إرضائه. (تثنية ١٠:١٢، عج، ١٣؛ امثال ١٦:٦؛ اشعياء ٤٣:١٠؛ ميخا ٦:٨؛ روما ٦:١٧) وقد برهنت ‹سحابة عظيمة من الشهود› لما قبل المسيحية ان طاعة كهذه ممكنة، وذلك بالمحافظة على الاستقامة في وجه المحن القاسية، حتى الموت. (عبرانيين ١١:٣٦، ٣٧؛ ١٢:١) فكم فرّح هؤلاء قلب يهوه! (امثال ٢٧:١١) من ناحية اخرى، كان آخرون امناء في البداية لكنهم لم يبقوا طائعين. وأحد هؤلاء هو يوآش ملك يهوذا قديما.
ملك افسدته المعاشرات الرديئة
٦، ٧ كيف كان الملك يوآش يتصرف عندما كان يهوياداع حيًّا؟
٦ عندما كان الملك يوآش طفلا، نجا من الاغتيال بشقّ النفس. وعندما بلغ السابعة من عمره، اخرجه رئيس الكهنة يهوياداع بجرأة من مخبئه ونصّبه ملكا. ولأن يهوياداع الخائف اللّٰه كان بمثابة اب ومشير ليوآش، فإن هذا الحاكم الصغير ‹عمل المستقيم في عيني الرب كل ايام يهوياداع الكاهن›. — ٢ أخبار الايام ٢٢:١٠–٢٣:١، ١١؛ ٢٤:١، ٢.
٧ وشملت اعمال يوآش الصالحة تجديد هيكل يهوه — عمل «كان في قلب يوآش». وقد ذكّر رئيسَ الكهنة يهوياداع بالحاجة الى جمع جزية الهيكل، ‹الجزية التي امر بها موسى›، من يهوذا وأورشليم لتمويل عمل الترميم. وكما يبدو، نجح يهوياداع في تشجيع الملك الصغير على الدرس وإطاعة شريعة اللّٰه. نتيجة لذلك، أُنجز بسرعة العمل المتعلق بالهيكل وآنيته. — ٢ أخبار الايام ٢٤:٤، ٦، ١٣، ١٤؛ تثنية ١٧:١٨.
٨ (أ) ايّ امر ساهم بشكل رئيسي في الخراب الروحي ليوآش؟ (ب) ماذا فعل الملك نتيجة لعصيانه؟
٨ ولكن من المؤسف ان طاعة يوآش ليهوه لم تستمر. ولماذا؟ تخبرنا كلمة اللّٰه: «بعد موت يهوياداع جاء رؤساء يهوذا وسجدوا للملك. حينئذ سمع الملك لهم وتركوا بيت الرب اله آبائهم وعبدوا السواري والاصنام فكان غضب على يهوذا وأورشليم لأجل اثمهم هذا». كما ان التأثير الرديء لرؤساء يهوذا جعل الملك يدير أذنا صمّاء لأنبياء اللّٰه، بمن فيهم زكريا بن يهوياداع الذي وبَّخ بجرأة يوآش والشعب على عصيانهم. ولكن بدلا من التوبة، امر يوآش برجم زكريا حتى الموت. فكم صار يوآش رجلا عاصيا بلا قلب! وكل ذلك لأنه استسلم لتأثير المعاشرات الرديئة. — ٢ أخبار الايام ٢٤:١٧-٢٢؛ ١ كورنثوس ١٥:٣٣.
٩ كيف يؤكد مصير يوآش والرؤساء حماقة العصيان؟
٩ وماذا كان مصير يوآش والرؤساء الاشرار الذين معه نتيجة تركهم يهوه؟ اجتاحت «شرذمة قليلة» من القوات العسكرية الارامية يهوذا و «اهلكوا كل رؤساء الشعب». كما اجبر الغزاة الملك على تسليم ممتلكاته وكذلك الذهب والفضة في المقدس. ورغم ان يوآش نجا بحياته، فقد تركه اعداؤه رجلا كسيرا ومريضا. بُعيد ذلك، تآمر عليه بعض من عبيده واغتالوه. (٢ أخبار الايام ٢٤:٢٣-٢٥؛ ٢ ملوك ١٢:١٧، ١٨) فكم كانت صحيحة كلمات يهوه الى اسرائيل: «إنْ لم تسمع لصوت الرب الهك لتحرص ان تعمل بجميع وصاياه وفرائضه . . . تأتي عليك جميع هذه اللعنات وتدركك»! — تثنية ٢٨:١٥.
كاتب تنقذه الطاعة
١٠، ١١ (أ) لماذا من المساعد ان نتأمل في مشورة يهوه لباروخ؟ (ب) اية مشورة قدَّمها يهوه لباروخ؟
١٠ هل تشعر احيانا بالتثبط لأن قليلين فقط من الناس الذين تلتقيهم في الخدمة المسيحية يُظهِرون الاهتمام بالبشارة؟ هل تشعر احيانا بشيء من الحسد من الاغنياء وانغماسهم في الملذات؟ اذا كانت هذه هي الحال، فتأمل في مثال باروخ كاتب ارميا وفي المشورة الحبية التي قدّمها له يهوه.
١١ كان باروخ يكتب رسالة نبوية عندما صار محور اهتمام يهوه. ولماذا؟ لأن باروخ ابتدأ يتحسّر على نصيبه في الحياة ويطلب شيئا افضل من امتيازه الخصوصي ان يخدم اللّٰه. وعندما رأى يهوه هذا التغيير في موقف باروخ، قدَّم له مشورة واضحة ولكن لطيفة، قائلا: «وأنت فهل تطلب لنفسك امورا عظيمة. لا تطلب. لأني هأنذا جالب شرا على كل ذي جسد . . . وأعطيك نفسك غنيمة في كل المواضع التي تسير اليها». — ارميا ٣٦:٤؛ ٤٥:٥.
١٢ لماذا لا ينبغي ان نطلب «امورا عظيمة» لأنفسنا في نظام الاشياء الحاضر؟
١٢ هل تلمس في كلمات يهوه الى باروخ اهتمامه العميق بهذا الرجل الصالح الذي خدمه بأمانة وجرأة مع ارميا؟ على نحو مماثل اليوم، يهتم يهوه بعمق بالذين يُغرَون للسعي وراء ما يعتبرونه فرصا تدرّ ارباحا اكبر في نظام الاشياء هذا. ومن المفرح انه، كباروخ، يتجاوب كثيرون منهم مع إصلاح الاخوة الروحيين المسؤولين. (لوقا ١٥:٤-٧) نعم، لندرك جميعا انه لا مستقبل امام الذين يطلبون «امورا عظيمة» لأنفسهم في هذا النظام. فهؤلاء لن يجدوا السعادة الحقيقية. والاسوأ ايضا هو انهم سيزولون قريبا مع هذا العالم وشهواته الانانية. — متى ٦:١٩، ٢٠؛ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.
١٣ ايّ درس في التواضع نتعلمه من الرواية عن باروخ؟
١٣ وتعلِّمنا ايضا الرواية عن باروخ درسا رائعا في التواضع. لاحظ ان يهوه لم يقدِّم المشورة لباروخ مباشرة، بل تكلم بواسطة ارميا الذي كان باروخ على الارجح يعرف نقائصه وطباعه جيدا. (ارميا ٤٥:١، ٢) إلا ان باروخ لم يدع الكبرياء تسود عليه، بل ميَّز بتواضع المصدر الحقيقي للمشورة — يهوه. (٢ أخبار الايام ٢٦:٣، ٤، ١٦؛ امثال ١٨:١٢؛ ١٩:٢٠) لذلك اذا ‹انسبقنا وأُخذنا في زلة› ونلنا المشورة اللازمة من كلمة اللّٰه، فلنقتدِ بنضج باروخ، تمييزه الروحي، وتواضعه. — غلاطية ٦:١.
١٤ لماذا يجدر بنا ان نطيع الذين يأخذون القيادة بيننا؟
١٤ كما ان موقفنا المتواضع يساعد الذين يقدِّمون المشورة. تقول العبرانيين ١٣:١٧: «أطيعوا الذين يتولون القيادة بينكم وكونوا مذعنين، لأنهم يبقون ساهرين على نفوسكم سهَر من سيؤدي حسابا؛ لكي يفعلوا ذلك بفرح لا بتنهد، لأن هذا مضر بكم». فما اكثر المرات التي يصلّي فيها الشيوخ الى يهوه، طالبين الجرأة، الحكمة، واللباقة اللازمة لإنجاز هذا الوجه الصعب من عملهم الرعائي! لذلك ‹لنعتبرْ مثل هؤلاء›. — ١ كورنثوس ١٦:١٨.
١٥ (أ) كيف برهن ارميا عن ثقته بباروخ؟ (ب) كيف كوفئ باروخ على طاعته التي أظهرها بتواضع؟
١٥ وما يؤكد لنا ان باروخ عدَّل تفكيره هو ان ارميا عاد فأعطاه تعيينا صعبا جدا: ان يذهب الى الهيكل ويقرأ بصوت عالٍ رسالة الدينونة نفسها التي كتبها عن فم ارميا. فهل اطاع باروخ؟ نعم، فقد ‹فعل حسب كل ما اوصاه به ارميا النبي›. حتى انه قرأ الرسالة نفسها على رؤساء اورشليم، مما تطلب دون شك جرأة كبيرة. (ارميا ٣٦:١-٦، ٨، ١٤، ١٥) وعندما سقطت المدينة على ايدي البابليين بعد ١٨ سنة، كم كان باروخ شاكرا على نجاته لأنه اصغى الى تحذير يهوه وتوقَّف عن طلب ‹امور عظيمة› لنفسه! — ارميا ٣٩:١، ٢، ١١، ١٢؛ ٤٣:٦.
الطاعة خلال حصار أنقذت الحياة
١٦ كيف اظهر يهوه الرأفة لليهود في اورشليم خلال الحصار البابلي سنة ٦٠٧ قم؟
١٦ عندما اتت نهاية اورشليم سنة ٦٠٧ قم، برزت رأفة يهوه على الطائعين مرة اخرى. ففي ذروة الحصار، قال يهوه لليهود: «هأنذا اجعل امامكم طريق الحياة وطريق الموت. الذي يقيم في هذه المدينة يموت بالسيف والجوع والوبإ. والذي يخرج ويسقط الى الكلدانيين الذين يحاصرونكم يحيا وتصير نفسه له غنيمة». (ارميا ٢١:٨، ٩) فرغم ان سكان اورشليم استحقوا الهلاك، اظهر يهوه الرأفة للذين اطاعوه، حتى في تلك اللحظة الاخيرة الحاسمة.b
١٧ (أ) بأية طريقتَين امتُحنت طاعة ارميا عندما امره يهوه بالقول لليهود المحاصرين ان ‹يسقطوا للكلدانيين›؟ (ب) كيف يمكن ان نستفيد من مثال ارميا للطاعة بجرأة؟
١٧ لا شك ان القول لليهود ان يستسلموا امتحن طاعة ارميا ايضا. فقد كان يغار على اسم اللّٰه. ولم يُرِدْ ان يعيِّره الاعداء الذين سينسبون نصرهم الى اصنام عديمة الحياة. (ارميا ٥٠:٢، ١١؛ مراثي ارميا ٢:١٦) كما عرف انه سيعرِّض نفسه لخطر كبير اذا قال للناس ان يستسلموا، لأن كثيرين كانوا سيفسّرون كلماته على انها خيانة. لكنه لم يدع الخوف يستولي عليه، بل اطاع وأذاع إعلانات يهوه. (ارميا ٣٨:٤، ١٧، ١٨) كإرميا، نحن ايضا نحمل رسالة غير شعبية. انها الرسالة عينها التي من اجلها احتُقر يسوع. (اشعياء ٥٣:٣؛ متى ٢٤:٩) لذلك ‹لا نخشَ الانسان›، بل لنُطِعْ يهوه بجرأة ونثق به كاملا، تماما كما فعل ارميا. — امثال ٢٩:٢٥.
الطاعة عند هجوم جوج
١٨ اية امتحانات مستقبلية للطاعة سيواجهها خدام يهوه؟
١٨ عمّا قريب، سيُدمَّر نظام الشيطان الشرير بكامله في «ضيق عظيم» لم يسبق له مثيل. (متى ٢٤:٢١) ولا شك انه قبل تلك الفترة وخلالها، سيواجه شعب اللّٰه امتحانات كبيرة لإيمانهم وطاعتهم. مثلا، يخبرنا الكتاب المقدس ان الشيطان، «جوج ارض ماجوج»، سيشنّ هجوما شاملا على خدام يهوه. ولهذا الغرض، يجمع حشودا يوصفون انهم «جيش كثير . . . كسحابة تغشي الارض». (حزقيال ٣٨:٢، ١٤-١٦) وإذ يكون شعب اللّٰه دون سلاح ويرون ان اعداءهم يفوقونهم عددا، سيلتجئون الى «خوافي» يهوه، التي ستمتد لتحمي الطائعين.
١٩، ٢٠ (أ) لماذا كانت طاعة اسرائيل مهمة جدا عندما كانوا عند البحر الاحمر؟ (ب) كيف يمكن ان نستفيد اليوم من التأمل بروح الصلاة في ما حصل عند البحر الاحمر؟
١٩ يذكِّرنا هذا الوضع بخروج اسرائيل من مصر. فبعد إنزال الضربات العشر المدمِّرة بمصر، لم يقُدْ يهوه شعبه في الطريق الاقصر الى ارض الموعد، بل نحو البحر الاحمر، حيث يمكن بسهولة ان يُهاجموا ويُحشَروا. فمن وجهة نظر عسكرية، بدا ان هذه الخطوة ستؤدي الى كارثة. فلو كنت هناك، فهل كنت ستطيع امر يهوه بواسطة موسى وتسير نحو البحر الاحمر بثقة تامة، رغم انك تعرف ان ارض الموعد تقع في اتجاه مختلف؟ — خروج ١٤:١-٤.
٢٠ عندما نقرأ الخروج الاصحاح ١٤، نرى كيف انقذ يهوه شعبه، اذ اعرب عن قدرته بطريقة توحي بالرهبة. فكم تقوّي روايات كهذه ايماننا عندما نخصص الوقت لدرسها والتأمل فيها! (٢ بطرس ٢:٩) والايمان القوي، بدوره، يقوينا لإطاعة يهوه، حتى عندما تبدو مطالبه منافية للمنطق البشري. (امثال ٣:٥، ٦) لذلك اسأل نفسك: ‹هل اسعى الى بناء ايماني من خلال الاجتهاد في الدرس الشخصي، الصلاة، التأمل، والمعاشرة القانونية لشعب اللّٰه؟›. — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥؛ ١٢:١-٣.
الطاعة تولّد الرجاء
٢١ اية بركات حاضرة ومقبلة سينالها الذين يطيعون يهوه؟
٢١ ان الذين يجعلون الطاعة ليهوه طريقة حياتهم يلمسون في هذا الوقت صحة الكلمات في الامثال ١:٣٣ التي تقول: «اما المستمع لي [الذي يطيع] فيسكن آمنا ويستريح من خوف الشر». وكم ستصحّ هذه الكلمات المعزية ايضا خلال يوم انتقام يهوه القادم! فقد قال يسوع لتلاميذه: «متى ابتدأت هذه تكون، فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب». (لوقا ٢١:٢٨) ومن الواضح انه لن يثق بهذه الكلمات ويصغي اليها سوى الطائعين للّٰه. — متى ٧:٢١.
٢٢ (أ) لماذا لدى شعب يهوه اساس للثقة؟ (ب) ماذا ستناقش المقالة التالية؟
٢٢ والسبب الآخر للثقة هو ان «السيد الرب لا يصنع امرا إلا وهو يعلن سرَّه لعبيده الانبياء». (عاموس ٣:٧) واليوم، لا يوحي يهوه الى الانبياء كما في الماضي؛ بل فوَّض الى صف العبد الامين تزويد الطعام الروحي في حينه لأهل بيته. (متى ٢٤:٤٥-٤٧) لذلك كم من المهم ان نطيع هذا «العبد»! وكما ستُظهِر المقالة التالية، فإن هذه الطاعة تعكس موقفنا من يسوع، سيد هذا «العبد». فهو مَن ‹له طاعة الشعوب›. — تكوين ٤٩:١٠، عج.
[الحاشيتان]
a رغم ان «الدجاجة» غالبا ما تصوَّر على انها جبانة، فهي «تقاتل حتى الموت لحماية فراخها من الاذى»، كما تقول مطبوعة صادرة عن احدى جمعيات الرفق بالحيوان.
b تُظهِر ارميا ٣٨:١٩ ان عددا من اليهود «سقطوا» للكلدانيين وقد نجَوا من الموت وليس من السبي. لكنَّ الرواية لا تخبرنا هل استسلموا تجاوبا مع كلمات ارميا. إلا ان نجاتهم اكّدت كلمات النبي.
-
-
لننمِّ الطاعة فيما تقترب النهايةبرج المراقبة ٢٠٠٢ | ١ تشرين الاول (اكتوبر)
-
-
لننمِّ الطاعة فيما تقترب النهاية
«له [شيلوه] تكون طاعة الشعوب». — تكوين ٤٩:١٠، عج.
١ (أ) ماذا كانت تشمل عادة الطاعة ليهوه في الماضي؟ (ب) اية نبوة تتعلق بالطاعة تفوّه بها يعقوب؟
كانت الطاعة ليهوه تشمل عادة الطاعة لممثليه، بمَن فيهم الملائكة، الآباء الاجلاء، القضاة، الكهنة، الانبياء، والملوك. حتى ان عرش ملوك اسرائيل دُعي عرش يهوه. (١ أخبار الايام ٢٩:٢٣، عج) ولكن من المؤسف ان كثيرين من حكام اسرائيل عصَوا اللّٰه، جالبين الويل على انفسهم وعلى رعاياهم. إلا ان يهوه لم يترك الاولياء له دون رجاء؛ فقد عزّاهم بالوعد ان ينصّب ملكا مستقيما سيُسَرّ الابرار بإطاعته. (اشعياء ٩:٦، ٧) وعن هذا الحاكم المقبل، تنبأ الاب الجليل يعقوب وهو يُحتضَر قائلا: «لن يزول صولجان من يهوذا، ولا عصا القائد من بين قدميه حتى يأتي شيلوه وله تكون طاعة الشعوب». — تكوين ٤٩:١٠، عج.
٢ ماذا تعني كلمة «شيلوه»، ومَن سيشمل حكمه الملكي؟
٢ ان كلمة «شيلوه» هي كلمة عبرانية تعني «ذاك الذي له» او «ذاك الذي ينتمي اليه». نعم، سيرث شيلوه الحق التام في الحكم، الذي يمثّله الصولجان، والسلطة لإصدار الاوامر، التي تمثلها عصا القائد. وعلاوة على ذلك، لن يقتصر حكمه الملكي على المتحدرين من يعقوب فقط بل سيشمل ايضا كل «الشعوب». وهذا ينسجم مع وعد يهوه لإبراهيم: «يرث نسلك باب اعدائه. ويتبارك في نسلك جميع امم الارض». (تكوين ٢٢:١٧، ١٨) وقد اعلن يهوه هوية هذا النسل سنة ٢٩ بم، عندما مسح يسوع الناصري بالروح القدس. — لوقا ٣:٢١-٢٣، ٣٤؛ غلاطية ٣:١٦.
الحكم الاول الذي تولاه يسوع
٣ ايّ حكم تولاه يسوع عندما صعد الى السماء؟
٣ عندما صعد يسوع الى السماء، لم يتسلم فورا الحكم على شعوب العالم. (مزمور ١١٠:١) إلا انه تولى حكم «مملكة» فيها رعايا يطيعونه. حدَّد الرسول بولس هوية هذه المملكة عندما كتب: «[اللّٰه] انقذنا [المسيحيين الممسوحين بالروح] من سلطة الظلام ونقلنا الى مملكة ابن محبته». (كولوسي ١:١٣) وقد بدأ هذا الانقاذ يوم الخمسين سنة ٣٣ بم عندما سُكب الروح القدس على أتباع يسوع الامناء. — اعمال ٢:١-٤؛ ١ بطرس ٢:٩.
٤ كيف اظهر تلاميذ يسوع الاولون طاعتهم، وماذا دعاهم يسوع كفريق؟
٤ ‹كسفراء عن المسيح›، ابتدأ التلاميذ الممسوحون بالروح بطاعة يجمعون آخرين ليصيروا هم ايضا «ابناء وطن» في تلك المملكة السماوية. (٢ كورنثوس ٥:٢٠؛ افسس ٢:١٩؛ اعمال ١:٨) وكان على هؤلاء ان يبقوا «متحدين في الفكر نفسه والرأي عينه» لكي ينالوا رضى ملكهم يسوع المسيح. (١ كورنثوس ١:١٠) وكفريق، شكّلوا «العبد الامين الفطين» او صف الوكيل الامين. — متى ٢٤:٤٥؛ لوقا ١٢:٤٢.
مبارَكون بسبب الطاعة ‹لوكيل› اللّٰه
٥ كيف علّم يهوه شعبه في الازمنة القديمة؟
٥ لطالما زوّد يهوه معلِّمين لشعبه. مثلا، بعد عودة اليهود من بابل، لم يكتفِ عزرا وعدد من الرجال الاكفاء بقراءة شريعة اللّٰه على الشعب، بل ‹بيَّنوا› الشريعة، ‹مفسرين معناها ومفهمينهم› كلمة اللّٰه. — نحميا ٨:٨.
٦، ٧ كيف يزوِّد صف العبد الطعام الروحي في حينه بواسطة هيئته الحاكمة، ولماذا يجب الاذعان لصف العبد؟
٦ في القرن الاول، عندما نشأت قضية الختان سنة ٤٩ بم، نظرت الهيئة الحاكمة لصف العبد الباكر في القضية بروح الصلاة وتوصلت الى استنتاج مؤسس على الاسفار المقدسة. وعندما اعلنوا القرار بواسطة رسالة، اطاعت الجماعات الارشاد المعطى وتمتعت ببركة اللّٰه السخية. (اعمال ١٥:٦-١٥، ٢٢-٢٩؛ ١٦:٤، ٥) وعلى نحو مماثل، اوضح العبد الامين، في الازمنة العصرية، بواسطة هيئته الحاكمة قضايا مهمة مثل الحياد المسيحي، قداسة الدم، استعمال المخدِّرات والتبغ. (اشعياء ٢:٤؛ اعمال ٢١:٢٥؛ ٢ كورنثوس ٧:١) وقد بارك يهوه شعبه بسبب طاعتهم لكلمته والعبد الامين.
٧ وبالاذعان لصف العبد، يُظهِر شعب اللّٰه ايضا الاذعان للسيد، يسوع المسيح. وقد صار هذا الخضوع مهمًّا كثيرا في الازمنة العصرية بسبب توسّع نطاق سلطة يسوع، كما سبق فأنبأ يعقوب وهو على فراش الموت.
شيلوه يصير حاكم الارض الشرعي
٨ كيف ومتى توسّع نطاق سلطة المسيح؟
٨ انبأت نبوة يعقوب ان شيلوه سيتطلب «طاعة الشعوب». فمن الواضح ان حكم المسيح لن يقتصر على اسرائيل الروحي فقط. وماذا سيشمل؟ تجيب الكشف ١١:١٥: «قد صارت مملكة العالم لربنا ولمسيحه، فسيملك الى ابد الآبدين». ويكشف الكتاب المقدس ان يسوع تولى هذه السلطة عند نهاية ‹السبعة الازمنة› المجازية — «الازمنة المعيّنة للامم» — سنة ١٩١٤.a (دانيال ٤:١٦، ١٧؛ لوقا ٢١:٢٤) ففي تلك السنة، ابتدأ «حضور» المسيح غير المنظور كملك مسيّاني. كما ابتدأ ايضا الوقت الذي فيه ‹سيتسلط في وسط اعدائه›. — متى ٢٤:٣؛ مزمور ١١٠:٢.
٩ ماذا فعل يسوع عندما تولى الحكم في ملكوته، وكيف اثّر ذلك بشكل غير مباشر في الجنس البشري، وخصوصا في تلاميذه؟
٩ كان اول عمل قام به يسوع بعد توليه السلطة الملكية طرْح الشيطان — مجسّم العصيان — مع ابالسته «الى الارض». ومذّاك، تسبِّب هذه الارواح الشريرة للجنس البشري ويلات لم يسبق لها مثيل، بالاضافة الى خلْق جوّ يصعِّب الطاعة ليهوه. (كشف ١٢:٧-١٢؛ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥) وتستهدف حرب الشيطان الروحية ممسوحي يهوه الذين «يحفظون وصايا اللّٰه وعندهم عمل الشهادة ليسوع» ورفقاءهم ‹الخراف الاخر›. — كشف ١٢:١٧؛ يوحنا ١٠:١٦.
١٠ اية نبوتَين في الكتاب المقدس يضمن إتمامهما هزيمة الشيطان في حربه ضد المسيحيين الحقيقيين؟
١٠ لكنَّ الشيطان سيفشل لا محالة لأن هذا هو «يوم الرب» ولا شيء يمكن ان يحول دون ‹إتمام يسوع غلبته›. (كشف ١:١٠؛ ٦:٢) فهو، مثلا، سيحرص على ختم الاسرائيليين الروحيين الذين يبلغ عددهم ٠٠٠,١٤٤. كما انه سيحمي ‹جمعا كثيرا لم يستطع احد ان يعده، من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة›. (كشف ٧:١-٤، ٩، ١٤-١٦) لكنَّ هؤلاء، بعكس رفقائهم الممسوحين، سيكونون رعايا طائعين ليسوع على الارض. (دانيال ٧:١٣، ١٤) ووجودهم على الارض اليوم هو بمثابة دليل ملموس ان شيلوه هو حاكم «مملكة العالم». — كشف ١١:١٥.
الآن هو الوقت ‹لإطاعة البشارة›
١١، ١٢ (أ) مَن وحدهم سينجون من نهاية نظام الاشياء الحاضر؟ (ب) اية صفات تنمو في الذين يتشربون «روح العالم»؟
١١ يجب ان يتعلم كل الذين يبتغون الحياة الابدية الطاعة، لأن الكتاب المقدس يذكر بوضوح ان ‹مَن لا يعرفون اللّٰه ومَن لا يطيعون البشارة عن ربنا يسوع› لن ينجوا من يوم انتقام اللّٰه. (٢ تسالونيكي ١:٨) لكنَّ النظام الشرير الحاضر وروح التمرد على شرائع ومبادئ الكتاب المقدس المتفشي فيه يصعِّبان إطاعة البشارة.
١٢ ويدعو الكتاب المقدس موقف التحدي للّٰه هذا «روح العالم». (١ كورنثوس ٢:١٢) كتب الرسول بولس الى مسيحيي القرن الاول في افسس، موضحا نتائج هذا الروح في الناس: «سرتم . . . قبلا حسب نظام اشياء هذا العالم، حسب حاكم سلطة الهواء، الروح الذي يعمل الآن في أبناء العصيان. بل اننا جميعا سلكنا قبلا بينهم وفق شهوات جسدنا، عاملين مشيئات الجسد والافكار، وكنا بالطبيعة اولاد السخط تماما كالباقين». — افسس ٢:٢، ٣.
١٣ كيف يمكن ان ينجح المسيحيون في مقاومة روح العالم، وبأية نتائج مفيدة؟
١٣ من المفرح ان المسيحيين في افسس لم يبقَوا عبيدا لروح العصيان هذا. بل صاروا اولادا للّٰه طائعين، وذلك بالاذعان لروحه وحصْد ثمره الجيد والوافر. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وعلى نحو مماثل اليوم، يساعد روح اللّٰه — اعظم قوة في الكون — ملايين الاشخاص على الصيرورة طائعين ليهوه؛ والنتيجة هي حيازتهم «اليقين التام للرجاء الى النهاية». — عبرانيين ٦:١١؛ زكريا ٤:٦.
١٤ كيف نبّه يسوع كل المسيحيين في الايام الاخيرة الى بعض الامور التي ستمتحن طاعتهم؟
١٤ لنتذكر ايضا ان لدينا الدعم الكبير الذي يزوِّدنا اياه شيلوه، الذي لن يسمح هو وأبوه لأيّ عدو — ابليسي او بشري — بأن يمتحن طاعتنا فوق ما نستطيع تحمله. (١ كورنثوس ١٠:١٣) ولمساعدتنا في حربنا الروحية، اوحى يسوع الى الرسول يوحنا بواسطة رؤيا بسبع رسائل تحدَّث فيها عن عدد من المشاكل المحدّدة التي سنواجهها في هذه الايام الاخيرة. (كشف ١:١٠، ١١) ورغم ان هذه الرسائل احتوت على مشورة مهمة للمسيحيين آنذاك، فإن انطباقها الرئيسي هو في «يوم الرب» الذي ابتدأ سنة ١٩١٤. فكم هو ملائم ان ننتبه لهذه الرسائل اليوم!b
لنتجنب اللامبالاة والفساد الادبي والمادية
١٥ لماذا يجب ان نحترس من المشكلة التي اثّرت في جماعة افسس، وكيف يمكننا ذلك؟ (٢ بطرس ١:٥-٨)
١٥ كانت رسالة يسوع الاولى موجَّهة الى الجماعة في افسس. وبعد مدح الجماعة على احتمالها، قال يسوع: «لكن لي عليك انك تركت المحبة التي كانت لك اولا». (كشف ٢:١-٤) واليوم ايضا، فإن بعض المسيحيين الغيورين سابقا قد فترت محبتهم المتَّقدة للّٰه. وهذا الفتور يُضعِف علاقتهم باللّٰه ويجب ان يُعالَج فورا. فكيف يمكن إعادة إضرام هذه المحبة؟ بالدرس الشخصي القانوني للكتاب المقدس، حضور الاجتماعات، الصلاة، والتأمل. (١ يوحنا ٥:٣) ورغم ان ذلك يتطلب بذل «جهد جديّ»، فهو بالطبع امر جدير بالعناء. (٢ بطرس ١:٥-٨) فإذا كشف الفحص الصادق للذات ان محبتنا قد بردت، فلنبادر الى معالجة المشكلة، إطاعة لحض يسوع: «اذكر . . . مما سقطت، وتب واعمل الاعمال السابقة». — كشف ٢:٥.
١٦ ايّ تأثير خطر روحيا كان في جماعتَي برغامس وثياتيرا، ولماذا كلمات يسوع الموجَّهة اليهما ملائمة لنا اليوم؟
١٦ مُدح المسيحيون في جماعة برغامس وثياتيرا على استقامتهم، احتمالهم، وغيرتهم. (كشف ٢:١٢، ١٣، ١٨، ١٩) إلا انهم تأثروا بأشخاص اظهروا الروح الشرير الذي كان لدى بلعام وايزابل، اللذَين كان لهما تأثير مفسِد في اسرائيل القديمة بواسطة الفساد الادبي الجنسي وعبادة البعل. (عدد ٣١:١٦؛ ١ ملوك ١٦:٣٠، ٣١؛ كشف ٢:١٤، ١٦، ٢٠-٢٣) ولكن ماذا عن يومنا — «يوم الرب»؟ هل لا تزال هنالك التأثيرات الشريرة نفسها؟ نعم. فالفساد الادبي هو السبب الرئيسي للفصل بين شعب اللّٰه. لذلك كم هو مهم ان نتجنب معاشرة كل الذين لهم تأثير مفسِد ادبيا — سواء كانوا من داخل الجماعة او خارجها! (١ كورنثوس ٥:٩-١١؛ ١٥:٣٣) فالذين يريدون ان يكونوا رعايا شيلوه الطائعين يتجنبون التسلية المشكوك فيها والفن الاباحي في المطبوعات او على الإنترنت. — عاموس ٥:١٥؛ متى ٥:٢٨، ٢٩.
١٧ كيف تباينت نظرة وموقف الذين في ساردس ولاودكية مع نظرة يسوع الى حالتهم الروحية؟
١٧ باستثناء افراد قليلين، لم تنلْ جماعة ساردس ايّ مدح على الاطلاق. فقد كان لها «اسم»، او مظهر، انها حيّة. لكنَّ اللامبالاة الروحية كانت قد تأصلت فيها بحيث اعتبرها يسوع ‹ميتة›. فالطاعة للبشارة لم تكن سوى امر روتيني. فما اقوى هذا الشجب! (كشف ٣:١-٣) وكانت الحالة مماثلة في جماعة لاودكية. فقد تباهت بغناها المادي، قائلة انها ‹غنية›. لكنَّ المسيح اعتبرها ‹بائسة ومثيرة للشفقة وفقيرة وعمياء وعريانة›. — كشف ٣:١٤-١٧.
١٨ كيف يمكن ان يتجنب المرء الصيرورة فاترا روحيا في نظر اللّٰه؟
١٨ واليوم، يتبنى بعض الذين كانوا ذات مرة مسيحيين امناء موقف العصيان نفسه. فلربما سمحوا لروح العالم بإضعاف شعورهم بالالحاح، منمّين بذلك موقفا فاترا روحيا من درس الكتاب المقدس، الصلاة، الاجتماعات المسيحية، والخدمة. (٢ بطرس ٣:٣، ٤، ١١، ١٢) فكم هو مهم ان يطيع هؤلاء المسيح بالاستفادة من الغنى الروحي — نعم، ان ‹يشتروا من المسيح ذهبا ممحّصا بنار›. (كشف ٣:١٨) ويشمل هذا الغنى الحقيقي الكينونة «اغنياء بالاعمال الحسنة، اسخياء، مستعدين للمشاركة». فبالاستفادة من هذه الموارد الثمينة حقا، ‹نكنز لأنفسنا في مأمن حسن اساسا حسنا للمستقبل، لكي نمسك بإحكام بالحياة الحقيقية›. — ١ تيموثاوس ٦:١٧-١٩.
مُدِحوا على طاعتهم
١٩ ايّ مدح وحضّ قدّمهما يسوع للمسيحيين في سميرنا وفيلادلفيا؟
١٩ كانت جماعتا سميرنا وفيلادلفيا بارزتَين كمثال للطاعة، لأن رسالتَي يسوع لهما لم تحتويا على التوبيخ. قال للذين في سميرنا: «اني اعرف ضيقك وفقرك — لكنك غني». (كشف ٢:٩) فكم تختلف حالتهم عن حالة اللاودكيين الذين تباهوا بالغنى العالمي لكنهم كانوا فعليا فقراء! طبعا، لم يُسَرّ ابليس برؤية احد يُعرِب عن الامانة والطاعة للمسيح. لذلك حذّر يسوع: «لا تخفْ مما انت موشك ان تعاني. فها ان ابليس سيستمر في إلقاء بعض منكم في السجن لكي تُمتحنوا كليا، ويكون لكم ضيق عشرة ايام. كن امينا حتى الموت، فأعطيك تاج الحياة». (كشف ٢:٩) كما ان يسوع مدح الذين في فيلادلفيا، قائلا: «قد حفظتَ كلمتي [او أطعتني] ولم تَخُنِ اسمي. اني آتٍ سريعا. ابقَ متمسكا بما عندك، لئلا يأخذ احد تاجك». — كشف ٣:٨، ١١.
٢٠ كيف يحفظ الملايين اليوم كلمة يسوع، ورغم اية ظروف؟
٢٠ في «يوم الرب» الذي ابتدأ سنة ١٩١٤، تحفظ بقية امينة وعشراؤهم الخراف الاخر الذين يُعَدّون الآن بالملايين كلمة يسوع بالقيام بخدمتهم بغيرة والتمسك باستقامتهم. وكإخوتهم في القرن الاول، يتألم البعض بسبب طاعتهم للمسيح، حتى انهم يُلقَون في السجون ومعسكرات الاعتقال. ويحفظ البعض كلمة يسوع بالمحافظة على ‹عين بسيطة›، رغم انهم محاطون بالغنى والجشع. (متى ٦:٢٢، ٢٣) نعم، في كل الظروف، لا يزال المسيحيون الحقيقيون يفرِّحون قلب يهوه بطاعتهم. — امثال ٢٧:١١.
٢١ (أ) ايّ التزام روحي سيستمر صف العبد في إتمامه؟ (ب) كيف يمكن ان نُظهِر اننا نريد حقا إطاعة شيلوه؟
٢١ فيما نقترب من الضيق العظيم، يبقى «العبد الامين الفطين» مصمِّما ألا يساير على حساب طاعته للسيد، المسيح. ويشمل ذلك إعداد طعام روحي في حينه لأهل بيت اللّٰه. فلنستمرّ في تقدير هيئة يهوه الثيوقراطية الرائعة وما تزوِّدنا به. فبذلك نبرهن اننا نذعن لشيلوه، الذي سيكافئ كل رعاياه الطائعين بالحياة الابدية. — متى ٢٤:٤٥-٤٧؛ ٢٥:٤٠؛ يوحنا ٥:٢٢-٢٤.
[الحاشيتان]
a من اجل شرح ‹للسبعة الازمنة›، انظر الفصل ١٠ من كتاب المعرفة التي تؤدي الى الحياة الابدية، إصدار شهود يهوه.
b من اجل مناقشة مفصّلة للرسائل السبع، انظر من فضلك كتاب الرؤيا — ذروتها العظمى قريبة!، إصدار شهود يهوه، ابتداء من الصفحة ٣٣.
-