-
المحبة من النظرة الاولى — وبعد ذلك الى الابد!استيقظ! ١٩٩١ | ايلول (سبتمبر) ٢٢
-
-
المحبة من النظرة الاولى — وبعد ذلك الى الابد!
«اذا شاهدتم الاطفال بعد ولادتهم،» تذكر الدكتورة سيسيليا ماكارتن، من كلية ألبرت آينشتاين للطب في نيويورك، «يكونون على نحو دقيق يقظين ومدركين لبيئتهم. ويكونون مستجيبين لامهاتهم. يلتفتون نحو الاصوات. ويركزون نظرهم في وجه امهم.» وتجعل الام العين على اتصال بطفلها. انها المحبة من النظرة الاولى — لكليهما!
ان لحظة الصلة هذه بين الام والطفل تحدث طبيعيا اذا كانت الولادة طبيعية، دون مخدرات تبلِّد احاسيس الام والطفل. فبكاؤه يحث على انتاجها للحليب. وملامسة جلده لجلدها تطلق هرمونا يقلِّل نزفها عقب الولادة. والطفل يولد ببرامج دماغية لضمان الارتباط — البكاء، الرضاعة، الغمغمة، الغرغرة، الابتسامة والقيام برفسات الفرح لجذب انتباه الام. والارتباط، بالام خصوصا، يجعل من الممكن ان يطور الطفل احساسا بالمحبة والاعتناء والثقة. وبسرعة يصير الاب مهما كشخصية ارتباط. وعلاقاته بالطفل تنقصها مودة الام ولكنها تضيف بُعْدا مهما: الدغدغة، المداعبة، الشجار اللطيف، التي يستجيب لها الطفل بضحك وتلوٍّ مثيرين.
ويخبر الدكتور ريتشارد رستاك ان الحمل والمعانقة بالنسبة الى المولود حديثا هما كالغذاء. «الملامسة،» يقول، «ضرورية لنمو الطفل الطبيعي كالطعام والاكسجين. تفتح الام ذراعيها للطفل، تحتضنه، فتأتلف جملة من العمليات الاحيائية النفسية.» وفي هذه المعاملة يطور حتى الدماغ المادي «شكلا فيزيائيا مختلفا من النتؤات والاخاديد.»
احذروا الانفصال
اشار البعض انه إن لم يحدث هذا الارتباط بين الام والطفل وقت الولادة، تكمن المأساة في المستقبل. والامر ليس كذلك. فبعناية الام الحبية هنالك مئات اللحظات الحميمة في الاسابيع اللاحقة التي تجعل الصلة متينة. ولكن رفض علاقات حميمة كهذه طوال فترة طويلة من الوقت، يمكن ان يؤدي الى عواقب أليمة. «على الرغم من اننا نحتاج واحدنا الى الآخر طوال حياتنا،» يقول لنا الدكتور رستاك، «فإن هذه الحاجة شديدة اكثر في السنة الاولى. احرموا الطفل من النور، من فرصة التحديق الى الوجه البشري، من بهجة حمله، معانقته، مناغاته، الاعتناء به، ملامسته — فالطفل لا يتحمَّل مثل هذا الحرمان.»
يبكي الاطفال لاسباب كثيرة. وعادة يريدون الانتباه. واذا لم يُستجب لبكائهم بعد فترة من الوقت، يمكن ان يتوقفوا. ويشعرون بأن مانح العناية بهم لا يستجيب. فيبكون من جديد. وان لم تكن هنالك استجابة بعدُ، يشعرون بالاهمال وعدم الامن. فيحاولون جاهدين. واذا استمر ذلك لوقت اطول واذا تكرر ذلك مرارا، يشعر الطفل بأنه جرى التخلي عنه. فيغضب اولا، حتى انه يسخط، واخيرا يستسلم. ويحدث الانفصال. واذ لا ينال المحبة، لا يتعلم ان يحب. ولا يجري تطوير الضمير. فلا يثق بأحد، ولا يهتم بأحد. ويصير ولدا صعب المراس، وفي الحالات القصوى شخصية مضطربة العقل غير قادرة على الشعور بالندم على الاعمال الاجرامية.
والمحبة من النظرة الاولى ليست نهاية الامر. فيجب ان تستمر بعد ذلك على الدوام. وليس فقط بالكلمات بل ايضا بالاعمال. «لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق.» (١ يوحنا ٣:١٨) امنحوا الكثير من المعانقات والقبلات. وباكرا، قبل فوات الاوان، علِّموهم القيم الحقيقية لكلمة اللّٰه، الكتاب المقدس، وارشدوهم بموجبها. عندئذ سيكون الامر مع اولادكم كما كان مع تيموثاوس: «منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكِّمك.» (٢ تيموثاوس ٣:١٥) واصرفوا الوقت يوميا معهم، طوال سنوات الطفولة والمراهقة. «لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك وقصَّها على اولادك وتكلَّم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.» — تثنية ٦:٦، ٧.
‹قد نبكي، لكنّ ذلك للخير›
التأديب موضوع دقيق بالنسبة الى كثيرين. ولكن عندما يُمنح على نحو ملائم، يكون جزءا رئيسيا من المحبة الابوية. وثمة فتاة صغيرة ادركت ذلك. فصنعت بطاقة لامها، موجَّهة «الى امي، الى السيدة اللطيفة.» وزُيِّنت بواسطة قلم تلوين برسوم لشمس ذهبية، طيور طائرة، وزهور حمراء. تقول البطاقة: «هذه لكِ لاننا جميعنا نحبك. نريد ان نظهر تقديرنا بصنع بطاقة. فعندما نحصل على علامات منخفضة توقِّعين بطاقتنا. وعندما نكون غير طائعين تصفعيننا. قد نبكي، ولكننا نعرف ان ذلك للخير. . . . كل ما اريد ان اقوله هو انني احبكِ كثيرا جدا جدا. شكرا على كل ما فعلته لي. محبتي وقبلاتي. [التوقيع] ميشيل.»
توافق ميشيل الامثال ١٣:٢٤: «من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبه يطلب له التأديب.» ان استعمال العصا، التي تمثِّل السلطة، يمكن ان يشمل الضرب براحة اليد، ولكن احيانا كثيرة لا يكون كذلك. فالاولاد المختلفون، سوء التصرف المختلف، يتطلبون تأديبا مختلفا. فالتوبيخ المعطى بلطف قد يفي بالغرض؛ والعناد قد يتطلب دواء اقوى: «الانتهار يؤثر في الحكيم اكثر من مئة جلدة في الجاهل.» (امثال ١٧:١٠) وملائمة ايضا «بالكلام لا يؤدب العبد [او الولد] لانه يفهم ولا يُعنى.» — امثال ٢٩:١٩.
وفي الكتاب المقدس تعني الكلمة ‹يؤدِّب› ان يرشد، يدرِّب، يهذِّب — بما في ذلك الضرب براحة اليد اذا لزم ذلك لتقويم التصرف. وتظهر العبرانيين ١٢:١١ هدفه: «ولكنّ كل تأديب في الحاضر لا يُرى انه للفرح بل للحزن. واما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام.» لا يجب ان يكون الوالدون قساة على نحو مفرط في تأديبهم: «ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم لئلا يفشلوا.» (كولوسي ٣:٢١) ولا يجب ان يكونوا متساهلين على نحو مفرط: «العصا والتوبيخ يعطيان حكمة والصبي المطلق الى هواه يخجل امه.» (امثال ٢٩:١٥) فالتساهل يقول، ‹افعل كما تحب؛ لا تزعجني.› والتأديب يقول، ‹افعل ما هو صائب؛ انا اعتني بك.›
واخبار الولايات المتحدة وانباء العالم، عدد ٧ آب ١٩٨٩، تقول على نحو ملائم: «ان الوالدين الذين ليسوا معاقبين بطريقة قاسية، ولكنهم يضعون حدودا ثابتة ويلتصقون بها، من المرجح اكثر على نحو ذي مغزى ان ينتجوا اولادا يقومون بانجاز رفيع وينسجمون جيدا مع الآخرين.» وفي خاتمتها ذكرت المقالة: «ربما الموضوع الاكثر اثارة الذي ينشأ من كل المعطيات العلمية هو ان تأسيس نموذج من المحبة والثقة والحدود المقبولة ضمن كل عائلة هو المهم حقا، وليس الكثير من التفاصيل التقنية. والهدف الحقيقي من التأديب هو عدم معاقبة الاولاد المعاندين بل تعليمهم وارشادهم والمساعدة على غرس السيطرة الداخلية.»
يسمعون ما تقولون، يقتدون بما تفعلون
افتُتحت مقالة حول التأديب في The Atlantic Monthly بهذه العبارة: «يمكن التوقع من الولد ان يتصرف جيدا فقط اذا عاش والداه وفق القيم التي يعلِّمونها.» وتابعت المقالة لتظهر قيمة السيطرة الداخلية: «المراهقون الذين تصرفوا جيدا كان لهم والدون هم انفسهم مسؤولون، مستقيمون، ومتصفون بتأديب الذات — يعيشون وفق القيم التي يعترفون بها ويشجعون اولادهم على اتباعها. وعندما تعرَّض المراهقون الجياد، كجزء من البحث، لمراهقين صعاب المراس، لم يتأثر تصرفهم بشكل دائم. لقد جعلوا على نحو وثيق جدا قيم والديهم جزءا منهم.» وكان الامر كما يقول المثل: «ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه.» — امثال ٢٢:٦.
والوالدون الذين حاولوا غرس القيم الحقيقية في اولادهم، ولكن هم انفسهم لم يتبعوها، لم ينجحوا. فأولادهم «لم يتمكنوا من جعل هذه القيم جزءا منهم.» وبرهنت الدراسة ان «ما صنع الفرق كان الى اي حد عاش الوالدون بدقة وفق القيم التي حاولوا ان يعلِّموها لاولادهم.»
وكان ذلك كما قال المؤلف جيمس بولدوين: «لم يكن الاولاد جيادا جدا عند الاصغاء الى الاكبر منهم سنا، ولكنهم لم يفشلوا قط في التمثل بهم.» فإذا كنتم تحبون اولادكم وتريدون ان تعلِّموهم القيم الحقيقية، استعملوا افضل طريقة على الاطلاق: كونوا انتم مثال تعاليمكم. لا تكونوا كالكتبة والفريسيين الذين دانهم يسوع كمرائين: «فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه. ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون.» (متى ٢٣:٣) او كالذين سألهم الرسول بولس متهما: «فأنت اذا الذي تعلِّم غيرك ألست تعلِّم نفسك. الذي تكرز ان لا يسرق أتسرق.» — رومية ٢:٢١.
كثيرون اليوم يرفضون الكتاب المقدس بصفته عتيق الطراز وبصفة خطوطه الارشادية غير عملية. ويتحدى يسوع هذا الموقف بهذه الكلمات: «الحكمة تبررت من جميع بنيها.» (لوقا ٧:٣٥) والروايات التالية بواسطة عائلات من بلدان كثيرة تثبت صحة كلماته.
[الصورة في الصفحة ٧]
الصلة الوثيقة بالام تساعد الطفل على النمو عاطفيا
[الصورة في الصفحة ٨]
وقت الاب مع الولد حيوي ايضا
-
-
تربية عائلات في كل العالم — التربية الابوية بالمحبة، التأديب، المثال، والقيم الروحيةاستيقظ! ١٩٩١ | ايلول (سبتمبر) ٢٢
-
-
تربية عائلات في كل العالم — التربية الابوية بالمحبة، التأديب، المثال، والقيم الروحية
ارسل والدون من بلدان عديدة تقارير عن تنشئتهم الناجحة للاولاد من الطفولة الى سنوات المراهقة. وكلهم من شهود يهوه، لهذا السبب تشدد تقاريرهم على الحاجة الى الانتباه للمجالات الاربعة المدرجة في العنوان اعلاه. والمقتطفات المعروضة هنا تعكس نواح مختلفة قليلة فقط من التدريب العائلي الذي اتبعوه.
من هاوايي
«كما يخبرنا الكتاب المقدس، المحبة هي ‹اعظم› صفة. والمحبة بكل اوجهها الثمينة يجب ان تشع في كل البيت والعائلة. كارول وانا تشاركنا في هذه الصفة الالهية في زواجنا. فنحن حميمان. ونحب ان نكون معا. لا ابالغ مهما شددت على اعتقادي ان المفتاح الرئيسي لتنشئة الولد الناجحة هو رفيقان سعداء في زواجهما.
«اذكر الى هذا اليوم المشاعر القوية التي فاضت في قلبي خلال الايام والاسابيع التي تلت ولادة اول ولد لنا. وكان هنالك عجب من بداية مخلوق حي جديد. اذكر رؤية كارول سعيدة ومكتفية جدا فيما كانت ترضع الطفلة راشيل. كنت سعيدا من اجلها، ولكنني شعرت ايضا بالقليل من الاستياء، بالقليل من الغيرة. فكارول كانت ملتصقة براشيل، ولكن اين كنت انا؟ شعرت كما لو انني دُفعت — على نحو لطيف جدا ولكن على الرغم من ذلك دُفعت — خارج مركز عائلتنا. وبمساعدة يهوه كنت قادرا على التعبير عن مشاعري لكارول واهتمامي بها، وهي اظهرت لي الكثير من التعاطف والدعم.
«وبعد ذلك كنت قادرا على الاقتراب اكثر الى طفلتنا الجديدة بالمساعدة في كل العمل الروتيني للطفل، بما في ذلك بعض الاعمال غير المقبولة — غسل «حفاضات» وسخة هو اختبار فريد، دون مبالغة! أنجبنا خمسة اولاد اضافيين بعد راشيل. وربيكا كانت آخر ولد، تبلغ الآن ثماني سنوات من العمر. لقد عقدنا دروسا شخصية وفردية في الكتاب المقدس مع كل واحد من اولادنا.
وثمة امر آخر يتعلق بتنشئة الولد الباكرة. لقد تمتعنا كارول وانا بالتكلم مع اطفالنا من وقت ولادتهم. لقد تكلمنا عن كل شيء. احيانا كنا نتكلم عن يهوه واعماله الجميلة البديعة. واحيانا كنا نتكلم عن امور مضحكة ومرحة ومسلية. طبعا، كنا نحاول ان نعلِّمهم امرا، ولكن اكثر من ذلك كنا نقضي معا وقتا سارا ومريحا وبريئا. واعتقد ان محادثات كهذه ساهمت كثيرا في صلة الوالدين بالولد. ودون شك ساعدت على خلق الاتصال الجيد الذي كان لدينا في عائلتنا.
«لقد علَّمنا يهوه القيمة العظمى للامور الروحية، لتقديم انفسنا. فكارول وانا لم تكن لدينا قط وفرة من الامور المادية، ولكننا حقا لم نلتمسها او نخسرها قط. فلو صرفنا المزيد من وقتنا كادحين من اجل الغنى لما حصلنا على وقت كاف لنخصصه ليهوه ولعائلتنا. لقد صنعنا الاختيار الصائب.» (تلي تعليقات كارول.)
«اعتقد ان إرضاع اطفالكن يساعد كثيرا في صلة الاطفال بأمهاتهم. فأنتن تصرفن الكثير جدا من الوقت في معانقة وحمل طفلكن بحيث لا يسعكن إلا ان تلتصقا معا. والام لا يمكنها ان تترك جانب الطفل لاكثر من ساعتين الى اربع ساعات. ادوارد وانا كنا دائما صارميْن جدا بشأن عدم ترك اولادنا مع الحاضنات. اردت دائما ان اكون قادرة على تعليم اطفالي ومراقبتهم فيما هم يكبرون. لذلك خلال الوقت الذي فيه كانوا صغارا، لم اقم بعمل خارج البيت. واعتقد ان ذلك ساعدهم على ادراك كم كانوا مهمين بالنسبة الينا. والطريقة الرئيسية للالتصاق بأولادكم هي ان تصرفوا وقتا معهم. فلا شيء يحل محل كونكم في البيت جسديا. وكل الاشياء المادية لن تحل محلكم.
«كانت سنوات المراهقة صعبة إنما لانه كان يجب ان اتكيف وفق نمو الاطفال. وكان صعبا جدا ان اتحمل، ان ادرك انهم لم يحتاجوا اليّ بقدر ما كانوا وانهم يصيرون مستقلين. انه وقت مروِّع، ويمتحن كل عمل تعليمكم، تأديبكم، وتربيتكم الذي قمتم به. ويكون حقا متأخرا جدا ان تبدأوا عندما يكونون مراهقين. ويكون متأخرا جدا ان تحاولوا آنذاك تعليمهم الآداب، المحبة للجنس البشري، وخصوصا المحبة ليهوه. فهذه الامور يجب ان تُغرس في الذهن منذ الولادة فصاعدا.
«لديكم ١٢ سنة لانجاز عملكم قبل سنوات المراهقة الحرجة هذه. ولكن اذا عملتم جاهدين لتطبيق مبادئ الكتاب المقدس، فانه الوقت لتحصدوا الفرح والسلام عندما يقررون انهم يريدون ان يخدموا يهوه من القلب.» — ادوارد وكارول اوِنز.
من زمبابوي
«الاولاد ‹ميراث من عند الرب.› هكذا يقول الكتاب المقدس في المزمور ١٢٧:٣. ان تذكُّر ذلك ساعدنا كوالديْن على فعل كل ما بوسعنا في الاعتناء بهذا الميراث. واحد الجهود الاولية في عائلتنا كان ان نفعل الامور معا — نصلي معا، ندرس الكتاب المقدس معا، نعبد معا، نعمل معا، نزور الاصدقاء معا، نلعب معا.
«كان يلزم التأديب احيانا. ذات مرة تأخر ابننا، في اوائل مراهقته، في الوصول الى البيت. كنا قلقيْن. وكان مراوغا. فشعرنا ان هنالك امرا خاطئا، ولكننا قررنا ان نؤجل معالجة القضية الى الصباح التالي. ونحو نصف الليل سمعنا قرْعا على باب غرفة نومنا. كان ابننا، والدموع في عينيه.
«‹ابي، امي، لم اتمكن من النوم طوال الساعات الاربع الماضية، وكل ذلك بسبب عدم اصغائي عندما نصحتماني من الكتاب المقدس بشأن المعاشرات الرديئة. فبعد المدرسة اليوم ضغط علي بعض الاولاد للذهاب معهم الى السباحة، وجذبني احد الصبيان تحت الماء. ولو لم يساعدني صبي آخر، لكنت غرقت. فضحكوا عليّ ودعوني جبانا. فجئت مباشرة الى البيت، ولكنني بقيت خارج البيت لانني شعرت بالذنب. انا آسف لانني لم اصغِ اليكما عندما حذرتماني من المعاشرات الرديئة، كما يظهر في الكتاب المقدس.› — ١ كورنثوس ١٥:٣٣.
«فبكى وكذلك نحن. وكنا مسروريْن لانه تعلَّم درسا، ولكننا ادَّبناه لتشكيل انطباع اعمق. فالخروج ٣٤:٦، ٧ تظهر ان يهوه رحوم ويغفر الاثم، ولكنه ايضا ‹لن يبرئ ابراء.›» — دايڤيد وبِتي موپفوروريروا.
من البرازيل
«انا ارملة ويجب ان اربي ابني بمفردي. وفي الوقت نفسه، اعمل كمعلِّمة. ليس من السهل ان نرشد ونؤدب الاولاد. وما يلزم هو الارشاد المترابط منطقيا، التأديب المتزن، والمثال الجيد من جهة الوالدين. كان صعبا عليّ ان اكون ثابتة وفي الوقت نفسه متعاطفة. وكان يجب ان انمِّي فن الاصغاء، وخصوصا الاصغاء بقلبي. ومن المهم ان نتصل، لا ان نتكلم فقط، بل ان نجعل الولد يشترك، نجعله يتجاوب عاطفيا. وحاولت ان اجعله يشعر بأنه جزء من العائلة بجعله يشترك في ميزانية العائلة. فعندما كانت تصل فاتورة الكهرباء او فاتورة الماء، او كان يرتفع سعر الثياب او الاحذية، كنا نناقش هذه المسائل معا.
«ومن المهم ان نمدح باخلاص على الامور التي يجري القيام بها جيدا. واذ كانت تنشأ الفرص، كنت أُظهر له قيمة اتّباع شرائع ومبادئ اللّٰه. وفي احدى المناسبات، بعد ان نصحته مرات عديدة، كان يجب ان استعمل العصا الحرفية. كم كان ذلك صعبا عليّ، ولكن يا للنتائج المباركة! وفي طور المراهقة لدينا اوقاتنا الطيبة واوقاتنا السيئة، ولكن يمكننا ان نرى قيمة الارشاد والتأديب. فهو يخبرني عن مشاكله الشخصية ويعبِّر لي عن احاسيسه.
«يجب ان ابقى يقظة للحفاظ على اتصال جيد. لذلك لا احاول ان انهمك كثيرا في عملي الدنيوي لكي يكون دائما لدي الوقت لابني. وعندما تكون لدينا مشاكل، احاول ان اصغي بانتباه شديد، وبمساعدة يهوه، نتغلب عليها. وادعه يعرف انني انا ايضا ارتكب الاخطاء. وفي احدى المناسبات كنت غضبانة، وقلت له ‹أغلق فمك.› فقال لي ان القول لاحد ‹أغلق فمك› يظهر نقصا في المحبة. لقد كان على حق. وبعد ظهر ذلك اليوم كانت لدينا محادثة طويلة حقا.» — يولاندا مورَيِس.
من جمهورية كوريا
«لقد طبقت بشوق مبادئ الكتاب المقدس في حياتي العائلية. والتثنية ٦:٦-٩ كانت خصوصا راسخة في قلبي. لذلك حاولت ان اكون مع اولادي قدر استطاعتي، ان التصق بهم، وان اغرس مبادئ كلمة اللّٰه في اذهانهم وقلوبهم. وكنت ادعو ايضا المرسلين كامل الوقت واعضاء عائلة البتل الى بيتنا لكي امنح اولادي فكرة عن ماهية خدمة كامل الوقت.
«والامر الاول الذي يجب ان يقوم به الوالدون عندما يسبب الاولاد المشاكل هو اظهار ثمر الروح. فمن السهل ان ننزعج من الاولاد ونستشيط غضبا. ولكننا نحن الوالدين يجب ان نكون صبورين ونظهر تصرفا يُقتدى به. ومن المهم ان نحترم الاولاد ونمنحهم الفرصة لتوضيح الحالة. وإن لم يكن هنالك دليل واضح على فعل الخطإ، فعندئذ ثقوا بهم ودائما ابنوهم. وعندما تُضطرون الى تأديب الولد، ناقشوه اولا، اظهروا له ما الخطأ الذي فعله، واظهروا كيف كان عمله مُسخِطا ليهوه ولوالديه. وبعد ذلك فقط ادِّبوا. غالبا ما يقول اولادي بعد ان يجري تأديبهم: ‹يا ابي، انني لا افهم نفسي، لماذا كنت متمردا. كنت سخيفا جدا.› انهم يقدِّرون الوالدين الذين يعتنون على نحو كاف بتأديبهم.
«ويلزم الوالدين ان يكونوا متيقظين لبداية السلوك الرديء. فعندما كان ابني الاكبر في المدرسة الثانوية، سمعت صوتا عاليا لموسيقى الروك آتيا من غرفته. واكتشفت انه انضم الى فريق تدريب التلاميذ (تلاميذ اكبر سنا يُقتدى بهم ينصحون تلاميذ آخرين)، وتعرَّض للتأثيرات العالمية. وعلمت انه تحت الضغط المستمر من اعضاء الفريق وبدافع الفضول، دخّن التبغ. فتناقشنا معا حول مخاطر التدخين، فاستنتج ابني وحده انه يجب ان يستقيل من الفريق، الامر الذي فعله. ولملء الفراغ المتروك بسبب التوقف عن النشاطات المدرسية غير المرغوب فيها، رتَّبنا من اجل استجمام صحي مع العائلة واعضاء الجماعة.
«واخيرا اريد القول ان الامر الاكثر اهمية هو ان يرسم الوالدون مثالا جيدا. كنت دائما اقول لولديَّ الاثنين انني اريد ان اخدم اللّٰه كامل الوقت كخادم يكرز بالبشارة. وعندما انتهى ابني الثاني من المدرسة، تمكنت من التقاعد عن عملي في مصنع للحرير والصيرورة خادما كامل الوقت. فرأى ولداي الاثنان تصميمي واتَّبعا مثالي. وبعد قضاء وقت في السجن بسبب قضية الحياد، انخرط كلاهما في الخدمة كامل الوقت ويستمران الى هذا اليوم.» — شيم يوكي.
من السويد
«لقد ربينا سبعة اولاد، خمسة صبيان وبنتين. والآن كبروا، وكلهم فعالون جدا في الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه. ومن سن مبكرة، كان الاولاد يحضرون اجتماعات الجماعة ويذهبون معنا الى خدمة الحقل. وتدريجيا تعلَّموا القيام بعمل الكرازة — قرع جرس الباب، القول يومكم سعيد، إعطاء اسمهم، وتقديم ورقة دعوة، نشرة، او مجلة. وعندما كانوا لا يزالون صغارا جدا، كانوا يقدمون خطابات في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.
«احيانا كانت المشاكل الخطيرة تتطلب انتباها خصوصيا. واظهار المحبة والصبر في ذلك الوقت مهم — لا صياح ولا شجار. فكانت المشاكل تُحلّ بالتفكير المنطقي السليم وبالتشديد على وجهات نظر يهوه. ودرّبناهم في مسائل المال. وعندما صاروا اكبر سنا، عملوا في توزيع الصحف، حصاد الخُثّ، في البساتين، وهلم جرا. وزيارة جدّهم وجدّتهم البعيدين جدا عن البيت جعلتهم يدركون مشاكل الناس الاكبر سنا ويتعاطفون معهم.
«وفي الذكرى الـ ٣٠ لزواجنا، تسلّمنا الرسالة التالية: «‹الى والدينا الحبيبين:
«‹شكرا لكما على كل شيء! المحبة الحارَّة التي اغدقتماها علينا، الايمان الحقيقي الذي غرستماه فينا، الرجاء الرائع الذي منحتمانا اياه — ان ذلك لا يمكن ان يقدَّر بكلمات او مال. ولكن، نرجو انه من خلال هذا التذكار الصغير، ستفهمان كيف نشعر نحوكما، ابانا وامنا الحبيبين. [التوقيع] اولادكما.›
«اذ نتطلع الى الوراء الى كل هذه ‹المشاريع لمدة ٢٠ سنة،› نشعر بالشكر العميق ليهوه، ابينا السماوي، الذي كان رحيما جدا نحونا.» — برتيل وبريتا اوستبر.
انباء سارّة متنوعة من والدين
«الام المرضعة هي طريقة يهوه لجعل الطفل على اتصال جسدي حميم بأمه، ولكن يمكن للاب ان يكمل ذلك بكرسي هزاز. حصلت على سرور شخصي بحضن اولادنا بين ذراعيّ وهزّهم ليناموا كل مساء تقريبا.»
«كأب لهم، لم اكن معدًّا جسديا لارضاع اولادنا، ولكنني كنت على اتصال جسدي حميم بمنحهم استحمامهم الليلي، فبالنسبة اليّ واليهم، كان ذلك وقت لهو!»
«من وقت الى آخر، آخذ كل واحد من اولادنا، على حدة، الى الخارج ليأكل معي وحده. انهم يحبون وقت اللقاء هذا مع ابيهم.»
«اذ مرت السنون، عهدنا تدريجيا اليهم بمزيد من الحرية والمسؤوليات. فالنابض المضغوط في يد المرء يجب ان يُطلق ببطء لئلا يطير على غير هدى.»
«أظهروا الكثير من العاطفة. فما من ولد مات يوما ما من المعانقات والقبلات — ولكنّ مشاعرهم يمكن ان تموت دونها.»
«كونوا صبورين، لا تسحقوا روحهم. لا تعاودوا ذكر الامر نفسه لهم كل الوقت. دعوهم يطورون احترام الذات. ومقابل كل انتقاد امنحوهم اربع عبارات مدح!»
«ابذلوا قصارى جهودكم من اجلهم، لجعلهم افضل ما يمكن ان يكونوا.»
[الصورة في الصفحة ٩]
الاولاد الصغار مثل ربيكا يحتاجون الى عاطفة حقيقية
[الصورة في الصفحة ١٠]
تخصيص الوقت لفعل الامور معا يساهم في صلة عائلية قوية
-