مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • العصر الجديد للاكتشاف
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • العصر الجديد للاكتشاف

      بواسطة كاتب من هيئة تحرير استيقظ!‏

      هل شاهدتم يوما اطلاق مكوك فضائي على التلفزيون؟‏ هل تساءلتم كم يكون هذان الصاروخان كبيرين؟‏ وكم يوجد من الفسحة لرواد الفضاء في المكوك الفضائي نفسه؟‏ لقد كانت لديَّ فرصة لأرى انا بنفسي حين زرت منصَّة سفن الفضاء للولايات المتحدة الاميركية في رأس كاناڤيرال،‏ المعروفة ايضا بمركز كنيدي الفضائي،‏ في فلوريدا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏

      اذ شاهدتُ كل انواع الاقلاعات الفضائية على التلفزيون وأثارتني رحلة اپوللو الاولى الى القمر في سنة ١٩٦٩،‏ كان اختبارا غير عادي ان اجد نفسي في الوسط عينه لهذا النشاط،‏ على مسافة ساعة واحدة في السيارة شرقي اورلَندو.‏ وإذ دخلنا موقف السيارات،‏ رأيت من بعيد عرضا للصواريخ التي استُعملت في الماضي لإرسال رجال ومعدات الى الفضاء.‏ وهناك،‏ واقفة على المهبط قرب «حديقة الصواريخ،‏» كانت نسخة مطابقة بالقياس الاصلي للمركبات المدارية المكوكية shuttle orbiters المستعملة في عمليات الدوران حول الارض.‏ انها تُدعى أمباسَدُر،‏ وعلى الرغم من كونها نسخة فقط،‏ كان من المثير رؤيتها،‏ زيارتها،‏ وتصويرها.‏ فارتفاعها يبلغ ٥٦ قدما (‏١٧ م)‏ عند الذيل وطولها ١٢٢ قدما (‏٣٧ م)‏،‏ ببسطة جناحين من ٧٨ قدما (‏٢٤ م)‏.‏

      كان يوم الجمعة،‏ في ٢٢ تشرين الثاني السنة الماضية،‏ وكنت توَّاقا الى الاقتراب من منصَّة اطلاق،‏ وخصوصا المنصَّة حيث كان المكوك اطلنتيس منتظرا ان يُطلَق يوم الاحد في ٢٤ تشرين الثاني.‏ وهنالك عدة منصَّات مثل هذه،‏ ولكنها على بُعد اميال قليلة من منطقة العرض.‏ لذلك اشتركت في جولة الباص الرسمية في مبنى الصواريخ الرئيسي وتجهيزات الاطلاق.‏

      كانت وقفتنا الاولى عند مبنى تدريب طاقم الطيران،‏ حيث رأينا نسختين مماثلتين لمقصورة الخدمات service module وعربة الهبوط القمرية lunar module اللتين استُعملتا في تلك الرحلة التاريخية الى القمر في سنة ١٩٦٩.‏ كانت عربة الهبوط القمرية آلة قبيحة غريبة الشكل حقا —‏ فلم يكن لها ايّ شيء سويّ من الحدود الخارجية والشكل التي للمركبة الفضائية النموذجية.‏ وعند النظرة الاولى بدت اشبه بكتلة من المكعَّبات والاهرام موصولة بها مجموعة من الارجل العنكبوتية.‏ ومع ذلك،‏ فإن توأمتها خدمت لإنزال رجلين على القمر.‏

      وفي تموز ١٩٧١،‏ حطَّت اپوللو ١٥ على القمر،‏ وأنزل رائدا الفضاء سكوت وإروِن المتجوِّلة القمرية lunar rover،‏ او جرَّارة القمر moon buggy.‏ وبثمن ١٥ مليون دولار اميركي،‏ كان ذلك على الارجح اغلى جِيپ jeep أُنشئ على الاطلاق.‏ وإذا اردتم ان تقودوه،‏ فكل ما عليكم ان تفعلوا هو الذهاب الى القمر —‏ فقد تُرك هناك مع قسم الهبوط landing stage الذي لعربة الهبوط القمرية!‏ ولكن لا تنسوا ان تأخذوا بطاريات جديدة معكم.‏ فبطاريات الجِيپ قد فرغت منذ زمن طويل.‏

      وقفتي التالية في الجولة كانت الـ‍ VAB (‏مبنى تجميع المركبات)‏.‏ يجب ان تعتادوا الالفاظ الاوائلية في المركز الفضائي —‏ فإنها تُستعمل لكل شيء.‏ كرِس،‏ مهندس سابق في مشروع اپوللو التقيته لاحقا،‏ اخبرني:‏ «نُقلتُ الى قسم آخر،‏ ولأشهر لم استطع ان افهم امورا كثيرة كانت تقال لأن ألفاظهم الاوائلية كانت مختلفة عن تلك التي لي!‏» وما هو الامر الخصوصي جدا بشأن الـ‍ VAB؟‏ بارتفاع اكثر من ٥٢٠ قدما (‏١٦٠ م)‏ (‏ما يعادل ناطحة سحاب من ٥٢ طابقا)‏ وبعرض ٥١٨ قدما (‏١٥٨ م)‏ وطول ٧١٦ قدما ‏(‏٢١٨ م)‏،‏ من الممكن انه اكبر مبنى في الحجم في العالم.‏ وهو يغطي مساحة ثمانية اكرات (‏٣ هكتارات)‏.‏ ويجب ان يكون كبيرا جدا لأنه هناك تُجمَّع مركبات الاطلاق قبل ان تُجرّ خارجا في رحلتها البطيئة الشاقة الى منصَّة الاطلاق.‏ ولكن هنالك المزيد عن ذلك لاحقا.‏

      قيل لنا ان الـ‍ VAB كبير جدا بحيث يمكن تجميع اربعة صواريخ ساتورن ٥ هناك في وقت واحد.‏ وهذه كانت بطول ٣٦٥ قدما (‏١١١ م)‏،‏ وكانت مصمَّمة لحمل سفينة الفضاء اپوللو.‏ ويشرح كتاب تاريخ ناسا المصوَّر:‏ «كان وزن الاقلاع الاجمالي ضخما الى حد لا يصدَّق من ٣٢٠٠ طن (‏٢٩٠٠ طن متري)‏.‏ ومع ذلك،‏ فإن محرِّكات ساتورن ٥،‏ التي تُنتج نحو ٣٨٠٠ طن (‏٣٥٠٠ طن متري)‏ من قوة الدَّفع،‏ كان بامكانها ان ترفع الحمل الهائل بسهولة.‏»‏

      اذ رفعت بصري الى اعلى هذا المبنى الضخم،‏ لمحت طيور البِغثان الرشيقة تحوم هنا وهناك،‏ مستفيدة من التيارات الهوائية الصاعدة فوق السطح.‏ وقد ذكَّرني ذلك ايضا بأن المركز الفضائي يقع في وسط ملاذ قومي واسع للحيوانات البرية يؤوي عشرات الانواع من الطيور،‏ الحيوانات،‏ والزحَّافات.‏ وفي رحلتنا في الباص،‏ مررنا بعش عقاب هائل،‏ عمقه سبع اقدام (‏٢ م)‏،‏ قائم عاليا في شجرة.‏ وقد بدا ملائما بطريقة ما ان تطير العقبان حيث صنع الانسان بعض انجازاته العظمى في طيران الفضاء.‏

      وكانت وقفتنا التالية منطقة مراقبة نتمكن منها من رؤية منصَّتَي اطلاق عن بُعد.‏ ولكنَّ سؤالا رئيسيا كان لا يزال باقيا.‏ كيف ينقلون هذه الصواريخ الهائلة الى منصَّات الاطلاق على بُعد ثلاثة اميال ونصف الميل (‏٥‏,٥ كلم)‏؟‏ انهم يستعملون اكبر جرَّارات رأيتها على الاطلاق!‏ انها تُدعى ناقلات مجنزرة وهي قادرة على حمل ٥‏,١٤ مليون پاوند (‏٦‏,٦ ملايين كلغ)‏.‏ وكل واحدة من هذه الناقلات هي بنصف حجم ملعب لكرة القدم وتزن ستة ملايين پاوند (‏٧‏,٢ مليون كلغ)‏.‏ ولكن لا تتوقَّعوا اية ارقام قياسية في السرعة من هذه الآلات الضخمة.‏ فإذ تكون محمَّلة،‏ تبلغ سرعتها القصوى ميلا في الساعة (‏٦‏,١ كلم/‏ساعة)‏؛‏ وإذ تكون فارغة،‏ ميلين في الساعة (‏٢‏,٣ كلم/‏ساعة)‏!‏ وتُنقل منصَّة الحمل على اربعة جرَّارات ضخمة ذات جنزيرين،‏ جرار عند كل زاوية.‏ ولكل جنزير ٥٧ قطعة معدنية تتمسَّك بالارض؛‏ وكل قطعة تزن طنا.‏

      والآن تخيَّلوا الطريق الرئيسية الخصوصية التي كان يجب بناؤها الى كل منصَّة اطلاق،‏ القادرة على تحمُّل الوزن الهائل لمنصَّة الحمل المتحركة والصاروخ وسفينة الفضاء.‏

      وماذا عن رحلة عودة المكوك الى الارض؟‏ تحتاج المركبة المدارية الى مكان لتهبط —‏ وهنا في رأس كاناڤيرال،‏ هذا ‹المكان› ليس مهبط طائرات عاديا في مطار،‏ لكونه تقريبا بضعف طول وعرض مدرج مطار عادي.‏ فطوله ٠٠٠‏,١٥ قدم (‏٦٠٠‏,٤ م)‏،‏ مع مسافة اضافية للهبوط من ٠٠٠‏,١ قدم (‏٣٠٠ م)‏ عند كل طرف.‏ وإن لم تكن الاوضاع ملائمة للهبوط،‏ فعندئذ يحوَّل المكوك الى قاعدة ادوَردْز الجوية بعيدا في صحراء كاليفورنيا،‏ اكثر من ٠٠٠‏,٢ ميل (‏٢٠٠‏,٣ كلم)‏ الى الغرب.‏

      لقد كانت ضخامة المشروع بكامله هائلة.‏ وقد اخطرت اسئلة على البال.‏ فماذا انجز الانسان في استكشاف الفضاء؟‏ ماذا كانت الفوائد؟‏ وما هي امكانيات الطيران بين الكواكب؟‏ هل يهبط الانسان يوما ما على المريخ؟‏

  • استكشاف الفضاء —‏ الى ايّ مدى تقدَّم الانسان؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • استكشاف الفضاء —‏ الى ايّ مدى تقدَّم الانسان؟‏

      في ١٢ نيسان ١٩٦١،‏ دخل كولومبس جديد سجلات التاريخ.‏ فقد قام يوري ألكْسييڤيتش ڠاڠارين،‏ رائد فضاء روسي،‏ بأول رحلة للانسان الى الفضاء في الكبسولة الفضائية ڤوستوك ١.‏ وقد دامت رحلته ١٠٨ دقائق وأخذته ٤٠٠‏,٢٥ ميل (‏٩٠٠‏,٤٠ كلم)‏ حول الارض في دورة واحدة.‏ فكان رابح الشوط الاول في السباق الفضائي الكبير بين الاتحاد السوڤياتي السابق والولايات المتحدة.‏

      ذكرت اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم:‏ «الحقيقة هي ان .‏ .‏ .‏ الحافز الى التفوّق على الروس قد دفع اميركا الى الفضاء.‏» فالرئيس جون ف.‏ كنيدي كان مصمِّما على محاولة ازالة الفارق بين الانجازات الفضائية السوڤياتية والاميركية.‏ كتب جون لوڠزدُن،‏ مدير مركز السياسة الاممية للعلم والتكنولوجيا،‏ في برنامج عمل للفضاء:‏ «يقول سُرِنسِن [مستشار كنيدي الخاص] ان موقف كنيدي كان متأثرا من الواقع [ان] ‹السوڤيات قد ربحوا اعتبارا عالميا هائلا من رحلة ڠاڠارين الفضائية في الوقت نفسه الذي عانينا فيه خسارة اعتبار من خليج الخنازير.‏a وقد شدَّد ذلك على الواقع ان الاعتبار هو عامل حقيقي،‏ وليس مجرد عامل للعلاقات العامة،‏ في الشؤون العالمية.‏›»‏

      قرَّر الرئيس كنيدي انه مهما كان الثمن فعلى الولايات المتحدة ان تفعل شيئا مثيرا لتجاوز السوڤيات.‏ وسأل:‏ «هل لدينا فرصة للتفوّق على السوڤيات بوضع مختبر في الفضاء،‏ او برحلة حول القمر،‏ او بصاروخ يهبط على القمر،‏ او بصاروخ يذهب الى القمر ويعود وفيه رجل؟‏ هل هنالك ايّ برنامج فضائي آخر يعد بنتائج مذهلة يمكننا فيه ان نربح؟‏» وأخيرا كان لدى علماء الولايات المتحدة حافز سياسي الى دعم مطامحهم.‏ ولكن كان عليهم ان ينتظروا من اجل نجاحهم.‏

      تابع الروس سلسلة نجاحاتهم في سنة ١٩٦٣ عندما صارت ڤالنتينا ڤلاديميروڤنا تيريشكوڤا اول امرأة تدور حول الارض،‏ ليس مرة،‏ ولكن ٤٨ مرة!‏ فكانت ناسا NASA (‏الادارة القومية للطيران والفضاء)‏ تواجه تحدي اللحاق بمن تقدَّمها في السباق من اجل الاعتبار الفضائي الاممي.‏ فماذا انجزوا اخيرا؟‏

      اپوللو والقمر

      كان علماء ناسا يدرسون امكانية هبوط قمري منذ سنة ١٩٥٩.‏ فطلبوا اذنا لبناء سفينة فضاء تُدعى اپوللو.‏ ولكنَّ «الرئيس آيزنهاور رفض الموافقة على هذا الطلب.‏» ولماذا هذا الموقف السلبي؟‏ ان الكلفة،‏ من ٣٤ بليون دولار اميركي الى ٤٦ بليون دولار اميركي،‏ «لن تنتج ما يكفي من المعرفة العلمية لتبرير الاستثمار.‏ .‏ .‏ .‏ وقال آيزنهاور لـ‍ ناسا انه لن يوافق على ايّ مشروع يهدف الى هبوط قمري.‏» (‏برنامج عمل للفضاء‏)‏ وكان رجاء العلماء الوحيد في الرئيس الجديد،‏ جون ف.‏ كنيدي.‏

      لقد وَضَع لعلماء الولايات المتحدة هدف انزال رجل على القمر قبل نهاية العقد —‏ وقبل الروس!‏ وِندِل مارلي،‏ الذي كان مهندس كهرباء يعمل في نظام اپوللو للتوجيه والملاحة،‏ اخبر استيقظ!‏‏:‏ «كان هنالك حتما شعور بالتنافس مع اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوڤياتية،‏ وكان ذلك ايضا قوة حافزة بين كثيرين من المهندسين الذين عملتُ معهم.‏ لقد كنا فخورين بالقيام بدورنا في انزال رجل على القمر قبل ان يفعل الروس ذلك.‏ وكثيرون منا اشتغلوا ايضا ساعات عمل اضافية دون اجر اضافي للمحافظة على الوقت المعيَّن.‏»‏

      وحصيلة كل ذلك الجهد هي الآن تاريخ —‏ نيل آرمسترونڠ وأدوين «بَزّ» أولدرين تركا اول آثار اقدام بشرية على ارض القمر في تموز ١٩٦٩.‏ ولم يكن هذا الانجاز الهائل دون ثمن.‏ ففي ٢٧ كانون الثاني ١٩٦٧،‏ خسر ثلاثة رواد فضاء حياتهم في حريق على متن مقصورة القيادة في الكبسولة خلال اختبار قبل الطيران.‏ وبعد اقل من ثلاثة اشهر،‏ مات رائد الفضاء الروسي ڤلاديمير كُمَروف فيما كان يحاول العودة بعد ١٨ دورة حول الارض.‏ ومع ذلك،‏ طوال مئات السنين،‏ كان ذلك غالبا الثمن الذي دفعه رجال ونساء لقاء الاستكشاف.‏ لقد ماتوا في سعيهم وراء المعرفة والمجد.‏

      والآن،‏ بالاضافة الى السفر الى القمر،‏ ايّ تقدم آخر أُحرز في الفضاء؟‏

      تفحّص الكواكب

      ارسلت ناسا اقمارا اصطناعية عديدة الى الفضاء،‏ وقد اتت بنتائج ممتازة في المعرفة المتزايدة للكون.‏ وهذه هي احدى الفوائد التي يشير اليها العلماء بغية تبرير النفقة الهائلة للرحلات الفضائية المأهولة والمسابير الفضائية space probes غير المأهولة.‏ وقد شهد آذار ١٩٩٢ الذكرى السنوية الـ‍ ٢٠ لاحدى قصص النجاح الكبرى لاستكشاف الفضاء —‏ اطلاق اول مسبار فضائي للذهاب وراء نطاق النظام الشمسي.‏ وقد عوَّض پيونير ١٠،‏ الذي أُطلق في سنة ١٩٧٢،‏ عن سلسلة حالات الفشل الباكرة بين سابقاته،‏ الممتدة الى الوراء الى سنة ١٩٥٨.‏ وجرى التوقّع ان تكون حياة المسبار الفعالة نحو ثلاث سنوات.‏ وعوضا عن ذلك،‏ بفضل مصدر قدرته النووية،‏ لا يزال يرسل معلومات الى الارض.‏ وإذ يكتب نِكُلِس بوث في العالِم الجديد،‏ يقول ان «رسميي ناسا يتوقعون ان يتمكَّنوا من مراقبة مسار السفينة الفضائية حتى حلول القرن التالي.‏ ويمكن ان يوصَف ذلك بأنه البعثة الاكثر نجاحا على الاطلاق بين الكواكب.‏» فلماذا پيونير ١٠ خصوصي الى هذا الحد؟‏

      لقد كان مبرمجا ليتوجَّه الى جارنا الكوكبي الاكبر،‏ المشتري،‏ قبل ان يخرج من النظام الشمسي.‏ وقد اشتمل ذلك على رحلة من نحو ٤٨٤ مليون ميل (‏٧٧٩ مليون كلم)‏ استغرقت سنتين تقريبا.‏ ووصل الى المشتري في كانون الاول ١٩٧٣.‏ وفي الطريق اجتاز المريخ ومرَّ بحزام كويكبات asteroid belt وراء المريخ.‏ وقد سجَّل ٥٥ اصطداما بجُسَيمات الغبار.‏ ومع ذلك،‏ نجت سفينة الفضاء دون ضرر.‏ وقامت آلات اخرى بقياس حقلَي الاشعاع والمغنطيس حول المشتري.‏

      ثم أُطلق پيونير ١١،‏ وبعد اجتياز المشتري تابع الى زُحَل.‏ وإذ بنت على اساس مغامرات پيونير هذه،‏ تابعت ناسا بسفينة الفضاء ڤويجر ١ و ٢.‏ وقد أرسلت هذه،‏ بكلمات نِكُلِس بوث،‏ «فيضا من المعلومات عن نظام المشتري فاق نتائج بعثات پيونير.‏» فكيف ترسل هذه المسابير معلوماتها الى الارض؟‏

      هنالك نظام تعقّب يُدعى شبكة الفضاء السحيق Deep Space Network،‏ يتألف من اطباق راديوية،‏ قطرها ٢١٠ اقدام (‏٦٤ م)‏،‏ تتناوب التقاط الاشارات فيما الارض تدور.‏ وتقع هذه الاطباق في اسپانيا،‏ اوستراليا،‏ والولايات المتحدة.‏ وقد كانت مفتاح الاستقبال الدقيق للاشارات الراديوية لسفن الفضاء.‏

      هل هنالك حياة على المريخ؟‏

      سيبقى على ما يبدو استكشاف الفضاء مدفوعا بسؤال مثير للاهتمام حرَّك فضول الانسان لقرون:‏ هل توجد حياة ذكية في ايّ مكان هنالك في الكون الفسيح؟‏ لزمن طويل تفكَّر رواد الفضاء والكتَّاب في ما اذا كانت هنالك حياة على الكوكب الاحمر المريخ.‏ فماذا برهنت رحلات الفضاء الاخيرة في هذا الصدد؟‏

      لقد ارسلت سلسلة المسابير الفضائية مارينر في ستينات وسبعينات الـ‍ ١٩٠٠ صورا للمريخ.‏ ثم في سنة ١٩٧٦،‏ حطَّت سفينتا الهبوط الفضائيتان ڤايكنڠ ١ و ٢ على المريخ،‏ وعلى نحو لا يصدَّق،‏ ارسلتا معلومات عن الصخر والتربة.‏ وكيف جرى الحصول على ذلك؟‏ باستخدام مختبر كيميائي وبيولوجي يشغَّل اوتوماتيكيا على سفينة الهبوط الفضائية.‏ فقد التقطت ذراع آلية التربة،‏ جلبتها الى السفينة الفضائية،‏ وحلَّلها المختبر الآلي.‏ فهل كان هنالك اية حياة او ايّ رجاء بها؟‏ ماذا كشفت الصور الفوتوڠرافية والتحاليل؟‏

      يوضح الكاتب في علم الفضاء بروس مِرّي:‏ «لا جُنيبات،‏ لا اعشاب،‏ لا آثار اقدام او دلائل اخرى على الحياة لطَّفت قحل هذه الارض الخلابة جيولوجيا.‏ .‏ .‏ .‏ وعلى الرغم من ادق فحص لعيِّنات التربة .‏ .‏ .‏،‏ لم يُكتشف جُزَيء عضوي واحد .‏ .‏ .‏ فتربة المريخ جدباء اكثر بكثير من اية بيئة على الارض.‏ .‏ .‏ .‏ ومن المحتمل جدا ان المريخ كان دون حياة طوال ما لا يقل عن البلايين القليلة الاخيرة من السنين.‏»‏

      واستنتج مِرّي من كل الدليل الآتي من استكشاف الكواكب:‏ «اننا في الواقع وحدنا في هذا النظام الشمسي.‏ والارض،‏ التي تتميَّز بالسطح المائي الوحيد،‏ هي واحة الحياة.‏ وليس لدينا اقرباء ميكروبيون بعيدون على المريخ او ايّ مكان آخر على نحو معقول في هذا النظام الشمسي.‏»‏

      كيف يبدو الزُّهرة؟‏

      على الرغم من ان كوكب الزُّهرة هو بحجم الارض نفسه تقريبا،‏ فهو كوكب موحش للبشر.‏ ويدعوه رائد الفضاء كارل ساڠان «مكانا بغيضا تماما.‏» فسُحُبه العليا تحتوي على حمض الكبريت،‏ وغلافه الجوي هو بصورة رئيسية ثاني اكسيد الكربون.‏ والضغط الجوي على السطح هو ٩٠ مرة ذاك الذي للارض؛‏ وهذا يعادل وزن الماء بعمق اكثر من نصف ميل (‏١ كلم)‏.‏

      وبأية طرائق اخرى يختلف الزُّهرة عن الارض؟‏ كارل ساڠان،‏ في كتابه كوزموس،‏ يذكر ان الزُّهرة يدور «عكسيا،‏ عكس اتجاه كل الكواكب الاخرى في هذا النظام الشمسي.‏ ونتيجة لذلك،‏ تشرق الشمس في الغرب وتغيب في الشرق،‏ ما يستغرق ١١٨ يوما ارضيا من الشروق الى الشروق.‏» ودرجات حرارة السطح هي نحو ٩٠٠ درجة فهرنهايت (‏٤٨٠° م)‏،‏ او،‏ كما يقول ساڠان،‏ «حامية اكثر من الفرن المنزلي الاكثر حموًّا.‏» ومنذ سنة ١٩٦٢،‏ جرى استكشاف الزُّهرة بواسطة مجموعة متنوَّعة من مسابير مارينر وپيونيرالزُّهرة بالاضافة الى العديد من السفن الفضائية السوڤياتية ڤَنِيرا.‏

      ولكن،‏ من اجل رسم الخرائط،‏ اتت افضل النتائج من المسبار الفضائي ماجلان،‏ راسم الخرائط الراداري للزُّهرة الذي يديره مختبر الدفع النفاث الذي لـ‍ ناسا.‏ لقد أُطلق من المكوك الفضائي اطلنتيس في ٤ ايار ١٩٨٩.‏ وقد استغرق وصول هذه السفينة الفضائية اللافتة للنظر،‏ ماجلان،‏ الى الزُّهرة ١٥ شهرا،‏ حيث تدور الآن حول الكوكب كل ثلاث ساعات و ١٥ دقيقة فيما تلتقط صوره الرادارية وترسلها الى الارض.‏ ويقول سْتيووارت ج.‏ ڠولدمَن،‏ اذ يكتب في السماء والمِقراب:‏ «ان اعتبار نتاج بعثة سفينة الفضاء مجلان غير عادي هو تقصير فادح في تصوير حقيقة الامر.‏ .‏ .‏ .‏ فقد رسم هذا المسّاح الآلي خرائط لـ‍ ٨٤ في المئة من كوكب بكامله الى حد استبانة ما هو بحجم ملعب كرة قدم فأكبر خلال اشهره الـ‍ ٨ الاولى في المدار.‏ .‏ .‏ .‏ وكمية المعطيات التي وجَّهها ماجلان الى العلماء المتشوِّقين لم يسبق لها مثيل.‏ وبحلول بداية سنة ١٩٩٢ كانت سفينة الفضاء قد ارسلت ٨‏,٢ تريليون بِتَّة bits من المعلومات.‏ ويبلغ ذلك ثلاثة اضعاف المعطيات التصويرية من كل سفن الفضاء الكوكبية السابقة مجتمعة.‏»‏

      هوذا حالة حيث انتج ضمّ مكوك مأهول وآلة ذات تحكُّم ذاتي نتائجَ لا تصدَّق.‏ والفائدة؟‏ معرفة اعظم لنظامنا الشمسي.‏ وكل ذلك بكلفة منخفضة نسبيا،‏ لان مشروع مجلان كان الى حد ما مشروع قطع غيار،‏ مستعملا اجزاء متبقية كثيرة من المسابير ڤويجر،‏ ڠاليليو،‏ ومارينر.‏

      ناسا وأقمار التجسُّس الاصطناعية

      لم يكن البحث عن المعرفة العلمية الحافز الوحيد الى استكشاف الفضاء.‏ فالقوة الدافعة الاخرى كانت الرغبة في تحقيق تفوّق عسكري على ايّ عدو محتمَل.‏ وعلى مرّ السنين،‏ استخدمت الولايات المتحدة والاتحاد السوڤياتي السابق على السواء البرامج الفضائية كوسيلة لتوسيع قدرة تجسُّسهم.‏ يقول بروس مِرّي في كتابه رحلة الى الفضاء:‏ «كان مدار الارض منذ البداية ساحة استطلاع ونشاطات عسكرية اخرى،‏ حقل تنافس استراتيجي خطير مميت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوڤياتي.‏»‏

      ويخبر جوزيف ج.‏ ترَنتو في كتابه وصفة لكارثة انه «في سنة ١٩٧١ بدأت الـ‍ CIA [وكالة المخابرات المركزية] والسلاح الجوي بتصميم سلسلة كيهول Keyhole او KH من اقمار التجسُّس الاصطناعية.‏ وفي ١٩ كانون الاول ١٩٧٦،‏ أُطلق اول كيهول.‏» وكان يمكن لهذه الاقمار الاصطناعية الفوتوڠرافية ان تبقى في المدار سنتين وترسل معلوماتها الى الارض بواسطة ارسال رقمي.‏ فكم كانت هذه فعَّالة؟‏ يتابع ترَنتو:‏ «كانت استبانتها متفوِّقة جدا بحيث كان يمكن ان تُقرأ بوضوح ارقام لوحات الترخيص على السيارات الواقفة.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ استُعملت الاقمار الاصطناعية لتصوير سفينة الفضاء السوڤياتية التي في المدار وقاذفات القنابل الاستراتيجية وهي طائرة.‏»‏

      المكاكيك المعقَّدة

      في السنوات الاخيرة اثارت العالمَ رؤيةُ المركبات المدارية المكوكية المأهولة تُطلق في الفضاء.‏ فهل فكَّرتم مرة في تعقيد العملية بكاملها؟‏ في عدد الامور التي يمكن ان تُخفِق وتقود الى كارثة؟‏ على سبيل المثال،‏ تَصارَع المهندسون مع مشاكل مثل كيفية ابقاء محرِّكات المكوك باردة عند الانطلاق لمنعها من الانصهار من حرارتها الخاصة.‏ «خلال السنوات القليلة الاولى من الاختبار،‏ انصهر محرِّك بعد آخر وانفجر،‏» يكتب ترَنتو.‏ ثم هنالك الحاجة الى اشعال الوقود الصلب في الصاروخين المعزِّزين booster rockets في وقت واحد تماما حتى لا يفشل الجهاز بكامله في الانطلاق ويُدمَّر.‏ وقد ساعد هذان العاملان حتما على زيادة التكاليف.‏

      وأتى الاطلاق الناجح الاول في ١٢ نيسان سنة ١٩٨١.‏ وإذ كان الطاقم المؤلف من رجلين جون يونڠ وروبرت كرِپن يجلسان محزومين في مقعديهما،‏ انتج كل من محرِّكات المكوك الثلاثة قوة دفع من ٠٠٠‏,٣٧٥ پاوند (‏٠٠٠‏,١٧٠ كلغ)‏.‏ واستنادا الى ترَنتو،‏ تساءل بعض العلماء:‏ «أيكون هذا انتصارا ام ينتهي الحلم الى خيبة بسقوط المكوك الفضائي في مستنقعات فلوريدا؟‏ فإذا لم يشتعل الوقود في الصاروخين بفاصل زمني يقلّ عن ثانية يكون هنالك حريق هائل في منصة الاطلاق ٣٩أ.‏ .‏ .‏ .‏ عند ساعة الصفر اشتعل الوقود.‏ وملأ البخار الابيض الافق وانفكت المزاليج المثبِّتة.‏ وكان بامكان الطاقم ان يسمع الهدير.‏ وشعرا باهتزاز المركبة واندفاع الطاقة.‏» لقد نجحوا.‏ «لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة،‏ صعد الاميركيون على متن نظام صاروخي غير مختبَر وجعلوه ينطلق.‏ .‏ .‏ .‏ لقد نجحت المركبة الاكثر تطوّرا التي بُنيت على الاطلاق.‏» لقد ولدت سلالة جديدة من المكتشفين مثل كولومبس.‏ ولكن ليس دون مخاطر —‏ وليس دون ثمن.‏ وكارثة تشالنجر لسنة ١٩٨٦ التي انتجت خسارة سبعة رواد فضاء هي شهادة على هذا الواقع.‏

      وفي هذه الرحلة الاولى،‏ اظهرت الصور الفوتوڠرافية الملوَّنة ان البلاط المقاوم للحرارة،‏ الضروري جدا للدخول ثانية الى غلاف الارض الجوي على درجات حرارة من ٠٠٠‏,٢ درجة فهرنهايت (‏١٠٠‏,١° م)‏،‏ كان ناقصا من اسفل المركبة المدارية.‏ واحتاج العلماء الى القاء نظرة اقرب لتقدير الضرر.‏ فما من آلات تصوير مركَّزة في الارض كانت قوية كفاية لاعطاء صورة واضحة للجانب السفلي المتضرِّر لـ‍ كولومبيا.‏ اذًا،‏ ماذا كان الحل؟‏ كان قمر التجسُّس الاصطناعي «11-KH» هناك في المدار فوق المكوك.‏ فتقرَّر ان تُقلَب المركبة المدارية رأسًا على عقب بالنسبة الى الارض بحيث يواجه جانبها السفلي القمر الاصطناعي.‏ وأكَّدت النتائج المرسَلة الى الارض لجماعة ناسا انه لم تكن هنالك مساحات كبيرة مفقودة من البلاط.‏ والبعثة لم تكن في خطر.‏

      برنامج المكاكيك —‏ للحرب ام للسلام؟‏

      ان تاريخ ناسا هو تاريخ اصطدامات متواصلة بين اولئك الذين رأوا الوكالة كوسيلة لاستكشاف سلمي للفضاء واولئك الذين رأوها بصورة رئيسية كفرصة للتفوُّق على السوڤيات في الحرب الباردة.‏ وفي سنة ١٩٨٢ لخَّص تضاربَ المصالح هذا هارولد ك.‏ هُلِنبِك،‏ عضو في مجلس النواب،‏ عندما قال للجنة مجلس العلم والتكنولوجيا:‏ «المأساة هي ان الشعب الاميركي ليس مدركا لاعطاء صفة سياسية وعسكرية لوكالة الفضاء المدنية.‏ .‏ .‏ .‏ لقد كان فريقا يديره مدنيون ذاك الذي وضعنا على القمر .‏ .‏ .‏ وأنا من جهتي،‏ لا اريد برنامجا فضائيا مذهَّبا يكون جزءا من ‹پنتاڠون حروب النجوم.‏› .‏ .‏ .‏ وأستطيع ان ارجو فقط ان الجيل التالي من الاميركيين لن ينظر الى الوراء الينا نحن هنا اليوم بصفتنا القادة الذين جلسوا بصمت فيما حوَّلت اميركا مسعى نبيلا الى آلة حرب بين النجوم.‏»‏

      وتابع بملاحظة لخَّصت الفوضى التي يصنعها الانسان من مستقبله:‏ «لقد ذهبنا الى الفضاء بصفته حقلا جديدا والآن نحن نجرّ كراهية الارض ومرارتها الى السموات كما لو انه من حق الانسان ان يشنّ الحرب في كل مكان.‏» فالمصالح التجارية الكبيرة والمصالح السياسية والعسكرية كانت تحاول السيطرة على ناسا.‏ وبلايين الدولارات وآلاف الوظائف (‏والاصوات الانتخابية)‏ كانت مرتبطة بمستقبلها.‏

      والسؤال المنطقي الآن هو،‏ ماذا كانت بعض الفوائد للجنس البشري من استكشاف الفضاء،‏ وماذا يخبئ المستقبل؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a غزو فاشل لكوبا حدث في ١٧ نيسان ١٩٦١.‏

      ‏[الصور في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      ١-‏ المركبة المتجوِّلة القمرية من اپوللو

      ٢-‏ عربة الهبوط القمرية مع رائد الفضاء الاميركي أدوين ي.‏ أولدرين،‏ الاصغر،‏ (‏٢٠ تموز ١٩٦٩)‏

      ٣-‏ مبنى تجميع المركبات،‏ ربما اكبر بناء أُحادي في العالم

      ٤-‏ مكوك على ناقلة في الطريق الى منصَّة الاطلاق

      ٥-‏ قمر اصطناعي على وشك ان يُطلَق

      ٦-‏ مكوك «تشالنجر» مع ذراع آلية منظورة

      ٧-‏ اول امرأة في الفضاء،‏ ڤالنتينا تيريشكوڤا

      ٨-‏ اول رجل في الفضاء،‏ يوري أ.‏ ڠاڠارين

      ٩-‏ اذرع آلية تجمع عيِّنات على المريخ

      ‏[مصدر الصور]‏

      Photos 1-6 NASA photo; 7,‎ 8 Tass/Sovfoto; 9 Photo NASA/JPL

  • استكشاف الفضاء —‏ ماذا يخبئ المستقبل؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٢ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٨
    • استكشاف الفضاء —‏ ماذا يخبئ المستقبل؟‏

      بانهيار الامبراطورية الشيوعية السوڤياتية،‏ خفَّ معظم التنافس في سباق الفضاء.‏ وبعض العلماء هم الآن من دون حافزهم الاصلي —‏ شخص للتفوُّق عليه.‏ وبدلا من التنافس،‏ يتحدث علماء الفضاء الروسيون والاميركيون عن التعاون،‏ عن الاشتراك في معرفتهم ومهارتهم.‏ ولكن لا تزال هنالك اهداف لتحقيقها وأسئلة للاجابة عنها.‏ والسؤال الذي يطرحه كثيرون هو،‏ ما هي الفوائد للجنس البشري من كل هذا الجهد والنفقة الهائلين لاستكشاف الفضاء الخارجي؟‏

      تقول مطبوعة لـ‍ ناسا انه خلال مدة العقود الثلاثة الاخيرة،‏ «أُجري اكثر من ٣٠٠ اطلاق [لسفينة فضائية غير مأهولة] لبرامج تمتد من استكشاف النظام الشمسي الى تحسين التنبّؤ بحالة الطقس،‏ الاتصالات العالمية ودراسات موارد الارض.‏» فهل برَّرت النتائج الكميات الضخمة من المال التي صُبَّت في هذه البرامج؟‏ تؤكد ناسا انها «فعلت اكثر من التعويض عن استثمار الامة في الوقت،‏ المال والموهبة التقنية.‏» وتبرِّر ناسا النفقة على نحو اضافي بالقول:‏ «يجري توظيف نحو ٠٠٠‏,١٣٠ اميركي بسبب برنامج الفضاء الذي يُجري ابحاثا لتحسين الانسجة والدهان المقاومة للنار،‏ اجهزة الراديو والتلفزيون الاصغر والاكثر دواما،‏ مواد الپلاستيك الامتن،‏ المواد اللاصقة الاقوى،‏ انظمة المراقبة الالكترونية لمرضى المستشفيات،‏ تكنولوجيا الكمپيوتر المتقدِّمة،‏ بالاضافة الى مجالات اخرى للابحاث.‏»‏

      وثمة فائدة هامشية اخرى لبرنامج الفضاء هي رسم الخرائط المفصَّل اكثر لسطح الارض،‏ وحتى تحت سطح الارض.‏ وقد تضمَّنت رحلة المكوك الثانية تجربة «تستخدم جهاز تسجيل ضوئيا بدائيا نسبيا.‏» و«كان مفترَضا ان تكون استطلاعا جيولوجيا بسيطا يستخدم رادارا تصويريا للارض.‏» (‏وصفة لكارثة،‏ بواسطة ج.‏ ج.‏ ترَنتو)‏ ولكن كانت هنالك منفعة غير متوقَّعة.‏ «عندما عادت سفينة الفضاء وعولجت.‏ .‏ .‏ الصور،‏ ظهرت طرقات وشوارع مدينة قديمة دفنتها رمال الصحراء الكبرى.‏ لقد كُشفت حضارة ضائعة.‏» وعلاوة على ذلك،‏ هنالك فائدة اخرى تؤثر فينا جميعا.‏

      ماذا سيكون الطقس؟‏

      ان التنبّؤ اليومي عن حالة الطقس،‏ بخرائط ومساعِدات بصرية،‏ هو امر يعتبره معظم الناس الذين لديهم الآن تلفزيون انجازا عاديا.‏ ولكن كم يغيِّر ذلك قدرتنا على التخطيط لكل يوم!‏ فعادة،‏ اذا كانت ستحدث عاصفة او كانت ستمطر او تثلج،‏ تعلمون قبل ذلك بساعات —‏ بفضل الاقمار الاصطناعية الخاصة بالطقس هناك في مدار الارض.‏

      وطوال السنوات الـ‍ ٣٠ الاخيرة،‏ كانت اقمار الرصد الجوي ترسل معلومات عن طقس الارض.‏ تذكر مطبوعة لـ‍ ناسا:‏ «ان هذه الاقمار الاصطناعية لا تجعل من الممكن فقط فهم بيئتنا على نحو افضل،‏ فهي تساعد ايضا على حمايتنا من مخاطرها.‏» وتشير على نحو اضافي انه في سنة ١٩٦٩ ضرب اعصار شاطئ خليج ميسيسيپي،‏ مسبِّبا ضررا في الممتلكات بقيمة ٤‏,١ بليون دولار اميركي.‏ «ومع ذلك،‏ بفضل تنبّؤ الاقمار الاصطناعية الخاصة بالطقس،‏ فقدَ ٢٥٦ شخصا فقط حياتهم،‏ ومعظم هؤلاء كان يمكن ان يبقوا احياء لو اصغوا الى التحذيرات الباكرة لإخلاء المنطقة.‏» بالتأكيد،‏ يمكن تطبيق هذه الفوائد على مناطق اخرى من الارض تعاني قانونيا من الآثار المميتة للرياح الموسمية والعواصف.‏

      وعلماء الفضاء ليسوا مهتمين فقط بالفوائد الثانوية لسكان الارض.‏ فأهدافهم تنزع الى ابعد من ذلك بكثير.‏ فماذا يخبئ المستقبل لاستكشاف الفضاء؟‏

      تحدي المحطة الفضائية

      ان ما يراه علماء فضاء كثيرون بصفته حاجة حيوية هو محطة فضائية عاملة حقيقية.‏ وتقدِّر ناسا ان ٣٠ بليون دولار اميركي سيكون لازما حتى سنة ٢٠٠٠ للمحطة الفضائية فريدُم التي تُبنى.‏ وبما انه جرى التخطيط للمحطة لبضع سنوات خلت،‏ فقد صُرف حتى الآن ٩ بلايين دولار اميركي،‏ استنادا الى مصدر لـ‍ ناسا.‏ ولكن كيف يمكن للخبراء ان يضعوا محطتهم الفضائية في المدار؟‏ يقدَّر انه يجب على المكوك الاميركي ان يقوم على الاقل بـ‍ ١٧ رحلة مأهولة لوضع فريدُم هناك قطعةً قطعة.‏ ويعادل ذلك عملية مكلِّفة جدا ومستهلكة للوقت.‏ فماذا يمكن ان يكون احد الحلول؟‏

      اقترح البعض ان يوحِّد الروسيون والاميركيون قواهم ويستعملوا صواريخ إينيرجيا الروسية القوية لوضع فريدُم هناك.‏ وإينيرجيا،‏ الذي يصفه كاتب في نيويورك تايمز سِرج شْمِمان بأنه «ناطحة سحاب طائرة ذات ٢٠ طابقا،‏» يمكن ان يساعد على الاسراع بمشروع محطة الولايات المتحدة الفضائية.‏ والروسيون يحتاجون الى دولارات اميركية،‏ وهنا تكون فرصتهم لشيء من الرأسمالية الذكية.‏ ذكرت اخبار الولايات المتحدة وأنباء العالم:‏ «يمكن لستة صواريخ إينيرجيا غير مأهولة ان ترفع كامل المحطة الفضائية،‏ بسعر رخيص وبدون تعريض الحياة البشرية للخطر.‏»‏

      طبعا،‏ ليست الولايات المتحدة والاتحاد الروسي الامتين الوحيدتين المشمولتين باستكشاف الفضاء.‏ فبين مبادرات اخرى،‏ تنتج وكالة الفضاء الاوروپية،‏ بواسطة شركة أريان الفضائية الفرنسية،‏ صواريخ مستنفَدة expendable من اجل اطلاق اقمار اصطناعية تجارية.‏ وتحاول اليابان ايضا الوصول الى النجوم،‏ و«بحلول نهاية هذا القرن،‏ تخطِّط اليابان ان تصير اول امة آسيوية تؤسِّس وجودا بشريا دائما في الفضاء،‏» استنادا الى معلومات اخيرة نُشرت في اسبوع آسيا.‏ وأول رائد فضاء ياباني رسمي،‏ مامورو موري،‏ مُدرَج في البرنامج لبعثة من سبعة ايام من رأس كاناڤيرال،‏ فلوريدا،‏ في سنة ١٩٩٢.‏ ويقول التقرير نفسه ان «البعثة هي مقدمةٌ مهمة لخطط اليابان للمساهمة في المحطة الفضائية فريدُم [التي للولايات المتحدة].‏» وسيحصل هذا المشروع ايضا على تعاون علماء الفضاء الاوروپيين والكنديين.‏

      تزويد الكواكب بالسكان

      ثمة طموح آخر يثير ايضا خيال كثيرين —‏ الرغبة في تزويد كواكب اخرى بالسكان واستثمارها.‏ يكتب جورج هنري إلايِس،‏ في كتابه انطلاق الى الفضاء —‏ بعثة لجيل:‏ «ان بناء حضارة بين الكواكب ضروري لبقاء نوعنا.‏ .‏ .‏ .‏ نحن البشر نشغل الآن كوكبا بكامله،‏ وحان الوقت لننتقل الى موطن اكبر.‏ ان نظاما شمسيا خاليا ينتظرنا.‏» ونظره الحالي موجَّه الى كوكب المريخ.‏

      وأحد الاشخاص الذين يعتقدون بشكل قاطع ان الانسان يجب ان يذهب الى المريخ هو مايكل كولنز،‏ رائد فضاء سابق قاد جيميني ١٠ في سنة ١٩٦٦ وقاد ايضا مقصورة القيادة لـ‍ اپوللو ١١،‏ التي اخذت الانسان الى القمر.‏ ففي كتابه بعثة الى المريخ،‏ يقول:‏ «يبدو المريخ مؤاتيا،‏ يمكن الوصول اليه،‏ وحتى صالحا للسكن.‏»‏

      وبروس مِرّي،‏ مدير لزمن طويل لمختبر الدفع النفاث لپاسادينا،‏ يؤيد بقوة مغامرة اميركية-‏روسية مشتركة الى المريخ.‏ وبصفته مؤسِّسا مشاركا لجمعية الكواكب،‏ فقد حثَّ مؤخرا على مبادرة «الى المريخ .‏ .‏ .‏ معا.‏» يقول:‏ «المريخ هو كوكب المستقبل.‏ وسيشكِّل حقل نشاط للاعضاء المغامِرين للاجيال المستقبلية.‏»‏

      ويكتب مارشال برِمِنت،‏ سفير الولايات المتحدة السابق في ايسلندا:‏ «يمكن للبلدين ان يعلِّما احدهما الآخر الكثير في هذا الحقل [الذي للفضاء].‏ فبرنامج الفضاء المأهول السوڤياتي هو الافضل؛‏ ورواد الفضاء السوڤيات لديهم افضل الارقام القياسية من حيث الوقت في المدار.‏ .‏ .‏ .‏ والالتزامات من قِبل كلتا الامتين لتأسيس محطة على القمر معا،‏ للدوران حول الزُّهرة،‏ وللهبوط على المريخ يمكن ان تكون لها قيمة علمية كبيرة.‏»‏

      وقد نشرت جمعية الكواكب،‏ التي تشمل كمؤسسٍ رائد الفضاء لجامعة كورنِل كارل ساڠان،‏ «بيان المريخ،‏» الذي ذكر:‏ «المريخ هو العالم الذي في الجوار،‏ اقرب كوكب يمكن للمستكشفين البشر ان يهبطوا عليه بأمان.‏ .‏ .‏ .‏ المريخ هو مخزن للمعلومات العلمية —‏ المهمة في دراسته الخاصة ولكن ايضا من اجل الضوء الذي يمكن ان تلقيه على اصول الحياة وعلى حماية بيئة الارض.‏» فغموض اصل الحياة يثير فضول العلماء.‏ وجواب الكتاب المقدس البسيط لا يرضيهم:‏ «انت مستحق ايها الرب ان تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك انت خلقت كل الاشياء وهي بإرادتك كائنة وخُلقت.‏» —‏ رؤيا ٤:‏١١؛‏ رومية ٣:‏٣،‏ ٤‏.‏

      مشاكل لمواجهتها

      ولكنَّ مِرّي،‏ الى جانب علماء آخرين،‏ يعترف ببعض مشاكل مثل هذه الرحلات ذات المسافات الطويلة بين الكواكب.‏ على سبيل المثال،‏ يستغرق وصول رواد الفضاء الاميركيين/‏الروسيين الى المريخ نحو سنة من الطيران بين الكواكب.‏ وبالتالي فإن رحلة ذهابا وإيابا تستغرق ما لا يقل عن سنتين،‏ دون شمل الوقت الذي يُقضى على المريخ.‏ وآثار انعدام الوزن ليست مفهومة كاملا.‏ تذكر مطبوعة لـ‍ ناسا:‏ «بين هذه ازالة بعض المعادن من العظام؛‏ ضمور العضلات عندما لا يجري تمرينها؛‏ ومتلازمة التكيُّف مع الفضاء،‏ شكل من دُوار الحركة موجود فقط في الطيران الفضائي.‏»‏

      حتى الآن،‏ لم يختبر ايّ انسان انعدام الوزن لمثل هذه الفترة الطويلة من الوقت.‏ ولكنَّ رواد الفضاء الروسيين يقومون بتجارب لأطول فترات من انعدام الوزن.‏ ففي ٢٥ آذار ١٩٩٢،‏ بعد عشرة اشهر في الفضاء في المحطة الفضائية الروسية مير،‏ عاد سييِرجيي كرِكالِف البالغ من العمر ٣٣ سنة الى الارض.‏ لقد كان مترنِّحا قليلا عندما رُفع من كبسولة العودة،‏ ولكنه اظهر ان الانسان يمكن ان يبقى حيا بعد فترات طويلة من انعدام الوزن.‏ وانعدام الوزن ليس المشكلة الوحيدة التي على رواد الفضاء الاميركيين/‏الروسيين ان يواجهوها،‏ كما اكتشف الروسيون.‏

      عندما تضعون فريقا من الناس في مكان ضيق لأية مدة من الوقت،‏ ستكون لديكم اخيرا مشاكل تتعلق بالشخصية ومشاكل نفسية.‏ يذكر كتاب مسافر الى الخارج لـ‍ تايم-‏لايف،‏ في السلسلة رحلة عبر الكون:‏ «تميل مستويات التأثُّرية الى الارتفاع مع كل اسبوع من البعثة.‏ فخلال بعثات ساليوت [السوڤياتية]،‏ لاحظ المراقبون الارضيون ان رواد الفضاء الروسيين يصيرون سريعي الغضب على نحو متزايد مما اعتبروه اسئلة سخيفة.‏ .‏ .‏ .‏ وخلال بعثة ١٩٧٧ المطوَّلة لڠرييِكو ورُمانيِنكو،‏ اسَّس المراقبون الارضيون ايضا ‹فريق دعم نفسي› لمراقبة صحة رواد الفضاء الروسيين العقلية.‏» وقال ڠرييِكو:‏ «المنافسة ضمن الطاقم هي احد الامور الاكثر اذية،‏ وخصوصا اذا ابتدأ كل واحد بمحاولة البرهان انه الافضل.‏» وأضاف انه في الفضاء الخارجي،‏ «ليست لديكم متنَفَّسات نفسية.‏ انه اخطر بكثير هناك.‏»‏

      وهكذا فان ايّ سفر طويل الامد بين الكواكب سيكون عمل توازن دقيقا،‏ اذ تؤخذ بعين الاعتبار كل العوامل العلمية،‏ الميكانيكية،‏ والنفسية ذات العلاقة.‏ واحتمال بعضهم بعضا ليس سهلا للناس هنا على الارض؛‏ فكم يكون اصعب بكثير ضمن سفينة فضاء.‏ —‏ قارنوا كولوسي ٣:‏١٢-‏١٤‏.‏

      هل يصل الانسان يوما ما الى الكواكب؟‏

      لقد اثارت الافلام السينمائية الاميركية الشهيرة سْتار تْرِك شهوة الملايين للسفر الفضائي.‏ فما هي الآمال المستقبلية لاستكشاف مأهول لكواكب اخرى؟‏ هنالك وجهتا نظر يجب اخذهما بعين الاعتبار —‏ البشرية والالهية.‏ وعلى كل حال،‏ يقول الكتاب المقدس ان يهوه هو «صانع السموات والارض.‏ السموات سموات للرب.‏ أما الارض فأعطاها لبني آدم.‏» —‏ مزمور ١١٥:‏١٥،‏ ١٦؛‏ تكوين ١:‏١‏.‏

      لقد رأينا ان علماء كثيرين متفائلون بشأن قدرة الجنس البشري على الوصول الى المريخ واستيطانه.‏ وفضول الانسان وتوقه الى المعرفة سيستمران دون شك في حمل الرجال والنساء على توسيع حدود الاكتشاف.‏ وأحد اهداف مقراب هابل الفضائي،‏ استنادا الى نشرة وقائع لـ‍ ناسا،‏ هو «البحث عن عوالم اخرى،‏ مجرَّات اخرى والاصول عينها للكون نفسه.‏» وتذكر ناسا ايضا:‏ «ان التوقعات المستقبلية للنشاطات الفضائية في القرن الـ‍ ٢١ مثيرة ومتَّسمة بالتحدي.‏ ويمكننا ان نتصوَّر مثل هذه الانجازات المهمة بصفتها صناعات تعمل في المدار،‏ قواعد في القمر،‏ وبعثات مأهولة الى المريخ.‏ والآن وقد جرى اجتياز تخم الفضاء،‏ لا توجد نقطة تحوُّل.‏»‏

      وماذا يمكن ان يقال من وجهة نظر الكتاب المقدس؟‏ حقا،‏ قال اللّٰه للانسان ان ‹يتكاثر ويملأ الارض.‏› (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ وفي الوقت نفسه،‏ أُعطي ذكاء ورغبة لا تشبع في معرفة المزيد عن محيطه،‏ بما فيه الغلاف الحيوي biosphere،‏ الغلاف الطبقي stratosphere،‏ ووراء نطاق ذلك.‏ ويتضمَّن هذا المحيط نظامنا الشمسي البالغ الصغر والنجوم وراء نطاقه.‏ ولذلك أُوحي الى الملك داود ان يكتب قبل نحو ثلاثة آلاف سنة:‏ «اذا ارى سمواتك عمل اصابعك القمر والنجوم التي كوَّنتها فمن هو الانسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده.‏» —‏ مزمور ٨:‏٣،‏ ٤‏.‏

      لقد ارسل مقراب هابل مؤخرا صورة للمجرَّة العملاقة M87.‏ وقد وُصفت بأنها بقعة من الضوء تتألف من تريليوني نجم!‏ فهل يمكنكم ان تتخيَّلوا هذا الرقم؟‏ وكم تبعد M87؟‏ اثنين وخمسين مليون سنة ضوئية عن الارض —‏ «قريبة نسبيا في مقياس المسافات بين المجرَّات!‏» فلنكن صرحاء،‏ ان الانسان والارض هما متناهيا الصغر بالمقارنة مع الاتساع الذي لا يمكن تخيُّله للفضاء الكوني!‏ وما يفعله يهوه وسيفعله في كل هذا الفضاء اللامتناهي هو وراء نطاق فهمنا الحالي.‏ وبصرف النظر عن مطامح الانسان في ما يتعلق بالفضاء الخارجي،‏ فقد أُثيرت قضية على كوكبنا يجب ان تُبتّ اولا بواسطة تدخُّل اللّٰه.‏ —‏ رؤيا ١٦:‏١٤-‏١٦‏.‏

      قضية لبتِّها

      ان القضية هي الاختيار بين حكم اللّٰه وحكم الشيطان.‏ ولهذا السبب يعلن شهود يهوه في كل العالم ان اللّٰه لا بد ان يشرع قريبا في تنظيف الارض من الشر،‏ الفساد،‏ القتل،‏ العنف،‏ والحرب.‏ —‏ مرقس ١٣:‏١٠؛‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٤‏.‏

      ورواد الفضاء الذين حدَّقوا الى اسفل الى ارضنا من مئات الاميال في الفضاء الخارجي تعجَّبوا من جمال هذه الجوهرة الكوكبية.‏ وإذ يُنظر اليها من العلاء،‏ لا تُظهر الارض اية حدود سياسية لتقسِّمها وتفرِّقها.‏ انها مجرد بيت جميل عالمي للعائلة البشرية.‏ ومع ذلك لدينا هنا عالم ملآن جشعا،‏ حسدا،‏ كذبا،‏ استغلالا،‏ ظلما،‏ رعبا،‏ خوفا،‏ جريمة،‏ وعنفا.‏ فإلى ماذا يحتاج البشر ليعودوا الى رشدهم؟‏

      يظهر الكتاب المقدس ان يهوه اللّٰه،‏ صانع الارض ومالكها،‏ سيشرع قريبا في العمل ضد سكان هذا الكوكب المعاندين والذين لا يمكن حكمهم.‏ والودعاء حقا فقط سيُترَكون ليرثوا الارض.‏ وعندئذ فقط سنرى اية مقاصد اضافية يفكِّر فيها اللّٰه للعائلة البشرية الطائعة.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١١،‏ ٢٩؛‏ رؤيا ١١:‏١٨؛‏ ١٦:‏١٤-‏١٦‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ١٤]‏

      انقاذ قمر اصطناعي

      قامت ناسا رغم المصاعب بخطوة ناجحة في ايار هذه السنة عندما حرَّك بالقوة البدنية ثلاثة رواد فضاء من المكوك الفضائي إندِڤر قمرَ اتصالات جامحا وزنه ٠٠٠‏,٩ پاوند (‏٠٨٠‏,٤ كلغ)‏ خلال مشي في الفضاء.‏ وقد أتوا به الى قسم الشحن حيث أُرفق به صاروخ معزِّز جديد.‏ ثم أُطلق القمر الاصطناعي الى مدار عالٍ قبل ان يُنزَل الى موقع عمله على ارتفاع ٣٠٠‏,٢٢ ميل (‏٩٠٠‏,٣٥ كلم)‏ فوق الارض.‏

      ‏[الصور في الصفحة ١٥]‏

      ١-‏ رسم فنان للمحطة الفضائية «فريدُم» المخطَّط لها

      ٢-‏ انعدام الوزن هو مشكلة يواجهها المسافرون بين الكواكب

      ٣-‏ الارض كما تُرى من القمر

      ٤-‏ الزُّهرة

      ٥-‏ المريخ

      ‏[مصدر الصور]‏

      Photos 1-4,‎ NASA photo; 5 Photo NASA/JPL

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة