مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٩ ١/‏١٢ ص ٢٠-‏٢٤
  • علَّمنا والدانا ان نحب اللّٰه

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • علَّمنا والدانا ان نحب اللّٰه
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تعلُّم حق الكتاب المقدس
  • تطبيق ما تعلماه
  • تعليمنا الحق
  • حركة الرعاع في سيلما
  • الى مدرسة جلعاد الارسالية
  • الخدمة الارسالية مع والديّ
  • العناية بوالدَينا
  • ميراث مسيحي نادر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • ميراثنا الروحي الغني
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
  • ماذا افعل اذا كان ابي او امي مريضا؟‏
    قضايا الشباب
  • اتِّباع خطوات والديّ
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
ب٩٩ ١/‏١٢ ص ٢٠-‏٢٤

علَّمنا والدانا ان نحب اللّٰه

كما روته اليزابيث ترايسي

أجبر الرجال المسلحون امي وأبي على النزول من السيارة،‏ وكان هؤلاء قد هيَّجوا الرعاع ضدنا في ذلك اليوم.‏ فبقينا انا وأختي وحيدتين في المقعد الخلفي نتساءل هل سنرى والدينا ثانية.‏ فما الذي ادّى الى هذا الاختبار المروع الذي وقع قرب سيلما،‏ آلاباما،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ سنة ١٩٤١؟‏ وما علاقة التعاليم التي تلقيناها من والدينا به؟‏

ترعرع ابي،‏ ديويي فاونتن،‏ عند قريب له في مزرعة في تكساس بعد ان مات والداه وهو لا يزال طفلا.‏ وذهب لاحقا ليعمل في حقول النفط.‏ وسنة ١٩٢٢،‏ عندما كان في الـ‍ ٢٣ من العمر،‏ تزوج ويني،‏ شابة جميلة من تكساس،‏ وبدأ يخطط ليستقر وينشئ عائلة.‏

فبنى بيتا في المنطقة المشجرة شرق تكساس قرب بلدة ڠاريسون الصغيرة.‏ وهناك اهتم بتنمية تنوع من المزروعات ومنها القطن والذرة.‏ وربى ايضا كل انواع حيوانات المزرعة.‏ ومع مرور الوقت،‏ اتينا نحن الاولاد الى الحياة —‏ ديويي الاصغر في ايار (‏مايو)‏ سنة ١٩٢٤،‏ إدوينا في كانون الاول (‏ديسمبر)‏ سنة ١٩٢٥،‏ وفي حزيران (‏يونيو)‏ ١٩٢٩ ولدت انا.‏

تعلُّم حق الكتاب المقدس

ظنَّ والداي انهما كانا يفهمان الكتاب المقدس بسبب انتمائهما الى كنيسة المسيح.‏ لكن في سنة ١٩٣٢،‏ ترك ڠ.‏ و.‏ كوك كتابَي الانقاذ (‏بالانكليزية)‏ و الحكومة (‏بالانكليزية)‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة،‏ مع عمي مونرو فاونتن.‏ ومن توقه ليخبر والديّ بما كان يتعلمه،‏ غالبا ما كان يزورنا اثناء الفطور،‏ يقرأ مقالة من برج المراقبة‏،‏ ثم يترك «صدفة» المجلة ويغادر،‏ فيقرأها بعد ذلك والداي.‏

في صباح يوم احد،‏ دعا عمي مونرو ابي الى بيت احد الجيران لدرس في الكتاب المقدس.‏ وأكَّد له ان السيد كوك يستطيع ان يجيب عن كل اسئلته من الكتاب المقدس.‏ وعندما عاد ابي من الدرس،‏ قال للعائلة والحماسة تغمره:‏ «نلت اجوبة عن كل اسئلتي ومعلومات اضافية ايضا!‏ كنت اظن انني اعرف كل شيء،‏ ولكن عندما ابتدأ السيد كوك يشرح عن الهاوية،‏ النفس،‏ قصد اللّٰه المتعلق بالارض،‏ وكيف سيتمم ملكوت اللّٰه هذا القصد،‏ بدأت اشعر فعليا بأنني لا اعرف شيئا عن الكتاب المقدس!‏».‏

كان بيتنا اشبه بمركز اجتماعي.‏ فقد كان الاقرباء والاصدقاء يأتون لزيارتنا،‏ يصنعون الحلوى والفشار ويشتركون في الغناء فيما كانت امي تعزف على الپيانو.‏ ولكن تدريجيا انقلبت هذه التجمعات الى مناقشات في مواضيع الكتاب المقدس.‏ ورغم اننا كأولاد لم نستطع ان نفهم كل الامور التي كانت تُناقش،‏ إلّا ان محبة والدينا الشديدة للّٰه والكتاب المقدس كانت ظاهرة الى حد ان كل واحد منا نحن الاولاد نمَّى محبة مماثلة للّٰه والكتاب المقدس.‏

فتحت عائلات اخرى بيوتها لمناقشات اسبوعية في الكتاب المقدس تمحورت عادة حول موضوع مأخوذ من آخر عدد من برج المراقبة.‏ وعندما كانت عائلات في بلدتَي أپلباي وناكودوتشز المجاورتَين تفتح بيوتها للاجتماعات،‏ كنا نحشر انفسنا في سيارتنا من طراز فورد ونسافر الى هناك،‏ مهما كانت حالة الطقس.‏

تطبيق ما تعلماه

لم يلبث والداي ان رأيا الحاجة الى التطبيق العملي.‏ فمحبة اللّٰه تطلبت ان يخبرا الآخرين بما تعلماه.‏ (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ لكنَّ اعلان المرء عن ايمانه جهرا كان خطوة تتسم بالتحدي،‏ وخصوصا ان والديَّ كانا بطبيعتهما خجولَين ومتواضعَين.‏ لكنَّ محبتهما ليهوه حثَّتهما وساعدتهما بالتالي على تعليمنا ان نثق عميقا بيهوه.‏ وقد عبَّر والدي عن ذلك بقوله:‏ «ان يهوه يجعل من المزارعين مبشرين!‏».‏ وفي سنة ١٩٣٣،‏ رمز ابي وأمي الى انتذارهما ليهوه بمعمودية الماء في بركة قرب هندرسون،‏ تكساس.‏

في اوائل سنة ١٩٣٥،‏ كتب ابي الى جمعية برج المراقبة وطرح عدة اسئلة عن الرجاء المسيحي بالحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٢؛‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏١١،‏ ١٢؛‏ كشف ١٤:‏١،‏ ٣؛‏ ٢٠:‏٦‏)‏ فأتاه الجواب مباشرة من جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ رئيس الجمعية آنذاك.‏ وعوض الاجابة عن اسئلته،‏ دعا الاخ رذرفورد ابي الى حضور محفل لشهود يهوه في واشنطن دي.‏سي.‏،‏ في ايار (‏مايو)‏.‏

فكر ابي:‏ ‹هذا مستحيل!‏ نحن مزارعون نهتم بأرض مزروعة خُضرا مساحتها ٢٦ هكتارا (‏٦٥ أكرا)‏.‏ وينبغي ان تُجنى هذه الخضر وتؤخذ الى السوق في ذلك الوقت›.‏ ولكن لم يمضِ وقت طويل حتى اتى فيضان وأطاح بكل حججه —‏ المزروعات،‏ الاسوار،‏ والجسور.‏ وهكذا،‏ رافقنا شهودا آخرين في باص مدرسي مُستأجر،‏ فنقلنا ٦٠٠‏,١ كيلومتر (‏٠٠٠‏,١ ميل)‏ متجها نحو شمال شرق البلد الى المحفل.‏

وفي المحفل،‏ سرَّ ابي وأمي جدا بالاستماع الى الشرح الواضح بشأن ‹الجمع الكثير› الذي سينجو من «الضيق العظيم».‏ (‏كشف ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ وقد شجعهما الرجاء بحياة ابدية في ارض فردوسية طوال حياتهما،‏ وهما بدورهما شجَّعانا نحن الاولاد ان ‹نتمسك بإحكام بالحياة الحقيقية›،‏ التي عنت لنا الحياة الابدية التي يقدمها يهوه على الارض.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏١٩؛‏ مزمور ٣٧:‏٢٩؛‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ ورغم انني كنت في الخامسة من عمري فقط،‏ تمتعت حقا بوجودي مع عائلتي في هذا الحدث السعيد.‏

بعد العودة من المحفل،‏ اعادت العائلة عملية الزرع من جديدوجنينا محصولا وفيرا لم نجنِ مثله من قبل.‏ وقد اقنع ذلك امي وأبي ان الثقة التامة بيهوه سوف تكافأ.‏ فانخرطا في شكل خصوصي من عمل الكرازة،‏ وافقا فيه على صرف ٥٢ ساعة في الخدمة شهريا.‏ ثم عندما اتى موسم الزراعة التالي،‏ باعا كل ما كانا يملكانه!‏ وكان لدى ابي مقطورة حجمها ٦ × ٤‏,٢ مترا (‏٢٠ × ٨ اقدام)‏ بُنيت لنا نحن الخمسة لنعيش فيها،‏ واشترى سيارة فورد جديدة كبيرة ببابين لجرّ المقطورة.‏ وحذا عمي مونرو حذوه وانتقل هو ايضا الى مقطورة مع عائلته.‏

تعليمنا الحق

بدأ والداي بالفتح،‏ كما تدعى الخدمة كامل الوقت،‏ في تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ١٩٣٦.‏ وبدأنا نكرز كعائلة في مقاطعات في شرق تكساس نادرا ما سمعت برسالة الملكوت.‏ ولسنة تقريبا،‏ كنا ننتقل من مكان الى آخر،‏ لكننا عموما تمتعنا فعلا بهذه الحياة.‏ وعلَّمنا امي وأبي بالقول والمثال ان نكون مثل المسيحيين الاوائل الذين وقفوا انفسهم لإعطاء حق الكتاب المقدس للآخرين.‏

وقد أُعجبنا نحن الاولاد بأمي خصوصا بسبب التضحيات التي قامت بها اذ تخلّت عن منزلها.‏ لكنَّ شيئا واحدا رفضت ان تفرِّط به:‏ آلة الخياطة.‏ وكان قرارا صائبا.‏ فبسبب مهارتها في الخياطة،‏ كانت دائما تحافظ على اناقتنا.‏ ففي كل محفل،‏ كانت لدينا ثياب جديدة وجميلة لنرتديها.‏

اتذكَّر جيدا عندما اتى هرمن ڠ.‏ هنشل وعائلته الى منطقتنا في شاحنة لجمعية برج المراقبة مجهَّزة بمكبِّر للصوت.‏ كانوا يوقفون الشاحنة في منطقة مكتظة بالسكان،‏ يسمعونهم محاضرة قصيرة مسجلة،‏ ويزورون بعدئذ الناس شخصيا لإعطاء معلومات اضافية.‏ وتمتع ديويي الاصغر برفقة مِلتون،‏ ابن هرمن،‏ الذي كان حينئذ في اواسط سني مراهقته.‏ ومِلتون هو الآن رئيس جمعية برج المراقبة.‏

وخلال محفل جرى سنة ١٩٣٧ في كولومبس،‏ أوهايو،‏ اعتمدت إدوينا ونال امي وأبي امتياز الخدمة كفاتحَين خصوصيَّين.‏ في ذلك الوقت،‏ تطلَّب هذا العمل قضاء ٢٠٠ ساعة على الاقل في العمل الكرازي.‏ وعندما انظر الى الوراء،‏ ادرك كم ساعدني مثال امي الجيد على دعم زوجي في تعييناته المسيحية.‏

عندما كان ابي يؤسس درسا في الكتاب المقدس مع احدى العائلات،‏ كان يأخذنا نحن الاولاد معه لإعطاء مثال ايجابي لأولادهم.‏ فكان يطلب منا ان نفتح آيات الكتاب المقدس ونقرأها ونجيب عن بعض الاسئلة الاساسية.‏ ونتيجة لذلك،‏ كثيرون من الصغار الذين درسنا معهم يخدمون يهوه بإخلاص حتى هذا اليوم.‏ وفي الواقع،‏ وُضع لنا ايضا اساس متين للاستمرار في محبة اللّٰه.‏

وفيما كان ديويي الاصغر يكبر،‏ ضاق به المكان حيث كان يعيش مع اختين اصغر منه.‏ لذلك اختار ان يغادر سنة ١٩٤٠ وينخرط في خدمة الفتح مع شاهد آخر.‏ وأخيرا،‏ تزوج اودري بارون.‏ وهكذا،‏ تعلمت اودري ايضا امورا كثيرة من والدينا وصارت تحب امي وأبي حبا جما.‏ وبعد ان زُجَّ بديويي الاصغر في السجن سنة ١٩٤٤ بسبب حياده المسيحي،‏ انتقلت لتعيش معنا لبعض الوقت في مقطورتنا الضيقة.‏

وفي المحفل الضخم في سانت لويس،‏ ميسّوري،‏ سنة ١٩٤١،‏ تحدث الاخ رذرفورد مباشرة الى الاولاد الذين ترواحت اعمارهم بين ٥ و ١٨ سنة،‏ والذين كانوا جالسين في قسم خاص في الامام.‏ اصغينا انا وإدوينا الى صوته الهادئ الواضح؛‏ كان كوالد محب يرشد اولاده.‏ وشجع الوالدين قائلا:‏ «اليوم يجمع المسيح يسوع شعب عهده قدامه،‏ ويأمرهم بحزم ان يعلِّموا اولادهم طريق البر».‏ ثم اضاف:‏ «ابقوهم في البيت وعلموهم الحق!‏».‏ ولسعادتنا،‏ هذا ما فعله والدانا!‏

وفي ذلك المحفل،‏ حصلنا على الكراس الجديد دفاع خدام يهوه (‏بالانكليزية)‏،‏ الذي راجع قضايا المحاكم التي ربحها شهود يهوه بما فيها تلك التي في المحكمة العليا للولايات المتحدة.‏ ودرس معنا والدنا هذا الكراس كعائلة.‏ لم نكن نعرف انه كان يجري اعدادنا لِما سيحدث بعد اسابيع قليلة في سيلما،‏ آلاباما.‏

حركة الرعاع في سيلما

صباح ذلك اليوم الذي حدث فيه ذلك الاختبار المروع،‏ كان ابي قد سلَّم الى المأمور،‏ المحافظ،‏ ورئيس الشرطة في سيلما نسخا من رسالة تشرح حقنا الدستوري في الاستمرار في خدمتنا تحت حماية القانون.‏ رغم ذلك قرروا ان يجبرونا على مغادرة البلدة.‏

وفي ساعة متأخرة من بعد الظهر،‏ وصل خمسة مسلحين الى مقطورتنا وأخذوني انا وأمي وأختي كرهائن.‏ وصاروا يفتشون كل شيء في الداخل،‏ بحثا عن شيء تخريبي.‏ كان ابي خارجا،‏ فأمروه ان يشد المقطورة الى السيارة،‏ موجهين مسدساتهم نحوه كل الوقت.‏ حتى تلك اللحظة لم اكن خائفة.‏ فصرنا نقهقه انا وأختي اذ بدا لنا سخيفا جدا ان يظن هؤلاء الرجال اننا خطرون.‏ لكن سرعان ما صرنا جديتين عندما رمقنا والدنا بنظرة.‏

عندما صرنا مستعدين للرحيل،‏ اراد الرجال ان نصعد انا وإدوينا معهم في سيارتهم.‏ لكنَّ ابي قال بشكل صارم:‏ «لن يتحقق ذلك ما دمت حيا!‏».‏ وبعد مجادلة قصيرة سُمح لنا بأن نسافر معا كعائلة،‏ وتبعنا الرجال المسلحون في سيارتهم.‏ وبعد نحو ٢٥ كيلومترا (‏١٥ ميلا)‏ خارج البلدة،‏ اشاروا الينا ان نوقف السيارة على جانب الطريق العام وأخذوا امي وأبي.‏ وصار الرجال كلٌّ بدوره يحاولون اقناعهما:‏ «اتركا هذا الدين.‏ عودا الى المزرعة وربّيا ابنتيكما بشكل صحيح!‏».‏ حاول ابي ان يحاجّهم بالمنطق ولكن دون جدوى.‏

اخيرا قال احدهم:‏ «اذهبوا،‏ وإذا عدتم يوما الى مقاطعة دالاس،‏ فسنقتلكم جميعا!‏».‏

بعدما أُطلق سراحهما واجتمع الشمل ثانية،‏ سافرنا ساعات طوالا ثم اوقفنا السيارة اثناء الليل.‏ وكنا قد دوَّنا رقم لوحة السيارة.‏ فأعلم ابي على الفور جمعية برج المراقبة بكل ما حدث،‏ وبعد بضعة شهور كُشفت هوية الرجال واعتُقلوا.‏

الى مدرسة جلعاد الارسالية

تلقت إدوينا دعوة الى حضور الصف السابع من مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس في ساوث لانسينڠ،‏ نيويورك،‏ سنة ١٩٤٦.‏ فأشاد ألبرت شرودر،‏ احد المدرسين،‏ بصفاتها الحسنة امام شريكه السابق في الفتح بيل إلْرود،‏ الذي كان يخدم آنذاك في بيت ايل،‏ المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه في بروكلين،‏ نيويوركa‏.‏ فتعرف إدوينا وبيل ببعضهما،‏ وبعد نحو سنة من تخرجها من جلعاد تزوجا.‏ وبقيا في الخدمة كامل الوقت سنوات عديدة شملت خمس سنوات معا في بيت ايل.‏ ثم في احد ايام سنة ١٩٥٩،‏ اعلن الاخ شرودر للصف الـ‍ ٣٤ من جلعاد ان صديقه العزيز رُزق بتوأم،‏ صبي وفتاة.‏

عندما كنت اخدم مع والديّ في مريديان،‏ ميسيسيپّي،‏ في اواخر سنة ١٩٤٧،‏ تلقينا ثلاثتنا دعوة الى حضور الصف الـ‍ ١١ من جلعاد.‏ ففوجئنا لأنه بحسب المتطلبات كنت صغيرة جدا فيما كان امي وأبي كبيرين جدا.‏ لكن صُنع استثناء ومُنحنا هذا الامتياز غير المستحق ألا وهو الحصول على تعليم متقدم في الكتاب المقدس.‏

الخدمة الارسالية مع والديّ

كان تعييننا الارسالي في كولومبيا،‏ اميركا الجنوبية.‏ ولم يكن حتى كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٤٩،‏ اي بعد اكثر من سنة من تخرُّجنا،‏ ان وصلنا الى بوڠوتا،‏ الى بيت المرسلين حيث كان يعيش ثلاثة مرسلين آخرين.‏ في البدء،‏ كاد ابي يستنتج ان تعليم الناس الانكليزية اسهل من تعلُّمه الاسپانية!‏ نعم،‏ كانت هنالك محن ولكن كم كانت البركات كثيرة!‏ فقد كان هنالك اقل من مئة شاهد في كولومبيا سنة ١٩٤٩،‏ لكنَّ العدد  الآن تجاوز الـ‍ ٠٠٠‏,١٠٠ بكثير!‏

بعد ان خدم ابي وأمي في بوڠوتا مدة خمس سنوات،‏ أُرسلا الى مدينة كالي.‏ في تلك الاثناء،‏ سنة ١٩٥٢،‏ تزوجتُ بروبرت ترايسي،‏ رفيق مرسل في كولومبيا.‏b وبقينا في كولومبيا حتى سنة ١٩٨٢،‏ ثم عُيِّنا في المكسيك،‏ حيث ما زلنا نخدم منذ ذلك الوقت.‏ اخيرا،‏ سنة ١٩٦٨،‏ كان على والديّ ان يعودا الى الولايات المتحدة من اجل العناية الطبية.‏ وبعد ان استعادا عافيتهما،‏ تابعا خدمتهما كفاتحين خصوصيَّين قرب موبيل،‏ آلاباما.‏

العناية بوالدَينا

اذ مرت السنون،‏ لم تعد صحة امي وأبي كما في السابق واحتاجا الى المزيد من الدعم والعناية.‏ ونزولا عند طلبهما،‏ عُيِّنا ليخدما قرب إدوينا وبيل في اثينا،‏ آلاباما.‏ ولاحقا،‏ فكر اخونا،‏ ديويي الاصغر،‏ انه من الحكمة ان تعيش العائلة قريبة بعضها من بعض في كارولينا الجنوبية.‏ فانتقل بيل وعائلته مع امي وأبي الى ڠرينْوود.‏ وسمح هذا التعديل الحبي لي ولروبرت بالاستمرار في خدمتنا الارسالية في كولومبيا،‏ اذ تأكدنا انه تجري العناية بوالديّ جيدا.‏

ثم في سنة ١٩٨٥،‏ أُصيب ابي بسكتة دماغية جعلته غير قادر على الكلام وطريح الفراش.‏ فعقدنا معا اجتماعا عائليا لنرى كيفية العناية بوالدينا على افضل وجه.‏ فتقرر ان تكون اودري مَن يقدم العناية بشكل رئيسي لأبي وأن افضل طريقة يمكن ان نساعد بها،‏ انا وروبرت،‏ هي بإرسال رسالة كل اسبوع تتضمن اختبارات مشجِّعة وبزيارتهما كلما استطعنا.‏

ولا تزال زيارتي الاخيرة لوالدي حية في ذهني.‏ لم يكن عادة يستطيع التلفظ بالكلمات،‏ ولكن بعدما اخبرناه اننا عائدان الى المكسيك،‏ استطاع بطريقة ما ان يقول،‏ وبكثير من الجهد والعاطفة،‏ كلمة واحدة:‏ «أديوس (‏الوداع بالاسپانية)‏!‏».‏ وبذلك عرفنا انه،‏ في قلبه،‏ كان يدعم قرارنا مواصلة تعييننا الارسالي.‏ ومات في تموز (‏يوليو)‏ ١٩٨٧،‏ وماتت امي بعد تسعة اشهر.‏

تلقيت رسالة من اختي الارملة تلخص جيدا التقدير الذي نشعر به افراديا حيال والدينا.‏ «اعز كثيرا ميراثنا المسيحي القيِّم ولا اشعر ابدا ولو للحظة بأنني كنت سأسعد اكثر لو اختار والدانا ان يربّيانا بطريقة مختلفة.‏ ولقد ساعدني مثالهما في الاعراب عن الايمان القوي،‏ التضحية بالذات،‏ والثقة الكاملة بيهوه على تخطّي الاوقات الصعبة في حياتي».‏ واختتمت إدوينا:‏ «اشكر يهوه على والدين اظهرا لنا بالقول والمثال السعادة التي يمكننا الحصول عليها اذا اسَّسنا حياتنا على خدمة الهنا المحب،‏ يهوه».‏

‏[الحاشيتان]‏

a انظروا برج المراقبة،‏ عدد ١ آذار (‏مارس)‏ ١٩٨٨،‏ الصفحتين ١١-‏١٢‏.‏

b انظروا برج المراقبة عدد ١٥ آذار (‏مارس)‏ ١٩٦٠،‏ الصفحات ١٨٩-‏١٩١ (‏بالانكليزية)‏.‏

‏[الصور في الصفحتين ٢٢،‏ ٢٣]‏

عائلة فاونتن:‏ (‏من اليسار الى اليمين)‏ ديويي،‏ إدوينا،‏ ويني،‏ اليزابيث،‏ ديويي الاصغر؛‏ الى اليسار:‏ اليزابيث وديويي الاصغر على رفرفَي شاحنة هنشل المجهَّزة بمكبِّر للصوت (‏١٩٣٧)‏؛‏ في الاسفل الى اليسار:‏ اليزابيث تقوم بالخدمة بواسطة اللافتات بعمر ١٦

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة