-
مزدهرون روحيا في المشيببرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
مُزْدَهِرُونَ رُوحِيًّا فِي ٱلْمَشِيبِ
«اَلْمَغْرُوسُونَ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ . . . أَيْضًا فِي ٱلْمَشِيبِ يَزْدَهِرُونَ». — مزمور ٩٢:١٣، ١٤.
١، ٢ (أ) كَيْفَ تُوصَفُ ٱلشَّيْخُوخَةُ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟ (ب) بِمَاذَا تَعِدُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِخُصُوصِ آثَارِ خَطِيَّةِ آدَمَ؟
مَاذَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ عِنْدَمَا تَسْمَعُ كَلِمَةَ شَيْخُوخَةٍ؟ هَلْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ ٱلتَّجَاعِيدُ، ٱلسَّمْعُ ٱلضَّعِيفُ، ٱلْأَيْدِي وَٱلْأَرْجُلُ ٱلْوَاهِنَةُ، أَوْ أَيَّةٌ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْأُخْرَى ٱلنَّاجِمَةِ عَنْ «أَيَّامِ ٱلْبَلِيَّةِ» ٱلَّتِي تُوصَفُ بِدِقَّةٍ فِي ٱلْجَامِعَةِ ١٢:١-٧؟ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَتَذَكَّرَ أَنَّ ٱلْوَصْفَ ٱلْوَارِدَ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّانِي عَشَرَ مِنْ سِفْرِ ٱلْجَامِعَةِ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى مَا قَصَدَهُ ٱلْخَالِقُ يَهْوَه ٱللّٰهُ فِي ٱلْأَصْلِ، بَلْ عَلَى ٱلْآثَارِ ٱلَّتِي تَرَكَتْهَا خَطِيَّةُ آدَمَ فِي جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ. — روما ٥:١٢.
٢ إِنَّ ٱلتَّقَدُّمَ فِي ٱلْعُمْرِ لَيْسَ بِحَدِّ ذَاتِهِ سَيِّئًا، لِأَنَّ ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي ٱلْوُجُودِ يَقْتَضِي مُرُورَ ٱلسِّنِينَ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، ٱلنُّمُوُّ وَٱلْبُلُوغُ هُمَا أَمْرَانِ ضَرُورِيَّانِ لِكُلِّ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ. إِلَّا أَنَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلسَّلْبِيَّةَ ٱلنَّاتِجَةَ عَنْ سِتَّةِ آلَافِ سَنَةٍ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلنَّقْصِ ٱلَّتِي نَرَاهَا حَوْلَنَا سَتُوَلِّي عَمَّا قَرِيبٍ. فَسَيَتَمَتَّعُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ بِحَيَاةٍ خَالِيَةٍ مِنْ تَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلْمَوْتِ، تَمَامًا كَمَا قَصَدَ ٱللّٰهُ. (تكوين ١:٢٨؛ رؤيا ٢١:٤، ٥) وَآنَذَاكَ، «لَا يَقُولُ سَاكِنٌ: ‹أَنَا مَرِيضٌ›». (اشعيا ٣٣:٢٤) وَسَيَعُودُ ٱلْمُسِنُّونَ إِلَى أَيَّامِ ‹شَبَابِهِمْ› وَيَصِيرُ لَحْمُهُمْ ‹أَغَضَّ مِنْ لَحْمِ حَدَاثَتِهِمْ›. (ايوب ٣٣:٢٥) وَحَتَّى ذلِكَ ٱلْحِينِ، يَجِبُ أَنْ يُصَارِعَ ٱلْجَمِيعُ ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي وَرِثُوهَا مِنْ آدَمَ. لكِنَّ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ فِي ٱلْعُمْرِ يَحْصُدُونَ فَوَائِدَ خُصُوصِيَّةً.
٣ كَيْفَ ‹يَزْدَهِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْمَشِيبِ›؟
٣ تُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ: «اَلْمَغْرُوسُونَ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ . . . أَيْضًا فِي ٱلْمَشِيبِ يَزْدَهِرُونَ». (مزمور ٩٢:١٣، ١٤) فَبِلُغَةٍ مَجَازِيَّةٍ، يُخْبِرُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ بِحَقِيقَةٍ جَوْهَرِيَّةٍ هِيَ أَنَّ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءَ يَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلتَّقَدُّمِ وَٱلِٱزْدِهَارِ رُوحِيًّا حَتَّى لَوْ تَدَهْوَرَتْ صِحَّتُهُمُ ٱلْجَسَدِيَّةُ. وَهذَا مَا يُثْبِتُ صِحَّتَهُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْمَأْخُوذَةِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَمْثِلَةٍ عَصْرِيَّةٍ عَدِيدَةٍ.
«لَا تَغِيبُ أَبَدًا»
٤ كَيْفَ أَظْهَرَتِ ٱلنَّبِيَّةُ ٱلْمُسِنَّةُ حَنَّةُ تَعَبُّدَهَا للّٰهِ، وَكَيْفَ كُوفِئَتْ؟
٤ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلنَّبِيَّةَ حَنَّةَ ٱلَّتِي عَاشَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَرَغْمَ أَنَّهَا بَلَغَتْ مِنَ ٱلْعُمْرِ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً، لَمْ تَكُنْ «تَغِيبُ أَبَدًا عَنِ ٱلْهَيْكَلِ، مُؤَدِّيَةً خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لَيْلًا وَنَهَارًا بِٱلْأَصْوَامِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ». هذَا لَا يَعْنِي أَنَّ حَنَّةَ كَانَتْ تَسْكُنُ فِي ٱلْهَيْكَلِ، إِذْ إِنَّ أَبَاهَا لَمْ يَكُنْ لَاوِيًّا بَلْ «مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ». فَتَخَيَّلِ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّهَا بَذَلَتْهُ لِتَتَوَاجَدَ فِي ٱلْهَيْكَلِ يَوْمِيًّا مِنْ وَقْتِ تَقْدِمَةِ ٱلصَّبَاحِ حَتَّى وَقْتِ تَقْدِمَةِ ٱلْمَسَاءِ! وَقَدْ كُوفِئَتْ حَنَّةُ بِسَخَاءٍ عَلَى تَعَبُّدِهَا للّٰهِ. فَحَصَلَتْ عَلَى ٱمْتِيَازِ رُؤْيَةِ ٱلطِّفْلِ يَسُوعَ حِينَ جَلَبَهُ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ لِيُقَرِّبَاهُ إِلَى يَهْوَه حَسْبَمَا نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ. وَحَالَمَا رَأَتْهُ، «أَخَذَتْ تَشْكُرُ ٱللّٰهَ وَتَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلصَّغِيرِ إِلَى جَمِيعِ ٱلْمُنْتَظِرِينَ إِنْقَاذَ أُورُشَلِيمَ». — لوقا ٢:٢٢-٢٤، ٣٦-٣٨؛ عدد ١٨:٦، ٧.
٥، ٦ كَيْفَ يَقْتَدِي مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِحَنَّةَ؟
٥ فِي أَيَّامِنَا ٱلْحَاضِرَةِ، يَقْتَدِي مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ بِحَنَّةَ فِي حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ، تَقْدِيمِ تَضَرُّعَاتٍ مُخْلِصَةٍ مِنْ أَجْلِ تَقَدُّمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، وَتَنْمِيَةِ رَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَالَ أَخٌ فِي ثَمَانِينَاتِهِ يَحْضُرُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّة بِٱنْتِظَامٍ: «اِعْتَدْنَا ٱلذَّهَابَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ فِي أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ. فَأَيْنَمَا كَانَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فَهُنَاكَ نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ، لِأَنَّهُ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي نَشْعُرُ فِيهِ بِٱلْأَمَانِ». فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ مُشَجِّعٍ لِلْجَمِيعِ! — عبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.
٦ لِنَأْخُذْ أَيْضًا مِثَالَ جِينْ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ مَسِيحِيَّةٌ فِي ثَمَانِينَاتِهَا. فَهِيَ تَقُولُ: «أَوَدُّ أَنْ أُشَارِكَ فِي أَيِّ شَيْءٍ مُتَعَلِّقٍ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ إِذَا كَانَ بِمَقْدُورِي ذلِكَ». وَتُضِيفُ: «صَحِيحٌ أَنَّنِي أَمُرُّ بِفَتَرَاتِ حُزْنٍ، وَلكِنْ مَا مِنْ دَاعٍ إِلَى أَنْ أُنَغِّصَ حَيَاةَ مَنْ حَوْلِي حِينَ أَكُونُ حَزِينَةً». وَبِعَيْنَيْنِ تُشِعَّانِ سَعَادَةً، عَبَّرَتْ عَنْ فَرَحِهَا بِزِيَارَةِ بُلْدَانٍ أُخْرَى لِتَحْضُرَ مُنَاسَبَاتٍ بَنَّاءَةً رُوحِيًّا. وَفِي رِحْلَةٍ قَامَتْ بِهَا مُؤَخَّرًا، قَالَتْ لِرُفَقَائِهَا فِي ٱلسَّفَرِ: «لَا أُرِيدُ أَنْ أَرَى ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَوَاقِعِ ٱلسِّيَاحِيَّةِ؛ بَلْ أَوَدُّ ٱلذَّهَابَ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ». وَقَدْ تَمَكَّنَتْ مِنْ إِثَارَةِ ٱهْتِمَامِ ٱلنَّاسِ بِرِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ رَغْمَ أَنَّهَا لَا تَعْرِفُ لُغَةَ ذلِكَ ٱلْبَلَدِ. إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، خَدَمَتْ جِينْ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ مَعَ جَمَاعَةٍ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ، مَعَ أَنَّ ذلِكَ تَطَلَّبَ مِنْهَا تَعَلُّمَ لُغَةٍ جَدِيدَةٍ وَقَضَاءَ سَاعَةٍ ذَهَابًا وَسَاعَةٍ إِيَابًا لِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.
إِبْقَاءُ ٱلذِّهْنِ نَشِيطًا
٧ كَيْفَ عَبَّرَ مُوسَى عِنْدَمَا كَانَ مُسِنًّا عَنْ تَوْقِهِ أَنْ يَزِيدَ مَعْرِفَتَهُ لِيَهْوَه بِحَيْثُ تَتَوَثَّقُ عَلَاقَتُهُ بِهِ؟
٧ إِنَّ ٱلْخِبْرَةَ فِي ٱلْحَيَاةِ تُكْتَسَبُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ. (ايوب ١٢:١٢) أَمَّا ٱلتَّقَدُّمُ ٱلرُّوحِيُّ فَلَا يَأْتِي آلِيًّا مَعَ ٱلْعُمْرِ. لِذلِكَ فَإِنَّ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْأَوْلِيَاءَ لَا يَعْتَمِدُونَ فَقَطْ عَلَى مَخْزُونِ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلَّذِي جَمَعُوهُ فِي ٱلْمَاضِي، بَلْ يَسْعَوْنَ أَنْ ‹يَزْدَادُوا عِلْمًا› فِيمَا تَمُرُّ ٱلسِّنُونُ. (امثال ٩:٩) مَثَلًا، كَانَ مُوسَى ٱبْنَ ثَمَانِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَوْكَلَ إِلَيْهِ يَهْوَه إِحْدَى ٱلْمَهَامِّ. (خروج ٧:٧) وَكَمَا يَتَّضِحُ، ٱعْتُبِرَ بُلُوغُ عُمْرٍ كَهذَا فِي أَيَّامِهِ أَمْرًا غَيْرَ ٱعْتِيَادِيٍّ. فَقَدْ قَالَ هُوَ نَفْسُهُ إِنَّ ‹أَيَّامَ سِنِينَا سَبْعُونَ سَنَةً وَمَعَ ٱلْقُوَّةِ ثَمَانُونَ سَنَةً›. (مزمور ٩٠:١٠) مَعْ ذلِكَ، لَمْ يَشْعُرْ مُوسَى أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَتَعَلَّمَ. فَبَعْدَمَا قَضَى عُقُودًا فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ وَنَالَ ٱمْتِيَازَاتٍ عَدِيدَةً وَقَامَ بِمَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةٍ، تَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه قَائِلًا: «عَرِّفْنِي طُرُقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ». (خروج ٣٣:١٣) فَقَدْ تَاقَ دَائِمًا أَنْ يَزِيدَ مَعْرِفَتَهُ لِيَهْوَه بِحَيْثُ تَتَوَثَّقُ عَلَاقَتُهُ بِهِ.
٨ كَيْفَ أَبْقَى دَانِيَالُ ذِهْنَهُ نَشِيطًا وَهُوَ فِي تِسْعِينَاتِهِ، وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟
٨ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ ٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ. فَقَدِ ٱسْتَمَرَّ وَهُوَ فِي تِسْعِينَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ يَتَأَمَّلُ فِي ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَمَا مَيَّزَهُ دَانِيَالُ مِنْ خِلَالِ دَرْسِهِ ٱلْكُتُبَ — ٱلَّتِي رُبَّمَا شَمَلَتِ ٱللَّاوِيِّينَ، إِشَعْيَا، إِرْمِيَا، هُوشَعَ، وَعَامُوسَ — دَفَعَهُ إِلَى طَلَبِ يَهْوَه مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَاةِ ٱلْحَارَّةِ. (دانيال ٩:١، ٢) وَقَدِ ٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُ حِينَ نَالَ مَعْلُومَاتٍ مُوحًى بِهَا عَنْ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا وَعَمَّا سَيَحِلُّ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. — دانيال ٩:٢٠-٢٧.
٩، ١٠ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْبَعْضُ لِإِبْقَاءِ ذِهْنِهِمْ نَشِيطًا؟
٩ عَلَى غِرَارِ مُوسَى وَدَانِيَالَ، يُمْكِنُنَا إِبْقَاءُ ذِهْنِنَا نَشِيطًا بِٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ مَا دُمْنَا قَادِرِينَ عَلَى ذلِكَ. وَهذَا مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ يَهْوَه. مَثَلًا، يُحَاوِلُ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ فِي ثَمَانِينَاتِهِ يُدْعَى وُورْثْ أَنْ يَبْقَى مُطَّلِعًا عَلَى أَحْدَثِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يَنْشُرُهَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ». (متى ٢٤:٤٥) يَقُولُ: «أُحِبُّ ٱلْحَقَّ مَحَبَّةً شَدِيدَةً. وَكَمْ أَفْرَحُ حِينَ أَرَى نُورَ ٱلْحَقِّ يَزْدَادُ إِشْرَاقًا!». (امثال ٤:١٨) عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَشْعُرُ فْرِيدُ (ٱلَّذِي قَضَى حَتَّى ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ عَامًا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ) أَنَّ ٱلْمُنَاقَشَاتِ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ حَوْلَ مَوَاضِيعَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ بَنَّاءَةٌ رُوحِيًّا. فَهُوَ يَقُولُ: «أَنَا أَسْعَى إِلَى إِبْقَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَيًّا فِي ذِهْنِي». وَيُتَابِعُ: «إِذَا ٱسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْعَلَ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي تَتَعَلَّمُهَا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَمَسُّكَ شَخْصِيًّا وَأَنْ تَرْبِطَهَا ‹بِنَمُوذَجِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّحِيحِ›، فَلَنْ تَكُونَ هذِهِ مُجَرَّدَ مَعْلُومَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ، بَلْ حَقَائِقُ مُتَرَابِطَةٌ أَشْبَهُ بِٱلْأَحْجَارِ ٱلْكَرِيمَةِ ٱلَّتِي تُزَيِّنُ قِطْعَةَ مُجَوْهَرَاتٍ». — ٢ تيموثاوس ١:١٣.
١٠ وَٱلتَّقَدُّمُ فِي ٱلْعُمْرِ لَا يُعِيقُ بِٱلضَّرُورَةِ تَعَلُّمَ مَفَاهِيمَ جَدِيدَةٍ وَصَعْبَةٍ. فَهُنَالِكَ أَشْخَاصٌ فِي سِتِّينَاتِهِمْ أَوْ سَبْعِينَاتِهِمْ أَوْ حَتَّى ثَمَانِينَاتِهِمْ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْقِرَاءَةَ وَٱلْكِتَابَةَ أَوْ يَتَعَلَّمُونَ لُغَاتٍ جَدِيدَةً. وَهذَا مَا فَعَلَهُ بَعْضُ شُهُودِ يَهْوَه بِهَدَفِ نَقْلِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْقَوْمِيَّاتِ. (مرقس ١٣:١٠) مِثَالًا عَلَى ذلِكَ، كَانَ هَارِي وَزَوْجَتُهُ فِي أَوَاخِرِ سِتِّينَاتِهِمَا حِينَ قَرَّرَا ٱلْمُسَاعَدَةَ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلْبُرْتُغَالِيِّ. يَقُولُ هَارِي: «مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ أَيَّ أَمْرٍ فِي ٱلْحَيَاةِ يَصِيرُ أَصْعَبَ مَعَ تَقَدُّمِ ٱلسِّنِّ». مَعَ ذلِكَ، تَمَكَّنَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ بِٱلْجُهْدِ وَٱلْمُثَابَرَةِ مِنْ إِدَارَةِ دُرُوسٍ فِي ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱللُّغَةِ ٱلْبُرْتُغَالِيَّةِ. حَتَّى إِنَّ هَارِي يُلْقِي مُنْذُ سَنَوَاتٍ خِطَابَاتٍ فِي ٱلْمَحَافِلِ ٱلْكُورِيَّةِ بِهذِهِ ٱللُّغَةِ ٱلْجَدِيدَةِ.
١١ لِمَاذَا نُنَاقِشُ مَا يُنْجِزُهُ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ؟
١١ طَبْعًا، لَا تَسْمَحُ ٱلصِّحَّةُ أَوِ ٱلظُّرُوفُ لِلْجَمِيعِ أَنْ يَأْخُذُوا عَلَى عَاتِقِهِمْ أُمُورًا كَهذِهِ. إِذًا، لِمَاذَا نُنَاقِشُ مَا يُنْجِزُهُ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ؟ حَتْمًا، لَا تَهْدِفُ مُنَاقَشَتُنَا إِلَى ٱلْقَوْلِ إِنَّ ٱلْجَمِيعَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومُوا بِٱلْإِنْجَازَاتِ نَفْسِهَا. فَٱلْهَدَفُ مِنْهَا تُعَبِّرُ عَنْهُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ عَنْ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْأُمَنَاءِ: «اُنْظُرُوا فِي مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ سُلُوكُهُمْ، وَٱقْتَدُوا بِإِيمَانِهِمْ». (عبرانيين ١٣:٧) فَٱلتَّأَمُّلُ فِي أَمْثِلَةِ ٱلْغَيْرَةِ هذِهِ يُشَجِّعُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْإِيمَانِ ٱلرَّاسِخِ ٱلَّذِي دَفَعَ هؤُلَاءِ ٱلْمُسِنِّينَ إِلَى خِدْمَةِ ٱللّٰهِ. يُوضِحُ هَارِي، ٱلَّذِي صَارَ عُمْرُهُ ٱلْآنَ ٨٧ سَنَةً، مَا يَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ قَائِلًا: «أُحِبُّ أَنْ أَسْتَخْدِمَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ لِي بِحِكْمَةٍ وَأَنْ أَكُونَ فَعَّالًا قَدْرَ ٱلْمُسْتَطَاعِ فِي خِدْمَتِي لِيَهْوَه». كَمَا أَنَّ فْرِيدَ ٱلْمَذْكُورَ سَابِقًا لَا يَزَالُ يَقُومُ بِتَعْيِينَاتِهِ فِي بَيْت إِيلَ، مِمَّا يَجْلُبُ لَهُ شُعُورًا بِٱلِٱكْتِفَاءِ. وَهُوَ يَقُولُ: «عَلَيْكَ أَنْ تَجِدَ مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْفُضْلَى ٱلَّتِي تُمَكِّنُكَ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه، وَأَنْ تَتَبَنَّى هذَا ٱلْمَسْلَكَ وَتَسْتَمِرَّ فِيهِ».
اَلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ
١٢، ١٣ كَيْفَ أَعْرَبَ بَرْزِلَّايُ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ للّٰهِ رَغْمَ ظُرُوفِهِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ؟
١٢ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَقْلُمَ مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلصِّحِّيَّةِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ هُوَ أَمْرٌ صَعْبٌ. وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ إِظْهَارُ ٱلتَّعَبُّدِ للّٰهِ رَغْمَ هذِهِ ٱلظُّرُوفِ. وَبَرْزِلَّايُ ٱلْجِلْعَادِيُّ هُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. فَعِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ، أَظْهَرَ لِدَاوُدَ وَجَيْشِهِ حُسْنَ ٱلضِّيَافَةِ، إِذْ أَمَّنَ لَهُمُ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَأْوَى خِلَالَ ثَوْرَةِ أَبْشَالُومَ. كَمَا أَنَّهُ شَيَّعَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ حَتَّى نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ حِينَ كَانُوا عَائِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَقَدْ عَرَضَ عَلَيْهِ دَاوُدُ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ حَاشِيَتِهِ ٱلْمَلَكِيَّةِ. فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟ قَالَ لِدَاوُدَ: «أَنَا ٱلْيَوْمَ ٱبْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً. فَهَلْ . . . يَسْتَطْعِمُ خَادِمُكَ بِمَا آكُلُ وَمَا أَشْرَبُ، أَوْ هَلْ مَا زِلْتُ قَادِرًا عَلَى ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى صَوْتِ ٱلْمُغَنِّينَ وَٱلْمُغَنِّيَاتِ؟ . . . هُوَذَا خَادِمُكَ كِمْهَامُ، لِيَعْبُرْ مَعَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ، وَٱصْنَعْ إِلَيْهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ». — ٢ صموئيل ١٧:٢٧-٢٩؛ ١٩:٣١-٤٠.
١٣ فَرَغْمَ ظُرُوفِهِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ، قَامَ بَرْزِلَّايُ بِكُلِّ مَا فِي وُسْعِهِ لِدَعْمِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمُعَيَّنِ مِنْ يَهْوَه. وَلَمْ يَشْعُرْ بِٱلِٱسْتِيَاءِ لِأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَتَذَوَّقُ أَوْ يَسْمَعُ كَمَا كَانَ فِي ٱلسَّابِقِ. وَقَدْ أَظْهَرَ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ هُوَ حِينَ أَعْرَبَ عَنْ عَدَمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ وَأَوْصَى أَنْ يَنَالَ كِمْهَامُ ٱلْمَنْصِبَ ٱلَّذِي عَرَضَهُ دَاوُدُ عَلَيْهِ. عَلَى غِرَارِ بَرْزِلَّايَ، يُعْرِبُ مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ عَنِ ٱلسَّخَاءِ وَعَدَمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ. فَهُمْ يَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِدَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ، عَالِمِينَ أَنَّهُ «بِذَبَائِحَ مِثْلِ هٰذِهِ يَرْضَى ٱللّٰهُ». فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ يَكُونَ بَيْنَنَا أَشْخَاصٌ أَوْلِيَاءُ كَهؤُلَاءِ! — عبرانيين ١٣:١٦.
١٤ كَيْفَ تُعْطِي مَعْرِفَةُ عُمْرِ دَاوُدَ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٧:٢٣-٢٥ مَعْنًى أَكْبَرَ؟
١٤ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي دَاوُدَ؟ رَغْمَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ عِدَّةَ مَرَّاتٍ إِلَى مُوَاجَهَةِ ظُرُوفٍ مُتَغَيِّرَةٍ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، فَقَدْ بَقِيَ مُقْتَنِعًا أَنَّ عِنَايَةَ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ لَا تَتَغَيَّرُ. فَفِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ، نَظَمَ ٱلتَّرْنِيمَةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٣٧. تَخَيَّلْ دَاوُدَ وَهُوَ يَتَأَمَّلُ وَيَعْزِفُ عَلَى ٱلْقِيثَارَةِ وَيُرَنِّمُ: «يَهْوَهُ يُثَبِّتُ خُطُوَاتِ ٱلرَّجُلِ، وَبِطَرِيقِهِ يُسَرُّ. إِذَا سَقَطَ لَا يَنْطَرِحُ، لِأَنَّ يَهْوَهَ مُسْنِدٌ يَدَهُ. كُنْتُ فَتًى، وَقَدْ شِخْتُ، وَلَمْ أَرَ بَارًّا تُخُلِّيَ عَنْهُ، وَلَا نَسْلَهُ يَلْتَمِسُ خُبْزًا». (مزمور ٣٧:٢٣-٢٥) فَقَدْ رَأَى يَهْوَه مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ تَرِدَ فِي هذَا ٱلْمَزْمُورِ ٱلْمُوحَى بِهِ إِشَارَةٌ إِلَى عُمْرِ دَاوُدَ. فَذلِكَ يُعْطِي كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلصَّادِرَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ مَعْنًى أَكْبَرَ.
١٥ كَيْفَ رَسَمَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مِثَالًا رَائِعًا لِلْأَمَانَةِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ؟
١٥ اَلرَّسُولُ يُوحَنَّا هُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ آخَرُ لِلْأَمَانَةِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ وَٱلْعُمْرِ ٱلْمُتَقَدِّمِ. فَبَعْدَ خِدْمَةٍ دَامَتْ مَا يُقَارِبُ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً، نُفِيَ يُوحَنَّا إِلَى جَزِيرَةِ بَطْمُسَ ‹لِأَنَّهُ تَكَلَّمَ عَنِ ٱللّٰهِ وَشَهِدَ لِيَسُوعَ›. (رؤيا ١:٩) لكِنَّ عَمَلَهُ لَمْ يَنْتَهِ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ. فَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ، دَوَّنَ كُلَّ كِتَابَاتِهِ ٱلَّتِي صَارَتْ جُزْءًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَعِنْدَمَا كَانَ فِي جَزِيرَةِ بَطْمُسَ، شَاهَدَ رُؤْيَا مُوحِيَةً بِٱلرَّهْبَةِ وَنَقَلَهَا بِدِقَّةٍ مُدَوِّنًا إِيَّاهَا فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا. (رؤيا ١:١، ٢) وَكَمَا يُعْتَقَدُ عُمُومًا، أُطْلِقَ سَرَاحُهُ بَعْدَئِذٍ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ ٱلرُّومَانِيِّ نِيرْڤَا. وَنَحْوَ سَنَةِ ٩٨ بم، حِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِعُمْرِ ٩٠ او ١٠٠ سَنَةٍ، كَتَبَ ٱلْإِنْجِيلَ وَٱلرَّسَائِلَ ٱلثَّلَاثَ ٱلَّتِي تَحْمِلُ ٱسْمَهُ.
سِجِلُّ ٱحْتِمَالٍ لَا يُمْحَى
١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلَّذِينَ أُصِيبُوا بِإِعَاقَةٍ فِي ٱلنُّطْقِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ تَعَبُّدِهِمْ لِيَهْوَه؟
١٦ قَدْ تَكُونُ لِلْقُدُرَاتِ ٱلْمَحْدُودَةِ أَشْكَالٌ عَدِيدَةٌ وَدَرَجَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ. مَثَلًا، أُصِيبَ ٱلْبَعْضُ بِإِعَاقَةٍ فِي ٱلنُّطْقِ. وَلكِنْ رَغْمَ ذلِكَ، لَا يَزَالُونَ يُقَدِّرُونَ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ وَلُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ نَحْوَهُمْ. وَمَعَ أَنَّ قُدْرَتَهُمْ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ بِٱلْكَلَامِ بَاتَتْ مَحْدُودَةً، فَهُمْ يَقُولُونَ لِيَهْوَه فِي قُلُوبِهِمْ: «كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ! اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي». (مزمور ١١٩:٩٧) وَيَهْوَه يَعْرِفُ ٱلَّذِينَ ‹يُفَكِّرُونَ فِي ٱسْمِهِ›، وَهُوَ يُدْرِكُ كَمْ هُمْ مُخْتَلِفُونَ عَنِ ٱلْأَغْلَبِيَّةِ ٱلسَّاحِقَةِ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلَّتِي لَا تَهْتَمُّ إِطْلَاقًا بِطُرُقِهِ. (ملاخي ٣:١٦؛ مزمور ١٠:٤) فَكَمْ هُوَ مُعَزٍّ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَه يُسَرُّ بِتَأَمُّلَاتِ قَلْبِنَا! — ١ اخبار الايام ٢٨:٩؛ مزمور ١٩:١٤.
١٧ أَيُّ أَمْرٍ فَرِيدٍ حَقَّقَهُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ؟
١٧ لَا يُمْكِنُ ٱلْإِنْكَارُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ مُنْذُ عُقُودٍ حَقَّقُوا أَمْرًا فَرِيدًا لَا يُمْكِنُ تَحْقِيقُهُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى: سِجِلُّ ٱحْتِمَالٍ لَا يُمْحَى. قَالَ يَسُوعُ: «بِٱحْتِمَالِكُمْ تَقْتَنُونَ نُفُوسَكُمْ». (لوقا ٢١:١٩) فَٱلِٱحْتِمَالُ ضَرُورِيٌّ لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَزَالُونَ ‹يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ› وَيُبَرْهِنُونَ عَنْ وَلَائِهِمْ مِنْ خِلَالِ مَسْلَكِ حَيَاتِهِمْ، يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَرْجُوا ‹نَيْلَ إِتْمَامِ ٱلْوَعْدِ›. — عبرانيين ١٠:٣٦.
١٨ (أ) أَيُّ أَمْرٍ يُسَرُّ يَهْوَه أَنْ يَرَى ٱلْمُسِنِّينَ يَقُومُونَ بِهِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ يُقَدِّرُ يَهْوَه خِدْمَتَكَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ مَهْمَا كَانَ مِقْدَارُ مَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ. وَرَغْمَ ٱلتَّغَيُّرَاتِ ٱلَّتِي تَحْدُثُ ‹لِلْإِنْسَانِ ٱلْخَارِجِيِّ› نَتِيجَةَ ٱلشَّيْخُوخَةِ، فَإِنَّ ‹ٱلْإِنْسَانَ ٱلدَّاخِلِيَّ› يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. (٢ كورنثوس ٤:١٦) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ مَا أَنْجَزْتَهُ فِي ٱلسَّابِقِ، لكِنَّهُ دُونَ شَكٍّ يُقَدِّرُ أَيْضًا مَا تَفْعَلُهُ ٱلْآنَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ. (عبرانيين ٦:١٠) وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ سَنُنَاقِشُ ٱلْفَوَائِدَ ٱلْبَعِيدَةَ ٱلْمَدَى لِهذِهِ ٱلْأَمَانَةِ.
-
-
المسنون — بركة للاصغر سنابرج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ حزيران (يونيو)
-
-
اَلْمُسِنُّونَ — بَرَكَةٌ لِلْأَصْغَرِ سِنًّا
«أَيْضًا إِلَى ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلشَّيْبِ يَا اَللّٰهُ لَا تَتْرُكْنِي، حَتَّى أُخْبِرَ ٱلْجِيلَ ٱلْمُقْبِلَ بِذِرَاعِكَ، وَكُلَّ آتٍ بِٱقْتِدَارِكَ». — مزمور ٧١:١٨.
١، ٢ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُدْرِكَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْمُسِنُّونَ، وَمَاذَا سَنَسْتَعْرِضُ فِي مَا يَلِي؟
عِنْدَمَا زَارَ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ فِي إِفْرِيقْيَا ٱلْغَرْبِيَّةِ أَخًا مَمْسُوحًا مُسِنًّا وَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ، أَجَابَهُ ٱلْأَخُ: «يُمْكِنُنِي أَنْ أَرْكُضَ وَأَنْ أَقْفِزَ». وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، كَانَ يُمَثِّلُ مَا يَتَحَدَّثُ عَنْهُ. ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: «وَلكِنْ لَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَطِيرَ». وَقَدْ فَهِمَ ٱلشَّيْخُ مَقْصَدَهُ. فَكَمَا لَوْ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ‹أَنَا أَفْعَلُ مَا يُمْكِنُنِي فِعْلُهُ بِكُلِّ طِيبِ خَاطِرٍ. وَلكِنَّنِي لَا أَفْعَلُ مَا لَا يُمْكِنُنِي فِعْلُهُ›. وَٱلشَّيْخُ ٱلَّذِي قَامَ بِهذِهِ ٱلزِّيَارَةِ هُوَ ٱلْآنَ فِي ثَمَانِينَاتِهِ، وَلَا تَزَالُ ذِكْرَى هذَا ٱلْأَخِ ٱلْوَلِيِّ وَٱلْمَرِحِ حَيَّةً فِي ذِهْنِهِ.
٢ مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلِٱخْتِبَارِ، نَرَى أَنَّ ٱلصِّفَاتِ ٱلْإِلهِيَّةَ ٱلَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا ٱلْمُسِنُّونَ تَتْرُكُ أَثَرًا طَوِيلَ ٱلْأَمَدِ فِي ٱلْآخَرِينَ. وَلكِنْ بِٱلطَّبْعِ، لَيْسَ ٱلْعُمْرُ بِحَدِّ ذَاتِهِ هُوَ مَا يُنْتِجُ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ. (جامعة ٤:١٣) يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلشَّيْبَةُ تَاجُ جَمَالٍ مَتَى وُجِدَتْ فِي طَرِيقِ ٱلْبِرِّ». (امثال ١٦:٣١) فَإِذَا كُنْتَ مُتَقَدِّمًا فِي ٱلسِّنِّ، فَهَلْ تُدْرِكُ كَمْ تَتْرُكُ كَلِمَاتُكَ وَتَصَرُّفَاتُكَ أَثَرًا جَيِّدًا فِي ٱلْآخَرِينَ؟ لِنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي أَمْثِلَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَيْفَ كَانَ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ بَرَكَةً لِلْأَصْغَرِ سِنًّا.
إِيمَانٌ تَرَكَ أَثَرًا بَعِيدَ ٱلْمَدَى
٣ كَيْفَ أَثَّرَتْ أَمَانَةُ نُوحٍ فِي كُلِّ ٱلْأَحْيَاءِ ٱلْآنَ؟
٣ أَنْتَجَ إِيمَانُ نُوحٍ وَثَبَاتُهُ فَوَائِدَ لَا تَزَالُ مُسْتَمِرَّةً حَتَّى يَوْمِنَا هذَا. فَنُوحٌ كَانَ يُنَاهِزُ ٱلـ ٦٠٠ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا بَنَى ٱلْفُلْكَ، جَمَعَ ٱلْحَيَوَانَاتِ، وَكَرَزَ لِلْآخَرِينَ. (تكوين ٧:٦؛ ٢ بطرس ٢:٥) وَبِفَضْلِ تَقْوَاهُ، نَجَا هُوَ وَعَائِلَتُهُ مِنَ ٱلطُّوفَانِ ٱلْعَظِيمِ وَصَارَ سَلَفَ كُلِّ ٱلنَّاسِ ٱلْأَحْيَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ. وَرَغْمَ أَنَّهُ عَاشَ فِي زَمَنٍ كَانَ فِيهِ عُمْرُ ٱلْإِنْسَانِ أَطْوَلَ عُمُومًا، فَقَدْ بَقِيَ أَمِينًا حَتَّى فِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ، مِمَّا أَفَادَ ٱلْبَشَرَ. كَيْفَ ذلِكَ؟
٤ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ مِنْ ثَبَاتِ نُوحٍ؟
٤ كَانَ نُوحٌ يُقَارِبُ ٱلـ ٨٠٠ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا ٱبْتَدَأَ نِمْرُودُ يُخَطِّطُ لِبِنَاءِ بُرْجِ بَابِلَ ٱنْتِهَاكًا لِأَمْرِ يَهْوَه ‹بِمَلْءِ ٱلْأَرْضِ›. (تكوين ٩:١؛ ١١:١-٩) لكِنَّ نُوحًا لَمْ يُشَارِكْ فِي تَمَرُّدِ نِمْرُودَ. لِذلِكَ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ لُغَتَهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ عِنْدَمَا بَلْبَلَ يَهْوَه لُغَةَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ. حَقًّا، إِنَّ ٱلْإِيمَانَ وَٱلثَّبَاتَ ٱللَّذَيْنِ أَعْرَبَ عَنْهُمَا نُوحٌ طَوَالَ حَيَاتِهِ، وَلَيْسَ فِي شَيْخُوخَتِهِ فَقَطْ، هُمَا صِفَتَانِ جَدِيرَتَانِ بِأَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمَا خُدَّامُ ٱللّٰهِ فِي كُلِّ ٱلْعُصُورِ. — عبرانيين ١١:٧.
اَلْأَثَرُ فِي ٱلْعَائِلَةِ
٥، ٦ (أ) مَاذَا طَلَبَ يَهْوَه مِنْ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلْخَامِسَةِ وَٱلسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ؟ (ب) كَيْفَ تَجَاوَبَ إِبْرَاهِيمُ مَعَ طَلَبِ ٱللّٰهِ؟
٥ تُظْهِرُ حَيَاةُ ٱلْآبَاءِ ٱلْأَجِلَّاءِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا بَعْدَ نُوحٍ أَيَّ أَثَرٍ يَتْرُكُهُ ٱلْمُسِنُّونَ فِي إِيمَانِ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ. مَثَلًا، كَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي ٱلْخَامِسَةِ وَٱلسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ تَقْرِيبًا عِنْدَمَا قَالَ لَهُ ٱللّٰهُ: «اِذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَأَهْلِكَ وَبَيْتِ أَبِيكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُرِيكَ. وَأَنَا أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكُكَ». — تكوين ١٢:١، ٢.
٦ تَخَيَّلْ أَنَّ أَحَدًا طَلَبَ مِنْكَ تَرْكَ بَيْتِكَ، أَصْدِقَائِكَ، مَوْطِنِكَ، وَأَقْرِبَائِكَ ٱلَّذِينَ تَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ فِي وَسْطِهِمْ لِتَذْهَبَ إِلَى بَلَدٍ لَا تَعْرِفُهُ. فِي ٱلْوَاقِعِ، هذَا مَا طَلَبَهُ ٱللّٰهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ. فَكَيْفَ تَجَاوَبَ؟ لَقَدْ «ذَهَبَ . . . كَمَا قَالَ لَهُ يَهْوَهُ» وَعَاشَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ مِنْ حَيَاتِهِ فِي خِيَامٍ كَمُتَغَرِّبٍ وَرَحَّالَةٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. (تكوين ١٢:٤؛ عبرانيين ١١:٨، ٩) وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ قَدْ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ سَيَصِيرُ «أُمَّةً عَظِيمَةً»، مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَشْهَدَ تَحْقِيقَ هذَا ٱلْوَعْدِ. فَزَوْجَتُهُ سَارَةُ لَمْ تُنْجِبْ لَهُ سِوَى ٱبْنٍ وَاحِدٍ، إِسْحَاقَ، وَذلِكَ بَعْدَ مُرُورِ ٢٥ سَنَةً عَلَى إِقَامَتِهِ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. (تكوين ٢١:٢، ٥) إِلَّا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكِلَّ وَيَعُدْ مِنْ حَيْثُ أَتَى. فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ لِلْإِيمَانِ وَٱلِٱحْتِمَالِ!
٧ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَهُ ٱحْتِمَالُ إِبْرَاهِيمَ فِي ٱبْنِهِ إِسْحَاقَ، وَكَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْبَشَرُ مِنْ ذلِكَ؟
٧ تَرَكَ ٱحْتِمَالُ ٱبْرَاهِيمَ أَثَرًا كَبِيرًا فِي ٱبْنِهِ إِسْحَاقَ ٱلَّذِي قَضَى كَامِلَ حَيَاتِهِ، أَيْ ١٨٠ سَنَةً، كَمُتَغَرِّبٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَكَانَ ٱحْتِمَالُ إِسْحَاقَ مُؤَسَّسًا عَلَى إِيمَانِهِ بِوَعْدِ ٱللّٰهِ، ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي غَرَسَهُ فِيهِ وَالِدَاهُ ٱلْمُسِنَّانِ وَٱلَّذِي رَسَّخَتْهُ لَاحِقًا ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا لَهُ يَهْوَه. (تكوين ٢٦:٢-٥) وَقَدْ لَعِبَ ثَبَاتُ إِسْحَاقَ دَوْرًا مُهِمًّا فِي إِتْمَامِ وَعْدِ يَهْوَه بِمَجِيءِ «نَسْلٍ» مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ سَيَتَبَارَكُ بِوَاسِطَتِهِ كُلُّ ٱلْبَشَرِ. فَبَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ، أَتَاحَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ (ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ ذلِكَ ‹ٱلنَّسْلِ›) ٱلْفُرْصَةَ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ وَيَتَمَتَّعُوا بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. — غلاطية ٣:١٦؛ يوحنا ٣:١٦.
٨ كَيْفَ أَظْهَرَ يَعْقُوبُ أَنَّ لَدَيْهِ إِيمَانًا رَاسِخًا، وَأَيُّ أَثَرٍ كَانَ لِذلِكَ؟
٨ سَاعَدَ إِسْحَاقُ بِدَوْرِهِ ٱبْنَهُ يَعْقُوبَ عَلَى تَنْمِيَةِ إِيمَانٍ رَاسِخٍ دَعَمَهُ حَتَّى شَيْخُوخَتِهِ. فَيَعْقُوبُ كَانَ لَهُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٩٧ سَنَةً حِينَ صَارَعَ مَلَاكًا طَوَالَ ٱللَّيْلِ لِكَيْ يُبَارِكَهُ. (تكوين ٣٢:٢٤-٢٨) وَقَبْلَ مَوْتِهِ عَنْ عُمْرِ ١٤٧ سَنَةً، ٱسْتَجْمَعَ ٱلْقُوَّةَ لِيُبَارِكَ كُلًّا مِنْ أَبْنَائِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ. (تكوين ٤٧:٢٨) وَقَدْ تَحَقَّقَتِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلتَّكْوِينِ ٤٩:١-٢٨ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا يَعْقُوبُ، وَلَا يَزَالُ جُزْءٌ مِنْهَا قَيْدَ ٱلْإِتْمَامِ ٱلْآنَ.
٩ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنِ ٱلْأَثَرِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكَهُ ٱلْمُسِنُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ رُوحِيًّا فِي عَائِلَاتِهِمْ؟
٩ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأَوْلِيَاءَ يَتْرُكُونَ أَثَرًا جَيِّدًا فِي أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ. فَإِرْشَادُهُمُ ٱلْمُؤَسَّسُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَخِبْرَتُهُمْ وَمِثَالُهُمْ فِي ٱلِٱحْتِمَالِ هِيَ مُسَاعِدَاتٌ فَعَّالَةٌ عَلَى غَرْسِ ٱلْإِيمَانِ ٱلرَّاسِخِ فِي قَلْبِ ٱلصِّغَارِ مُنْذُ طُفُولَتِهِمْ. (امثال ٢٢:٦) لِذلِكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَخِفَّ ٱلْمُسِنُّونَ أَبَدًا بِٱلْأَثَرِ ٱلْإِيجَابِيِّ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكُوهُ فِي أَفْرَادِ عَائِلَاتِهِمْ.
اَلْأَثَرُ فِي ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠ مَاذَا ‹أَوْصَى يُوسُفُ بِشَأْنِ عِظَامِهِ›، وَأَيُّ أَثَرٍ كَانَ لِذلِكَ؟
١٠ يَتْرُكُ ٱلْمُسِنُّونَ أَيْضًا أَثَرًا جَيِّدًا فِي ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. مَثَلًا، قَامَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ فِي شَيْخُوخَتِهِ بِعَمَلٍ بَسِيطٍ يَنِمُّ عَنِ ٱلْإِيمَانِ أَثَّرَ تَأْثِيرًا كَبِيرًا فِي مَلَايِينِ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلَّذِينَ عَاشُوا بَعْدَهُ. فَعِنْدَمَا كَانَ عُمْرُهُ ١١٠ سَنَوَاتٍ، «أَوْصَى بِشَأْنِ عِظَامِهِ» أَنْ يَأْخُذَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَعَهُمْ حِينَ يُغَادِرُونَ مِصْرَ. (عبرانيين ١١:٢٢؛ تكوين ٥٠:٢٥) وَهذَا مَا أَعْطَاهُمْ بَصِيصَ أَمَلٍ خِلَالَ سَنَوَاتِ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلْقَاسِيَةِ ٱلَّتِي عَقِبَتْ مَوْتَهُ، إِذْ أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ إِنْقَاذَهُمْ سَيَأْتِي لَا مَحَالَةَ.
١١ كَيْفَ أَثَّرَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مُوسَى ٱلْمُسِنُّ فِي يَشُوعَ؟
١١ كَانَ مُوسَى أَحَدَ ٱلَّذِينَ شَجَّعَهُمْ هذَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ. فَعِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ، نَالَ ٱمْتِيَازَ حَمْلِ عِظَامِ يُوسُفَ وَإِخْرَاجِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. (خروج ١٣:١٩) وَفِي هذَا ٱلْوَقْتِ تَقْرِيبًا، ٱلْتَقَى بِيَشُوعَ ٱلَّذِي كَانَ أَصْغَرَ مِنْهُ بِكَثِيرٍ. فَصَارَ يَشُوعُ خَادِمَهُ ٱلْخَاصَّ طَوَالَ ٱلْأَرْبَعِينَ سَنَةً ٱلتَّالِيَةِ. (عدد ١١:٢٨) وَقَدْ رَافَقَ يَشُوعُ مُوسَى حِينَ صَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَٱنْتَظَرَ عَوْدَتَهُ حَامِلًا لَوْحَيِ ٱلشَّهَادَةِ لِيَنْزِلَا مَعًا مِنَ ٱلْجَبَلِ. (خروج ٢٤:١٢-١٨؛ ٣٢:١٥-١٧) وَلَا بُدَّ أَنَّ يَشُوعَ ٱسْتَفَادَ مِنْ حِكْمَةِ مُوسَى ٱلْمُسِنِّ وَمَشُورَتِهِ ٱلسَّدِيدَةِ.
١٢ كَيْفَ أَثَّرَ يَشُوعُ طَوَالَ حَيَاتِهِ تَأْثِيرًا جَيِّدًا فِي أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟
١٢ وَيَشُوعُ أَيْضًا كَانَ طَوَالَ حَيَاتِهِ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ. تُخْبِرُنَا قُضَاة ٢:٧: «خَدَمَ ٱلشَّعْبُ يَهْوَهَ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ وَكُلَّ أَيَّامِ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ بَعْدَ يَشُوعَ وَٱلَّذِينَ رَأَوْا كُلَّ أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا لِإِسْرَائِيلَ». وَلكِنْ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ وَٱلشُّيُوخِ، ٱبْتَدَأَتْ فَتْرَةُ تَأَرْجُحٍ بَيْنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَٱلْبَاطِلَةِ. وَقَدْ دَامَتْ هذِهِ ٱلْفَتْرَةُ ٣٠٠ سَنَةٍ حَتَّى أَيَّامِ صَمُوئِيلَ ٱلنَّبِيِّ.
صَمُوئِيلُ ‹صَنَعَ بِرًّا›
١٣ كَيْفَ ‹صَنَعَ صَمُوئِيلُ بِرًّا›؟
١٣ لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَمْ كَانَ عُمْرُ صَمُوئِيلَ عِنْدَ مَوْتِهِ. لكِنَّ مَا نَعْرِفُهُ هُوَ أَنَّ سِفْرَ صَمُوئِيلَ ٱلْأَوَّلَ يُغَطِّي أَحْدَاثًا حَصَلَتْ خِلَالَ فَتْرَةِ ١٠٢ سَنَةٍ تَقْرِيبًا وَأَنَّ صَمُوئِيلَ شَهِدَ مُعْظَمَ هذِهِ ٱلْحَوَادِثِ. وَتَذْكُرُ العبرانيين ١١: ٣٢ و ٣٣ أَنَّ ٱلْقُضَاةَ وَٱلْأَنْبِيَاءَ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ، بِمَنْ فِيهِمْ صَمُوئِيلُ، «صَنَعُوا بِرًّا». نَعَمْ، أَثَّرَ صَمُوئِيلُ فِي مُعَاصِرِيهِ لِيَتَجَنَّبُوا ٱلْخَطَأَ أَوْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ مُمَارَسَتِهِ. (١ صموئيل ٧:٢-٤) كَيْفَ ذلِكَ؟ لَقَدْ كَانَ وَلِيًّا لِيَهْوَه طَوَالَ حَيَاتِهِ. (١ صموئيل ١٢:٢-٥) وَلَمْ يَخَفْ أَنْ يُعْطِيَ مَشُورَةً قَوِيَّةً حَتَّى لِلْمَلِكِ. (١ صموئيل ١٥:١٦-٢٩) كَمَا أَنَّهُ كَانَ مِثَالِيًّا فِي مَسْأَلَةِ ٱلصَّلَاةِ لِأَجْلِ ٱلْآخَرِينَ حَتَّى بَعْدَمَا ‹شَاخَ وَشَابَ›. فَقَدْ قَالَ لِرُفَقَائِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «حَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى يَهْوَهَ بِأَنْ أَكُفَّ عَنِ ٱلصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِكُمْ». — ١ صموئيل ١٢:٢، ٢٣.
١٤، ١٥ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَقْتَدِيَ ٱلْمُسِنُّونَ ٱلْيَوْمَ بِصَمُوئِيلَ فِي مَسْأَلَةِ ٱلصَّلَاةِ؟
١٤ يُظْهِرُ هذَا ٱلْمِثَالُ طَرِيقَةً مُهِمَّةً يُمْكِنُ لِلْمُسِنِّينَ بِوَاسِطَتِهَا أَنْ يُؤَثِّرُوا إِيجَابًا فِي خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْآخَرِينَ. فَرَغْمَ أَنَّ قُدُرَاتِهِمْ مَحْدُودَةٌ بِسَبَبِ صِحَّتِهِمْ أَوْ ظُرُوفِهِمْ، بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُصَلُّوا مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ. فَيَا أَيُّهَا ٱلْمُسِنُّونَ، هَلْ تُدْرِكُونَ كَمْ تُفِيدُ صَلَوَاتُكُمُ ٱلْجَمَاعَةَ؟ فَأَنْتُمْ تَتَمَتَّعُونَ بِمَوْقِفٍ مَقْبُولٍ أَمَامَ يَهْوَه نَتِيجَةَ إِيمَانِكُمْ بِدَمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَسْفُوكِ، وَ ‹إِيمَانُكُمْ مُمْتَحَنٌ› بِسَبَبِ سِجِلِّ ٱحْتِمَالِكُمْ. (يعقوب ١:٣؛ ١ بطرس ١:٧) وَلَا تَنْسَوْا أَبَدًا أَنَّ «تَضَرُّعَ ٱلْبَارِّ ٱلْفَعَّالَ لَهُ قُوَّةٌ عَظِيمَةٌ». — يعقوب ٥:١٦.
١٥ وَٱلصَّلَوَاتُ ٱلَّتِي تُقَدِّمُونَهَا طَلَبًا لِدَعْمِ يَهْوَه لِعَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ. فَٱلْبَعْضُ مِنْ إِخْوَتِنَا مَسْجُونُونَ بِسَبَبِ حِيَادِهِمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَيَقَعُ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ ضَحِيَّةَ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ، ٱلْحُرُوبِ، وَٱلنِّزَاعَاتِ ٱلْأَهْلِيَّةِ. كَمَا أَنَّ آخَرِينَ فِي جَمَاعَاتِنَا يُوَاجِهُونَ ٱلْإِغْرَاءَاتِ أَوِ ٱلْمُقَاوَمَةَ. (متى ١٠:٣٥، ٣٦) إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ، يَحْتَاجُ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلْإِشْرَافِ عَلَى ٱلْجَمَاعَاتِ إِلَى صَلَوَاتِكُمُ ٱلْمُسْتَمِرَّةِ مِنْ أَجْلِهِمْ. (افسس ٦:١٨، ١٩؛ كولوسي ٤:٢، ٣) فَكَمْ هُوَ مُفِيدٌ أَنْ تَذْكُرُوا ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي صَلَوَاتِكُمْ، كَمَا فَعَلَ أَبَفْرَاسُ! — كولوسي ٤:١٢.
تَعْلِيمُ ٱلْجِيلِ ٱلْآتِي
١٦، ١٧ بِمَاذَا أَنْبَأَ ٱلْمَزْمُورُ ٧١:١٨، وَكَيْفَ يَتِمُّ ذلِكَ؟
١٦ يَنَالُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›، ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، ٱلتَّدْرِيبَ ٱللَّازِمَ مِنْ جَرَّاءِ مُعَاشَرَتِهِمْ لِأَعْضَاءِ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ دَعْوَةٌ سَمَاوِيَّةٌ. (لوقا ١٢:٣٢؛ يوحنا ١٠:١٦) وَهذَا مَا أَنْبَأَ بِهِ ٱلْمَزْمُورُ ٧١:١٨: «أَيْضًا إِلَى ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلشَّيْبِ يَا اَللّٰهُ لَا تَتْرُكْنِي، حَتَّى أُخْبِرَ ٱلْجِيلَ ٱلْمُقْبِلَ بِذِرَاعِكَ، وَكُلَّ آتٍ بِٱقْتِدَارِكَ». فَٱلْمَمْسُوحُونَ يُدَرِّبُونَ عُشَرَاءَهُمُ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ عَلَى تَوَلِّي ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ قَبْلَ أَنْ يَتْرُكُوهُمْ وَيَذْهَبُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ لِيَتَمَجَّدُوا مَعَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.
١٧ لكِنَّ مَا يَقُولُهُ ٱلْمَزْمُورُ ٧١:١٨ عَنْ تَعْلِيمِ ٱلْجِيلِ ‹ٱلْآتِي› يُمْكِنُ تَطْبِيقُهُ أَيْضًا بِشَكْلٍ مُوَسَّعٍ عَلَى ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ ٱلَّذِينَ يَنَالُونَ ٱلْإِرْشَادَ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَقَدْ مَنَحَ يَهْوَه ٱلْمُسِنِّينَ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْخِرَافِ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ يَشْهَدُوا عَنْهُ لِلَّذِينَ يَعْتَنِقُونَ ٱلْآنَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ. (يوئيل ١:٢، ٣) فَدُونَ شَكٍّ، يَشْعُرُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ أَنَّهُمْ مُبَارَكُونَ بِسَبَبِ مَا يَتَعَلَّمُونَهُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ، وَيَنْدَفِعُونَ بِٱلتَّالِي إِلَى نَقْلِ تَعْلِيمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ هذَا إِلَى ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَه. — رؤيا ٧:٩، ١٠.
١٨، ١٩ (أ) أَيَّةُ مَعْلُومَاتٍ قَيِّمَةٍ يُمْكِنُ لِخُدَّامِ يَهْوَه ٱلْكِبَارِ ٱلسِّنِّ أَنْ يَنْقُلُوهَا؟ (ب) مِمَّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُسِنُّونَ مُتَأَكِّدِينَ؟
١٨ إِنَّ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلْكِبَارَ ٱلسِّنِّ، ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ، هُمْ أَشْخَاصٌ شَهِدُوا أَحْدَاثًا تَارِيخِيَّةً مُهِمَّةً. فَلَا يَزَالُ هُنَالِكَ قَلِيلُونَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ مِمَّنْ رَأَوُا ٱلْعُرُوضَ ٱلْأَصْلِيَّةَ لِـ «رِوَايَةِ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةِ». وَٱلْبَعْضُ كَانُوا يَعْرِفُونَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلَّذِينَ سُجِنُوا سَنَةَ ١٩١٨ مَعْرِفَةً شَخْصِيَّةً. وَآخَرُونَ ٱشْتَرَكُوا فِي بَرَامِجَ كَانَتْ تُبَثُّ عَلَى مَحَطَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ RBBW. وَيَتَذَكَّرُ كَثِيرُونَ ٱلْقَضَايَا ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلدِّينِيَّةِ لِشُهُودِ يَهْوَه ٱلَّتِي جَرَى خَوْضُهَا فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْعُلْيَا. وَمِنْهُمْ مَنْ عَاشُوا فِي ظِلِّ ٱلْأَنْظِمَةِ ٱلدِّكْتَاتُورِيَّةِ وَٱتَّخَذُوا مَوْقِفًا رَاسِخًا إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. كَمَا أَنَّ ٱلْمُسِنِّينَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَرْوُوا كَيْفَ كُشِفَ تَدْرِيجِيًّا ٱلْفَهْمُ ٱلْمُتَعَلِّقُ بِٱلْحَقِّ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَجِّعُنَا أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ خِبْرَتِهِمِ ٱلْوَاسِعَةِ هذِهِ. — تثنية ٣٢:٧.
١٩ يَجْرِي حَثُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُسِنِّينَ أَنْ يَكُونُوا أَمْثِلَةً جَيِّدَةً لِلْأَصْغَرِ سِنًّا. (تيطس ٢:٢-٤) وَرُبَّمَا لَا تَستَطِيعُ أَيُّهَا ٱلْمُسِنُّ أَنْ تَرَى ٱلْآنَ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱحْتِمَالُكَ وَصَلَوَاتُكَ وَمَشُورَتُكَ فِي ٱلْآخَرِينَ. فَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَيُوسُفُ وَمُوسَى وَغَيْرُهُمْ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْرِفُوا كَمْ سَتُؤَثِّرُ أَمَانَتُهُمْ فِي ٱلْأَجْيَالِ ٱلْآتِيَةِ. لكِنَّ ٱلْإِرْثَ ٱلَّذِي نَقَلُوهُ، سِجِلَّ إِيمَانِهِمْ وَٱسْتِقَامَتِهِمْ، كَانَ لَهُ تَأْثِيرٌ كَبِيرٌ؛ وَهذَا يُمْكِنُ أَنْ يَصِحَّ فِيكَ أَنْتَ أَيْضًا.
٢٠ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ تَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يُبْقُونَ رَجَاءَهُمْ رَاسِخًا إِلَى ٱلنِّهَايَةِ؟
٢٠ سَوَاءٌ كُنْتَ سَتَنْجُو مِنَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ› أَوْ سَتُعَادُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ بِٱلْقِيَامَةِ، مِنَ ٱلْمُبْهِجِ أَنْ تَنَالَ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ». (متى ٢٤:٢١؛ ١ تيموثاوس ٦:١٩) تَخَيَّلْ مَا سَيَحْدُثُ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ حِينَ يَمْحُو يَهْوَه آثَارَ ٱلشَّيْخُوخَةِ. فَصِحَّتُنَا لَنْ تَتَدَهْوَرَ، بَلْ سَتَعُودُ إِلَيْنَا عَافِيَتُنَا تَدْرِيجِيًّا مَعَ كُلِّ يَوْمٍ جَدِيدٍ. فَسَيَزْدَادُ نَشَاطُنَا وَيَتَحَسَّنُ نَظَرُنَا وَسَمْعُنَا وَمَظْهَرُنَا. (ايوب ٣٣:٢٥؛ اشعيا ٣٥:٥، ٦) وَٱلَّذِينَ يُكَافَأُونَ بِٱلْحَيَاةِ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ سَيَكُونُونَ دَائِمًا صِغَارًا فِي ٱلسِّنِّ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَهُمْ. (اشعيا ٦٥:٢٢) لِذلِكَ لِنُبْقِ جَمِيعُنَا رَجَاءَنَا رَاسِخًا إِلَى ٱلنِّهَايَةِ وَلْنَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ، وَاثِقِينَ أَنَّهُ سَيَفِي بِكُلِّ وُعُودِهِ وَأَنَّ مَا سَيَفْعَلُهُ سَوْفَ يَتَخَطَّى كُلَّ تَوَقُّعَاتِنَا. — مزمور ٣٧:٤؛ ١٤٥:١٦.
-