مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • كيف يمكننا حماية اولادنا؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • لكنَّ الـ‍ تايم لاحظت ان هذه المؤامرة تنهار اخيرا.‏ ولماذا؟‏ السبب هو،‏ بكلمة واحدة،‏ التعليم.‏ وكما تعبِّر مجلة اسبوع آسيا عن ذلك:‏ «يتفق جميع الخبراء على ان افضل دفاع ضد الإساءة الى الأولاد هو التوعية العامة.‏» ولكي يدافعوا عن اولادهم،‏ يجب على الوالدين ان يفهموا حقائق التهديد.‏ فلا تتركوا انفسكم في ظلمة بسبب اعتقادات خاطئة تحمي المسيئين الى الأولاد لا الأولاد.‏ —‏ انظروا الإطار في الصفحة التالية.‏

      علِّموا اولادكم!‏

      قال الملك الحكيم سليمان لابنه ان المعرفة،‏ الحكمة،‏ والمقدرة التفكيرية يمكنها ان تحميه «من طريق الشرير ومن الإنسان المتكلِّم بالأكاذيب.‏» (‏امثال ٢:‏١٠-‏١٢‏)‏ أليس ذلك ما يحتاج اليه الأولاد تماما؟‏ يقول كتيِّب مكتب التحقيقات الفدرالي FBI المتحرِّشون بالأولاد:‏ تحليل سلوكي تحت العنوان «الضحية المثالية» ما يلي:‏ «بالنسبة الى معظم الأولاد،‏ الجنس هو موضوع محرَّم لا يحصلون إلا على القليل من المعلومات الدقيقة عنه،‏ وخصوصا من والديهم.‏» فلا تدَعوا اولادكم يكونون «ضحايا مثاليين.‏» علِّموهم عن الجنس.‏a مثلا،‏ لا يجب ان يصل ايّ ولد الى سن البلوغ دون ان يكون مدركا لكيفية تغيُّر الجسم خلال ذلك الوقت.‏ فالجهل سيجعلهم مرتبكين،‏ خجلين —‏ وسريعي التأثُّر.‏

      أُسيء جنسيا الى امرأة سندعوها جانيت عندما كانت صغيرة.‏ وبعد سنين أُسيء الى ولدَيها جنسيا.‏ تتذكر:‏ «كما تربَّينا،‏ لم نكن نتكلَّم قط عن الجنس.‏ لذلك كبرتُ وأنا أحس بالإحراج بشأنه.‏ فقد كان امرا مخجلا.‏ ولما صار عندي ولدان،‏ لم يتغير شيء.‏ كان بإمكاني ان اكلِّم اولاد الناس الآخرين أما ولداي فلا.‏ أعتقد ان ذلك وخيم العاقبة لأن الأولاد سريعو التأثُّر اذا لم تكلِّموهم عن هذه الأمور.‏»‏

      ويمكن تعليم الوقاية من الإساءة في وقت باكر.‏ فعندما تعلِّمون اولادكم ان يسمُّوا اجزاء من الجسم كالمهبل،‏ الثديين،‏ الشرج،‏ القضيب،‏ قولوا لهم ان هذه الأماكن جيدة،‏ انها خصوصية —‏ لكنها شخصية.‏ «لا يُسمح للناس الآخرين بأن يلمسوها —‏ حتى ولا الماما او البابا —‏ حتى ولا الطبيب إلا اذا كانت الماما او البابا هناك او كانت موافقة او موافقا على ذلك.‏»‏b والشيء المثالي هو انه يجب ان تأتي اقوال كهذه من كلا الوالدَين او كل وصي راشد.‏

      في كتاب الولد الآمن،‏ تلاحظ شَرِل كْرَيْزر انه في حين يجب ان يشعر الأولاد بحرية تجاهل المسيء،‏ الصراخ في وجهه،‏ والهرب منه،‏ يوضح لاحقا اولاد كثيرون أُسيء اليهم انهم لم يكونوا يريدون ان يبدوا غير مهذَّبين.‏ لذلك يجب ان يعرف الأولاد ان بعض الكبار يفعلون امورا سيئة وأنه حتى الولد ليس مجبرا على اطاعة كل مَن يأمره او يأمرها بفعل امر خاطئ.‏ ففي اوقات كهذه لدى الولد كل الحق في القول لا،‏ تماما كما قال دانيال ورفقاؤه للراشدين البابليين الذين ارادوا منهم ان يأكلوا طعاما نجسا.‏ —‏ دانيال ١:‏٤،‏ ٨؛‏ ٣:‏١٦-‏١٨‏.‏

      وإحدى وسائل التعليم الموصى بها على نطاق واسع هي لعبة «ماذا اذا .‏ .‏ .‏؟‏» مثلا،‏ يمكنكم ان تسألوا:‏ «ماذا اذا امرك المعلم بأن تضرب ولدا آخر؟‏ ماذا تفعل؟‏» او:‏ «ماذا اذا امرك (‏البابا،‏ الماما،‏ رجل الدين،‏ الشرطي)‏ بالقفز من بناية عالية؟‏» قد يكون جواب الولد غير مناسب او خاطئا،‏ انما لا تصحِّحوا بقساوة.‏ ولا يجب ان تشمل اللعبة تكتيكا يقوم على المباغتة او الإخافة؛‏ وفي الواقع،‏ يوصي الخبراء بأن تُلعب بطريقة لطيفة،‏ حبية،‏ وحتى مرحة.‏

      ثم علِّموا الأولاد صدَّ طرائق اظهار المودَّة التي هي غير لائقة او تجعلهم يشعرون بالتضايق.‏ اسألوا مثلا:‏ «ماذا اذا اراد صديق للماما او البابا ان يقبِّلك بطريقة تجعلك تشعر شعورا غريبا؟‏»‏c وغالبا ما يكون من الأفضل تشجيع الولد على تمثيل ما سيفعله او ستفعله،‏ مما يجعلها لعبة «فلنتظاهر.‏»‏

      وبطريقة مماثلة،‏ يمكن ان يتعلَّم الاولاد مقاومة اساليب المسيئين.‏ مثلا،‏ قد تسألون الولد:‏ «ماذا اذا قال شخص ما:‏ ‹أتعلَم،‏ انت المفضَّل عندي.‏ ألا تريد ان تكون صديقي؟‏›» وعندما يتعلَّم الولد مقاومة حِيَل كهذه،‏ ناقشوا حِيَلا اخرى.‏ فقد تسألون:‏ «اذا قال شخص ما:‏ ‹انت لا تريد ان ازعل منك،‏ أليس كذلك؟‏› فماذا تقول؟‏» أَظهروا للولد كيف يقول لا بالكلمات وبإيماءات واضحة وحازمة بالجسم.‏ وتذكَّروا انه غالبا ما يفحص المسيئون طريقة تجاوب الأولاد مع محاولات التقرُّب المراوِغة.‏ لذلك يجب تعليم الولد ان يقاوم بحزم ويقول:‏ «سأشكوك.‏»‏

      كونوا دقيقين في تدريبكم

      لا تجعلوا تدريبا كهذا محدودا بمحادثة واحدة.‏ فالأولاد يلزمهم الكثير من التكرار.‏ استعملوا تمييزكم لتحددوا كم يجب ان يكون تدريبكم صريحا.‏ لكن كونوا دقيقين.‏

      تأكدوا،‏ مثلا،‏ من احباط اية محاولة يقوم بها المسيء لصنع اتفاق سري.‏ فيجب ان يعرف الأولاد انه ليس حسنا ابدا ان يطلب منهم راشد اخفاء سر عن احد والدَيهم.‏ طمئنوهم بأنه من اللائق دائما إخبارهم —‏ حتى لو وعدوا بألّا يخبروا.‏ (‏قارنوا عدد ٣٠:‏١٢،‏ ١٦‏.‏)‏ ويهدِّد بعض المسيئين الولد اذا علموا ان الولد خالف قانونا عائليا.‏ فتكون الرسالة:‏ «لن اشكوك اذا لم تشكُني.‏» لذلك يجب ان يعرف الأولاد انهم لن يقعوا في ورطة لأنهم اخبروا —‏ حتى في هذه الظروف.‏ فلا خوف من الإخبار.‏

      ويجب ايضا ان يكون تدريبكم مقاوما للتهديد.‏ فقد قتل بعض المسيئين حيوانات صغيرة امام الولد وهدَّدوا بفعل الأمر عينه بوالدَي الولد.‏ وحذَّر آخرون ضحيتهم من انهم سيسيئون الى الأشقَّاء الأصغر.‏ لذلك علِّموا الاولاد انه يجب دائما شكاية المسيء،‏ مهما كانت التهديدات المخيفة التي يهدِّد بها.‏

      وفي هذا المجال يمكن ان يكون الكتاب المقدس وسيلة تعليم مساعدة.‏ فلأنه يشدِّد بطريقة واضحة جدا على قدرة يهوه الكلية،‏ يمكن ان يجعل ذلك تهديدات المسيئين اقل إخافة.‏ فالأولاد بحاجة الى ان يعرفوا انه مهما كانت التهديدات،‏ فيهوه قادر على مساعدة شعبه.‏ (‏دانيال ٣:‏٨-‏٣٠‏)‏ وحتى عندما يؤذي الناسُ الأشرارُ مَن يحبهم يهوه،‏ بإمكانه دائما ابطال الضرر في ما بعد وتحسين الأمور من جديد.‏ (‏ايوب،‏ الاصحاحان ١،‏ ٢؛‏ ٤٢:‏١٠-‏١٧‏؛‏ اشعياء ٦٥:‏١٧‏)‏ اكِّدوا لهم ان يهوه يرى كل شيء،‏ بما في ذلك الأشخاص الذين يقومون بأمور رديئة والأشخاص الصالحون الذين يبذلون قصارى جهدهم لمقاومتهم.‏ —‏ قارنوا عبرانيين ٤:‏١٣‏.‏

      حكماء كالحيات

      قليلون جدا هم مضاجعو الأولاد الذين يستخدمون القوة الجسدية للتحرُّش بالولد.‏ فهم يفضِّلون عموما مصادقة الأولاد اولا.‏ لهذا السبب تكون نصيحة يسوع بأن نكون «حكماء كالحيات» ملائمة.‏ (‏متى ١٠:‏١٦‏)‏ وإشراف الوالدين المحبِّين الدقيق هو احد افضل الإجراءات الوقائية ضد الإساءة.‏ فبعض المتحرِّشين يبحثون عن ولد يكون وحده في مكان عام ويبتدئون بمحادثة لإثارة فضول الولد.‏ (‏«هل تحب الدراجات النارية؟‏» «تعال انظر الجِراء في شاحنتي في الخارج.‏»)‏ صحيح انكم لا تستطيعون ان تكونوا مع اولادكم في كل الاوقات.‏ ويعترف خبراء برعاية الطفل ان الأولاد هم بحاجة الى بعض الحرية في التنقُّل.‏ لكنَّ الوالدين الحكماء هم حذرون ازاء منح اولادهم حرية اكثر من اللازم قبل الأوان.‏

      تأكدوا من التعرُّف جيدا بكل راشد او حدث اكبر سنا يكون على علاقة حميمة بأولادكم،‏ مستعملين حذرا اضافيا عندما تقرِّرون مَن سيهتم بأولادكم في غيابكم.‏ احترسوا من الحاضنين الذين يجعلون اولادكم يشعرون شعورا غريبا او يحسون بأنهم متضايقون.‏ وبشكل مماثل،‏ احذروا من المراهقين الذين يبدو انهم يملكون اهتماما مفرطا بالأولاد الأصغر سنا وليس لديهم اصدقاء بعمرهم.‏ تحققوا بشكل شامل من المدارس وتسهيلات الرعاية النهارية للأولاد.‏ جولوا في كل المبنى والأراضي المُلحَقة به وقابلوا فريق العاملين،‏ ملاحظين بدقة كيف يتفاعلون مع الأولاد.‏ اسألوا عما اذا كانوا يعترضون على قيامكم بزيارة لتفقُّد اولادكم في اوقات غير متوقعة؛‏ فإذا لم يكن ذلك مسموحا به،‏ ابحثوا عن مكان آخر.‏ —‏ انظروا استيقظ!‏ عدد ٨ كانون الاول ١٩٨٧،‏ الصفحات ٣-‏١١،‏ بالإنكليزية.‏

      لكنَّ الحقيقة المحزنة هي انه حتى افضل الوالدين لا يمكنهم ان يتحكَّموا في كل ما يحصل لأولادهم.‏ —‏ جامعة ٩:‏١١‏.‏

      وإذا تعاون الوالدان،‏ يكون هنالك امر واحد يمكن لهما ان يتحكَّما فيه:‏ المحيط المنزلي.‏ وبما ان المنزل هو حيث يقع معظم الإساءات الى الأولاد،‏ فسيكون ذلك ما ستركِّز عليه المقالة التالية.‏

      a انظروا استيقظ!‏ عددَي ٢٢ شباط ١٩٩٢،‏ الصفحات ٣-‏١١ و ٨ تموز ١٩٩٢،‏ الصفحة ٣٠ .‏

      b طبعا،‏ لا بد ان يحمِّم الوالدون الأولاد الصغار جدا ويغيِّروا لهم الحفاضات،‏ وفي اوقات كهذه يغسل الوالدون الأماكن الحساسة.‏ لكن علِّموا اولادكم الاستحمام من سن باكرة؛‏ وينصح بعض الخبراء برعاية الطفل بأن يتعلَّموا غسل الأماكن الحساسة لديهم في سنتهم الثالثة اذا امكن.‏

      c يحذِّر بعض الخبراء انه اذا كنتم تجبرون ولدكم على تقبيل او معانقة كل شخص يَطلب منه ذلك وغيرهما من طرائق اظهار المودَّة،‏ فقد تُضعفون هذا التدريب.‏ لذلك يعلِّم بعض الوالدين اولادهم ان يقدِّموا اعتذارات او بدائل مهذَّبة عندما تُطلب منهم امور غير مرغوب فيها.‏

      صرَخ طلبا للمساعدة

      ‏«الاستغاثة بيهوه توقف هجوم متحرِّش على حدث.‏» هذا ما أبرزه عنوان عريض في الصحيفة الأميركية ذي اريزونا ريپبليك،‏ في ٥ ايار ١٩٩٣.‏ فقد خطف المتَّهَم بالتحرُّش الحدثَ البالغ من العمر ١٣ سنة تحت تهديد المسدس،‏ مقتادا اياه الى شقة فاعل الجرم.‏ وعندما صرخ الحدث،‏ «يا يهوه ساعدني!‏» ارتعد المتحرِّش وأطلق سراح الصبي.‏ واعتقلت الشرطة الرجلَ لاحقا.‏

      في حين ان الدعاء باسم يهوه ملائم طبعا في ظروف كهذه،‏ لا يعني ذلك ان خدام اللّٰه لن يتعرضوا لهجوم في هذه «الأيام الأخيرة» الحرجة.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥،‏ ١٣‏)‏ لذلك يجب على الوالدين المسيحيين تدريب اولادهم ان يكونوا حذرين من كل الغرباء،‏ بصرف النظر عن السلطة الظاهرة.‏

  • الوقاية في البيت
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الاول (‏اكتوبر)‏ ٨
    • شرائع ادبية

      هل لشريعة الكتاب المقدس تأثير في عائلتكم؟‏ مثلا،‏ تقول لاويين ١٨:‏٦‏:‏ «لا يقترب انسان الى قريب جسده ليكشف عورته.‏ انا الرب.‏» وبشكل مشابه،‏ تفرض الجماعة المسيحية اليوم شرائع قوية ضد كل اشكال الإساءة الجنسية.‏ وكل من يسيء جنسيا الى ولد يتعرَّض لخطر الفصل،‏ الطرد من الجماعة.‏a —‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      يجب على كل العائلات ان تعرف وتراجع شرائع كهذه معا.‏ تحث تثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏:‏ «ولتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك (‏واغرسها في ابنك)‏ وتكلَّم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.‏» وغرْس هذه الشرائع يعني اكثر من وعظ اولادكم بعض المرات.‏ انه يشمل مناقشة منتظمة فيها اخذ ورَدّ.‏ ومن وقت الى آخر،‏ يحسن بالأم والأب كليهما ان يعيدا تأكيد دعمهما لشرائع اللّٰه حول سفاح القربى والدواعي الحبية لهذه الشرائع.‏

      وقد تستعملون ايضا قصصا كقصة ثامار وأمنون،‏ ولدَي داود،‏ لتُظهروا لأولادكم انه في المسائل الجنسية هنالك حدود لا احد —‏ حتى ولا الأقرباء الاحمّاء —‏ يجب ان يتعداها على الإطلاق.‏ —‏ تكوين ٩:‏٢٠-‏٢٩؛‏ ٢ صموئيل ١٣:‏١٠-‏١٦‏.‏

      ويمكن اظهار الاحترام لهذه المبادئ حتى في ترتيبات العيش العملية.‏ ففي بلد شرقي،‏ اظهرت الأبحاث ان الكثير من سفاح القربى يحدث في عائلات ينام فيها الأولاد مع والديهم حتى عندما لا تكون هنالك حاجة اقتصادية الى ذلك.‏ وبشكل مشابه،‏ من غير الحكمة عموما ان يشارك الإخوةُ الأخواتِ في السرير او الغرفة فيما يكبرون،‏ اذا كان من الممكن تجنُّب ذلك.‏ وحتى عندما تكون ظروف العيش الضيِّقة واقعَ الحياة،‏ يحسن بالوالدين ان يستعملوا التمييز الجيد في تقرير مكان نوم كل عضو في العائلة.‏

      وتمنع شريعة الكتاب المقدس السكر،‏ ملمِّحة الى انه قد يقود الى الانحراف.‏ (‏امثال ٢٣:‏٢٩-‏٣٣‏)‏ واستنادا الى احدى الدراسات،‏ اخبر نحو ٦٠ الى ٧٠ في المئة من ضحايا سفاح القربى ان والدهم المسيء كان يشرب عندما بدأت الإساءة.‏

      رأس عائلة محب

      يجد الباحثون ان الإساءة شائعة اكثر بين العائلات ذات الأزواج المستبدِّين.‏ فوجهة النظر المعتقَد بها على نحو واسع بأن النساء موجودات فقط لإشباع حاجات الذكور هي خاطئة حسب الأسفار المقدسة.‏ ويستعمل بعض الرجال هذا الرأي غير المسيحي لتبرير الالتفات الى الابنة من اجل ايّ شيء لا يمكنهم الحصول عليه من الزوجة.‏ وهذا النوع من المعاملة الظالمة يمكن ان يجعل النساء،‏ في هذه الظروف،‏ يفقدن اتزانهنَّ العاطفي.‏ حتى ان كثيرات يفقدن الدافع الطبيعي الى حماية اولادهنَّ.‏ (‏قارنوا جامعة ٧:‏٧‏.‏)‏ ومن ناحية اخرى،‏ وجدت احدى الدراسات انه عندما كان الآباء المدمنون على العمل يغيبون كثيرا عن المحيط المنزلي،‏ تطوَّرت احيانا الإساءة الجنسية بين الأم والابن.‏

      وماذا عن عائلتكَ؟‏ هل تحمل كزوج دور الرأس محمل الجد،‏ ام انك تتنازل عنه لزوجتك؟‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ هل تعامل زوجتك بمحبة،‏ كرامة،‏ واحترام؟‏ (‏افسس ٥:‏٢٥؛‏ ١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ هل تأخذ وجهات نظرها بعين الاعتبار؟‏ (‏تكوين ٢١:‏١٢؛‏ امثال ٣١:‏٢٦،‏ ٢٨‏)‏ وماذا عن اولادك؟‏ هل تعتبرهم اعزاء في عينيك؟‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ ام تعتبرهم مجرد اعباء،‏ ويمكن استغلالهم بسهولة؟‏ (‏قارنوا ٢ كورنثوس ١٢:‏١٤‏.‏)‏ أزِلْ وجهات النظر المعوجَّة وغير المؤسسة على الأسفار المقدسة بشأن الأدوار العائلية في اسرتك،‏ وستجعلها مقاوِمة اكثر للإساءة.‏

      مكان آمن عاطفيا

      تقول شابة سندعوها ساندي:‏ «كانت عائلتي كلها قابلة للتعرُّض للإساءة.‏ فقد كانت منعزلة،‏ وكان كل عضو منعزلا عن الآخر.‏» فالانعزال،‏ القساوة،‏ والتكتُّم المفرط —‏ هذه المواقف الوخيمة العاقبة وغير المؤسسة على الأسفار المقدسة هي علامات فارقة في البيت حيث توجد الإساءة.‏ (‏قارنوا ٢ صموئيل ١٢:‏١٢؛‏ امثال ١٨:‏١؛‏ فيلبي ٤:‏٥‏.‏)‏ فاخلقوا للأولاد جوا منزليا آمنا عاطفيا.‏ فالبيت يجب ان يكون المكان حيث يشعرون بالبنيان،‏ حيث يشعرون بأنهم احرار في فتح قلوبهم والتكلُّم بحرية.‏

      ويحتاج الأولاد ايضا احتياجا عظيما الى تعابير جسمانية عن المحبة —‏ المعانقة،‏ الملامسة اللطيفة،‏ مسك اليد،‏ الملاعبة.‏ فلا تبالغوا في ردّ فعلكم تجاه اخطار الإساءة الجنسية بكبح اظهارات المحبة هذه.‏ علِّموا اولادكم بالمودَّة والمدح الصريحين والحارَّين انهم ذوو قيمة.‏ تتذكَّر ساندي:‏ «كانت وجهة نظر امي ان توجيه ايّ اطراء الى ايّ شخص هو خطأ.‏ فذلك سيجعلك مغرورا.‏» وتحمَّلت ساندي على الأقل عشر سنين من الإساءة الجنسية في صمت.‏ فالأولاد الذين ليسوا آمنين بالمعرفة انهم افراد محبوبون ونافعون قد يكونون سريعي التأثُّر اكثر بمدحِ مسيء،‏ «مودَّته،‏» او تهديداته بسحبها.‏

      وثمة مضاجع اولاد اساء جنسيا الى مئات الصبيان طوال فترة ٤٠ سنة اعترف ان الصبيان الذين كانت لديهم حاجة عاطفية الى صديق مثله شكَّلوا «افضل» الضحايا.‏ فلا تخلقوا حاجة كهذه في ولدكم.‏

      أَوقفوا دورة الإساءة

      تحت التجربة القاسية قال ايوب:‏ «قد كرهتُ حياتي،‏ لهذا أُطلق العنان لشكواي،‏ وأتحدث عن اشجاني في مرارة نفسي.‏» (‏ايوب ١٠:‏١‏،‏ ترجمة تفسيرية‏)‏ وبشكل مماثل،‏ وجد والدون كثيرون انه بإمكانهم مساعدة اولادهم بمساعدة انفسهم.‏ لاحظت رسالة هارڤرد في الصحة النفسية مؤخرا:‏ «ان الروادع الاجتماعية القوية ضد تعبير الرجال عن الألم تُديم كما يظهر دورة الإساءة.‏» فيبدو ان الرجال الذين لا يعبِّرون ابدا عن ألمهم بشأن الإساءة الجنسية التي كانوا قد تعرَّضوا لها،‏ يُحتمل اكثر ان يصيروا هم انفسهم مسيئين.‏ ويخبر كتاب الولد الآمن ان معظم المتحرِّشين بالأولاد أُسيء اليهم جنسيا عندما كانوا اولادا لكنهم لم يحصلوا قط على المساعدة للشفاء.‏ وهم يعبِّرون عن ألمهم وغضبهم بالإساءة الى اولاد آخرين.‏b —‏ انظروا ايضا ايوب ٧:‏١١؛‏ ٣٢:‏٢٠‏.‏

      وقد يكون الخطر على الأولاد اكبر ايضا عندما لا تتعلَّم الأمهات معالجة الإساءة الماضية.‏ مثلا،‏ يخبر الباحثون ان النساء اللواتي أُسيء اليهنَّ جنسيا عندما كنَّ فتيات صغيرات غالبا ما يتزوَّجن رجالا مسيئين الى الأولاد.‏ وعلاوة على ذلك،‏ اذا لم تتعلَّم المرأة معالجة الإساءة الماضية،‏ يكون من المفهوم ان تجد صعوبة في مناقشة الإساءة مع اولادها.‏ وإذا حدثت اساءة،‏ فقد تكون لها قدرة اقل على تبيُّن الأمر واتخاذ اجراء ايجابي.‏ وعندئذ يدفع الأولاد ثمنا رهيبا لتواني الأم.‏

      وهكذا،‏ قد تنتقل الإساءة من جيل الى الجيل التالي.‏ طبعا،‏ ان كثيرين من الأفراد الذين يختارون عدم مناقشة ماضيهم المؤلم يبدو انهم قادرون على تدبُّر امورهم حسنا الى حد كافٍ في الحياة،‏ وهذا امر يُمدَحون عليه.‏ لكنَّ الألم عند كثيرين اعمق،‏ وهم بحاجة فعلا الى بذل جهد مشترك —‏ ويشمل ذلك،‏ اذا اقتضى الأمر،‏ طلب مساعدة مختصة مؤهلة —‏ لشفاء جروح الطفولة الخطيرة هذه.‏ وهدفهم ليس التخبُّط في الإشفاق على النفس.‏ فهم يريدون ايقاف دورة الإساءة الى الأولاد المقرفة والمؤذية هذه التي تؤثر في عائلتهم.‏ —‏ انظروا استيقظ!‏ عدد ٨ تشرين الاول ١٩٩١،‏ الصفحات ٣ الى ١١‏.‏

      نهاية الإساءة

      يمكن للمعلومات المذكورة آنفا،‏ اذا طُبِّقَت كما ينبغي،‏ ان تساهم كثيرا في تقليل احتمالات الإساءة الى الأولاد في بيتكم.‏ لكن تذكَّروا ان المسيئين يعملون سرًّا،‏ يستغلّون الثقة،‏ ويستخدمون اساليب الراشدين مع اولاد ابرياء.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يبدو انه لا مفر من ان يفلت بعضهم من المعاقبة على جرائمهم التي تثير الاشمئزاز.‏

      لكن كونوا على ثقة بأن اللّٰه يرى ما يفعلونه.‏ (‏ايوب ٣٤:‏٢٢‏)‏ وإن لم يتوبوا ويتغيَّروا،‏ فلن ينسى اعمالهم الدنيئة.‏ وسيفضحهم في وقته المعيَّن.‏ (‏قارنوا متى ١٠:‏٢٦‏.‏)‏ وهو سيصرُّ على تحقيق العدل.‏ ويعد يهوه اللّٰه بوقت فيه ‹يُستأصَل من الأرض› مثل هؤلاء الأشخاص الغادرين جميعا،‏ وفقط الودعاء واللطفاء الذين يحبون اللّٰه ورفيقهم الإنسان سيُسمح لهم بالبقاء.‏ (‏امثال ٢:‏٢٢؛‏ مزمور ٣٧:‏١٠،‏ ١١،‏ ٢٩؛‏ ٢ بطرس ٢:‏٩-‏١٢‏)‏ ونحن نملك هذا الرجاء الرائع بعالم جديد بفضل ذبيحة يسوع المسيح الفدائية.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٦‏)‏ وعندئذ،‏ فقط عندئذ،‏ ستنتهي الإساءة الى الأبد.‏

      في هذه الاثناء يجب ان نقوم بكل ما في وسعنا لحماية اولادنا.‏ فهم اعزاء جدا!‏ ومعظم الآباء يضعون فورا سلامتهم الشخصية في خطر ليحموا اولادهم الصغار.‏ (‏قارنوا يوحنا ١٥:‏١٣‏.‏)‏ وإذا لم نحمِ اولادنا،‏ فقد تكون النتائج مروِّعة.‏ وإذا حميناهم،‏ نعطيهم هدية رائعة —‏ طفولة بريئة وخالية من البؤس.‏ ويمكن ان يشعروا كما شعر صاحب المزمور الذي كتب:‏ «اقول للرب ملجإي وحصني الهي فأتكل عليه.‏» —‏ مزمور ٩١:‏٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة