مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«اغلب السوء بالصلاح»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏«غَضِبَ وَٱغْتَاظَ جِدًّا»‏

      ٥،‏ ٦ (‏أ)‏ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ أَعْدَاءِ نَحَمْيَا تِجَاهَ عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا لَمْ يَخَفْ نَحَمْيَا مِنْ مُقَاوِمِيهِ؟‏

      ٥ حَثَّ نَحَمْيَا شَعْبَهُ بِشَجَاعَةٍ:‏ «هَيَّا بِنَا نُعِيدُ بِنَاءَ سُورِ أُورُشَلِيمَ».‏ فَأَجَابُوهُ:‏ «لِنَقُمْ وَنَبْنِ».‏ يَقُولُ نَحَمْيَا:‏ «فَشَدَّدُوا أَيْدِيَهُمْ لِلْعَمَلِ ٱلصَّالِحِ».‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ ‹هَزَأُوا بِهِمْ وَنَظَرُوا إِلَيْهِمْ بِٱحْتِقَارٍ وَقَالُوا لَهُمْ:‏ «مَا ٱلَّذِي أَنْتُمْ فَاعِلُونَ؟‏ أَعَلَى ٱلْمَلِكِ تَتَمَرَّدُونَ؟‏»›.‏ لكِنَّ مُلَاحَظَاتِهِمِ ٱلسَّاخِرَةَ وَٱتِّهَامَاتِهِمِ ٱلْبَاطِلَةَ لَمْ تُخِفْ نَحَمْيَا،‏ بَلْ قَالَ لِمُقَاوِمِيهِ:‏ «إِنَّ إِلٰهَ ٱلسَّمٰوَاتِ هُوَ ٱلَّذِي يُعْطِينَا ٱلنَّجَاحَ،‏ وَنَحْنُ،‏ خُدَّامَهُ،‏ سَنَقُومُ وَنَبْنِي».‏ (‏نحميا ٢:‏١٧-‏٢٠‏)‏ فَقَدْ كَانَ مُصَمِّمًا عَلَى ٱلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي «ٱلْعَمَلِ ٱلصَّالِحِ».‏

      ٦ إِلَّا أَنَّ سَنْبَلَّطَ،‏ أَحَدَ هؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمِينَ،‏ «غَضِبَ وَٱغْتَاظَ جِدًّا» وَصَعَّدَ مُلَاحَظَاتِهِ ٱلتَّهَكُّمِيَّةَ قَائِلًا:‏ «مَاذَا يَفْعَلُ هٰؤُلَاءِ ٱلْيَهُودُ ٱلضُّعَفَاءُ؟‏ .‏ .‏ .‏ هَلْ يُحْيُونَ ٱلْحِجَارَةَ مِنْ كُوَمِ ٱلْأَنْقَاضِ؟‏».‏ وَحَذَا طُوبِيَّا حَذْوَ صَاحِبِهِ قَائِلًا بٱسْتِهْزَاءٍ:‏ «إِنَّ مَا يَبْنُونَهُ،‏ لَوْ صَعِدَ ثَعْلَبٌ عَلَيْهِ لَهَدَمَ سُورَ حِجَارَتِهِمْ».‏ نحميا ٤:‏١-‏٣‏)‏ فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ نَحَمْيَا؟‏

      ٧ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ نَحَمْيَا تِجَاهَ ٱتِّهَامَاتِ مُقَاوِمِيهِ؟‏

      ٧ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ،‏ تَجَاهَلَ نَحَمْيَا ٱسْتِهْزَاءَ ٱلْمُقَاوِمِينَ إِذْ أَطَاعَ وَصِيَّةَ ٱللّٰهِ وَلَمْ يَنْتَقِمْ مِنْهُمْ.‏ (‏لاويين ١٩:‏١٨‏)‏ وَبِٱلْأَحْرَى،‏ تَرَكَ ٱلْمَسْأَلَةَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَه وَصَلَّى إِلَيْهِ:‏ «اِسْمَعْ يَا إِلٰهَنَا،‏ لِأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا هَدَفًا لِلِٱزْدِرَاءِ،‏ وَرُدَّ تَعْيِيرَهُمْ عَلَى رَأْسِهِمْ».‏ (‏نحميا ٤:‏٤‏)‏ فَقَدْ وَثِقَ نَحَمْيَا بِكَلِمَاتِ يَهْوَه ٱلَّتِي تُؤَكِّدُ:‏ «لِي ٱلِٱنْتِقَامُ وَٱلْجَزَاءُ».‏ (‏تثنية ٣٢:‏٣٥‏)‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ،‏ «تَابَعَ» نَحَمْيَا وَٱلشَّعْبُ «بِنَاءَ ٱلسُّورِ» وَلَمْ يَسْمَحُوا لِأَيِّ شَيْءٍ بِأَنْ يُعَرْقِلَ عَمَلَهُمْ.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ «ٱتَّصَلَ ٱلسُّورُ كُلُّهُ حَتَّى نِصْفِ ٱرْتِفَاعِهِ،‏ وَكَانَ لِلشَّعْبِ قَلْبٌ فِي ٱلْعَمَلِ».‏ (‏نحميا ٤:‏٦‏)‏ فَقَدْ فَشِلَ أَعْدَاءُ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ فِي عَرْقَلَةِ عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ.‏ وَلكِنْ كَيْفَ نَقْتَدِي نَحْنُ ٱلْيَوْمَ بِمِثَالِ نَحَمْيَا؟‏

      ٨ (‏أ)‏ كَيْفَ نَقْتَدِي بِنَحَمْيَا حِينَ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً؟‏ (‏ب)‏ اِرْوُوا ٱخْتِبَارًا شَخْصِيًّا أَوِ ٱخْتِبَارًا سَمِعْتُمُوهُ يُظْهِرُ أَنَّ عَدَمَ ٱلِٱنْتِقَامِ هُوَ مَسْلَكُ حِكْمَةٍ.‏

      ٨ فِي أَيَّامِنَا هذِهِ،‏ قَدْ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ أَوْ حَتَّى فِي ٱلْبَيْتِ مُلَاحَظَاتٍ سَاخِرَةً وَٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً.‏ وَفِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِمُوَاجَهَةِ هذِهِ ٱلِٱتِّهَامَاتِ هِيَ تَطْبِيقُ كَلِمَاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ:‏ «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ».‏ (‏جامعة ٣:‏١،‏ ٧‏)‏ فَعَلَى غِرَارِ نَحَمْيَا،‏ نَحْنُ لَا نَنْتَقِمُ مِنْ مُقَاوِمِينَا مُوَجِّهِينَ إِلَيْهِمْ كَلِمَاتٍ نَابِيَةً.‏ (‏روما ١٢:‏١٧‏)‏ بَلْ نَلْتَفِتُ إِلَى ٱللّٰهِ فِي ٱلصَّلَاةِ وَاثِقِينَ بِإِلهِنَا ٱلَّذِي يُؤَكِّدُ لَنَا:‏ «أَنَا أُجَازِي».‏ (‏روما ١٢:‏١٩؛‏ ١ بطرس ٢:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَهكَذَا لَا نَدَعُ مُقَاوِمِينَا يُعَرْقِلُونَ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي يَلْزَمُ إِنْجَازُهُ ٱلْيَوْمَ:‏ اَلْكِرَازَةُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ وَتَلْمَذَةُ أُنَاسٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَبِٱشْتِرَاكِنَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَعَدَمِ ٱلسَّمَاحِ لِلْمُقَاوَمَةِ بِأَنْ تَثْنِيَنَا عَنْ عَمَلِنَا،‏ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْأَمَانَةِ نَفْسِهَا ٱلَّتِي تَحَلَّى بِهَا نَحَمْيَا.‏

      سَوْفَ ‹نَقْتُلُكُمْ›‏

      ٩ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ لَجَأَ إِلَيْهِ ٱلْأَعْدَاءُ،‏ وَكَيْفَ تَصَرَّفَ نَحَمْيَا؟‏

      ٩ حِينَ سَمِعَ مُقَاوِمُو ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ فِي زَمَنِ نَحَمْيَا أَنَّ «تَرْمِيمَ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ قَدْ تَقَدَّمَ»،‏ أَخَذُوا سُيُوفَهُمْ لِكَيْ «يُحَارِبُوا» هذِهِ ٱلْمَدِينَةَ.‏ وَلَمْ يَكُنْ وَضْعُ ٱلْيَهُودِ يُبَشِّرُ بِٱلْخَيْرِ.‏ فَقَدْ كَانَتْ أُورُشَلِيمُ مُحَاطَةً مِنْ كُلِّ جَانِبٍ:‏ اَلسَّامِرِيُّونَ مِنَ ٱلشَّمَالِ،‏ ٱلْعَمُّونِيُّونَ مِنَ ٱلشَّرْقِ،‏ ٱلْعَرَبُ مِنَ ٱلْجَنُوبِ،‏ وَٱلْأَشْدُودِيُّونَ مِنَ ٱلْغَرْبِ.‏ وَبَدَا أَنَّهُ لَا مَفَرَّ لِهؤُلَاءِ ٱلْبَنَّائِينَ.‏ فَمَاذَا فَعَلُوا؟‏ يُخْبِرُ نَحَمْيَا:‏ «صَلَّيْنَا إِلَى إِلٰهِنَا».‏ لكِنَّ ٱلْأَعْدَاءَ هَدَّدُوهُمْ قَائِلِينَ:‏ «نَقْتُلُهُمْ وَنُوقِفُ ٱلْعَمَلَ».‏ وَكَيْفَ تَصَرَّفَ نَحَمْيَا؟‏ لَقَدْ أَوْكَلَ إِلَى ٱلْبَنَّائِينَ مُهِمَّةَ ٱلدِّفَاعِ عَنِ ٱلْمَدِينَةِ «بِسُيُوفِهِمْ وَرِمَاحِهِمْ وَقِسِيِّهِمْ».‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ لَمْ تَكُنْ هذِهِ ٱلْحُفْنَةُ مِنَ ٱلْيَهُودِ لِتَصْمُدَ فِي وَجْهِ ٱلْأَعْدَاءِ ٱلَّذِينَ شَكَّلُوا قُوَّةً عَظِيمَةً،‏ لكِنَّ نَحَمْيَا حَثَّهُمْ:‏ «لَا تَخَافُوا .‏ .‏ .‏ اُذْكُرُوا يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْمَخُوفَ».‏ —‏ نحميا ٤:‏٧-‏٩،‏ ١١،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ مَا ٱلَّذِي جَعَلَ أَعْدَاءَ نَحَمْيَا يَعْدِلُونَ فَجْأَةً عَنْ مُحَارَبَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ تَدَابِيرَ ٱتَّخَذَهَا نَحَمْيَا؟‏

      ١٠ وَفَجْأَةً،‏ ٱتَّخَذَتِ ٱلْأَحْدَاثُ مَنْحًى مُخْتَلِفًا.‏ فَقَدْ عَدَلَ ٱلْأَعْدَاءُ عَنْ مُحَارَبَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ وَٱلسَّبَبُ؟‏ يُخْبِرُ نَحَمْيَا:‏ «أَبْطَلَ ٱللّٰهُ خُطَّتَهُمْ».‏ مَعَ ذلِكَ،‏ عَرَفَ نَحَمْيَا أَنَّهُمْ مَا زَالُوا يُشَكِّلُونَ خَطَرًا عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ فَأَجْرَى بِفِطْنَةٍ بَعْضَ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي طَرِيقَةِ عَمَلِ ٱلْبَنَّائِينَ.‏ فَصَارَ «كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِٱلْيَدِ ٱلْوَاحِدَةِ وَيُمْسِكُ ٱلْحَرْبَةَ بِٱلْيَدِ ٱلْأُخْرَى».‏ كَمَا عَيَّنَ نَحَمْيَا رَجُلًا ‹يَنْفُخُ فِي ٱلْقَرْنِ› تَحْذِيرًا لِلْبَنَّائِينَ فِي حَالِ هَجَمَ ٱلْعَدُوُّ عَلَيْهِمْ.‏ وَٱلْأَهَمُّ مِنْ كُلِّ ذلِكَ أَنَّهُ طَمْأَنَ ٱلشَّعْبَ مِنْ جَدِيدٍ:‏ «إِلٰهُنَا يُحَارِبُ عَنَّا».‏ (‏نحميا ٤:‏١٥-‏٢٠‏)‏ وَهكَذَا بَعْدَ أَنْ تَشَجَّعَ ٱلْبَنَّاؤُونَ وَصَارُوا أَكْثَرَ ٱسْتِعْدَادًا لِمُوَاجَهَةِ ٱلْهَجَمَاتِ،‏ تَابَعُوا ٱلْعَمَلَ ٱلْمُوكَلَ إِلَيْهِمْ.‏ فَأَيَّةُ دُرُوسٍ نَسْتَمِدُّهَا مِنْ هذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟‏

      ١١ مَا ٱلَّذِي يُمَكِّنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ مِنَ ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلْمُقَاوِمِينَ،‏ وَكَيْفَ يَغْلِبُونَ ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ؟‏

      ١١ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يُوَاجِهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُقَاوَمَةً عَنِيفَةً،‏ حَتَّى إِنَّ مُقَاوِمِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ ٱلشَّرِسِينَ يُشَكِّلُونَ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ قُوَّةً عَظِيمَةً.‏ وَمِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ لَا مَجَالَ لِأَنْ يَصْمُدَ رُفَقَاؤُنَا ٱلْمُؤْمِنُونَ فِي وَجْهِهِمْ.‏ لكِنَّهُمْ وَاثِقُونَ أَنَّ ‹ٱللّٰهَ سَيُحَارِبُ عَنْهُمْ›.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ غَالِبًا مَا يَشْعُرُ إِخْوَتُنَا ٱلْمُضْطَهَدُونَ مِنْ أَجْلِ مُعْتَقَدَاتِهِمْ أَنَّ يَهْوَه يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِهِمْ وَ ‹يُبْطِلُ خُطَّةَ› ٱلْأَعْدَاءِ ٱلْأَشِدَّاءِ.‏ حَتَّى فِي ٱلْبُلْدَانِ حَيْثُ عَمَلُ ٱلْمَلَكُوتِ مَحْظُورٌ،‏ لَا يَعْدَمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ وَسِيلَةً لِمُوَاصَلَةِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ فَتَمَامًا كَمَا أَجْرَى ٱلْبَنَّاؤُونَ فِي أُورُشَلِيمَ بَعْضَ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي طَرِيقَةِ عَمَلِهِمْ،‏ يُجْرِي شُهُودُ يَهْوَه ٱلْيَوْمَ بِفِطْنَةٍ تَعْدِيلَاتٍ فِي طَرِيقَةِ كِرَازَتِهِمْ حِينَ يُهَاجَمُونَ،‏ لكِنَّهُمْ بِٱلطَّبْعِ لَا يَسْتَخْدِمُونَ أَسْلِحَةً حَرْفِيَّةً.‏ (‏٢ كورنثوس ١٠:‏٤‏)‏ وَهكَذَا،‏ حَتَّى لَوْ تَعَرَّضَ ٱلشُّهُودُ لِلْعُنْفِ ٱلْجَسَدِيِّ فَإِنَّ ذلِكَ لَا يُعَرْقِلُ نَشَاطَاتِهِمِ ٱلْكِرَازِيَّةَ.‏ (‏١ بطرس ٤:‏١٦‏)‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ،‏ ‹يَغْلِبُ› هؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلشُّجْعَانُ ‹ٱلسُّوءَ بِٱلصَّلَاحِ›.‏

      ‏«‏هَلُمَّ نَتَوَاعَدُ وَنَلْتَقِي»‏

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ أَيَّةُ مَكِيدَةٍ لَجَأَ إِلَيْهَا أَعْدَاءُ نَحَمْيَا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا رَفَضَ نَحَمْيَا لِقَاءَ مُقَاوِمِيهِ؟‏

      ١٢ بَعْدَ أَنْ أَدْرَكَ أَعْدَاءُ نَحَمْيَا أَنَّ هَجَمَاتِهِمِ ٱلْمُبَاشَرَةَ بَاءَتْ بِٱلْفَشَلِ،‏ لَجَأُوا إِلَى أَشْكَالٍ خَبِيثَةٍ مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ.‏ فَقَدْ حَاكُوا لَهُ ثَلَاثَ مَكَائِدَ.‏ مَا هِيَ؟‏

      ١٣ فِي ٱلْمَكِيدَةِ ٱلْأُولَى،‏ حَاوَلَ أَعْدَاءُ نَحَمْيَا أَنْ يَخْدَعُوهُ قَائِلِينَ:‏ «هَلُمَّ نَتَوَاعَدُ وَنَلْتَقِي فِي قُرَى سَهْلِ وَادِي أُونُو».‏ فَبِمَا أَنَّ أُونُو تَقَعُ بَيْنَ أُورُشَلِيمَ وَٱلسَّامِرَةِ،‏ كَانَ ٱلْأَعْدَاءُ يَقْتَرِحُونَ عَلَى نَحَمْيَا أَنْ يَلْتَقُوا مَعَهُ فِي نُقْطَةٍ وَسَطٍ لِكَيْ يَحُلُّوا خِلَافَاتِهِمْ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ نَحَمْيَا؟‏ كَانَ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يُفَكِّرَ:‏ ‹يَبْدُو هذَا ٱلْحَلُّ مَنْطِقِيًّا،‏ فَٱلْحِوَارُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْعِرَاكِ›.‏ لكِنَّهُ لَمْ يُفَكِّرْ بِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ وَلَمْ يَقْبَلْ عَرْضَهُمْ.‏ لِمَاذَا؟‏ يُجِيبُ نَحَمْيَا:‏ ‹كَانُوا يُخَطِّطُونَ لِإِلْحَاقِ ٱلضَّرَرِ بِي›.‏ فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّهَا مَكِيدَةٌ خَدَّاعَةٌ يَحُوكُونَهَا لَهُ.‏ لِذلِكَ قَالَ لِمُقَاوِمِيهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ:‏ «لَا أَسْتَطِيعُ ٱلنُّزُولَ.‏ لِمَاذَا يَتَعَطَّلُ ٱلْعَمَلُ فِيمَا أَتْرُكُهُ وَأَنْزِلُ إِلَيْكُمْ؟‏».‏ وَهكَذَا فَشِلَتْ مُحَاوَلَاتُ ٱلْأَعْدَاءِ لِجَعْلِ نَحَمْيَا يَقْبَلُ بِهذَا ٱلْحَلِّ ٱلْوَسَطِ.‏ فَقَدْ بَقِيَ مُرَكِّزًا عَلَى عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ.‏ —‏ نحميا ٦:‏١-‏٤‏.‏

      ١٤ مَاذَا فَعَلَ نَحَمْيَا حِينَ وُجِّهَتْ إِلَيْهِ ٱتِّهَامَاتٌ بَاطِلَةٌ؟‏

      ١٤ فِي ٱلْمَكِيدَةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ لَجَأَ ٱلْأَعْدَاءُ إِلَى إِطْلَاقِ ٱلشَّائِعَاتِ عَلَى نَحَمْيَا مُتَّهِمِينَ إِيَّاهُ ‹بِٱلتَّخْطِيطِ لِلتَّمَرُّدِ› عَلَى ٱلْمَلِكِ أَرْتَحْشَسْتَا.‏ وَمِنْ جَدِيدٍ طَلَبُوا مِنْهُ:‏ «هَلُمَّ ٱلْآنَ لِنَتَشَاوَرَ مَعًا».‏ لكِنَّ نَحَمْيَا رَفَضَ مَرَّةً أُخْرَى هذَا ٱلْعَرْضَ لِأَنَّهُ عَرَفَ نَوَايَا أَعْدَائِهِ.‏ كَتَبَ:‏ «كَانُوا جَمِيعُهُمْ يُخِيفُونَنَا،‏ قَائِلِينَ:‏ ‹سَتَرْتَخِي أَيْدِيهِمْ عَنِ ٱلْعَمَلِ فَلَا يُعْمَلُ›».‏ وَمَاذَا فَعَلَ نَحَمْيَا؟‏ لَقَدْ دَحَضَ هذِهِ ٱلْمَرَّةَ ٱتِّهَامَاتِ ٱلْأَعْدَاءِ قَائِلًا لِسَنْبَلَّطَ:‏ «لَيْسَ ٱلْأَمْرُ كَمَا تَقُولُ،‏ إِنَّمَا أَنْتَ تَخْتَلِقُ ذٰلِكَ مِنْ قَلْبِكَ».‏ كَمَا صَلَّى إِلَى يَهْوَه:‏ «قَوِّ .‏ .‏ .‏ يَدَيَّ».‏ فَقَدْ كَانَ وَاثِقًا أَنَّهُ سَيَتَمَكَّنُ بِمَعُونَةِ يَهْوَه مِنْ إِحْبَاطِ هذِهِ ٱلْمَكِيدَةِ ٱلشِّرِّيرَةِ وَٱلْمُضِيِّ قُدُمًا فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ.‏ —‏ نحميا ٦:‏٥-‏٩‏.‏

      ١٥ أَيَّةُ نَصِيحَةٍ قَدَّمَهَا نَبِيٌّ كَاذِبٌ لِنَحَمْيَا،‏ وَلِمَاذَا لَمْ يَقْبَلْهَا؟‏

      ١٥ فِي ٱلْمَكِيدَةِ ٱلثَّالِثَةِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ ٱلْأَعْدَاءُ إِسْرَائِيلِيًّا خَائِنًا يُدْعَى شَمَعْيَا لِجَعْلِ نَحَمْيَا يَكْسِرُ شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ.‏ فَقَدْ قَالَ لَهُ:‏ «لِنَتَوَاعَدْ وَنَلْتَقِ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ،‏ فِي دَاخِلِ ٱلْهَيْكَلِ،‏ وَنُغْلِقْ أَبْوَابَ ٱلْهَيْكَلِ،‏ لِأَنَّهُمْ آتُونَ لِيَقْتُلُوكَ».‏ كَانَ شَمَعْيَا يَقُولُ لِنَحَمْيَا إِنَّ ٱلْأَعْدَاءَ يَنْوُونَ ٱغْتِيَالَهُ وَإِنَّ عَلَيْهِ ٱلِٱخْتِبَاءَ فِي ٱلْهَيْكَلِ لِكَيْ يَنْجُوَ بِحَيَاتِهِ.‏ غَيْرَ أَنَّ نَحَمْيَا لَمْ يَكُنْ كَاهِنًا،‏ وَٱخْتِبَاؤُهُ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ ٱعْتُبِرَ خَطِيَّةً.‏ فَهَلْ كَانَ سَيَكْسِرُ شَرِيعَةَ ٱللّٰهِ لِكَيْ يَنْجُوَ بِحَيَاتِهِ؟‏ أَجَابَ نَحَمْيَا:‏ «أَرَجُلٌ مِثْلِي .‏ .‏ .‏ يَدْخُلُ ٱلْهَيْكَلَ وَيَحْيَا؟‏ لَنْ أَدْخُلَ!‏».‏ وَلِمَاذَا لَمْ يَقَعْ نَحَمْيَا فِي ٱلْفَخِّ ٱلَّذِي نُصِبَ لَهُ؟‏ لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ «ٱللّٰهَ لَمْ يُرْسِلْ» شَمَعْيَا مَعَ أَنَّهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.‏ فَلَوْ كَانَ نَبِيًّا حَقِيقِيًّا لَمَا نَصَحَهُ بِكَسْرِ شَرِيعَةِ ٱللّٰهِ.‏ وَهذِهِ ٱلْمَرَّةَ أَيْضًا،‏ لَمْ يَدَعْ نَحَمْيَا ٱلسُّوءَ يَغْلِبُهُ.‏ وَبُعَيْدَ ذلِكَ،‏ كَتَبَ:‏ «وَأَخِيرًا كَمُلَ ٱلسُّورُ فِي ٱلْخَامِسِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ،‏ فِي ٱثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْمًا».‏ —‏ نحميا ٦:‏١٠-‏١٥؛‏ عدد ١:‏٥١؛‏ ١٨:‏٧‏.‏

      ١٦ (‏أ)‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ حِينَ نُوَاجِهُ أَصْدِقَاءَ كَاذِبِينَ،‏ مُتَّهِمِينَ كَاذِبِينَ،‏ وَإِخْوَةً كَاذِبِينَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُظْهِرُونَ شَخْصِيًّا أَنَّكُمْ تَرْفُضُونَ ٱلْمُسَايَرَةَ عَلَى حِسَابِ مُعْتَقَدَاتِكُمْ فِي ٱلْبَيْتِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِ؟‏

      ١٦ عَلَى غِرَارِ نَحَمْيَا،‏ قَدْ نُوَاجِهُ نَحْنُ أَيْضًا مُقَاوِمِينَ هُمْ أَصْدِقَاءُ كَاذِبُونَ،‏ مُتَّهِمُونَ كَاذِبُونَ،‏ وَإِخْوَةٌ كَاذِبُونَ.‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَطْلُبُ مِنَّا ٱلْبَعْضُ أَنْ نَلْتَقِيَ مَعًا فِي نُقْطَةٍ وَسَطٍ،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.‏ فَقَدْ يُحَاوِلُونَ إِقْنَاعَنَا أَنَّهُ إِذَا خَفَّفْنَا مِنْ غَيْرَتِنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَه،‏ يُمْكِنُ أَنْ نُحَقِّقَ بَعْضَ ٱلْأَهْدَافِ ٱلْعَالَمِيَّةِ.‏ لكِنَّنَا نَرْفُضُ أَنْ نَقْبَلَ هذَا ٱلْحَلَّ ٱلْوَسَطَ لِأَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ يَحْتَلُّ ٱلْمَرْتَبَةَ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِنَا.‏ (‏متى ٦:‏٣٣؛‏ لوقا ٩:‏٥٧-‏٦٢‏)‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ،‏ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا ٱلْمُقَاوِمُونَ ٱتِّهَامَاتٍ بَاطِلَةً.‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ،‏ نُتَّهَمُ بِأَنَّنَا نُشَكِّلُ تَهْدِيدًا لِلدَّوْلَةِ،‏ تَمَامًا كَمَا ٱتُّهِمَ نَحَمْيَا بِٱلتَّمَرُّدِ عَلَى ٱلْمَلِكِ.‏ وَقَدْ نَجَحْنَا فِي دَحْضِ بَعْضِ ٱلِٱتِّهَامَاتِ أَمَامَ ٱلْمَحَاكِمِ.‏ وَلكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ فِي حَالَاتٍ مُعَيَّنَةٍ،‏ نَحْنُ نُصَلِّي بِثِقَةٍ إِلَى يَهْوَه أَنْ يُوَجِّهَ ٱلْأُمُورَ بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ.‏ (‏فيلبي ١:‏٧‏)‏ وَقَدْ تَأْتِينَا ٱلْمُقَاوَمَةُ أَيْضًا مِنْ أَشْخَاصٍ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ يَخْدُمُونَ يَهْوَه.‏ فَكَمَا حَاوَلَ أَحَدُ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْيَهُودِ أَنْ يُقْنِعَ نَحَمْيَا بِكَسْرِ شَرِيعَةِ ٱللّٰهِ لِكَيْ يَنْجُوَ بِحَيَاتِهِ،‏ قَدْ يُحَاوِلُ شُهُودٌ سَابِقُونَ ٱرْتَدُّوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ أَنْ يَضْغَطُوا عَلَيْنَا لِكَيْ نُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ مُعْتَقَدَاتِنَا بِطَرِيقَةٍ أَوْ بِأُخْرَى.‏ غَيْرَ أَنَّنَا نَرْفُضُ ٱلْإِصْغَاءَ إِلَى هؤُلَاءِ ٱلْمُرْتَدِّينَ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ نَجَاتَنَا وَقْفٌ عَلَى ٱتِّبَاعِنَا شَرَائِعَ ٱللّٰهِ،‏ لَا عَلَى كَسْرِنَا إِيَّاهَا.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏١‏)‏ نَعَمْ،‏ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَه يُمْكِنُنَا أَنْ نَغْلِبَ كُلَّ أَشْكَالِ ٱلسُّوءِ.‏

  • ‏«اغلب السوء بالصلاح»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٧ | ١ تموز (‏يوليو)‏
    • ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٩]‏

      دُرُوسٌ نَسْتَخْلِصُهَا مِنْ سِفْرِ نَحَمْيَا

      يُوَاجِهُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ

      ‏• ٱلِٱسْتِهْزَاءَ

      ‏• ٱلْعُنْفَ

      ‏• ٱلْخِدَاعَ

      اَلْخِدَاعُ وَسِيلَةٌ يَلْجَأُ إِلَيْهَا

      ‏• ٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْكَاذِبُونَ

      ‏• ٱلْمُتَّهِمُونَ ٱلْكَاذِبُونَ

      ‏• ٱلْإِخْوَةُ ٱلْكَاذِبُونَ

      يَغْلِبُ خُدَّامُ ٱللّٰهِ ٱلسُّوءَ حِينَ

      ‏• يُتَمِّمُونَ بِأَمَانَةٍ ٱلْمُهِمَّةَ ٱلَّتِي أَوْكَلَهَا ٱللّٰهُ إِلَيْهِمْ

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة