مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • مزدهرون روحيا في المشيب
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • مُزْدَهِرُونَ رُوحِيًّا فِي ٱلْمَشِيبِ

      ‏«اَلْمَغْرُوسُونَ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ أَيْضًا فِي ٱلْمَشِيبِ يَزْدَهِرُونَ».‏ —‏ مزمور ٩٢:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ كَيْفَ تُوصَفُ ٱلشَّيْخُوخَةُ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ؟‏ (‏ب)‏ بِمَاذَا تَعِدُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِخُصُوصِ آثَارِ خَطِيَّةِ آدَمَ؟‏

      مَاذَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ عِنْدَمَا تَسْمَعُ كَلِمَةَ شَيْخُوخَةٍ؟‏ هَلْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ ٱلتَّجَاعِيدُ،‏ ٱلسَّمْعُ ٱلضَّعِيفُ،‏ ٱلْأَيْدِي وَٱلْأَرْجُلُ ٱلْوَاهِنَةُ،‏ أَوْ أَيَّةٌ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْأُخْرَى ٱلنَّاجِمَةِ عَنْ «أَيَّامِ ٱلْبَلِيَّةِ» ٱلَّتِي تُوصَفُ بِدِقَّةٍ فِي ٱلْجَامِعَةِ ١٢:‏١-‏٧‏؟‏ فِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَتَذَكَّرَ أَنَّ ٱلْوَصْفَ ٱلْوَارِدَ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلثَّانِي عَشَرَ مِنْ سِفْرِ ٱلْجَامِعَةِ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى مَا قَصَدَهُ ٱلْخَالِقُ يَهْوَه ٱللّٰهُ فِي ٱلْأَصْلِ،‏ بَلْ عَلَى ٱلْآثَارِ ٱلَّتِي تَرَكَتْهَا خَطِيَّةُ آدَمَ فِي جِسْمِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ —‏ روما ٥:‏١٢‏.‏

      ٢ إِنَّ ٱلتَّقَدُّمَ فِي ٱلْعُمْرِ لَيْسَ بِحَدِّ ذَاتِهِ سَيِّئًا،‏ لِأَنَّ ٱلِٱسْتِمْرَارَ فِي ٱلْوُجُودِ يَقْتَضِي مُرُورَ ٱلسِّنِينَ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ ٱلنُّمُوُّ وَٱلْبُلُوغُ هُمَا أَمْرَانِ ضَرُورِيَّانِ لِكُلِّ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلسَّلْبِيَّةَ ٱلنَّاتِجَةَ عَنْ سِتَّةِ آلَافِ سَنَةٍ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلنَّقْصِ ٱلَّتِي نَرَاهَا حَوْلَنَا سَتُوَلِّي عَمَّا قَرِيبٍ.‏ فَسَيَتَمَتَّعُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ بِحَيَاةٍ خَالِيَةٍ مِنْ تَأْثِيرَاتِ ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلْمَوْتِ،‏ تَمَامًا كَمَا قَصَدَ ٱللّٰهُ.‏ (‏تكوين ١:‏٢٨؛‏ رؤيا ٢١:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَآنَذَاكَ،‏ «لَا يَقُولُ سَاكِنٌ:‏ ‹أَنَا مَرِيضٌ›».‏ (‏اشعيا ٣٣:‏٢٤‏)‏ وَسَيَعُودُ ٱلْمُسِنُّونَ إِلَى أَيَّامِ ‹شَبَابِهِمْ› وَيَصِيرُ لَحْمُهُمْ ‹أَغَضَّ مِنْ لَحْمِ حَدَاثَتِهِمْ›.‏ (‏ايوب ٣٣:‏٢٥‏)‏ وَحَتَّى ذلِكَ ٱلْحِينِ،‏ يَجِبُ أَنْ يُصَارِعَ ٱلْجَمِيعُ ٱلْخَطِيَّةَ ٱلَّتِي وَرِثُوهَا مِنْ آدَمَ.‏ لكِنَّ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ فِي ٱلْعُمْرِ يَحْصُدُونَ فَوَائِدَ خُصُوصِيَّةً.‏

      ٣ كَيْفَ ‹يَزْدَهِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْمَشِيبِ›؟‏

      ٣ تُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ:‏ «اَلْمَغْرُوسُونَ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ أَيْضًا فِي ٱلْمَشِيبِ يَزْدَهِرُونَ».‏ (‏مزمور ٩٢:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَبِلُغَةٍ مَجَازِيَّةٍ،‏ يُخْبِرُ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ بِحَقِيقَةٍ جَوْهَرِيَّةٍ هِيَ أَنَّ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْأُمَنَاءَ يَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلتَّقَدُّمِ وَٱلِٱزْدِهَارِ رُوحِيًّا حَتَّى لَوْ تَدَهْوَرَتْ صِحَّتُهُمُ ٱلْجَسَدِيَّةُ.‏ وَهذَا مَا يُثْبِتُ صِحَّتَهُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْمَأْخُوذَةِ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى أَمْثِلَةٍ عَصْرِيَّةٍ عَدِيدَةٍ.‏

      ‏«لَا تَغِيبُ أَبَدًا»‏

      ٤ كَيْفَ أَظْهَرَتِ ٱلنَّبِيَّةُ ٱلْمُسِنَّةُ حَنَّةُ تَعَبُّدَهَا للّٰهِ،‏ وَكَيْفَ كُوفِئَتْ؟‏

      ٤ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلنَّبِيَّةَ حَنَّةَ ٱلَّتِي عَاشَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهَا بَلَغَتْ مِنَ ٱلْعُمْرِ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً،‏ لَمْ تَكُنْ «تَغِيبُ أَبَدًا عَنِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ مُؤَدِّيَةً خِدْمَةً مُقَدَّسَةً لَيْلًا وَنَهَارًا بِٱلْأَصْوَامِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ».‏ هذَا لَا يَعْنِي أَنَّ حَنَّةَ كَانَتْ تَسْكُنُ فِي ٱلْهَيْكَلِ،‏ إِذْ إِنَّ أَبَاهَا لَمْ يَكُنْ لَاوِيًّا بَلْ «مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ».‏ فَتَخَيَّلِ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي لَا بُدَّ أَنَّهَا بَذَلَتْهُ لِتَتَوَاجَدَ فِي ٱلْهَيْكَلِ يَوْمِيًّا مِنْ وَقْتِ تَقْدِمَةِ ٱلصَّبَاحِ حَتَّى وَقْتِ تَقْدِمَةِ ٱلْمَسَاءِ!‏ وَقَدْ كُوفِئَتْ حَنَّةُ بِسَخَاءٍ عَلَى تَعَبُّدِهَا للّٰهِ.‏ فَحَصَلَتْ عَلَى ٱمْتِيَازِ رُؤْيَةِ ٱلطِّفْلِ يَسُوعَ حِينَ جَلَبَهُ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ لِيُقَرِّبَاهُ إِلَى يَهْوَه حَسْبَمَا نَصَّتِ ٱلشَّرِيعَةُ.‏ وَحَالَمَا رَأَتْهُ،‏ «أَخَذَتْ تَشْكُرُ ٱللّٰهَ وَتَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلصَّغِيرِ إِلَى جَمِيعِ ٱلْمُنْتَظِرِينَ إِنْقَاذَ أُورُشَلِيمَ».‏ —‏ لوقا ٢:‏٢٢-‏٢٤،‏ ٣٦-‏٣٨؛‏ عدد ١٨:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ٥،‏ ٦ كَيْفَ يَقْتَدِي مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِحَنَّةَ؟‏

      ٥ فِي أَيَّامِنَا ٱلْحَاضِرَةِ،‏ يَقْتَدِي مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ بِحَنَّةَ فِي حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ،‏ تَقْدِيمِ تَضَرُّعَاتٍ مُخْلِصَةٍ مِنْ أَجْلِ تَقَدُّمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ وَتَنْمِيَةِ رَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ فِي ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ قَالَ أَخٌ فِي ثَمَانِينَاتِهِ يَحْضُرُ هُوَ وَزَوْجَتُهُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّة بِٱنْتِظَامٍ:‏ «اِعْتَدْنَا ٱلذَّهَابَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ فِي أَيِّ مَكَانٍ آخَرَ.‏ فَأَيْنَمَا كَانَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فَهُنَاكَ نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ،‏ لِأَنَّهُ ٱلْمَكَانُ ٱلَّذِي نَشْعُرُ فِيهِ بِٱلْأَمَانِ».‏ فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ مُشَجِّعٍ لِلْجَمِيعِ!‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

      ٦ لِنَأْخُذْ أَيْضًا مِثَالَ جِينْ،‏ وَهِيَ أَرْمَلَةٌ مَسِيحِيَّةٌ فِي ثَمَانِينَاتِهَا.‏ فَهِيَ تَقُولُ:‏ «أَوَدُّ أَنْ أُشَارِكَ فِي أَيِّ شَيْءٍ مُتَعَلِّقٍ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ إِذَا كَانَ بِمَقْدُورِي ذلِكَ».‏ وَتُضِيفُ:‏ «صَحِيحٌ أَنَّنِي أَمُرُّ بِفَتَرَاتِ حُزْنٍ،‏ وَلكِنْ مَا مِنْ دَاعٍ إِلَى أَنْ أُنَغِّصَ حَيَاةَ مَنْ حَوْلِي حِينَ أَكُونُ حَزِينَةً».‏ وَبِعَيْنَيْنِ تُشِعَّانِ سَعَادَةً،‏ عَبَّرَتْ عَنْ فَرَحِهَا بِزِيَارَةِ بُلْدَانٍ أُخْرَى لِتَحْضُرَ مُنَاسَبَاتٍ بَنَّاءَةً رُوحِيًّا.‏ وَفِي رِحْلَةٍ قَامَتْ بِهَا مُؤَخَّرًا،‏ قَالَتْ لِرُفَقَائِهَا فِي ٱلسَّفَرِ:‏ «لَا أُرِيدُ أَنْ أَرَى ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْمَوَاقِعِ ٱلسِّيَاحِيَّةِ؛‏ بَلْ أَوَدُّ ٱلذَّهَابَ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ».‏ وَقَدْ تَمَكَّنَتْ مِنْ إِثَارَةِ ٱهْتِمَامِ ٱلنَّاسِ بِرِسَالَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ رَغْمَ أَنَّهَا لَا تَعْرِفُ لُغَةَ ذلِكَ ٱلْبَلَدِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ خَدَمَتْ جِينْ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ مَعَ جَمَاعَةٍ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ،‏ مَعَ أَنَّ ذلِكَ تَطَلَّبَ مِنْهَا تَعَلُّمَ لُغَةٍ جَدِيدَةٍ وَقَضَاءَ سَاعَةٍ ذَهَابًا وَسَاعَةٍ إِيَابًا لِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏

      إِبْقَاءُ ٱلذِّهْنِ نَشِيطًا

      ٧ كَيْفَ عَبَّرَ مُوسَى عِنْدَمَا كَانَ مُسِنًّا عَنْ تَوْقِهِ أَنْ يَزِيدَ مَعْرِفَتَهُ لِيَهْوَه بِحَيْثُ تَتَوَثَّقُ عَلَاقَتُهُ بِهِ؟‏

      ٧ إِنَّ ٱلْخِبْرَةَ فِي ٱلْحَيَاةِ تُكْتَسَبُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ.‏ (‏ايوب ١٢:‏١٢‏)‏ أَمَّا ٱلتَّقَدُّمُ ٱلرُّوحِيُّ فَلَا يَأْتِي آلِيًّا مَعَ ٱلْعُمْرِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْأَوْلِيَاءَ لَا يَعْتَمِدُونَ فَقَطْ عَلَى مَخْزُونِ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلَّذِي جَمَعُوهُ فِي ٱلْمَاضِي،‏ بَلْ يَسْعَوْنَ أَنْ ‹يَزْدَادُوا عِلْمًا› فِيمَا تَمُرُّ ٱلسِّنُونُ.‏ (‏امثال ٩:‏٩‏)‏ مَثَلًا،‏ كَانَ مُوسَى ٱبْنَ ثَمَانِينَ سَنَةً عِنْدَمَا أَوْكَلَ إِلَيْهِ يَهْوَه إِحْدَى ٱلْمَهَامِّ.‏ (‏خروج ٧:‏٧‏)‏ وَكَمَا يَتَّضِحُ،‏ ٱعْتُبِرَ بُلُوغُ عُمْرٍ كَهذَا فِي أَيَّامِهِ أَمْرًا غَيْرَ ٱعْتِيَادِيٍّ.‏ فَقَدْ قَالَ هُوَ نَفْسُهُ إِنَّ ‹أَيَّامَ سِنِينَا سَبْعُونَ سَنَةً وَمَعَ ٱلْقُوَّةِ ثَمَانُونَ سَنَةً›.‏ (‏مزمور ٩٠:‏١٠‏)‏ مَعْ ذلِكَ،‏ لَمْ يَشْعُرْ مُوسَى أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَتَعَلَّمَ.‏ فَبَعْدَمَا قَضَى عُقُودًا فِي خِدْمَةِ ٱللّٰهِ وَنَالَ ٱمْتِيَازَاتٍ عَدِيدَةً وَقَامَ بِمَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةٍ،‏ تَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَه قَائِلًا:‏ «عَرِّفْنِي طُرُقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ».‏ (‏خروج ٣٣:‏١٣‏)‏ فَقَدْ تَاقَ دَائِمًا أَنْ يَزِيدَ مَعْرِفَتَهُ لِيَهْوَه بِحَيْثُ تَتَوَثَّقُ عَلَاقَتُهُ بِهِ.‏

      ٨ كَيْفَ أَبْقَى دَانِيَالُ ذِهْنَهُ نَشِيطًا وَهُوَ فِي تِسْعِينَاتِهِ،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

      ٨ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ ٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ.‏ فَقَدِ ٱسْتَمَرَّ وَهُوَ فِي تِسْعِينَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ يَتَأَمَّلُ فِي ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَمَا مَيَّزَهُ دَانِيَالُ مِنْ خِلَالِ دَرْسِهِ ٱلْكُتُبَ —‏ ٱلَّتِي رُبَّمَا شَمَلَتِ ٱللَّاوِيِّينَ،‏ إِشَعْيَا،‏ إِرْمِيَا،‏ هُوشَعَ،‏ وَعَامُوسَ —‏ دَفَعَهُ إِلَى طَلَبِ يَهْوَه مِنْ خِلَالِ ٱلصَّلَاةِ ٱلْحَارَّةِ.‏ (‏دانيال ٩:‏١،‏ ٢‏)‏ وَقَدِ ٱسْتُجِيبَتْ صَلَاتُهُ حِينَ نَالَ مَعْلُومَاتٍ مُوحًى بِهَا عَنْ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا وَعَمَّا سَيَحِلُّ بِٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ —‏ دانيال ٩:‏٢٠-‏٢٧‏.‏

      ٩،‏ ١٠ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْبَعْضُ لِإِبْقَاءِ ذِهْنِهِمْ نَشِيطًا؟‏

      ٩ عَلَى غِرَارِ مُوسَى وَدَانِيَالَ،‏ يُمْكِنُنَا إِبْقَاءُ ذِهْنِنَا نَشِيطًا بِٱلتَّرْكِيزِ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ مَا دُمْنَا قَادِرِينَ عَلَى ذلِكَ.‏ وَهذَا مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ يَهْوَه.‏ مَثَلًا،‏ يُحَاوِلُ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ فِي ثَمَانِينَاتِهِ يُدْعَى وُورْثْ أَنْ يَبْقَى مُطَّلِعًا عَلَى أَحْدَثِ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يَنْشُرُهَا «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ».‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ يَقُولُ:‏ «أُحِبُّ ٱلْحَقَّ مَحَبَّةً شَدِيدَةً.‏ وَكَمْ أَفْرَحُ حِينَ أَرَى نُورَ ٱلْحَقِّ يَزْدَادُ إِشْرَاقًا!‏».‏ (‏امثال ٤:‏١٨‏)‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَشْعُرُ فْرِيدُ (‏ٱلَّذِي قَضَى حَتَّى ٱلْآنَ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ عَامًا فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ)‏ أَنَّ ٱلْمُنَاقَشَاتِ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ حَوْلَ مَوَاضِيعَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هِيَ بَنَّاءَةٌ رُوحِيًّا.‏ فَهُوَ يَقُولُ:‏ «أَنَا أَسْعَى إِلَى إِبْقَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حَيًّا فِي ذِهْنِي».‏ وَيُتَابِعُ:‏ «إِذَا ٱسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْعَلَ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي تَتَعَلَّمُهَا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَمَسُّكَ شَخْصِيًّا وَأَنْ تَرْبِطَهَا ‹بِنَمُوذَجِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّحِيحِ›،‏ فَلَنْ تَكُونَ هذِهِ مُجَرَّدَ مَعْلُومَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ،‏ بَلْ حَقَائِقُ مُتَرَابِطَةٌ أَشْبَهُ بِٱلْأَحْجَارِ ٱلْكَرِيمَةِ ٱلَّتِي تُزَيِّنُ قِطْعَةَ مُجَوْهَرَاتٍ».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏١٣‏.‏

      ١٠ وَٱلتَّقَدُّمُ فِي ٱلْعُمْرِ لَا يُعِيقُ بِٱلضَّرُورَةِ تَعَلُّمَ مَفَاهِيمَ جَدِيدَةٍ وَصَعْبَةٍ.‏ فَهُنَالِكَ أَشْخَاصٌ فِي سِتِّينَاتِهِمْ أَوْ سَبْعِينَاتِهِمْ أَوْ حَتَّى ثَمَانِينَاتِهِمْ يَتَعَلَّمُونَ ٱلْقِرَاءَةَ وَٱلْكِتَابَةَ أَوْ يَتَعَلَّمُونَ لُغَاتٍ جَدِيدَةً.‏ وَهذَا مَا فَعَلَهُ بَعْضُ شُهُودِ يَهْوَه بِهَدَفِ نَقْلِ ٱلْبِشَارَةِ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْقَوْمِيَّاتِ.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ مِثَالًا عَلَى ذلِكَ،‏ كَانَ هَارِي وَزَوْجَتُهُ فِي أَوَاخِرِ سِتِّينَاتِهِمَا حِينَ قَرَّرَا ٱلْمُسَاعَدَةَ فِي ٱلْحَقْلِ ٱلْبُرْتُغَالِيِّ.‏ يَقُولُ هَارِي:‏ «مِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ أَيَّ أَمْرٍ فِي ٱلْحَيَاةِ يَصِيرُ أَصْعَبَ مَعَ تَقَدُّمِ ٱلسِّنِّ».‏ مَعَ ذلِكَ،‏ تَمَكَّنَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ بِٱلْجُهْدِ وَٱلْمُثَابَرَةِ مِنْ إِدَارَةِ دُرُوسٍ فِي ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱللُّغَةِ ٱلْبُرْتُغَالِيَّةِ.‏ حَتَّى إِنَّ هَارِي يُلْقِي مُنْذُ سَنَوَاتٍ خِطَابَاتٍ فِي ٱلْمَحَافِلِ ٱلْكُورِيَّةِ بِهذِهِ ٱللُّغَةِ ٱلْجَدِيدَةِ.‏

      ١١ لِمَاذَا نُنَاقِشُ مَا يُنْجِزُهُ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ؟‏

      ١١ طَبْعًا،‏ لَا تَسْمَحُ ٱلصِّحَّةُ أَوِ ٱلظُّرُوفُ لِلْجَمِيعِ أَنْ يَأْخُذُوا عَلَى عَاتِقِهِمْ أُمُورًا كَهذِهِ.‏ إِذًا،‏ لِمَاذَا نُنَاقِشُ مَا يُنْجِزُهُ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ؟‏ حَتْمًا،‏ لَا تَهْدِفُ مُنَاقَشَتُنَا إِلَى ٱلْقَوْلِ إِنَّ ٱلْجَمِيعَ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومُوا بِٱلْإِنْجَازَاتِ نَفْسِهَا.‏ فَٱلْهَدَفُ مِنْهَا تُعَبِّرُ عَنْهُ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ عَنْ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْأُمَنَاءِ:‏ «اُنْظُرُوا فِي مَا يَؤُولُ إِلَيْهِ سُلُوكُهُمْ،‏ وَٱقْتَدُوا بِإِيمَانِهِمْ».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏٧‏)‏ فَٱلتَّأَمُّلُ فِي أَمْثِلَةِ ٱلْغَيْرَةِ هذِهِ يُشَجِّعُنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْإِيمَانِ ٱلرَّاسِخِ ٱلَّذِي دَفَعَ هؤُلَاءِ ٱلْمُسِنِّينَ إِلَى خِدْمَةِ ٱللّٰهِ.‏ يُوضِحُ هَارِي،‏ ٱلَّذِي صَارَ عُمْرُهُ ٱلْآنَ ٨٧ سَنَةً،‏ مَا يَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ قَائِلًا:‏ «أُحِبُّ أَنْ أَسْتَخْدِمَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ لِي بِحِكْمَةٍ وَأَنْ أَكُونَ فَعَّالًا قَدْرَ ٱلْمُسْتَطَاعِ فِي خِدْمَتِي لِيَهْوَه».‏ كَمَا أَنَّ فْرِيدَ ٱلْمَذْكُورَ سَابِقًا لَا يَزَالُ يَقُومُ بِتَعْيِينَاتِهِ فِي بَيْت إِيلَ،‏ مِمَّا يَجْلُبُ لَهُ شُعُورًا بِٱلِٱكْتِفَاءِ.‏ وَهُوَ يَقُولُ:‏ «عَلَيْكَ أَنْ تَجِدَ مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْفُضْلَى ٱلَّتِي تُمَكِّنُكَ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَه،‏ وَأَنْ تَتَبَنَّى هذَا ٱلْمَسْلَكَ وَتَسْتَمِرَّ فِيهِ».‏

      اَلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ

      ١٢،‏ ١٣ كَيْفَ أَعْرَبَ بَرْزِلَّايُ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ للّٰهِ رَغْمَ ظُرُوفِهِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ؟‏

      ١٢ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَقْلُمَ مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلصِّحِّيَّةِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ هُوَ أَمْرٌ صَعْبٌ.‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ إِظْهَارُ ٱلتَّعَبُّدِ للّٰهِ رَغْمَ هذِهِ ٱلظُّرُوفِ.‏ وَبَرْزِلَّايُ ٱلْجِلْعَادِيُّ هُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ،‏ أَظْهَرَ لِدَاوُدَ وَجَيْشِهِ حُسْنَ ٱلضِّيَافَةِ،‏ إِذْ أَمَّنَ لَهُمُ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمَأْوَى خِلَالَ ثَوْرَةِ أَبْشَالُومَ.‏ كَمَا أَنَّهُ شَيَّعَ دَاوُدَ وَرِجَالَهُ حَتَّى نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ حِينَ كَانُوا عَائِدِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ.‏ وَقَدْ عَرَضَ عَلَيْهِ دَاوُدُ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ حَاشِيَتِهِ ٱلْمَلَكِيَّةِ.‏ فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِهِ؟‏ قَالَ لِدَاوُدَ:‏ «أَنَا ٱلْيَوْمَ ٱبْنُ ثَمَانِينَ سَنَةً.‏ فَهَلْ .‏ .‏ .‏ يَسْتَطْعِمُ خَادِمُكَ بِمَا آكُلُ وَمَا أَشْرَبُ،‏ أَوْ هَلْ مَا زِلْتُ قَادِرًا عَلَى ٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَى صَوْتِ ٱلْمُغَنِّينَ وَٱلْمُغَنِّيَاتِ؟‏ .‏ .‏ .‏ هُوَذَا خَادِمُكَ كِمْهَامُ،‏ لِيَعْبُرْ مَعَ سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ،‏ وَٱصْنَعْ إِلَيْهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ».‏ —‏ ٢ صموئيل ١٧:‏٢٧-‏٢٩؛‏ ١٩:‏٣١-‏٤٠‏.‏

      ١٣ فَرَغْمَ ظُرُوفِهِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ،‏ قَامَ بَرْزِلَّايُ بِكُلِّ مَا فِي وُسْعِهِ لِدَعْمِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمُعَيَّنِ مِنْ يَهْوَه.‏ وَلَمْ يَشْعُرْ بِٱلِٱسْتِيَاءِ لِأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَتَذَوَّقُ أَوْ يَسْمَعُ كَمَا كَانَ فِي ٱلسَّابِقِ.‏ وَقَدْ أَظْهَرَ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ هُوَ حِينَ أَعْرَبَ عَنْ عَدَمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ وَأَوْصَى أَنْ يَنَالَ كِمْهَامُ ٱلْمَنْصِبَ ٱلَّذِي عَرَضَهُ دَاوُدُ عَلَيْهِ.‏ عَلَى غِرَارِ بَرْزِلَّايَ،‏ يُعْرِبُ مُسِنُّونَ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ عَنِ ٱلسَّخَاءِ وَعَدَمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ فَهُمْ يَبْذُلُونَ قُصَارَى جُهْدِهِمْ لِدَعْمِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ عَالِمِينَ أَنَّهُ «بِذَبَائِحَ مِثْلِ هٰذِهِ يَرْضَى ٱللّٰهُ».‏ فَيَا لَهَا مِنْ بَرَكَةٍ أَنْ يَكُونَ بَيْنَنَا أَشْخَاصٌ أَوْلِيَاءُ كَهؤُلَاءِ!‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٦‏.‏

      ١٤ كَيْفَ تُعْطِي مَعْرِفَةُ عُمْرِ دَاوُدَ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُورِ ٣٧:‏٢٣-‏٢٥ مَعْنًى أَكْبَرَ؟‏

      ١٤ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِي دَاوُدَ؟‏ رَغْمَ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ عِدَّةَ مَرَّاتٍ إِلَى مُوَاجَهَةِ ظُرُوفٍ مُتَغَيِّرَةٍ عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ فَقَدْ بَقِيَ مُقْتَنِعًا أَنَّ عِنَايَةَ يَهْوَه بِخُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ لَا تَتَغَيَّرُ.‏ فَفِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ،‏ نَظَمَ ٱلتَّرْنِيمَةَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي ٱلْمَزْمُورِ ٣٧‏.‏ تَخَيَّلْ دَاوُدَ وَهُوَ يَتَأَمَّلُ وَيَعْزِفُ عَلَى ٱلْقِيثَارَةِ وَيُرَنِّمُ:‏ «يَهْوَهُ يُثَبِّتُ خُطُوَاتِ ٱلرَّجُلِ،‏ وَبِطَرِيقِهِ يُسَرُّ.‏ إِذَا سَقَطَ لَا يَنْطَرِحُ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ مُسْنِدٌ يَدَهُ.‏ كُنْتُ فَتًى،‏ وَقَدْ شِخْتُ،‏ وَلَمْ أَرَ بَارًّا تُخُلِّيَ عَنْهُ،‏ وَلَا نَسْلَهُ يَلْتَمِسُ خُبْزًا».‏ (‏مزمور ٣٧:‏٢٣-‏٢٥‏)‏ فَقَدْ رَأَى يَهْوَه مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ تَرِدَ فِي هذَا ٱلْمَزْمُورِ ٱلْمُوحَى بِهِ إِشَارَةٌ إِلَى عُمْرِ دَاوُدَ.‏ فَذلِكَ يُعْطِي كَلِمَاتِ دَاوُدَ ٱلصَّادِرَةَ مِنَ ٱلْقَلْبِ مَعْنًى أَكْبَرَ.‏

      ١٥ كَيْفَ رَسَمَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا مِثَالًا رَائِعًا لِلْأَمَانَةِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ وَٱلشَّيْخُوخَةِ؟‏

      ١٥ اَلرَّسُولُ يُوحَنَّا هُوَ مِثَالٌ رَائِعٌ آخَرُ لِلْأَمَانَةِ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ وَٱلْعُمْرِ ٱلْمُتَقَدِّمِ.‏ فَبَعْدَ خِدْمَةٍ دَامَتْ مَا يُقَارِبُ ٱلسَّبْعِينَ سَنَةً،‏ نُفِيَ يُوحَنَّا إِلَى جَزِيرَةِ بَطْمُسَ ‹لِأَنَّهُ تَكَلَّمَ عَنِ ٱللّٰهِ وَشَهِدَ لِيَسُوعَ›.‏ (‏رؤيا ١:‏٩‏)‏ لكِنَّ عَمَلَهُ لَمْ يَنْتَهِ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ.‏ فَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ،‏ دَوَّنَ كُلَّ كِتَابَاتِهِ ٱلَّتِي صَارَتْ جُزْءًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ فِي جَزِيرَةِ بَطْمُسَ،‏ شَاهَدَ رُؤْيَا مُوحِيَةً بِٱلرَّهْبَةِ وَنَقَلَهَا بِدِقَّةٍ مُدَوِّنًا إِيَّاهَا فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا.‏ (‏رؤيا ١:‏١،‏ ٢‏)‏ وَكَمَا يُعْتَقَدُ عُمُومًا،‏ أُطْلِقَ سَرَاحُهُ بَعْدَئِذٍ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ ٱلرُّومَانِيِّ نِيرْڤَا.‏ وَنَحْوَ سَنَةِ ٩٨ ب‌م،‏ حِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِعُمْرِ ٩٠ او ١٠٠ سَنَةٍ،‏ كَتَبَ ٱلْإِنْجِيلَ وَٱلرَّسَائِلَ ٱلثَّلَاثَ ٱلَّتِي تَحْمِلُ ٱسْمَهُ.‏

      سِجِلُّ ٱحْتِمَالٍ لَا يُمْحَى

      ١٦ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلَّذِينَ أُصِيبُوا بِإِعَاقَةٍ فِي ٱلنُّطْقِ أَنْ يُعْرِبُوا عَنْ تَعَبُّدِهِمْ لِيَهْوَه؟‏

      ١٦ قَدْ تَكُونُ لِلْقُدُرَاتِ ٱلْمَحْدُودَةِ أَشْكَالٌ عَدِيدَةٌ وَدَرَجَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ.‏ مَثَلًا،‏ أُصِيبَ ٱلْبَعْضُ بِإِعَاقَةٍ فِي ٱلنُّطْقِ.‏ وَلكِنْ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَا يَزَالُونَ يُقَدِّرُونَ مَحَبَّةَ ٱللّٰهِ وَلُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ نَحْوَهُمْ.‏ وَمَعَ أَنَّ قُدْرَتَهُمْ عَلَى ٱلتَّعْبِيرِ بِٱلْكَلَامِ بَاتَتْ مَحْدُودَةً،‏ فَهُمْ يَقُولُونَ لِيَهْوَه فِي قُلُوبِهِمْ:‏ «كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ!‏ اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي».‏ (‏مزمور ١١٩:‏٩٧‏)‏ وَيَهْوَه يَعْرِفُ ٱلَّذِينَ ‹يُفَكِّرُونَ فِي ٱسْمِهِ›،‏ وَهُوَ يُدْرِكُ كَمْ هُمْ مُخْتَلِفُونَ عَنِ ٱلْأَغْلَبِيَّةِ ٱلسَّاحِقَةِ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلَّتِي لَا تَهْتَمُّ إِطْلَاقًا بِطُرُقِهِ.‏ (‏ملاخي ٣:‏١٦؛‏ مزمور ١٠:‏٤‏)‏ فَكَمْ هُوَ مُعَزٍّ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَه يُسَرُّ بِتَأَمُّلَاتِ قَلْبِنَا!‏ —‏ ١ اخبار الايام ٢٨:‏٩؛‏ مزمور ١٩:‏١٤‏.‏

      ١٧ أَيُّ أَمْرٍ فَرِيدٍ حَقَّقَهُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ؟‏

      ١٧ لَا يُمْكِنُ ٱلْإِنْكَارُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَه بِأَمَانَةٍ مُنْذُ عُقُودٍ حَقَّقُوا أَمْرًا فَرِيدًا لَا يُمْكِنُ تَحْقِيقُهُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى:‏ سِجِلُّ ٱحْتِمَالٍ لَا يُمْحَى.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «بِٱحْتِمَالِكُمْ تَقْتَنُونَ نُفُوسَكُمْ».‏ (‏لوقا ٢١:‏١٩‏)‏ فَٱلِٱحْتِمَالُ ضَرُورِيٌّ لِنَيْلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَزَالُونَ ‹يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ› وَيُبَرْهِنُونَ عَنْ وَلَائِهِمْ مِنْ خِلَالِ مَسْلَكِ حَيَاتِهِمْ،‏ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَرْجُوا ‹نَيْلَ إِتْمَامِ ٱلْوَعْدِ›.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٣٦‏.‏

      ١٨ (‏أ)‏ أَيُّ أَمْرٍ يُسَرُّ يَهْوَه أَنْ يَرَى ٱلْمُسِنِّينَ يَقُومُونَ بِهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

      ١٨ يُقَدِّرُ يَهْوَه خِدْمَتَكَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ مَهْمَا كَانَ مِقْدَارُ مَا يُمْكِنُكَ فِعْلُهُ.‏ وَرَغْمَ ٱلتَّغَيُّرَاتِ ٱلَّتِي تَحْدُثُ ‹لِلْإِنْسَانِ ٱلْخَارِجِيِّ› نَتِيجَةَ ٱلشَّيْخُوخَةِ،‏ فَإِنَّ ‹ٱلْإِنْسَانَ ٱلدَّاخِلِيَّ› يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏١٦‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ مَا أَنْجَزْتَهُ فِي ٱلسَّابِقِ،‏ لكِنَّهُ دُونَ شَكٍّ يُقَدِّرُ أَيْضًا مَا تَفْعَلُهُ ٱلْآنَ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ.‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ سَنُنَاقِشُ ٱلْفَوَائِدَ ٱلْبَعِيدَةَ ٱلْمَدَى لِهذِهِ ٱلْأَمَانَةِ.‏

  • المسنون —‏ بركة للاصغر سنا
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ حزيران (‏يونيو)‏
    • اَلْمُسِنُّونَ —‏ بَرَكَةٌ لِلْأَصْغَرِ سِنًّا

      ‏«أَيْضًا إِلَى ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلشَّيْبِ يَا اَللّٰهُ لَا تَتْرُكْنِي،‏ حَتَّى أُخْبِرَ ٱلْجِيلَ ٱلْمُقْبِلَ بِذِرَاعِكَ،‏ وَكُلَّ آتٍ بِٱقْتِدَارِكَ».‏ —‏ مزمور ٧١:‏١٨‏.‏

      ١،‏ ٢ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُدْرِكَ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْمُسِنُّونَ،‏ وَمَاذَا سَنَسْتَعْرِضُ فِي مَا يَلِي؟‏

      عِنْدَمَا زَارَ شَيْخٌ مَسِيحِيٌّ فِي إِفْرِيقْيَا ٱلْغَرْبِيَّةِ أَخًا مَمْسُوحًا مُسِنًّا وَسَأَلَهُ عَنْ حَالِهِ،‏ أَجَابَهُ ٱلْأَخُ:‏ «يُمْكِنُنِي أَنْ أَرْكُضَ وَأَنْ أَقْفِزَ».‏ وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ،‏ كَانَ يُمَثِّلُ مَا يَتَحَدَّثُ عَنْهُ.‏ ثُمَّ عَادَ فَقَالَ:‏ «وَلكِنْ لَا يُمْكِنُنِي أَنْ أَطِيرَ».‏ وَقَدْ فَهِمَ ٱلشَّيْخُ مَقْصَدَهُ.‏ فَكَمَا لَوْ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:‏ ‹أَنَا أَفْعَلُ مَا يُمْكِنُنِي فِعْلُهُ بِكُلِّ طِيبِ خَاطِرٍ.‏ وَلكِنَّنِي لَا أَفْعَلُ مَا لَا يُمْكِنُنِي فِعْلُهُ›.‏ وَٱلشَّيْخُ ٱلَّذِي قَامَ بِهذِهِ ٱلزِّيَارَةِ هُوَ ٱلْآنَ فِي ثَمَانِينَاتِهِ،‏ وَلَا تَزَالُ ذِكْرَى هذَا ٱلْأَخِ ٱلْوَلِيِّ وَٱلْمَرِحِ حَيَّةً فِي ذِهْنِهِ.‏

      ٢ مِنْ خِلَالِ هذَا ٱلِٱخْتِبَارِ،‏ نَرَى أَنَّ ٱلصِّفَاتِ ٱلْإِلهِيَّةَ ٱلَّتِي يَتَحَلَّى بِهَا ٱلْمُسِنُّونَ تَتْرُكُ أَثَرًا طَوِيلَ ٱلْأَمَدِ فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ وَلكِنْ بِٱلطَّبْعِ،‏ لَيْسَ ٱلْعُمْرُ بِحَدِّ ذَاتِهِ هُوَ مَا يُنْتِجُ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ (‏جامعة ٤:‏١٣‏)‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «اَلشَّيْبَةُ تَاجُ جَمَالٍ مَتَى وُجِدَتْ فِي طَرِيقِ ٱلْبِرِّ».‏ (‏امثال ١٦:‏٣١‏)‏ فَإِذَا كُنْتَ مُتَقَدِّمًا فِي ٱلسِّنِّ،‏ فَهَلْ تُدْرِكُ كَمْ تَتْرُكُ كَلِمَاتُكَ وَتَصَرُّفَاتُكَ أَثَرًا جَيِّدًا فِي ٱلْآخَرِينَ؟‏ لِنَسْتَعْرِضْ فِي مَا يَلِي أَمْثِلَةً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَيْفَ كَانَ بَعْضُ ٱلْمُسِنِّينَ بَرَكَةً لِلْأَصْغَرِ سِنًّا.‏

      إِيمَانٌ تَرَكَ أَثَرًا بَعِيدَ ٱلْمَدَى

      ٣ كَيْفَ أَثَّرَتْ أَمَانَةُ نُوحٍ فِي كُلِّ ٱلْأَحْيَاءِ ٱلْآنَ؟‏

      ٣ أَنْتَجَ إِيمَانُ نُوحٍ وَثَبَاتُهُ فَوَائِدَ لَا تَزَالُ مُسْتَمِرَّةً حَتَّى يَوْمِنَا هذَا.‏ فَنُوحٌ كَانَ يُنَاهِزُ ٱلـ‍ ٦٠٠ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا بَنَى ٱلْفُلْكَ،‏ جَمَعَ ٱلْحَيَوَانَاتِ،‏ وَكَرَزَ لِلْآخَرِينَ.‏ (‏تكوين ٧:‏٦؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٥‏)‏ وَبِفَضْلِ تَقْوَاهُ،‏ نَجَا هُوَ وَعَائِلَتُهُ مِنَ ٱلطُّوفَانِ ٱلْعَظِيمِ وَصَارَ سَلَفَ كُلِّ ٱلنَّاسِ ٱلْأَحْيَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ عَاشَ فِي زَمَنٍ كَانَ فِيهِ عُمْرُ ٱلْإِنْسَانِ أَطْوَلَ عُمُومًا،‏ فَقَدْ بَقِيَ أَمِينًا حَتَّى فِي أَوَاخِرِ حَيَاتِهِ،‏ مِمَّا أَفَادَ ٱلْبَشَرَ.‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏

      ٤ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلْيَوْمَ مِنْ ثَبَاتِ نُوحٍ؟‏

      ٤ كَانَ نُوحٌ يُقَارِبُ ٱلـ‍ ٨٠٠ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا ٱبْتَدَأَ نِمْرُودُ يُخَطِّطُ لِبِنَاءِ بُرْجِ بَابِلَ ٱنْتِهَاكًا لِأَمْرِ يَهْوَه ‹بِمَلْءِ ٱلْأَرْضِ›.‏ (‏تكوين ٩:‏١؛‏ ١١:‏١-‏٩‏)‏ لكِنَّ نُوحًا لَمْ يُشَارِكْ فِي تَمَرُّدِ نِمْرُودَ.‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلْمُرَجَّحِ أَنَّ لُغَتَهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ عِنْدَمَا بَلْبَلَ يَهْوَه لُغَةَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ.‏ حَقًّا،‏ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ وَٱلثَّبَاتَ ٱللَّذَيْنِ أَعْرَبَ عَنْهُمَا نُوحٌ طَوَالَ حَيَاتِهِ،‏ وَلَيْسَ فِي شَيْخُوخَتِهِ فَقَطْ،‏ هُمَا صِفَتَانِ جَدِيرَتَانِ بِأَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمَا خُدَّامُ ٱللّٰهِ فِي كُلِّ ٱلْعُصُورِ.‏ —‏ عبرانيين ١١:‏٧‏.‏

      اَلْأَثَرُ فِي ٱلْعَائِلَةِ

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ مَاذَا طَلَبَ يَهْوَه مِنْ إِبْرَاهِيمَ عِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلْخَامِسَةِ وَٱلسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَجَاوَبَ إِبْرَاهِيمُ مَعَ طَلَبِ ٱللّٰهِ؟‏

      ٥ تُظْهِرُ حَيَاةُ ٱلْآبَاءِ ٱلْأَجِلَّاءِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا بَعْدَ نُوحٍ أَيَّ أَثَرٍ يَتْرُكُهُ ٱلْمُسِنُّونَ فِي إِيمَانِ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ كَانَ إِبْرَاهِيمُ فِي ٱلْخَامِسَةِ وَٱلسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ تَقْرِيبًا عِنْدَمَا قَالَ لَهُ ٱللّٰهُ:‏ «اِذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَأَهْلِكَ وَبَيْتِ أَبِيكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُرِيكَ.‏ وَأَنَا أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكُكَ».‏ —‏ تكوين ١٢:‏١،‏ ٢‏.‏

      ٦ تَخَيَّلْ أَنَّ أَحَدًا طَلَبَ مِنْكَ تَرْكَ بَيْتِكَ،‏ أَصْدِقَائِكَ،‏ مَوْطِنِكَ،‏ وَأَقْرِبَائِكَ ٱلَّذِينَ تَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ فِي وَسْطِهِمْ لِتَذْهَبَ إِلَى بَلَدٍ لَا تَعْرِفُهُ.‏ فِي ٱلْوَاقِعِ،‏ هذَا مَا طَلَبَهُ ٱللّٰهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبَ؟‏ لَقَدْ «ذَهَبَ .‏ .‏ .‏ كَمَا قَالَ لَهُ يَهْوَهُ» وَعَاشَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْمُتَبَقِّيَةَ مِنْ حَيَاتِهِ فِي خِيَامٍ كَمُتَغَرِّبٍ وَرَحَّالَةٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏ (‏تكوين ١٢:‏٤؛‏ عبرانيين ١١:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَه كَانَ قَدْ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ سَيَصِيرُ «أُمَّةً عَظِيمَةً»،‏ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَشْهَدَ تَحْقِيقَ هذَا ٱلْوَعْدِ.‏ فَزَوْجَتُهُ سَارَةُ لَمْ تُنْجِبْ لَهُ سِوَى ٱبْنٍ وَاحِدٍ،‏ إِسْحَاقَ،‏ وَذلِكَ بَعْدَ مُرُورِ ٢٥ سَنَةً عَلَى إِقَامَتِهِ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ (‏تكوين ٢١:‏٢،‏ ٥‏)‏ إِلَّا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمْ يَكِلَّ وَيَعُدْ مِنْ حَيْثُ أَتَى.‏ فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ لِلْإِيمَانِ وَٱلِٱحْتِمَالِ!‏

      ٧ أَيُّ أَثَرٍ تَرَكَهُ ٱحْتِمَالُ إِبْرَاهِيمَ فِي ٱبْنِهِ إِسْحَاقَ،‏ وَكَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْبَشَرُ مِنْ ذلِكَ؟‏

      ٧ تَرَكَ ٱحْتِمَالُ ٱبْرَاهِيمَ أَثَرًا كَبِيرًا فِي ٱبْنِهِ إِسْحَاقَ ٱلَّذِي قَضَى كَامِلَ حَيَاتِهِ،‏ أَيْ ١٨٠ سَنَةً،‏ كَمُتَغَرِّبٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ.‏ وَكَانَ ٱحْتِمَالُ إِسْحَاقَ مُؤَسَّسًا عَلَى إِيمَانِهِ بِوَعْدِ ٱللّٰهِ،‏ ٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي غَرَسَهُ فِيهِ وَالِدَاهُ ٱلْمُسِنَّانِ وَٱلَّذِي رَسَّخَتْهُ لَاحِقًا ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي قَالَهَا لَهُ يَهْوَه.‏ (‏تكوين ٢٦:‏٢-‏٥‏)‏ وَقَدْ لَعِبَ ثَبَاتُ إِسْحَاقَ دَوْرًا مُهِمًّا فِي إِتْمَامِ وَعْدِ يَهْوَه بِمَجِيءِ «نَسْلٍ» مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ سَيَتَبَارَكُ بِوَاسِطَتِهِ كُلُّ ٱلْبَشَرِ.‏ فَبَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ،‏ أَتَاحَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ (‏ٱلْجُزْءُ ٱلرَّئِيسِيُّ مِنْ ذلِكَ ‹ٱلنَّسْلِ›)‏ ٱلْفُرْصَةَ لِكُلِّ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللّٰهِ وَيَتَمَتَّعُوا بِحَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.‏ —‏ غلاطية ٣:‏١٦؛‏ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

      ٨ كَيْفَ أَظْهَرَ يَعْقُوبُ أَنَّ لَدَيْهِ إِيمَانًا رَاسِخًا،‏ وَأَيُّ أَثَرٍ كَانَ لِذلِكَ؟‏

      ٨ سَاعَدَ إِسْحَاقُ بِدَوْرِهِ ٱبْنَهُ يَعْقُوبَ عَلَى تَنْمِيَةِ إِيمَانٍ رَاسِخٍ دَعَمَهُ حَتَّى شَيْخُوخَتِهِ.‏ فَيَعْقُوبُ كَانَ لَهُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ٩٧ سَنَةً حِينَ صَارَعَ مَلَاكًا طَوَالَ ٱللَّيْلِ لِكَيْ يُبَارِكَهُ.‏ (‏تكوين ٣٢:‏٢٤-‏٢٨‏)‏ وَقَبْلَ مَوْتِهِ عَنْ عُمْرِ ١٤٧ سَنَةً،‏ ٱسْتَجْمَعَ ٱلْقُوَّةَ لِيُبَارِكَ كُلًّا مِنْ أَبْنَائِهِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏ (‏تكوين ٤٧:‏٢٨‏)‏ وَقَدْ تَحَقَّقَتِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلنَّبَوِيَّةُ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلتَّكْوِينِ ٤٩:‏١-‏٢٨ ٱلَّتِي تَفَوَّهَ بِهَا يَعْقُوبُ،‏ وَلَا يَزَالُ جُزْءٌ مِنْهَا قَيْدَ ٱلْإِتْمَامِ ٱلْآنَ.‏

      ٩ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنِ ٱلْأَثَرِ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكَهُ ٱلْمُسِنُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ رُوحِيًّا فِي عَائِلَاتِهِمْ؟‏

      ٩ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ خُدَّامَ ٱللّٰهِ ٱلْمُسِنِّينَ ٱلْأَوْلِيَاءَ يَتْرُكُونَ أَثَرًا جَيِّدًا فِي أَفْرَادِ عَائِلَتِهِمْ.‏ فَإِرْشَادُهُمُ ٱلْمُؤَسَّسُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَخِبْرَتُهُمْ وَمِثَالُهُمْ فِي ٱلِٱحْتِمَالِ هِيَ مُسَاعِدَاتٌ فَعَّالَةٌ عَلَى غَرْسِ ٱلْإِيمَانِ ٱلرَّاسِخِ فِي قَلْبِ ٱلصِّغَارِ مُنْذُ طُفُولَتِهِمْ.‏ (‏امثال ٢٢:‏٦‏)‏ لِذلِكَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَخِفَّ ٱلْمُسِنُّونَ أَبَدًا بِٱلْأَثَرِ ٱلْإِيجَابِيِّ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَتْرُكُوهُ فِي أَفْرَادِ عَائِلَاتِهِمْ.‏

      اَلْأَثَرُ فِي ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ

      ١٠ مَاذَا ‹أَوْصَى يُوسُفُ بِشَأْنِ عِظَامِهِ›،‏ وَأَيُّ أَثَرٍ كَانَ لِذلِكَ؟‏

      ١٠ يَتْرُكُ ٱلْمُسِنُّونَ أَيْضًا أَثَرًا جَيِّدًا فِي ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ مَثَلًا،‏ قَامَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ فِي شَيْخُوخَتِهِ بِعَمَلٍ بَسِيطٍ يَنِمُّ عَنِ ٱلْإِيمَانِ أَثَّرَ تَأْثِيرًا كَبِيرًا فِي مَلَايِينِ ٱلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلَّذِينَ عَاشُوا بَعْدَهُ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ عُمْرُهُ ١١٠ سَنَوَاتٍ،‏ «أَوْصَى بِشَأْنِ عِظَامِهِ» أَنْ يَأْخُذَهَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَعَهُمْ حِينَ يُغَادِرُونَ مِصْرَ.‏ (‏عبرانيين ١١:‏٢٢؛‏ تكوين ٥٠:‏٢٥‏)‏ وَهذَا مَا أَعْطَاهُمْ بَصِيصَ أَمَلٍ خِلَالَ سَنَوَاتِ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلْقَاسِيَةِ ٱلَّتِي عَقِبَتْ مَوْتَهُ،‏ إِذْ أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ إِنْقَاذَهُمْ سَيَأْتِي لَا مَحَالَةَ.‏

      ١١ كَيْفَ أَثَّرَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مُوسَى ٱلْمُسِنُّ فِي يَشُوعَ؟‏

      ١١ كَانَ مُوسَى أَحَدَ ٱلَّذِينَ شَجَّعَهُمْ هذَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ فِي ٱلثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ،‏ نَالَ ٱمْتِيَازَ حَمْلِ عِظَامِ يُوسُفَ وَإِخْرَاجِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.‏ (‏خروج ١٣:‏١٩‏)‏ وَفِي هذَا ٱلْوَقْتِ تَقْرِيبًا،‏ ٱلْتَقَى بِيَشُوعَ ٱلَّذِي كَانَ أَصْغَرَ مِنْهُ بِكَثِيرٍ.‏ فَصَارَ يَشُوعُ خَادِمَهُ ٱلْخَاصَّ طَوَالَ ٱلْأَرْبَعِينَ سَنَةً ٱلتَّالِيَةِ.‏ (‏عدد ١١:‏٢٨‏)‏ وَقَدْ رَافَقَ يَشُوعُ مُوسَى حِينَ صَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ،‏ وَٱنْتَظَرَ عَوْدَتَهُ حَامِلًا لَوْحَيِ ٱلشَّهَادَةِ لِيَنْزِلَا مَعًا مِنَ ٱلْجَبَلِ.‏ (‏خروج ٢٤:‏١٢-‏١٨؛‏ ٣٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ يَشُوعَ ٱسْتَفَادَ مِنْ حِكْمَةِ مُوسَى ٱلْمُسِنِّ وَمَشُورَتِهِ ٱلسَّدِيدَةِ.‏

      ١٢ كَيْفَ أَثَّرَ يَشُوعُ طَوَالَ حَيَاتِهِ تَأْثِيرًا جَيِّدًا فِي أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ؟‏

      ١٢ وَيَشُوعُ أَيْضًا كَانَ طَوَالَ حَيَاتِهِ مَصْدَرَ تَشْجِيعٍ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ.‏ تُخْبِرُنَا قُضَاة ٢:‏٧‏:‏ «خَدَمَ ٱلشَّعْبُ يَهْوَهَ كُلَّ أَيَّامِ يَشُوعَ وَكُلَّ أَيَّامِ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّذِينَ طَالَتْ أَيَّامُهُمْ بَعْدَ يَشُوعَ وَٱلَّذِينَ رَأَوْا كُلَّ أَعْمَالِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا لِإِسْرَائِيلَ».‏ وَلكِنْ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ وَٱلشُّيُوخِ،‏ ٱبْتَدَأَتْ فَتْرَةُ تَأَرْجُحٍ بَيْنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَٱلْبَاطِلَةِ.‏ وَقَدْ دَامَتْ هذِهِ ٱلْفَتْرَةُ ٣٠٠ سَنَةٍ حَتَّى أَيَّامِ صَمُوئِيلَ ٱلنَّبِيِّ.‏

      صَمُوئِيلُ ‹صَنَعَ بِرًّا›‏

      ١٣ كَيْفَ ‹صَنَعَ صَمُوئِيلُ بِرًّا›؟‏

      ١٣ لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَمْ كَانَ عُمْرُ صَمُوئِيلَ عِنْدَ مَوْتِهِ.‏ لكِنَّ مَا نَعْرِفُهُ هُوَ أَنَّ سِفْرَ صَمُوئِيلَ ٱلْأَوَّلَ يُغَطِّي أَحْدَاثًا حَصَلَتْ خِلَالَ فَتْرَةِ ١٠٢ سَنَةٍ تَقْرِيبًا وَأَنَّ صَمُوئِيلَ شَهِدَ مُعْظَمَ هذِهِ ٱلْحَوَادِثِ.‏ وَتَذْكُرُ العبرانيين ١١:‏ ٣٢ و ٣٣ أَنَّ ٱلْقُضَاةَ وَٱلْأَنْبِيَاءَ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ صَمُوئِيلُ،‏ ‏«صَنَعُوا بِرًّا».‏ نَعَمْ،‏ أَثَّرَ صَمُوئِيلُ فِي مُعَاصِرِيهِ لِيَتَجَنَّبُوا ٱلْخَطَأَ أَوْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ مُمَارَسَتِهِ.‏ (‏١ صموئيل ٧:‏٢-‏٤‏)‏ كَيْفَ ذلِكَ؟‏ لَقَدْ كَانَ وَلِيًّا لِيَهْوَه طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏ (‏١ صموئيل ١٢:‏٢-‏٥‏)‏ وَلَمْ يَخَفْ أَنْ يُعْطِيَ مَشُورَةً قَوِيَّةً حَتَّى لِلْمَلِكِ.‏ (‏١ صموئيل ١٥:‏١٦-‏٢٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ كَانَ مِثَالِيًّا فِي مَسْأَلَةِ ٱلصَّلَاةِ لِأَجْلِ ٱلْآخَرِينَ حَتَّى بَعْدَمَا ‹شَاخَ وَشَابَ›.‏ فَقَدْ قَالَ لِرُفَقَائِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «حَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى يَهْوَهَ بِأَنْ أَكُفَّ عَنِ ٱلصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِكُمْ».‏ —‏ ١ صموئيل ١٢:‏٢،‏ ٢٣‏.‏

      ١٤،‏ ١٥ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَقْتَدِيَ ٱلْمُسِنُّونَ ٱلْيَوْمَ بِصَمُوئِيلَ فِي مَسْأَلَةِ ٱلصَّلَاةِ؟‏

      ١٤ يُظْهِرُ هذَا ٱلْمِثَالُ طَرِيقَةً مُهِمَّةً يُمْكِنُ لِلْمُسِنِّينَ بِوَاسِطَتِهَا أَنْ يُؤَثِّرُوا إِيجَابًا فِي خُدَّامِ يَهْوَه ٱلْآخَرِينَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّ قُدُرَاتِهِمْ مَحْدُودَةٌ بِسَبَبِ صِحَّتِهِمْ أَوْ ظُرُوفِهِمْ،‏ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُصَلُّوا مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَيَا أَيُّهَا ٱلْمُسِنُّونَ،‏ هَلْ تُدْرِكُونَ كَمْ تُفِيدُ صَلَوَاتُكُمُ ٱلْجَمَاعَةَ؟‏ فَأَنْتُمْ تَتَمَتَّعُونَ بِمَوْقِفٍ مَقْبُولٍ أَمَامَ يَهْوَه نَتِيجَةَ إِيمَانِكُمْ بِدَمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَسْفُوكِ،‏ وَ ‹إِيمَانُكُمْ مُمْتَحَنٌ› بِسَبَبِ سِجِلِّ ٱحْتِمَالِكُمْ.‏ (‏يعقوب ١:‏٣؛‏ ١ بطرس ١:‏٧‏)‏ وَلَا تَنْسَوْا أَبَدًا أَنَّ «تَضَرُّعَ ٱلْبَارِّ ٱلْفَعَّالَ لَهُ قُوَّةٌ عَظِيمَةٌ».‏ —‏ يعقوب ٥:‏١٦‏.‏

      ١٥ وَٱلصَّلَوَاتُ ٱلَّتِي تُقَدِّمُونَهَا طَلَبًا لِدَعْمِ يَهْوَه لِعَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ.‏ فَٱلْبَعْضُ مِنْ إِخْوَتِنَا مَسْجُونُونَ بِسَبَبِ حِيَادِهِمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ وَيَقَعُ ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ ضَحِيَّةَ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ،‏ ٱلْحُرُوبِ،‏ وَٱلنِّزَاعَاتِ ٱلْأَهْلِيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ آخَرِينَ فِي جَمَاعَاتِنَا يُوَاجِهُونَ ٱلْإِغْرَاءَاتِ أَوِ ٱلْمُقَاوَمَةَ.‏ (‏متى ١٠:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذلِكَ،‏ يَحْتَاجُ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلْإِشْرَافِ عَلَى ٱلْجَمَاعَاتِ إِلَى صَلَوَاتِكُمُ ٱلْمُسْتَمِرَّةِ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ (‏افسس ٦:‏١٨،‏ ١٩؛‏ كولوسي ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَكَمْ هُوَ مُفِيدٌ أَنْ تَذْكُرُوا ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي صَلَوَاتِكُمْ،‏ كَمَا فَعَلَ أَبَفْرَاسُ!‏ —‏ كولوسي ٤:‏١٢‏.‏

      تَعْلِيمُ ٱلْجِيلِ ٱلْآتِي

      ١٦،‏ ١٧ بِمَاذَا أَنْبَأَ ٱلْمَزْمُورُ ٧١:‏١٨‏،‏ وَكَيْفَ يَتِمُّ ذلِكَ؟‏

      ١٦ يَنَالُ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ›،‏ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٱلتَّدْرِيبَ ٱللَّازِمَ مِنْ جَرَّاءِ مُعَاشَرَتِهِمْ لِأَعْضَاءِ «ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ» ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ دَعْوَةٌ سَمَاوِيَّةٌ.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وَهذَا مَا أَنْبَأَ بِهِ ٱلْمَزْمُورُ ٧١:‏١٨‏:‏ «أَيْضًا إِلَى ٱلشَّيْخُوخَةِ وَٱلشَّيْبِ يَا اَللّٰهُ لَا تَتْرُكْنِي،‏ حَتَّى أُخْبِرَ ٱلْجِيلَ ٱلْمُقْبِلَ بِذِرَاعِكَ،‏ وَكُلَّ آتٍ بِٱقْتِدَارِكَ».‏ فَٱلْمَمْسُوحُونَ يُدَرِّبُونَ عُشَرَاءَهُمُ ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ عَلَى تَوَلِّي ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ قَبْلَ أَنْ يَتْرُكُوهُمْ وَيَذْهَبُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ لِيَتَمَجَّدُوا مَعَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏

      ١٧ لكِنَّ مَا يَقُولُهُ ٱلْمَزْمُورُ ٧١:‏١٨ عَنْ تَعْلِيمِ ٱلْجِيلِ ‹ٱلْآتِي› يُمْكِنُ تَطْبِيقُهُ أَيْضًا بِشَكْلٍ مُوَسَّعٍ عَلَى ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ ٱلَّذِينَ يَنَالُونَ ٱلْإِرْشَادَ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَقَدْ مَنَحَ يَهْوَه ٱلْمُسِنِّينَ مِنْ هؤُلَاءِ ٱلْخِرَافِ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ يَشْهَدُوا عَنْهُ لِلَّذِينَ يَعْتَنِقُونَ ٱلْآنَ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ.‏ (‏يوئيل ١:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَدُونَ شَكٍّ،‏ يَشْعُرُ ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ أَنَّهُمْ مُبَارَكُونَ بِسَبَبِ مَا يَتَعَلَّمُونَهُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَيَنْدَفِعُونَ بِٱلتَّالِي إِلَى نَقْلِ تَعْلِيمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ هذَا إِلَى ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَه.‏ —‏ رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ أَيَّةُ مَعْلُومَاتٍ قَيِّمَةٍ يُمْكِنُ لِخُدَّامِ يَهْوَه ٱلْكِبَارِ ٱلسِّنِّ أَنْ يَنْقُلُوهَا؟‏ (‏ب)‏ مِمَّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُسِنُّونَ مُتَأَكِّدِينَ؟‏

      ١٨ إِنَّ خُدَّامَ يَهْوَه ٱلْكِبَارَ ٱلسِّنِّ،‏ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ،‏ هُمْ أَشْخَاصٌ شَهِدُوا أَحْدَاثًا تَارِيخِيَّةً مُهِمَّةً.‏ فَلَا يَزَالُ هُنَالِكَ قَلِيلُونَ عَلَى قَيْدِ ٱلْحَيَاةِ مِمَّنْ رَأَوُا ٱلْعُرُوضَ ٱلْأَصْلِيَّةَ لِـ‍ «رِوَايَةِ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةِ».‏ وَٱلْبَعْضُ كَانُوا يَعْرِفُونَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْمَسْؤُولِينَ ٱلَّذِينَ سُجِنُوا سَنَةَ ١٩١٨ مَعْرِفَةً شَخْصِيَّةً.‏ وَآخَرُونَ ٱشْتَرَكُوا فِي بَرَامِجَ كَانَتْ تُبَثُّ عَلَى مَحَطَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِذَاعِيَّةِ ‏R‏B‏B‏W‏.‏ وَيَتَذَكَّرُ كَثِيرُونَ ٱلْقَضَايَا ٱلْمُتَعَلِّقَةَ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلدِّينِيَّةِ لِشُهُودِ يَهْوَه ٱلَّتِي جَرَى خَوْضُهَا فِي ٱلْمَحَاكِمِ ٱلْعُلْيَا.‏ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاشُوا فِي ظِلِّ ٱلْأَنْظِمَةِ ٱلدِّكْتَاتُورِيَّةِ وَٱتَّخَذُوا مَوْقِفًا رَاسِخًا إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمُسِنِّينَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَرْوُوا كَيْفَ كُشِفَ تَدْرِيجِيًّا ٱلْفَهْمُ ٱلْمُتَعَلِّقُ بِٱلْحَقِّ.‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَجِّعُنَا أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ خِبْرَتِهِمِ ٱلْوَاسِعَةِ هذِهِ.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏٧‏.‏

      ١٩ يَجْرِي حَثُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُسِنِّينَ أَنْ يَكُونُوا أَمْثِلَةً جَيِّدَةً لِلْأَصْغَرِ سِنًّا.‏ (‏تيطس ٢:‏٢-‏٤‏)‏ وَرُبَّمَا لَا تَستَطِيعُ أَيُّهَا ٱلْمُسِنُّ أَنْ تَرَى ٱلْآنَ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱحْتِمَالُكَ وَصَلَوَاتُكَ وَمَشُورَتُكَ فِي ٱلْآخَرِينَ.‏ فَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَيُوسُفُ وَمُوسَى وَغَيْرُهُمْ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْرِفُوا كَمْ سَتُؤَثِّرُ أَمَانَتُهُمْ فِي ٱلْأَجْيَالِ ٱلْآتِيَةِ.‏ لكِنَّ ٱلْإِرْثَ ٱلَّذِي نَقَلُوهُ،‏ سِجِلَّ إِيمَانِهِمْ وَٱسْتِقَامَتِهِمْ،‏ كَانَ لَهُ تَأْثِيرٌ كَبِيرٌ؛‏ وَهذَا يُمْكِنُ أَنْ يَصِحَّ فِيكَ أَنْتَ أَيْضًا.‏

      ٢٠ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ تَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يُبْقُونَ رَجَاءَهُمْ رَاسِخًا إِلَى ٱلنِّهَايَةِ؟‏

      ٢٠ سَوَاءٌ كُنْتَ سَتَنْجُو مِنَ ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ› أَوْ سَتُعَادُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ بِٱلْقِيَامَةِ،‏ مِنَ ٱلْمُبْهِجِ أَنْ تَنَالَ «ٱلْحَيَاةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ».‏ (‏متى ٢٤:‏٢١؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٩‏)‏ تَخَيَّلْ مَا سَيَحْدُثُ خِلَالَ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ حِينَ يَمْحُو يَهْوَه آثَارَ ٱلشَّيْخُوخَةِ.‏ فَصِحَّتُنَا لَنْ تَتَدَهْوَرَ،‏ بَلْ سَتَعُودُ إِلَيْنَا عَافِيَتُنَا تَدْرِيجِيًّا مَعَ كُلِّ يَوْمٍ جَدِيدٍ.‏ فَسَيَزْدَادُ نَشَاطُنَا وَيَتَحَسَّنُ نَظَرُنَا وَسَمْعُنَا وَمَظْهَرُنَا.‏ (‏ايوب ٣٣:‏٢٥؛‏ اشعيا ٣٥:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَٱلَّذِينَ يُكَافَأُونَ بِٱلْحَيَاةِ فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ سَيَكُونُونَ دَائِمًا صِغَارًا فِي ٱلسِّنِّ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَهُمْ.‏ (‏اشعيا ٦٥:‏٢٢‏)‏ لِذلِكَ لِنُبْقِ جَمِيعُنَا رَجَاءَنَا رَاسِخًا إِلَى ٱلنِّهَايَةِ وَلْنَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَه مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ،‏ وَاثِقِينَ أَنَّهُ سَيَفِي بِكُلِّ وُعُودِهِ وَأَنَّ مَا سَيَفْعَلُهُ سَوْفَ يَتَخَطَّى كُلَّ تَوَقُّعَاتِنَا.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏٤؛‏ ١٤٥:‏١٦‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة