-
ساعدوا ولدكم المراهق ان يترعرع وينجحسرّ السعادة العائلية
-
-
ساعدوا ولدكم المراهق ان يترعرع وينجح
١، ٢ اية تحديات وأية افراح يمكن ان تجلبها سنوات المراهقة؟
ان وجود مراهق في البيت يختلف كثيرا عن وجود ولد عمره خمس سنين او حتى عشر سنين. فسنوات المراهقة تجلب تحدياتها ومشاكلها الخاصة، ولكن يمكن ايضا ان تجلب الافراح والمكافآت. وتُظهر امثلة كيوسف، داود، يوشيا، وتيموثاوس ان الاحداث يمكن ان يتحملوا المسؤولية ويملكوا علاقة رائعة بيهوه. (تكوين ٣٧:٢-١١؛ ١ صموئيل ١٦:١١-١٣؛ ٢ ملوك ٢٢:٣-٧؛ اعمال ١٦:١، ٢) وهذا ما يبرهنه احداث كثيرون اليوم. وأنتم على الارجح تعرفون بعضهم.
٢ ومع ذلك، فبالنسبة الى البعض تكون سنوات المراهقة مضطربة. فالمراهقون يختبرون تقلبات عاطفية. وقد يرغب المراهقون والمراهقات في المزيد من الاستقلال، ويستاؤون من القيود التي يضعها عليهم والدوهم. ولكنَّ مثل هؤلاء الاحداث لا يزالون عديمي الخبرة وبحاجة الى المساعدة الصبورة والحبية من والديهم. اجل، يمكن ان تكون سنوات المراهقة مثيرة، ولكن يمكن ايضا ان تكون مربكة — للوالدين والمراهقين على السواء. فكيف يمكن مساعدة الاحداث خلال هذه السنوات؟
٣ بأية طريقة يمكن للوالدين ان يتيحوا لاولادهم المراهقين فرصة رائعة في الحياة؟
٣ يتيح الوالدون الذين يتبعون مشورة الكتاب المقدس لاولادهم المراهقين افضل فرصة ممكنة لكي يجتازوا هذه المحن بنجاح ويصيروا راشدين يتحملون المسؤولية. وفي جميع البلدان وخلال كل الازمنة بورك بالنجاح الوالدون والمراهقون الذين طبقوا مبادئ الكتاب المقدس معا. — مزمور ١١٩:١.
الاتصال الصادق والصريح
كونوا متوافرين عندما يحتاج ولدكم المراهق الى التكلم
٤ لماذا المحادثة الحميمة مهمَّة خصوصا خلال سنوات المراهقة؟
٤ يقول الكتاب المقدس: «مقاصد بغير (محادثة حميمة) تبطل.» (امثال ١٥:٢٢) فإذا كانت المحادثة الحميمة ضرورية عندما يكون الاولاد اصغر سنا، فهي ضرورية خصوصا خلال سنوات المراهقة — حين يقضي الاحداث على الارجح وقتا اقل في البيت ووقتا اكثر مع رفقاء المدرسة او العشراء الآخرين. فإذا لم تكن هنالك محادثة حميمة — لم يكن هنالك اتصال صادق وصريح بين الاولاد والوالدين — يمكن ان يصير المراهقون غرباء في البيت. فكيف يمكن ان تبقى خطوط الاتصال مفتوحة؟
٥ كيف يجري تشجيع المراهقين على النظر الى مسألة الاتصال بوالديهم؟
٥ يجب على المراهقين والوالدين على السواء ان يقوموا بدورهم في ذلك. صحيح ان المراهقين قد يجدون التحدث الى والديهم اصعب مما عندما كانوا اصغر سنا. ولكن تذكَّروا انه «حيث لا (توجيهٌ بمهارة) يسقط الشعب. أما الخلاص فبكثرة المشيرين.» (امثال ١١:١٤) تنطبق هذه الكلمات على الجميع، الصغار والكبار على السواء. والمراهقون الذين يدركون ذلك يفهمون انهم لا يزالون بحاجة الى التوجيه بمهارة، لأنهم يواجهون مسائل اكثر تعقيدا من قبل. ويجب ان يدركوا ان والديهم المؤمنين مؤهلون جيدا كمشيرين لأنهم اكثر خبرة في الحياة وقد برهنوا على اهتمامهم الحبي طوال سنين عديدة. لذلك فإن المراهقين الحكماء، في هذه المرحلة من حياتهم، لن يبتعدوا عن والديهم.
٦ ايّ موقف سيتخذه الوالدون الحكماء والمحبون في ما يتعلق بالاتصال بأولادهم المراهقين؟
٦ يعني الاتصال الصريح ان يبذل الوالد جهده ليكون متوافرا عندما يشعر المراهق بالحاجة الى التكلم. فإذا كنتم والدا، فتأكدوا ان يكون الاتصال مفتوحا من جهتكم على الاقل. وربما لا يكون ذلك سهلا. يقول الكتاب المقدس انه يوجد «للسكوت وقت وللتكلم وقت.» (جامعة ٣:٧) وعندما يشعر ولدكم المراهق بأنه الوقت للتكلم، قد يحين وقتكم لتلزموا الصمت. وربما كنتم قد خصصتم هذا الوقت للدرس الشخصي، الاسترخاء، او العمل في البيت. ومع ذلك، اذا اراد ولدكم الحدث ان يكلمكم، فحاولوا ان تعدِّلوا خططكم وتصغوا. وإلا فقد لا يحاول ثانية. تذكَّروا مثال يسوع. ففي احدى المناسبات كان قد عيَّن وقتا للراحة. ولكن عندما اتت الجموع من كل مكان لسماعه، ارجأ الاستراحة وابتدأ يعلِّمهم. (مرقس ٦:٣٠-٣٤) ويدرك معظم المراهقين ان حياة والديهم ملآنة بالعمل، لكنهم يحتاجون الى الاطمئنان ان والديهم هم بقربهم عند الحاجة. لذلك كونوا متوافرين ومتفهمين.
٧ ماذا يلزم ان يتجنبه الوالدون؟
٧ حاولوا ان تتذكروا كيف كانت الحالة عندما كنتم مراهقا، ولا تفقدوا روح الفكاهة عندكم! والوالدون يلزم ان يتمتعوا بوجودهم مع اولادهم. فعندما يكون هنالك وقت فراغ، كيف يقضيه الوالدون؟ اذا كانوا دائما يريدون ان يستخدموا وقت فراغهم في القيام بأمور لا تشمل عائلتهم، فسرعان ما يلاحظ اولادهم المراهقون ذلك. وإذا توصل المراهقون الى الاستنتاج ان رفقاء المدرسة يفكرون فيهم اكثر مما يفعل والدوهم، فسيواجهون المشاكل حتما.
مجالات الاتصال
٨ كيف يمكن غرس التقدير للاستقامة، العمل باجتهاد، والسلوك اللائق في اذهان الاولاد؟
٨ اذا لم يكن الوالدون قد غرسوا في اولادهم حتى الآن تقديرا للاستقامة والعمل باجتهاد، يجب عليهم بالتأكيد ان يفعلوا ذلك خلال سنوات المراهقة. (١ تسالونيكي ٤:١١؛ ٢ تسالونيكي ٣:١٠) ومن الحيوي ايضا ان يتأكدوا ان اولادهم يؤمنون من كل قلبهم بأهمية العيش حياة ادبية وطاهرة. (امثال ٢٠:١١) والوالد يتصل كثيرا في هذه المجالات بالمثال. وكما ان الازواج غير المؤمنين قد «يُربحون بسيرة النساء بدون كلمة،» كذلك يمكن للمراهقين ان يتعلموا المبادئ الصائبة من خلال سلوك والديهم. (١ بطرس ٣:١) ولكنَّ المثال بحد ذاته ليس كافيا ابدا، لأن الاولاد معرَّضون ايضا لأمثلة رديئة عديدة ولفيض من الدعاية المغرية خارج البيت. لذلك يلزم ان يعرف الوالدون المهتمون آراء اولادهم المراهقين في ما يرونه ويسمعونه، وهذا يتطلب محادثة ذات معنى. — امثال ٢٠:٥.
٩، ١٠ لماذا يجب ان يتأكد الوالدون من ارشاد اولادهم في المسائل الجنسية، وكيف يمكنهم ذلك؟
٩ ويصح ذلك خصوصا في المسائل الجنسية. فيا ايها الوالدون، هل يربككم ان تناقشوا الجنس مع اولادكم؟ وحتى اذا كان الامر يربككم، فابذلوا الجهد لفعل ذلك، لأن احداثكم سيتعلمون بالتأكيد عن هذا الموضوع من شخص ما. وإذا لم يتعلموه منكم، فَمَن يعلم اية معلومات محرَّفة سيحصلون عليها؟ وفي الكتاب المقدس لا يحجم يهوه عن ذكر مسائل من طبيعة جنسية، ولا يجب ان يحجم الوالدون ايضا. — امثال ٤:١-٤؛ ٥:١-٢١.
١٠ وما يدعو الى الشكر هو ان الكتاب المقدس يحتوي على ارشاد واضح في مجال السلوك الجنسي، وقد نشرت جمعية برج المراقبة الكثير من المعلومات المساعدة التي تظهر ان هذا الارشاد لا يزال ينطبق في عصرنا. فلمَ لا تستفيدون من هذه المساعدة؟ مثلا، لمَ لا تراجعون مع ابنكم او ابنتكم الفصول الملائمة في الكتابين اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح؟ فالنتائج قد تدهشكم وتسرُّكم.
١١ ما هي الطريقة الاكثر فعَّالية ليعلِّم الوالدون اولادهم كيف يخدمون يهوه؟
١١ وما هو الموضوع الاهم الذي يجب ان يناقشه الوالدون والاولاد؟ اشار الرسول بولس اليه عندما كتب: «ربوهم [اولادكم] بتأديب الرب وانذاره.» (افسس ٦:٤) يحتاج الاولاد ان يستمروا في التعلم عن يهوه. ويحتاجون خصوصا ان يتعلموا ان يحبوه، ويجب ان يرغبوا في خدمته. وهنا ايضا يمكن تعليم الكثير بالمثال. فإذا رأى المراهقون ان والديهم يحبون اللّٰه ‹من كل قلبهم ومن كل نفسهم ومن كل فكرهم› وأن ذلك ينتج ثمارا جيدة في حياة والديهم، فقد يتأثرون ايجابيا ليفعلوا الامر نفسه. (متى ٢٢:٣٧) وبشكل مماثل، اذا رأى الاحداث ان والديهم متزنون في نظرتهم الى الامور المادية، واضعين ملكوت اللّٰه اولا، فسيُساعَدون على تطوير الموقف العقلي نفسه. — جامعة ٧:١٢؛ متى ٦:٣١-٣٣.
الدرس القانوني للكتاب المقدس ضروري للعائلة
١٢، ١٣ اية نقاط يجب تذكرها ليكون الدرس العائلي ناجحا؟
١٢ والدرس العائلي الاسبوعي للكتاب المقدس مساعد بارز في ايصال القيم الروحية الى الاحداث. (مزمور ١١٩:٣٣، ٣٤؛ امثال ٤:٢٠-٢٣) وإدارة درس كهذا قانونيا امر حيوي. (مزمور ١:١-٣) وينبغي ان يدرك الوالدون وأولادهم ان برمجة النشاطات الاخرى يجب ان تتمحور حول الدرس العائلي لا العكس. وبالاضافة الى ذلك، فإن الموقف الصائب ضروري ليكون الدرس العائلي فعَّالا. قال احد الآباء: «يكمن السر في ان يعزِّز المدير في الدرس العائلي جوًّا من الارتياح ولكن متَّسما بالاحترام — جوًّا غير رسمي ومع ذلك غير هزلي. والاتزان المطلوب ربما لا يكون دائما سهل التحقيق، والاحداث سيحتاجون تكرارا الى تعديل الموقف. وإذا لم تسر الامور حسنا مرة او مرتين، فثابروا وتطلعوا الى المرة التالية.» وهذا الأب نفسه قال انه في صلاته قبل كل درس كان يطلب بالتحديد مساعدة يهوه ان يتبنى جميع المشمولين وجهة النظر الصائبة. — مزمور ١١٩:٦٦.
١٣ وإدارة الدرس العائلي هي مسؤولية الوالدين المؤمنين. صحيح ان بعض الوالدين ربما لا يكونون معلمين موهوبين، وقد يصعب عليهم ان يجدوا طرائق لجعل الدرس العائلي ممتعا. ولكن اذا كنتم تحبون اولادكم المراهقين «بالعمل والحق،» فسترغبون في مساعدتهم بتواضع وصدق على التقدم روحيا. (١ يوحنا ٣:١٨) وقد يتذمرون من وقت الى آخر، ولكنهم على الارجح سيشعرون باهتمامكم العميق بخيرهم.
١٤ كيف يمكن تطبيق تثنية ١١:١٨، ١٩ عند نقل الامور الروحية الى المراهقين؟
١٤ والدرس العائلي ليس المناسبة الوحيدة لنقل امور مهمة روحيا. هل تذكرون وصية يهوه للوالدين؟ قال: «ضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم واربطوها علامة على ايديكم ولتكن عصائب بين عيونكم. وعلِّموها اولادكم متكلمين بها حين تجلسون في بيوتكم وحين تمشون في الطريق وحين تنامون وحين تقومون.» (تثنية ١١:١٨، ١٩؛ انظروا ايضا تثنية ٦:٦، ٧.) لا يعني ذلك ان الوالدين يجب ان يكرزوا لاولادهم بشكل متواصل. لكنَّ رأس العائلة المحب يجب ان يكون دائما متيقظا لاغتنام الفرص بغية بناء النظرة الروحية لعائلته.
التأديب والاحترام
١٥، ١٦ (أ) ما هو التأديب؟ (ب) مَن هو المسؤول عن منح التأديب، وعلى مَن تُلقى مسؤولية الاصغاء اليه؟
١٥ التأديب هو التدريب الذي يقوِّم، وهو يشمل الاتصال. والتأديب يحمل فكرة التقويم اكثر من فكرة العقاب — على الرغم من ان العقاب قد يكون ضروريا. فقد احتاج اولادكم الى التأديب عندما كانوا اصغر سنا، أما الآن وقد صاروا مراهقين فلا يزالون بحاجة الى شكل من اشكاله، وربما اكثر ايضا. والمراهقون الحكماء يعرفون ان هذا صحيح.
١٦ يقول الكتاب المقدس: «الاحمق يستهين بتأديب ابيه. أما مراعي التوبيخ فيذكى.» (امثال ١٥:٥) نتعلم الكثير من هذه الآية. فهي تدل ضمنا على منح التأديب. فلا يمكن للمراهق ان ‹يراعي التوبيخ› إن لم يُوبَّخ. ويهوه يلقي مسؤولية منح التأديب على عاتق الوالدين، وخصوصا الاب. لكنَّ مسؤولية الاصغاء الى هذا التأديب تُلقى على المراهق. وهو، اذا اصغى الى التأديب الحكيم لابيه وأمه، سيتعلم اكثر ويرتكب اخطاء اقل. (امثال ١:٨) يقول الكتاب المقدس: «فقر وهوان لمن يرفض التأديب. ومن يلاحظ التوبيخ يكرم.» — امثال ١٣:١٨.
١٧ ايّ اتزان يلزم ان يهدف اليه الوالدون عند منح التأديب؟
١٧ وعند تأديب المراهقين يحتاج الوالدون الى الاتزان. فلا يجب ان يكونوا قساة جدا بحيث يغيظون اولادهم، ربما مدمِّرين ايضا ثقة اولادهم بنفسهم. (كولوسي ٣:٢١) ومع ذلك لا يريد الوالدون ان يكونوا متساهلين جدا بحيث يخسر احداثهم التدريب الحيوي. وتساهل كهذا يمكن ان يؤدي الى كارثة. تقول الامثال ٢٩:١٧: «ادِّب ابنك فيريحك ويعطي نفسك لذات.» لكنَّ العدد ٢١ يقول: «من فنَّق عبده من حداثته ففي آخرته يصير منونا.» وعلى الرغم من ان هذا العدد يتكلم عن عبد، فهو ينطبق ايضا على ايّ حدث في البيت.
١٨ على ايّ شيء يدل التأديب، وماذا يتجنب الوالدون عندما يؤدبون بثبات؟
١٨ حقا، ان التأديب اللائق برهان على محبة الوالد لولده. (عبرانيين ١٢:٦،١١) وإذا كنتم والدا، فإنكم تعرفون انه من الصعب المحافظة على تأديب متعقل وثابت. وحرصا على السلام، قد يبدو اسهل السماح لمراهق عنيد بأن يفعل ما يريد. ولكن في النهاية سيحصد الوالد الذي يتبع هذا المسلك الاخير بيتا تتعذر السيطرة عليه. — امثال ٢٩:١٥؛ غلاطية ٦:٩.
اعملوا والعبوا
١٩، ٢٠ كيف يمكن للوالدين ان يعالجوا بحكمة مسألة استجمام مراهقيهم؟
١٩ في الازمنة الباكرة كان من المتوقع عادة ان يقدِّم الاولاد المساعدة في البيت او في المزرعة. اما اليوم فلدى مراهقين عديدين الكثير من وقت الفراغ دون رقيب. ولكي يملأوا هذا الوقت يزوِّد العالم التجاري فيضا من الوسائل لملء وقت الفراغ. أَضيفوا الى ذلك واقع ان العالم قلما يقيم وزنا لمقاييس الكتاب المقدس للآداب، فتحصلوا على مكوِّنات كارثة محتملة.
٢٠ لذلك يحتفظ الوالد الفطن بحق اتخاذ القرارات النهائية في ما يتعلق بالاستجمام. ولكن لا تنسوا ان المراهق هو في طور النمو. وكلَّ سنة يرجو على الارجح ان يُعامل كراشد. وهكذا من الحكمة ان يسمح الوالد بمزيد من الحرية في اختيار الاستجمام فيما يكبر المراهق — ما دامت هذه الاختيارات تعكس التقدم نحو النضج الروحي. وقد تكون اختيارات المراهق احيانا غير حكيمة في الموسيقى، العشراء، وهلم جرا. وعندما يحدث ذلك، يجب مناقشة الامر مع المراهق بغية القيام باختيارات افضل في المستقبل.
٢١ كيف سيعمل التعقل في مقدار الوقت المصروف في الاستجمام على حماية المراهق؟
٢١ وكم من الوقت يجب تخصيصه للاستجمام؟ في بعض البلدان يُحمل المراهقون على الاعتقاد ان لهم الحق في التسلية المتواصلة. ولذلك قد يضع المراهق برنامجه بحيث ينتقل من تسلية الى اخرى. ومن مسؤولية الوالدين ان يعلِّموهم انه يجب قضاء الوقت في امور اخرى ايضا، كالدرس الشخصي والعائلي، معاشرة الاشخاص الناضجين روحيا، الاجتماعات المسيحية، والمهمات المنزلية. وسيمنع ذلك ‹لذَّات الحياة› من خنق كلمة اللّٰه. — لوقا ٨:١١-١٥.
٢٢ مع ماذا يجب ان يتوازن الاستجمام في حياة المراهق؟
٢٢ قال الملك سليمان: «عرفت انه ليس لهم خير الا ان يفرحوا ويفعلوا خيرا في حياتهم. وأيضا ان يأكل كل انسان ويشرب ويرى خيرا من كل تعبه فهو عطية اللّٰه.» (جامعة ٣:١٢، ١٣) اجل، الفرح هو جزء من حياة متزنة. وكذلك ايضا العمل باجتهاد. وكثيرون من المراهقين اليوم لا يعرفون الاكتفاء الناجم عن العمل باجتهاد او الشعور باحترام الذات الناجم عن معالجة مشكلة وحلها. والبعض لم تُتَح لهم فرصة تطوير مهارة او مهنة يعولون بها انفسهم في الحياة لاحقا. هنا يكمن التحدي الحقيقي للوالد. فهل تتأكدون ان حدثكم لديه فرص كهذه؟ فإذا تمكنتم من النجاح في تعليم ولدكم المراهق قيمة العمل باجتهاد والتمتع به، فسيطور نظرة سليمة تجلب الفوائد مدى الحياة.
من مراهق الى راشد
عبِّروا عن المحبة والتقدير لاولادكم
٢٣ كيف يمكن للوالدين ان يشجعوا اولادهم المراهقين؟
٢٣ وحتى عندما تواجهون المشاكل مع ولدكم المراهق، تبقى الآية صحيحة: «المحبة لا تسقط ابدا.» (١ كورنثوس ١٣:٨) فلا تحجموا ابدا عن اظهار المحبة التي تشعرون بها دون شك. اسألوا نفسكم، ‹هل امدح كل ولد على نجاحاته في معالجة المشاكل او التغلب على العقبات؟ هل انتهز الفرص للتعبير عن محبتي وتقديري لاولادي قبل فوات هذه الفرص؟› على الرغم من انه قد يوجد احيانا سوء فهم، فإذا تيقن المراهقون محبتكم لهم فسيبادلونكم على الارجح هذه المحبة.
٢٤ ايّ مبدإ للاسفار المقدسة يصح كقاعدة عامة في تربية الاولاد، ولكن ماذا يجب تذكره؟
٢٤ طبعا، إذ ينمو الاولاد الى سن الرشد، سيتخذون هم انفسهم اخيرا قرارات مهمة جدا. وفي بعض الحالات ربما لا يحب الوالدون هذه القرارات. فماذا اذا قرر الولد ألا يستمر في خدمة يهوه اللّٰه؟ قد يحدث ذلك. وحتى بعض ابناء يهوه الروحانيين رفضوا مشورته وصاروا متمردين. (تكوين ٦:٢؛ يهوذا ٦) والاولاد ليسوا اجهزة كمپيوتر يمكن برمجتها لتعمل كما نريد. انهم مخلوقات بإرادة حرة، مسؤولون امام يهوه عن القرارات التي يتخذونها. ومع ذلك، تصح الامثال ٢٢:٦ كقاعدة عامة: «ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه.»
٢٥ ما هي ابدع طريقة ليظهر الوالدون الشكر ليهوه على امتياز الابوة؟
٢٥ لذلك كونوا اسخياء في اظهار المحبة لاولادكم. ابذلوا جهدكم لاتِّباع مبادئ الكتاب المقدس في تربيتهم. ارسموا مثالا حسنا للسلوك التقوي. وهكذا تمنحون اولادكم افضل فرصة ليكبروا ويصيروا راشدين يخافون اللّٰه ويتحملون المسؤولية. هذه هي ابدع طريقة ليظهر الوالدون الشكر ليهوه على امتياز الابوَّة.
-
-
هل يوجد متمرد في البيت؟سرّ السعادة العائلية
-
-
هل يوجد متمرد في البيت؟
١، ٢ (أ) ايّ ايضاح اعطاه يسوع ليبرز عدم امانة القادة الدينيين اليهود؟ (ب) اية نقطة عن المراهقين يمكن ان نتعلمها من ايضاح يسوع؟
قبل موت يسوع بأيام قليلة طرح على فريق من القادة الدينيين اليهود سؤالا مثيرا للتفكير. قال: «ماذا تظنون. كان لانسان ابنان فجاء الى الاول وقال يا ابني اذهب اليوم اعمل في كرمي. فأجاب وقال ما اريد. ولكنه ندم اخيرا ومضى. وجاء الى الثاني وقال كذلك. فأجاب وقال ها انا يا سيد. ولم يمضِ. فأيّ الاثنين عمل ارادة الاب. قالوا [القادة اليهود] له الاول.» — متى ٢١:٢٨-٣١.
٢ كان يسوع هنا يبرز عدم امانة القادة اليهود. فكانوا كالابن الثاني، يعِدون بفعل مشيئة اللّٰه ثم لا يفون بوعدهم. لكنَّ والدين عديدين يدركون ان ايضاح يسوع كان مؤسسا على فهم عميق للحياة العائلية. فكما اوضح يسوع جيدا، كثيرا ما تصعب معرفة ما يفكر فيه الاحداث او التنبؤ بما سيفعلونه. وقد يسبب الحدث مشاكل عديدة خلال سن المراهقة ثم يكبر ويصير راشدا جديرا بالاحترام يتحمل المسؤولية. وهذا شيء يجب ان نتذكره عندما نناقش مشكلة تمرُّد المراهقين.
مَن هو المتمرد؟
٣ لماذا لا يجب ان يتسرَّع الوالدون في تصنيف ولدهم كمتمرد؟
٣ من حين الى آخر، قد تسمعون بمراهقين تمردوا علنا على والديهم. حتى انكم قد تعرفون شخصيا عائلة فيها مراهق يبدو من المستحيل ضبطه. ولكن ليس من السهل دائما معرفة ما اذا كان الولد متمردا حقا. وعلاوة على ذلك، يمكن ان يكون صعبا فهم سبب تمرد بعض الاولاد في حين ان الآخرين — حتى من البيت نفسه — لا يتمردون. فإذا ظنَّ الوالدون ان احد اولادهم قد يصير متمردا بكل ما في الكلمة من معنى، فماذا يجب ان يفعلوا؟ للإجابة عن ذلك، لا بد لنا اولا ان نعرِّف المتمرد.
٤-٦ (أ) مَن هو المتمرد؟ (ب) ماذا يجب ان يذكره الوالدون اذا عصى ولدهم المراهق من حين الى آخر؟
٤ ببسيط العبارة، ان المتمرد شخص يعصي او يقاوم ويتحدّى سلطة اعلى عمدا وباستمرار. طبعا، ‹الجهالة هي في قلب الولد.› (امثال ٢٢:١٥) لذلك يقاوم جميع الاولاد السلطة الابوية وغيرها من حين الى آخر. ويصحّ ذلك خصوصا خلال فترة النمو الجسدي والعاطفي المعروفة بالمراهقة. فالتغيير في حياة ايّ شخص يشكِّل ضغطا، والمراهقة هي فترة كثير من التغييرات. وولدكم المراهق ينتقل من الطفولة الى سن الرشد. لذلك يجد بعض الوالدين والاولاد صعوبة في الانسجام معا خلال سنوات المراهقة. وغالبا ما يحاول الوالدون تلقائيا ان يؤخروا الانتقال فيما يريد المراهقون الاسراع به.
٥ والمراهق المتمرد يرفض القيم الابوية. ولكن تذكروا ان العصيان مرات قليلة لا يجعل من الولد متمردا. وفي ما يتعلق بالامور الروحية، قد يُظهر بعض الاولاد في بادئ الامر اهتماما زهيدا او لا شيء من الاهتمام بحق الكتاب المقدس، لكنهم ربما لا يكونون متمردين. فكوالد، لا تسرعوا الى تصنيف ولدكم.
٦ وهل الاحداث جميعهم متمردون على السلطة الابوية في سنوات مراهقتهم؟ كلا على الاطلاق. وفي الواقع، يبدو ان الادلة تشير الى ان اقلية فقط من المراهقين يعربون عن تمرُّد خطير خلال المراهقة. ولكن ماذا عن ولد يستمر في التمرد بعناد؟ وماذا يمكن ان يثير تمردا كهذا؟
اسباب التمرد
٧ كيف يمكن للمحيط الشيطاني ان يدفع الولد الى التمرد؟
٧ ان احد الاسباب الرئيسية للتمرد هو المحيط الشيطاني للعالم. «العالم كله قد وضع في الشرير.» (١ يوحنا ٥:١٩) وقد انشأ العالم الذي هو في قبضة الشيطان ثقافة مؤذية يجب ان يواجهها المسيحيون. (يوحنا ١٧:١٥) والكثير من هذه الثقافة هو الآن اخطر وأكثر فظاظة وامتلاء بالتأثيرات الرديئة مما كان في الماضي. (٢ تيموثاوس ٣:١-٥، ١٣) فإذا لم يعلِّم الوالدون اولادهم ويحذروهم ويحموهم، يمكن ان يغمر «الروح الذي يعمل الآن في ابناء المعصية» الاحداث بسهولة. (افسس ٢:٢) وضغط النظير له علاقة بذلك. يقول الكتاب المقدس: «رفيق الجهال يُضرّ.» (امثال ١٣:٢٠) وعلى نحو مماثل، فإن مَن يعاشر المتشربين روح هذا العالم يتأثر على الارجح بهذا الروح. ويحتاج الاحداث الى مساعدة مستمرة ليقدِّروا ان الطاعة للمبادئ الالهية هي اساس الطريق الافضل للحياة. — اشعياء ٤٨:١٧، ١٨.
٨ اية عوامل قد تؤدي الى تمرد الولد؟
٨ والسبب الآخر للتمرد قد يكون جو البيت. مثلا، اذا كان احد الوالدَين كحوليا، يسيء استعمال المخدِّرات، او عنيفا تجاه الرفيق الآخر، يمكن ان تُشوَّه نظرة المراهق الى الحياة. وحتى في البيوت الهادئة نسبيا قد ينشأ التمرد عندما يشعر الولد بأن والديه لا يهتمان به. لكنَّ تمرد المراهقين لا تسببه دائما التأثيرات الخارجية. فبعض الاولاد يرفضون القيم الابوية رغم ان لهم والدين يطبقون المبادئ الالهية ويحمونهم الى حد بعيد من العالم حولهم. ولماذا؟ ربما بسبب اصل آخر لمشكلتنا — النقص البشري. قال بولس: «بإنسان واحد [آدم] دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس اذ اخطأ الجميع.» (رومية ٥:١٢) وآدم كان متمردا انانيا، ترك لكل ذريته ميراثا رديئا. وبعض الاحداث يختارون ان يتمردوا، كما فعل سلفهم.
عالي المتساهل ورحبعام المتشدِّد
٩ ايّ طرفي نقيض في تربية الاولاد قد يثيران تمرد الولد؟
٩ والشيء الآخر الذي يؤدي الى تمرد المراهقين هو نظرة الوالدين غير المتزنة الى تربية الاولاد. (كولوسي ٣:٢١) فبعض الوالدين الذين لديهم ضمير حي يقيّدون ويؤدبون اولادهم بصرامة. وآخرون هم متساهلون، لا يزوِّدون خطوطا ارشادية تحمي اولادهم المراهقين العديمي الخبرة. ولا يسهل دائما اتخاذ موقف متزن بين طرفي النقيض هذين. وتختلف الحاجات باختلاف الاولاد. فقد يحتاج الواحد الى الاشراف اكثر من الآخر. ومع ذلك، سيساعد مثلان في الكتاب المقدس على اظهار مخاطر التطرف في كل من التشدُّد والتساهل.
١٠ لماذا كان عالي والدا فاشلا، رغم انه كان على الارجح رئيس كهنة امينا؟
١٠ كان عالي، رئيس كهنة اسرائيل القديمة، ابا. وقد خدم ٤٠ سنة، وكان دون شك متضلِّعا من ناموس اللّٰه. وأنجز عالي على الارجح واجباته الكهنوتية القانونية بأمانة حتى انه ربما علَّم ابنيه حفني وفينحاس ناموس اللّٰه كاملا. لكنَّ عالي كان متسامحا مع ابنيه اكثر من اللازم. وقد عمل حفني وفينحاس ككاهنين يؤديان الخدمات الدينية، لكنهما كانا «بطّالين،» مهتمَّين فقط بإشباع شهواتهما ورغباتهما الفاسدة ادبيا. إلا انه عندما ارتكبا اعمالا مخزية على ارض مقدسة، لم تكن لدى عالي الشجاعة لعزلهما عن منصبهما. واكتفى بتوبيخهما توبيخا غير حازم. وبتساهله اكرم عالي ابنيه اكثر من اللّٰه. ونتيجة لذلك تمرَّد ابناه على عبادة يهوه النقية وكابد كامل بيت عالي الكارثة. — ١ صموئيل ٢:١٢-١٧، عج، ٢٢-٢٥، ٢٩؛ ٣:١٣، ١٤؛ ٤:١١-٢٢ .
١١ ماذا يمكن للوالدين ان يتعلموا من مثال عالي الرديء؟
١١ كان ابنا عالي راشدين عندما حدث ذلك، لكنَّ هذه القصة تؤكد خطر الامتناع عن التأديب. (قارنوا الامثال ٢٩:٢١.) وقد يخلط بعض الوالدين بين المحبة والتساهل، اذ يفشلون في وضع وتنفيذ قواعد واضحة، ثابتة، ومعقولة. وهم يهملون منح التأديب الحبي حتى عندما يجري انتهاك المبادئ الالهية. وبسبب تساهل كهذا قد ينتهي الامر بأولادهم الى عدم الاكتراث للسلطة الابوية او ايّ نوع آخر من السلطة. — قارنوا جامعة ٨:١١.
١٢ اية غلطة ارتكبها رحبعام في ممارسة السلطة؟
١٢ ويمثِّل رحبعام الطرف النقيض في تولّي السلطة. فقد كان الملك الاخير لمملكة اسرائيل المتحدة، لكنه لم يكن ملكا صالحا. كان رحبعام قد ورث ارضا شعبها مستاء من الاعباء التي وضعها عليهم ابوه، سليمان. فهل اعرب رحبعام عن التفهُّم؟ كلا. فعندما طلب منه وفد ان يزيل بعض الاجراءات الجائرة، فشل في الانتباه للنصيحة الناضجة من مشيريه الاكبر سنا وأمر بأن يثقَّل نير الشعب. فأثارت عجرفته تمرد الاسباط الشمالية العشرة، وانقسمت المملكة الى قسمين. — ١ ملوك ١٢:١-٢١؛ ٢ أخبار الايام ١٠:١٩.
١٣ كيف يمكن ان يتجنب الوالدون غلطة رحبعام؟
١٣ يمكن ان يتعلم الوالدون بعض الدروس المهمة من رواية الكتاب المقدس عن رحبعام. فيلزمهم ان ‹يطلبوا يهوه› في الصلاة ويفحصوا اساليبهم في تربية الاولاد على ضوء مبادئ الكتاب المقدس. (مزمور ١٠٥:٤) تقول الجامعة ٧:٧: «الظلم يحمِّق الحكيم.» والخطوط الارشادية المدروسة جيدا تفسح للمراهقين مجال النمو فيما تحميهم من الاذى. ولكن لا يجب ان يحيا الاولاد في جو صارم ومقيِّد جدا بحيث يُمنعون من تطوير مقدار معقول من الاعتماد على النفس والثقة بالنفس. وعندما يجتهد الوالدون لتحقيق موازنة بين الحرية المعقولة والحدود الثابتة المرسومة بوضوح، يشعر معظم المراهقين بميل اقل الى التمرد.
سد الحاجات الاساسية يمكن ان يمنع التمرد
ينمو الاولاد على الارجح ويصيرون اكثر ثباتا اذا ساعدهم والدوهم على التغلب على مشاكل مراهقتهم
١٤، ١٥ كيف يجب ان ينظر الوالدون الى نمو ولدهم؟
١٤ رغم ان الوالدين يفرحون برؤية صغيرهم ينمو جسديا من الطفولة الى سن الرشد، فقد يشعرون بالانزعاج عندما يبدأ ولدهم المراهق بالانتقال من الاعتماد عليهم الى الاعتماد الملائم على نفسه. وخلال فترة الانتقال هذه، لا تتعجبوا اذا كان ولدكم المراهق في بعض الاحيان عنيدا او غير متعاون. تذكروا انه يجب ان يكون هدف الوالدين المسيحيين تربية مسيحي ناضج، ثابت، ويتحمل المسؤولية. — قارنوا ١ كورنثوس ١٣:١١؛ افسس ٤:١٣، ١٤.
١٥ ومهما كان الامر صعبا، يلزم ان يُقلِع الوالدون عن عادة التجاوب سلبيا مع اية مطالبة من ولدهم المراهق بحرية اكبر. فالولد بحاجة الى النمو كفرد، وهذا نافع له. وفي الواقع، يبتدئ بعض المراهقين في سن صغيرة نسبيا بتطوير نظرة تدل على الرشد. مثلا، يقول الكتاب المقدس عن الملك الحدث يوشيا: «اذ كان بعد فتى [بعمر ١٥ سنة تقريبا] ابتدأ يطلب اله داود.» فمن الواضح ان هذا المراهق البارز كان شخصا يتحمل المسؤولية. — ٢ أخبار الايام ٣٤:١-٣.
١٦ ماذا يجب ان يدرك الاولاد اذ يُمنحون المزيد من المسؤولية؟
١٦ لكنَّ الحرية ترافقها المسؤولية. لذلك افسحوا لولدكم الناشئ مجال اختبار عواقب بعض قراراته وأعماله. والمبدأ، «ان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد ايضا،» ينطبق على المراهقين والراشدين على السواء. (غلاطية ٦:٧) ولا يمكن حماية الاولاد الى الابد. ولكن، ماذا اذا اراد الولد ان يفعل شيئا غير مقبول على الاطلاق؟ فكوالد يتحمل المسؤولية، يجب ان تقولوا، «لا.» وفي حين انكم قد تشرحون الاسباب، لا شيء يجب ان يغيِّر لاكم الى نعم. (قارنوا متى ٥:٣٧.) ولكن حاولوا ان تقولوا «لا» بطريقة هادئة ومعقولة، لان «الجواب اللين يصرف الغضب.» — امثال ١٥:١.
١٧ ما هي بعض حاجات المراهق التي يجب ان يسدها الوالد؟
١٧ يحتاج الاحداث الى الشعور بالامان الناتج عن التأديب الثابت حتى ولو كانوا لا يوافقون دائما بسرعة على القيود والقواعد. ومن المثبِّط ان تتغير القواعد تكرارا بتغيُّر شعور الوالد. وعلاوة على ذلك، اذا نال المراهقون التشجيع والمساعدة حسب الحاجة في التغلب على التردُّد، الخجل، او عدم الثقة بالنفس، فمن المحتمل ان يكبروا ويصيروا اكثر ثباتا. ويقدِّر المراهقون ايضا نيلهم ثقة والديهم التي كسبوها. — قارنوا اشعياء ٣٥:٣، ٤؛ لوقا ١٦:١٠؛ ١٩:١٧.
١٨ ما هي بعض الحقائق المشجعة عن المراهقين؟
١٨ من المعزي ان يعرف الوالدون انه عندما يوجد السلام، الاستقرار، والمحبة داخل البيت، يزدهر الاولاد عادة. (افسس ٤:٣١، ٣٢؛ يعقوب ٣:١٧، ١٨) وأحداث كثيرون، من عائلات تعاني مشكلة ادمان الكحول، او العنف، او غير ذلك من التأثيرات المؤذية، تغلَّبوا على محيط بيتهم الرديء وكبروا وصاروا راشدين رائعين. لذلك، اذا زوَّدتم بيتا يشعر فيه اولادكم المراهقون بالامان ويعرفون انهم سينالون المحبة، المودة، والاهتمام — حتى ولو رافقت هذا الدعم قيود معقولة وتأديب منسجم مع مبادئ الاسفار المقدسة — فعلى الارجح سيكبرون ويصيرون راشدين تفتخرون بهم. — قارنوا امثال ٢٧:١١.
عندما يواجه الاولاد صعوبات
١٩ اية مسؤولية تقع على عاتق الولد فيما يدربه الوالدان في الطريق الذي يجب ان يسلك فيه؟
١٩ من المؤكد ان اتمام الوالدين دورهم جيدا له اهميته. تقول الامثال ٢٢:٦: «ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ ايضا لا يحيد عنه.» ولكن ماذا عن الاولاد الذين لديهم مشاكل خطيرة رغم ان لهم والدين صالحين؟ هل هذا ممكن؟ نعم. يجب ان تُفهَم كلمات الامثال على ضوء اعداد اخرى تشدد على مسؤولية الولد ان ‹يسمع› ويطيع والديه. (امثال ١:٨) فيجب على الوالد والولد كليهما ان يتعاونا في تطبيق مبادئ الاسفار المقدسة ليكون هنالك انسجام عائلي. وإذا لم يعمل الوالدون والاولاد معا فستنشأ الصعوبات.
٢٠ ايّ اقتراب حكيم يمكن ان يقوم به الوالدون عندما يخطئ الاولاد بسبب طيشهم؟
٢٠ وكيف يجب ان يكون رد فعل الوالدين عندما يخطئ المراهق ويقع في المشاكل؟ في هذه الحالة خصوصا يحتاج الحدث الى المساعدة. وإذا تذكر الوالدون انهم يتعاملون مع حدث عديم الخبرة، يسهل عليهم ان يقاوموا الميل الى الانفعال بإفراط. نصح بولس الناضجين في الجماعة: «ان انسبق انسان فأُخذ في زلة ما فأصلحوا انتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة.» (غلاطية ٦:١) ويمكن للوالدين ان يتبعوا الاجراء نفسه عند التعامل مع حدث ارتكب خطأ بسبب طيشه. وفيما يشرح الوالدون بشكل جلي لماذا كان مسلكه خاطئا وكيف يمكنه ان يتجنب تكرار الخطإ، يجب ان يوضحوا ان المسلك الخاطئ هو الامر الرديء، لا ولدهم الحدث. — قارنوا يهوذا ٢٢، ٢٣.
٢١ تمثُّلا بالجماعة المسيحية، كيف يجب ان يكون رد فعل الوالدين اذا ارتكب اولادهم خطية خطيرة؟
٢١ وماذا اذا كان جُناح الحدث خطيرا جدا؟ في هذه الحالة يحتاج الولد الى مساعدة خصوصية وتوجيه ماهر. فعندما يرتكب عضو في الجماعة خطية خطيرة، يجري تشجيعه على التوبة والاقتراب الى الشيوخ طلبا للمساعدة. (يعقوب ٥:١٤-١٦) وعندما يتوب، يعمل معه الشيوخ لردِّه روحيا. وفي العائلة تقع مسؤولية مساعدة المراهق الذي اخطأ على عاتق الوالدَين، رغم انهما قد يحتاجان الى مناقشة المسألة مع الشيوخ. وطبعا لا يجب ان يحاولا اخفاء اية خطايا جسيمة ارتكبها احد اولادهما عن هيئة الشيوخ.
٢٢ تمثُّلا بيهوه، ايّ موقف سيحاول الوالدون المحافظة عليه اذا ارتكب ولدهم خطأ خطيرا؟
٢٢ من الصعب ان يحتمل المرء مشكلة خطيرة تورط فيها احد اولاده. وإذ يكون الوالدون مضطربين عاطفيا، قد يشعرون بأنهم يريدون ان يهدِّدوا بغضب ولدهم المتمرد؛ لكنَّ ذلك لا يمكن إلا ان يزيده مرارة. تذكروا ان مستقبل هذا الحدث قد يتوقف على كيفية معاملته في هذا الوقت العصيب. وتذكروا ايضا ان يهوه كان مستعدا للمغفرة عندما زاغ شعبه عن الحق — فقط اذا تابوا. أَصغوا الى كلماته الحبية: «هلم نتحاجج يقول الرب. ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج. ان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف.» (اشعياء ١:١٨) فيا له من مثال رائع للوالدين!
٢٣ كيف يجب ان يتصرف الوالدون، وماذا يجب ان يتجنبوا، اذا ارتكب احد اولادهم خطية خطيرة؟
٢٣ اذًا، حاولوا ان تشجعوا الولد المتمرد على تغيير مسلكه. اطلبوا النصيحة السليمة من والدين ذوي خبرة ومن شيوخ الجماعة. (امثال ١١:١٤) حاولوا ألا تتصرفوا بتهور وتقولوا او تفعلوا امورا تجعل من الصعب على ولدكم ان يرجع اليكم. تجنبوا الغيظ غير المضبوط والمرارة. (كولوسي ٣:٨) لا تسرعوا الى الاستسلام. (١ كورنثوس ١٣:٤، ٧) وفيما تكرهون الشر لا تصيروا قساة ومرِّي النفس تجاه ولدكم. والاهم، يجب ان يجتهد الوالدون في رسم مثال جيد وحفظ ايمانهم باللّٰه قويا.
التعامل مع متمرد عن سابق تصميم
٢٤ ايّ وضع محزن ينشأ احيانا في العائلة المسيحية، وكيف يجب ان يتجاوب الوالد؟
٢٤ يتبين في بعض الحالات ان الحدث اتخذ قرارا قاطعا ان يتمرد ويرفض القيم المسيحية كاملا. عندئذ يجب تحويل الانتباه الى حفظ او اعادة بناء الحياة العائلية للاولاد الباقين. انتبهوا لئلا توجهوا كل طاقتكم الى المتمرد بحيث تهملون الاولاد الآخرين. وعوضا عن محاولة اخفاء المشكلة عن باقي افراد العائلة، ناقشوا المسألة معهم الى الحد الملائم وبطريقة مطمئنة. — قارنوا امثال ٢٠:١٨.
٢٥ (أ) باتِّباع نموذج الجماعة المسيحية، كيف يمكن ان يتصرف الوالدون اذا صار الولد متمردا عن سابق تصميم؟ (ب) ماذا يجب ان يتذكر الوالدون اذا تمرد احد اولادهم؟
٢٥ قال الرسول يوحنا عمَّن يصير في الجماعة متمردا يتعذر اصلاحه: «لا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام.» (٢ يوحنا ١٠) وقد يشعر الوالدون بأنه من الضروري اتخاذ موقف مماثل من ولدهم اذا كان في السن القانونية وصار متمردا كليا. (قارنوا تثنية ٢١:١٨-٢١.) ومهما كان موقف كهذا صعبا وموجعا، فهو ضروري احيانا لحماية باقي العائلة. فبيتكم يحتاج الى حمايتكم واشرافكم الدائم. لذلك استمروا في المحافظة على حدود واضحة ولكن معقولة للسلوك. اتصلوا بالاولاد الآخرين. اهتموا بكيفية سير الامور معهم في المدرسة وفي الجماعة. وكذلك دعوهم يعرفون انه على الرغم من عدم موافقتكم على اعمال الولد المتمرد، فأنتم لا تكرهونه. دينوا العمل الرديء، عوضا عن ادانة الولد. فعندما كدَّر ابنا يعقوب العائلة بسبب عملهما القاسي، لعن يعقوب سخطهما العنيف، لا الابنين انفسهما. — تكوين ٣٤:١-٣١؛ ٤٩:٥-٧.
٢٦ ممَّ يمكن للوالدين ذوي الضمير الحي ان يستمدوا التعزية اذا تمرد احد اولادهم؟
٢٦ قد تشعرون بأنكم مسؤولون عما حدث في عائلتكم. ولكن اذا كنتم قد فعلتم بروح الصلاة كل ما تستطيعون، متَّبعين مشورة يهوه قدر الامكان، فلا حاجة الى نقد نفسكم بإفراط. تعزَّوا بواقع انه لا احد يمكن ان يكون والدا كاملا، لكنكم حاولتم بضمير حي ان تكونوا والدا صالحا. (قارنوا اعمال ٢٠:٢٦.) ووجود متمرد بكل معنى الكلمة في العائلة امر محزن، ولكن اذا حدث ذلك لكم، فتيقنوا ان اللّٰه يفهم ولن يترك ابدا خدامه المخلصين. (مزمور ٢٧:١٠) لذلك صمموا ان تُبقوا بيتكم ملاذا روحيا آمنا للاولاد الباقين.
٢٧ ايّ امل يمكن ان يكون دائما لوالدَي الابن المتمرد اذا ما تذكَّرا مثل الابن الضال؟
٢٧ وفضلا عن ذلك، لا يجب ابدا ان تقطعوا الامل. فجهودكم الابكر في التدريب اللائق قد تؤثر اخيرا في قلب الولد الشارد وتعيده الى رشده. (جامعة ١١:٦) وقد اختبر عدد من العائلات المسيحية ما تختبرونه انتم. ورأى البعض اولادهم العصاة يعودون، كالاب في مثل يسوع عن الابن الضال. (لوقا ١٥:١١-٣٢) وقد يحدث الامر نفسه لكم.
-