مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • المحبة من النظرة الاولى —‏ وبعد ذلك الى الابد!‏
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٢
    • المحبة من النظرة الاولى —‏ وبعد ذلك الى الابد!‏

      ‏«اذا شاهدتم الاطفال بعد ولادتهم،‏» تذكر الدكتورة سيسيليا ماكارتن،‏ من كلية ألبرت آينشتاين للطب في نيويورك،‏ «يكونون على نحو دقيق يقظين ومدركين لبيئتهم.‏ ويكونون مستجيبين لامهاتهم.‏ يلتفتون نحو الاصوات.‏ ويركزون نظرهم في وجه امهم.‏» وتجعل الام العين على اتصال بطفلها.‏ انها المحبة من النظرة الاولى —‏ لكليهما!‏

      ان لحظة الصلة هذه بين الام والطفل تحدث طبيعيا اذا كانت الولادة طبيعية،‏ دون مخدرات تبلِّد احاسيس الام والطفل.‏ فبكاؤه يحث على انتاجها للحليب.‏ وملامسة جلده لجلدها تطلق هرمونا يقلِّل نزفها عقب الولادة.‏ والطفل يولد ببرامج دماغية لضمان الارتباط —‏ البكاء،‏ الرضاعة،‏ الغمغمة،‏ الغرغرة،‏ الابتسامة والقيام برفسات الفرح لجذب انتباه الام.‏ والارتباط،‏ بالام خصوصا،‏ يجعل من الممكن ان يطور الطفل احساسا بالمحبة والاعتناء والثقة.‏ وبسرعة يصير الاب مهما كشخصية ارتباط.‏ وعلاقاته بالطفل تنقصها مودة الام ولكنها تضيف بُعْدا مهما:‏ الدغدغة،‏ المداعبة،‏ الشجار اللطيف،‏ التي يستجيب لها الطفل بضحك وتلوٍّ مثيرين.‏

      ويخبر الدكتور ريتشارد رستاك ان الحمل والمعانقة بالنسبة الى المولود حديثا هما كالغذاء.‏ «الملامسة،‏» يقول،‏ «ضرورية لنمو الطفل الطبيعي كالطعام والاكسجين.‏ تفتح الام ذراعيها للطفل،‏ تحتضنه،‏ فتأتلف جملة من العمليات الاحيائية النفسية.‏» وفي هذه المعاملة يطور حتى الدماغ المادي «شكلا فيزيائيا مختلفا من النتؤات والاخاديد.‏»‏

      احذروا الانفصال

      اشار البعض انه إن لم يحدث هذا الارتباط بين الام والطفل وقت الولادة،‏ تكمن المأساة في المستقبل.‏ والامر ليس كذلك.‏ فبعناية الام الحبية هنالك مئات اللحظات الحميمة في الاسابيع اللاحقة التي تجعل الصلة متينة.‏ ولكن رفض علاقات حميمة كهذه طوال فترة طويلة من الوقت،‏ يمكن ان يؤدي الى عواقب أليمة.‏ «على الرغم من اننا نحتاج واحدنا الى الآخر طوال حياتنا،‏» يقول لنا الدكتور رستاك،‏ «فإن هذه الحاجة شديدة اكثر في السنة الاولى.‏ احرموا الطفل من النور،‏ من فرصة التحديق الى الوجه البشري،‏ من بهجة حمله،‏ معانقته،‏ مناغاته،‏ الاعتناء به،‏ ملامسته —‏ فالطفل لا يتحمَّل مثل هذا الحرمان.‏»‏

      يبكي الاطفال لاسباب كثيرة.‏ وعادة يريدون الانتباه.‏ واذا لم يُستجب لبكائهم بعد فترة من الوقت،‏ يمكن ان يتوقفوا.‏ ويشعرون بأن مانح العناية بهم لا يستجيب.‏ فيبكون من جديد.‏ وان لم تكن هنالك استجابة بعدُ،‏ يشعرون بالاهمال وعدم الامن.‏ فيحاولون جاهدين.‏ واذا استمر ذلك لوقت اطول واذا تكرر ذلك مرارا،‏ يشعر الطفل بأنه جرى التخلي عنه.‏ فيغضب اولا،‏ حتى انه يسخط،‏ واخيرا يستسلم.‏ ويحدث الانفصال.‏ واذ لا ينال المحبة،‏ لا يتعلم ان يحب.‏ ولا يجري تطوير الضمير.‏ فلا يثق بأحد،‏ ولا يهتم بأحد.‏ ويصير ولدا صعب المراس،‏ وفي الحالات القصوى شخصية مضطربة العقل غير قادرة على الشعور بالندم على الاعمال الاجرامية.‏

      والمحبة من النظرة الاولى ليست نهاية الامر.‏ فيجب ان تستمر بعد ذلك على الدوام.‏ وليس فقط بالكلمات بل ايضا بالاعمال.‏ «لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق.‏» (‏١ يوحنا ٣:‏١٨‏)‏ امنحوا الكثير من المعانقات والقبلات.‏ وباكرا،‏ قبل فوات الاوان،‏ علِّموهم القيم الحقيقية لكلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس،‏ وارشدوهم بموجبها.‏ عندئذ سيكون الامر مع اولادكم كما كان مع تيموثاوس:‏ «منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة ان تحكِّمك.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ واصرفوا الوقت يوميا معهم،‏ طوال سنوات الطفولة والمراهقة.‏ «لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك وقصَّها على اولادك وتكلَّم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.‏» —‏ تثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ‏‹قد نبكي،‏ لكنّ ذلك للخير›‏

      التأديب موضوع دقيق بالنسبة الى كثيرين.‏ ولكن عندما يُمنح على نحو ملائم،‏ يكون جزءا رئيسيا من المحبة الابوية.‏ وثمة فتاة صغيرة ادركت ذلك.‏ فصنعت بطاقة لامها،‏ موجَّهة «الى امي،‏ الى السيدة اللطيفة.‏» وزُيِّنت بواسطة قلم تلوين برسوم لشمس ذهبية،‏ طيور طائرة،‏ وزهور حمراء.‏ تقول البطاقة:‏ «هذه لكِ لاننا جميعنا نحبك.‏ نريد ان نظهر تقديرنا بصنع بطاقة.‏ فعندما نحصل على علامات منخفضة توقِّعين بطاقتنا.‏ وعندما نكون غير طائعين تصفعيننا.‏ قد نبكي،‏ ولكننا نعرف ان ذلك للخير.‏ .‏ .‏ .‏ كل ما اريد ان اقوله هو انني احبكِ كثيرا جدا جدا.‏ شكرا على كل ما فعلته لي.‏ محبتي وقبلاتي.‏ [التوقيع] ميشيل.‏»‏

      توافق ميشيل الامثال ١٣:‏٢٤‏:‏ «من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبه يطلب له التأديب.‏» ان استعمال العصا،‏ التي تمثِّل السلطة،‏ يمكن ان يشمل الضرب براحة اليد،‏ ولكن احيانا كثيرة لا يكون كذلك.‏ فالاولاد المختلفون،‏ سوء التصرف المختلف،‏ يتطلبون تأديبا مختلفا.‏ فالتوبيخ المعطى بلطف قد يفي بالغرض؛‏ والعناد قد يتطلب دواء اقوى:‏ «الانتهار يؤثر في الحكيم اكثر من مئة جلدة في الجاهل.‏» (‏امثال ١٧:‏١٠‏)‏ وملائمة ايضا «بالكلام لا يؤدب العبد [او الولد] لانه يفهم ولا يُعنى.‏» —‏ امثال ٢٩:‏١٩‏.‏

      وفي الكتاب المقدس تعني الكلمة ‹يؤدِّب› ان يرشد،‏ يدرِّب،‏ يهذِّب —‏ بما في ذلك الضرب براحة اليد اذا لزم ذلك لتقويم التصرف.‏ وتظهر العبرانيين ١٢:‏١١ هدفه:‏ «ولكنّ كل تأديب في الحاضر لا يُرى انه للفرح بل للحزن.‏ واما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام.‏» لا يجب ان يكون الوالدون قساة على نحو مفرط في تأديبهم:‏ «ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم لئلا يفشلوا.‏» (‏كولوسي ٣:‏٢١‏)‏ ولا يجب ان يكونوا متساهلين على نحو مفرط:‏ «العصا والتوبيخ يعطيان حكمة والصبي المطلق الى هواه يخجل امه.‏» (‏امثال ٢٩:‏١٥‏)‏ فالتساهل يقول،‏ ‹افعل كما تحب؛‏ لا تزعجني.‏› والتأديب يقول،‏ ‹افعل ما هو صائب؛‏ انا اعتني بك.‏›‏

      واخبار الولايات المتحدة وانباء العالم،‏ عدد ٧ آب ١٩٨٩،‏ تقول على نحو ملائم:‏ «ان الوالدين الذين ليسوا معاقبين بطريقة قاسية،‏ ولكنهم يضعون حدودا ثابتة ويلتصقون بها،‏ من المرجح اكثر على نحو ذي مغزى ان ينتجوا اولادا يقومون بانجاز رفيع وينسجمون جيدا مع الآخرين.‏» وفي خاتمتها ذكرت المقالة:‏ «ربما الموضوع الاكثر اثارة الذي ينشأ من كل المعطيات العلمية هو ان تأسيس نموذج من المحبة والثقة والحدود المقبولة ضمن كل عائلة هو المهم حقا،‏ وليس الكثير من التفاصيل التقنية.‏ والهدف الحقيقي من التأديب هو عدم معاقبة الاولاد المعاندين بل تعليمهم وارشادهم والمساعدة على غرس السيطرة الداخلية.‏»‏

      يسمعون ما تقولون،‏ يقتدون بما تفعلون

      افتُتحت مقالة حول التأديب في The Atlantic Monthly بهذه العبارة:‏ «يمكن التوقع من الولد ان يتصرف جيدا فقط اذا عاش والداه وفق القيم التي يعلِّمونها.‏» وتابعت المقالة لتظهر قيمة السيطرة الداخلية:‏ «المراهقون الذين تصرفوا جيدا كان لهم والدون هم انفسهم مسؤولون،‏ مستقيمون،‏ ومتصفون بتأديب الذات —‏ يعيشون وفق القيم التي يعترفون بها ويشجعون اولادهم على اتباعها.‏ وعندما تعرَّض المراهقون الجياد،‏ كجزء من البحث،‏ لمراهقين صعاب المراس،‏ لم يتأثر تصرفهم بشكل دائم.‏ لقد جعلوا على نحو وثيق جدا قيم والديهم جزءا منهم.‏» وكان الامر كما يقول المثل:‏ «ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه.‏» —‏ امثال ٢٢:‏٦‏.‏

      والوالدون الذين حاولوا غرس القيم الحقيقية في اولادهم،‏ ولكن هم انفسهم لم يتبعوها،‏ لم ينجحوا.‏ فأولادهم «لم يتمكنوا من جعل هذه القيم جزءا منهم.‏» وبرهنت الدراسة ان «ما صنع الفرق كان الى اي حد عاش الوالدون بدقة وفق القيم التي حاولوا ان يعلِّموها لاولادهم.‏»‏

      وكان ذلك كما قال المؤلف جيمس بولدوين:‏ «لم يكن الاولاد جيادا جدا عند الاصغاء الى الاكبر منهم سنا،‏ ولكنهم لم يفشلوا قط في التمثل بهم.‏» فإذا كنتم تحبون اولادكم وتريدون ان تعلِّموهم القيم الحقيقية،‏ استعملوا افضل طريقة على الاطلاق:‏ كونوا انتم مثال تعاليمكم.‏ لا تكونوا كالكتبة والفريسيين الذين دانهم يسوع كمرائين:‏ «فكل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه.‏ ولكن حسب اعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون.‏» (‏متى ٢٣:‏٣‏)‏ او كالذين سألهم الرسول بولس متهما:‏ «فأنت اذا الذي تعلِّم غيرك ألست تعلِّم نفسك.‏ الذي تكرز ان لا يسرق أتسرق.‏» —‏ رومية ٢:‏٢١‏.‏

      كثيرون اليوم يرفضون الكتاب المقدس بصفته عتيق الطراز وبصفة خطوطه الارشادية غير عملية.‏ ويتحدى يسوع هذا الموقف بهذه الكلمات:‏ «الحكمة تبررت من جميع بنيها.‏» (‏لوقا ٧:‏٣٥‏)‏ والروايات التالية بواسطة عائلات من بلدان كثيرة تثبت صحة كلماته.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      الصلة الوثيقة بالام تساعد الطفل على النمو عاطفيا

      ‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

      وقت الاب مع الولد حيوي ايضا

  • تربية عائلات في كل العالم —‏ التربية الابوية بالمحبة،‏ التأديب،‏ المثال،‏ والقيم الروحية
    استيقظ!‏ ١٩٩١ | ايلول (‏سبتمبر)‏ ٢٢
    • تربية عائلات في كل العالم —‏ التربية الابوية بالمحبة،‏ التأديب،‏ المثال،‏ والقيم الروحية

      ارسل والدون من بلدان عديدة تقارير عن تنشئتهم الناجحة للاولاد من الطفولة الى سنوات المراهقة.‏ وكلهم من شهود يهوه،‏ لهذا السبب تشدد تقاريرهم على الحاجة الى الانتباه للمجالات الاربعة المدرجة في العنوان اعلاه.‏ والمقتطفات المعروضة هنا تعكس نواح مختلفة قليلة فقط من التدريب العائلي الذي اتبعوه.‏

      من هاوايي

      ‏«كما يخبرنا الكتاب المقدس،‏ المحبة هي ‹اعظم› صفة.‏ والمحبة بكل اوجهها الثمينة يجب ان تشع في كل البيت والعائلة.‏ كارول وانا تشاركنا في هذه الصفة الالهية في زواجنا.‏ فنحن حميمان.‏ ونحب ان نكون معا.‏ لا ابالغ مهما شددت على اعتقادي ان المفتاح الرئيسي لتنشئة الولد الناجحة هو رفيقان سعداء في زواجهما.‏

      ‏«اذكر الى هذا اليوم المشاعر القوية التي فاضت في قلبي خلال الايام والاسابيع التي تلت ولادة اول ولد لنا.‏ وكان هنالك عجب من بداية مخلوق حي جديد.‏ اذكر رؤية كارول سعيدة ومكتفية جدا فيما كانت ترضع الطفلة راشيل.‏ كنت سعيدا من اجلها،‏ ولكنني شعرت ايضا بالقليل من الاستياء،‏ بالقليل من الغيرة.‏ فكارول كانت ملتصقة براشيل،‏ ولكن اين كنت انا؟‏ شعرت كما لو انني دُفعت —‏ على نحو لطيف جدا ولكن على الرغم من ذلك دُفعت —‏ خارج مركز عائلتنا.‏ وبمساعدة يهوه كنت قادرا على التعبير عن مشاعري لكارول واهتمامي بها،‏ وهي اظهرت لي الكثير من التعاطف والدعم.‏

      ‏«وبعد ذلك كنت قادرا على الاقتراب اكثر الى طفلتنا الجديدة بالمساعدة في كل العمل الروتيني للطفل،‏ بما في ذلك بعض الاعمال غير المقبولة —‏ غسل «حفاضات» وسخة هو اختبار فريد،‏ دون مبالغة!‏ أنجبنا خمسة اولاد اضافيين بعد راشيل.‏ وربيكا كانت آخر ولد،‏ تبلغ الآن ثماني سنوات من العمر.‏ لقد عقدنا دروسا شخصية وفردية في الكتاب المقدس مع كل واحد من اولادنا.‏

      وثمة امر آخر يتعلق بتنشئة الولد الباكرة.‏ لقد تمتعنا كارول وانا بالتكلم مع اطفالنا من وقت ولادتهم.‏ لقد تكلمنا عن كل شيء.‏ احيانا كنا نتكلم عن يهوه واعماله الجميلة البديعة.‏ واحيانا كنا نتكلم عن امور مضحكة ومرحة ومسلية.‏ طبعا،‏ كنا نحاول ان نعلِّمهم امرا،‏ ولكن اكثر من ذلك كنا نقضي معا وقتا سارا ومريحا وبريئا.‏ واعتقد ان محادثات كهذه ساهمت كثيرا في صلة الوالدين بالولد.‏ ودون شك ساعدت على خلق الاتصال الجيد الذي كان لدينا في عائلتنا.‏

      ‏«لقد علَّمنا يهوه القيمة العظمى للامور الروحية،‏ لتقديم انفسنا.‏ فكارول وانا لم تكن لدينا قط وفرة من الامور المادية،‏ ولكننا حقا لم نلتمسها او نخسرها قط.‏ فلو صرفنا المزيد من وقتنا كادحين من اجل الغنى لما حصلنا على وقت كاف لنخصصه ليهوه ولعائلتنا.‏ لقد صنعنا الاختيار الصائب.‏» (‏تلي تعليقات كارول.‏)‏

      ‏«اعتقد ان إرضاع اطفالكن يساعد كثيرا في صلة الاطفال بأمهاتهم.‏ فأنتن تصرفن الكثير جدا من الوقت في معانقة وحمل طفلكن بحيث لا يسعكن إلا ان تلتصقا معا.‏ والام لا يمكنها ان تترك جانب الطفل لاكثر من ساعتين الى اربع ساعات.‏ ادوارد وانا كنا دائما صارميْن جدا بشأن عدم ترك اولادنا مع الحاضنات.‏ اردت دائما ان اكون قادرة على تعليم اطفالي ومراقبتهم فيما هم يكبرون.‏ لذلك خلال الوقت الذي فيه كانوا صغارا،‏ لم اقم بعمل خارج البيت.‏ واعتقد ان ذلك ساعدهم على ادراك كم كانوا مهمين بالنسبة الينا.‏ والطريقة الرئيسية للالتصاق بأولادكم هي ان تصرفوا وقتا معهم.‏ فلا شيء يحل محل كونكم في البيت جسديا.‏ وكل الاشياء المادية لن تحل محلكم.‏

      ‏«كانت سنوات المراهقة صعبة إنما لانه كان يجب ان اتكيف وفق نمو الاطفال.‏ وكان صعبا جدا ان اتحمل،‏ ان ادرك انهم لم يحتاجوا اليّ بقدر ما كانوا وانهم يصيرون مستقلين.‏ انه وقت مروِّع،‏ ويمتحن كل عمل تعليمكم،‏ تأديبكم،‏ وتربيتكم الذي قمتم به.‏ ويكون حقا متأخرا جدا ان تبدأوا عندما يكونون مراهقين.‏ ويكون متأخرا جدا ان تحاولوا آنذاك تعليمهم الآداب،‏ المحبة للجنس البشري،‏ وخصوصا المحبة ليهوه.‏ فهذه الامور يجب ان تُغرس في الذهن منذ الولادة فصاعدا.‏

      ‏«لديكم ١٢ سنة لانجاز عملكم قبل سنوات المراهقة الحرجة هذه.‏ ولكن اذا عملتم جاهدين لتطبيق مبادئ الكتاب المقدس،‏ فانه الوقت لتحصدوا الفرح والسلام عندما يقررون انهم يريدون ان يخدموا يهوه من القلب.‏» —‏ ادوارد وكارول اوِنز.‏

      من زمبابوي

      ‏«الاولاد ‹ميراث من عند الرب.‏› هكذا يقول الكتاب المقدس في المزمور ١٢٧:‏٣‏.‏ ان تذكُّر ذلك ساعدنا كوالديْن على فعل كل ما بوسعنا في الاعتناء بهذا الميراث.‏ واحد الجهود الاولية في عائلتنا كان ان نفعل الامور معا —‏ نصلي معا،‏ ندرس الكتاب المقدس معا،‏ نعبد معا،‏ نعمل معا،‏ نزور الاصدقاء معا،‏ نلعب معا.‏

      ‏«كان يلزم التأديب احيانا.‏ ذات مرة تأخر ابننا،‏ في اوائل مراهقته،‏ في الوصول الى البيت.‏ كنا قلقيْن.‏ وكان مراوغا.‏ فشعرنا ان هنالك امرا خاطئا،‏ ولكننا قررنا ان نؤجل معالجة القضية الى الصباح التالي.‏ ونحو نصف الليل سمعنا قرْعا على باب غرفة نومنا.‏ كان ابننا،‏ والدموع في عينيه.‏

      ‏«‹ابي،‏ امي،‏ لم اتمكن من النوم طوال الساعات الاربع الماضية،‏ وكل ذلك بسبب عدم اصغائي عندما نصحتماني من الكتاب المقدس بشأن المعاشرات الرديئة.‏ فبعد المدرسة اليوم ضغط علي بعض الاولاد للذهاب معهم الى السباحة،‏ وجذبني احد الصبيان تحت الماء.‏ ولو لم يساعدني صبي آخر،‏ لكنت غرقت.‏ فضحكوا عليّ ودعوني جبانا.‏ فجئت مباشرة الى البيت،‏ ولكنني بقيت خارج البيت لانني شعرت بالذنب.‏ انا آسف لانني لم اصغِ اليكما عندما حذرتماني من المعاشرات الرديئة،‏ كما يظهر في الكتاب المقدس.‏› —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏.‏

      ‏«فبكى وكذلك نحن.‏ وكنا مسروريْن لانه تعلَّم درسا،‏ ولكننا ادَّبناه لتشكيل انطباع اعمق.‏ فالخروج ٣٤:‏٦،‏ ٧ تظهر ان يهوه رحوم ويغفر الاثم،‏ ولكنه ايضا ‹لن يبرئ ابراء.‏›» —‏ دايڤيد وبِتي موپفوروريروا.‏

      من البرازيل

      ‏«انا ارملة ويجب ان اربي ابني بمفردي.‏ وفي الوقت نفسه،‏ اعمل كمعلِّمة.‏ ليس من السهل ان نرشد ونؤدب الاولاد.‏ وما يلزم هو الارشاد المترابط منطقيا،‏ التأديب المتزن،‏ والمثال الجيد من جهة الوالدين.‏ كان صعبا عليّ ان اكون ثابتة وفي الوقت نفسه متعاطفة.‏ وكان يجب ان انمِّي فن الاصغاء،‏ وخصوصا الاصغاء بقلبي.‏ ومن المهم ان نتصل،‏ لا ان نتكلم فقط،‏ بل ان نجعل الولد يشترك،‏ نجعله يتجاوب عاطفيا.‏ وحاولت ان اجعله يشعر بأنه جزء من العائلة بجعله يشترك في ميزانية العائلة.‏ فعندما كانت تصل فاتورة الكهرباء او فاتورة الماء،‏ او كان يرتفع سعر الثياب او الاحذية،‏ كنا نناقش هذه المسائل معا.‏

      ‏«ومن المهم ان نمدح باخلاص على الامور التي يجري القيام بها جيدا.‏ واذ كانت تنشأ الفرص،‏ كنت أُظهر له قيمة اتّباع شرائع ومبادئ اللّٰه.‏ وفي احدى المناسبات،‏ بعد ان نصحته مرات عديدة،‏ كان يجب ان استعمل العصا الحرفية.‏ كم كان ذلك صعبا عليّ،‏ ولكن يا للنتائج المباركة!‏ وفي طور المراهقة لدينا اوقاتنا الطيبة واوقاتنا السيئة،‏ ولكن يمكننا ان نرى قيمة الارشاد والتأديب.‏ فهو يخبرني عن مشاكله الشخصية ويعبِّر لي عن احاسيسه.‏

      ‏«يجب ان ابقى يقظة للحفاظ على اتصال جيد.‏ لذلك لا احاول ان انهمك كثيرا في عملي الدنيوي لكي يكون دائما لدي الوقت لابني.‏ وعندما تكون لدينا مشاكل،‏ احاول ان اصغي بانتباه شديد،‏ وبمساعدة يهوه،‏ نتغلب عليها.‏ وادعه يعرف انني انا ايضا ارتكب الاخطاء.‏ وفي احدى المناسبات كنت غضبانة،‏ وقلت له ‹أغلق فمك.‏› فقال لي ان القول لاحد ‹أغلق فمك› يظهر نقصا في المحبة.‏ لقد كان على حق.‏ وبعد ظهر ذلك اليوم كانت لدينا محادثة طويلة حقا.‏» —‏ يولاندا مورَيِس.‏

      من جمهورية كوريا

      ‏«لقد طبقت بشوق مبادئ الكتاب المقدس في حياتي العائلية.‏ والتثنية ٦:‏٦-‏٩ كانت خصوصا راسخة في قلبي.‏ لذلك حاولت ان اكون مع اولادي قدر استطاعتي،‏ ان التصق بهم،‏ وان اغرس مبادئ كلمة اللّٰه في اذهانهم وقلوبهم.‏ وكنت ادعو ايضا المرسلين كامل الوقت واعضاء عائلة البتل الى بيتنا لكي امنح اولادي فكرة عن ماهية خدمة كامل الوقت.‏

      ‏«والامر الاول الذي يجب ان يقوم به الوالدون عندما يسبب الاولاد المشاكل هو اظهار ثمر الروح.‏ فمن السهل ان ننزعج من الاولاد ونستشيط غضبا.‏ ولكننا نحن الوالدين يجب ان نكون صبورين ونظهر تصرفا يُقتدى به.‏ ومن المهم ان نحترم الاولاد ونمنحهم الفرصة لتوضيح الحالة.‏ وإن لم يكن هنالك دليل واضح على فعل الخطإ،‏ فعندئذ ثقوا بهم ودائما ابنوهم.‏ وعندما تُضطرون الى تأديب الولد،‏ ناقشوه اولا،‏ اظهروا له ما الخطأ الذي فعله،‏ واظهروا كيف كان عمله مُسخِطا ليهوه ولوالديه.‏ وبعد ذلك فقط ادِّبوا.‏ غالبا ما يقول اولادي بعد ان يجري تأديبهم:‏ ‹يا ابي،‏ انني لا افهم نفسي،‏ لماذا كنت متمردا.‏ كنت سخيفا جدا.‏› انهم يقدِّرون الوالدين الذين يعتنون على نحو كاف بتأديبهم.‏

      ‏«ويلزم الوالدين ان يكونوا متيقظين لبداية السلوك الرديء.‏ فعندما كان ابني الاكبر في المدرسة الثانوية،‏ سمعت صوتا عاليا لموسيقى الروك آتيا من غرفته.‏ واكتشفت انه انضم الى فريق تدريب التلاميذ (‏تلاميذ اكبر سنا يُقتدى بهم ينصحون تلاميذ آخرين)‏،‏ وتعرَّض للتأثيرات العالمية.‏ وعلمت انه تحت الضغط المستمر من اعضاء الفريق وبدافع الفضول،‏ دخّن التبغ.‏ فتناقشنا معا حول مخاطر التدخين،‏ فاستنتج ابني وحده انه يجب ان يستقيل من الفريق،‏ الامر الذي فعله.‏ ولملء الفراغ المتروك بسبب التوقف عن النشاطات المدرسية غير المرغوب فيها،‏ رتَّبنا من اجل استجمام صحي مع العائلة واعضاء الجماعة.‏

      ‏«واخيرا اريد القول ان الامر الاكثر اهمية هو ان يرسم الوالدون مثالا جيدا.‏ كنت دائما اقول لولديَّ الاثنين انني اريد ان اخدم اللّٰه كامل الوقت كخادم يكرز بالبشارة.‏ وعندما انتهى ابني الثاني من المدرسة،‏ تمكنت من التقاعد عن عملي في مصنع للحرير والصيرورة خادما كامل الوقت.‏ فرأى ولداي الاثنان تصميمي واتَّبعا مثالي.‏ وبعد قضاء وقت في السجن بسبب قضية الحياد،‏ انخرط كلاهما في الخدمة كامل الوقت ويستمران الى هذا اليوم.‏» —‏ شيم يوكي.‏

      من السويد

      ‏«لقد ربينا سبعة اولاد،‏ خمسة صبيان وبنتين.‏ والآن كبروا،‏ وكلهم فعالون جدا في الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ ومن سن مبكرة،‏ كان الاولاد يحضرون اجتماعات الجماعة ويذهبون معنا الى خدمة الحقل.‏ وتدريجيا تعلَّموا القيام بعمل الكرازة —‏ قرع جرس الباب،‏ القول يومكم سعيد،‏ إعطاء اسمهم،‏ وتقديم ورقة دعوة،‏ نشرة،‏ او مجلة.‏ وعندما كانوا لا يزالون صغارا جدا،‏ كانوا يقدمون خطابات في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏

      ‏«احيانا كانت المشاكل الخطيرة تتطلب انتباها خصوصيا.‏ واظهار المحبة والصبر في ذلك الوقت مهم —‏ لا صياح ولا شجار.‏ فكانت المشاكل تُحلّ بالتفكير المنطقي السليم وبالتشديد على وجهات نظر يهوه.‏ ودرّبناهم في مسائل المال.‏ وعندما صاروا اكبر سنا،‏ عملوا في توزيع الصحف،‏ حصاد الخُثّ،‏ في البساتين،‏ وهلم جرا.‏ وزيارة جدّهم وجدّتهم البعيدين جدا عن البيت جعلتهم يدركون مشاكل الناس الاكبر سنا ويتعاطفون معهم.‏

      ‏«وفي الذكرى الـ‍ ٣٠ لزواجنا،‏ تسلّمنا الرسالة التالية:‏ «‹الى والدينا الحبيبين:‏

      ‏«‹‏شكرا لكما على كل شيء!‏ المحبة الحارَّة التي اغدقتماها علينا،‏ الايمان الحقيقي الذي غرستماه فينا،‏ الرجاء الرائع الذي منحتمانا اياه —‏ ان ذلك لا يمكن ان يقدَّر بكلمات او مال.‏ ولكن،‏ نرجو انه من خلال هذا التذكار الصغير،‏ ستفهمان كيف نشعر نحوكما،‏ ابانا وامنا الحبيبين.‏ [التوقيع] اولادكما.‏›‏

      ‏«اذ نتطلع الى الوراء الى كل هذه ‹المشاريع لمدة ٢٠ سنة،‏› نشعر بالشكر العميق ليهوه،‏ ابينا السماوي،‏ الذي كان رحيما جدا نحونا.‏» —‏ برتيل وبريتا اوستبر.‏

      انباء سارّة متنوعة من والدين

      ‏«الام المرضعة هي طريقة يهوه لجعل الطفل على اتصال جسدي حميم بأمه،‏ ولكن يمكن للاب ان يكمل ذلك بكرسي هزاز.‏ حصلت على سرور شخصي بحضن اولادنا بين ذراعيّ وهزّهم ليناموا كل مساء تقريبا.‏»‏

      ‏«كأب لهم،‏ لم اكن معدًّا جسديا لارضاع اولادنا،‏ ولكنني كنت على اتصال جسدي حميم بمنحهم استحمامهم الليلي،‏ فبالنسبة اليّ واليهم،‏ كان ذلك وقت لهو!‏»‏

      ‏«من وقت الى آخر،‏ آخذ كل واحد من اولادنا،‏ على حدة،‏ الى الخارج ليأكل معي وحده.‏ انهم يحبون وقت اللقاء هذا مع ابيهم.‏»‏

      ‏«اذ مرت السنون،‏ عهدنا تدريجيا اليهم بمزيد من الحرية والمسؤوليات.‏ فالنابض المضغوط في يد المرء يجب ان يُطلق ببطء لئلا يطير على غير هدى.‏»‏

      ‏«أظهروا الكثير من العاطفة.‏ فما من ولد مات يوما ما من المعانقات والقبلات —‏ ولكنّ مشاعرهم يمكن ان تموت دونها.‏»‏

      ‏«كونوا صبورين،‏ لا تسحقوا روحهم.‏ لا تعاودوا ذكر الامر نفسه لهم كل الوقت.‏ دعوهم يطورون احترام الذات.‏ ومقابل كل انتقاد امنحوهم اربع عبارات مدح!‏»‏

      ‏«ابذلوا قصارى جهودكم من اجلهم،‏ لجعلهم افضل ما يمكن ان يكونوا.‏»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٩]‏

      الاولاد الصغار مثل ربيكا يحتاجون الى عاطفة حقيقية

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      تخصيص الوقت لفعل الامور معا يساهم في صلة عائلية قوية

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة